بحار الأنوار - ج ٣١

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣١

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

علي عليه السلام طلبت بدمه.

__________________

تتميم :

نقل شيخنا المصنف ( طاب ثراه ) ، عن أبي الصلاح في التقريب جملة ممن أنكر على عثمان ، متعرضا لبعض كلامهم ، مقتصرا على مصدرين فحسب ، ونود استدراك ذكر جملة أخرى من الصحابة والتابعين ممن رد عليه ، أو لم يرض بفعله ، أو قال فيه ، أو أباح دمه وطلب إزالته من منصبه بشكل مجمل ومفهرس محيلين التفاصيل إلى الموسوعات والمصادر.

قال البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٤٩ : إن المقداد بن عمرو ، وعمار بن ياسر ، وطلحة ، والزبير في عدة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتبوا كتابا عددوا فيه أحداث عثمان وخوفوه ربه وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع ، فأخذ عمار الكتاب وأتاه به فقرأ صدرا منه ، فقال له عثمان : أعلي تقدم من بينهم؟! .. إلى آخره. وذكره ابن أبي الحديد في شرحه ١ ـ ٢٣٩ ... ونقل ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ ـ ٢٩ صورة مفصلة لاجتماع الناس من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتابتهم كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله وسنة صاحبيه .. إلى آخره. واختصره ابن عبد ربه في العقد الفريد ٢ ـ ٢٧٢ ، وأشارت غالب المصادر إلى هذا الكتاب مجملا ، وها نذكر جملة أخرى من الأصحاب.

فمنهم : عبد الله بن حسان العنزي الكوفي ، القائل في عثمان : هو أول من فتح أبواب الظلم ، وأرتج أبواب الحق .. كما في الأغاني ١٦ ـ ١٠ ، تاريخ الطبري ٦ ـ ١٥٥ ، تاريخ ابن عساكر ٢ ٣٧٩ ، الكامل لابن الأثير ٣ ـ ٢٠٩ ، وغيرها.

ومنهم : هاشم المرقال ، القائل ـ كما في كتاب صفين لابن مزاحم : ٤٠٢ ، طبعة مصر ـ ، وتاريخ الطبري ٦ ـ ٢٣ ، وشرح ابن أبي الحديد ٢ ـ ٢٧٨ ، والكامل لابن الأثير ٣ ـ ١٣٥ وغيرها في قصة طويلة حدثت في صفين : .. وما أنت وابن عفان؟! إنما قتله أصحاب محمد وقراء الناس حين أحدث أحداثا وخالف حكم الكتاب.

ومنهم : سهل بن حنيف أبو ثابت الأنصاري البدري.

ومنهم : رفاعة بن رافع بن مالك أبو معاذ الأنصاري البدري.

ومنهم : الحجاج بن غزية الأنصاري.

فقد روى البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٧٨ قول سهل بن حنيف جوابا لزيد بن ثابت : يا زيد! أشبعك عثمان من عضدان المدينة ـ والعضيدة : نخلة قصيرة ينال حملها ـ. وقول الحجاج بن غزية الأنصاري : والله لو لم يبق من عمره ـ أي عثمان ـ إلا بين الظهر والعصر لتقربنا إلى الله بدمه. وفي المصدر صفحة : ٩٠ جاء بلفظ آخر وقال : وجاء رفاعة بن مالك الأنصاري ثم الزرقي بنار في حطب فأشعلها في أحد البابين فاحترق وسقط ، وفتح الناس الباب الآخر واقتحموا الدار. وأورد ابن حجر في الإصابة ١ ـ ٣١٣ وغيرها بعض كلماتهم في تراجمهم.

٣٠١

__________________

ومنهم : أبو أيوب الأنصاري البدري ، فقد ذكر له أصحاب السير ـ كما في جمهرة الخطب ١ ـ ٢٣٦ ، والإمامة والسياسة ١ ـ ١١٢ [ ١ ـ ١٢٨ ] ـ خطبة شريفة أشاد فيها بأبي الحسن سلام الله عليه وذم فيها من سبقه.

ومنهم : قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري البدري. فقد أورد له الطبري في تاريخه ٥ ـ ٢٢٨ ، وابن الأثير في الكامل ٣ ـ ١١٥ ، وابن أبي الحديد في الشرح ٢ ـ ٢٣ ، خطبة بمصر في أخذ البيعة لأمير المؤمنين ٧ ، وفيها : الحمد لله الذي جاء بالحق وأمات الباطل ، وكبت الظالمين. أيها الناس! إنا قد بايعنا خير من نعلم بعد محمد نبينا (ص) .. وله رسائل مع معاوية ، ومحاورات مع صحبه ، وخطب في صفين كلها صريحة في هذا ، انظر مثالا : كتاب صفين لابن مزاحم : ٥١١ ، الإمامة والسياسة ١ ـ ٩٤ [ ١ ـ ٨٣ ] ، جمهرة الخطب ١ ـ ١٩٠ ، شرح ابن أبي الحديد ٢ ـ ٢٣ ، ٢٥ ، ٢٩٨ ، تاريخ الطبري ٥ ـ ٢٢٧ ، ٢٣١ ، الكامل لابن الأثير ٣ ـ ١١٦ ، النجوم الزاهرة ١ ـ ٩٩.

ومنهم : فروة بن عمرو بن ودقة البياضي الأنصاري البدري ، وكان ممن أعان على قتل عثمان ، وقد أخرج له مالك في الموطإ حديثا في باب العمل في القراءة باسم البياضي ، وترجمه في أسد الغابة ٤ ـ ١٧٩ ، والإصابة ٣ ـ ٢٠٤ ، وشرح الموطإ للزرقاني ١ ـ ١٥٢.

ومنهم : محمد بن عمرو بن حزم أبو سليمان الأنصاري ، قال أبو عمرو في الاستيعاب في ترجمته :

يقال : إنه كان أشد الناس على عثمان المحمدون ، محمد بن أبي بكر ، محمد بن أبي حذيفة ، محمد بن عمرو بن حزم.

