بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

تزويج فاطمة لعلي بن أبي طالب عليهما‌السلام يوم خمسة وعشرين من ذي الحجة ، وكان يوم غديرخم يوم ثمانية عشر من ذي الحجة ، هذا آخر كلام النقاش. وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد فضل أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش وكثرة رجاله وأن الدار قطني وغيره رووا عنه ، وذكر أنه قال عند موته : « لمثل هذا فليعمل العاملون » ثم مات في الحال.

ومن ذلك مارواه مسلم في صحيحه (١) من طرق : فمنها في الجزء الرابع في باب فضائل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في ثالث كراس من أوله من الكتاب الذي نقل الحديث منه في تفسير قوله تعالى : « فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين » فرفع مسلم الحديث إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو طويل يتضمن عدة فضائل لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام خاصة ، يقول في آخره : ولما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي.

ورواه أيضا مسلم في أواخر الجزء المذكور على حد كراسين من النسخة المنقول منها ، ورواه أيضا الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند سعد بن أبي وقاص في الحديث السادس من أفراد مسلم ، ورواه الثعلبي في تفسير هذه الآية عن مقاتل والكلبي (٢) أقول : ثم ساق الحديث مثل مامر في الرواية الاولى للزمخشري ، ثم قال السيد رحمه‌الله : ورواه أيضا أبوبكر بن مردويه بأجمل من هذه الالفاظ وهذه المعاني عن ابن عباس والحسن والشعبي والسدي ، وفي رواية الثعلبي زيادة في آخر حديثه وهي : قال والذي نفسي بيده إن العذاب قد تدلى على أهل نجران ، ولو لا عنو المسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولا ستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر ، ولما حال الحول على النصاري كلهم حتى هلكوا ، فأنزل الله تعالى : « إن هذا لهو القصص الحق

____________________

(١) ج ٧ : ١٢٠ ؤ ١٢١.

(٢) الطرائف : ١٣ و ١٤. وسقط ما بعد ذلك عنه.

٢٦١

وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم * فإن تولوا فإن الله عليهم بالمفسدين (١) » ورواه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب عن الشعبي عن جابر بن عبدالله قال : قدم وفد النجران على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله العاقب والطيب ، فدعا هما إلى الاسلام فقالا : أسلمنا يا محمد قبلك (٢) ، قال : كذبتما إن شئتما أخبر تكما ما يمنعكما من الاسلام؟ قالا : هات ، قال حب الصليب وشرب الخمر وأكل الخنزير ، فدعا هما إلى الملاعنة فواعداه أن يغادياه بالغدوة (٣) ، فغدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ثم أرسل إليهما : فأبيان أن يجيبا فأقرا بالخراج ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق نبيا لو فعلا لامطرالله عليهما الوادي نارا ، قال جابر : فيهم نزلت هذه الآية : « ندع أبناءنا وأبناءكم » الآية قال الشعبي : أبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي ابن أبي طالب عليهم‌السلام.

أقول : وقال السيوطي في الدر المنثور : أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه و أبونعيم في الدلائل عن جابر قال : قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله العاقب والسيد ، فدعاهما إلى الاسلام ، وذكر نحو مامر ، وقال في آخره : قال جابر : أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي ، وأبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة عليهم‌السلام.

قال : وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه « طس » سليمان (٤) : بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، من محمد رسول الله إلى اسقف نجران وأهل نجران ، إن أسلمتم فإني أحمد إليكم إله إبراهيم (٥) وإسحاق ويعقوب ، أما بعد فإني أدعو كم إلى عبادة

____________________

(١) آل عمران : ٦٢ و ٦٣.

(٢) أى قبل دعوتك.

(٣) غادى مغاداة : باكره. والغدوة : البكرة : ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس. اول النهار وهو المرادهنا.

(٤) يعنى سورة النمل.

(٥) في المصدر : اليكم الله اله إبراهيم.

٢٦٢

الله من عبادة العباد ، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد ، فإن أبيتم فالجزية وإن أبيتم فقدا وذنتم (١) بحرب ، والسلام » فلما قرأ الاسقف الكتاب فظع به وذعر ذعرا شديدا (٢) فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له : شرحبيل بن وادعة (٣) ، فدفع إليه كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقرأه ، فقال له الاسقف : ما رأيك؟ فقال شرحبيل : قد علمت ما وعدالله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة ، فما يؤمن من أن يكون (٤) ذلك الرجل ، ليس لي في النبوة رأي ، لوكان أمر (٥) من أمر الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك ، فبعث الاسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران فكلهم قال مثل قول شرحبيل ، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وادعة وعبدالله بن شرحبيل وجبار بن فيض فيأتونهم بخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانطلق والوفد حتى أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألهم وسألوه ، فلم تنزل به وبهم المسألة حتى قالوا له : ما تقول في عيسى بن مريم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عندي فيه شئ يومي هذا فأقيموا حتى اخبركم بما يقال لي في عيسى صبح الغداة (٦) ، فأنزل الله « إن مثل عيسى عندالله كمثل آدم » إلى قوله : « فنجعل لعنة الله على الكاذبين » فأبوا أن يقروا بذلك ، فلما أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الغد بعدما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميلة له وفاطمة تمشي عند ظهره (٧) للملاعنة ، وله يومئذ عدة نسوة ، فقال شرحبيل لصاحبيه : إني رأى أمرا مقبلا ، إن كان هذا الرجل نبيا مرسلا فنلا عنه (٨) لا يبقى على وجه الارض منا شعر ولا ظفر إلا هلك ، فقالا له : ما رأيك؟ فقال : رأيي أن احكمه (٩)

____________________

(١) في المصدر : آذنتكم.

(٢) فظع فلان بالامره ومن الامر : هاله الامر فلم يثق بأن يطيقه. ذعر : خاف.

(٣) في المصدر : وداعة وكذا فيما يأتى.

(٤) في المصدر : فما يؤمن أن يكون.

(٥) في المصدر : لوكان رأى :

(٦) في المصدر : صبح الغد ، فانزل الله هذه الاية اه.

