بحار الأنوار - ج ٣٠

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣٠

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٠٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يا خليفة رسول الله؟!. فاشتد غضبه وقال : إي والله ، هو خيرهم وأنت شرهم ، أما والله لو وليتك لجعلت أنفك في قفاك ، ولرفعت نفسك فوق قدرها حتى يكون الله هو الذي يضعها ، أتيتني وقد دلكت عينيك تريد أن تفتنني عن ديني ، وتزيلني عن رأيي ، قم لا أقام الله رجليك ، أما والله لئن عشت فواق ناقة وبلغني أنك غمضته (١) فيها أو ذكرته بسوء لألحقنك بخمصات (٢) قنة حيث كنتم تسقون (٣) ولا تروون ، وترعون ولا تشبعون ، وأنتم بذلك مبتهجون (٤) راضون!. فقام طلحة فخرج.

قال (٥) : وتوفي ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة. انتهى.

وقال في الإستيعاب (٦) : قول الأكثر أنه توفي عشية يوم الثلاثاء المذكور. وقيل : ليلته. وقيل : عشية يوم الإثنين.

قال : ومكث في خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليال. وقيل : سنتين

__________________

(١) في المصدر : غمصته ، وفي (س) : قمصة. قال في لسان العرب ٧ ـ ٨٢ : وفي حديث عمر :فقمص منها قمصا .. أي نفر وأعرض.

(٢) في شرح النهج : بمحمضات. قال في القاموس ٢ ـ ٣٢٨ : الحمضة : الشهوة للشيء ، وبنو حمضة بطن ، وأما خمصات فهو جمع الخمصة وهي : الجوع والمجاعة ، كأنه أراد إن ظهرت منك كلمة غير مطابقة لهواي لألحقنك بالمساكين الذين أشد حالا ، مثل : زيد عدل. وأما قنة : فهو موضع قرب حومانة الدراج ، كما في القاموس ٤ ـ ٢٦١.

(٣) في المصدر : تسقوم ، وهو غلط.

(٤) في شرح النهج : بجحون. ويقرأ ما في (س) : متبجحون. أقول : البجح والابتجاح والابتهاج بمعنى السرور والفرح.

(٥) قاله ابن أبي الحديد في شرحه للنهج ١ ـ ١٦٦ بلفظه.

(٦) الاستيعاب المطبوع هامش الإصابة ٢ ـ ٢٥٦ ـ ٢٥٧ ، وفيه مضمون ما ذكره المصنف ـ رحمه‌الله وقال : اختلف ـ أيضا ـ في حين وفاته ، فقال .. وقيل عشي يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة ، هذا قول أكثرهم.

٥٢١

وثلاثة أشهر وسبع ليال (١).

وقال ابن إسحاق : توفي على رأس اثنتين (٢) وثلاثة أشهر واثني عشر يوما (٣) من متوفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وقيل : وعشرة أيام. وقيل (٤) : وعشرين يوما.

قال : واختلف في السبب الذي مات منه ، فذكر الواقدي أنه اغتسل في يوم بارد فحم ومرض خمسة عشر يوما ، وقال الزبير بن بكار : كان به طرف من السل ، وروي عن سلام بن أبي مطيع : إنه سم.

قال (٥) : وأوصى بغسله أسماء بنت أبي عميس (٦) زوجته فغسلته ، وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل في قبره عمر وعثمان وطلحة وعبد الله (٧) بن أبي بكر ، ودفن ليلا في بيت عائشة.

أقول : انظروا بعين الإنصاف إلى الخلافة الكبرى ورئاسة الدين والدنيا كيف صارت لعبة للجهال وخلسة لأهل الغي والضلال ، بحيث يلهم بها الفاسق الفاجر اللئيم عثمان ويكتبها برأيه بدون مصلحة الخليفة الخوان ، ثم يمدحه هذا الشقي ويشكره ويجزيه خيرا عن الإسلام وأهله ، ولا يقول له (٨) : لم اجترأت على هذا الأمر الكبير والخطب الخطير الذي يترتب عليه (٩) عظائم الأمور بمحض رأيك وهواك ، مع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان لا يجترئ أن يخبر بأدنى حكم بدون

__________________

(١) هنا سقط ، وفي المصدر : قال إسحاق : توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.

(٢) في المصدر : توفي أبو بكر على رأس سنتين.

(٣) في الاستيعاب : اثنتي عشرة ليلة ، بدلا من : يوما.

(٤) في المصدر : وقال غيره : وعشرة أيام. وقال غيره : ..

(٥) قاله في الاستيعاب ٢ ـ ٢٥٧ أيضا.

(٦) في المصدر : وأوصى أن تغسله أسماء بنت عميس.

(٧) في الاستيعاب : عبد الرحمن ، بدلا من : عبد الله.

(٨) لا توجد : له ، في (س).

(٩) في ( ك‍ ) نسخة بدل : يتوثب عليه.

٥٢٢

الوحي الإلهي.

ويلزم ـ على زعمهم ـ أن يكون أبو بكر وعثمان أشفق على أهل الإسلام والإيمان من الرسول الذي أرسله الرحمن لهداية الإنس والجان ، لأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ بزعمهم ـ أهمل أمر الأمة ولم يوص لهم بشيء ، وهما أشفقا على الأمة حذرا من ضلالتهم فعينا لهم جاهلا شقيا فظا غليظا ليدعو الناس إلى نصبهم وغباوتهم ، ويصرفهم عن أهل بيت نبيهم صلوات الله عليه [ كذا ].

