بحار الأنوار - ج ٣٠

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣٠

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٠٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وقد حكى ابن أبي الحديد (١) ، عن أبي جعفر الإسكافي ـ وهو من مشايخ المعتزلة ـ كلاما في المنحرفين عن علي عليه‌السلام والمبغضين له. وعد منهم عمرو بن العاص ، فروى الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما مسندا متصلا بعمرو بن العاص (٢) ، وذكر الحديث ، فيظهر من كلامه (٣) الاعتراف بوجود (٤) الخبر في صحيح البخاري أيضا (٥).

ثم لما رأى بعض العامة شناعة تلك الرواية (٦) غيروا في كثير من النسخ لفظ أبي طالب بلفظ أبي فلان.

وروى مسلم (٧) ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ، وحدثوا عني ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

ولا ريب في أن تحريم الكتابة عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باطل باتفاق أهل الإسلام.

ونقل ابن أبي الحديد (٨) أيضا ، عن الإسكافي : أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه‌السلام ، يقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم جعلا يرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير.

__________________

(١) في شرحه على النهج ٤ ـ ٦٣.

(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد ٤ ـ ٦٤.

(٣) في (س) : في كل أمة.

(٤) جاءت في (س) : بوجوه.

(٥) لا توجد كلمة : أيضا ، في ( ك‍ ).

(٦) في (س) : الروايات.

(٧) صحيح مسلم ٤ ـ ٢٢٩٨ ، باب ١٦ ، كتاب الزهد ، حديث ٣٠٠٤.

(٨) في شرحه على النهج ٤ ـ ٦٣ ـ ٦٤.

٤٠١

روى الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت : كنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلي ، فقال : يا عائشة! إن هذين يموتان على غير ملتي ، أو قال : ديني.

وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، قال : كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي عليه‌السلام ، فسألته عنهما يوما ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما؟! الله أعلم بهما ، إني لأتهمهما (١) في بني هاشم.

قال (٢) : أما الحديث الأول فقد ذكرناه ، وأما الحديث الثاني فهو : أن عروة زعم أن عائشة حدثته ، قالت : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل العباس وعلي ، فقال : يا عائشة! إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا ، فنظرت فإذا العباس وعلي بن أبي طالب. انتهى.

ومع وجود أمثال تلك الروايات في أصولهم الفاسدة يعتمدون عليها اعتمادهم على القرآن ، ويفرون من روايات الشيعة المتدينين البررة ( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ) (٣) ، وأي نص قاطع دل على انحصار المحدثين ورواة الأخبار في البخاري ومسلم ومن يحذو حذوهما في التعصب وإخفاء الحق وطرح ما يخالف أهواءهم من الأخبار ، كما يظهر للفطن البصير مما حكاه ابن الأثير (٤) ، قال :قال البخاري : أخرجت كتابي الصحيح من زهاء (٥) ستمائة ألف حديث.

وقال (٦) مسلم : صنفت المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.

__________________

(١) في ( ك‍ ) : لا أتهمهما ، وهو اشتباه ظاهرا.

(٢) القائل هو الزهري ، والعبارة لابن أبي الحديد ، وفي الشرح : فأما ..

(٣) المدثر : ٥٠ ـ ٥١.

(٤) جامع الأصول ١ ـ ١٠٩ [ تحقيق الأرناووط ١ ـ ١٨٦ ] ، وفيه : خرجت كتاب الصحيح ..

(٥) جاء في حاشية ( ك‍ ) : وقولهم : هم زهاء مائة .. أي قدر مائة. صحاح.

انظر : الصحاح ٦ ـ ٢٣٧١.

(٦) أي قال ابن الأثير في جامع الأصول ١ ـ ١١٠ ، قال .. [ تحقيق الأرناووط : ١ ـ ١٨٨ ].

٤٠٢

وقال أبو داود (١) : كتبت عن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب ـ يعني كتاب السنن ـ أربعة (٢) آلاف حديث وثمانمائة.

وإنما تأخذ الشيعة أخبار دينهم عمن تعلق بالعروة الوثقى التي هي متابعة أهل بيت النبوة الذين شهد الله لهم بالتطهير ، ونص عليهم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنهم سفينة النجاة ، ولا يأخذون شطر دينهم عن امرأة ناقصة العقل والدين مبغضة لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وشطره الآخر عن أبي هريرة الدوسي الكذاب المدني ، وأنس بن مالك ـ الذي فضحه الله بكتمان الحق وضربه ببياض لا تغطيه العمامة ـ ومعاوية ، وعمرو بن العاص ، وزياد المعروفين عند الفريقين بخبث المولد وبغض من أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمين بأن بغضه آية النفاق .. وأضراب هؤلاء ، لكن التعصب أسدل (٣) أغطية الغي والضلال على أبصارهم إلى يوم النشور ، ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ) (٤).

__________________

(١) جامع الأصول ١ ـ ١١٢ [ تحقيق الأرناووط ١ ـ ١٩٠ ].

(٢) في المصدر : جمعت فيه أربعة ..

(٣) في (س) : أسدد. أقول : أسدد من السد .. أي جعل التعصب أغطية الضلال موثوقة على أبصارهم.

(٤) النور : ٤٠.

