بحار الأنوار - ج ٣٠

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣٠

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٠٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

البصرة ، فقدمت الكوفة وقد اتسقت (١) لي الوجوه كلها إلا الشام ، فأحببت أن أتخذ الحجة ، وأقضي العذر ، وأخذت بقول الله تعالى : ( وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ) (٢) ، فبعثت جرير بن عبد الله إلى معاوية معذرا إليه ، متخذا للحجة عليه ، فرد كتابي ، وجحد حقي ، ودفع بيعتي ، وبعث إلي أن ابعث إلي قتلة عثمان ، فبعثت إليه : ما أنت وقتلة عثمان؟! أولاده أولى به ، فادخل أنت وهم في طاعتي ثم خاصموا إلي (٣) القوم لأحملكم وإياهم على كتاب الله ، وإلا فهذه خدعة الصبي عن رضاع الملي ، فلما يئس من هذا الأمر بعث إلي أن اجعل الشام لي حياتك ، فإن حدث بك حادثة عن الموت لم يكن لأحد علي طاعة ، وإنما أراد بذلك أن يخلع طاعتي من عنقه (٤) فأبيت عليه.

فبعث إلي : أن أهل الحجاز كانوا الحكام على أهل الشام فلما قتلوا (٥) عثمان صار أهل الشام الحكام على أهل الحجاز ، فبعثت إليه : إن كنت صادقا فسم لي رجلا من قريش الشام تحل له الخلافة ، ويقبل في الشورى فإن لم تجده سميت لك من قريش الحجاز من تحل له الخلافة ، ويقبل في الشورى ، ونظرت إلى أهل الشام فإذا هم بقية الأحزاب فراش نار وذباب (٦) طمع تجمع من كل أوب ممن ينبغي له أن يؤدب ويحمل على السنة ، ليسوا من المهاجرين ولا الأنصار ولا التابعين بإحسان ، فدعوتهم إلى الطاعة والجماعة فأبوا إلا فراقي وشقاقي ، ثم نهضوا في وجه المسلمين ، ينضحونهم بالنبل ، ويشجرونهم بالرماح ، فعند ذلك نهضت إليهم ، فلما عضتهم السلاح ، ووجدوا ألم الجراح رفعوا المصاحف فدعوكم (٧) إلى ما فيها ،

__________________

(١) في (س) : اتسعت.

(٢) الأنفال : ٥٨ ، وذكر في المصدر ذيل الآية أيضا وهو : « إن الله لا يحب الخائنين ».

(٣) لا توجد : إلي ، في المصدر.

(٤) في ( ك‍ ) : عن عنقه ..

(٥) في ( ك‍ ) : فلما قتل ..

(٦) في المصدر : وذئاب ، وفي (س) : ذو ذئاب.

(٧) في المصدر : يدعوكم.

٢١

فأنبأتكم أنهم ليسوا بأهل دين ولا قرآن وإنما رفعوها مكيدة (١) وخديعة ، فامضوا لقتالهم ، فقلتم : اقبل منهم واكففت [ اكفف ] عنهم ، فإنهم إن أجابوا إلى ما في القرآن جامعونا (٢) على ما نحن عليه من الحق ، فقبلت منهم وكففت عنهم ، فكان الصلح بينكم وبينهم على رجلين حكمين ليحييا ما أحياه القرآن ويميتا ما أماته القرآن ، فاختلف رأيهما واختلف حكمهما ، فنبذا ما في الكتاب وخالفا ما في القرآن وكانا أهله ، ثم إن طائفة اعتزلت فتركناهم ما تركونا حتى إذا عاثوا في الأرض يفسدون ويقتلون ، وكان فيمن قتلوه أهل ميرة من بني أسد ، وقتلوا خباب (٣) بن الأرت (٤) وابنه وأم ولده ، والحارث بن مرة العبدي ، فبعثت إليهم داعيا ، فقلت : ادفعوا إلينا قتلة إخواننا ، فقالوا : كلنا قتلتهم ، ثم شدت علينا خيلهم ورجالهم فصرعهم الله مصارع الظالمين ، فلما كان ذلك من شأنهم أمرتكم أن تمضوا من فوركم ذلك إلى عدوكم ، فقلتم : كلت سيوفنا ، ونصلت أسنة رماحنا ، وعاد أكثرها قصيدا (٥) فأذن لنا فلنرجع ولنقصد (٦) بأحسن عدتنا ، وإذا نحن رجعنا زدنا في مقاتلتنا عدة من قتل منا حتى إذا أظللتم (٧) على النخيلة أمرتكم أن تلزموا معسكركم ، وأن

__________________

(١) في كشف المحجة : رفعوا بها مكيدة.

(٢) في المصدر : إن حاجونا.