ومنهم : عبد الله بن عباس حبر الأمة ، وقد كان في واقعة الدار أميرا للحاج في سنته تلك ، ومع ذلك فهو ممن قال فيه معاوية ـ كما في شرح النهج لابن أبي الحديد ٤ ـ ٥٨ : لعمري لو قتلتك بعثمان رجوت أن يكون ذلك لله رضا ، وأن يكون رأيا صوابا ، فإنك من الساعين عليه ، والخاذلين له ، والسافكين دمه .. وانظر جوابه له ، وما ذكره أبو عمر في الاستيعاب في ترجمة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في عثمان عند ما سئل عنه قال : ألهته نومته عن يقظته ، بل لم يحرض الحاج على نصرة الخليفة عند ما حوصر في الدار واستنجد بهم واستغاث في كتاب قرأه عليهم نافع بن طريف ، وكأن عائشة شعرت منه ذلك فقالت يوم مر بها ابن عباس في منزل من منازل الحج : يا ابن عباس! إن الله قد آتاك عقلا وبيانا ، فإياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية. كما في الطبقات لابن سعد ٥ ـ ٢٥ ، والأنساب للبلاذري والإمامة والسياسة ، وتاريخ الطبري ، وابن عساكر ، وأبي الفداء ، والعقد الفريد ٢ ـ ٢٦٧ وغيرها من مصادر مرت في نكيرها لعثمان.

ومنهم : عمرو بن العاص! فقد كان واليا لعثمان على مصر فعزله ، وأخرج الطبري في تاريخه ٥ ـ ١٠٨ ، ٢٠٣ ، والبلاذري في الأنساب ٥ ـ ٧٤ ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ ـ ٤٢ ، وابن

٣٠٢

__________________

عبد البر في الاستيعاب في ترجمة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وابن أبي الحديد في شرحه ١ ـ ٦٣ ، والإصابة ٣ ـ ٣٨١ ، وأجمله ابن كثير في تاريخه ٧ ـ ١٧٠ وغيرهم محاورة له مع الخليفة جديرة بالمراجعة لمعرفة بواطن الأمور وسرائر القوم. وله ترجمة مفصلة في الغدير ٢ ـ ١١٧ ـ ١٧٦.

ولنختم القول فيه بما أورده الطبري في تاريخه ٥ ـ ٢٣٤ من طريق الواقدي ، قال : لما بلغ عمروا قتل عثمان قال : أنا أبو عبد الله قتلته وأنا بوادي السباع ، من يلي هذا الأمر من بعده؟ إن يله طلحة فهو فتى العرب سيبا ، وإن يله ابن أبي طالب فلا أراه إلا سيستنظف الحق! وهو أكره من يليه إلي.

ومنهم : أبو الطفيل عامر بن واثلة الصحابي ، فقد ذكر المسعودي في مروج الذهب ٢ ـ ٦٢ ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ ـ ١٥٨ ، وابن عساكر في تاريخه ٧ ـ ٢٠١ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء :

١٣٣ وغيرهم موقف رائع له مع معاوية عليه اللعنة والهاوية.

ومنهم : مالك الأشتر بن الحارث.

ومنهم : عبد الرحمن بن أبي بكر.

ومنهم : المسور بن مخرمة. فقد ذكر البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٤٦ ما كتبه عثمان لهؤلاء الثلاثة وأصحابهم داعيهم للطاعة وترك الفرقة ، وجوابهم له بعنوان : الخليفة المبتلى الخاطئ الحائد عن سنة نبيه ، النابذ لحكم القرآن وراء ظهره.

ومنهم : أبو القاسم محمد بن أبي حذيفة العبشمي ، وكان من أشد الناس تأليبا على عثمان ، وكان يقول : يا أهل مصر! إنا خلفنا الغزو وراءنا ، يعني غزو عثمان .. إلى غير ذلك مما أورده البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٤٩ ـ ٥١ ، وابن كثير في تاريخه ٧ ـ ١٥٧ ، والطبري في تاريخه ٥ ـ ١٠٩ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ١ ـ ٢٣٣ ، وابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٦٧ ، وابن حجر في الإصابة ٣ ـ ٣٧٣ وغيرهم.

ومنهم : كميل بن زياد بن نهيك النخعي.

ومنهم : عمرو بن زرارة النخعي. فقد أورد البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٣٠ أنهما أول من دعا إلى خلع عثمان ، وقال الأخير : أيها الناس! إن عثمان قد ترك الحق وهو يعرفه ، وقد أغرى بصلحائكم يولي عليهم شراركم ، وهو ممن سيره عثمان من أهل الكوفة إلى دمشق ، وصرح بذلك في أسد الغابة ٤ ـ ١٠٤ ، والإصابة ١ ـ ٥٤٨ و ٢ ـ ٥٣٦ وغيرهم.

ومنهم : عبادة بن الصامت الأنصاري. روى أحمد بن حنبل في مسنده ٥ ـ ٣٢٥ في حديث طويل جاء في آخره .. فلم يفجأ عثمان إلا وهو قاعد في جنب الدار ، فالتفت إليه فقال : يا عبادة بن الصامت! ما لنا ولك! ، فقام عبادة بين ظهري الناس ، فقال : سمعت رسول الله أبا القاسم محمدا (ص) يقول : إنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون ، فلا

٣٠٣

.. وأمثال هذه الأقوال وأضعافها المتضمنة للنكير على عثمان من الصحابة أو التابعين منقولة في جميع التواريخ ، وإنما اقتصرنا على تاريخي الثقفي والواقدي لأن لنا إليهما طريقا ، ولأن لا يطول الكتاب ، وفيما ذكرناه كفاية ، ومن أراد العلم بمطابقة التواريخ لما أوردناه في هذين التاريخين فليتأملها يجدها موافقة.

