دروس في الأخلاق

الشيخ علي المشكيني

دروس في الأخلاق

المؤلف:

الشيخ علي المشكيني


الموضوع : الأخلاق
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مطبعة الهادي
الطبعة: ٥
ISBN: 964-400-023-4
الصفحات: ٢٧٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وأنّ عليّاً عليه‌السلام أوصى بحبّ المساكين ومجالستهم (١).

وأنّه : أنظر إلى من هو دونك ، ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة ، فإنّ ذلك أقنع لك بما قسّم لك (٢).

وأنّ الفقر مع اعتقاد الولاية خير من الغنى مع عدمه ، والقتل معه خير من الحياة مع عدمه (٣).

وأنّ فقراء المؤمنين يتقلّبون في رياض الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً ، وذلك مثل : سفينتين مرّ بهما على عاشر لم يجد في إحداهما شيئاً ، فقال : أسربوها ، ووجد الأخرى موقّرة ، فقال : إحبسوها (٤).

وأنّ فقر الدنيا غنى الآخرة ، وغنى الدنيا فقر الآخرة ، وذلك الهلاك (٥).

وأنّه هل يسرّك أنّك على بعض ما عليه هؤلاء الجبّارون ولك الدنيا مملوّةً ذهباً فما أحسن حالك وبيدك صناعة لا تبيعها بملئ الأرض ذهباً (٦).

وأنّ الأنبياء وأولادهم وأتباعهم خصّوا بالفقر (٧).

وأنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : الفقر فخري (٨).

وأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : اللهمّ أحيني مسكيناً ، وأمتني مسكيناً ، واحشرني مع المساكين (٩).

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤١.

٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٤٤ ـ بحار الأنوار : ج ٦٩ ، ص ٤٠٠ وج ٧٠ ، ص ١٧٣ وج ٧٢ ، ص ٤٢.

٣) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٤.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٠ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ٧٨٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٦.

٥) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧.

٦) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٦.

٧) نفس المصدر السابق.

٨) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٠.

٩) التبيان : ج ٨ ، ص ٣٣٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ١٧ و ٤٦ ـ مرآة العقول : ج ٩ ، ص ٣٦٦.

١٨١
 &

وأنّه : ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلباً لما عند الله ، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتّكالاً على الله (١) ( والتّيه : التكبّر وعدم الاعتناء ).

وأنّ الفقر كرامة من الله (٢).

وأنّ من توفّر حظّه في الدنيا انتقص حظّه في الآخرة وإن كان كريماً (٣).

وأنّ الفقر شين عند الناس وزين عند الله يوم القيامة (٤).

وأنّه : لولا الفقر في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء (٥).

وأنّ العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى (٦).

وأنّ الفقر والغنى بعد العرض على الله (٧).

وأنّ من كثر اشتباكه بالدنيا كان أشدّ لحسرته عند فراقها (٨).

وأنّه : تخفّفوا تلحقوا ، فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم (٩).

ثمّ إنّ هنا روايات وردت بألسنة أخرى. فورد : أنّ الفقر الموت الأحمر (١٠) ، وأنّ الفقر الموت الأكبر (١١).

____________________________

١) نهج البلاغة : الحكمة ٤٠٦ ـ بحار الأنوار : ج ٣٩ ، ص ١٣٣ وج ٧٥ ، ص ١٢٣.

٢) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧.

٣) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٨.

٤) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٩.

٥) الخصال : ص ١١٣ ـ بحار الأنوار : ج ٥ ، ص ٣١٦ وج ٦ ، ص ١١٨.

٦) نهج البلاغة : الحكمة ٦٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٣.

٧) نهج البلاغة : الحكمة ٤٥٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٣ وج ٧٨ ، ص ٨٠.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٢٠ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣١٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٤ وج ٧٣ ، ص ١٩.