(٣) جاء في حاشية ( ك‍ ) ما يلي : خباب ـ بالخاء المعجمة والباءين الموحدتين بينهما ألف ـ ابن الأرت بالألف والراء المهملة والتاء الفوقانية المشددة ـ مات قبل الفتنة ، ترحم عليه علي ٧ فقال :يرحم الله خبابا لقد أسلم راغبا ، وهاجر طائعا ، وعاش مجاهدا ، والأرت من في كلامه رنة وهي عجمة لا تغير الكلام. مجمع.

انظر : مجمع البحرين ٢ ـ ٤٨.

(٤) في ( ك‍ ) نسخة : الأرب ، ولعلها غلط أو تصحيف ، إذ لا يعرف بهذا الاسم. وفي المصدر : الخباب وابنه و ..

(٥) في المصدر : قصيرا. ونسخة جاءت في ( ك‍ ) : قعيدا ، واللفظة مشوشة في (س) ولعلها : قصدا أو قعيدا. وانظر ما جاء في بيانه طاب ثراه.

(٦) في المصدر : ولنستعد.

(٧) نسخة في (س) : ظللتم ، وهي كذلك في المصدر ، وهي سهو لما سيأتي في بيانه ، وقد جاءت على بناء التفعيل والإفعال ، فلاحظ.

٢٢

تضموا إليه نواصيكم ، وأن توطنوا على الجهاد نفوسكم ، ولا تكثروا زيارة أبنائكم (١) ولا (٢) نسائكم ، فإن أصحاب الحرب مصابروها وأهل التشهير (٣) فيها ، والذين لا يتوجدون من سهر ليلهم ، ولا ظمإ نهارهم ، ولا فقدان أولادهم ولا نسائهم ، وأقامت طائفة منكم معدة وطائفة دخلت المصر عاصية ، فلا من دخل المصر عاد إلي ، ولا من أقام منكم ثبت معي ولا صبر ، فلقد رأيتني (٤) وما في عسكري منكم خمسون رجلا ، فلما رأيت ما أنتم عليه دخلت عليكم فما قدر لكم أن تخرجوا معي إلى يومكم هذا ، لله أبوكم (٥) ألا ترون أي مصر (٦) قد افتتحت؟ وأي (٧) أطرافكم قد انتقصت؟ وأي (٨) مسالحكم (٩) ترقى؟ وأي (١٠) بلادكم تغزى؟ وأنتم ذوو عدد جم وشوكة شديدة (١١) ، وأولو بأس قد كان مخوفا ، لله أنتم! أين تذهبون؟ وأنى تؤفكون؟.

ألا إن القوم جدوا وتآسوا (١٢) وتناصروا ، وإنكم أبيتم وونيتم وتخاذلتم

__________________

(١) في (س) : أبياتكم.

(٢) لا توجد في المصدر كلمة : لا.

(٣) في المصدر : أهل التشمير ، ولعل ما في (س) يقرأ كذلك.

(٤) رابتني ، بدلا من : رأيتني في المصدر.

(٥) قال في مجمع البحرين ١ ـ ١٧ : في الحديث : لله أبوك ، قيل : الأصل فيه أنه إذا أضيف شيء إلى عظيم اكتسى عظما كبيت الله ، فإذا وجد من الولد ما يحسن موقعه قيل : لله أبوك للمدح والتعجب .. أي لله أبوك خالصا حيث أتى بمثلك .. وقيل : هو تهزؤ ، وقيل : تعجب منهم وليس بدعاء.

(٦) في المصدر : إلى مصر .. وهو الظاهر.

(٧) إلى ، بدلا من : أي في المصدر.

(٨) إلى ، بدلا من : أي في المصدر.

(٩) كذا ، وسيأتي في بيانه ـ قدس‌سره ـ أنها بالصاد ، وجعل كونها بالسين نسخة.

(١٠) إلى ، بدلا من : أي في المصدر.

(١١) في ( ك‍ ) نسخة : جديدة.

(١٢) في المصدر : وبؤسوا.

