• الفهرس
  • عدد النتائج:

بمكّة»(١).

وقد روي أيضاً عن الصادق عليه‌السلام : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ساق في حجّته مائة بدنة ، فنحر نيّفاً وستّين ، ثمّ أعطى عليّاً فنحر نيّفاً وثلاثين ، فلمّا رجع علي عليه‌السلام إلى جيشه وجد الناس قد لبسوا تلك الحلل ، فقال للذي استخلفه عليهم : « ويحك ما دعاك إلى ما فعلت من غير إذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ » قال : إنّهم سألوني أن أدفعها إليهم فيتجملوا بها ويحرموا فيها.

فقال : «بئس ما فعلوا وبئس ما فعلت».

فانتزعها عليه‌السلام من القوم وشدّها في الأعدال ، فكثرت شكاية القوم عليّاً ، فنادى منادي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ارفعوا ألسنتكم عن شكاية عليّ فإنّه أخشن في ذات الله.

ولمّا قدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومكّة وطاف وسعى نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام ـ وهو على المروة ـ بهذه الآية ( وَاتِمّوا الحَجَّ والعُمرَةَ للهِ )(٢) فخطب الناس وحمد الله وأثنى عليه ، وقال : «دخلت العمرة في الحجّ هكذا إلى يوم القيامة ـ وشبّك بين أصابعه ـ ثمّ قال عليه‌السلام : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي».

ثمّ أمر مناديه فنادى : من لم يسق منكم هدياً فليحلّ وليجعلها عمرة ، ومن ساق منكم هدياً فليقم على إحرامه.

__________________

(١) انظر : ارشاد المفيد ١ : ١٧١ ، قصص الأنبياء للراوندي : ٣٥٥ | ٤٣١ ، صحيح مسلم ٢ : ٨٨٨ ، سيرة ابن هشام ٤ : ٢٤٩ ، دلائل النبوة للبيهقي ٥ : ٣٩٩ ، أحكام القرآن للقرطبي ٢ : ٣٧٠ ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ٣٨٣ | ١٠.

(٢) البقرة ٢ : ١٩٦.