بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

علي عليه‌السلام فذلك قول الله تعالى : « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا » : زوج فاطمة بنت محمد ، فعلي من محمد ، ومحمد من علي ، والحسن والحسين وفاطمة نسب ، و علي الصهر. (١)

٢ ـ مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن أبي عبدالله القايني ، عن أبي الحسين النصيبي ، عن أبي بكر السبيعي الحلبي ، عن علي بن العباس المقانعي ، عن جعفر بن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عمرو ، عن حسين الاشقر ، عن أبي قتيبة التميمي قال : سمعت ابن سيرين في قوله تعالى : « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا » قال : نزلت في النبي وعلي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام زوج فاطمة عليا عليهما‌السلام وهو ابن عمه وزوج ابنته [ فكان ] نسبا وصهرا (٢) « وكان ربك قديرا » أي قادرا على ما أراد. (٣)

٣ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبدالله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن أحمد بن معمر الاسدي ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا » قال : نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حين زوج (٤) عليا ابنته ، وهو ابن عمه ، فكان له نسبا وصهرا. (٥)

٤ ـ وقال أيضا : حدثنا عبدالعزيز بن يحيى ، عن المغيرة بن محمد ، عن رجاء بن سلمة ، عن نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في هذه الآية قال : خلق الله آدم وخلق نطفة من الماء فمزجها ثم أبا فأبا (٦) حتى أودعها إبراهيم عليه‌السلام ، ثم أما فاما (٧) من طاهر الاصلاب إلى مطهرات الارحام حتى

____________________

(١) تفسير فرات : ١٠٧. وفيه؟؟ فاطمة والحسن والحسين نسب.

(٢) كذا في ( ك ) وهو الصحيح ، أى زوج ابنته ابن عمه فحصل الصهر مع النسب. وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : زوج فاطمة عليا عليهما‌السلام ( وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ).

(٣) العمدة : ١٥١.

(٤) في ( د ) : حيث زوج.

(٥) كنز جامع الفوائد مخطوط.

(٦) أى ثم أودعها أبا فأبا.

(٧) كذا في ( ك ) وفى غيره : ثم اما فاما وأبا فأبا.

٣٦١

صارت إلى عبدالمطلب ، ففرق ذلك النور فرقتين : فرقة إلى عبدالله فولد محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، و فرقة إلى أبي طالب فولد عليا عليه‌السلام ، ثم ألف الله النكاح بينهما فزوج الله عليا بفاطمة عليهما‌السلام ، فذلك قوله عزوجل : « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا و كان ربك قديرا ». (١)

٥ ـ كشف : مما رواه أبوبكر بن مردويه : « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا » هو علي وفاطمة عليهما‌السلام. (٢)

[ ٦ ـ ضه : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خلق الله عزوجل نطفة بيضاء مكنونة ، فنقلها من صلب إلى صلب ، حتى نقلت النظفة إلى صلب عبدالمطلب ، فجعل نصفين : فصار نصفها في عبدالله ، ونصفها في أبي طالب ، فأنا من عبدالله ، وعلي من أبي طالب ، وذلك قول الله عزوجل : « وهو الذي خلق من الماء بشرا » الآية. (٣)

وأقول : قد مضى في ذلك أخبار في باب ولادته وباب أسمائه عليه‌السلام. ]

بيان : روى العلامة ـ رحمه‌الله ـ عن ابن سيرين مثله. (٤)

وقال الطبرسي ـ بردالله مضجعه ـ : أي خلق من النطفة إنسانا ، وقيل : أرادبه آدم عليه‌السلام فإنه خلق من التراب الذي خلق من الماء ، وقيل : أرادبه أولاد آدم عليه‌السلام فإنهم المخلوقون من الماء « فجعله نسبا وصهرا » أي فجعله ذانسب وصهر ، والصهر : حرمة الختونة ، و قيل : النسب : الذي لايحل نكاحه ، والصهر : الذي يحل نكاحه كبنات العم والخال ، عن الفراء ، وقيل : النسب سبعة أصناف والصهر خمسة ، ذكرهم الله في قوله : « حرمت عليكم امهاتكم (٥) » وقيل : النسب : البنون ، والصهر : البنات اللاتي يستفيد الانسان

____________________

(١) كتر جامع الفوائد مخطوط.

(٢) كشف الغمة : ٩٥.

(٣) هذه الرواية توجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط ، وتفحصنا المصدر لم نجدها ، نعم أورد الفتال في الروضة ما يقرب منها.

(٤) كشف الحق ١ : ٩٣.

(٥) النساء : ٢٣.