٢٣

وتغاششتم ، ما أنتم إن بقيتم على ذلك سعداء ، فأنبهوا (١) ـ رحمكم الله ـ نائمكم ، وتحروا (٢) لحرب عدوكم ، فقد أبدت الرغوة عن الصريح ، وأضاء الصبح لذي عينين ، فانتبهوا (٣) إنما تقاتلون الطلقاء وأبناء الطلقاء وأهل الجفاء ، ومن أسلم كرها ، وكان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنفا ، وللإسلام كله حربا ، أعداء السنة والقرآن ، وأهل البدع والأحداث ، ومن كانت نكايته تتقى (٤) وكان على الإسلام وأهله مخوفا ، وأكلة الرشا ، وعبيد الدنيا ، ولقد أنهي إلي أن ابن النابغة لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أتية هي أعظم مما في يديه من سلطانه ، فصغرت يد هذا البائع دينه بالدنيا ، وخزيت أمانة هذا المشتري بنصرة فاسق غادر بأموال المسلمين ، وأي سهم لهذا المشتري (٥) وقد شرب الخمر ، وضرب حدا في الإسلام ، وكلكم يعرفه بالفساد في الدنيا (٦) ، وإن منهم من لم يدخل في الإسلام وأهله حتى رضخ له (٧) عليه رضيخة ، فهؤلاء قادة القوم ، ومن تركت لكم ذكر مساويه أكثر وأبور (٨) ، وأنتم تعرفونهم بأعيانهم وأسمائهم كانوا على الإسلام ضدا ، ولنبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حربا ، وللشيطان حزبا ، لم يتقدم إيمانهم ، ولم يحدث نفاقهم ، وهؤلاء الذين لو ولوا عليكم لأظهروا فيكم الفخر والتكبر والتسلط بالجبرية والفساد في الأرض ، وأنتم على ما كان منكم من تواكل وتخاذل خير منهم وأهدى سبيلا ، منكم الفقهاء والعلماء والفهماء وحملة الكتاب والمتهجدون بالأسحار ، ألا تسخطون وتنقمون أن ينازعكم الولاية السفهاء البطاة عن الإسلام

__________________

(١) في مطبوع البحار : فانتبهوا.

(٢) في المصدر : وتحرزوا.

(٣) في (س) : فانبهوا.

(٤) في ( ك‍ ) : تبقى.

(٥) هنا زيادة جاءت في المصدر : بنصرة فاسق غادر.

(٦) في المصدر : في الدين ، وهي نسخة جاءت على حاشية ( ك‍ ).

(٧) لا توجد : له في المصدر.

(٨) في كشف المحجة : وأنور.

٢٤

الجفاة فيه؟! اسمعوا قولي ـ يهدكم الله ـ إذا قلت ، وأطيعوا أمري إذا أمرت ، فو الله لئن أطعتموني لا تغووا ، وإن عصيتموني لا ترشدوا ، قال الله تعالى : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (١) ، وقال الله تعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٢) ، فالهادي (٣) من بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هاد لأمته على ما كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن عسى أن يكون الهادي إلا الذي دعاكم إلى الحق وقادكم إلى الهدى ، خذوا للحرب أهبتها (٤) ، وأعدوا لها عدتها ، فقد شبت وأوقدت نارها ، وتجرد لكم الفاسقون لكيلا ( يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ ) ويغزوا عباد الله ، ألا إنه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والجفاء أولى بالحق من أهل البر والإخباث (٥) في طاعة ربهم ومناصحة إمامهم ، إني والله لو لقيتهم وحدي وهم (٦) أهل الأرض ما استوحشت منهم ولا باليت ، ولكن أسف يريني (٧) ، وجزع يعتريني من أن يلي هذه الأمة فجارها وسفهاؤها فيتخذون (٨) مال الله دولا ، وكتاب الله (٩) دغلا ، والفاسقين حزبا ، والصالحين حربا ، وايم الله لو لا ذلك ما أكثرت تأنيبكم وتحريصهم (١٠) ، وتركتكم إذا (١١) أبيتم حتى ألقاهم متى حم لي لقاؤهم ،

__________________

(١) يونس : ٣٥.

(٢) الرعد : ٧.

(٣) في (س) : فالهاد ـ بلا ياء ـ وهو سهو.

(٤) قال في القاموس ١ ـ ٣٧ : الأهبة ـ بالضم ـ : العدة.

(٥) كذا ، والظاهر : الإخبات ، وتقرأ ما في (س) : الأجنات ، وهي تحتمل أن تكون جمع الجنت ، وهي بمعنى الأصل ، كما في القاموس ١ ـ ١٦٣.

(٦) في ( ك‍ ) نسخة : لهم.

(٧) في المصدر : يريبني ، وهي نسخة في ( ك‍ ).

(٨) في كشف المحجة : يتخذون.

(٩) في المصدر : وكتابه.

(١٠) في كشف المحجة : وتحريضكم .. وهو الظاهر.

(١١) في المصدر : ولتركتكم إذا. وفي (س) : إذ.