والعجب من عمر كيف لم يقل لأبي بكر ـ في تلك الحالة التي يغمى عليه فيها ساعة ويفيق أخرى ـ إنه ليهجر ، ويمنعه من الوصية كما منع نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونسبه إلى الهجر؟!.

وكيف اجترأ أبو بكر على ربه في تلك الحالة التي كان يفارق الدنيا ويرد على ربه تعالى فحكم بكون عمر أفضل الصحابة مع كون أمير المؤمنين عليه‌السلام بينهم ، وقال فيه نبيهم : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ... وسائر ما رووه في صحاحهم فيه عليه‌السلام ، وأنزله الله فيه صلوات الله عليه؟!.

وهل يريب لبيب في أن تلك الأمور المتناقضة ، والحيل الفاضحة الواضحة لم تكن إلا لتتميم ما أسسوه في الصحيفة الملعونة من منع أهل البيت عليهم‌السلام عن الخلافة والإمامة ، وحطهم عن رتبة الرئاسة والزعامة ، جزاهم الله عن الإسلام وأهله شر الجزاء ، وتواتر عليهم لعن ملائكة الأرض والسماء.

أقول : وقد مر في باب ما أظهر (١) من الندامة عند الوفاة ما يناسب هذه الخاتمة (٢)

__________________

(١) في ( ك‍ ) : أظهر.

(٢) تذييل :

بسم الله الرحمن الرحيم

« وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ». ال عمران : ١٤٤.

٥٢٣

__________________

قد سلف من المصنف قدس‌سره في أوائل الجزء الثامن والعشرين ـ باب افتراق الأمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ثلاث وسبعين فرقة ، وأنه يجري فيهم ما جرى في غيرهم من الأمم ، وارتدادهم عن الدين ـ جملة من روايات الارتداد من الطريقين ، وروى في صحيح البخاري في الرقاق باب في الحوض عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول : يا رب أصحابي! فيقال لأنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، ورواه عن أبي هريرة وحذيفة بطرق أخر ، وعن ابن مسيب باختلاف يسير ، وجاء في مسند أحمد بن حنبل ١ ـ ٣٨٤ و ٤٠٢ ، و ٤٠٦ ، و ٤٠٧ ، و ٤٥٣ ، و ٤٥٥ ، ٢ ـ ٢٨١.

وفي جامع الأصول ١١ ـ ١٢٠ عن الصحيحين ـ البخاري ومسلم ـ ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله (ص) قال : يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي ـ أو قال من أمتي ـ فيحلون عن الحوض ، فأقول : يا رب! أصحابي ، فيقول : لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى ..

وبهذا المضمون روايات مستفيضة بل متواترة ، انظر بحار الأنوار ٢٨ ـ ٢٧ ـ ٣٢ ، حيث جاء بجملة روايات عن طريقهم حرية بالملاحظة والتدبر ، فراجع ، وانظر : صحيح مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها ، والترمذي في صحيحه المجلد الثاني باب ما جاء في شأن الحشر ، وصحيح النسائي المجلد الأول في ذكر أول من يكسى يوم القيامة ، ومسند أحمد بن حنبل ١ ـ ٢٣٥ ، ٣٥٣ ، ٢ ـ ٣٠٠ ، ٤٠٨ ، ٤٥٤ ، ٥ ـ ٤٨ ، ٥٠ ، ٣٨٨ ، ٤٠٠. وراجع : ترجمة بسر بن أرطاة في الاستيعاب ، وكنز العمال ٦ ـ ٤٢٤ ، ٧ ـ ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، وتفسير ابن جرير ٤ ـ ٢٧ ، ومجمع الزوائد ١٠ ـ ٣٦٤ ـ ٣٦٥.

وقال في الإصابة : ٣ ـ القسم الأول ـ ٨٤ بسنده عن أبي سعيد ، قلنا له : هنيئا لك برؤية رسول الله (ص) وصحبته. قال : إنك لا تدري ما أحدثنا بعده. ونظيره ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدأ الخلق في غزوة الحديبية عن البراء بن عازب ، وما جاء في طبقات ابن سعد ٨ ـ ٥١ عن عائشة ، وفي تهذيب التهذيب ٨ ـ ٩ عن عمرو بن ثابت ، قال : لما مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كفر الناس إلا خمسة.

ومنها : أن لسان أبي بكر قد أورده الموارد.

فقد جاء في حلية الأولياء ٩ ـ ١٧ بسنده عن أسلم : أن عمر اطلع على أبي بكر وهو آخذ بطرف لسانه فيعضعضه وهو يقول : إن هذا أوردني الموارد. وقريب منه في موطإ مالك في كتاب الجامع ما جاء فيما يخاف من اللسان ، وطبقات ابن سعد ٥ ـ ٥ ، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال ٢ ـ ١٧٣ وقال : رواه مالك وابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وهناد والخرائطي ،

٥٢٤

__________________

وجاء في تفسير الدر المنثور ذيل قوله تعالى : « لا خير في كثير من نجواهم » من سورة النساء ، وقال : أخرج أحمد والنسائي والبيهقي عن زيد بن أسلم ... إلى آخره. ونظيره في مجمع الزوائد للهيثمي ١٠ ـ ٣٠٢.

ومنها : كون الخليفة سبابا بذي اللسان.