(٧) في المصدر : خلف ظهره.

(٨) في المصدر : فلا عنساه.

(٩) حكمه في الامر : فوض اليه الحكم فيه.

٢٦٣

فإني أرى رجلا مقبلا لايحكم شططا أبدا (١) ، فقال له : أنت وذاك ، فتلقى شرحبيل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إني قد رأيت خيرا من ملاعنتك ، قال : وماهو؟ قال : احكمك (٢) اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح ، فمهما حكمت فينا فهو جائز ، فرجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يلاعنهم وصالحهم على الجزية.

وأخرج أبونعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصاري قدموا على رسول الله وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، منهم السيد وهو الكبير ، والعاقب وهو الذي يكون بعده صاحب رأيهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أسلما قالا : أسلمنا ، قال : ما أسلمتما ، قالا : بلى قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما يمنعكما من الاسلام ثلاث فيكما : عبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير ، وزعمكما أن لله ولدا ، فنزل « إن مثل عيسى » الآية ، فلما قرأها عليهم قالوا : ما نعرف ما تقول ، فنزل « فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم » يقول : من جادلك في أمر عيسى من بعده ماجاءك من القرآن « فقل تعالوا » إلى قوله : « ثم نبتهل » يقول : نجتهد في الدعاء أن الذي جاء به محمد هو الحق وأن الذي يقولون هو الباطل ، فقال لهم : إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن اباهلكم ، فقالوا : يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك فخلا بعضهم ببعض ليصادقوا (٣) ، فيما بينهم : قال السيد للعاقب : قد والله علمتم أن الرجل نبي ، فلو لا عنتموه لاستؤصلتم (٤) ، وما لاعن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم ونبت صغيرهم (٥) ، فإن أنتم لم تتبعوه وأبيتم إلا إلف دينكم فوا دعوه وارجعوا إلى بلادكم ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج و معه علي والحسن والحسين وفاطمه عليهم‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أنا دعوت فأمنوا أنتم ، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية.

____________________

(١) في المصدر : رجلا لا يحكم شططا أبدا. والشطط : التباعد عن الحق.

(٢) في المصدر : حكمك.

(٣) في المصدر : وتصادقوا.

(٤) في المصدر : نبى مرسل ولئن لا عنتموه انه ليستأ صلكم.

(٥) في المصدر : فبقى كبيرهم ولانبت صغيرهم.

٢٦٤

وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وعبدبن حميد وابن جرير وأبونعيم عن الشعبي وساق الحديث إلى قوله : فواعدوه لغد ، فغدا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه الحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أتاني البشر بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لوتموا على الملاعنة.

وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم » دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكري قال : لما نزلت هذه الآية « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم » الآية أرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي وفاطمة وابنيها : (١) الحسن والحسين عليهم‌السلام ودعا اليهود ليلاعنهم ، فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالامس إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير؟ لاتلاعنوا فانتهوا (٢).

[ بيان : قطع به على بناء الفاعل أي جزم بحقيته (٣) ، ويقال : قطع كفرح وكرم إذا لم يقدر على الكلام ، أو على بناء المفعول أي عجز أوحيل بينه وبين ما يؤمله. والخميلة القطيفة ، وكل ثوب له خمل (٤) ]

أقول : روى ابن بطريق في العمدة (٥) نزول آية المباهلة فيهم بأسانيد من صحيح مسلم وتفسير الثعلبي ومناقب ابن المغازلي ، وروى ابن الاثير في جامع الاصول من صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية « ندع أبناءنا وأبناءكم » دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وفاطمة والحسن والحسين فقال : اللهم هؤلاء أهلي (٦).

____________________

(١) في المصدر : وابنيهما.

(٢) الدر المنثور ٢ : ٣٨ ـ ٤٠. ولم تذكر الروايات فيه بهذا الترتيب الذي ذكره المصنف.

(٣) هذا وهم من الشارح حيث صحف وقرء ( فظع به ) ـ ث ٢٦٣ س ٢ ـ ( قطع به ) وهذا البيان يوجد في هامش ( ك ) فقط ( ب ).

(٤) الخمل : ما يكون كالزغب على وجه الطنفسة أو نحوها وهو من أصل النسيج.

(٥) ص ٩٥ و ٩٦.

(٦) أخرجه ابن الديبع في التيسير عن صحيح الترمذى ، راجع ٣ : ٢٩٥.

٢٦٥

وقال الطبرسي رحمه‌الله : أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين عليهما‌السلام قال أبوبكر الرازي : هذا يدل على أن الحسن والحسين ابنا رسول الله و أن ولد الابنة ابن على الحقيقة (١) ، وقال ابن أبي علان ـ وهو أحد أئمة المعتزلة ـ : هذا يدل على أن الحسن والحسين عليهما‌السلام كانا مكلفين في تلك الحال ، لان المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين ، وقال أصحابنا : إن صغر السن ونقصانها عن حد بلوغ الحلم لا ينافي كمال العقل ، وإنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الاحكام الشرعية ، وكان سنهما في تلك الحال سنا لا يمتنع معها أن يكونا كاملي العقل (٢) ، على أن عندنا يجوز أن يخرق الله العادات للائمة ويخصهم بما لا يشركهم فيه غيرهم ، فلوصح أن كمال العقل غير معتاد في تلك السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم ، ودلالة على مكانهم من الله تعالى واختصاصهم به ، ومما يؤيده من الاخبار قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إبناي هذان إمامان قاما أو قعدا.

« ونساءنا » اتفقوا على أن المراد به فاطمة عليها‌السلام لانه لم يحضر المباهلة غيرها من النساء ، وهذا يدل على تفضيل الزهراء على جميع النساء « وأنفسنا » يعني عليا خاصة ولا يجوز أن يكون المعني به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لانه هو الداعي ، ولايجوز أن يدعو الانسان نفسه ، وإنما يصح أن يدعو غيره ، وإذا كان قوله : « وأنفسنا » لابد أن يكون إشارة إلى غير الرسول وجب أن يكون إشارة إلى علي عليه‌السلام لانه لا أحديد عي دخول غير أميرالمؤمنين عليه‌السلام وزوجته وولديه عليهم‌السلام في المباهلة ، وهذا يدل على غاية الفضل وعلو الدرجة والبلوغ منه إلى حيث لا يبلغه أحد ، إذ جعله الله سبحانه نفس الرسول ، وهذا ما لا يدانيه أحد ولا يقاربه انتهى (٣).