٩) غرر الحكم ودرر الكلم : ج ٣ ، ص ٢٩١ ـ بحار الأنوار : ج ٤٠ ، ص ١٦٣ وج ٧٢ ، ص ٥٤.

١٠) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٦ ـ معاني الأخبار : ص ٢٥٩ ـ بحار الأنوار : ج ٦٨ ، ص ٢١٥ وج ٧٢ ، ص ٥.

١١) نهج البلاغة : الحكمة ١٦٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٢ وج ٧٨ ، ص ٥٣ وج ١٠٤ ، ص ٧١.

١٨٢
 &

وأنّ الفقر يخرس الفطن عن حجّته. والمقلّ غريب في بلده (١).

وأنّ الفقر في الوطن غربة (٢).

وأنّه : ما خلق الله في الأرض أشدّ من الفقر ، والفقر أشدّ من القتل (٣).

وأنّ من عدم قوته كثر خطاياه (٤).

وأنّ الفقير لا يسمع كلامه ولا يعرف مقامه لو كان صادقاً يسمّونه كاذباً ، ولو كان زاهداً يسمّونه جاهلاً (٥).

وأنّ لقمان قال : قد ذقت الصبر وأنواع المرّ ، فلم أر أمرّ من الفقر (٦) ونحو ذلك ، لكنّها لا تخالف ما سبق فإنّ هذه الأخبار تشير إلى بعض آثار الفقر الراجعة إلى نفس الفقير من شدّته عليه وصعوبة تحمّله ، أو إلى معاملة الناس مع صاحب الفقر من تحقيرهم له ، ونحو ذلك.

نعم ، يمكن أن يشير بعضها إلى معنى آخر : كقوله : كاد الفقر أن يكون كفراً (٧).

وأنّ الفقر سواد الوجه في الدارين (٨). فلعلّ المراد بها : المعنى الثالث للفقر ، وهو : شره النفس وحرصها على المال والجاه ، أو المراد فقر النفس وفقدها لما ينبغي أن تكون واجدة له من العلم والدين ، والفضائل النفسانيّة ، والعمل بطاعة الله ونحو ذلك ، وهذا له مراتب : فبعضها كفر ، وبعضها فسق ، وبعضها جهل وبهيميّة.

____________________________

١) نهج البلاغة : الحكمة ٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٦ وج ١٠٣ ، ص ٢٠.

٢) نهج البلاغة : الحكمة ٥٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٣.

٣) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧.

٤) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧ ـ مستدرك الوسائل : ج ١٣ ، ص ١٤.

٥) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧.

٦) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٣.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٧ ـ الأمالي : ج ١ ، ص ٢٤٣ ـ الخصال : ص ١٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٩٣ ـ بحار الأنور : ج ٢٧ ، ص ٢٤٧ وبحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٠.

٨) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٠.

١٨٣
 &

فقد ورد : أنّ الصّادق عليه‌السلام قال : الفقر الموت الأحمر ، فقيل : الفقر من الدنانير والدراهم ؟ قال : لا ، ولكن من الدين (١).

وأنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الفقر فقران : فقر الدنيا وفقر الاخرة ، وهو الهلاك (٢).

وأنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الفقر فقر القلب (٣).

ثمّ إنّ ابتلاء الله تعالى الناس بالفقر الماليّ يكون لجهاتٍ ، منها : إصلاح نفوسهم وردعها عن الشهوات ، وعن الوقوع في أنواع المعاصي والمحرّمات.

ومنها : حطّ ما صدر عنهم من السيّئات ، وكونه كفّارة لذلك.

ومنها : إقتضاء صلاح غير الفقير ، من أرحامه أو مجتمعه ذلك.

ومنها : إقتضاء صلاح دينه له. وعلى أيّ تقدير فقد عرفت أنّ الله تعالى يعوّض الفقير عن فقره في الدنيا أو في الآخرة ، وهذا تفضّل منه تعالى ، أو أنّه عوض صبره ، أو عوض نفس حرمانه ، والله تعالى هو الغفور الشكور.

