دروس في الأخلاق

الشيخ علي المشكيني

دروس في الأخلاق

المؤلف:

الشيخ علي المشكيني


الموضوع : الأخلاق
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مطبعة الهادي
الطبعة: ٥
ISBN: 964-400-023-4
الصفحات: ٢٧٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

الدّرس الثّلاثون

في حسن الخُلق

الخُلق بالضّم وبضمّتين : الطبع والسّجيّة ، وهو صورة نفس الإنسان وباطنه في مقابل الخَلق بالفتح الذي هو صورة جسمه وظاهره ، وهي تتّصف بالحسن والقبح كاتّصاف الجسم بهما ، إلّا أنّ ذاك الاتّصاف يكون تحت اختيار الإنسان وإرادته ، لأجل اختياريّة أسبابها بخلاف صورته الجسميّة الظاهريّة ، وذلك لأنّ صورة النّفس والرّوح البرزخيّة سواء قلنا بكون الروح في ذلك العالم موجوداً مستقلّاً قائماً بنفسه ، أو حالاً في القالب المثاليّ تتبع صفاته النفسيّة الدنيويّة وتتشكّل على وفق تلك الحالات والملكات ، بل وكذا الجسم الدنيويّ للمؤمن المنشور من الأرض والمبعوث عنها بعد القيامة ، فهو وإن كان على صورته الدنيويّة عند البعث والحشر إلّا أنّه يتشكّل عند اقتراب الوفود على الله والورود في الجنّة على طبق الصفات والسجايا التي اكتسبها وحصّلها وربّاها وحسّنها ، ففي النشأتين بعد الموت ، أعني : البرزخ والقيامة تبلى السرائر الخلقيّة ، وتتجلّى السجايا الروحيّة

١٦١
 &

بالصورة البرزخيّة والأخرويّة ، حيث أنّ إصلاح صورة النفس في الدنيا وتحصيل الفضائل لها وإزالة الرذائل عنها بيد الإنسان ، وللعقائد الباطنة من الكفر والإيمان وللأعمال الظاهرة من الطاعة والعصيان دخلاً وافراً في تلك الصفات والملكات فلا جرم تكون الصور البرزخيّة والأخرويّة في تشكّل هيئتها وحسن منظرها وبياضها وقبح مظهرها وسوادها بيد الإنسان ، فله أن يشكّلها بأيّ شكل أراد ويصوّرها بأية صورة شاء ، غير أنّه يبقى في الشخص شيء من وصفه الكمّيّ أو الكيفيّ السابق ، ليتعارف به في تلك النشأة في أبناء نوعه كما في « الكاريكاتور » ، قال تعالى : ( يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ) (١).

ثّم إنّه قد يطلق حسن الخلق ويراد به حسن العشرة مع الناس من الأقارب والأباعد بطلاقة الوجه وحسن اللقاء وطيب الكلام ، وجميل المخالطة والمصاحبة ورعاية الحقوق وإعمال الرأفة والإشفاق ونحو ذلك.

وقد يطلق ويراد به : حسن جميع الأوصاف النفسيّة الدخيلة في حسن الهيئة البرزخيّة أو الأخرويّة ، وهو الذي يصعب تحصيله ، ولا يتحقّق إلّا لأولياء الله تعالى والأوحديّ من الناس ، ولذا قيل في تعريف هذه الصفة بأنّها : حالة نفسانيّة يتوقّف حصولها على اشتباك الأخلاق النفسانيّة بعضها ببعض ، فهي حسن الصورة الباطنة التي هي صورة الناطقة ، كما أنّ حسن الخلق هو الصورة الظاهرة وتناسب الأجزاء ، إلّا أنّ حسن الصورة الباطنة قد يكون مكتسباً ، ولذا تكرّرت الأحاديث في الحثّ به وبتحصيله (٢).

هذا ، وأدلّة الباب وأخبارها توضح المراد من حسن الخلق بالتأمّل فيها.

فقد ورد في الكتاب الكريم خطاباً للنّبيّ الأقدس صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ

____________________________

١) يونس : ٤٥.

٢) راجع البحار : ج ٧١ ، ص ٣٧٢.

١٦٢
 &

عَظِيمٍ ). (١) وقال تعالى : (‏ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (٢).