أقول : ويدل على كون المراد بأنفسنا أميرالمؤمنين عليه‌السلام ما رواه ابن حجر في

____________________

(١) في المصدر : في الحقيقة.

(٢) لايخفى ما فيه ، والصحيح ما يذكر بعده.

(٣) مجمع البيان ٢ : ٤٥٢ و ٤٥٣.

٢٦٦

صواعقه رواية عن الدار قطني أن عليا عليه‌السلام يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم : انشدكم الله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الرحم مني؟ ومن جعله نفسه و وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري؟ قالوا : اللهم لا ، انتهى (١).

ولا يخفى أن تخصيص هؤلاء من بين جميع أقاربه صلى‌الله‌عليه‌وآله للمباهلة دون عباس وعقيل و جعفر وغيرهم لايكون إلا لاحد شيئين : إما لكونهم أقرب الخلق إلى الله بعده حيث استعان بهم في الدعاء على العدو دون غيرهم ، وإما لكونهم أعز الخلق عليه حيث عرضهم للمباهلة إظهارا لوثوقه على حقيته ، حيث لم يبال بأن يدعو الخصم عليهم مع شدة حبه لهم ، وظاهر أن حبه صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن من جهة البشرية والامور الدنيوية ، بل لم يكن يحب إلا من يحبه الله ، ولم يكن حبه إلا خالصا لله ، كيف لا وقد ذم الله تعالى ورسوله ذلك في كثير من الآيات والاخبار ، وكل من يدعي درجة نازلة من الولاية والمحبة يتبرأ من حب الاولاد والنساء والاقارب لمحض القربة أو للاغراض الفاسدة ، وقد نرى كثيرا من الناس يذمهم العقلاء بأنهم يحبون بعض أولادهم مع أن غيرهم أعلم وأصلح وأتقى وأورع منهم ، وأيضا معلوم من سيرته صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان يعادي كثيرا من عشائره لكونهم أعداء الله ، ويقاتلهم ، وكان يحب ويقرب الا باعد ومن ليس له نسب ولا حسب لكونهم أولياء الله ، كما قال : سيد الساجدين : ووالى فيك الابعدين وعادى فيك الاقربين (٢) ، وأيضا استدل المخالفون بخبرهم الموضوع المفترى : لو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبابكر خليلا! على فضله و كيف يثبت له فضل لو كانت خلته منوطة بالاغراض الدنيوية (٣)؟ فإذا ثبت ذلك فيرجع

____________________

(١) توجد مناشدة على عليه‌السلام يوم الشورى في الصواعق : ١٢٤ ، لكن اسقط منها كثير من المناشدات ومن جملتها هذه ، ويوجد فيما عندنا من نسخته المطبوعة ما هذا لفظه : واخرج الدار قطنى ان عليا قال للستة الذين جعل عمر الامر شورى بينهم كلاما طويلا من جملته اه.

والظاهر أن ابن حجر ذكر هذا الكلام الطويل الحاوى لجميع المناشدات ، لكن القوم اسقطوا عن كلامه ما اسقطوا ، وهيهات انهم يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولوكره الكافرون.

(٢) الدعاء الثانى من الصحيفة السجادية ( ص ٣١ ط دار الكتب الاسلامية ١٣٢١ ).

(٣) وخلاصة الكلام ان مدار الحب في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله التقوى والورع وسائر الفضائل والملكات الحسنة لا الاغراض الدنيوية الفاسدة ، فتخصيصه صلى‌الله‌عليه‌وآله هؤلاء من بين جميع أقاربه دليل على محبته اياهم ، ومحبته دليل على كونهم أتقى وأورع وأفضل من غيرهم.

٢٦٧

هذا أيضا إلى كونهم أقرب الخلق وأحبهم إلى الله ، فيكونون أفضل من غبرهم ، فيقبح عقلا تقديم غيرهم عليهم ، وأيضا لما ثبت أنه المقصود بنفس الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه الآية وليس المراد النفسية الحقيقية لامتناع اتحاد الاثنين ، وأقرب المجازات إلى الحقيقة اشتراكهما في الصفات والكمالات ، وخرجت النبوة بالدليل فبقي غيرها ، ومن جملتها وجوب الطاعة والرئاسة العامة ، والفضل على من سواه ، وسائر الفضائل ، ولو تنزلنا عن ذلك فالمجاز الشائع الذائع في استعمال هذا اللفظ كون الرجل عزيزا على غيره ، وأحب الخلق إليه كنفسه ، فيدل أيضا على أفضليته وإمامته بمامر من التقرير.

* [ أقول : وذكر إمامهم الرازي في التفسير والاربعين (١) الاستدلال بهذه على كون أميرالمؤمنين عليه‌السلام أفضل من الانبياء وسائر الصحابة عن بعض الامامية بمامر ، لكن على وجه مبسوط ، ثم قال في الجواب (٢) : كما أن الاجماع إنعقد على أن النبي أفضل من الانبياء فكذلك انعقد الاجماع على أن الانبياء أفضل من غيرهم ، وأعرض عن ذكر الصحابة لانه لم يكن عنده فيهم جواب! وما ذكره في الجواب عن الانبياء فهو في غاية الوهن ، لان الاجماع الذي ادعاه إن أراد به إجماعهم فحجيته عند الامامية ممنوعة ، وإن أراد إجماع الامة فتحققه عندهم ممنوع ، لان أكثر الامامية قائلون بكون أئمتنا عليهم‌السلام أفضل

____________________

(*) من هنا إلى قوله ( وفى المقام تحقيقات طريفة ) يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط.