٣٦٢

بهن الاصهار ، فكأنه قال : فجعل مه البنين والبنات. وقال ابن سيرين : نزلت في النبي وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهما ، زوج فاطمة عليا عليهما‌السلام ، فهو ابن عمه وزوج ابنته ، فكان نسبا وصهرا « وكان ربك قديرا » أي قادرا على ما أراد. (١)

١٦

( باب )

* ( انه عليه‌السلام السبيل والصراط والميزان في القرآن ) *

١ ـ فس : « انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا (٢) » قال : إلى ولاية علي ، وعلي هو السبيل « يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا (٣) قال أبوجعفر عليه‌السلام : يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول عليا. (٤)

٢ ـ ير : أبومحمد عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن ابن أسباط البغدادي ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « هذا صراط علي مستقيم » قال : هو والله علي عليه‌السلام هو والله الصراط والميزان. (٥)

٣ ـ شى : عن عبدالله بن سليمان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : قوله : « قدجاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا (٦) » قال : البرهان محمد عليه وآله والسلام ، والنور علي عليه‌السلام قال : قلت له : صراطا مستقيما؟ قال. الصراط المستقيم علي عليه‌السلام. (٧)

٤ ـ قب : الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : « فضلوا فلا يستطيعون » إلى ولاية علي

____________________

(١) مجمع البيان ٧ : ١٧٥.

(٢) بنى اسرائيل : ٤٨.

(٣) الفرقان : ٢٧.

(٤) تفسير القمى : ٤٦٤ و ٤٦٥. وفيه : مع الرسول عليا وليا.

(٥) بصائر الدرجات : ١٤٩.

(٦) المائدة : ١٧٤.

(٧) مخطوط.

٣٦٣

« سبيلا » وعلي هو السبيل.

جعفر وأبوجعفر عليهما‌السلام في قوله : « إن الذين كفروا » يعني بني امية « و صدوا عن سبيل الله (١) » عن ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وفي رواية : يعني بالسبيل عليا عليه‌السلام ولا ينال ما عندالله إلا بولايته. هارون ابن الجهم ، وجابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى « فاغفر للذين تابوا (٢) » من ولايه جماعة بني امية « واتبعوا سبيلك » آمنوا بولاية علي عليه‌السلام وعلي هو السبيل. إبراهيم الثقفي بإسناده إلى أبي بردة الاسلمي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله (٣) » سألت الله أن يجعلها لعلي عليه‌السلام ففعل. (٤)

كنز : عن الثقفي مثله. (٥)

٥ ـ قب : أبوالحسن الماضي قال : « إذا جاءك المنافقون (٦) » بولاية وصيك « قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله » والسبيل هو الوصي « إنهم ساء ما كانوا يعملون » ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك ، فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون « وإذا قيل لهم تعالوا يستغفرلكم رسول الله (٧) » ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم « لو وا رؤوسهم ورأيتعم يصدون » عن ولاية علي « وهم مستكبرون » عليه.

أبوذر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خبر في قوله : « واتبعوا سبيلك (٨) » يعني أليا عليه‌السلام.

____________________

(١) النساء : ١٦٧.

(٢) المؤمن : ٧ وما بعدها ذيلها.

(٣) الانعام : ١٥٣.

(٤) مناقب آل أبي طالب ١ : ٥٥٩.

(٥) مخطوط.

(٦) المنافقون : ١ ، وما بعدها ذيلها.

(٧) المنافقون : ٥ ، وما بعدها ذيلها.

(٨) المؤمن : ٧.

٣٦٤

ابن عباس في قوله : « فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا (١) » الآيات ، إن سبيل الله في هذا الموضع علي بن أبي طالب عليه‌السلام قوله : « وإنها لبسبيل مقيم (٢) » في الخبر : هو الوصي بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الباقر عليهما‌السلام : « اهذنا الصراط المستقيم » قالا : دين الله الذي نزل به جبرئيل على محمد (ص) « صراط الذين أنعمت عليهم » فهديتهم بالاسلام وبولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام ولم تغضب عليهم ولم يضلوا [ « غير ] المغصوب عليهم » اليهود والنصارى والشكاك الذين لا يعرفون إمامة أميرالمؤمنين عليه‌السلام و [ « لا ] الصالين » عن إمامة (٣) علي بن أبي طالب. وقال أبوجعفر الهاروني في قوله : « وإنه في ام الكتاب الدينا لعلي حكيم (٤) » ـ وام الكتاب : الفاتحة ـ يعني أن فيها ذكره قوله : « اهدنا صراط المستقيم » السورة. علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه ، وزيد بن علي بن الحسين عليهما‌السلام « والله يدعو إلى دارالسلام (٥) » يعني به الجنة « ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم » يعني به ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٦).

كنز : أبوعبدالله الحسين بن جبير في نخب المناقب بإسناده عنهما عليهما‌السلام مثله (٧).

٦ ـ قب : جابر بن عبدالله : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هيأ أصحابه عنده إذ قال : وأشار بيده إلى علي عليه‌السلام ـ : « هذا صراط مستقيم. (٨) فاتبعوه » الآية (٩) ، فقال النبي (ص) وسلم : كفاك يا عدوي (١٠).

____________________

(١) الاعراف : ٣٧ هود : ١٨. الكهف : ١٥. والمراد هنا ما في سورة هود فان ( سبيل الله ) ذكر فيها.

(٢) الحجر : ٧٦.

(٣) في ( ك ) : عن ولاية.

(٤) الزخرف : ٤.

(٥) يونس : ٢٥ ، وما بعدها ذيلها.

(٦) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٥٩ و ٥٦٠.

(٧) مخطوط.

(٨) مريم : ٣٦. يس : ٦١. الزخرف : ٦١ ـ ٦٤.

(٩) ظاهر العبارة يوهم أن ( فاتبعوه ) ذيل الاية وليس كذلك ، راجعها.