فقد سلف أن أوردنا لك في رأيه في القدر ، وقوله للرجل : يا ابن اللخناء .. وما أجاب به السائل من السباب المقذع والتمني بأن يكون عنده من يجاء أنفه مع عدم بيانه لما سأله وعدم إيفاء الرجل إلى الحق ، ويظهر من الخصائص الكبرى ٢ ـ ٨٦ ما كان بينه وبين عقيل ـ وبمحضر من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومشهد من المسلمين ـ من التنازع والشتم ، ويظهر من القصة أنها كانت في أخريات أيام الرسالة ، مع ما روته العامة وجاء عن طريق الخاصة من أن : سباب المسلم فسوق كما في الصواعق المحرقة : ٤٣ ، تاريخ الخلفاء : ٣٧ .. وغيرها ، وحيث لا نريد الإطالة والتعليق ، نذكر المصادر درجا ، ونحيل الأمر إلى فطنة القارئ وتتبعه ، فانظر ما أورده أحمد بن حنبل في مسنده ١ ـ ١١٤ ، وابن ماجة في سننه ١ ـ ٤١٦ ، والخطيب البغدادي في تاريخه ٥ ـ ١٤٤ ، والباقلاني في التمهيد : ١٩٣ ، والطبري في تاريخه ٣ ـ ٢١٢ ، وابن عساكر في تاريخه ١ ـ ١١٧ ، وابن الأثير في الكامل ٢ ـ ١٣٩ ، وأبي الفداء في تاريخه ١ ـ ١٥٦ ، والروض الأنف ٢ ـ ٣٧٥ ، وغيرها.

ومنها : إعراض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنهم :

فقد وردت في ذلك روايات عن طريقهم ، منها ما جاء في مسند أحمد بن حنبل ٣ ـ ٢١٩ بسنده عن أنس عند ما شاور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الناس يوم بدر. وانظر : ٣ ـ ٢٥٧.

وقد روى أحمد بن حنبل في مسنده ١ ـ ١٥٥ بسنده ، قال : جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أناس من قريش ، فقالوا : يا محمد! إنا جيرانك وحلفاؤك وإن ناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول؟. قال :صدقوا ، إنهم جيرانك وحلفاؤك. قال : فتغير وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قال لعمر : ما تقول؟. قال :صدقوا ، إنهم جيرانك وحلفاؤك ، فتغير وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورواه النسائي في خصائصه : ١١ ، وزاد عليه ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا معشر قريش! والله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم. قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟. قال : لا. قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟. قال : لا ، ولكن ذلك الذي يخصف النعل ، وقد كان أعطى عليا عليه‌السلام نعلا يخصفها.

ومنها : جبن الشيخين وانهزامهم في الحروب :

فقد أورد الحاكم في مستدركه على الصحيحين ٣ ـ ٣٧ عن علي عليه‌السلام أنه قال : يا أبا ليلى!

٥٢٥

__________________

أما كنت معنا بخيبر؟. قال : بلى والله كنت معكم ، فإن رسول الله (ص) بعث أبا بكر إلى خيبر ، فسار بالناس وانهزم ورجع. قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، وذكر جملة أحاديث ، منها : ما رواه في ٣ ـ ٣٨ بسنده عن جابر : أن النبي (ص) دفع الراية يوم خيبر إلى عمر فانطلق فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه. وذكره في كنز العمال ٥ ـ ٢٨٤ عن بريدة. وانظر : تاريخ ابن جرير ٢ ـ ٣٠٠ بطريقين ، والنسائي في خصائصه : ٥ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٦ ـ ١٥٠ ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ٢ ـ ١٨٧ ، وهذا متفق عليه في وقعة خيبر لم يرتب به ذو مسكة.

انظر : كنز العمال ٥ ـ ٢٨٣ ـ ٢٨٤ ، ٦ ـ ٣٩٤ ، وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وابن ماجة والبزار وابن جرير ، وصححه الطبراني في الأوسط ، والحاكم والبيهقي في الدلائل والضياء المقدس. وأورده في مجمع الزوائد للهيثمي ٢ ـ ١٥١ ، ٩ ـ ١٢٤ ، وذكر له عدة روايات.

وعن عائشة ـ كما في كنز العمال ٥ ـ ٢٧٤ ـ أنها قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ... ثم أنشأ ـ يعني أبا بكر ـ يحدث ، قال : كنت أول من فاء يوم أحد ـ أي رجع وفر ـ.

ونحن نقول : نأخذ بإقرارها وإقراره دون ادعائهم ، مع أنه ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال ـ كما في شرح الجامع الصغير ٣ ـ ٤٥٨ للمناوي ـ : خمس ليس لهن كفارة : الشرك بالله ، والفرار من الزحف .. إلى آخره.

ولنختم بحثنا بإيراد ما أورده الطبري في تاريخه ٤ ـ ٥٢ ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ ـ ١٨ ، والمسعودي في مروج الذهب ١ ـ ٤١٤ ، وأبو عبيدة في الأموال : ١٣١ ، وابن عبد ربه في العقد الفريد ٢ ـ ٢٥٤ .. وغيرهم.

ذكروا عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال : دخل على أبي بكر في مرضه الذي توفي فيه ، فأصابه مهتما ... وفيه : قال أبو بكر : .. أجل إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن ، وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن : فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب! ، ووددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي ، وأني كنت وإن قتلته سريحا ، أو خليت نجيحا ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين ـ يريد عمر وأبا عبيدة ـ فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا.

وأما اللاتي تركتهن : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه ، فإنه تخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ، ووددت أني حين سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة كنت أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مدد ، ووددت أني وجهت خالد بن الوليد إلى الشام كنت وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق ، فكنت قد بسطت يدي

٥٢٦

وأما افتخارهم بدفنه في جوار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسيأتي فيه.