٢٥

فو الله إني لعلى الحق ، وإنني للشهادة لمحب ، وإني إلى لقاء الله ربي لمشتاق ، ولحسن ثوابه منتظر (١) ، إني نافرتكم (٢) فـ ( انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) (٣) ولا تثاقلوا في الأرض فتعموا (٤) بالذل ، وتقروا بالخسف ، ويكون نصيبكم الأخسر (٥) ، إن أخا الحرب اليقظان الأرق إن نام لم تنم عينه ، ومن ضعف أوذي ، ومن كره الجهاد في سبيل الله كان المغبون المهين ، إني لكم اليوم على ما كنت عليه أمس ولستم لي على ما كنتم عليه ، من تكونوا ناصريه أخذ بالسهم الأخيب ، والله لو نصرتم الله لنصركم (٦) وثبت (٧) أقدامكم ، إنه حق على الله أن ينصر من نصره ويخذل من خذله ، أترون الغلبة لمن صبر بغير نصر وقد يكون الصبر جبنا ويكون حمية ، وإنما الصبر بالنصر (٨) والورود بالصدر (٩) ، والبرق بالمطر.

اللهم اجمعنا وإياهم على الهدى ، وزهدنا وإياهم في الدنيا ، واجعل الآخرة خيرا لنا من الأولى ..

تبيين :

الشغب ـ بالتسكين (١٠) ـ : تهييج الشر (١١).

__________________

(١) في كشف المحجة : لمنتظر.

(٢) في المصدر : نافر بكم ، وهي نسخة في ( ك‍ ).

(٣) التوبة : ٤١.

(٤) في ( ك‍ ) نسخة : فتغموا.

(٥) في المصدر : الخسران.

(٦) نسخة في ( ك‍ ) : لينصركم.

(٧) نسخة في ( ك‍ ) : يثبت.

(٨) خ. ل : النصر بالصبر ، كذا في حاشية ( ك‍ ) ، وهو الظاهر.

(٩) خ. ل : بالصدور ، جاءت على مطبوع البحار.

(١٠) لا توجد : بالتسكين ، في (س).

(١١) ذكره في مجمع البحرين ٢ ـ ٩١ ، والصحاح ١ ـ ١٥٧.

٢٦

وقال الجوهري : العلهز ـ بالكسر ـ : طعام كانوا يتخذونه من الدم ووبر البعير في سني المجاعة (١).

وقال : الهبيد : حب الحنظل (٢).

والجشب ـ بكسر الشين ـ الغليظ (٣).

والآجن : المتغير (٤).

والروع ـ بالضم ـ : القلب والعقل (٥) ، ولعله كناية عن أنه لم يكن مظنة أن يفعلوا ذلك لما اجتمع له من النصوص والفواضل والسوابق ، لأنه عليه‌السلام كان يعلم وقوع تلك الأمور ويخبر بها قبل وقوعها.

ويقال (٦) : خزمت البعير بالخزامة وهي حلقة من شعر تجعل في وترة أنفه يشد فيها (٧) الزمام ويقال لكل مثقوب : مخزوم ، ذكره الجوهري (٨).

وقال : انثال عليه الناس من كل وجه : انصبوا (٩).

قوله عليه‌السلام : وظننت .. أي علمت ، كما ورد كثيرا في الآيات بهذا المعنى (١٠) ، أو المعنى : إني ظننت أن الناس يرونني أولى وأحق ويعاونونني على

__________________

(١) الصحاح ٣ ـ ٨٨٧ ، وانظر : لسان العرب ٣ ـ ٤٣١.

(٢) الصحاح ٢ ـ ٥٥٤ ، ومثله في لسان العرب ٥ ـ ٣٨١ ، وغيره.

(٣) نص عليه في لسان العرب ١ ـ ٢٦٦ ، والصحاح ١ ـ ٩٩.

(٤) قاله في الصحاح ٥ ـ ٢٠٦٧ ، وفي القاموس ٤ ـ ١٩٥ : الآجن : الماء المتغير الطعم واللون.

(٥) كما في الصحاح ٣ ـ ١٢٢٣ ، ولسان العرب ٨ ـ ١٣٧.

(٦) لا يوجد : يقال ، في المصدر.

(٧) في ( ك‍ ) نسخة : يشد بها.

(٨) كما جاء في الصحاح ٥ ـ ١٩١١ ، ومثله في لسان العرب ١٢ ـ ١٧٤ ـ ١٧٥ باختلاف يسير في اللفظ.

(٩) قاله في لسان العرب ١١ ـ ٩٥ ، والصحاح ٤ ـ ١٦٤٩ ، وغيرهما.

(١٠) كما لو أسند إلى الأنبياء مثلا كقوله تعالى في سورة الأنبياء : ٨٧ : « وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن .. » ، أو في سورة ص : ٢٤ : « وظن داود أنما فتناه .. » ، أو سورة الحاقة : ٢٢ : « إني ظننت أني ملاق حسابيه .. » ، وغيرها.

٢٧

منازعتهم.