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٠.

٢) معالم الزلفى : ج ١ ، ص ٢٩٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧.

٣) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٦.

١٨٤
 &

الدّرس الثّالث والثّلاثون

في الكفاف في الرّزق

ذكر هذا العنوان في المقام لأجل أنّ دوام ذلك يوجب حصول صفة الصّبر والرّضا فيكون من الملكات ، إلّا أنّه ينبغي أن يعدّ من شعب الصبر أو الرضا والتسليم.

وقد ورد في النصوص : أنّ الله تعالى قال : « إنّ أغبط أوليائي عندي رجل خفيف الحال جعل رزقه كفافاً فصبر عليه » (١). ( والكفاف بالفتح هو الذي لا يفضل عن الشيء ، ويكون بقدر الحاجة إليه ، يقال : قوته كفاف أي : غير زائد ولا ناقص سمّي بذلك لأنّه يكفّ عن سؤال الناس ويغني عنهم ).

وورد : أنّه : طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً (٢).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ١٤٠ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٥٧ ـ بحار الأنوار : ج ٦٩ ، ص ٣١٦ وج ٧٢ ، ص ٥٧ وج ٧٧ ، ص ١٤١ وج ٨٤ ، ص ٢٦٧.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٤٠ ـ الوافي : ج ٤ ، ص ٤١٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١٥ ، ص ٢٤٢ ـ

١٨٥
 &

وأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : اللّهم من أحبّني فارزقه الكفاف والعفاف (١).

وأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّ براعي غنم فبعث إليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها ، وبعث إليه بشاة ، فقال : هذا ما عندنا ، وإن أحببت أن نزيدك زدناك ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهمّ ارزقه الكفاف (٢).

وأنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من رضي من الله بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل (٣) ( والقليل من العمل : أن يقتصر على الواجبات أو يطيعه في بعض الأحكام ويعصيه في بعضها ).

وأنّ قيّم أبي ذرّ في غنمه أخبره بأنّه قد ولدت الأغنام وكثرت ، فقال : تبشّرني بكثرتها ، ما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى (٤).



____________________________

بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٩.

١) الأمالي : ج ١ ، ص ١٣٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٦٤.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٤١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٦١.

٣) الامالي : ج ٢ ، ص ١٩ ـ المحجة البيضاء : ج ٨ ، ص ٨٧ ـ بحار الأنوار : ج ٥٢ ، ص ١٢٢ وج ٧٢ ، ص ٦٤ وج ٧٨ ، ص ٢٦٢.

٤) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٦٦.

١٨٦
 &

الدّرس الرّابع والثّلاثون

في الكذب ونقله وسماعه

الكذب لغة هو : اللا مطابقة ويتّصف به الاعتقاد والفعل كما يتّصف به الكلام فالظنّ أو الاعتقاد المخالف للواقع ، كذب ، كما أنّ العمل المخالف للقول والوعد ـ مثلاً ـ كذب. والكذب في القول هو : الكلام المخالف للواقع ، خالف الاعتقاد أيضاً أم لا ، أو هو : الكلام المخالف للاعتقاد ، خالف الواقع أم طابق.

ثمّ إنّه لا ريب في أنّ الكذب من أعظم المعاصي وأشنعها ، وهو ممّا يحكم العقل والنقل بقبحه ، وله مراتب شتّى في القبح والشناعة : كالكذب على الله ، وعلى رسوله ، وعلى الأئمّة عليهم‌السلام ، وعلى المؤمنين وهكذا.