(١) مفاتيح الغيب ٢ : ٤٨٩. الاربعين : ٤٦٥ ولنذكر ما قاله في الاربعين فانه لا يخلو عن فائدة : قال فيه ما هذا لفظه :

وأما الشيعة فقد احتجوا على أن عليا أفضل الصحابة بوجوه : الحجة الاولى التمسك بقوله تعالى : ( فقل تعالوا ) الاية وثبت بالاخبار الصحيحة ان المراد من قوله ( وأنفسنا ) هو على ، ومن المعلوم انه يمتنع أن تكون نفس على هى نفس محمد بعينه ، فلا بد وان يكون المراد هو المساواة بين النفسين ، وهذا يقتضى ان كل ما حصل لمحمد من الفضائل والمناقب فقد حصل مثله لعلى ، ترك العمل بهذا في فضيلة النبوة فوجب ان تحصل المساواة بينهما فيما وراء هذه الصفة ، ثم لا شك ان محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أفضل الخلق في سائر الفضائل ، فلما كان على مساويا له في تلك الفضائل وجب أن يكون أفضل الخلق ، لان المساوى للافضل يجب أن يكون أفضل.

(٢) أى في الجواب عن كون اميرالمؤمنين عليه‌السلام أفضل من جميع الناس غير النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٦٨

من سائر الانبياء ، وأخبارهم الدالة على ذلك مستفيضة عندهم ، لم يتصرف في سائر المقدمات ولم يتعرض لمنعها ودفعها ـ مع أنه إمام المشككين عندهم ـ لغاية متانتها ووضوحها ، ولنتعرض لدفع بعض الشبه الواهية والمنوع الباردة التي يمكن أن يخطر ببال بعض المتعسفين.

فنقول : إن قال قائل : يمكن أن تكون الدعوة متعلقة بالنفس مجازا وما ارتكبتموه من التجوز ليس بأولى من هذا المجاز (١) ، فنقول : يمكن الجواب عنه بوجهين.

الاول أن التجوز في النفس أشهر وأشيع عند العرب والعجم ، فيقول أحدهم لغيره : يا روحي ويا نفسي! وفي خصوص هذه المادة وردت روايات كثيرة بهذا المعنى من الجانبين ، كما سنذكره في باب اختصاصه عليه‌السلام به ، وقد ورد في صحاحهم أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام : أنت مني وأنا منك (٢) ، وقال : علي مني بمنزلة رأسي من جسدي ، وفي رواية اخرى : بمنزلة روحي من جسدي ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لابعثن إليكم رجلا كنفسي ، وأمثال ذلك كثيرة ، فكل ذلك قرينة مرجحة لهذا المجاز.

والثاني أن نقول : الآية على جميع محتملاتها تدل على فضله عليه‌السلام وكونه أولى بالامامة ، لان قوله تعالى : « ندع » بصيغة التكلم (٣) إما باعتبار دخول المخاطبين أو للتعظيم أولدخول الامة أو الصحابة ، وعلى الاخيرين يكون المعنى : ندع أبناءنا وتدعوا أبناء كم ، ولا يخفى أن الاول أظهر ، وهو أيضا في بادئ النظر يحتمل الوجهين : الاول أن يكون المعنى : يدعو كل منا ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه ، الثاني أن يكون المعنى : يدعو كل منا ومنكم أبناء الجانبين وهكذا ، والاول أظهر كما صرح به أكثر المفسرين ، وهذه الاحتمالات لامدخل لها فيما نحن بصدده ، وسيظهر حالها فيما سنورده في الوجوه الآتية وأما جمعية الابناء والنساء والانفس فيحتمل أن تكون للتعظيم ، أو لدخول الامة أو

____________________

(١) وتوضيحه أنه لابد من ارتكاب المجاز اما في النفس بأن يراد منه اميرالمؤمنين عليه‌السلام أو في الدعوة ، ولا رجحان لاحدهما على الاخر.

(٢) اخرجه البخارى في الصحيح ( ج ٢ : ١٨٥ ) وستأتى الاشارة إلى سائر الروايات في باب اخبار المنزلة وغيره.

(٣) يعنى التكلم مع الغير.

٢٦٩

الصحابة فيها ، أو لدخول المخاطبين فيها ، فيكون التقدير : أبناءنا وإياكم ، ويكون إعادة الابناء لمرجوحية العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار ، أو تكون الجمعية باعتبار أنه بظاهر الحال كان يحتمل أن يكون من يصلح للمباهلة جماعة من كل صنف ، فلما لم يجد من يصلح لذلك من جانبه سوى هؤلاء اقتصر عليهم ، وتعيين الجماعة قبل تحقيق المباهلة لم يكن ضرورا ، وكذا جمعية الضمير في أبناءنا ونساءنا وأنفسنا تحتمل ما سوى الوجة الثالث ، والوجه الثالث في الاول أيضا بعيد جدا ، لانه معلوم أن دعوة كل منهما تختص بفريقه.

فنرجع ونفول : لو كانت الجمعية للتعظيم وكان المراد (١) نفس من تصدى للمباهلة وكان المتصدي لها من هذا الجانب الرسول فلاوجه لادخال أميرالمؤمنين عليه‌السلام في ذلك مع أنه كان داخلا باتفاق الفريقين ورواياتهم ، وكان للنصارى أن يقولوا : لم أتيت به وهو لم يكن داخلا فيمن شرطنا؟ إلا أن يقولوا : كان لشدة الاختصاص والتناسب وقرب المنزلة بمنزلة نفسه فلذا أتى به ، وهو مع بعده لوارتكبته (٢) كان مستلزما لمقصودنا على أتم وجه بل هو أدعى لمطلوبنا من الوجه الذي دفعتم (٣) ، فقد وقعتم فيما منه فررتم! وأما الوجه الثاني فنقول : لوكانت الامة والصحابة داخلين في المباهلة فلم لم يأت بجميع من حضر منهم؟ إلا أن يقال : إحضار الجميع لما كان موجبا للغوغاء (٤) العام و موهما لعدم اعتماده على حقيته ، بل كان اعتماده على كثرة الناس ليرهب به العدو أو ليتكل على دعائهم ، فلذلك (٥) أتى بنفسه لانه كان نبيهم وأولى بهم وضامنا لصحة معتقدهم ، وبعلي عليه‌السلام لانه كان إمامهم وقائدهم وأولى بهم والشاهد على صحة نبوة نبيهم ، و التالي له في الفضل ولا تحاد أبنائهما ، وانتساب فاطمة عليها‌السلام إليهما ، فأتى كل منهما مع

____________________

(١) اى وكان المراد من كلمة ( انفسنا ) :

(٢) في ( د ) : لوار تكبتموه.

