• الفهرس
  • عدد النتائج:

يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقربا ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عز وجل أنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض كل ذلك وحشة مما ورث النبي الأمي ص ونفورا مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض أهل حسرات وكهوف شبهات وأهل عشوات وضلالة وريبة من

______________________________________________________

الطبيعية ، فما أنكرته طباعهم كان هو المنكر بينهم ، وإن كان معروفا في الشريعة ، وما اقتضته طباعهم ومالت إليه شهواتهم كان هو المعروف بينهم ، وإن علموا أنه منكر في الذين « وكل امرء منهم إمام نفسه » وفي نهج البلاغة هكذا : « مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم ، وتعويلهم في المبهمات على آرائهم ، كان كل امرئ منهم إمام نفسه » (١) « أخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات » أي يظنون أنهم تمسكوا بدلائل وبراهين فيما يدعون من الأمور الباطلة « وأسباب محكمات » أي زعموا أنهم تعلقوا بوسائل محكمة فيمن يتوسلون بهم من أئمة الجور « فلا يزالون بجور ، ولم يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقربا » أي إلى ربهم « ولن يزدادوا إلا بعدا من الله » لخطائهم في أديانهم وأعمالهم آنس بعضهم ببعض « على صيغة المصدر ويحتمل الفعل والفقرة التالية يؤيد الأول » وتصديق بعضهم لبعض « وفي بعض النسخ » وتصدق « أي يعطي بعضهم صدقاتهم بعضا ولعله تصحيف » كل ذلك ، وحشة مما ورث النبي الأمي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « أي يفعلون كل ذلك لوحشتهم ونفرتهم عن العلوم التي ورثها النبي لأهل بيته والأمي : نسبة إلى أم القرى ، أو لأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتعلم الخط والقراءة ، وإن كان عالما بهما بإلهامه تعالى » ونفورا مما أدى إليهم من إخبار فاطر السماوات والأرض « أي خالقهما ، ومبدعهما » أهل حسرات « بعد الموت وفي القيامة » وكهوف شبهات « أي تأدى إليهم الشبهات لأنهم يقبلون إليها ويقتلون بها ، وفي بعض النسخ » وكفر وشبهات « فيكونان معطوفين على حسرات » وأهل عشوات « قال الجوهري (٢) : العشوة أن يركب أمرا على غير بيات ، ويقال أخذت عليهم بالعشوة ، أي بالسواد من الليل » وضلالة وريبة « أي شك » من

__________________

(١) نهج البلاغة : تحقيق صبحي الصالح ص ١٢١ « الخطبة رقم ٨٨ » وفيه « وتعويلهم في المهمّات على آرائهم ».

(٢) الصحاح : ج ٦ ص ٢٤٢٧.