(١٠) كناية عن الثانى لكونه من عدى ، والنسبة : عدوى.

٣٦٥

ابن عباس : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحكم وعلي بين يديه مقابلته (١) ، ورجل عن يمينه ورجل عن شماله ، فقال : اليمين والشمال مضلة ، والطريق المستودي الجادة ، ثم أشار بيده : وإن هذا صراط علي مستقيم فاتبعوه.

الحسن قال : خرج ابن مسعود فوعظ الناس فقام إليه رجل فقال : يا أبا عبدالرحمان أين الصراط المستقيم؟ فقال : الصراط المستقيم طرفه في الجنة ، وناحيته عند محمد وعلي ، و حافتاه دعاة (٢) ، فمن استقامت له الجادة أتى محمدا ، ومن زاغ عن الجادة (٣) تبع الدعاة. الثمالي : عن أبي جعفر عليه‌السلام « فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم (٤) » قال : إنك على ولاية علي عليه‌السلام وهو الصراط المستقيم ، ومعنى ذلك أن علي بن أبي طالب عليه‌السلام الصراط إلى الله كما يقال : فلان باب السلطان ، إذا كان يوصل به إلى السلطان ، ثم إن الطراط هو الذي عليه علي عليه‌السلام يدلك وضوحا على ذلك قوله : « صراط الذين أنعمت عليهم » يعني نعمة الاسلام لقوله : « وأسبغ عليكم نعمه (٥) » والعلم « وعلمك ما لم تكن تعلم (٦) » والذرية الطيبة « إن الله اصطفى آدم (٧) » الآية وإصلاح الزوجات لقوله : « فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه (٨) » فكان علي عليه‌السلام في هذه النعم في أعلى ذراها (٩).

٧ ـ مع : أبي ، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ، عن عبدالله بن الصلت ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن عبيدالله الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الصراط المستقيم أميرالمؤمنين عليه‌السلام (١٠).

____________________

(١) في ( ك ) : مقابلة.

(٢) الحافة : الجانب والطرف ، والدعاة جمع الداعى : أى في طرفيه دعاة إلى الضلالة

(٣) أى مال عن الصراط السوى والطريق المستقيم.

(٤) الزخرف : ٤٣.

(٥) لقمان : ٢٠.

(٦) النساء : ١١٣.

(٧) آل عمران : ٣٣.

(٨) الانبياء : ٩٠.

(٩) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٦٠ و ٥٦١.

(١٠) معانى الاخبار : ٣٤.

٣٦٦

٨ ـ مع : الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن عبيد بن كثير ، عن محمد بن مروان ، عن عبيد بن يحيى بن مهران ، عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : في قول الله عزوجل : « صراط الذين أنعمت عليهم غير المغصوب عليهم ولا الضالين » قال : شيعة علي عليه‌السلام الذين انعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام لم يغضب عليهم ولم يضلوا (١).

٩ ـ فض : بالاسانيد إلى جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : أوحى الله تعالى إلى نبيه « فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم (٢) » فقال : إلهي ما الصراط المستقيم؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب ، فعلي هو الصراط المستقيم (٣).

١٠ ـ فس : جعفر بن أحمد ، عن عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله الله تعالى لنبيه : « ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا (٤) » يعني عليا ، وعلي هو النور ، فقال : « نهدي به من نشاء من عبادنا » يعني عليا ، به هدى من هدى من خلقه. وقال الله لنبيه : « وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم » يعني إنك لتأمر بولاية علي وتدعو إليها ، وعلي هو الصراط المستقيم « صراط الله » يعني عليا « الذي له ما في السماوات وما في الارض » يعني عليا إنه جعله خازنه على ما في السماوات وما في الارض من شئ وائتمنه عليه « ألا إلى الله تصير الامور (٥). »

بيان : على هذا التأويل لبطن الآية الكريمة يمكن أن يكون المراد بالكتاب أو الايمان أو بهما معا أميرالمؤمنين عليه‌السلام فتستقيم النظم وإرجاع الضمير (٦) ، وقد أوردنا

____________________

(١) معانى الاخبار : ٤٦.

(٢) الزخرف : ٤٣.

(٣) الروضة : ١٦.

(٤) الشورى : ٥٢ ، وما بعدها ذيلها.

(٥) تفسير القمى : ٦٠٦.

(٦) لان المرجع يكون على هذا واحدا كالضمير ، وأما على غير هذا المعنى فيشكل الامر في ارجاع الضمير كما لا يخفى.

٣٦٧

الاخبار الكثيرة في أنه الكتاب والايمان في بطن القرآن وأيضا ـ على ما في الخبر ـ الموصول في قوله تعالى : « الذي له ما في السماوات » صفة للصراط وضمير « له » راجع إليه.

١١ ـ فس : بالاسناد المتقدم عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزلت هاتان الآيتان هكذا (١) قول الله : « حتى إذا جاءانا » ـ يعني فلانا وفلانا ـ يقول أحدهما لصاحبه حين يراه : « ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين » فقال الله تعالى لنبيه : قل لفلان وفلان وأتباعهما : « لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم » آل محمد حقهم (٢) « أنكم في العذاب مشتركون » ثم قال الله لنبيه : « أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون » يعني من فلان وفلان ، ثم أوحى الله إلى نبيه : « فاستمسك بالذي اوحي إليك » في علي « إنك على صراط مستقيم (٣) يعني إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم (٤).