والكلام في المقام ليس في حرمة الكذب أصالة ، فإنّ البحث عن ذلك يقع في الفقه ، بل لأنّ الجرأة عليه في ابتداء الأمر تورث في النفس حالة الانحراف عن الواقع ، والغفلة عن الحقّ وستره ، والممارسة عليها توجب حصول ملكة الكذب ، وهي من أشنع الملكات وأخبثها ، وهي التي يسمّى صاحبها كذّاباً. ففي صحيح ابن

١٨٧
 &

الحجّاج : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الكذّاب هو الذي يكذب في الشيء ؟ قال : لا ، ما من أحد إلّا يكون ذلك منه ، ولكنّ المطبوع على الكذب (١). فإنّ المطبوع هو المجبول عليه بحيث صار عادة له لا يتحرّز ولا يبالي به ولا يندم.

وكيف كان ، فقد ورد في تحريمه وذمّه آيات كقوله تعالى : ( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) (٢) وقوله : ( وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) (٣) وقوله : ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ) (٤) وقوله : ( لَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ ) (٥) وقوله : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) (٦) و ( لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) (٧) وغير ذلك.

وقد ورد في النصوص : أنّ الباقر عليه‌السلام قال : لا تكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفيّة (٨) ( وكذبة أي : مرّة واحدة فضلاً عن الكثير ، والحنيفيّة : الطريقة الحقّة وهي الدين ).

وأنّه : اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير ، وفي كلّ جدّ وهزل ، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ، وما يزال العبد يكذب حتّى يكتبه الله كذّاباً (٩).

وأنّ الله قد جعل للشرّ أقفالاً ، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، والكذب شرّ من الشراب (١٠).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٤٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٥٠.

٢) الحج : ٣٠.

٣) الجاثية : ٧.

٤) المائدة : ٤٢.

٥) النمل : ١١٦.

٦) الزمر : ٣.

٧) غافر : ٢٨.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٣٨ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٧٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٣٣.

٩) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٣٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٣٥.

١٠) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٣٩ ـ ثواب الأعمال : ص ٢٩١ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٧٢ وج ١٧ ، ص ٢٥١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٣٦ وج ٧٩ ، ص ١٣٩.

١٨٨
 &

( الصغر والكبر في الكذب : إمّا بلحاظ اختلاف مراتب المفسدة الموجودة في المخبر به ، أو مراتب مقام المتكلّم بالكذب ، أو اختلاف المكان أو الزمان الذي يقع فيه أو غير ذلك ، وكونه شرّاً من الشراب إنّما هو في بعض مصاديقه : كالكذب في أصول العقائد ، أو الأحكام الشرعية الفرعية ، فإنّه سبب للإضلال في الأصول والفروع ، أو الكذب في الموضوعات الذي ينجر إلى المعاصي الكبيرة : كالقتل والزنا وغيرهما.

وأنّه : إيّاكم والكذب ، فإنّ كلّ راجٍ طالب ، وكلّ خائفٍ هارب (١) ( والمراد به : الكذب في دعوى رجاء الآخرة والخوف من النار ).

وأنّ الكذب خراب للإيمان (٢).

وأنّ أوّل من يُكذّب الكذّاب ، الله تعالى ، ثمّ الملكان اللذان معه ، ثم هو يعلم أنّه كاذب (٣).

وأنّ الكذّاب يهلك بالبيّنات ، ويهلك أتباعه بالشبهات (٤) ( والمراد من الكذّاب هنا : مدّعي مقام يعلم ببطلانه ويتّبعه الناس جهلاً كمدّعي النبوّة والولاية والفقاهة ونحوها ، فإنّه يهلك هو لعلمه بكذبه والعلم بنيّته ، ويهلك الناس بجهالته وحسن ظنّهم ).

وأنّ الكذبة لتفطر الصائم ، وذلك الكذب على الله ورسوله والأئمّة عليهم‌السلام (٥).

وأنّ الحائك الذي ورد اللعن عليه هو الذي يحوك الكذب على الله ورسوله (٦).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٤٣ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٧٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٤٦.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٣٩ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٧٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٤٧.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٣٩ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٧٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٤٧.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٣٩ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٧٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٤٨.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٤٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٤٩.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٤٠ ـ وسائل الشيعة : ج ٧ ، ص ٢١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٤٩.