٤٠٣
٤٠٤

[٢٠] باب آخر

في ذكر أهل التابوت في النار

١ ـ ج (١) : سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم بيعة أبي بكر : لست بقائل غير شيء واحد أذكركم بالله أيها الأربعة ـ يعنيني والزبير وأبا ذر والمقداد ـ أسمعتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا ، ستة من الأولين وستة من الآخرين في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل ، على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم (٢) كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج (٣) ذلك الجب ، فسألناه عنهم وأنتم شهود ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما الأولون : فابن آدم الذي قتل أخاه ، وفرعون الفراعنة ، و ( الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ ) ، ورجلان من بني إسرائيل بدلا كتابهما وغيرا سنتهما (٤) ، أما أحدهما فهود

__________________

(١) الاحتجاج ١ ـ ١٠٥ ـ ١٠٦ ، وجاء متن الحديث في الصفحة : ١١٢ ـ ١١٣ من طبعة النجف [ وفي طبعة منشورات الرضي : ٨٠ ، والحديث صفحة ٨٦ ] باختلاف يسير.

(٢) في المصدر : نار جهنم.

(٣) جاء في القاموس ١ ـ ٢١١ : وهج النار يهج وهجا ووهجانا : اتقدت ، والاسم الوهج ـ محركة ـ.

(٤) في الاحتجاج : كتابهم .. سنتهم ـ بضمير الجمع ـ ، وهو الظاهر.

٤٠٥

اليهود ، والآخر نصر النصارى ، وإبليس سادسهم ، والدجال في الآخرين ، وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخي ، والتظاهر عليك بعدي هذا .. وهذا (١) حتى عددهم (٢) وسماهم.

فقال سلمان : فقلنا : صدقت نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ..

٢ ـ كتاب سليم (٣) : مثله ، وقد مر (٤).

٣ ـ فس (٥) : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) (٦) ، قال : الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره ، سأل (٧) الله أن يأذن له أن يتنفس فأذن له ، فتنفس فأحرق جهنم. قال : وفي ذلك الجب صندوق من نار يتعوذ (٨) أهل تلك (٩) الجب من حر ذلك الصندوق ، وهو التابوت ، وفي ذلك التابوت ستة من الأولين وستة من الآخرين ، فأما الستة من (١٠) الأولين : فابن آدم الذي قتل أخاه ، وفرعون (١١) إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في النار ، وفرعون موسى ، والسامري الذي اتخذ العجل ، والذي هود اليهود ، والذي نصر النصارى ، وأما الستة من (١٢) الآخرين :

__________________

(١) في المصدر : هذا وهذا وهذا.

(٢) في الاحتجاج : حتى عدهم .. وهو الظاهر.

(٣) كتاب سليم بن قيس : ٩١ ـ ٩٢ ، وصدر الحديث في صفحة : ٧٤.

(٤) بحار الأنوار ٢٨ ـ ٥٨ ، وفي ( ك‍ ) من البحار ٨ ـ ٢٣ و ٥٤ و ٣٦٢ إشارة إلى الصحيفة الملعونة.

(٥) تفسير علي بن إبراهيم ٢ ـ ٤٩٩.

(٦) الفلق : ١.

(٧) في المصدر : فسال.

(٨) جاء في ( ك‍ ) : ويتعوذ.

(٩) لا توجد : تلك ، في المصدر.

(١٠) في التفسير : فأما الستة التي من ..

(١١) كذا ، وفي المصدر : ونمرود إبراهيم.

(١٢) في التفسير : فأما الستة التي من ..

٤٠٦

فهو الأول والثاني والثالث والرابع وصاحب الخوارج وابن ملجم (١).

( وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ) (٢) ، قال : الذي يلقى في الجب يقب فيه (٣).

٤ ـ ثو (٤) : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن إسحاق بن عمار ، عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال : قلت : جعلت فداك ، حدثني فيهما بحديث ، فقد سمعت من (٥) أبيك فيهما بأحاديث (٦) عدة. قال : فقال لي : يا إسحاق! الأول (٧) بمنزلة العجل ، والثاني بمنزلة السامري.

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني فيهما؟. قال : هما والله نصرا وهودا ومجسا ، فلا غفر الله ذلك لهما.

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني فيهما. قال : ثلاثة لا ينظر الله إليهم ( وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ )

قال : قلت : جعلت فداك ، فمن هم؟. قال : رجل ادعى إماما من غير الله ، وآخر طعن في إمام من الله ، وآخر زعم أن لهما في الإسلام نصيبا.

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني فيهما؟. قال : ما أبالي ـ يا إسحاق محوت المحكم من كتاب الله أو جحدت محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النبوة أو (٨)

__________________

(١) جاءت زيادة : لعنهم الله ، في المصدر.

(٢) الفلق : ٣.

(٣) في تفسير القمي : فيه يقب ، واستظهر في هامشه : يغيب فيه.

(٤) ثواب الأعمال ٢ ـ ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ، باب ١٢ ، حديث ٣ [ وفيه طبعة مؤسسة الأعلمي : ٢٥٦ ٢٥٧ ] ، مع تفصيل في الإسناد.

(٥) في المصدر : عن ، بدلا من : من.

(٦) في المصدر : أحاديث.

(٧) في (س) : الأولى ، وهو سهو.

(٨) في ( ك‍ ) : واو ، بدلا من : أو.