وورد في النصوص : أنّ حدّ حسن الخلق أن تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن (٣).

وأنّ المؤمن هين لين سمح ، له خلق حسن (٤).

وأنّ خيار المؤمنين أحاسنهم أخلاقاً ، الموطّئون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون وتُوطأ رحالهم. (٥) ( رجل موطّئ الأكناف أي : سهل الأخلاق كريم مضياف ).

وأنّ من لم يكن له خلق يداري به الناس ، لم يقم له عمل (٦).

وأنّ اكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً (٧).

وأنّه : ما يوضع في ميزان امرئ مؤمن يوم القيامة أفضل من حسن الخلق (٨).

وأنّه : أوّل ما يوضع في ميزانه (٩).

____________________________

١) القلم : ٤.

٢) آل عمران : ١٥٩.

٣) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٩.

٤) الأمالي : ج ١ ، ص ٣٧٦ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥١١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩١.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٠.

٦) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٢.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٩ ـ الأمالي : ج ١ ، ص ١٣٩ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٠٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٧٣ وج ٧٧ ، ص ١٥١.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٩ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٠٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧ ، ص ٢٤٩ وج ٧١ ص ٣٧٤.

٩) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٥.

١٦٣
 &

وأنّه : أفضل ما أعطي المرء المسلم (١).

وأنّ حسن الخلق من الخصال التي تكمل بها الإيمان (٢).

وأنّه : ما يقدم المؤمن على الله بعمل بعد الفرائض أحبّ إلى الله من أن يسع الناس بخلقه (٣).

وأنّ صاحب الخلق الحسن يعطيه الله من الثواب كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدوا عليه ويروح (٤).

وأنّ العبد يكون له بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق فيبلغه الله به درجة الصائم القائم (٥) ( والثواب إمّا لنفس الصفة الباطنة تفضّلاً ، أو لما يظهر من صاحبها من العشرة المندوبة فيترتّب عليها ثواب الواجبات ).

وأنّ من أكثر ما تلج به الأمّة الجنّة ، حسن الخلق (٦).

وأنّ الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد ، (٧) ( الميث : الاذابة والجليد : الماء الجامد ).

وأنّ ما في الكفّار من حسن الخلق أعاره الله إيّاهم ليعيش أولياؤه معهم في دولاتهم (٨).

وأنّ المؤمن مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (٩).

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٦.

٢) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٧.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٧٥.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٧٧.

٥) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٥.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٧٥.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٧٥ ـ روضة المتقين : ج ١٢ ، ص ١١٠.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٧٨.

٩) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٢ ـ شرح أصول الكافي : ص ٨٢ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥١٠ ـ بحار

١٦٤
 &

وأنّ أحسن الحسن الخلق الحسن (١).

وأنّ قوله تعالى : ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ) (٢) منها حسن الخلق (٣).

وأنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم ، (٤) أي : بطلاقة الوجه وحسن اللقاء.

وأنّه حسّن خلقك يخفف الله حسابك (٥).

وأنّ حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة (٦).

وأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطلق أسيراً من بين الأسراء وأعلنه أنّ الله أخبر بحسن خلقه ، فأسلم الأسير لذلك (٧).

وأنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أحبّكم إلَيّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً (٨).

وأنّ الخلق الحسن نصف الدين (٩) ( ولعلّ نصفه الآخر التّقوى الذي هو حسن المعاملة مع الله ، وقد ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أكثر ما تلج به أمّتي الجنّة ، تقوى الله وحسن الخلق ) (١٠).

____________________________

الأنوار : ج ٧١ ، ص ١٧.

١) الخصال : ص ٢٩ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٠٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٦.

٢) البقرة : ٢٠١.

٣) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٣.

٤) الأمالي : ج ١ ، ص ٢٠ ـ من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ، ص ٣٩٤ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥١٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٣ وج ٧٧ ، ص ١٦٦.

٥) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٣.

٦) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٤.

٧) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٥.

٨) وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣٠١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٥ وج ٧٣ ، ص ٢٣١.

٩) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٥.

١٠) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٠ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٠٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٧٥.

١٦٥
 &

وأنّ حسن الخلق في الجنّة لا محالة ؛ وسوء الخلق في النار لا محالة (١).

وأنّ حسن الخلق خير قرين (٢).

وأنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنّة وبيت في وسطها وبيت في أعلاها لمن حسن خلقه (٣).

وأنّه : لا حسب كحسن الخلق (٤).

وأنّ الكمال هو تقوى الله وحسن الخلق (٥).

وأنّه : أحسنوا صحبة الدين بحسن الخلق (٦).

وأنّه يزين الرجل كما تزين الواسطة القلادة (٧).

وأنّ العجب ممّن يشتري العبيد بماله كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه (٨).

وأنّه : جمال في الدنيا ونزهة في الآخرة (٩).

وأنّه شجرة في الجنّة وصاحبه متعلّق بغصنها (١٠).

وأنّه يعمر الديار ويزيد في الأعمار (١١).

____________________________

١) وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٠٦ وج ١١ ، ص ٣٢٤ ـ بحار الأنوار : ج ١٠ ، ص ٣٦٩ وج ٧١ ، ص ٣٨٣.

٢) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٧.

٣) الخصال : ص ١٤٤ ـ بحار الأنوار : ج ٢ ، ص ١٢٨ وج ٧١ ، ص ٣٨٨ وج ٧٢ ، ص ٢٦١.

٤) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨٩ ـ مستدرك الوسائل : ج ٨ ، ص ٤٤٥.

٥) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٠.

٦) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩١.

٧) نفس المصدر السابق.

٨) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٢.

٩) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٣ ـ مستدرك الوسائل : ج ٨ ، ص ٤٤٩.

١٠) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٣.

١١) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٥.

١٦٦
 &

وأنّه : يزيد في الرزق (١).

وأنّه : أكرم الحسب (٢).

وأنّه : خير رفيق (٣).

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٦ وج ٧٨ ، ص ٢٥٧.

٢) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٦.

٣) نفس المصدر السابق.

١٦٧
 &

دروس في الأخلاق ـ المشكيني

١٦٨
 &

الدّرس الحادي والثّلاثون

في الحلم وكظم الغيظ والعفو والصّفح

الحلم : ضبط النفس عن هيجان الغضب ، والكظم : الحبس والسدّ ، فكظم الغيظ يرادف الحلم ، والعفو : ترك عقوبة الذنب ، والصفح : ترك التثريب واللوم عليه فالمراد من العبائر والعناوين المذكورة : أن يحلم الإنسان عند غضبه للغير ولا يرتّب الآثار التي يقتضيها الغضب من العقوبة بالقول أو الفعل ، والممارسة على ذلك والعمل بما يحكم به الشرع والعقل سبب لحصول ملكة في النفس تمنعها من سرعة الانفعال عن الواردات المكروهة ، وجزعها عن الأمور الهائلة ، وطيشها في المؤاخذة ، وصدور الحركات غير المنظّمة منها ، وإظهار المزيّة على الغير ، والتّهاون في حفظ ما يجب عليه شرعاً وعقلاً. وهذه الملكة عن أفضل الأخلاق وأشرف الملكات ، والحليم هو صاحب هذه الملكة ، وكذا الكاظم.

وقد ورد في الكتاب والسنّة في فضل هذه الخليقة وحسنها والحثّ على تحصيلها وترتيب آثارها عليها بل ، والجري على وفقها ـ وإن لم يكن عن ملكة ـ

١٦٩
 &

آيات كثيرة ونصوص متواترة.

فقد قال تعالى في الكتاب الكريم في وصف المتّقين : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (١) وأمر بذلك في عدّة آيات كقوله : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) (٢) وقوله : ( خُذِ الْعَفْوَ ) (٣) وقوله : ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) (٤) وقوله : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) (٥) وقوله : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ‏ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ).(٦) ( وما يلقّاها أي : وما يعطي ويبذل هذه السجيّة ، أي : مقابلة الإسائة بالاحسان إلّا ذو حظّ من الإيمان وفضائل الإنسان ).

وقوله : ( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) (٧) ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) (٨) و ( لَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) (٩) ( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ) (١٠) و ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ) (١١) إلى غير ذلك.

وقد ورد في النصوص : أنّ من خير أخلاق الدنيا والآخرة ومكارمها : أن تعفو عمّن ظلمك وتحلم إذا جهل عليك (١٢).

____________________________

١) آل عمران : ١٣٤.