بيان : قال الطبرسي ـ رحمه‌الله ـ : قرأ أهل العراق غير أبي بكر « حتى إذاجاءنا » على الواحد ، والباقون ، « جاءانا » على الاثنين ، انتهى (٥).

أقول : قدمر في الآية السابقة (٦) « ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهوله قرين (٧) » ويظهر من بعض الاخبار أن الموصول كناية عن أبي بكر حيث عمي عن ذكر الرحمان يعني أميرالمؤمنين والشيطان المقيض (٨) له هو عمر « وإنهم ليصدونهم » أي الناس « عن السبيل » وهو أميرالمؤمنين عليه‌السلام وولايته « ويحسبون أنهم مهتدون » ثم قال بعد ذلك : « حتى إذا جاءانا » يعني العامي عن الذكر وشيطانه : أبابكر وعمر « قال » أبوبكر لعمر : « ياليت بيني وبينك بعد المشرقين » ويؤيد أن المراد بالشيطان عمر ما رواه

____________________

(١) أى في بطن القرآن وتأويله.

(٢) ليست كلمة ( حقهم ) في المصدر.

(٣) الزخرف : ٣٩ ـ ٤٣.

(٤) تفسير القمى : ٦١٢.

(٥) مجمع البيان ٩ : ٤٧.

(٦) اى في الاية السابقة على هذه الاية المذكورة في الخبر.

(٧) الزخرف : ٦٣.

(٨) على بناء المعفول : أى المقدر.

٣٦٨

علي بن إبراهيم عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدومين (١) » قال : يعني الثاني ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام (٢). وقد مضت الاخبار في ذلك في كتاب الامامة وغيره وسيأتي بعضها.

١٢ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : « وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (٣) » أي تدعو إلى الامامة المستوية ، ثم قال : « صراط الله » أي حجة الله « الذي له ما في السماوات وما في الارض ألا إلى الله تصير الامور » حدثني محمد بن همام ، عن سعيد بن محمد ، عن عباد بن يعقوب ، عن عبدالله بن الهيثم ، عن صلت بن الحر قال : كنت جالسا مع زيد بن علي فقرأ « إنك لتهدي إلى صراط مستقيم » قال : هدى الناس ورب الكعبة إلى علي صلوات الله عليه ، ضل عنه من ضل واهتدى به من اهتدى (٤).

فر : أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن صبيح ، عن عبدالله بن الهيثم مثله (٥).

١٣ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن النضر ، عن خالد بن حماد ، ومحمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أوحى الله إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم » قال : إنك على ولاية علي ، وعلي هو الصراط المستقيم (٦). ١٤ ـ ير : عبدالله بن عامر ، عن محمد البرقي ، عن الحسين بن عثمان ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : « ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين (٧) » قال : تفسيرها في بطن القرآن ومن يكفر بولاية علي ، وعلي هو الايمان.

وقال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : « وكان الكافر على ربه ظهيرا (٨) » قال :

____________________

(١) الزخرف : ٦٢.

(٢) تفسير القمى : ٦١٢.

(٣) الشورى : ٥٢ ، وما بعدها ذيلها.

(٤) تفسير القمى : ٦٠٦.

(٥) تفسير فرات : ١٤٤.

(٦) بصائر الدرجات : ٢٠.

(٧) المائدة : ٥.

(٨) الفرقان : ٥٥.

٣٦٩

تفسيرها في بطن القرآن : علي هو ربه في الولاية والطاعة ، والرب هو الخالق الذي لا يوصف.

وقال أبوجعفر عليه‌السلام : إن عليا آية لمحمد وإن محمدا يدعو إلى ولاية علي عليه‌السلام أما بلغك قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فوالى الله من والاه وعادى الله من عاداه.

وأما قوله : « إنكم لفي قول مختلف (١) » فإنه يعني أنه لمختلف عليه (٢) ، قد اختلف هذه الامة في ولايته ، فمن استقام على ولاية علي دخل الجنة ، ومن خالف ولاية علي دخل النار.

وأما قوله : « يؤفك عنه من افك » فإنه يعني عليا عليه‌السلام من افك عن ولايته افك عن الجنة ، فذلك قوله : « يؤفك عن من أفك ».

وأما قوله : « وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (٣) إنك لتأمر بولاية علي و تدعو إليها وهو على صراط مستقيم (٤).

وأما قوله : « فاستمسك بالذي اوحي إليك » في علي « إنك على صراط مستقيم (٥) » إنك على ولاية علي وهو على الصراط المستقيم (٦).

وأما قوله : « فلما نسوا ما ذكروا به (٧) » يعني فلما تركوا ولاية علي وقد امروابها « فتحنا عليهم أبواب كل شئ » يعني دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها (٨)

____________________

(١) الذاريات : ٨. وما بعدها ذيلها.

(٢) في المصدر : فانه على ، يعنى انه لمختلف عليه.

(٣) الشورى : ٥٢.

(٤ و ٦) في المصدر : وعلى هو الصراط المستقيم.

(٥) الزخرف : ٤٣ وليست كلمة ( في على ) في المصدر.