٤٠٧

زعمت أن ليس في السماء إله ، أو تقدمت على علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني؟. قال : فقال لي : يا إسحاق! إن في النار لواديا ـ يقال له : سقر ـ لم يتنفس منذ خلقه الله ، لو أذن الله عز وجل (١) له في التنفس بقدر مخيط لأحرق ما (٢) على وجه الأرض ، وإن أهل النار ليتعوذون (٣) من حر ذلك الوادي (٤) ونتنه وقذره ، وما أعد الله فيه لأهله ، وإن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله من العذاب (٥) ، وإن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله ، وإن في ذلك الشعب لقليب [ لقليبا ] يتعوذ جميع أهل (٦) ذلك الشعب من حر ذلك القليب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله ، وإن في ذلك القليب لحية يتعوذ أهل (٧) ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله (٨) في أنيابها من السم لأهلها ، وإن في جوف تلك الحية لسبعة صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة ، واثنان من هذه الأمة.

قال : قلت : جعلت فداك ، ومن الخمسة؟ ومن الاثنان؟. قال : فأما (٩) الخمسة : فقابيل الذي قتل هابيل ، ونمرود ( الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ ) ، فقال : ( أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ) (١٠) ، وفرعون الذي قال : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) (١١) ويهود الذي

__________________

(١) لا توجد : عز وجل ، في المصدر.

(٢) في ثواب الأعمال : من ، بدل : ما.

(٣) في المصدر : يتعوذون ـ بدون لام ـ.

(٤) في (س) : الجبل ، بدلا من : الوادي.

(٥) لا توجد : من العذاب ، في المصدر.

(٦) لا توجد كلمة : أهل ، في ( ك‍ ) ، وفي المصدر لا توجد كلمة : جميع.

(٧) في ثواب الأعمال : جميع أهل ذلك ..

(٨) في المصدر زيادة : عز وجل.

(٩) في المصدر : أما ـ بدون فاء ـ.

(١٠) البقرة : ٢٥٨.

(١١) النازعات : ٢٤.

٤٠٨

هود اليهود ، وبولس الذي نصر النصارى ، ومن هذه الأمة أعرابيان ..

٥ ـ ل (١) : بهذا الإسناد من قوله : يا إسحاق! إن في النار لواديا .. إلى آخر الخبر.

بيان :

الأعرابيان : الأول والثاني اللذان لم يؤمنا بالله طرفة عين.

٦ ـ ل (٢) : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين (٣) ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن جعيد همدان ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن في التابوت الأسفل من النار (٤) ستة من الأولين وستة من الآخرين ، فأما الستة من الأولين : فابن آدم الذي قاتل أخيه (٥) ، وفرعون الفراعنة ، والسامري ، والدجال ، ـ كتابه في الأولين ، ويخرج في الآخرين وهامان ، وقارون ، والستة من الآخرين : فنعثل ، ومعاوية ، وعمرو بن العاص ، وأبو موسى الأشعري .. ونسي المحدث اثنين.

بيان :

نعثل : عن عثمان كما سيأتي ، والمنسيان الأعرابيان الأولان بشهادة ما تقدم وما سيأتي.

__________________

(١) خصال الصدوق ٢ ـ ٣٩٨ ، أبواب السبعة ، حديث ١٠٦.

(٢) الخصال ، للصدوق ـ رحمه‌الله ـ : ٢ ـ ٤٨٥ ، أبواب الاثني عشر ، حديث ٥٩ ، بتفصيل في الإسناد.

(٣) ورد السند في المصدر هكذا : عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدثني الحسن بن مسكين الثقفي ..

(٤) لا توجد في الخصال : من النار.

(٥) في المصدر : .. آدم قاتل أخيه ، وهو الظاهر.

٤٠٩

٧ ـ ثو (١) : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف (٢) ، عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير ، قال : حدثني رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة نفر : أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه ، ونمرود ( الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ ) عليه‌السلام ( فِي رَبِّهِ ) ، واثنان في بني إسرائيل هودا قومهما ونصراهما ، وفرعون الذي قال : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) (٣) ، واثنان من (٤) هذه الأمة أحدهما شرهما في تابوت من قوارير تحت الفلق في بحار من نار.

٨ ـ كتاب الإستدراك (٥) : بإسناده إلى الأعمش ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لجهنم سبعة أبواب ـ وهي الأركان ـ لسبعة فراعنة : نمرود بن كنعان فرعون الخليل ، ومصعب بن الوليد فرعون موسى ، وأبو جهل بن هشام ، والأول ، والثاني ، ويزيد قاتل ولدي ، ورجل من ولد العباس يلقب بالدوانيقي اسمه المنصور.

أقول :

سيأتي (٦) في احتجاج أمير المؤمنين عليه‌السلام على الزبير ما يناسب الباب.

__________________

(١) ثواب الأعمال ٢ ـ ٢٥٥ ، باب ١٢ ، حديث ١ ، باختصار في الإسناد.

(٢) في المصدر : عن العباس بن معروف ، وفي (س) : عن الصفار ، عن ابن محبوب ..

(٣) النازعات : ٢٤.

(٤) جاءت : في ، بدلا من : من ، في (س).

(٥) كتاب الاستدراك ، لابن بطريق ، لا نعرف بطبعه حتى هذا التاريخ.

(٦) بحار الأنوار ٣٦ ـ ٣٢٤.