٢) النور : ٢٢.

٣) الاعراف : ١٩٩.

٤) الحجر : ٨٥.

٥) المؤمنون : ٩٦.

٦) فصلت : ٣٤ و ٣٥.

٧) الشورى : ٣٧.

٨) الشورى : ٤٠.

٩) الشورى : ٤٣.

١٠) الزّخرف : ٨٩.

١١) الجاثية : ١٤.

١٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٩٩ ـ مرآة العقول : ج ٩ ، ص ٢٨٤.

١٧٠
 &

وأنّه إذا جمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد نادى منادٍ : أين أهل الفضل ؟ فيقوم عُنق من الناس فيسأل عن فضلهم ، فيقولون : كنّا نعفوا عمّن ظلمنا ، فيقال : صدقتم ، ادخلوا الجنة. (١) ( والعنق : الجماعة ).

وأنّ عليكم بالعفو فإنّه لا يزيد العبد إلّا عزّاً ، فتعافوا يعزّكم الله (٢).

وأنّ الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة (٣).

وأنّه : ما التقت فئتان قطّ إلّا نصر أعظمها عفواً (٤).

وأنّه : إذا نودي يوم القيامة من بُطنان العرش : ألا فليقم كلّ من أجرُهُ عليّ ، فلا يقوم إلّا من عفى عن أخيه (٥).

وأنّ عليّ بن الحسين عليه‌السلام قال : إنّه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه (٦).

وأنّ الله يحبّ الحييّ الحليم (٧). وأنّه : ما أذلّ بحلم قطّ (٨).

وكفى بالحلم ناصراً وهو وزير المرء. وإذا لم تكن حليماً فتحلّم (٩).

وأنّ الحليم أقوى الخلق (١٠).

وأنّه : إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للحليم منهما : صبرت وحلمت سيغفر لك إن اتممت ذلك (١١).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٠.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠١.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠١ ـ نور الثقلين : ج ٤ ، ص ٥٨٤.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٨ ـ الأمالي : ص ٢١٠ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥١٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٢ وج ٧٨ ، ص ٣٣٩.

٥) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٣.

٦) الكافي : ج ٢، ص ١١٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧١، ص ٤٠٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١١، ص ٢١٠.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ١١٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢١١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٤.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ١١٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢١١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٤.

٩) الكافي : ج ٢ ، ص ١١٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢١١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٤.

١٠) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٠.

١١) الكافي : ج ٢ ، ص ١١٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢١١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٦.

١٧١
 &

وأنّ نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها. وأنّها من أحبّ السبيل إلى الله ، فإنّ عظيم الأجر لمن عظيم البلاء (١).

وأنّك لن تكافئ من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه (٢).

وأنّ من كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه وحشاه أمناً وإيماناً (٣).

وأنّ أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مروّتهم العفو عمّن ظلمهم (٤).

وأنّه لا عزّ أرفع من الحلم (٥).

وأنّ كظم الغيظ إذا كان في الرجل استكمل خصال الإيمان وزوّجه الله من الحور العين كيف شاء (٦).

وأنّه : أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه : إذا أصبحت فأوّل شيء يستقبلك فكُله ، فلمّا أصبح استقبله جبل أسود عظيم فبقى متحيّراً ، ثمّ رجع إلى نفسه ، فقال : إنّ ربّي لا يأمرني إلّا بما أطيق ، فمشى إليه ليأكله فلمّا دنىٰ صغر ، فوجده لقمة فأكلها ، فوجدها أطيب شيء أكله ، ثمّ قيل له : إنّ الجبل الغضب ، إنّ العبد إذا غضب لمن ير نفسه ، وجهل قدره من عظيم الغضب ، فاذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيّبة التي أكلتها (٧).

وأنّ أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة (٨).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٨.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠٨.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١١٠ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٥٢٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤١١.

٤) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤١٤.

٥) نفس المصدر السابق.

٦) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤١٧.

٧) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤١٨ و ٤١٩.

٨) نهج البلاغة : الحكمة : ٥٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢١.

١٧٢
 &

وأنّ من لم يكن له حلم لم يقم له عمل (١).

وأنّه ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم (٢).

وأنّ الناس أعوان الحليم على الجاهل (٣).