__________________

طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى. ويكون عبادة كأبي ذر رحمهما الله من القوالين بالحق الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولم تأخذهم في الله لومة لائم أبدا. وقد أوذوا في سبيل الله وظلموا ظلما شديدا.

ومنهم : صعصعة بن صوحان. فقد روى ابن عساكر في تاريخه ٦ ـ ٤٢٤ نكيره على عثمان ، وأنه مال عن الحق.

ومنهم : حكيم بن جبلة العبدي. كان أحد زعماء الثائرين على عثمان من أهل البصرة ، وممن يعيب على عثمان ، كما في مروج الذهب ٢ ـ ٧ ، ودول الإسلام للذهبي ١ ـ ١٨ ، وكتاب صفين : ٨٢ ، والاستيعاب ١ ـ ١٢١ ، وشرح ابن أبي الحديد ١ ـ ٢٥٩ وغيرها.

ومنهم : هشام بن الوليد المخزومي. صرح ابن حجر في الإصابة ٣ ـ ٦٠٦ بمناوأته للسلطة الحاكمة ، وإنشاده الشعر في الخليفة ، ودفاعه عن عمار عند ضربه.

ومنهم : حجر بن عدي الكوفي وصحبه رضوان الله عليهم. وهم القائلون عن عثمان أنه : هو أول من جار في الحكم وعمل بغير الحق ، كما جاء في واقعة طويلة ذكرها الطبري في تاريخه ٦ ـ ١٤١ ١٦٠ ، وابن عساكر في تاريخه ٢ ـ ٣٧٠ ـ ٣٨١ ، وابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٢٠٢ ـ ٢١٠ ، وابن كثير في تاريخه ٨ ـ ٤٩ ـ ٥٥ ، وأبو الفرج في الأغاني ١٦ ـ ٢ ـ ١١ وغيرهم.

ومنهم : جهجاه بن سعيد الغفاري الصحابي ممن بايع تحت الشجرة ، وقد خاطبه في المسجد بأبشع القول وأقذع الكلام ، وسماه : نعثلا ، كما صرح بذلك البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٤٧ ، وذكر ذلك في ترجمته في الاستيعاب ، والإصابة ١ ـ ٢٥٣ ، وتاريخ الخميس ٢ ـ ٢٦٠ ، والرياض النضرة ٢ ـ ١٢٣ ، ونص عليه أهل السير والتاريخ كابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٧٠ ، والطبري في التاريخ ٥ ـ ١١٤ ، وابن كثير في كتابه ٧ ـ ١٧٥ وغيرهم.

ومنهم : قيس بن قهدان ، وهو القائل :

أقسم بالله رب البيت مجتهدا

أرجو الثواب به سرا وإعلانا

لأخلعن أبا وهب وصاحبه

كهف الضلالة عثمان بن عفانا

كما في أسد الغابة ٤ ـ ١٠٤ ، والإصابة ١ ـ ٥٤٨ ، والأنساب ٥ ـ ٣٠ وغيرها.

٣٠٤

ثم أطبق أهل الأمصار وقطان المدينة من المهاجرين والأنصار إلا النفر الذي اختصهم عثمان لنفسه وآثرهم بالأموال كزيد بن ثابت وحسان وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير ومروان وعبد الله بن عمر على حصره في الدار ومطالبته بخلع نفسه من الخلافة أو قتله إلى أن قتلوه على الإصرار إلى ما أنكروا عليه ومن ظفروا به في الحال من أعوانه ، وأقام ثلاثا لا يتجاسر أحد من ذويه أن يصلي عليه ولا يدفنه خوفا من المسلمين إلى أن شفعوا إلى علي عليه‌السلام في دفنه ، فأذن في ذلك على شرط أن لا يدفنوه في مقابر المسلمين ، فحمل إلى حش كوكب (١) مقبرة اليهود ، ولما أراد النفر الذين حملوه الصلاة عليه منعهم من ذلك المسلمون ورجموهم بالأحجار ، فدفن بغير صلاة ، ولم يزل قبره منفردا من مقابر المسلمين إلى أن ولي معاوية فأمر بأن يدفن الناس من حوله حتى اتصل المدفن بمقابر المسلمين ، ولم يسأل عنه أحد من (٢) بعد القتل من وجوه المهاجرين والأنصار كعلي عليه‌السلام وعمار ومحمد بن أبي بكر وغيرهم وأماثل التابعين إلا قال : قتلناه كافرا.

وهذا الذي ذكرناه من نكير الصحابة والتابعين على عثمان موجود في جميع التواريخ وكتب الأخبار ، ولا يختلف في صحته مخالط الأهل والسير (٣) والآثار ، وإن أحسن الناس كان فيه رأيا من أمسك عن نصرته ومعونة المطالبين له بالخلع ، وكف عن النكير عنه وعنهم كما ذكرناه من مواليه وبني أمية ، ومن عداهم بين قاتل ومعاون بلسانه أو بيده (٤) أو بهما ، ومعلوم تخصص قاتليه بولاية علي عليه‌السلام وكونهم بطانة له وخواصا كمحمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر والأشتر وغيرهم من المهاجرين والأنصار وأهل الأمصار ، وتولي الكافة لهم تولي الصالحين والمنع منهم بالأنفس والأموال وإراقة الدماء في نصرتهم والذب عنهم ورضاهم بعلي عليه

__________________

(١) يأتي التعرض لهذه الكلمة في هامش صفحة : ٣٠٩.

(٢) وضع على : من ، رمز نسخة بدل في ( ك‍ ).

(٣) كذا في ( ك‍ ) ، وفي ( س ) : فخاط الأهل والميسر.

(٤) هذا ما استظهرناه ، وفي الأصل : بيداه ، ولعله بصيغة التثنية في حال الجر ، أي بيديه.