وقوله عليه‌السلام : تقارب .. أي لم يبالغ في معاندة الحق بعد غصب الخلافة حيلة وخديعة ، لأنه كان يستقبل تارة ويعتذر إليه عليه‌السلام أخرى ، ويرجع إليه في الأمور ليتمشى أمره ، ويظهر للناس أنه إنما ولي الأمر لصلاح المسلمين.

قال في النهاية : فيه سددوا وقاربوا .. أي اقتصدوا في الأمور كلها ، واتركوا الغلو فيها والتقصير ، يقال : قارب فلان في أموره : إذا اقتصد (١).

قوله عليه‌السلام : لو لا خاصة .. أي محبة أو خلطة خاصة.

والتحريش : الإغراء بين القوم (٢).

وهذا الخبر يدل على أن خولة إنما سبيت في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا تبقى للمخالفين فيها شبهة ، وقد مر الكلام فيه (٣) وسيأتي (٤).

والنعي : خبر الموت (٥).

وقوله عليه‌السلام : لا علا كعبها .. جملة دعائية. قال في النهاية : .. في حديث قيلة : والله لا يزال كعبك عاليا .. هو دعاء لها بالشرف والعلو (٦).

قوله عليه‌السلام : وأضاعوا أيامي .. أي ضيعوا (٧) ولم يلتفتوا إلى أيامي (٨) المشهورة التي نصرت فيها الدين ووقيت فيها المسلمين ، وفي بعض النسخ :

__________________

(١) كما جاء في النهاية ٤ ـ ٣٣ ، ولسان العرب ١ ـ ٦٦٩ ، والقاموس ٣ ـ ٢٩٦.

(٢) صرح بذلك في مجمع البحرين ٤ ـ ١٣٣ ، والصحاح ٣ ـ ١٠٠١ ، وغيرهما.

(٣) بحار الأنوار : ٢٢ ـ ١٨١ و ١٩٢ ـ ١٩٣.

(٤) بحار الأنوار ٤٢ ـ ٨٤ ـ ٨٧ و ٩٩. ولاحظ : ٤١ ـ ٣٠٣ و ٣٢٦.

(٥) ذكره في الصحاح ٦ ـ ٢٥١٢ ، ومجمع البحرين ١ ـ ٤١٨.

(٦) قاله في النهاية : ٤ ـ ١٧٩ ، ولسان العرب ١ ـ ٧١٩.

(٧) نص عليه في الصحاح ٣ ـ ١٢٥٢ ، وقريب منه في القاموس ٣ ـ ٥٨.

(٨) في (س) : أيام.

٢٨

بالذال المعجمة من الإذاعة بمعنى الإفشاء (١) ، فالمراد بالأيام أيام (٢) مظلوميته عليه‌السلام ، ولعله تصحيف ، والظاهر : واكفئوا إنائي أو أصغوا إنائي كما مر (٣).

قوله عليه‌السلام : فكأنه علم .. إشارة إلى ما ذكره تعالى في قصة فرعون إنه قال لموسى عليه‌السلام : ( فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى ) (٤) ، والمشهور في تفسيره أنه سئل عن حالهم بعد موتهم من السعادة والشقاوة ، فقال موسى : ( عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى ) (٥) أي إنه غيب لا يعلمه إلا الله ، وإنما أنا عبد ملك لا أعلم منه إلا ما أخبرني به (٦) ، فمراده عليه‌السلام هنا أن أمر عثمان في الآخرة وما ترتب على أعماله الشنيعة في علمه تعالى وهو أعلم بذلك ، وإنما عبر كذلك للمصلحة ، أو المعنى أن أمره كان شبيها بأمور وقعت على القرون الأولى كقارون.

قوله عليه‌السلام : لا ينفع فيه العيان .. لعل المعنى أن أمره كان أمرا مشتبها على من عاين الأمر وعلى من سمع الخبر فلا يدري (٧) كيف وقع ، أو اشتبه على أكثر الناس إنه هل كان قتله حقا أو باطلا.

والثلمة ـ بالضم ـ : الخلل في الحائط وغيره (٨).

قوله عليه‌السلام : فئة يقاتلان دونها .. لعل المراد بها هنا المرجع ، من فاء إذا رجع (٩) ، ولا يبعد أن يكون قبة ـ بالقاف والباء الموحدة المشددة أو بالقاف

__________________

(١) كذا ذكره في القاموس ٣ ـ ٢٤ ، والصحاح ٣ ـ ١٢١١ ، وغيرهما.

(٢) لا توجد : أيام ، في (س).

(٣) كما مر ذلك قريبا :.

(٤) طه : ٥١.

(٥) طه : ٥٢.

(٦) لا توجد : به في (س).

(٧) خ. ل : ولا يدري.