٤١٠

[٢٢] باب

تفصيل مطاعن أبي بكر والاحتجاج بها على المخالفين

بإيراد الأخبار من كتبهم

الطعن الأول :

ما ذكره أصحابنا رضوان الله عليهم : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يول أبا بكر شيئا من الأعمال مع أنه كان يوليها غيره ، ولما أنفذه لأداء سورة براءة إلى أهل مكة عزله وبعث عليا عليه‌السلام ليأخذها منه ويقرأها على الناس ، ولما رجع أبو بكر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له (١) : لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني (٢).

فمن لم يصلح لأداء سورة واحدة إلى أهل بلدة كيف يصلح للرئاسة العامة المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلى عموم الرعايا في سائر البلاد؟! وسيأتي الروايات الواردة في ذلك مع الكلام فيها على وجه يناسب الكتاب في المجلد التاسع في باب

__________________

(١) لا توجد : له ، في (س).

(٢) وهذا ما أخرجه جمع كثير من أئمة الحديث وحفاظه من العامة بعدة طرق صحيحة ، يتأتى التواتر بأقل منها. عد منهم شيخنا الأميني في غديره ٦ ـ ٣٣٨ ـ ٣٤١ ثلاثة وسبعين إماما!.

٤١١

مفرد (١).

وما أجابوا به من أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولاه الصلاة بالناس ، فقد (٢) تقدم (٣) القول فيه مفصلا.

وما ذكره قاضي القضاة في المغني (٤) من أنه لو سلم أنه لم يوله لما دل ذلك (٥) على نقص ولا على أنه لا يصلح للإمارة والإمامة (٦) ، بل لو قيل إنه لم يوله لحاجته إليه بحضرته وإن ذلك رفعة له لكان أقرب ، سيما وقد روي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٧) ما يدل على أنهما وزيراه ، فكان عليه‌السلام محتاجا إليهما وإلى رأيهما.

وأجاب السيد رضي‌الله‌عنه في الشافي (٨) بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن يستشير أحدا لحاجة منه إلى رأيه وفقر إلى تعليمه وتوقيفه ، لأنه عليه وآله السلام ، الكامل الراجح المعصوم المؤيد بالملائكة ، وإنما كانت مشاورته أصحابه ليعلمهم كيف يعملون في أمورهم ، وقد قيل يستخرج بذلك دخائلهم وضمائرهم.

وبعد ، فكيف استمرت هذه الحاجة واتصلت منه إليهما حتى لم يستغن في زمان من الأزمان عن حضورهما فيوليهما؟! وهل هذا إلا قدح في رأي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونسبة له إلى أنه كان ممن يحتاج إلى أن يلقن ويوقف على كل شيء ، وقد نزهه الله تعالى عن ذلك.

__________________

(١) بحار الأنوار ٣٥ ـ ٢٨٤ ـ ٣١٣ ، الباب التاسع : نزول سورة براءة وقراءة أمير المؤمنين عليه‌السلام على أهل مكة ورد أبي بكر ..

(٢) في ( ك‍ ) : قد.

(٣) بحار الأنوار ٢٧ ـ ٣٢٣ ـ ٣٢٤.

(٤) المغني ـ الجزء المتمم للعشرين ـ : ٣٤٩.

(٥) في المصدر : ما كان يدل ، بدلا من : لما دل ذلك.

(٦) في المغني : للإمامة ، بدلا من : للإمارة والإمامة.

(٧) لا توجد : الصلاة ، في المصدر.

(٨) الشافي ٤ ـ ١٥٤ ، وهو نقل بالمعنى في أوله ونص في آخره.

٤١٢

فأما ادعاؤه أن الرواية وردت بأنهما وزيراه ، فقد كان يجب أن يصحح ذلك قبل أن يعتمده ويحتج به ، فإذا (١) ندفعه عنه أشد دفع. انتهى كلامه قدس‌سره.

وأقول : الرواية التي أشار إليها القاضي هي ما رواها في المشكاة (٢) ، عن الترمذي (٣) ، عن أبي سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ، ووزيران من أهل الأرض ، فأما وزيراي من أهل السماء فجبرئيل وميكائيل ، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر!.

ولا يخفى أنه خبر واحد من طريق الخصم لا حجة فيه ، ووضع الحديث عادة قديمة ، وقد قدمنا الأخبار في ذلك (٤).

وحكى في (٥) جامع الأصول (٦) أن بعض أهل الضلال كان يقول ـ بعد ما رجع عن ضلالته ـ : انظروا إلى هذه الأحاديث عمن تأخذونها ، فإنا كنا إذ رأينا

__________________

(١) في الشافي : فإنا ، وهو الظاهر.

(٢) مشكاة المصابيح ٣ ـ ٢٣٣ ، حديث ٦٠٥٦.

(٣) سنن الترمذي ٥ ـ ٦١٦ ، كتاب المناقب ، باب ١٧ ، حديث ٣٦٨٠. ورواه ابن الأثير في جامع الأصول ٨ ـ ٦٣٠ ـ ٦٣١ ، حديث ٦٤٦٢.

(٤) ما حكاه رحمه‌الله عن كتاب سليم بن قيس في بحار الأنوار ٢٧ ـ ٢١١ ـ ٢١٣ ، و ٢٢ ـ ١٠٢ ، وقد ذكر جملة من الكذابين في ٢٥ ـ ٢٦١ وما بعدها.