٣٠٥

السلام مع علمهم برأيه في عثمان والتأليب عليه وتولي الصلاة وهو محصور بغير أمره ، واتخاذه مفاتح لبيوت الأموال ، واتخاذ قتلته أولياء خاصة أصفياء ، وإطباقهم على اختياره وقتالهم معه والدفاع عنه وعنهم ، واستفراغ الوسع في ذلك ، وعدم نكير من أحد من الصحابة أو التابعين يعتد بنكيره ، ثم اشتهر التدين بتكفير عثمان بعد قتله وكفر من تولاه من علي عليه‌السلام وذريته وشيعته ووجوه الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا ، وحفظ عنهم التصريح بذلك بحيث لا يحتاج إلى ذكره ، غير أن في ذكره إيناسا للبعيد عن سماع العلم ، وتنبيها للغافل من سنة الجهل.

فمن ذلك ما رووه من طرقهم (١) ، أن عليا عليه السلام خطب الناس بعد قتل عثمان فذكر أشياء قد مضى بيانها ، من جملتها قوله عليه السلام : سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب همته بطنه وفرجه ، ويله! لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له ، شغل عن الجنة والنار أمامه.

ورووا عن علي بن خرور ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سأل رجل عليا عليه السلام عن عثمان ، فقال : وما سؤالك عن عثمان؟ إن لعثمان ثلاث كفرات ، وثلاث غدرات ، ومحل ثلاث لعنات ، وصاحب بليات ، لم يكن بقديم الإيمان ولا ثابت الهجرة ، وما زال النفاق في قلبه ، وهو الذي صد الناس يوم أحد .. الحديث طويل.

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن عبد المؤمن عن (٢) رجل من عبد القيس ، قال : أتيت عليا عليه السلام في الرحبة ، فقلت : يا أمير المؤمنين! حدثنا عن عثمان؟. قال : أدن. فدنوت ، قال : ارفع صوتك. فرفعت صوتي ، قال : كان ذا ثلاث كفرات ، وثلاث غدرات ، وفعل ثلاث لعنات ، وصاحب بليات ، ما كان بقديم الإيمان ولا حديث النفاق ، يجزي بالحسنة السيئة .. في حديث طويل (٣).

__________________

(١) انظر لمزيد الاطلاع كتاب الغدير ٩ ـ ٦٩ ـ ٧٧.

(٢) لا توجد في ( س ) : عن.

(٣) هذا استمرار كلام أبي الصلاح الحلبي في تقريب المعارف ( في الكلام ) من القسم الذي لم يطبع منه.

٣٠٦

وذكر في تاريخه ، عن حكيم بن جبير ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق وكان قد أدرك عليا عليه السلام ـ ، قال : ما يزن عثمان عند الله ذبابا. فقال : ذبابا؟!. فقال : ولا جناح ذباب ، ثم قال : ( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً ) (١).

وذكر فيه ، عن أبي سعيد التيمي ، قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : أنا يعسوب المؤمنين وعثمان يعسوب الكافرين.

وعن أبي الطفيل : وعثمان يعسوب المنافقين.

وذكر فيه ، عن هبيرة ابن مريم ، قال : كنا جلوسا عند علي عليه السلام ، فدعا ابنه عثمان ، فقال له : يا عثمان! ثم قال : إني لم أسمه باسم عثمان! الشيخ الكافر إنما سميته باسم عثمان بن مظعون.

وذكر في تاريخه ، من عدة طرق ، أن عليا عليه السلام كان يستنفر الناس ويقول : انفروا إلى أئمة الكفر وبقية الأحزاب وأولياء الشيطان ، انفروا إلى من يقول كذب الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، انفروا إلى من يقاتل على دم حمال الخطايا ، والله إنه ليحمل خطاياهم إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء (٢).

وذكر فيه ، عن عمر بن هند ، عن علي عليه السلام ، أنه قال : لا يجتمع (٣) حبي وحب عثمان في قلب رجل إلا اقتلع أحدهما صاحبه.

وروى فيه من طرق : أن جيفة عثمان بقيت ثلاثة أيام لا يدفن ، فسأل عليا عليه السلام رجال من قريش في دفنه فأذن لهم على أن لا يدفن مع المسلمين في مقابرهم ولا يصلى عليه ، فلما علم الناس بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة ،

__________________

(١) الكهف : ١٠٥.

(٢) قريب مما ذكره أبو الصلاح في التقريب عن الثقفي ما أورده ابن أبي الحديد في شرحه للنهج ١ ـ ١٧٩ [ أربع مجلدات ].

(٣) في ( ك‍ ) : لا تجتمع.

٣٠٧

فخرجوا به يريدون به (١) حش كوكب مقبرة اليهود ، فلما انتهوا به إليهم رجموا (٢) سريره.

وروى فيه من طرق ، عن علي عليه السلام ، أنه قال : من كان سائلا عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه.

وروى فيه عن مالك بن خالد الأسدي ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن آبائه ، قال : كان الحسن بن علي عليهما السلام يقول : معشر الشيعة! علموا أولادكم بغض عثمان ، فإنه من كان في قلبه حب لعثمان فأدرك الدجال آمن به ، فإن لم يدركه آمن به في قبره.

ورووا فيه عن بكر بن أيمن ، عن الحسين بن علي عليهما السلام ، قال : إنا وبني أمية تعادينا في الله فنحن وهم كذلك إلى يوم القيامة ، فجاء جبرئيل عليه السلام براية الحق فركزها (٣) بين أظهرنا وجاء إبليس براية الباطل فركزها بين أظهرهم ، وإن أول قطرة سقطت على وجه الأرض من دم المنافقين دم عثمان بن عفان.

وروى فيه عن الحسين عليه السلام : أن عثمان جيفة على الصراط من أقام عليها أقام على أهل النار ، ومن جاوزه جاوز إلى الجنة.

وروى فيه عن حكيم بن جبير ، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله : أن عثمان جيفة على الصراط يعطف عليه من أحبه ويجاوزه (٤) عدوه.

وروى فيه عن محمد بن بشر ، قال : سمعت محمد بن الحنفية يلعن عثمان ويقول : كانت أبواب الضلالة مغلقة حتى فتحها عثمان.

