• الفهرس
  • عدد النتائج:

عليه وآله وسلّم البيضاء وخرجت أطلب الحطّابة أو صاحب لبن لعلّي آمره أن يأتي قريشاً فيركبون إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستأمنون إليه ، إذ لقيت أبا سفيان وبديل بن ورقاء وحكيم بن حزام ، وأبو سفيان يقول لبديل : ما هذه النيران؟ قال : هذه خزاعة.

قال : خزاعة أقلّ وأقلّ من أن تكون هذه نيرانهم ، ولكن لعلّ هذه تميم أو ربيعة.

قال العبّاس : فعرفت صوت أبي سفيان ، فقلت : أبا حنظلة ، قال : لبّيك فمن أنت؟ قلت : أنا العبّاس ، قال : فما هذه النيران فداك أبي واُمّي؟ قلت : هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عشرة آلاف من المسلمين ، قال : فما الحيلة؟ قال : تركب في عجز هذه البغلة فأستأمن لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال : فأردفته خلفي ثمّ جئت به ، فكلّما انتهيت إلى نار قاموا إليّ فإذا رأوني قالوا : هذا عمّ رسول الله خلّوا سبيله ، حتّى انتهيت إلى باب عمر فعرف أبا سفيان فقال : عدوّ الله الحمد لله الذي أمكن منك ، فركَّضت البغلة حتّى اجتمعنا على باب القبّة ، ودخل عمر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : هذا أبو سفيان قد أمكنك الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه.

قال : العبّاس : فجلست عند رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : بأبي أنت واُمّي أبو سفيان وقد أجرته ، قال : «أدخله».

فدخل فقام بين يديه فقال : «ويحك يا أبا سفيان أما آن لك أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله؟».

قال : بأبي أنت واُمّي ما أكرمك وأوصلك وأحملك ، أمّا الله لو كان معه إله لاَغنى يوم بدر ويوم أحد ، وأمّا أنّك رسول الله فوالله إنّ في نفسي منها لشيئاً.