(٨) صرح بذلك في مجمع البحرين ٦ ـ ٢٥ ، والصحاح ٥ ـ ١٨٨١.

(٩) قال به في مجمع البحرين ١ ـ ٣٣٣ ، والصحاح ١ ـ ٦٣ ، وغيرهما.

٢٩

والنون المشددة ـ وهي بالضم (١) ـ : الجبل الصغير وقلة الجبل ، والمنفرد المستطيل في السماء أو الجبل السهل المستوي المنبسط على الأرض (٢).

وقوله عليه‌السلام : ثلاث خصال .. استئناف كلام.

قوله عليه‌السلام : بأطوع الناس .. أي إنها لقلة عقلها كانت تطيع الناس في كل باطل ، أو على بناء المفعول .. أي كان الناس يطيعونها في كل ما تريد ، والأول أظهر لفظا ، والثاني معنى.

والأنجع : الأنفع ، والذي أثر كلامه أكثر ، أو تدبيره أوفر ، قال في القاموس : نجع الطعام ـ كمنع ـ نجوعا (٣) : هنأ أكله ، والعلف في الدابة والوعظ والخطاب فيه : دخل فأثر كأنجع .. وانتجع : طلب الكلأ في موضعه ، وفلانا : أتاه طالبا معروفه (٤) ، وفي بعض النسخ : وبأشجع الناس.

والمناجزة في الحرب : المبادرة والمقاتلة (٥).

والراح ـ جمع الراحة ـ وهي الكف (٦) ، ولعل المراد بها هنا بطونها.

والثفنة ـ بكسر الفاء : واحدة ثفنات البعير ـ وهي ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ وغلظ كالركبتين وغيرهما (٧).

قوله عليه‌السلام : الفاسق على كتاب الله .. أي الذي سماه الله في كتابه

__________________

(١) أي القنة.

(٢) كما جاء في القاموس ٤ ـ ٢٦١ ، ولسان العرب ١٣ ـ ٣٤٨.

(٣) لا توجد : نجوعا في (س).

(٤) كما جاء في القاموس ٣ ـ ٨٧ ، ومثله معنى في لسان العرب ٨ ـ ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ، وغيره.

(٥) قال في القاموس ٢ ـ ١٩٣ : المناجزة : المقاتلة .. والمحاجزة قبل المناجزة .. أي المسالمة قبل المعالجة في القتال. وقال في النهاية ٥ ـ ٢١ : المناجزة في الحرب : المبارزة .. لأناجزنك .. أي لأقاتلنك وأخاصمنك. وقال في الصحاح ٣ ـ ٨٩٨ : والمناجزة في الحرب : المبارزة والمقاتلة. وعليه فيحتمل قويا أن يكون الصحيح : المبارزة والمقاتلة.

(٦) كذا صرح به في القاموس ١ ـ ٢٢٤ ، والصحاح ١ ـ ٣٦٨ ، ونظائرهما.

(٧) نص بذلك في الصحاح ٥ ـ ٢٠٨٨ ، ونظيره في النهاية ١ ـ ٢١٥ ـ ٢١٦.

٣٠

فاسقا ، في قوله تعالى : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً .. ) (١) كما مر مرارا.

وعرفطة ـ بضم العين وسكون الراء وضم الفاء (٢) ـ.

والعذري .. نسبة إلى جدته العليا : عذرة بن سعد.

قوله عليه‌السلام : وأوشك سقاءه .. لعله مثل.

والمخض : تحريك السقاء الذي فيه اللبن ليخرج ما فيه من الزبد (٣) ، والمعنى أنه يفعل بنفسه ما يحصل به المقصود ، أو يفعل هؤلاء فيه ما يغني عن فعل غيرهم.

قولها : ولا قدمك .. أي تقدمك في الإسلام وسبقك ، ذكره الجزري (٤).

والغنا ـ بالفتح ـ النفع : ويقال ما يغني عنك هذا .. أي ما يجدي عنك وما ينفعك (٥). وفي بعض النسخ بالعين المهملة وهو التعب ، والأول أظهر.

قوله تعالى : ( مِنْ قَوْمٍ ). أي معاهدين ( خِيانَةً ). أي نقض (٦) عهد بأمارات تلوح لك ( فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ ). أي فاطرح إليهم (٧) عهدهم ( عَلى سَواءٍ ) (٨) .. أي على عدل (٩) وطريق قصد في العداوة ، ولا تناجزهم الحرب فإنه يكون خيانة منك ، أو على سواء في الخوف أو العلم بنقض العهد ، وهو في موضع الحال من النابذ على الوجه الأول .. أي ثابتا على طريق سوي ، أو من (١٠) المنبوذ إليهم ، أو

__________________

(١) السجدة : ١٨.