(٧) الانعام : ٤٤ ، وما بعدها ذيلها.

(٨) في المصدر : وما بسط اليهم فيها.

٣٧٠

وأما قوله : « حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذاهم مبلسون » يعني قيام القائم عليه‌السلام (١).

بيان : قوله : « والرب هو الخالق الذي لا يوصف » أي الرب بدون الاضافة لا يطلق إلا على الله ، وأما معها فقد يطلق على غيره تعالى : كقول يوسف عليه‌السلام « ارجع إلى ربك (٢) ».

١٥ ـ شى : عن عبدالله بن المغيرة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سئل عن قول الله تعالى : « ولئن قتلتم في سبيل الله أومتم (٣) » قال : أتدري يا جابر ما سبيل الله؟ فقلت : لا والله إلا أن أسمعه منك ، قال : سبيل الله علي وذريته ، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله ، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله ، ليس من يؤمن من هذه الامة إلا وله قتله ومبتة ، قال : إنه من قتل ينشر حتى يموت ومن مات ينشر حتى يقتل (٤). فر : جعفر الفزاري معنعنا عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله إلى قوله : مات في سبيل الله (٥)

١٦ ـ شى : عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله (٦) » قال : أتدري ما يعني بصراطي مستقيما؟ قلت : لا ، قال : ولاية علي والاوصيا ، قال : وتدري ما يعني فاتبعوه ، قلت لا ، قال : يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : وتدري ما يعني ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله؟ قلت : لا ، قال : ولاية فلان وفلان ، قال : وتدري ما يعني فتفرق بكم عن سبيله؟ قال : يعنى سبيل علي عليه‌السلام. (٧)

١٧ ـ فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن زيد بن علي بن أبي طالب في قوله :

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٢١ و ٢٢.

(٢) يوسف : ٥٠.

(٣) آل عمران : ١٥٧.

(٤) تفسير العياشى مخطوط.

(٥) تفسير فرات : ١٨.

(٦) الانعام : ١٥٣.

(٧) تفسير العياشى مخطوط. والظاهر أن يكون كذا : قلت : لا ، قال : يعنى سبيل على.

٣٧١

« والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (١) » قال : إلى ولاية أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

١٨ ـ فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن سلام بن المستنير قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت : جعلني الله فداك إني أكره أن أشق عليك فإن أذنت لي أن أسألك سألتك ، فقال : سلني عما شئت ، قال : قلت أسألك عن القرآن؟ قال : نعم ، قال : قلت : ما قول الله عزوجل في كتابه : « قال هذا صراط علي مستقيم (٢) »؟ قال : صراط علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقلت : صراط علي عليه‌السلام؟ قال : صراط علي عليه‌السلام. (٣)

١٩ ـ فر : عبيد بن كثير معنعنا عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام في قول الله تعالى : « وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لنا كبون (٤) » قال : عن ولايتي. (٥)

٢٠ ـ فس : قوله تعالى : « وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم (٦) » يعني

____________________

(١) يونس : ٢٥.

(٢) الحجر : ٤١.

(٣) تفسير فرات : ٨١ والمشهور في قراءة هذه الاية أن ( على ) حرف جر دخل على ياء المتكلم ، ولكن قرأ يعقوب وابورجاء وابن سيرين وقتادة والضحاك ومجاهد وقيس بن عبادة وعمرو بن ميمون على ما حكاه الطبرسى بالرفع ، على أن يكون ( على ) اسما ، قال في فصل الخطاب : ان قراءته ( صراط على ) بجر ( على ) وإضافة ( صراط ) إليه ، وربما يتوهم بعيدا أن هذه الرواية ايضا ناظرة إلى هذه القراءة ، كما أن بعضهم قال : ذكر اسم على عليه‌السلام في القرآن صريحا في هذا الموضع ، لكنه بعيد جدا اذلم نعرف من القراءة من قرأ الاية كذلك وقراءة أهل البيت عليهم‌السلام موافقة لقراءة بعض القراء غالبا ، كما يشهد به التتبع وذكره أهل التحقيق ، ولا ضرورة في ذلك ، والظاهر ان سلاما سأله عن معنى الصراط المستقيم ، فقال عليه‌السلام : هو صراط على بن ابى طالب عليه‌السلام ، هذا كله على عبارة المتن ، وأما المصدر فذكر فيه : قلت : ما قول الله عزوجل في كتابه ( هذا صراط مستقيم )؟ قال : صراط على بن ابى طالب عليه‌السلام. وعلى هذا فالاية المسؤول عنها غير الاية المذكورة في المتن كما لا يخفى. (٤) المؤمنون : ٧٤.

(٥) تفسير فرات : ١٠١ و ١٠٢.

(٦) الزخرف : ٤.