(٣) لان المدعى قد اثبت بذلك اتحادهما صلوات الله عليهما بحيث لم يكن ادخال اميرالمؤمنين عليه‌السلام مخالفا للشرط حتى في نظر النصارى. فافهم جيدا فانه نفيس جدا.

(٤) الغوغاء : الكثير المختلط من الناس.

(٥) جواب لما.

٢٧٠

أبنائه ونسائه نيابة عن جميع الامة ، وإلا فلاوجه لتخصيصه عليه‌السلام من بين سائر الصحابة ، فهذا أصرح في مقصودنا وأقوى في إثبات مطلوبنا ، وكذا الوجه الرابع (١) يتضمن ثبوت المدعى ، إذ لولم يكن في جميع الامة والصحابة من يصلح للمباهلة غيرهم فهم أقرب الخلق إلى الله والرسول وأولى بالامامة وسائر والمنازل الشريفة من سائر الصحابة.

فإن قيل : الحمل على أقرب المجازات إنما يكون متعينا لولم يكن معنى آخر شائعا ، ومعلوم أن إطلاق النفس على الغير في مقام إظهار غاية المحبة والاختصاص شائع ، قلنا : مامر من الاخبار بعد التأمل فيها كانت أقوى القرائن على هذا المعنى؟ ولو سلم فدلالته على الاولوية في الامامة والخلافة ثابتة بهذا الوجه أيضا كما عرفت ، وهو مقصودنا الاهم في هذا المقام.

وأما الفضل على لانبياء فهو ثابت بأخبارنا المستفيضة ، ولا حاجة لنا إلى الاستدلال بالآية ، وإن كانت عند المنصف ظاهرة الدلالة (٢) ] وفي المقام تحقيقات طريفة وكلمات شريفة أسلفناها مع جل الاخبار المتعلقة بهذا المطلوب في كتاب النبوة ، وإنما أوردنا ههنا قليلا من كثير لئلا يخلو هذا المجلد عن جملة منها والله المستعان.

____________________

(١) وهو ان تكون الجمعية باعتبار أنه بظاهر الحال كان يحتمل أن يكون من يصلح للمباهلة جماعة من كل صنف.

(٢) لانه بعد ماثبت أن اميرالمؤمنين عليه‌السلام بمنزلة نفس الرسول يثبت بالضرورة انه افضل من الانبياء عليهم‌السلام لما أسلفناه عن الرازى ان المساوى للافضل يجب ان يكون افضل.

٢٧١

٨

( باب )

* ( قوله تعالى : « والنجم اذا هوى * » ونزول الكوكب ) *

* ( في داره عليه‌السلام ) *

١ ـ لى : ابن سعيد ، عن فرات ، عن محمد بن أحمد الهمداني ، عن الحسين بن علي ، عن عبدالله بن سعيد الهاشمي ، عن عبدالواحد بن غياث ، عن عاصم بن سليمان ، عن جويبز عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال : أما إنه سينقض (٢) كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم ، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي و الامام بعدي ، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحدمنا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره ، وكان أطمع القوم في ذلك أبي : العباس بن عبدالمطلب ، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : يا علي والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والامامة بعدي ، فقال المنافقون عبداله بن ابي وأصحابه : لقدضل محمد في محبة ابن عمه وغوى ، وما ينطق في شأنه إلا بالهوى! فأنزل الله تبارك وتعالى « والنجم إذا هوى » يقول الله عزوجل : وخالق النجم إذا هوى « ماضل صاحبكم » يعني في محبة علي بن أبي طالب عليه‌السلام « وماغوى وما ينطق

____________________

(١) النجم : ( ٥٣ ـ ١ ).

(٢) اى يسقط. والمراد بانقضاض الكوكب او النجم في دار على عليه‌السلام كما تدل عليه روايات الباب سقوط شهاب من الشهب الساقطة عن الكواكب والنجوم كما نراه كثيرا ، ولا اشكال في ذلك ، ويكون هذا آية من الله سبحانه لفضله عليه‌السلام وكونه خليفة الرسول ، فان التصريح بهذا الامر مع حداثة عهدهم بالاسلام ونفاق بعضهم مشكل جدا كما اشير عليه في بعض اروايات الباب ، فلابد عن تعريف خلافته ووصايته وولايته بالكنايات والعلامات ، فسقوط الشهاب في نفسه في دار احد من الناس لا يوجب لايوجب فضيلة أبدا ، واما اذا جعل علامة قبلا كما قاله رسول الله (ص) فيوجب ذلك.

٢٧٢

عن الهوى » يعني في شأنه « إن هو إلا وحي يوحى ».

وحدثني بهذا الحديث شيخ لاهل الري يقال له : أحمد بن الصقر ، عن محمد ابن العباس بن بسام ، عن محمد بن أبي الهيثم ، عن أحمد بن أبي الخطاب ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام عن ابن عباس بمثل ذلك إلا أنه قال في حديثه : يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم.

وحدثنا أيضا القطان ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن محمد بن إسحاق الكوفي عن إبراهيم بن عبدالله السجزي ، عن يحيى بن الحسين المشهدي ، عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي قال : سألت ابن عباس عن قول الله عزوجل « والنجم وذا هوى » قال هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر ، فسقط في حجرة علي بن أبي طالب عليه‌السلام وكان أبي : العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز (١) الوصية والخلافة والامامة ولكن أبي الله أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب عليه‌السلام « وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء (٢) ».