__________________

(١) لا توجد : به ، في ( س ).

(٢) في ( س ) : وجمعوا.

(٣) في ( س ) : فوكزها.

(٤) جاءت في ( ك‍ ) : يحاوزه ـ بالحاء المهملة ـ ولها عدة معاني لاحظها في القاموس ٢ ـ ١٧٣ ـ ١٧٤ ، والنهاية ١ ـ ٤٥٩ ، والصحاح ٣ ـ ٨٧٥ ، وبعضها مناسب للمقام.

٣٠٨

وروى فيه عن عبد الله بن شريك ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام ، أنه قال : لا تكون حرب سالمة حتى يبعث قائمنا ثلاثة أراكيب في الأرض ركب يعتقون مماليك أهل الذمة ، وركب يردون المظالم ، وركب يلعنون عثمان في جزيرة العرب.

وروى قتيبة عن أبي سعد التيمي ، قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : ثلاث يشهدن على عثمان بالكفر وأنا الرابع .. وقد ذكرنا هذا الحديث وشهادة عمار عليه بالكفر في مقام بعد مقام.

وروى فيه عن يحيى بن جعدة ، قال : قلت لزيد بن أرقم : بأي شيء كفرتم عثمان؟. قال : بثلاث ، جعل المال دولة بين الأغنياء ، وجعل المهاجرين بمنزلة من حارب الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، وعمل بغير كتاب الله.

ومن طريق آخر ، قال : كفرناه بثلاث : فرق كتاب الله ونبذه في الحشوش (١) ، وإنزال المهاجرين بمنزلة من حارب الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، وجعل المال دولة بين الأغنياء ، فمن ثم أكفرناه وقتلناه.

وروى فيه (٢) عن أنس بن عمرو ، قال : قلت لزبيد الإمامي أن أبا صادق ، قال : والله ما يسرني أن في قلبي مثقال حبة خردل حبا لعثمان (٣) ولو أن لي أحدا ذهبا ، وهو شر عندي من حمار مجدع لطحان (٤). فقال زبيد : صدق أبو صادق.

وروى فيه عن الحكم بن عيينة ، قال : حضرنا في موضع ، فقال طلحة بن

__________________

(١) قال ابن الأثير في نهايته ١ ـ ٣٩٠ : إن هذه الحشوش محتضرة .. يعني الكنف ومواضع قضاء الحاجة ، الواحد حش ـ بالفتح ، وأصله من الحش : البستان ، لأنهم كانوا كثيرا ما يتغوطون في البساتين ، ومنه حديث عثمان أنه دفن في حش كوكب ، وهو بستان بظاهر المدينة خارج البقيع.

(٢) لا توجد : فيه ، في ( س ).

(٣) في مطبوع البحار : خ. ل : لنعمان.

(٤) قال في القاموس ١ ـ ٢٤٧ : لطحه ـ كمنعه ـ : ضربه ببطن كفه .. وبه : ضرب به الأرض ، ولعل له معنى آخر.

٣٠٩

مصرف الإمامي : يأبى قلبي إلا حب عثمان ، فحكيت ذلك لإبراهيم النخعي ، فقال : لعن الله قلبه.

ورووا عن إبراهيم أنه قال : إن عثمان عندي شر من قرون (١).

ورووا فيه عن سفيان ، عن الحسن البصري ، قال : سألته فقلت : أيهما أفضل ، عثمان أم عمر بن عبد العزيز؟. قال : ولا سواء من جاء إلى أمر فاسد فأصلحه خيرا ومن جاء إلى أمر صالح فأفسده.

ورووا فيه عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : قال لي : يا جويبر! اعلم أن شر هذه الأمة الأشياخ الثلاثة ، قلت : من هم؟. قال : عثمان وطلحة والزبير.

ورووا فيه عن الوليد بن زرود الرقي ، عن أبي جارود العبدي ، قال : أما عجل هذه الأمة فعثمان ، وفرعونها معاوية ، وسامريها أبو موسى الأشعري ، وذو الثدية وأصحاب النهر ملعونون ، وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام.

وروي عن أبي الأرقم ، قال : سمعت الأعمش يقول : والله لوددت أني كنت وجأت عثمان بخنجر في بطنه فقتلته.

ورووا عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير ، قال : يرفع عثمان وأصحابه يوم القيامة حتى يبلغ بهم الثريا ، ثم يطرحون على وجوههم.

وروى فيه عن أبي عبيدة الذهلي ، قال : والله لا يكون الأرض سلما سلما حتى يلعن عثمان ما بين المشرق والمغرب لا ينكر ذلك أحد.

وروى فيه أن عبد الرحمن بن حنبل الجمحي وكان بدريا قال :

ذق يا أبا عمرو بسوء الفعل

وذق صنع كافر ذي جهل

لما سددت باب كل عدل

ورمت نقص حقنا بالبطل (٢)

__________________

(١) استظهر في مطبوع البحار كون الكلمة : قرود. ولعلها : قارون.

(٢) قال الفيروزآبادي في القاموس ٣ ـ ٣٣٥ : بطل بطلا وبطولا وبطلانا ـ بضمهن ـ : ذهب ضياعا وخسرا.

٣١٠

غدا عليك أهل كل فضل

بالمشرفيات (١) القضاب (٢) الفصل

فذقت قتلا لك أي قتل

كذاك نجزي كل عات وغل (٣)

.. في أمثال (٤) هذه الأقوال المحفوظة عن الصحابة والتابعين ذكر جميعها يخرج عن الغرض ، وفي بعض ما ذكرناه كفاية في المقصود ، والمنة لله.

وقال رحمه‌الله في موضع آخر (٥) : تناصر الخبر من طريقي الشيعة وأصحاب الحديث بأن عثمان وطلحة والزبير وسعدا وعبد الرحمن من جملة أصحاب العقبة الذين نفروا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأن عثمان وطلحة القائلان : أينكح محمد نساءنا ولا ننكح نساءه؟!. والله لو قد مات لأجلبنا على نسائه بالسهام ، وقولة طلحة : لأتزوجن أم سلمة ، فأنزل الله سبحانه (٦) : ( وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) (٧).