١٨٩
 &

وأنّه : لا يجد عبد طعم الإيمان حتّى يترك الكذب جدّه وهزله (١).

وأنّ من كثر كذبه ذهب بهاؤه (٢).

وأنّه : ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذّاب (٣).

وأنّ ممّا أعان الله على الكذّابين النسيان (٤).

وأنّ أقل الناس مروءة من كان كاذباً (٥).

وأنّه : لا سوء أسوء من الكذب (٦).

وأنّ الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور إلى النار (٧).

وأنّه : ما يزال أحدكم يكذب حتّى لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق فيسمّى عند الله كذّابا.

وأنّ شرّ الرواية رواية الكذب (٨).

وأنّه : جانبوا الكذب ، فإنّ الكذب مجانب الإيمان (٩).

وأنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم صلاة الليل ، فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق (١٠).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٤٠ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٧٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٤٩ و ج ٧٨ ، ص ٥٥.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٤١ ـ وسائل الشيعة : ج ٧ ، ص ٥٧٣ ـ بحار الأنوار : ج ١٤ ، ص ٣٣١ و بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٥٠.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٤١ ـ تحف العقول : ص ٢٠٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٨ ، ص ٤٢.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٤١ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٧٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٥١.

٥) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٥٩.

٦) نفس المصدر السابق.

٧) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٣ ـ مستدرك الوسائل : ج ٩ ، ص ٨٦.

٨) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٥٩ وج ٧٧ ، ص ١٧٤.

٩) غرر الحكم ودرر الكلم : ج ٣ ، ص ٣٦١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٠.

١٠) ثواب الأعمال : ص ٦٥ ـ علل الشرائع : ص ٣٦٢ ـ وسائل الشيعة : ج ٥ ، ص ٢٧٨ ـ بحار

١٩٠
 &

وأنّ الكذب لعوق إبليس (١).

وأنّ من كان فيه الكذب ففيه خصلة من النفاق (٢).

وأنّ اعتياده يورث الفقر (٣).

وأنّه خيانة (٤).

وأنّ المؤمن يكون جباناً وبخيلاً ولا يكون كذّاباً (٥).

وأنّ رجلاً قال : يا رسول الله ، علّمني خلقاً يجمع لي خير الدنيا والآخرة ، فقال : لا تكذب (٦).

وأنّ الكاذب لا يكذب إلّا من مهانة نفسه (٧).

وأنّ أصل السخرية الطمأنينة إلى أهل الكذب (٨).

وأنّ الكذب مذموم إلّا في الحرب ، ودفع شرّ الظلمة ، وإصلاح ذات البين (٩).

____________________________

الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٠ وج ٧٦ ، ص ٣١٦ وج ٨٧ ، ص ١٤٦.

١) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٠.

٢) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦١.

٣) نفس المصدر السابق.

٤) الخصال : ص ٥٠٥ ـ بحار الأنوار : ج ٦٩ ، ص ٣٧٩ وج ٧٢ ، ص ١٩٢ وج ٧٧ ، ص ٤٠١.

٥) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٢.

٦) نفس المصدر السابق.

٧) الاختصاص : ص ٢٣٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٢.

٨) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٢.

٩) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٣.

١٩١
 &

دروس في الأخلاق ـ المشكيني

١٩٢
 &

الدّرس الخامس والثّلاثون

في الرّياء

الرّياء لغة : مصدر باب المفاعلة من رأي ، فهو والمراءاة بمعنى : إراءة الشيء للغير على خلاف واقعه : كإراءة أنّ صلاته وصيامه لله ، وليس كذلك. ويقع غالباً في الأفعال الحسنة لطلب المنزلة عند الناس. فالمرائي اسم فاعل ، هو العامل كذلك والمرائى له اسم مفعول من يطلب جلب قلبه ، والمرائى به هو : العمل والرياء قصد إظهار ذلك.