وأنّه لا يعرف الحليم إلّا عند الغضب (٤).

وأنّ من كفّ غضبه عن الناس كفّ الله عنه عذاب يوم القيامة (٥).

وأنّ الصفح الجميل : العفو بغير عتاب (٦).

وأنّه إذا قدرت على العدوّ فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه (٧).

وانّ الحلم عشيرة (٨).

وأنّه غطاء ساتر (٩).

وأنّ الحلم والأناة توأمان تنتجهما علو الهمّة (١٠).

وأنّه من لا يكظم غيظه يشمت عدوّه (١١).

وأنّ الحلم سجيّة فاضلة (١٢).

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٢.

٢) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٤.

٣) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٥.

٤) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٦.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٥ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٨٩ ـ بحار الأنوار : ج ٩٥ ، ص ٣٣٩.

٦) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٧.

٧) نهج البلاغة : الحكمة ١١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٧.

٨) نهج البلاغة : الحكمة ٤١٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٨.

٩) نهج البلاغة : الحكمة ٤٢٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٨.

١٠) نهج البلاغة : الحكمة ٤٦٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٨.

١١) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢٨.

١٢) نفس المصدر السابق.

١٧٣
 &

دروس في الأخلاق ـ المشكيني

١٧٤
 &

الدّرس الثّاني والثّلاثون

في الفقر والفقراء والغنى والأغنياء

الفقر في اللغة : انكسار فقار الظهر والفقير بمعنى : المفقور المنكسر فقرات ظهره يقال : فقرته الداهية أي : نزلت به وكسرت فقاره ، ويستعمل بمعنى : الحفر ، والفقيرة : الحفيرة ، والفقير من أثّرت المكاره الخدشة والحفرة في نفسه ، أو ذهبت بماله فتركت محلّه حفرة.

وهو في اصطلاح الشرع وأهله يطلق على معانٍ كما أشار إليها الرّاغب :

الأوّل : الحاجة والافتقار ، وهي بمعناها الحقيقي العامّ ، متحقّق في كلّ موجود بالنسبة إلى الله تعالى ، فالكلّ مفتقر في وجوده وبقائه ، بل وفي زواله وانعدامه إلى الله تعالى ومشيئته كما قال تعالى : ( أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ) (١) والفقر بهذا المعنى أمر وجوديّ.

____________________________

١) فاطر : ١٥.

١٧٥
 &

الثاني : فقد لوازم العيش والحياة بالنسبة إلى من يحتاج إليها ، وهو المراد في أغلب مأثورات الباب ، وهذا أمر عدميّ.

الثالث : فقر النفس بمعنى : حرصها وشرهها إلى الدنيا ومتاعها ، ويقابله غنى النفس.

الرابع : الفقر إلى الله بمعنى : حالة اعتماد النفس إليه تعالى وانقطاعها عن غيره وعدم عنايتها إلى الأسباب الظاهريّة. ثمّ إنّه لا كلام هنا في المعنى الأول ، والعلم والاذعان به من شؤون الإيمان ، ولا في المعنى الثالث ، فإنّه من رذائل الصفات ، وقد وقعت الاشارة في النصوص أحياناً إلى المعنى الرابع ، فعمدة الكلام في المقام هو المعنى الثاني ، وعليه فقد يستظهر من أدلّة الباب أنّ الفقر بنفسه أمر ممدوح مطلوب ذو فضل ورجحان ، مندوب إليه في الشرع. وأنّ الغنى مذموم مبغوض منهيّ عنه لكنّ الظاهر أنّ الفقر الممدوح مشروط :

أوّلاً : بعدم كون حصوله من ناحية قصور المكلّف وتقصيره في الحركة والسعي إلى تحصيل رزقه كما أمره الله تعالى ، وإلّا فلا حسن في ذلك ، ولا يكون مشمولاً لما دلّ على فضله.

وثانياً : بتقارنه بالرّضا والتسليم ، وعدم ظهور الجزع منه والشّكوى إلى الناس.