وروى في الصراط المستقيم (١) بإسناده عن عاصم بن حميد ، عن صفوان ، عن الصادق عليه‌السلام : أنهما لم يبيتا معه إلا ليلة ثم نقلا إلى واد في جهنم يقال لها (٢) : واد [ وادي ] الدود.

__________________

كلتيهما في سبيل الله .. ومد يديه.

ووددت أني كنت سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمن هذا الأمر؟ فلا ينازعه أحد ، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟ ، ووددت أني كنت سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمة ، فإن في نفسي منهما شيء.

وأوردها أيضا ابن جرير في تاريخه ٢ ـ ٦١٩ ، وجاء ذكرها في ميزان الاعتدال ٢ ـ ٢١٥ ، وغيرهما. وتلك جولة لنا مع الباطل وننتظر دولة الحق معهم ، وقد ألفيت أول خليفتهم أبي بكر الذي لم يعهد له نبوغ في علم ، أو تقدم في جهاد ، أو تبرز في أخلاق ، أو تهالك على عبادة ، أو ثبات على مبدإ ، وليت شعري ما الذي نقموه من أبي الحسن صلوات الله عليه؟!. فارجع النظر كرتين ، عسى أن يعود عليه بالحق.

فنحن قد راجعنا كتب التفسير فلم نجد ما يؤثر عنه في هذا العلم شيء يحفل به ، وكل ما جاء عنه هو جهله في الأب في قوله عز اسمه : « وفاكهة وأبا » ، والكلالة ، وغيرهما ، وهو ـ وايم الله ـ جهل بلغة العرب الأصلية ، لا بمعاني القرآن العظيمة ، وأما السنة ، فها إمامهم أحمد بن حنبل ـ مع دعواهم أنه كان يحفظ ألف ألف حديث!! ، والتقط مسنده من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف حديث ـ لم يثبت لخليفتهم الأول إلا ستين حديثا ـ بحذف المتكرر ـ ١ ـ ٢ ـ ١٤ ، وأكثر ما أوردوه له كلام له لم ينقله عن رسول الله ٦ ، هذا مع كل ما فيه من وضع وتدليس ، وقد ناقش العلامة الأميني طاب ثراه في غديره ما أورده له من أحاديث بما لا مزيد عليه ٧ ـ ١٠٨ ـ ١٢٠.

ونحسب أن في ما ذكرناه للخليفة من القضايا ـ مع قلته ـ غنية وكفاية ، وتذكرة وهداية ، لمن ألقى السمع وهو شهيد.

(١) الصراط المستقيم ٣ ـ ١١٦.

(٢) في المصدر : له ، وهو الظاهر.

٥٢٧
٥٢٨

[٢٣] باب

تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الأخبار (١)

من صحاحهم ، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه

الطعن الأول :

ما روته العامة والخاصة أنه أراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه أن يكتب لأمته كتابا لئلا يضلوا بعده ولا يختلفوا ، فطلب دواة وكتفا أو نحو ذلك ، فمنع عمر من إحضار ذلك وقال : إنه ليهجر ، أو ما يؤدي هذا المعنى ، وقد وصفه الله سبحانه بأنه : لا ينطق عن الهوى ، وأن كلامه ليس إلا وحيا يوحى (٢) ، وكثر اختلافهم وارتفعت أصواتهم حتى تسأم وتزجر. فقال بعضهم : أحضروا ما طلب. وقال بعضهم : القول ما قال عمر ، وقد قال الله سبحانه : ( وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ

__________________

(١) في (س) : الاختبار ، وقد يظهر من ( ك‍ ) ، وما أثبتناه هو الظاهر.

(٢) اقتباس من الآية الثالثة والرابعة من سورة النجم.

٥٢٩

اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) (١) ، وقال تعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٢) ، وقد قدمنا في باب وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) في ذلك أخبارا كثيرة من طرق الخاص والعام ولنذكر هنا زائدا على ما تقدم ما يؤيد تلك الأخبار من الجانبين.

فأما الروايات العامية : فروى البخاري (٤) في باب إخراج اليهود من جزيرة العرب من كتاب الجهاد والسير ، ومسلم في كتاب الوصايا (٥) ، عن سفيان (٦) ، عن سليمان الأحول ، عن سعيد بن جبير ، أنه سمع ابن عباس يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس! ثم بكى حتى بل دمعه الحصى ، قلت : يا ابن عباس! ما يوم الخميس؟. قال : اشتد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعه ، فقال : ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : ما له أهجر؟! استفهموه؟ (٧). فقال : ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه.

فأمرهم بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، والثالثة : إما أن سكت عنها وإما أن قالها فنسيتها (٨) ،

__________________

(١) الأحزاب : ٣٦.

(٢) النساء : ٦٥.

(٣) بحار الأنوار ٢٢ ـ ٤٦٥ ـ ٤٧٠ و ٤٧٢ ـ ٤٧٣ عن جمع من العامة ، وفي صفحة : ٤٧٤ عن مجالس الشيخ المفيد ، وفي : ٤٩٧ ـ ٤٩٨ عن كتاب سليم بن قيس الهلالي.

(٤) صحيح البخاري ٤ ـ ٨٥ كتاب الجهاد باب هل يستشفع إلى أهل الذمة.

(٥) صحيح مسلم ٥ ـ ٧٥.

(٦) في ( ك‍ ) نسخة بدل : سفين. أقول : لعل الفرق بينهما برسم الخط.

(٧) في المصادر : هجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بدلا من : ما له أهجر؟! استفهموه؟.