وقول عثمان يوم أحد : لألحقن بالشام ، فإن لي بها صديقا يهوديا. وقول طلحة : لألحقن بالشام فإن لي بها صديقا نصرانيا ، فأنزل الله تعالى : ( يا أَيُّهَا

__________________

(١) جاء في الصحاح ٤ ـ ١٣٨٠ : والمشرفية : سيوف ، قال أبو عبيدة : نسبت إلى مشارف ، وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف ، يقال سيف مشرفي.

(٢) سيف قاضب وقضيب .. أي قطاع والجمع قواضب وقضب ، كما في الصحاح ١ ـ ٢٠٣. أقول : القضاب إما جمع القضيب ـ ككرام وكريم ـ أو جمع قاضب ـ كطالب وطلاب ـ.

(٣) ومرت له قصيدته التي أولها :

إن تقتلوني فأنا ابن حنبل

أنا الذي قد قلت فيكم نعثل

وقد جاءت في تاريخ الطبري ٦ ـ ٢٥ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ ـ ١٥٠ ، والاستيعاب ٢ ـ ٤١٠ ، والإصابة ٢ ـ ٣٩٥ ، وشرح ابن أبي الحديد ١ ـ ٦٦.

(٤) كذا ، والظاهر : وأمثال .. والعبارة مشوشة في ( س ).

(٥) لا زال الكلام لأبي الصلاح (ره) في تقريب المعارف ـ القسم الذي لم يطبع منه مع الأسف ـ ، فراجع.

(٦) انظر مثالا : تفسير القرطبي ١٤ ـ ٢٢٨ ، وفيض القدير ٤ ـ ٢٩٠ ، وتفسير ابن كثير ٣ ـ ٥٠٦ ، وتفسير البغوي ٥ ـ ٢٢٥ ، وتفسير الخازن ٥ ـ ٢٢٥ ، وتفسير الآلوسي ٢٢ ـ ٧٤.

(٧) الأحزاب : ٥٣.

٣١١

الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) (١).

وقول عثمان لطلحة وقد تنازعا ـ : والله إنك أول أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزوج بيهودية ، فقال طلحة : وأنت والله لقد قلت ما ينجينا هاهنا إلا أن نلحق بقومنا (٢).

بيان :

الربو بالفتح النفس العالي (٣).

وأسي على مصيبته بالكسر يأسي أسا .. أي حزن ، وقد أسيت لفلان .. أي حزنت له (٤).

__________________

(١) المائدة : ٥١.

(٢) ما ذكره شيخنا المصنف ـ قدس‌سره ـ ليست إلا نبذة قليلة وحصة ضئيلة تركها لنا التاريخ الظالم ، وغفلت عنها أيدي الطغاة الأموية بعد أن حرف القوم الكلم عن مواضعه وأثبتوا ما وافق هواهم وأهواءهم وتركوا ما لا يروق لهم.

قال الطبري في تاريخه ٥ ـ ١٠٨ : إن الواقدي ذكر في سبب مسير المصريين إلى عثمان ونزولهم ذا خشب أمورا كثيرة منها ما تقدم ذكره ، ومنها ما أعرضت عن ذكره كراهية مني ذكره لبشاعته!.

وقال في ٥ ـ ١١٣ : قد ذكرنا كثيرا من الأسباب التي ذكر قاتلوه أنهم جعلوها ذريعة إلى قتله فأعرضنا عن ذكر كثير منها لعلل دعت إلى الإعراض عنها.

وقال في ٥ ـ ٢٣٢ : إن محمد بن أبي بكر كتب إلى معاوية لما ولي فذكر مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يتحمل سماعه العامة.

وقال في الكامل ٣ ـ ٧٠ : قد تركنا كثيرا من الأسباب التي جعلها الناس ذريعة إلى قتله لعلل دعت إلى ذلك.

ولنختم الحديث بعد كل ما مر وكل الاجتهادات التي جاءت بها الصحابة أمام النصوص الصريحة والسنة النبوية الواضحة ، وأن النهي عند السلف ما كان إلا سياسة وقتية ، قد اتخذوا إلههم هواهم وما هذا إلا لزيغهم عن الصراط ، وتركهم المحجة الواضحة ، وباب مدينة العلم ، ولا نود ذكر الشواهد الكثيرة جدا لذلك ، انظر ما أدرجه شيخنا الأميني ـ طاب ثراه ـ في غديره ٨ ـ ١١٦ وما بعدها من سرد بعض النماذج لذلك.

(٣) كما في الصحاح ٦ ـ ٢٣٥٠ ، ولسان العرب ١٤ ـ ٣٠٥.

(٤) ذكره في لسان العرب ١٤ ـ ٣٤ ، والصحاح ٦ ـ ٢٢٦٩ ، وانظر : النهاية ١ ـ ٥٠.

٣١٢

قوله : إن في هذا الحديث .. أي روى الغزرمي مكان فتبطحون على وجوهكم هكذا : ترفعون .. أي يرفعكم الملائكة إلى مكان الثريا من السماء ثم يضربونكم على الأرض على وجوهكم فتطؤكم البهائم ، وهذا أشد في التعذيب.

وقوله : ليجاء بي .. لعل هذا الترديد والتبهيم للتقية والمصلحة مع وضوح المقصود.

قوله لعنه الله : الترباء في فيك يا علي .. الترباء بالفتح أو بضم التاء وفتح الراء لغتان في التراب (١) ، انظر هذا الذي خانت أمه أباه كيف شتم وعق مولاه ، لعنة الله عليه وعلى من والاه.

وقال الجوهري : الناب : المسنة من النوق (٢).

وقال : مر فلان ينجش نجشا .. أي يسرع (٣).

والشارف من النوق : المسنة الهرمة (٤).