وانظر : سلسلة الموضوعات من الجزء التاسع من الغدير : ٢١٨ ـ ٢٤٦.

(٥) في ( ك‍ ) : وحكي عن ..

(٦) جامع الأصول ١ ـ ١٣٦ ـ تحقيق الأرناءوطي ـ بمعنى مقارب لما ذكرناه ، وانظر بنصه في الموضوعات لابن الجوزي ١ ـ ٣٨ وغيرهما ، وقد فصل البحث فيه في كتاب مقباس الهداية إلى علم الدراية ١ ـ ٣٩٨ ـ ٤١٩ ، في تعريفه للحديث الموضوع ، ومعرفاته ، ودواعيه وغيرها ، وانظر :مستدركات البحث حيث ذكر جملة من مصنفاتهم.

وبالله عليك إلا ما راجعت سلسلة الأحاديث المقلوبة والموضوعة في الخلافة والخلفاء وما يكذبها ويناقضها مع إشباع في مصادرها في موسوعة شيخنا الأميني طاب ثراه ٥ ـ ٢٨٨ ـ ٣٧٥ ترى العجب العجاب ومصداقا لقوله عز اسمه : « أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون » النجم : ٥٩.

٤١٣

رأيا وضعنا له حديثا.

وقد صنف جماعة من العلماء كتبا في الأحاديث الموضوعة.

وحكي عن الصغاني (١) ـ من علماء المخالفين ـ أنه قال في كتاب الدر الملتقط (٢) : ومن الموضوعات ما زعموا أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : إن الله يتجلى للخلائق يوم القيامة عامة ، ويتجلى لك يا أبا بكر خاصة ، وأنه قال :حدثني جبرئيل أن الله تعالى لما خلق الأرواح اختار روح أبي بكر من الأرواح (٣).

ثم قال الصنعاني: وأنا أنتسب إلى عمر بن الخطاب وأقول فيه الحق لقول النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : قولوا الحق وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ.

فمن الموضوعات ما روي أن أول من يعطى كتابه بيمينه عمر بن الخطاب ، وله شعاع كشعاع الشمس. قيل : فأين أبو بكر؟. قال : سرقته الملائكة (٤).

ومنها : من سب أبا بكر وعمر قتل ، ومن سب عثمان وعليا جلد الحد (٥) ... إلى غير ذلك من الأخبار المختلفة.

ومن الموضوعات :

زر غبا تزدد حبا (٦).

__________________

(١) في البحار : وعن ، والصغاني ، وهو أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن ( ٥٧٧ ـ ٦٥٠ ه‍ ).

(٢) أقول : لم أجد هذا النص في كتاب الصغاني : الدر الملتقط في تبيين الغلط ، وكذا في كتابه الآخر : الموضوعات ، وكلاهما تحقيق : أبو الفداء عبد الله القاضي ، وإصدار دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ بعد أن راجعتهما أكثر من مرة ، ولعله حذف منه وحرف كأكثر مصادرهم مما فيه منقبة لنا أو طعن عليهم.

(٣) ذكرهما وغيرهما ابن الجوزي في كتاب الموضوعات ١ ـ ٣٠٣ ـ ٣١٩ ، وناقشها بما لا مزيد عليه ، والسيوطي في اللئالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ١ ـ ٢٨٦ ـ ٢٨٩.

(٤) أدرجه ابن الجوزي في كتابه الموضوعات ١ ـ ٣٢٠ ، وعد غيره ، وكذا السيوطي في كتابه في الموضوعات ١ ـ ٣٠٢.

(٥) أورده ابن الجوزي في الموضوعات ١ ـ ٣٢٨ ، والسيوطي في اللئالئ ١ ـ ٣٠٩.

(٦) كما في الدر الملتقط للصغاني : ٢٦ ، برقم ٢٥ ، وقاله العجلوني في كشف الخفاء ١ ـ ٤٣٨ ـ ٤٣٩ ، برقم ١٤١٢.

٤١٤

النظر إلى الخضرة تزيد في البصر (١).

من قاد أعمى أربعين خطوة غفر الله له (٢).

العلم علمان : علم الأديان ، وعلم الأبدان (٣). انتهى.

وعد من الأحاديث الموضوعة :

الجنة دار الأسخياء (٤).

طاعة النساء ندامة (٥).

دفن (٦)البنات من المكرمات (٧).

اطلب الخير عند حسان الوجوه (٨).

لا هم إلا هم الدين ولا وجع إلا وجع العين.

______________

(١) كما نص عليه في الدر الملتقط : ٢٤ ، برقم ١٨ ، والموضوعات ، وكلاهما للصغاني : ١٣ ، برقم ٦٥ ، وأورده العجلوني في كشف الخفاء ٢ ـ ٤٣٩ ، والشوكاني في الفوائد المجموعة ٢١٧ ، والألباني في السلسلة الضعيفة ١ ـ ١٦٥.

(٢) كما في كتاب الموضوعات للصغاني : ١٢ ، برقم ٥٧ ، وجاء في كشف الخفاء ومزيل الألباس للعجلوني ٢ ـ ٢٦٩ ، برقم ٢٥٥٨ ، وبمضامين أخر في الموضوعات لابن الجوزي ٢ ـ ١٧٣ ١٧٨.