٢ ـ لى : القطان ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن الحسن بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن منصور بن الاسود ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : لما مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع عليه أهل بيته وأصحابه وقالوا : يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول فلم يجبهم عن شئ مما سألوه ، فلما كان اليوم الثالث قالوا له : يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك فقال لهم : إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي ، فانظروا من هو؟ فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري ، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له : أنت القائم من بعدي. فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم ، إذا انقض نجم من السماء قد غلب نوره على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة

____________________

(١) حاز الشئ : ضمه وجمعه.

(٢) امالى الصدوق : ٣٣٧ و ٣٣٨.

٢٧٣

علي عليه‌السلام فهاج القوم وقالوا : والله لقد ضل هذا الرجل وغوى ، وما ينطق في ابن عمه إلا بالهوى! فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك « والنجم إذا هوى * ماضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى » إلى آخر السورة (١).

قب : عنه عليه‌السلام مثله ثم قال : ويقال : ونزل « كلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم (٢) » وفي رواية نوف البكالي أنه سقط في منزل علي نجم أضاءت له المدينة وما حولها ، والنجم كانت الزهرة ، وقيل : بل الثريا (٣).

٣ ـ يل : قال : بعض الثقاة : اجتمع أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في عام فتح مكة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) : إن من شأن الانبياء إذا استقام أمرهم أن يدلوا على وصي من بعدهم يقوم (٥) بأمرهم ، فقال : إن الله تعالى قد وعدني أن يبين لي هذه الليلة وصيا (٦) من بعدي والخليفة الذي يقوم بأمري بآية تنزل (٧) من السماء ، فلما فرغ الناس من صلاة العشاء الآخرة من تلك الليلة ودخلوا (٨) البيوت ـ وكانت ليلة ظلام (٩) لاقمر ـ فإذا نجم قد نزل من السماء بدوي (١٠) عظيم وشعاع هائل حتى وقف على ذروة حجرة علي ابن أبي طالب عليه‌السلام وصارت الحجرة كالنهار ، أضاءت الدور بشعاعه ، ففزع الناس وجاؤوا يهرعون (١١) إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقولون : إن الآية التي وعدتنا بها قد نزلت ، وهو نجم

____________________

(١) أمالى الصدوق : ٣٤٨.

(٢) البقرة : ٨٧.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ : ٥١٩. وقوله : ( والنجم كانت الزهرة ) ليس من كلام المعصوم عليه‌السلام مسلما بقرينة قوله : ( وقيل : بل الثريا ).

(٤) في المصدر : فقالوا يا رسول الله اه.

(٥) في المصدر : فيقوم.

(٦) في المصدر : الوصى.

(٧) ليست كلمة ( تنزل ) في المصدر.

(٨) في المصدر : ودخل الناس البيوت.

(٩) في المصدر : ظلام لاقمر فيها.

(١٠) الدوى : الصوت. صوت الرعد.

(١١) هرع إليه : مشى باضطراب وسرعة.

٢٧٤

وقد نزل على ذروة دار علي بن أبي طالب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فهو الخليفة من بعدي ، و القائم من بعدي ، والوصي من بعدي ، والولي بأمر الله تعالى ، فأطيعوه ولا تخالفوه ، فخرجوا من عنده ، فقال الاول للثاني : ما يقول في ابن عمه إلا بالهوى ، وقد ركبته الغواية فيه! حتى لويريد (١) أن يجعله نبيا من بعده لفعل! فأنزل الله تعالى « والنجم إذا هوى * ماضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهودى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى » وقال في ذلك : العوني شعرا :

من صاحب الدار التي انقض بها

نجم من الافق فأنكرتم لها؟ (٢)

فض : بالاسناد يرفعه إلى علي بن محمد الهادي ، عن آبائه عليهم‌السلام عن جابر الانصاري مثله بأدنى تغيير (٣).

٤ ـ فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى عمر بن الخطاب أنه قال : اعطي علي بن أبي طالب خمس خصال لوكان لي واحدة (٤) لكان أحب إلي من الدنيا والآخرة ، قالوا : وما هي يا عمر؟ قال : الاولى تزويجه بفاطمة عليها‌السلام ، وفتح بابه إلى المسجد حين سدت أبوابنا وانقضاض النجم في حجرته ، ويوم خيبر وقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) : لا عطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (٦) يفتح الله على يده (٧) ، والله لقد كنت أرجو أن يكون لي ذلك (٨).

____________________

(١) في المصدر : لو أراد.

(٢) الفضائل : ١٥٩. وللعونى ايضا :

ومن هوى النجم إلى حجرته * فأنزل الله اذا النجم هوى

(٣) الروضة : ٣٠.

(٤) في الفضائل : واحدة منها. وفى الروضة : واحدة منهن.

(٥) في الفضائل : وقول رسول الله له يوم خيبر اه.

(٦) في المصدرين بعد ذلك : كرارا غير فرار.

(٧) لم يذكر الخامس في نسخ الكتاب والروضة ، لكنه ذكر في الفضائل : وقوله صلى الله عليه وآله له : أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبى بعدى.

(٨) الروضة : ٣٠. الفضائل : ١٥٩ و ١٦٠.

٢٧٥

٥ ـ إرشاد القلوب بالاسناد إلى الباقر عليه‌السلام قال : لماكثر قول المنافقين وحساد أميرالمؤمنين عليه‌السلام فيما يظهره رسول الله (ص) من فضل علي عليه‌السلام وينص عليه ويأمر بطاعته ويأخذ البيعة له على كبرائهم ومن لا يؤمن غدره ويأمرهم بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين ويقول لهم : إنه وصيي وخليفتي وقاضي ديني ومنجز عدتي والحجة لله (١) على خلقه من بعدي من أطاعه سعد ومن خالفه ضل وشقي قال (٢) المنافقون : لقد ضل محمد في ابن عمه علي وغوى وجن (٣)! والله ما أفتنه فيه وجبه إليه إلا قتل الشجعان والاقران والفرسان يوم بدر وغيرها من قريش وسائر العرب واليهود ، وأن كل ما يأتينابه وظهر في علي من هواه ، وكل ذلك يبلغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى اجتمعت التسعة المفسدون في الارض في دار الاقرع بن حابس التميمي ـ وكان يسكنها في ذلك الوقت صهيب الرومي ـ وهم التسعة الذين إذا عد أميرالمؤمنين معهم كان عدتهم عشرة ، وهم : أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف الزهري وأبوعبيدة بن الجراح ، فقالوا : لقد أكثر محمد في حق علي (٤) حتى لو أمكنه أن يقول لنا : اعبدوه لقال!.