وأغذ السير وفيه : أسرع (٥).

وبعج بطنه بالسكين كمنع ـ : شقه (٦).

والنهابير : المهالك (٧).

والتنجيد : العدو (٨).

وقال في النهاية : كان أعداء عثمان يسمونه : نعثلا تشبيها برجل من مصر

__________________

(١) جاء في القاموس ١ ـ ٣٩ ، ولسان العرب ١ ـ ٢٢٧.

(٢) الصحاح ١ ـ ٢٣٠ ، ومثله في لسان العرب ١ ـ ٧٧٦ ، والقاموس ١ ـ ١٣٥.

(٣) الصحاح ٣ ـ ١٠٢١ ، ونظيره في اللسان ٦ ـ ٣٥١ ، وانظر : القاموس ٢ ـ ٢٨٩ ، والنهاية ٥ ـ ٢٢.

(٤) نص عليه في النهاية ٢ ـ ٤٦٢ ، والقاموس ٣ ـ ١٥٧.

(٥) ذكره الفيروزآبادي في القاموس ١ ـ ٣٥٦ ، وانظر : لسان العرب ٣ ـ ٥٠١ ، والنهاية ٣ ـ ٣٤٧ ، والصحاح ٢ ـ ٥٦٧.

(٦) كما في الصحاح ١ ـ ٣٠٠ ، ومجمع البحرين ٢ ـ ٢٧٧ ، وقريب منهما في النهاية ١ ـ ١٣٩.

(٧) قاله في مجمع البحرين ٥ ـ ١٣٣ ـ ١٣٤ ، والقاموس ٢ ـ ١٥١.

(٨) صرح به في تاج العروس ٢ ـ ٥١٢ ، وذكره الفيروزآبادي في القاموس المحيط ١ ـ ٣٤٠.

٣١٣

كان طويل اللحية اسمه : نعثل ، وقيل النعثل : الشيخ الأحمق ، وذكر الضباع (١). انتهى.

ويقال زعر الشعر والريش : قل ، والزعارة : سوء الخلق (٢).

والغرارة بالكسر ـ : الجوالق (٣).

قولها : إن هذه .. أي السماء ، وقعت على هذه .. أي الأرض.

وقال الفيروزآبادي : العضد والعضيد : الطريقة من النخل ، والجمع كغربان (٤) ، والمعنى أن ذلك أموالا كثيرة تحميه لبقائها أو حصلتها ببركته.

وقال في القاموس : الركب : ركبان الإبل اسم جمع أو جمع وهم العشرة فصاعدا ، وقد يكون للخيل .. والأركوب بالضم أكثر من الركب (٥).

__________________

(١) النهاية ٥ ـ ٧٩ ـ ٨٠ ، ومثله في لسان العرب ١١ ـ ٦٦٩ ـ ٦٧٠.

(٢) أورده في القاموس ٢ ـ ٣٩ ، وانظر : مجمع البحرين ٣ ـ ٣١٧ ، والصحاح ٢ ـ ٦٧٠.

(٣) نقله الجوهري في الصحاح ٢ ـ ٧٦٩ ، والفيروزآبادي في القاموس ٢ ـ ١٠١.

(٤) القاموس ١ ـ ٣١٤ ، وقارن بـ : تاج العروس ٢ ـ ٤٣٤. وقريب منهما في لسان العرب ٣ ـ ٢٩٤.

(٥) القاموس ١ ـ ٧٥ ، ونظيره في لسان العرب ١ ـ ٤٢٩ ـ ٤٣٠.

٣١٤

[٢٦] باب

الشورى واحتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على القوم

في ذلك اليوم

١ـ ل (١) : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين ، عن أبي الجارود وهشيم بن أبي ساسان (٢) وأبي طارق السراج ، عن عامر بن واثلة ، قال : كنت في البيت يوم الشورى ، فسمعت عليا عليه السلام وهو يقول : استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالأمر وأولى به منه ، واستخلف أبو بكر عمر وأنا والله أحق بالأمر وأولى به منه ، إلا أن (٣) عمر جعلني مع خمسة (٤) أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضل ، ولو أشاء لاحتججت عليهم بما

__________________

(١) الخصال ٢ ـ ٥٥٣ ـ ٥٦٣ ، بتفصيل في الإسناد.

وقد مر في أول كتابنا هذا ذكر بعض مصادر حديث المناشدة من طريق العامة والخاصة ونزيد هاهنا ما جاء في لسان الميزان للذهبي ٢ ـ ١٥٦ ـ ١٥٧ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، وما ذكره الخوارزمي في مناقبه : ٣٠١ ، ٣١٤ ـ ٣١٥ وغيرها.

(٢) في المصدر : وهشام أبي ساسان.

(٣) في ( ك‍ ) نسخة بدل : الآن.

(٤) في الخصال زيادة : نفر.

٣١٥

لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ، المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك.

ثم قال : نشدتكم بالله أيها النفر! هل فيكم أحد وحد الله قبلي؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد ، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد ساق رسول الله صلى الله عليه وآله لرب العالمين هديا فأشركه فيه ، غيري؟! قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد أتي رسول الله صلى الله عليه وآله بطير يأكل (١) منه ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجئته ، فقال : اللهم وإلى رسولك .. وإلى رسولك ، غيري (٢)؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين رجع عمر يجبن أصحابه ويجبنونه قد رد راية رسول الله صلى الله عليه وآله منهزما فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : لأعطين الراية غدا رجلا ليس بفرار يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله عليه ، فلما أصبح قال : ادعوا لي عليا. فقالوا : يا رسول الله (ص)! هو رمد ما (٣) يطرف. فقال : جيئوني (٤) ، فلما قمت بين يديه تفل في عيني وقال : اللهم أذهب عنه الحر والبرد ، فأذهب الله عني الحر والبرد إلى ساعتي هذه ، وأخذت الراية فهزم الله المشركين وأظفرني بهم ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

__________________

(١) في ( س ) : يأكله.