هذا ، مع أنه قد أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٣ ـ ١٥٨ ، والخطيب في تاريخ بغداد ٥ ـ ١٠٥ و ٩ ـ ٢١٤ ، والذهبي في الميزان ٤ ـ ٤٥٩ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٣ ـ ١٣٨ ، وغيرهم.

(٣) قاله الصغاني في الموضوعات : ١٠ ، برقم ٣٨ ، والعجلوني في كشف الخفاء ٢ ـ ٦٨ ، برقم ١٧٦٥.

أقول : وضع في ( ك‍ ) على الأديان والأبدان رمز التقديم والتأخير ( خ. م ).

(٤) كما في كشف الخفاء ومزيل الألباس ١ ـ ٣٣٧ ، برقم ١٠٨٣ ، وعده ابن الجوزي في الموضوعات.

(٥) كشف الخفاء ٢ ـ ٣٧ ، برقم ١٦٤٨.

(٦) في ( ك‍ ) : ودفن.

(٧) كشف الخفاء ١ ـ ٤٠٧ ، برقم ١٣٠٨.

(٨) كشف الخفاء ١ ـ ١٣٦ ، برقم ٣٩٤.

٤١٥

الموت كفارة لكل مسلم (١).

إن التجار هم الفجار (٢) ... إلى غير ذلك مما يطول ذكره.

وبالجملة ، قد عرفت مرارا أن الاحتجاج في مثل هذا إنما يكون بالأخبار المتواترة أو المتفق عليه بين الفريقين لا ما ذكره آحاد أحد الجانبين.

ثم إن صاحب المغني (٣) ادعى أن ولاية أبي بكر على الموسم والحج قد ثبت بلا خلاف بين أهل الأخبار ، ولم يصح أنه عزله ، ولا يدل رجوع أبي بكر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستفهما عن القصة على العزل ، ثم جعل إنكار من أنكر حج أبي بكر بالناس في هذه السنة كإنكار عباد بن سليمان وطبقته وأخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام سورة براءة من أبي بكر.

أقول : روى ابن الأثير في جامع الأصول (٤) بإسناده عن أنس ، قال : بعث النبي صلى الله عليه [ وآله ] ببراءة مع أبي بكر ، ثم دعاه فقال : لا ينبغي (٥) أن يبلغ عني (٦) إلا رجل من أهل بيتي (٧).

وزاد رزين (٨) : ثم اتفقا فانطلقا.

وهذا يشعر بأنه لم يثبت عنده مسير أبي بكر إلى مكة (٩).

__________________

(١) كما في الموضوعات لابن الجوزي ٣ ـ ٢١٨ ـ ٢١٩ ، وكشف الخفاء ٢ ـ ٢٨٩ برقم ٢٦٦٣ ، واللئالي المصنوعة ٢ ـ ٤١٤.

(٢) قد أورده في : كشف الخفاء ١ ـ ٢١٨ ، برقم ٦٦٥ ، وقريب منه في الموضوعات لابن الجوزي ٢ ـ ٢٣٨ ، وغيرهما. وفي (س) : الهجار ، ولا معنى لها.

(٣) المغني ـ الجزء المتمم للعشرين ـ : ٣٥٠ ، مع اختلاف يسير.

(٤) جامع الأصول ٨ ـ ٦٦٠ ، حديث ٦٥٠٨. وانظر ما سبقه ولحقه من الروايات.

(٥) في المصدر زيادة : لأحد.

(٦) في الجامع : هذا ، بدلا من : عني.

(٧) وزاد في المصدر : ودعا عليا فأعطاه إياها.

(٨) هذه الزيادة جاءت في جامع الأصول ذيل حديث ٦٥٠٩ من المجلد الثامن ، صفحة ٦٦٠.

(٩) أقول : تعد واقعة إرسال أبي بكر بسورة براءة ثم تنحيته وبعث أمير المؤمنين عليه‌السلام بها من الضروريات التاريخية المتواترة سندا والمتحدة مضمونا وإن اختلفت ورودا ، ندرج جملة من مصادرها

٤١٦

وروى الطبرسي رحمه‌الله في مجمع البيان (١) ، عن عروة بن الزبير وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذها من أبي بكر قبل الخروج ودفعها إلى علي عليه‌السلام ، وقال : لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني.

وقال : وروى أصحابنا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولاه أيضا الموسم ، وأنه حين أخذ البراءة من أبي بكر رجع أبو بكر.

وستعرف أن أكثر أخبارهم خالية عن ذكر حج أبي بكر وعوده إلى الموسم ، وكذا الأخبار الواردة من طرق أهل البيت عليهم‌السلام ، فاستعظامه ذلك مما لا وجه له ، بخلاف قول عباد بن سليمان لظهور شناعته.

وقال السيد رضي‌الله‌عنه (٢) : لو سلمنا أن ولاية الموسم لم تنسخ (٣) لكان الكلام باقيا ، لأنه إذا كان ما ولي مع تطاول الأزمان (٤) إلا هذه الولاية ثم سلب شطرها والأفخم الأعظم منها فليس ذلك إلا تنبيها على ما ذكرنا.