(٨) انظر : صحيح البخاري ٤ ـ ١٢٠ باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ، والكامل لابن الأثير ٢ ـ ٣٢٠ باب مرض النبي (ص) ووفاته ، والسيرة الحلبية ٣ ـ ٣٤٤ باب ذكر مرضه (ص) ، ومسند أحمد بن حنبل ١ ـ ٢٢٢ ، وطبقات ابن سعد ٢ ـ ٣٦ باختلاف في اللفظ.

٥٣٠

قال : قال سفيان (١) : هذا من قول سليمان.

وفي باب جوائز الوفد من الكتاب المذكور (٢) ، عن سليمان الأحول ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس ، أنه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس؟! ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء (٣) ، فقال : اشتد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعه يوم الخميس ، فقال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، ونسيت الثالثة.

وروى البخاري (٥) في باب كتابة العلم من كتاب العلم ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه [ وآله ] وجعه ، قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. قال عمر : إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله .. حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللغط (٦) ، فقال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ، فخرج ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وبين كتابه.

__________________

(١) في ( ك‍ ) نسخة بدل : سفين ـ بلا ألف ـ.

(٢) صحيح البخاري ٤ ـ ٨٥ [ ٢ ـ ١٧٨ ] الباب السالف.

(٣) في ( ك‍ ) : الحصاء.

(٤) في ( ك‍ ) : أهجر.

(٥) صحيح البخاري ١ ـ ٣٩ دار الشعب [ ١ ـ ٣٢ ].

(٦) قال في الصحاح ٣ ـ ١١٥٧ : اللغط ـ بالتحريك ـ : الصوت والجلبة. وقال في النهاية ٤ ـ ٢٥٧ : اللغط : صوت وضجة لا يفهم معناها ، وقد تكرر في الحديث.

٥٣١

وفي باب مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) مثل الرواية الأولى.

وفي هذا الباب (٢) ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] ـ وفي البيت رجال (٣) فقال النبي صلى الله عليه [ وآله ] : هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. فقال بعضهم (٤) : إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] قد غلبه (٥) الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم كتابا (٦) لا تضلوا بعده ، ومنهم من يقول غير ذلك ، فلما أكثروا (٧) اللغو والاختلاف (٨) ، قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] : قوموا.

قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب ، لاختلافهم ولغطهم.

وروى البخاري (٩) أيضا في باب قول المريض : قوموا عني ، من كتاب المرضى (١٠)

__________________

(١) صحيح البخاري ٦ ـ ١١ [ ٣ ـ ٩١ ] كتاب المرض ، باب قول المريض : قوموا عني .. رواه بطريقين.

(٢) صحيح البخاري .. باب كتاب النبي (ص) إلى كسرى ٦ ـ ١١ [ دار الشعب ].

(٣) في المصدر زيادة : فيهم عمر بن الخطاب قال .. ولا توجد في طبعة دار الشعب.

(٤) في صحيح البخاري : عمر ، بدلا من : بعضهم.

(٥) في المصدر : قد غلبه عليه ، ولعلها سهو أو قد غلب عليه. وفي طبعة دار الشعب للصحيح كما في المتن.

(٦) في صحيح البخاري : يكتب لكم النبي (ص) كتابا. وفي طبعة دار الشعب منه كما في المتن.

(٧) في ( ك‍ ) : كثروا. ونجد هناك حاشية لم يعلم عليها وهي : وأكثروا اللغو. ووضع بعدها ( صح ) ، ولعل العبارة تكون هكذا : فلما كثروا اللغط وأكثروا اللغو والاختلاف.

(٨) في المصدر : والاختلاف عند النبي (ص).

(٩) صحيح البخاري ٦ ـ ١١ [ ٣ ـ ٩١ ] وذكرنا موارد الاختلاف بين الروايتين.

(١٠) في ( ك‍ ) نسخة بدل : المرتضى ، وهو غلط.

٥٣٢

ومسلم (١) في كتاب الوصايا ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] ـ وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ـ ، قال النبي صلى الله عليه [ وآله ] : هلم أكتب لكم كتابا .. وساق الحديث مثل ما مر آنفا.

وروى مسلم (٢) في الكتاب (٣) المذكور ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] : ائتوني بالكتف والدواة ـ أو اللوح والدواة ـ أكتب (٤) كتابا لن تضلوا بعده أبدا. فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] يهجر.

وقد حكى في جامع الأصول (٥) الأخبار (٦) في هذا المعنى ، عن البخاري (٧) ومسلم (٨).

وروى السيد بن طاوس قدس الله روحه في كتاب كشف اليقين (٩) من كتاب الجمع بين الصحيحين : جمع الحافظ محمد بن أبي نصر بن عبد الله

__________________

(١) صحيح مسلم ٥ ـ ٧٦ [ ٣ ـ ١٢٥٩ ـ دار إحياء التراث ] كتاب الوصية ، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه ، وذكره البخاري في صحيحه أيضا ٤ ـ ٧. وانظر : مسند أحمد بن حنبل ١ ـ ٢٢٤ و ٣٣٦ ، وطبقات ابن سعد ٢ ـ ٣٧.

(٢) صحيح مسلم ٥ ـ ٧٦ [ ٣ ـ ١٢٥٩ ـ دار إحياء التراث ] ، وجاء في مسند أحمد بن حنبل ١ ـ ٣٥٥ ، وطبقات ابن سعد ٢ ـ ٣٧ ، وغيرهما.

(٣) خ. ل : الموضع.

(٤) في المصدر : أكتب لكم.

(٥) جامع الأصول ١١ ـ ٦٩ ـ ٧١ حديث ٨٥٣٣ ، وفي الطبعة الأخرى منه حديث ٨٥٩٧ من نفس المجلد.