وثالثاً : بعدم وقوع صاحبه في المعصية من جهته ، وهو ممدوح ـ حينئذٍ ـ لرضا الفقير باطناً بقضاء الله تعالى وتسليمه قلباً لأمره ، مع وقوعه في ضيق العيش وضنك الحياة ، مع أنّ أغلب أهل هذا الفقر ، يصرفون أعمارهم في سبيل دينهم وطاعة ربّهم ، وسائر الأمور النافعة لمعاش أنفسهم وإخوانهم ولمعادهم عوضاً عن الأوقات التي يصرفها الأغنياء في دنياهم.

١٧٦
 &

وأمّا الغنى : فهو مذموم إذا أورث الحرص على الدنيا والغفلة عن الله تعالى ، وعن القيام بالوظائف والطاعات المندوبة أو الواجبة ، بل والوقوع في المعاصي والانهماك فيها كما هو الغالب في هذه الطائفة ونعوذ بالله منها.

ولو فرض أنّ صاحب الغنى قد واظب في عين تلك الحالة على ما أراد الشرع منه وأدّى حقوق أمواله الواجبة والمندوبة ، بل وحصل له توفيق صرف المال في سبيل ربّه وإحياء دينه والخدمة لأهل ملّته بما لا يمكن ذلك للفقير فلا إشكال في عدم شمول الذموم الواردة في الغنى له.

وبالجملة : كم من غنيّ لم يشغله غناه عن الله ، وكم من فقير شغله فقره عن الله. فإطلاقات المدح والذم في الوصفين محمولة على الغالب ، إذاً ، فالحسن عارض للفقر ، لملازمته أو مقارنته لما هو حسن عقلاً أو شرعاً ، والقبح عارض للغنى لتقارنه لما هو مبغوض كذلك. وقال المجلسيّ قدس‌سره : ( مقتضى الجمع بين أخبارنا : أنّ الفقر والغنى كلّ منهما نعمة من نعم الله يعطيها من يشاء من عباده لمصالح ، وعلى العبد أن يصبر على الفقر ، بل ويشكره ويشكر الغنى ويعمل بمقتضاه ، فمع عمل كلّ منهما بمقتضى حاله ، فالغالب أنّ الفقير الصابر أكثر ثواباً من الغنيّ الشاكر ، لكن مراتبهما مختلفة ، والظاهر أنّ الكفاف أسلم وأقلّ خطراً من الجانبين ).

والأولى ذكر أدلّة الباب حتّى يّتضح حقيقة الحال ، فإنّ الحقّ الحقيق بالاتّباع هو المستفاد من الكتاب والسنّة.

فقد ورد في الكتاب الكريم قوله : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ). (١) فقد ورد : أنّ نزولها كان في

____________________________

١) الكهف : ٢٨.

١٧٧
 &

أصحاب النّبيّ وطائفة من الأغنياء ، فصدر الآية ناظر إلى الفقراء من أصحابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذيلها إلى الأغنياء في عصره ، حيث استدعوا من النّبيّ أن يطرد الفقراء من عنده حتّى يرغبوا في الإسلام ويجالسوا النّبيّ الأعظم ، فالفقراء هم الذين أرادوا وجه الله ورضوانه ، وداوموا على الدعاء والصلاة صباحاً ومساءً ، والأغنياء كانوا ـ عندئذ ـ هم الذين أغفل الله قلبهم عن ذكره واتّبعوا أهواءهم وكان أمرهم فرطاً ، أي : في تجاوز عن الحقّ وتضييع له. ثمّ إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال بعد نزولها : الحمد لله الذي أمرني أن أصبر مع هؤلاء الرجال ، منعكم المحيا ومعكم الممات (١). وقال تعالى أيضاً بعد ذكر قولهم : ( لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ ... أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ) ، (٢) ( تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا ). (٣)

فيستفاد من حال الكفّار ـ عندئذ كما هو حالهم الآن ـ أنّ الدنيا وما عليها من الزّينة لها فضل وكرامة وأصالة في حياة الإنسان ، مع أنّها وجميع ما فيها وعليها ليست إلّا مقدّمة لغرض أصيل آخر وآلة ووسيلة لتحصيله ، فالغنى المذموم عبارة عن الأموال التي ينظر إليها بتلك النظرة الاستقلاليّة ، ولذلك قال تعالى : لو شاء ربّك لأعطاك فوق ما يقولون ، أو فوق ما يخطر ببالهم ، ونظيرتها الآية ٣٣ من الزخرف. وورد في النصوص :

أنّ الفقر مخزون عند الله (٤) ( والمراد : إختزان ثوابه إذا صبر عليه صاحبه صبراً جميلاً ).