فقال سعد بن أبي وقاص : ليت محمدا أتانا فيه بآية من السماء كما آتاه الله في نفسه من الآيات مثل انشقاق القمر وغيره ، فباتوا تلك ليلتهم. (٥) ، فنزل نجم من السماء حتى صار في ذروة بجدار أميرالمؤمنين عليه‌السلام متعلقا (٦) ، يضئ في سائر المدينة حتى دخل ضياؤه في البيوت وفي الآبار (٧) وفي المغارات وفي المواضع المظلمة من بيوت الناس ، فذعر أهل المدينة ذعرا (٨) شديدا وخرجوا وهم لا يعلمون ذلك النجم على دار من نزل؟ ولا أين هو

____________________

(١) في المصدر : ومنجز عداتى وحجة الله اه.

(٢) جواب لما.

(٣) جن ـ على بناء المجهول ـ : زال عقله.

(٤) في المصدر : في حق على حبا.

(٥) في المصدر : فباتوا ليلتهم تلك.

(٦) في المصدر : بجدار دار أميرالمؤمنين عليه‌السلام معلقا.

(٧) الابار جمع البئر ، وهو معروف. والمغار. الكهف.

(٨) ذعر : دهش.

٢٧٦

متعلق؟ ولكن يرونه على بعض منازل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضجيج الناس خرج إلى المسجد ونادى في الناس : ما الذي أرعبكم وأخافكم؟ هذا النجم على دار علي بن أبي طالب؟ فقالوا : نعم يا رسول الله ، قال : أفلا تقولون لمنا فقيكم التسعة الذين اجتمعوا في أمسكم في دار صهيب الرومي فقالوا في وفي علي أخي ما قالوه ، وقال قائل منهم : ليت محمدا أتانا فيه بآية من السماء كما أتانا بآية في نفسه من شق القمر وغيره؟ فأنزل الله عزوجل هذا النجم متعلقا على مشربة أميرالمؤمنين عليه‌السلام (١) وبقي إلى أن غاب كل نجم في السماء ، وصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الفجر مغلسا (٢) وأقبل الناس يقولون : ما بقي نجم في السماء وهذا النجم معلق! فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هذا حبيبي جبرئيل قد أنزل على هذا النجم قرآنا تسمعونه ، ثم قرأ « والنجم إذا هوى * ماضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى » ثم ارتفع النجم وهم ينظرون إليه ، والشمس قد بزغت (٣) ، وغاب النجم في السماء. فقال بعض المنافقين : لوشاء الله لامر هذه الشمس فنادت باسم علي وقالت : هذا ربكم فاعبدوه ، فهبط جبرئيل فخبر النبي بما قالوا ، وكان ذلك في ليلة الخميس وصبيحته فأقبل بوجهه الكريم على الناس وقال : استدعوا لي عليا من منزله ، فقال له (٤) : يا أبا الحسن إن قوما من منافقي امتي ماقنعوا بآية النجم حتى قالو : لوشاء محمد لامر الشمس أن تنادي باسم علي وتقول : هذا ربكم فاعبدوه! فإنك يا علي في غد بعد صلاة الفجر تخرج معي إلى بقيع الغرقد (٥) ، فقف نحو مطلع الشمس فإذا بزغت الشمس فادع بدعوات

____________________

(١) المشربة : الغرفة التى يشربون فيها.

(٢) في المصدر : مغلسابها. وقال الجزرى في النهايه ( ٣ : ١٦٦ ) فيه ( انه كان يصلى الصبح بغلس ). الغلس : ظلمة آخر الليل اذا اختلطت بضوء الصباح.

(٣) بزغمت الشمس : طلعت.

(٤) في المصدر : فاستدعوه فقال له اه.

(٥) في المصدر : بعد صلاتك صلاة الفجر تخرج إلى بقيع الغرقد.

٢٧٧

أنا القنك إياها وقل للشمس : السلام عليك يا خلق الله الجديد ، واسمع ما تقول لك وما ترد عليك ، وانصرف إلي به ، فسمع الناس ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وسمع التسعة المفسدون في الارض فقال بعضهم (١) : لاتزالون تغرون محمدا بأن يظهر في ابن عمه علي كل آية ، وليس مثل ما قال (٢) محمد في هذا اليوم ، فقال اثنان منهم ـ وأقسما بالله جهد أيمانهما وهما أبوبكر وعمر ـ : إنهما ليحضران البقيع حتى ينظراو يسمعا ما يكون (٣) من علي والشمس.

فلما صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الفجر (٤) وأميرالمؤمنين معه في الصلاة أقبل عليه وقال قم يا أبا الحسن إلى ما أمرك الله به ورسوله فأت البقيع حتى تقول للشمس ما قلت لك ، وأسر إليه سرا كان فيه الدعوات التي علمه إياها ، فخرج أميرالمؤمنين عليه‌السلام يسعى (٥) إلى البقيع حتى بزغت الشمس ، فهمهم بذلك الدعاء همهمة (٦) لم يعرفوها ، وقالوا : هذه الهمهمة ما علمه محمد من سحره! وقال للشمس : السلام عليك يا خلق الله الجديد ، فأنطقها الله بلسان عربي مبين وقالت : السلام عليك يا أخا رسول الله ووصيه ، أشهد أنك الاول و الآخر والظاهر والباطن ، وأنك عبدالله وأخو رسوله حقا ، فارتعدوا واختلطت عقولهم و انكفؤوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مسودة وجوههم ، تفيض أنفسهم (٧) ، فقالوا : يا رسول الله ما هذا العجب العجيب؟ لم نسمع من الاولين ولا من المرسلين ولا في الامم الغابرة (٨) القديمة ، كنت تقول لنا : إن عليا ليس ببشر وهو ربكم فاعبدوه! فقال لهم رسول الله

____________________

(١) في المصدر : فقال بعضهم لبعض.