(٦) كذا.

(٧) صحيح البخاري ٦ ـ ١١ ـ ١٢ [ دار الشعب ].

(٨) صحيح مسلم ٣ ـ ١٢٥٧ ـ ١٢٥٩ [ دار إحياء التراث ].

(٩) كشف اليقين : ٢٠٤.

٥٣٣

الحميدي من نسخة ـ عليها عدة سماعات وإجازات تاريخ بعضها سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ما هذا لفظه ـ : قال : قال ابن عباس : يوم الخميس وما يوم الخميس (١) ـ في رواية : ثم بكى حتى بل دمعه الحصى ـ ، فقلت : يا ابن عباس! وما يوم الخميس؟. قال : اشتد برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وجعه ، فقال : ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا. فتنازعوا ـ ولا ينبغي عند نبي تنازع ـ (٢). فقالوا : ما شأنه ، هجر؟ استفهموه؟. فذهبوا يرددون عليه ، فقال : ذروني (٣) .. دعوني ، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه.

وفي رواية من الحديث الرابع من الصحيحين : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وبين كتابه.

وروى حديث الكتاب ـ الذي أراد أن يكتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمته لأمانهم من الضلالة عن رسالته ـ (٤) جابر بن عبد الله الأنصاري ـ في المتفق عليه من صحيح مسلم ـ فقال في الحديث السادس والتسعين من إفراد مسلم من مسند جابر بن عبد الله ما هذا لفظه : قال : ودعا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] بصحيفة عند موته فأراد أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده ، وكثر اللغط (٥) وتكلم عمر ، فرفضها صلى الله عليه [ وآله ].

وقال رضي‌الله‌عنه في كتاب الطرائف (٦) : من أعظم طرائف المسلمين أنهم شهدوا جميعا أن نبيهم أراد عند وفاته أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده أبدا وأن

__________________

(١) لا توجد في المصدر : وما يوم الخميس.

(٢) في المصدر : فتنازعوا ، فقال : لا ينبغي عندي التنازع.

(٣) في ( ك‍ ) : ردوني.

(٤) في كشف اليقين : رسالة ـ بلا ضمير ـ.

(٥) جاء في حاشية ( ك‍ ) : اللغط : صوت وضجة لا يفهم معناه. نهاية.

انظر : النهاية لابن الأثير ٤ ـ ٢٥٧.

(٦) الطرائف : ٤٣١ ـ ٤٣٣.

٥٣٤

عمر بن الخطاب كان سبب منعه من ذلك الكتاب (١) وسبب ضلال من ضل من أمته ، وسبب اختلافهم وسفك الدماء بينهم ، وتلف الأموال ، واختلاف الشريعة ، وهلاك اثنتين وسبعين فرقة من أصل فرق الإسلام ، وسبب خلود من يخلد في النار منهم ، ومع هذا كله فإن أكثرهم أطاع عمر بن الخطاب ، الذي قد شهدوا عليه بهذه الأحوال في الخلافة وعظموه وكفروا بعد ذلك من يطعن فيه وهم من جملة الطاعنين ـ وضللوا من يذمه ـ وهم من جملة الذامين ـ وتبرءوا ممن يقبح ذكره وهم من جملة المقبحين (٢) ..

فمن روايتهم في ذلك ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع من المتفق عليه في صحته من مسند عبد الله بن عباس قال : لما احتضر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وفي بيته رجال فيهم عمر بن الخطاب ـ ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هلموا أكتب لكم كتابا (٣) لن تضلوا بعده أبدا. فقال عمر بن الخطاب : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد غلبه الوجع (٤) وعندكم القرآن ، حسبكم كتاب ربكم (٥).

وفي رواية ابن عمر ـ من غير كتاب الحميدي ـ ، قال عمر : إن الرجل ليهجر.

وفي كتاب الحميدي (٦) : قالوا : ما شأنه ، هجر؟.

__________________

(١) لا توجد في الطرائف : الكتاب.

(٢) هنا سقط جاء في المصدر : ٤٣١ ـ ٤٣٢.

(٣) لا توجد في المصدر : كتابا.

(٤) في الطرائف : قد غلبه عليه الوجع.

(٥) لاحظ : صحيح البخاري ٥ ـ ١٢٧ ، وصحيح مسلم ٥ ـ ٧٥ ـ ٧٦ ، [ ٣ ـ ١٢٥٧ ] كتاب الوصية ، وطبقات ابن سعد ٢ ـ ٢٤٢ ـ ٢٤٥ باب ذكر الكتاب الذي أراد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] أن يكتبه لأمته في مرضه الذي مات فيه ، وذكر تسعة روايات.

(٦) الجمع بين الصحيحين ، ولم نجد له نسخة مطبوعة ، ووجدنا أكثر من نسخة مخطوطة في مكتبة السيد النجفي المرعشي في قم.

٥٣٥

وفي المجلد الثاني من صحيح مسلم : فقال (١) : إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] يهجر ... (٢).

قال الحميدي : فاختلف الحاضرون عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فبعضهم يقول القول ما قاله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقربوا إليه كتابا يكتب لكم ، ومنهم من يقول القول ما قاله عمر ، فلما أكثروا اللغط والاختلاط ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قوموا عني فلا ينبغي عندي التنازع ، فكان ابن عباس يبكي حتى تبل دموعه الحصى ، ويقول : يوم الخميس وما يوم الخميس. قال راوي الحديث : فقلت : يا ابن عباس! وما يوم الخميس؟. فذكره عبد الله بن عباس يوم منع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك الكتاب ، وكان يقول (٣) : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين كتابه (٤).