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ١٧ ، ص ٤١ وج ٢٢ ، ص ٤٤.

٢) الفرقان : ٧ ـ ٨.

٣) الفرقان : ١٠.

٤) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٢.

١٧٨
 &

وأنّ الله جعل الفقر والحاجة أمانة عد خلقه ، فمن أسرّه وكتمه أعطاه الله مثل أجر الصائم القائم (١).

وأنّه : ما أعطي أحد من الدنيا إلّا اعتباراً ، وما زُويَ عنه إلّا اختباراً ( اعتباراً أي : ليعتبر الغير به ، واختباراً : ليختبر نفسه ).

وأنّ الله يلتفت يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيهاً بالمعتذر إليهم ، فيقول : ما أفقرتكم في الدنيا من هوانٍ بكم عليّ ، ولترونّ ما أصنع بكم اليوم ، فتصفّحوا وجوه الناس ، فمن صنع إليكم معروفاً لم يصنعه إلّا فيّ فكافئوه عنّي بالجّنة ، وارفعوا هذا السّجف ، فانظروا إلى ما عوّضتكم من الدنيا ، فيقولون ما ضرّنا ما منعتنا مع ما عوّضتنا (٢) ( والسّجف ـ بالفتح والكسر ـ السّتر ).

وأنّه : قال الله تعالى لموسى : يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلاً فقل : مرحباً بشعار الصالحين ، وإذا رأيت الغنى مقبلاً فقل : ذنب عجّلت عقوبته ، (٣) ( عجّلت عقوبته أي : وقع منّي ذنب وهذه عقوبته قد عجّلت ).

وأنّه : طوبى للمساكين بالصبر ، وهم الذين يرون ملكوت السّموات والأرض (٤).

وأنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يا معشر المساكين ، طيبوا نفساً ، وأعطوا الله الرّضا من قلوبكم يثبكم الله على فقركم (٥).

وأنّه : كلّ ما يراه الفقير في السوق من الأمتعة والفاكهة فله بكلّ ما لم يقدر

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٠ ـ وسائل الشيعة : ج ٦ ، ص ٣١١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٨ وج ٩٦ ، ص ١٥٣.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦١ ـ بحار الأنوار : ج ٧ ، ص ٢٠٠ وج ٧٢ ص ١١.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٣ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ٧٩٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ١٥.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٣ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ٧٩٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ١٥.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٣ ـ وسائل الشيعة : ج ٦ ، ص ٣١٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ١٧.

١٧٩
 &

على شرائه حسنة (١).

وأنّه : لا تدع أن يغنيك الله عن خلقه ، فإن الله قسّم رزق من شاء على يدي من شاء ، بل إسأل الله أن يغنيك عن الحاجة الّتي تضطرّك إلى لئام خلقه (٢).

وأنّ في فقر الفقراء ابتلاء للأغنياء (٣).

وأنّ الصادق عليه‌السلام : قال : مياسير شيعتنا أمناء على محاويجهم فاحفظونا فيهم (٤).

وأنّ الفقر أزين للمؤمنين من العذار على خدّ الفرس (٥).

وأنّه : لا تستخفّوا بفقراء الشيعة ، فإنّ الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر (٦).

وأنّ من استخفّ بالفقير لفقره استخفّ بحق الله ، والله يستخفّ به يوم القيامة (٧).

وأنّ السلام على الفقير خلاف السلام على الغنيّ ، استخفاف (٨).

وأنّ ابن آدم يكره قلّة المال ، وهي أقلّ للحساب (٩).

وأنّه : لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتّى يكون الفقر أحبّ إليه من الغنى (١٠).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٥.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٦.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٥ ـ بحار الأنوار : ج ٩٦ ، ص ١٣١.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٢٨.

٦) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٥ ـ مستدرك الوسائل : ج ٩ ، ص ١٠٦.

٧) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٨.

٨) نفس المصدر السابق.

٩) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٩.

١٠) بحار الأنوار : ج ٦ ، ص ١٣٠ وج ٦٧ ، ص ٣٠٠ وج ٧٢ ، ص ٤٠.

١٨٠