• الفهرس
  • عدد النتائج:

أيا راكباً نحوَ المدينةِ جسرةً(١)

عُذافِرَةً(٢) يَطوي بها كلّ سَبسب (٣)

إذا ما هداكَ اللهُ عاينتَ جعفراً

فقل لوليّ اللهِ وابنِ المهذَّبِ

ألا يا أمينَ اللهِ وابنَ أمينه

أتوبُ إلى الرحمنِ ثمّ تأوّبي

إليكَ من الأمرِ الذي كنتُ مطنباً

اُحاربُ فيه جاهداً كلّ مُعرب

وماكان قولي في ابنِ خولةَ(٤) مبطناً

معاندةً منّي لنسل المطيّبِ

ولكن روينا عن وصي نبيّنا

وما كان فيما قاله بالمكذّبِ

بأنّ وليّ الأمر يفقدُ لايُرى

ستيراً كفعل الخائفِ المترقّب

فتقسمُ أموالُ الفقيدِ كأنّما

تغيّبهُ بين الصفيحِ المنصّبَ

فيمكثُ حيناً ثمّ يشرقُ شخصهُ

مضيئا ًبنور العدلِ إشراق كوكبِ

يسير بنصرِ اللهِ من بيت ربّه

على سؤددٍ منه وأمر مسبّب

يسير إلى أعدائهِ بلوائهِ

فيقتلهم قتلاً كحرّان مغضبِ

فلمّا رُوي أنّ ابن خولةَ غائب

صرفنا اليه قوله لم نكذّبِ

وقلنا هو المهديّ والقائم الذي

يعيش به من عدله كلّ مجدبِ

فإن قلت : لا ، فالقول قولك والذي

أمرت فحتمٌ غير ما متعصبِ

وأشهد ربّي أنّ قولكَ حجّة

على الناس من مطيعٍ ومذنبِ

بأنّ وليّ الأمر والقائم الذي

تطلّع نفسي نحوهُ بتطرّبِ

له غيبة لابدّ من أن يغيبها

فصلّى عليه اللهُ من متغيّبِ

فيمكثُ حيناً ثمّ يظهر حينهُ

فيملأ عدلاً كلّ شرقٍ ومغربِ

بذاكَ أدين اللهَّ سرّاً وجهرةً

ولستُ وإن عوتبتُ فيه بمعتبِ

__________________

(١) الجسرة : العظيمة من الابل. «الصحاح ـ جسر ـ ٢ : ٦١٣).

(٢) العذافرة : العظيمة الشديدة من الابل. «الصحاح ـ عذفر ـ ٢ : ٢ ٧٤».

(٣) السبسب : المفازة أو البادية. «الصحاح ـ سبب ـ ١ : ١٤٥».

(٤) ابن خولة : هو محمد بن الحنفية رحمه‌الله.