٣٧٢

أميرالمؤمنين صلوات الله عليه مكتوب في سورة الحمد في قوله : « اهدنا الصراط المستقيم » قال أبوعبدالله عليه‌السلام : هو أميرالمؤمنين عليه‌السلام. (١)

٢١ ـ مع : أحمد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل « إهدنا صراط المستقيم » قال : هو أميرالمؤمنين عليه‌السلام ومعرفته ، والدليل على أنه أميرالمؤمنين قوله عزوجل : « وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم » وهو أميرالمؤمنين في ام الكتاب في قوله : « اهذنا الصراط المستقيم ». (٢)

٢٢ ـ فس : « الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان (٣) » قال الميزان أميرالمؤمنين عليه‌السلام والدليل على ذلك قوله في سورة الرحمان « والسماء رفعها ووضع الميزان (٤) » قال : يعني الامام. (٥)

٢٣ ـ أقول : قال ابن بطريق في المستدرك قوله تعالى « وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لنا كبون » قال أبونعيم بإسناده عن الاصبغ بن نباتة عن علي عليه‌السلام : عن ولايتنا.

[ ٢٤ يف : روى الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي ، بإسناده إلى قتادة ، عن الحسن البصري قال : كان يقرأ هذا الحرف : صراط علي مستقيم فقلت للحسن : وما معناه قال : يقول : هذا طريق علي بن أبي طالب ودينه طريق ودين مستقيم ، فاتبعوه وتمسكوا به ، فإنه واضح لاعوج فيه. (٦) ]

٢٥ ـ كشف : ابن مردويه في قوله تعالى : « هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل و هو على صراط مستقيم (٧) » عن ابن عباس هو علي عليه‌السلام. (٨)

____________________

(١) تفسير القمى : ٦٠٦.

(٢) معانى الاخبار : ٣٢ و ٣٣.

(٣) الشورى : ١٧.

(٤) الرحمن : ٧.

(٥) تفسير القمى : ٦٠١.

(٦) الطرائف : ٢٤ ولا توجد في ( ت ).

(٧) النحل : ٧٦.

(٨) كشف الغمة : ٩٦.

٣٧٣

بيان : روى نحوه العلامة رضي‌الله‌عنه في كشف الحق ، (١) وعلي بن إبراهيم في تفسيره ، (٢) وأول الآية : « وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه أينما يوجهه لايأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم » قال البيضاوي : اي ولد أخرس لايفهم ولا ينطق (٣) ولا يقدر على شئ من الصنائع والتدابير (٤) « وهو كل » : عيال وثقل على من يلي أمره ، حيثما يرسله مولاه في أمر لا يأتي بنجح وكفاية مهم ، ثم قال : هذا تمثيل ثان ضربه الله لنفسه وللاصنام لابطال المشاركة بينه وبينها ، أو للمؤمن والكافر ، انتهى. (٥)

أقول : لا يبعد أن يكون ظهورها (٦) للاصنام الظاهرة التي عبدت من دون الله ، و بطنها للاصنام التي نصبوها للخلافة في مقابل خليفة الله ، فإنه نوع من العبادة ، وقد سمى الله طاعة الطواغيت عبادة لهم في مواضع كمامر مرارا ، ويظهر من الخبر أن الرجل الاول من كان معارضا لاميرالمؤمنين عليه‌السلام من عجلهم وسامريهم وأشباههما فإنهم كانوا بكما عن بيان الحق ، لا يقدرون على شئ من الخير ، ولا يتأتى منهم شئ من امور الدين وهداية المسلمين ، هل يستوون ومن يأمر بالعدل وهو في جميع الاقوال والاحوال على صراط مستقيم؟ وقد مضى تحقيق أنهم السبيل والصراط في كتاب الامامة.

____________________

(١) ص ٩٨.

(٢) ص ٣٦٣.

(٣) في المصدر : لايفهم ولا يفهم.

(٤) في المصدر : : من الصنائع والتدابير لنقصان عقله.

(٥) تفسير البيضاوي ١ : ٢٦٠ و ٢٦١.

(٦) في النسخ المخطوطة ( ظهرها ) وهو أنسب بقرينة ما يأتى بعده وفى ( ت ) : ظاهرها.

٣٧٤

١٧

( باب )

* ( قوله تعالى ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما * ) الاية ) *

١ ـ فس : « أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة » نزلت في أميرالمؤمنين عليه‌السلام « ويرجو رحمة ربه » قل يا محمد : « هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون * إنما يتذكر اولو الالباب » يعني اولي العقول. (١)

٢ ـ كا : بإسناده عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله تعالى : « وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه (٢) » قال : نزلت في أبي الفصيل ، وذلك أنه كان عنده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ساحر وإذا مسه الضر يعني السقم دعا ربه منيبا إليه يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله : ساحر فإذا خوله نعمة منه يعني العافية نسي ما كان يدعو إليه من قبل يعني التوبة (٣) مما كان يقول في رسول الله بأنه ساحر ، ولذلك قال الله عزوجل : « قل تمتع فكفرك قليلا إنك من أصحاب النار » يعني بإمرتك على الناس بغير حق من الل ورسوله. ثم قال (٤) أبوعبدالله عليه‌السلام : ثم إن الله عطف القول على علي عليه‌السلام يخبر بحاله وفضله عنده ، فقال : « أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون » محمدا رسول الله « والذين لا يعلمون » أن محمدا رسول الله بل يقولون إنه ساحر كذاب « إنما يتذكر اولو الالباب » وهم شيعتنا. ثم قال (٥) أبوعبدالله عليه‌السلام : هذا تأويله يا عمار. (٦) كنز : الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن عمار مثله. (٧)

____________________

* الزمر : ٩.