__________________

العامية ، فانظر : مسند الحميدي ( تحقيق الأعظمي ) ١ ـ ٢٦ ، حديث ٤٨ ، والدر المنثور للسيوطي ٣ ـ ٢٠٩ ، وكنز العمال للهندي ١ ـ ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، وتفسير الشوكاني ٢ ـ ٣١٩ ، والرياض النضرة ٢ ـ ١٤٧ ، وذخائر العقبى : ٦٩ ، وتاريخ ابن كثير ٥ ـ ٣٨ ، و ٧ ـ ٣٥٧ ، وتفسير ابن كثير ٢ ـ ٣٣٣ ، ومناقب الخوارزمي : ٩٩ ، ومجمع الزوائد ٧ ـ ٢٩ ، و ٩ ـ ١١٩ ، وشرح صحيح مسلم للعيني ٨ ـ ٦٣٧ ، وتفسير المنار ١٠ ـ ١٥٧ ، وتفسير الطبري ١٠ ـ ٤٦ ، وخصائص النسائي : ٢٠ ، ومسند أحمد بن حنبل ١ ـ ١٥١ و ٢٣٠ و ٣ ـ ٢٨٣ ، والكفاية للكنجي : ١٢٦ ، وفتح الباري لابن حجر العسقلاني ٨ ـ ٢٥٦ ، ومطالب السئول لابن طلحة : ١٧ ، وشرح ابن أبي الحديد ٣ ـ ١٠٥ ، وتفسير الطبري ١٠ ـ ٤٦ و ٤٧ ، ومستدرك الحاكم ٣ ـ ٥١ ، وصحيح الترمذي ٢ ـ ١٨٣ ، وشواهد التنزيل ١ ـ ٢٣٣ ، وغيرها كثيرة جدا لا يسعنا عدها. ولا تعدادها ، ذكر جملة منها شيخنا الأميني في غديره ٦ ـ ٣٤١ ـ ٣٥٠.

(١) مجمع البيان ٥ ـ ٣ سورة التوبة [ ٣ ـ ٣ ] ، بتقديم المتن على الإسناد ، وانظر ما بعده من الروايات فيه وفي تفسير التبيان ٥ ـ ١٦٩.

(٢) في الشافي ٤ ـ ١٥٥ ، وفي الحجرية : ٢٤٨.

(٣) في المصدر : لم تفسخ ، وهي نسخة في مطبوع البحار.

(٤) في الشافي : الزمان.

٤١٧

ثم إن إمامهم الرازي ترقى في التعصب في هذه [ هذا ] الباب حتى قال (١) : قيل قرر أبا بكر على الموسم وبعث عليا عليه‌السلام خليفة (٢) لتبليغ هذه الرسالة حتى يصلي (٣) خلف أبي بكر ويكون ذلك جاريا مجرى تنبيه (٤) على إمامة أبي بكر ، والله أعلم. قال (٥) : وقرر الجاحظ هذا المعنى ، فقال : إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بعث أبا بكر أميرا على الحاج وولاه الموسم ، وبعث عليا يقرأ على الناس آيات من سورة براءة ، فكان أبو بكر الإمام وعلي المؤتم ، وكان أبو بكر الخطيب وعلي المستمع ، وكان أبو بكر الرافع بالموسم والسائق (٦) لهم ، والآمر لهم ولم يكن ذلك لعلي عليه‌السلام (٧). انتهى.

وأقول : الطعن في هذا الكلام من وجوه :

الأول : أن بقاء أبي بكر على إمارة الموسم ممنوع ، كما مر وسيأتي.

الثاني : أن الإمارة على من جعله الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أهل الموسم بنفسها لا يقتضي صلاتهم خلف الأمير ، فضلا عن اقتضائه فيمن لم يكن من أهل الموسم وبعثه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخيرا لتبليغ الآيات من الله سبحانه ومن رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخلو الأخبار من الصلاة مما لا سترة فيه.

الثالث : أن تقرير أبي بكر على الموسم لو دل على الأمر بالصلاة خلفه لم يثبت له فضيلة على ما زعموه من جواز الصلاة خلف كل بر وفاجر (٨).

__________________

(١) في تفسيره ١٥ ـ ٢١٩.

(٢) في المصدر : وبعث عليا خلفه ..

(٣) في المصدر زيادة لفظ : علي بعد : يصلي.

(٤) في تفسير الفخر : التنبيه ـ بالألف واللام ـ.

(٥) قال الفخر الرازي في تفسيره تلو قوله : والله أعلم.

(٦) في المصدر : والسابق.

(٧) في التفسير : الترضية ، بدل : التسليم.

(٨) انظر من باب المثال ، سنن أبي داود ، كتاب الصلاة ، باب ٦٣.

٤١٨

الرابع : أن تفصيل (١) إمارة الحاج على قراءة الآيات على الناس ـ كما يشعر به كلام بعضهم ـ باطل ، إذ قراءة الآيات على الناس من المناصب الخاصة بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو من كان منه ، كما يدل عليه لفظ أخبار المخالف (٢) والمؤالف (٣) ، حيث قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.

وأما إمارة الحاج فيتولاها كل بر وفاجر ، وليس من شروطها إلا نوع من الاطلاع على ما هو الأصلح في سوق الإبل والبهائم ومعرفة المياه والتجنب عن مواضع اللصوص .. ونحو ذلك ، والفرق بين الأمرين غير خفي على عاقل لم يذهب التعصب به مذاهب التعسف.