(٢) كما قاله في القاموس ٢ ـ ٣٧٣ ، ولسان العرب ٧ ـ ٣٥٠ ، وهي علم هنا.

(٣) ذكره في النهاية ٥ ـ ٣٠٦ ، وانظر : لسان العرب ٧ ـ ٢٣٠ ، وتاج العروس ٥ ـ ٨٣ ، وغيرهما.

(٤) قاله في النهاية ٤ ـ ٢٥ و ٢٦ ، وقارن بتاج العروس ٩ ـ ١٩.

(٥) صرح به في مجمع البحرين ١ ـ ٣٢٠ ، وانظر : الصحاح ٦ ـ ٢٤٤٩ ، والمصباح المنير ٢ ـ ١٢٦.

(٦) في (س) : نقص.

(٧) كما جاء في مجمع البحرين ٣ ـ ١٨٩ ، والقاموس ١ ـ ٣٥٩ ، وغيرهما.

(٨) الأنفال : ٥٨.

(٩) نص عليه في مجمع البحرين ١ ـ ٢٣٤ ، وقريب منه في القاموس ٤ ـ ٣٤٥.

(١٠) في المصدر زيادة : أو منه ، قبل أو من.

٣١

منهما على غيره ، ذكره البيضاوي (١).

قوله عليه‌السلام : عن رضاع الملي .. في الروايات الأخر : خدع الصبي عن اللبن ، ولعله هنا عن الرضاع الملي .. أي عن رضاع يتملأ الصبي منه (٢) ، ولعله ـ على ما في النسخ ـ المراد به رضاع اللبن الملي ، أو الطفل الملي.

والفراش ـ بالفتح ـ : الطير الذي يلقي نفسه في ضوء السراج (٣).

قوله عليه‌السلام : من كل أوب .. أي من جهة (٤) ، وفي بعض النسخ : أدب ـ بالدال المهملة ـ وهو الظرف (٥).

وقال الفيروزآبادي : نضح فلانا بالنبل : رماه (٦) ، وقال : شجره (٧) بالرمح : طعنه (٨).

قوله عليه‌السلام : وكانا أهله .. أي كانا أهلا لمخالفة القرآن ، ولم يكن مستبعدا منهما.

وعثا يعثو عثوا : أفسد (٩).

وقال في النهاية : يقال نصل السهم : إذا خرج منه النصل ، ونصل أيضا ـ : إذا ثبت نصله في الشيء .. فهو من الأضداد (١٠).

__________________

(١) تفسير البيضاوي ١ ـ ٣٨٨ ـ بدون أي التفسيرية بعد الآيات ـ.

(٢) بمعنى يستمع الصبي منه ، ولعل مراده ـ طاب ثراه ـ كونه رضاعا في مدة طويلة يستمتع الصبي فيها من اللبن ، وذلك لأن الملي بمعنى الحين الطويل ، والمدة الطويلة التي لا حد لها ، كما نص عليه غير واحد كما في مجمع البحرين ١ ـ ٣٦٧ وغيره.

(٣) كما جاء في النهاية ٣ ـ ٤٣٠ ، ولسان العرب ٦ ـ ٣٣٠ ، وغيرهما.

(٤) ذكره في القاموس ١ ـ ٣٧ ، وانظر : لسان العرب ١ ـ ٢٢٠ ، وغيره.

(٥) قاله في القاموس ١ ـ ٣٦ ، ومثله في لسان العرب ١ ـ ٢٠٦.

(٦) صرح به في لسان العرب ٢ ـ ٦٢٠ ، والقاموس ١ ـ ٢٥٣ ، وغيرهما.

(٧) في (س) : شحره ـ بالحاء المهملة ـ ولا معنى لها.

(٨) قاله في القاموس ٢ ـ ٥٦ ، ونظيره في لسان العرب ٤ ـ ٣٩٦.

(٩) كما صرح به في مجمع البحرين ١ ـ ٢٨٢ والقاموس ٤ ـ ٣٥٩ ، وغيرهما.

(١٠) قاله في النهاية ٥ ـ ٦٧ ، ومثله في لسان العرب ١١ ـ ٦٦٢.

٣٢

قوله عليه‌السلام : وعاد أكثرها قصدا .. قال في القاموس : رمح قصد ككتف ـ وقصيد وأقصاد : متكسر (١) انتهى. وفي بعض النسخ : وعاد أكثرنا قعيدا .. أي قاعدا عن الحرب عاجزا ، والقعيد : الجراد لم يستو جناحه (٢) ، ولعله تصحيف.