(١) تفسير القمى : ٥٧٥.

(٢) الزمر : ٨ ، وما بعدها ذيلها.

(٣) في المصدر : يعنى نسى التوبة إلى الله عزوجل اه.

(٤ و ٥) في المصدر : قال : ثم قال اه.

(٦) روضة الكافى : ٢٠٤ و ٢٠٥.

(٧) مخطوط.

٣٧٥

١٨

( باب )

* ( آية النحوى وأنه لم يعمل بها غيره عليه‌السلام ) *

١ ـ كشف : أورد الثعلبي والواحدي وغيرهما من علماء التفسير أن الاغنياء أكثروا مناجاة النبي (ص) وغلبوا الفقراء على المجالس عنده حتى كره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك واستطالة جلوسهم وكثرة مناجاتهم ، فأنزل الله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقد موابين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهرا (١) » فأمر بالصدقة أمام المناجاة (٢) ، وأما أهل العسرة فلم يجدوا ، وأما الاغنياء فبخلوا ، وخف ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخف ذلك الزحام ، (٣) وغلبوا على حبه والرغبة في مناجاته حب الحطام! (٤) واشتد على أصحابه ، فنزلت الآية التي بعدها راشقة (٥) لهم بسهام الملام ، ناسخة بحكمها حيث أحجم (٦) من كان دأبه الاقدام. وقال علي عليه‌السلام : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل أحد بها بعدي ، (٧) وهي آية المناجاة ، فإنها لما نزلت كان لي دينار فبعته بدراهم ، (٨) وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت حتى فنيت ، فنسخت بقوله : « ءأشفقتم أن تقدموابين يدي نجواكم صدقات (٩) » الآية.

____________________

(١) المجادلة : ١٢.

(٢) في المصدر : امام النجوى.

(٣) زحمه زحاما : دافعه في محل ضيق.

(٤) حطام الدنيا : ما فيها من مال قليل أو كثير.

(٥) أى طاعنة.

(٦) أحجم عن الشئ : كف.

(٧) في المصدر : ولا يعمل بها احدى بعدى.

(٨) فان كل دينار يعادل عشرة دراهم.

(٩) المجادلة : ١٣.

٣٧٦

[ ونقل الثعلبي قال : قال علي عليه‌السلام : لما نزلت دعاني رسول الله فقال : ما ترى؟ ترى دينارا؟ فقلت : لايطيقونه ، قال : فكم؟ قلت : حبة أو شعيرة ، قال : إنك لزهيد! فنزلت : « ءأشفقتم أن تقدموا » الزهيد : القليل وكأنه يريد مقلل (١).

إذا انسكبت دموع في خدود

تبين من بكى ممن تباكى

وقال ابن عمر : ثلاث كن لعلي عليه‌السلام لوأن لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم : (٢) تزويجه بفاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، آية النجوى. (٣) يف : من الجمع بين الصحاح الستة ومناقب ابن المغازلي وتفسير الثعلبي عن مجاهد إلى آخر الاخبار (٤).

أقول : روى الطبرسي مثل تلك الاخبار على هذا الترتيب ثم قال : قال مجاهد وقتادة : لما نهوا عن مناجاته حتى يتصدقوا لم يناجه إلا علي بن أبي طالب عليه‌السلام قدم دينارا فتصدق بها ، ثم نزلت الرخصة (٥).

٢ ـ كشف : العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقد موا بين يدي نجواكم صدقة » نزلت في علي عليه‌السلام (٦).

وروى مثله أبوبكر بن مردويه بعدة طرق (٧).

أقول : روى ابن بطريق في العمدة تلك الاخبار الماضية والآتية بأسانيد كثيرة عن الثعلبي وابن المغازلي ورزين العبدري وغيرهم (٨) ، وروى في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول » قال :

____________________

(١) * أقول الزهيد : الحقير. القليل أو الذى يقنع بالقليل كما يقال واد زهيد : قليل الاخذ ـ للماء وقال في النهاية : فجعل يزهدها ساعة الجمعة اى يقللها ومنه حديث على رضى الله عنه ( انك لزهيد ) ( ب ).

(٢) النعم بفتح النون والعين : الابل والاحمر منه ثمين غال جدا.

(٣) كشف الغمة : ٤٨.

(٤) الطرائف : ١٢.

(٥) مجمع البيان ٩ : ٢٥٣. وما ذكره المصنف منقول بالمعنى.

(٦) كشف الغمة : ٩٢.

(٧) كشف الغمة : ٩٣.

(٨) راجع العمدة : ٩٣ و ٩٤.

٣٧٧

إن الله تعالى حرم كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد ، فكف الناس عن كلام رسول الله وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه! قال : وتصدق علي عليه‌السلام ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره.

وبإسناده عن مجاهد قال : قال علي عليه‌السلام : نزلت هذه الآية فما عمل بها أحد غيري ثم نسخت.

وبإسناده عن علي بن علقمة عن علي عليه‌السلام قال : لما نزلت [ هذه (١) ] « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول » قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما تقول في دينار؟ قلت : لا يطيقونه ، قال : كم؟ قلت : شعيرة ، قال : إنك لزهيد فنزلت « إأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات » الآية ، قال فبي خفف الله عن هذه الامة ، فلم ينزل في أحد قبلي ولم ينزل في أحد بعدي.