أقول : الهجر : الهذيان. قال في جامع الأصول في شرح غريب الميم (٥) : الهجر ـ بالفتح ـ : الهذيان ، وهو النطق بما لا يفهم ، يقال : هجر فلان إذا هذى ، وأهجر : نطق (٦) بالفحش ، والهجر ـ بالضم ـ : النطق بالفحش (٧).

وفي القاموس (٨) : هجر في نومه ومرضه هجرا ـ بالضم ـ .. : هذى ، وفي الصحاح (٩) : الهجر .. : الهذيان ، وقد هجر المريض يهجر هجرا فهو هاجر

__________________

(١) في صحيح مسلم المطبوع : فقالوا. ولعله من تصحيفاتهم.

(٢) هنا سقط جاء في الأصل ، فراجع.

(٣) في المصدر : وكان ابن عباس يقول ..

(٤) انظر : صحيح البخاري ١ ـ ٣٧ ، وصحيح مسلم ٥ ـ ٧٥ ـ ٧٦ [ ٣ ـ ١٢٥٩ ].

(٥) جامع الأصول ١١ ـ ٧١ ، ذيل حديث ٨٥٣٣.

(٦) في المصدر : إذا نطق.

(٧) في الجامع : الفحش في النطق.

(٨) القاموس ٢ ـ ١٥٨.

(٩) الصحاح ٢ ـ ٨٥١. وقال في المصباح المنير ٢ ـ ٣٤٧ : هجر المريض في كلامه هجرا أيضا : خلط وهذى ، والهجر : الفحش وهو اسم من هجر يهجر ـ من باب قتل ـ وفيه لغة أخرى ..

٥٣٦

والكلام مهجور. قال أبو عبيد : يروى عن إبراهيم ما يثبت هذا القول في قوله تعالى : ( إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) (١) قال : قالوا فيه غير الحق ، ألم تر إلى المريض إذا هجر قال غير الحق. وعن مجاهد نحوه.

فظهر أن إنكار بعضهم كون الهجر بمعنى الهذيان من أفحش الهذيان.

وقد اعترف ابن حجر ـ مع شدة تعصبه ـ بأنه بمعنى الهذيان ، في مقدمة شرحه لصحيح البخاري (٢).

واللغط ـ بالتسكين والتحريك ـ : الصوت والجلبة أو أصوات مبهمة لا تفهم (٣).

والرزية : المصيبة (٤).

ثم اعلم أن قاضي القضاة في المغني لم يتعرض لدفع هذا الطعن عن عمر بن الخطاب ، وكذلك كثير من العامة كشارح المقاصد وغيره ، ولم يذكره السيد

__________________

وأهجرت بالرجل : استهزأت به وقلت فيه قولا قبيحا. وقال ابن الأثير في النهاية ٥ ـ ٢٤٥ ـ ٢٤٦ : يقال : أهجر في منطقه يهجر إهجارا : إذا أفحش ، وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغي ، والاسم الهجر ـ بالضم ـ ، وهجر يهجر هجرا ـ بالفتح ـ : إذا خلط في كلامه وإذا هذى .. ومنه حديث مرض النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : قالوا : ما شأنه؟ أهجر؟ .. أي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام ، أي هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض ، وهذا أحسن ما يقال فيه ، ولا يجعل إخبارا فيكون إما من الفحش أو الهذيان ، والقائل كان عمر ولا يظن به ذلك!.

أقول : إن كان ما قاله عمر على سبيل الاستفهام كان اعتقاده في الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كاعتقاده في سائر الناس ، ولكن صدر الحديث وذيله لا يلائم الاستفهام ، ولعله ترك الصدر والذيل ونقل مختصرا منه لذلك.

(١) الفرقان : ٣٠.

(٢) هدي الساري مقدمة فتح الباري لشرح صحيح البخاري : ٢٠٠ قال : أهجر ـ بهمزة الاستفهام والاسم : الهجر ، وهو الهذيان ، ويطلق على كثرة الكلام الذي لا معنى له ، قيل : وهو استفهام إنكار.

(٣) قاله في مجمع البحرين ٤ ـ ٢٧١ ، والقاموس ٢ ـ ٣٨٣ ، وغيرهما.

(٤) ذكره في القاموس ١ ـ ١٦ ، ومجمع البحرين ١ ـ ١٨٣.

٥٣٧

الأجل رضي‌الله‌عنه في الشافي لكون نظره فيه مقصورا على دفع كلام صاحب المغني ، وقد تصدى القاضي عياض المالكي في كتابه الموسوم ب : الشفاء (١) لدفعه وتوجيه الاختلاف الصادر عن الأصحاب بوجوه نذكرها مع ما يرد على كلامه ، قال :

أولا : فإن قلت : قد تقررت عصمة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في أقواله في جميع أحواله ، وأنه لا يصح منه فيها خلف ولا اضطراب في عمد ولا سهو ، ولا صحة ولا مرض ، ولا جد ولا مزاح ، ولا رضى ولا غضب ، فما معنى الحديث في وصيته صلى الله عليه [ وآله ] وسلم الذي حدثنا به القاضي أبو علي ، عن أبي الوليد ، عن أبي ذر ، عن أبي محمد وأبي الهيثم وأبي إسحاق جميعا ، عن محمد بن يوسف ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن عبد الله ، عن عبد الرزاق ، عن (٢) معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لما احتضر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ وفي البيت رجال ـ قال النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده. فقال بعضهم : إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم (٣) غلبه الوجع .. الحديث. وفي رواية : ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي أبدا ، فتنازعوا ، فقالوا : ما له؟ أهجر؟استفهموه. فقال : دعوني فإن الذي أنا فيه خير. وفي بعض طرقه أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم هجر (٤) ، وفي رواية : هجر ، ويروى : أهجر ، ويروى (٥) : أهجرا ، وفيه : فقال عمر : إن النبي (ص) قد اشتد به الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، وكثرت اللغط. فقال : قوموا عني. وفي رواية : واختلف أهل البيت

__________________

(١) الشفاء للقاضي عياض المالكي ٢ ـ ١٩١ ـ ١٩٥ باختلاف أشرنا لمهمه.