والمرائى به تارة يكون من حالات البدن : كإظهار الحزن والضعف والتحوّل ونحوها ، وأخرى من قبيل الزّي : كالهيئة وكيفيّة الشّعر واللباس ، وثالثةً من قبيل القول والكتابة ونحوهما ، ورابعةً من قبيل العمل ، وخامسةً من قبيل الرفقة والأصحاب والزائرين والمزورين وغيرهم فجميع ذلك ممّا يمكن للانسان الرياء فيها.

وأيضاً الرياء يكون تارة في أصول العقائد : كالرياء في أصل إظهار الإيمان

١٩٣
 &

فيكون صاحبه منافقاً كافراً في الباطن متظاهراً بالاسلام ، وهو أشدّ من الكفر في الظاهر والواقع. وأخرى في أصول العبادات : كإتيان الواجبات ظاهراً مع تركها في الباطن. وثالثةً في العبادات المندوبة : كالنوافل وقراءة القرآن والأدعية. ورابعةً في أوصاف العبادات : كالإسراع إليها ، وحضور الأمكنة المتبرّكة ، وتحرّي الأزمنة الشريفة ، والحضور في الاجتماعات.

ثمّ إنّه يترتّب على العمل المأتيّ به رياءً في الجملة آثار ، ويتّصف بعناوين كونه كذباً وتلبيساً واستهزاءً وإشراكاً لله تعالى وباطلاً ، فإنّ إراءة ما لغير الله لله تعالى ، كذب عمليّ ، والتخييل إلى الناس بأنّه مطيع لله مخلص له تلبيس لهم ومكر ، وإراءة عمل الناس إليهم بدعوى أنّه من الله مع وقوعه بمرئى من الله ومنظر منه استهزاء.

وجعل ظاهر عمل واحد لله وباطنه للناس إشراك لغيره معه ، وبهذا المعنى يكون كلّ رياء شركاً كما سيأتي ، ولا إشكال في اتّصاف هذا النحو من العمل بالبطلان في أكثر مصاديقه وتفصيل ذلك في الفقه.

ثمّ إنّ اعتياد الانسان بالرياء في عمله وتخلّقه بذلك من أقبح صفات النفس وملكاته ، بل لا صفة أقبح من بعض مصاديقه.

وقد ورد في تحريمه وذمّه آيات : كقوله تعالى في وصف المنافقين : ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) ، (١) وقال : ( لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ) ، (٢) وقال : ( الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ). (٣)

____________________________

١) النساء : ١٤٢.

٢) البقرة : ٢٦٤.

٣) الماعون : ٦ ـ ٧.

١٩٤
 &

وقد ورد في نصوص أهل البيت عليهم‌السلام أنّه : إيّاك والرياء ، فإنّه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له (١).

وأنّه : اجعلوا أمركم هذا لله ، ولا تجعلوه للناس ، فإنّه ما كان لله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله (٢).

وأنّ كلّ رياء شرك (٣).

وأنّ الرياء هو الشرك الأصغر (٤).

وأنّه : من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، ومن عمل لله كان ثوابه على الله (٥).

وأنّه : ما عمل أحد عملاً إلّا ردّاه الله به ، إن خيراً فخيراً ، وإن شرّاً فشرّاً (٦) ( ردّاه به أي : جعله رداء له ، وهو تشبيه أي : أنّ الله يظهر أثره للناس كالثوب الجميل والقبيح ، أو يجعله رداء روحه أو رداءه يوم القيامة ).

وأنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به ، فإذا صعد بحسناته يقول الله : اجعلوها في سجّين ، إنّه ليس إيّاي أراد به (٧).