يف : ابن مردويه في المناقب بأربع طرق أحدها يرفعه إلى سالم بن أبي الجعد عن علي عليه‌السلام مثله.

٣ ـ فس : « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة » قال : إذا سألتم رسول الله حاجة فتصدقوا بين يدي حاجتكم ليكون أقضى لحوائجكم فلم يفعل ذلك أحد إلا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه ، فإنه تصدق بدينار وناجى رسول الله بعشر نجوات (٢).

حدثنا أحمد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : « إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة » قال : قدم علي بن أبي طالب عليه‌السلام بين يدي نجواه صدقة ، ثم نسخها قوله : « ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ».

وحدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسني ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن مروان ، عن عبيد بن خنيس ، عن صباح ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد قال : قال علي صلوات الله

____________________

(١) ليست كلمة ( هذه ) في غير ( ك ).

(٢) في المصدر : عشر نجوات.

٣٧٨

عليه : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي : آية النجوي إنه كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فجعلت أقدم بين يدي كل نجوه (١) اناجيها النبي درهما ، قال : فنسختها قوله : « ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات » إلى قوله : « والله خبير بما تعملون » (٢).

٤ ـ عم : عن مجاهد قال : قال علي عليه‌السلام : آية من القرآن لم يعمل أحد بها قبلي (٣) ولا يعمل بها أحد بعدي : آية النجوى ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكلما أردت أن اناجي النبي تصدقت بدرهم ، ثم نسخت بقوله : « فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم » وفي رواية اخرى : بي خفف الله عن هذه الامة ، فلم ينزل في أحد بدي.

وروى السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس قال : كان الناس يناجون رسول الله في الخلاء (٤) إذا كانت لاحدهم حاجة ، فشق ذلك على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ففرض الله على من ناجاه سرا أن يتصدق بصدقة ، فكفوا عنه وشق ذلك عليهم (٥).

٥ ـ يف : في الجمع بين الصحاح الستة قال أبوعبدالله البخاري : قوله تعالى : « إذا ناجيتم الرسول فقد موابين يدي نجواكم صدقة » نسختها آية : « فإذ لم تفعلوا فتاب الله عليكم » قال أميرالمؤمنين علي عليه‌السلام : ما عمل بهذه الآية غيري ، وبي خفف الله عن هذه الامة أمر هذه الآية (٦).

ووجدت في كتاب عتيق رواية أبي عمير الزاهد في تفسير كلام لعلي عليه‌السلام قال : لما نزلت آية الصدقة مع النجوى دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا فقال : ما تقدمون (٧) من الصدقة

____________________

(١) النجوة : السربين اثنين. وفى المصدر : كل نجوى.

(٢) تفسير القمى : ٦٧٠

(٣) في المصدر : لم يعمل بها احد قبلى.

(٤) الخلاء : المكان الفارغ ليس فيه أحد اى كانوا يبالغون في مناجاة الرسول حتى اذا انفرد في خلوة ليشغل بنفسه أو بعبادة ربه.

(٥) اعلام الورى : ١١٢.

(٦) الطرائف : ١٣.

(٧) في ( ك ) : ما يقدمون.

٣٧٩

بين يدي النجوى؟ قال : يقدم أحدهم حبة من الحنطة فما فوق ذلك ، قال : فقال له المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنك لزهيد أي فقير فقال ابن عباس : فجاء علي في حاجة بعد ذلك الوقت والناس قد اجتمعوا ، فوضع دينارا ثم تكلم ، وما كان يملك غيره ، قال تخلى الناس (١) ، ثم خفف عنهم برفع الصدقة.

[ ٦ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عقبة ، ومحمد بن القاسم معا ، عن الحسين بن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن حنان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله عزوجل : « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقد موا بين يدي نجوا كم صدقة » قال : نزلت في علي عليه‌السلام خاصة ، كان له دينار فباعه بعشرة دراهم ، فكان كلما ناجاه قدم درهما حتى ناجاه عشر مرات ، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد قبله ولا بعده (٢).

٧ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عباس ، عن محمد بن مروان ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدي ، عن خير ، عن علي عليه‌السلام قال : كنت أول من ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم وكلمت رسول الله عشر مرات ، كلما أردت أن اناجيه تصدقت بدرهم ، فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال المنافقون : ما يألو ما ينجش لابن عمه (٣)! حتى نسخها الله عزوجل فقال : « ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات » إلى آخر الآية ، ثم قال عليه‌السلام : فكنت أول من عمل بهذه الآية وآخر من عمل بها ، فلم يعمل بها أحد قبلي ولا بعدي (٤).

٨ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا ، عن أيوب بن سليمان ، عن محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقد موابين يدي نجواكم صدقة » قال : إنه

____________________

(١) أى تركوا الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢ و ٤) كنز جامع الفوائد مخطوط. ولم تذكر هذه الروايات في ( ت ).

(٣) في هامش ( د ) : بيان : ما يألو أى ما ينصر فيما ينجش ، وليس ( ما ) في بعض النسخ. و النجش أن يزيد في سلعة أكثر من ثمنها وليس قصدهأن يشتريها بل ليغر غيره فيوقعه فيه.

٣٨٠