(٢) في المصدر : فجئته أنا ، غيري ... ، ولا توجد : فقال : اللهم .. إلى آخرها.

(٣) خط على : ما ، في ( س ).

(٤) زيد في الخصال : به.

٣١٦

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسيدي (١) شباب أهل الجنة ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبضعة منه وسيدة نساء أهل الجنة ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : من فارقك فارقني ومن فارقني فارق الله ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : لينتهين بنو وليعة (٢) أو لأبعثن إليهم (٣) رجلا كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاهم بالسيف ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا (٤).

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من مسلم وصل إلى قلبه حبي إلا كفر الله عنه ذنوبه ، ومن وصل حبي إلى قلبه فقد وصل حبك إلى قبله [ قلبه ] ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

__________________

(١) قد تقرأ في مطبوع البحار : سيدا ـ بالرفع ـ. وفي الاحتجاج : هل فيكم أحد ابناه ابنا رسول الله (ص) .. إلى آخره.

(٢) قال في القاموس ٣ ـ ٩٧ : وبنو وليعة ـ كسفينة ـ حي من كندة.

(٣) في ( ك‍ ) نسخة بدل : عليهم.

(٤) لاحظ : مناقب الخوارزمي : ٢١٧.

٣١٧

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت الخليفة في الأهل والولد (١) والمسلمين في كل غيبة ، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ووليي ولي الله ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي! من أحبك ووالاك سبقت له الرحمة ومن أبغضك وعاداك سبقت له اللعنة ، فقالت عائشة : يا رسول الله (ص)! ادع الله لي ولأبي لا يكون (٢) ممن يبغضه ويعاديه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : اسكني ، إن كنت أنت وأبوك ممن يتولاه ويحبه فقد سبقت لكما الرحمة ، وإن كنتما ممن يبغضه ويعاديه فقد سبقت لكما اللعنة ، ولقد خبثت (٣) أنت ، وأبوك (٤) أول من يظلمه وأنت أول من يقاتله ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي : يا علي! أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ومنزلك مواجه منزلي كما يتواجه الإخوان في الخلد؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي! إن الله خصك بأمر وأعطاكه ليس من الأعمال شيء أحب إليه ولا أفضل منه عنده ، الزهد في الدنيا ، فليس تنال منها شيئا ولا تنال (٥) منك وهي زينة الأبرار عند الله عز وجل يوم القيامة ، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله

__________________

(١) في ( س ) وضع على : الولد ، نسخة بدل.

(٢) في المصدر : لا نكون ، وهو الظاهر.

(٣) في الخصال : جئت.

(٤) في ( س ) زيادة : إن كان أبوك.

(٥) في الخصال : تناله.

٣١٨

ليجيء بالماء كما بعثني ، فذهبت حتى حملت القربة على ظهري ومشيت بها فاستقبلتني ريح فردتني حتى أجلستني ، ثم قمت فاستقبلتني ريح فردتني ثم (١) أجلستني ، ثم قمت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي : ما حبسك (٢)؟. فقصصت عليه القصة ، فقال : قد جاءني جبرئيل فأخبرني ، أما الريح الأولى فجبرئيل كان في ألف من الملائكة يسلمون عليك ، وأما الثانية فميكائيل جاء في ألف من الملائكة يسلمون عليك ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم من قال له جبرئيل : يا محمد (ص)! أترى هذه المواساة من علي (ع) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله كما جعلت أكتب فأغفى (٣) رسول الله صلى الله عليه وآله فأنا أرى أنه يملي علي ، فلما انتبه قال له : يا علي! من أملى عليك من هاهنا إلى هاهنا ، فقلت : أنت يا رسول الله (ص). فقال : لا ، ولكن جبرئيل أملى (٤) عليك ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا (٥).

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله كما قال لي : لو لا أن (٦) لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة يطلب بها البركة لعقبه

__________________

(١) في المصدر : بدل : ثم ، جاءت : حتى ، وهي نسخة بدل في ( س ).

(٢) في المصدر زيادة : عني.

(٣) وضع ( كذا ) على الكلمة في مطبوع البحار.

قال في الصحاح ٦ ـ ٢٤٤٨ : أغفيت إغفاء .. أي نمت.

أقول : على ذلك لا معنى لكلمة ( كذا ) هنا.

(٤) كذا ، في ( ك‍ ) : أملاه ، وهو الظاهر.

(٥) هنا زيادة جاءت في المصدر وهي : قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد نادى له مناد من السماء : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ، غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

(٦) في المصدر زيادة : أخاف أن ، وهو الظاهر.

٣١٩

من بعده لقلت فيك قولا لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة (١)؟!. فقالوا: اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : احفظ الباب فإن زوارا من الملائكة يزورني فلا تأذن لأحد منهم ، فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا ، ثم أذنت له فدخل. فقال : يا رسول الله! إني جئت غير مرة كل ذلك يردني علي ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا ، فكيف علم بالعدة؟ أعاينهم؟!. فقال (٢) : لا ، يا علي! قد صدق ، كيف علمت بعدتهم؟. فقلت : اختلفت علي (٣) التحيات وسمعت الأصوات فأحصيت العدد. قال : صدقت ، فإن فيك سنة من أخي عيسى ، فخرج عمر وهو يقول : ضربه لابن مريم مثلا فأنزل (٤) الله عز وجل : ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) (٥) قال يضجون (٦) ( وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ) (٧) غيري؟!. قالوا : اللهم لا.

قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله كما قال لي : إن طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي (ع) ليس من مؤمن إلا وفي

__________________

(١) في الخصال زيادة : غيري ، وهو الظاهر.

(٢) في الخصال زيادة : له.

(٣) وضع على : علي ، في مطبوع البحار رمز نسخة بدل مصححة.

(٤) في ( س ) : وأنزل.

(٥) في الخصال : تناله.

(٦) في ( ك‍ ) : يقبحون.

(٧) الزخرف : ٥٧.

٣٢٠