وأنّه للمرائي ثلاث علامات : ينشط إذا رأى الناس ، ويكسل إذا كان وحده ،

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٣ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ٨٥٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٦.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٥٢ وج ١١ ، ص ٤٥٠ ـ بحار الأنوار :ج ٥ ، ص ٢٠٧ وج ٦٨ ، ص ٢٠٩ وج ٧٢ ، ص ٢٨١.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٥٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٨١.

٤) المحجة البيضاء : ج ٦ ، ص ١٤٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦٦ ـ مرآة العقول : ج ١٠ ، ص ٨٧.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٥٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٨١.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٨٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٨٤ ـ مشكوة الأنوار في غرر الأخبار : ص ٣١١.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٨٧.

١٩٥
 &

ويحبّ أن يحمد في جميع أموره (١).

وأنّ الله تعالى قال : « أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمل عمله ، لم أقبله إلّا ما كان لي خالصاً » (٢).

وأنّه : من أظهر للناس ما يحبّ الله وبارز الله بما كرهه لقي الله وهو ماقت له (٣).

وأنّه : ما يصنع أحدكم أن يظهر حسناً ويسرّ سيّئاً ، أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أنّ ذلك ليس كذلك (٤) والله يقول : ( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) (٥).

وأنّ أيّما عبد أسرّ شرّاً لم تذهب الأيام حتّى يظهر له شرّاً (٦).

ومن أراد الله بالقليل من عمله أظهره الله له أكثر ممّا أراد ، ومن أراد النّاس بالكثير من عمله أبى الله إلّا أن يقلّله في أعين الناس (٧).

وأنّ الإبقاء على العمل أشدّ من العمل ، وهو : أن ينفق نفقة لله فتكتب له سرّاً ، ثمّ يذكرها فتمحى فتكتب له علانيةً ، ثمّ يذكرها فتمحى وتكتب له رياء (٨) ( والإبقاء على العمل : شدّة المحافظة عليه حتّى لا يذهب بتكرار ذكره أو بحسد أو عجب أو غيبة الناس ).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٥ ـ المحجة البيضاء : ج ٦ ، ص ١٤٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٥٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٠٦ و ٢٨٨.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٨٨.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٥ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٤٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٦٦ وج ٧٢ ، ص ٢٨٨.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٥ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٤٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧ ، ص ٨٧ وج ٧١ ، ص ٣٦٨ وج ٧٢ وص ٢٨٩.

٥) القيامة : ١٤.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٨٨.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٠.

٨) وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٤٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٢٣٣ ـ مرآة العقول : ج ٧ ، ص ٨٠.

١٩٦
 &

وأنّ من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله (١).

وأنّه : لو عمل خيراً فرآه إنسان فسرّ بذلك لا يكون رياءً إذا لم يكن صنع ذلك لذلك (٢).

وأنّ المرائي يخادع الله ، يعمل بما أمره ثمّ يريد به غيره ، فاتّقوا الله واجتنبوا الرياء ، فإنّه شرك بالله. إنّ المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء : يا كافر ، يا فاجر ، يا غادر ، يا خاسر ، حبط عملك ، وبطل أجرك ، ولا خلاق لك اليوم (٣).

وأنّ أحدكم إذا أتاه الشيطان وهو في صلاته فقال : إنّك مراءٍ فليطل صلاته ما بدا له (٤).

وأنّ الشرك المنهيّ في قوله تعالى : ( وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) (٥) شرك رياء (٦).

وأنّ الاشتهار بالعبادة ريبة (٧).

وأنّه : سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا ، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف ، يعمّهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم (٨).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٢ ـ التنبيهات العلية : ص ١٤٩.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٤.

٣) المحجة البيضاء : ج ٨ ، ص ١٢٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٥.

٤) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٥.

٥) الكهف : ١١٠.

٦) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٧.

٧) معاني الأخبار : ص ١٩٥ ـ من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ، ص ٣٩٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٥٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٧ ، وج ٧٧ ، ص ١١٢.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٦ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٤٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٠.

١٩٧
 &

وأنّ الله يقول : « أنا خير شريكٍ ، من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له غيري » (١).