(٢) في المصدر : عبد الرزاق بن همام أخبرنا .. مع اختصار في الإسناد ، وتبديل حدثنا ب : عن.

(٣) في الشفا زيادة : قد.

(٤) في المصدر : يهجر.

(٥) في ( ك‍ ) : خط على كلمة : يروى.

٥٣٨

واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كتابا ، ومنهم من يقول القول ما قال عمر ، قال أئمتنا في هذا الحديث : النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم غير معصوم من الأمراض ، ما (١) يكون من عوارضها من شدة وجع وغشي .. ونحوه مما يطرأ على جسمه ، معصوم أن يكون منه من القول أثناء ذلك ما يطعن في معجزته ، ويؤدي إلى فساد في شريعته من هذيان واختلال في كلام ، وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى في (٢) الحديث : هجرا (٣) إذ معناه هذى ، يقال : هجر هجرا إذا هذى ، وأهجر هجرا إذا أفحش ، وأهجر تعدية هجر ، وإنما الأصح والأولى : أهجر! على طريق الإنكار ، على من قال : لا يكتب ، وهكذا روايتنا فيه في صحيح البخاري من رواية جميع الرواة ، و (٤) في حديث الزهري المتقدم وفي حديث محمد بن سلام ، عن ابن عيينة (٥) وقد تحمل عليه رواية من رواه هجر ـ على حذف ألف الاستفهام ـ والتقدير : أهجرا ، وأن (٦) يحمل قول القائل هجرا وأهجر على (٧) دهشة من قائل ذلك وحيرة لعظم (٨) ما شاهد من حال الرسول صلى الله عليه [ وآله ] وشدة وجعه ، وهول (٩) المقام الذي اختلف فيه عليه ، والأمر الذي هم بالكتاب فيه حق لم يضبط هذا القائل لفظه ، وأجرى الهجر مجرى شدة الوجع ، لا أنه اعتقد أنه يجوز عليه الهجر كما حملهم

__________________

(١) في الشفاء : وما.

(٢) في (س) : لا توجد : في.

(٣) في المصدر : هجر.

(٤) لا توجد الواو في (س).

(٥) هنا سقط جاء في الشفاء وهو : وكذا ضبطه الأصلي بخطه في كتابه وغيره من هذه الطرق ، وكذا رويناه عن مسلم في حديث سفيان وعن غيره.

(٦) في المصدر : أهجر؟ أو أن ..

(٧) لا توجد في الشفاء : على.

(٨) في المصدر : لعظيم.

(٩) لا توجد : هول ، في المصدر.

٥٣٩

الإشفاق على حراسته ، والله تعالى يقول : ( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١) ونحو هذا ، وأما على رواية : أهجرا فقد (٢) يكون هذا راجعا إلى المختلفين عنده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومخاطبة لهم من بعضهم ، أي جئتم باختلافكم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين يديه هجرا ومنكرا من القول ، والهجر ـ بضم الهاء ـ : الفحش في المنطق.

وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث ، وكيف اختلفوا بعد أمره لهم (٣) أن يأتوه بالكتاب ، فقال بعضهم : أوامر النبي صلى الله عليه [ وآله ] يفهم إيجابها من ندبها وندبها من إباحتها بقرائن ، فلعله قد ظهر من قرائن قوله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لبعضهم ما فهموا أنه لم يكن منه عزمة بل رده إلى اختيارهم ، وبعضهم لم يفهم ذلك. فقال : استفهموه؟ فلما اختلفوا كف عنه إذ لم يكن عزمة ، ولما رأوه من صواب رأي عمر ، ثم هؤلاء قالوا : ويكون امتناع عمر إما إشفاقا على النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم من تكلفه (٤) في تلك الحال إملاء الكتاب ، وأن تدخل عليه مشقة من ذلك كما قال : إن (٥) النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : اشتد به الوجع.

وقيل : خشي عمر أن يكتب أمورا يعجزون عنها فيحصلون في الحرج و (٦) العصيان (٧) بالمخالفة ، ورأى أن الأوفق بالأمة في تلك الأمور سعة الاجتهاد وحكم النظر ، وطلب الثواب (٨) ، فيكون المخطئ والمصيب مأجورا. وقد علم عمر تقرر

__________________

(١) المائدة : ٦٧.

(٢) هنا سقط جاء في الشفاء وهو : وهي رواية أي إسحاق المستملي في الصحيح في حديث أبي جبير عن ابن عباس من رواية قتيبة فقد ..

(٣) في المصدر : صلى الله عليه وسلم ، ولا توجد : لهم.

(٤) في الشفاء : تكليفه.

(٥) لا توجد في (س) : إن.

(٦) حذفت الواو من (س).

(٧) لا توجد : العصيان ، في المصدر.

(٨) في الشفاء : الصواب ، بدلا من : الثواب.

٥٤٠