الخامس : أن قوله : فكان أبو بكر الإمام وعلي المؤتم .. إن أراد به إمامة الصلاة فقد عرفت ما فيه ، وإن أراد الإمامة في الحج ، فالحج بنفسه مما لا يجري فيه الإمامة ، وإن أراد كونه إماما من حيث إمارته على الموسم فلا نسلم أن عليا عليه‌السلام كان من المؤتمين به ، ومجرد الرفاقة لا إمامة فيها ، مع أن عود أبي بكر إلى الحج بعد رجوعه في محل المنع ، وبقاءه على الإمارة ـ بعد تسليمه ـ كذلك ، كما

__________________

(١) كذا ، والظاهر : تفضيل ـ بالضاد المعجمة ـ.

(٢) كما جاء في سنن الترمذي ٥ ـ ٦٣٦ ، كتاب المناقب ، باب ٢١ ، حديث ٣٧١٩ ، وفي جامعه في تفسيره سورة البراءة ، وسنن ابن ماجة ١ ـ ٤٤ ، باب ١١ ، حديث ١١٩ ، ومسند أحمد ١ ـ ٣ ، ١٥١ ، ٣٣٠ و ٢ ـ ٢٩٩ و ٣ ـ ٢١٢ ، ٢٨٣ ، و ٤ ـ ١٦٤ ـ ١٦٥ ، صحيح البخاري ١ ـ ٣١ ، و ٦ ـ ٨١ ، و ١٩ ـ ٥١٠ طبع الهند ، وتفسير الطبري ١ ـ ٤١٠ ، ١٠ ـ ٤٤ و ٤٦ ، وتفسير زاد المسير ٣ ـ ٣٩١ ، والدر المنثور للسيوطي ٢ ـ ٣١٩ ، وتاريخ ابن كثير ٥ ـ ٣٨ ، ومناقب الخوارزمي : ٩٩ ، وشرح صحيح البخاري للعيني ٨ ـ ٦٣٧ ، وتفسير المنار ١٠ ـ ١٥٨ ، وشرح المواهب المدنية للزرقاني ٣ ـ ٩١ ، والأموال لأبي عبيدة : ١٦٥ ، والكفاية للكنجي ١٢٦ ، ومجمع الزوائد للهيثمي ٧ ـ ٢٩ ، والفردوس ، حديث ٤١٧١ ـ ٤١٧٨ ، والخصائص للنسائي : ٢ ، وسيأتي له مصادر أخرى.

(٣) تظافر النقل عند الخاصة واستفاض حتى كاد أن يكون متواترا ، وعد السيد ابن طاوس في الطرائف ١ ـ ٣٨ جملة روايات من الطريقين ، وانظر : مجمع البيان ٣ ـ ٣ ، والتبيان ٥ ـ ١٦٩ ، وتفسير القمي ١ ـ ٢٨٢ ، والخصال ١ ـ ٣١١ ، باب ١ ، حديث ٨٧ ، و ٢ ـ ٥٥ ، باب ٢ ، حديث ٣١ ، والصراط المستقيم ٢ ـ ٦ ـ ٩ ، والشافي ٤ ـ ١٥٣ ـ ١٥٧ ، وتلخيص الشافي ٢ ـ ٢٣٢ ـ ٢٣٣ و ٣ ـ ٢٤٠ وغيرها ، وسندرج له مصادر أخر ضمن البحث.

٤١٩

عرفت.

السادس : أن إمارة الحاج لا تستلزم خطابة حتى يلزم استماع المأمورين فضلا عن استماع من بعث لقراءة الآيات على مشركي مكة.

السابع : لو كان غرض الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيان فضل أبي بكر وعلو درجته ـ حيث جعله سائقا لأهل الموسم ورافعا لهم ـ لكان الأنسب أن يجعل عليا عليه‌السلام من المأمورين بأمره أولا ، أو يبعثه أخيرا ويأمره بإطاعة أمره والانقياد له ، لا أن يقول له خذ البراءة منه حتى يفزع الأمير ويرجع إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خائفا ذعرا من أن يكون نزل فيه ما يكون سببا لفضيحته (١) و ... ، كما يدل عليه قوله : أنزل في شيء؟! وجوابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما لا يخفى على المتأمل.

الثامن : أن ذلك لو كان منبها على إمامة أبي بكر دالا على فضله لقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ لما رجع جزعا فزعا ـ : يا لكع! أما علمت أني ما أردت بذلك إلا تنويها بذكرك وتفضيلا لك على علي عليه‌السلام وتنبيها على إمامتك؟! وكيف خفي ذلك على أبي بكر مع حضوره الواقعة واطلاعه على القرائن الحالية والمقالية ، وكذا على أتباعه والقائلين بإمامته ، ولم يفهمه أحد سوى الرازي وأشباهه.

وأما ما تشبث به المخالفون في مقام الدفع والمنع :

فمنها : إنكار عزل أبي بكر عن أداء الآيات كما فعل عباد بن سليمان والشارح الجديد للتجريد (٢) .. وأضرابهما.

وأيده بعضهم بأنه لو عزل أبا بكر عن التأدية قبل الوصول إلى موضعها لزم فسخ الفعل قبل وقته وهو غير جائز.

__________________

(١) في (س) : لفضيحة ـ بلا ضمير ـ.

(٢) شرح التجريد للقوشجي : ٣٧٢ ـ الحجرية ـ.

٤٢٠