(٢) في المصدر : ولبئس ما قال اه.

(٣) في المصدر : لا بدان نحضر البقيع حتى ننظر ونسمع ما يكون اه.

(٤) في المصدر : صلاة الفجر.

(٥) اى يمشى.

(٦) همهم همهمة : تكلم كلاما خفيا.

(٧) فاضت نفسه : خرجت. اى كأنهم تكاد تخرج انفسهم من السحد. وفى المصدر : بغيظ انفسهم. وهو الغضب.

(٨) في المصدر : ما هذا العجب العجيب الذى لم نسمع به من النبيين ولا من المرسلين ولا من الامم الغايرة. والغابر : الماضى.

٢٧٨

بمحضر من الناس في مسجده : تقولون ما قالت الشمس وتشهدون بما سمعتم؟ قالوا : يحضر علي فيقول فنسمع (١) ونشهد بما قال للشمس وما قالت له الشمس ، فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لابل تقولون ، فقالوا قال علي للشمس : السلام عليك يا خلق الجديد ، بعد أن همهم همهمة تزلزلت منها البقيع ، فأجابته الشمس وقالت : وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه أشهد أنك الاول والآخر والظاهر والباطن ، وأنك عبدالله وأخو رسول الله (٢) حقا.

فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحمدلله الذي خصنا بما تجهلون وأعطانا مالا تعلمون ثم قال : قد تعلمون (٣) أني واخيت عليا دونكم ، وأشهدتكم أنه وصيي ، فماذا أنكرتم عساكم تقولون (٤) : « ما قالت له الشمس : إنك الاول والآخر والظاهر والباطن » قالوا نعم يا رسول الله ، لانك أخبرتنا بأن الله هو الاول والآخر والظاهر والباطن في كتابه المنزل عليك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويحكم وأنى لكم بعلم ما قالت له الشمس؟ أما قولها « إنك الاول » فصدقت ، إنه أول من آمن بالله ورسوله ممن دعوته إلى الايمان من الرجال ـ وخديجة من النساء ـ وأما قولها : « الآخر » فإنه آخر الاوصياء وأنا خاتم الانبياء (٥) وخاتم الرسل ، وأما قولها : « الظاهر » فإنه ظهر على كل ما أعطاني الله من علمه (٦) ، فما علمه معي غيره ، ولا يعلمه بعدي سواه ومن ارتضاه لسره من ولده ، وأما قولها : « الباطن » فهو والله الباطن على الاولين (٧) والآخرين وسائر الكتب المنزلة على النبيين والمرسلين ، ومازادني الله تعالى من علم مالم يعلموه وفضل مالم يعطوه (٨) ، فما ذاتنكرون فقالوا بأجمعهم : نحن نستغفرالله يا رسول الله ، لو علمناما تعلم لسقط (٩) الاقرار بالفضل لك

____________________

(١) في المصدر : فتسمع.

(٢) في المصدر : واخو رسوله.

(٣) في المصدر : واعطانا مالا تعلمون ، قد علمتم اه.

(٤) في المصدر : عساكم لم تقولوا اه.

(٥) في المصدر : آخر الانبياء.

(٦) في المصدر : من علمه معى.

(٧) في المصدر : على علم الاولين.

(٨) في المصدر : ومازادنى الله تعالى به من علم مالا تعلمون وفضل مالم تعطوه.

(٩) لما سقط الاقرار ظ.

٢٧٩

ولعلي ، فاستغفر الله لنا ، فأنزل الله سبحانه « سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لايهدي القوم الفاسقين » وهذا في سورة المنافقين (١) فهذا من دلائله عليه‌السلام (٢).

[ بيان : في القاموس : الغرقد : شجر عظام أوهي العوسج إذا عظم ، وبقى الغرقد : مقبرة المدينة على ساكنها السلام ، لانه كان منبتها ، وقال : انكفأ : رجع (٣) ].

٦ ـ مد : مناقب ابن المغازلي ، عن إبراهيم بن محمد بن خلف ، عن الحسين بن أحمد عن أحمد بن الحسن بن سهل ، عن ابن أحمد المالكي ، عن ربيعة بن محمد الطائي ، عن ثوبان عن داود ، عن مالك بن غسان ، عن ثابت ، عن أنس قال : انقض كوكب على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي ، فنظروا فإذا قدانقض (٤) في منزل علي عليه‌السلام فأنزل الله تعالى « والنجم إذا هوى (٥) ».

٧ ـ فر : جعفر بن محمد معنعنا عن عائشة قالت : بينا النبي جالس إذ قال له بعض أصحابه : من أخير الناس بعدك يا رسول الله؟ فأشار إلى نجم في السماء فقال : من سقط هذا النجم في داره ، فقال القوم : فما برحنا (٦) حتى سقط النجم في دار علي عليه‌السلام فقال : علي بن أبي طالب (٧) ، فقال بعض أصحابه : ما أشد ما رفع بضبع ابن عمه! فأنزل الله

____________________

(١) الاية : ٦. وقوله : ( وهذا اه ) ليس من الرواية.

(٢) ارشاد القلوب للديلمى ٢ : ٨٠ ـ ٨٤.

(٣) هذا البيان ايضا لايوجد في ( ت ).

(٤) في المصدر : فاذا هو قد انقض.

(٥) العمدة : ٤٤ و ٤٥.

(٦) برح عن المكان : زال عنه.

(٧) أى قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ما سقط النجم في دار على عليه‌السلام : اخير الناس بعدى على بن أبى طالب وقد أسقطوا هذه الجملة عن المصدر عند الطبع لعدم عثور هم على معناها.

٢٨٠