وأنّ الرياء من قلّة العقل ، فإنّه يعمل ما فيه رضا الله لغير الله ، فلو أنّه أخلصه لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك (٢).

وأنّ جبّ الخزي وادٍ في جهنّم اُعدّ للمرائين (٣).

وأنّ النجاة أن لا يعمل العبد بطاعةٍ يريد بها الناس (٤).

____________________________

١) المحجة البيضاء : ج ٦ ، ص ١٤٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٥٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٩ ـ نور الثقلين : ج ٣ ، ص ٣١٧.

٢) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٩٩.

٣) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٠٣.

٤) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٠٤.

١٩٨
 &

الدّرس السّادس والثّلاثون

في العجب بالعمل واستكثار الطّاعة

العجب : ابتهاج الإنسان وسروره بتصوّر الكمال في نفسه وإعجابه بأعماله ، والإدلال بها بظنّ تماميّتها وخلوصها ، وحسبان نفسه خارجاً عن حدّ التقصير ، لا السرور بصدور العمل مع التواضع لله والشكر له على التوفيق ، والخوف من عدم تمامه وعدم قبوله ، فإنّه لا بأس به ، بل هو حسن.

والعجب من أخبث الصفات وأعظم المهلكات ، سواءٌ أكان حالةً غير راسخةٍ في القلب أو صار بالمدوامة عليه ملكة راسخة ، وهو من أشدّ الحُجُبِ بين القلب والرّب تعالى. والمعجب مبغوض عند الله ، مسلوب التوفيق من ناحية الله لحسبان نفسه غنيّاً عن إنعامه وإفضاله ونعوذ بالله من ذلك.

وظاهر الأدلّة كما هو ظاهر كلمات الأصحاب حرمته ، ومعروض الحرمة : إمّا نفس الحالة النفسانيّة أو إظهارها في ضمن قولٍ أو فعل.

١٩٩
 &

وقد ورد في الكتاب الكريم : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ). (١) ( وخبر الموصول المبتدأ محذوف أي : كمن لم يزيّن له وعرف كيفيّة عمله فلم يعجب به ). وسوء العمل : إمّا لحرمته ذاتاً أو لعروض القبح عليه بإعجاب العامل به.

وورد في عدّة نصوصٍ : أنّه : من دخله العجب هلك (٢) ( والهلاك هنا : البعد من الله واستحقاق عقابه ).

وأنّ الذنب خير للمؤمن من العجب (٣).

وأنّ سيّئةً تسوءك خير من حسنةٍ تُعجبك (٤).

وأنّ موسىٰ عليه‌السلام سأل إبليس عن الذنب الذي إذا أذنبه إبن آدم استحوذ عليه قال : إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله (٥).

وأنّه : لا تستكثروا الخير وإن كثر في أعينكم (٦).

وأنّ استكثار العمل من قاصمات الظّهر (٧).

وأنّه : لا وحدة ولا وحشة أوحش من العجب (٨).

وأنّه : لا جهل أضرّ من العجب (٩).

____________________________

١) فاطر : ٨.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣١٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٧٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٠٩.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٣١٣ ـ علل الشرائع ص ٥٧٩ ـ الأمالي : ج ٢ ، ص ١٨٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٧٥ ـ بحار الأنوار : ج ٦ ، ص ١١٤ وج ٦٩ ، ص ٢٣٥ وج ٧٢ ، ص ٣٠٦ و ٣١٥ ـ نور الثقلين : ج ٤ ، ص ٣٥١.

٤) نهج البلاغة : الحكمة ٤٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣١٦ ـ عدة الداعي : ص ٢٢٢.

٥) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣١٧.

٦) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣١٤.

٧) نفس المصدر السابق.

٨) غرر الحكم ودرر الكلم : ج ٦ ، ص ٣٨٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣١٥.

٩) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣١٥.

٢٠٠