قوله عليه‌السلام : ظللتم على النخيلة .. على بناء التفعيل ، وفي بعض النسخ على الإفعال .. أي أشرفتم ، يقال : أظلك فلان : إذا دنا منك كأنه ألقى عليك ظله (٣) فضمن معنى الإشراف ، ويقال : ظللت أعمل كذا ـ بالكسر ـ : إذا عملته بالنهار (٤) ، فيمكن أن يقرأ على بناء المجرد ، لكن فيه تكلف.

قوله عليه‌السلام : نواصيكم .. أي تطيعوا إمامكم في لزوم معسكركم ، فإن الأخذ بالناصية كناية عن الإطاعة ، وفي بعض النسخ : قواصيكم .. أي تدعوا إلى حضور معسكركم الفرق القاصية البعيدة عنكم ، ولعله أظهر.

قوله عليه‌السلام : وإلى مصالحكم ترقى .. أي تصعد (٥) وترفع من بينكم ، أو من المهموز من رقأ الدمع إذا سكن (٦) ، ولا يبعد أن يكون بالزاء مهموزا من الرزء (٧) بمعنى النقص فخفف ، وفي بعض النسخ إلى مسالحكم ـ بالسين ـ .. أي ثغوركم (٨) وهو الصواب .. أي يرقى العدو عليها.

__________________

(١) القاموس ١ ـ ٣٢٧ ، ونظيره في لسان العرب ٣ ـ ٣٥٥ ، وغيره.

(٢) كما صرح به في الصحاح ٢ ـ ٥٢٦ ، وقاله في القاموس ١ ـ ٣٢٨.

(٣) جاء في الصحاح ٥ ـ ١٧٥٦ ، ولسان العرب ١١ ـ ٤١٨ ، وغيرهما.

(٤) ذكره في مجمع البحرين ٥ ـ ٤١٥ ، والصحاح ٥ ـ ١٧٥٦ ، وغيرهما.

(٥) كما صرح به في مجمع البحرين ١ ـ ١٩٤ ، والقاموس ٤ ـ ٣٣٦ ، وغيرهما.

(٦) ذكره صاحب الصحاح فيه ١ ـ ٥٣ ، والقاموس ١ ـ ١٦.

(٧) في حاشية ( ك‍ ) حاشية غير معلمة لعل محلها هنا ، وهي : يقال : ما رزئته ـ بالكسر ـ : ما نقصته ، وارتزأ : انتقص. قاموس.

القاموس المحيط ١ ـ ١٦ باختلاف يسير.

(٨) قاله في مجمع البحرين ٢ ـ ٣٧٤ ، والقاموس ١ ـ ٢٢٩ ، وغيرهما.

٣٣

قوله عليه‌السلام : تآسوا .. أي اقتدى بعضهم ببعض في التعاون والجد (١) ، وفي بعض النسخ : بؤسوا ـ بضم الهمزة ـ من البأس ـ بمعنى الشدة في الحرب (٢).

قوله عليه‌السلام : فقد أبدت (٣) الرغوة (٤) .. هذا مثل سائر يضرب لظهور الحق (٥).

__________________

(١) قال في الصحاح ٦ ـ ٢٢٦٨ ، والقاموس ٤ ـ ٢٩٩ ما نصه : تآسوا .. أي آسى بعضهم بعضا وآساه بماله مواساة .. أي جعله فيه أسوة. ولعل ما في المتن يرجع إلى ما ذكرناه ، فتدبر.

(٢) كما جاء في القاموس ٢ ـ ١٩٩ ، والصحاح ٣ ـ ٩٠٦ ـ ٩٠٧ ، وغيرهما.

(٣) في (س) : أبدب. وجاء في حاشية ( ك‍ ) تعليقة غير معلمة ، لعلها هنا ، وهي : أبدى : لازم ومتعد ، يقال : أبديت في منطقك .. أي جرت ، فيكون المعنى بدأ الصريح عن الرغوة ، ويجوز أن يكون متعديا أو المفعول محذوف .. أي أبدى الصريح نفسه ، وهذا المثل لعبيد الله بن زياد قاله لهاني بن عروة المرادي ، وكان مسلم بن عقيل بن أبي طالب قد استخفى عنده أيام بعثه الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فلما عرف مكانه عبيد الله أرسل إلى هاني فسأله فكتمه فتوعده وخوفه ، فقال هاني : هو عندي ، فعندها قال عبيد الله : أبدى الصريح عن الرغوة .. أي وضح الأمر وبان.

قال فضلة شعرا :

ألم تسل الفوارس يوم غول

بنضلة وهو موتور مشيح

رأوه فازدروه وهو حر

وينفع أهله الرجل القبيح

ولم يخشوا مصالته عليهم

وتحت الرغوة اللبن الصريح

ومعنى البيت : رأوني فازدروني لدمامتي فلما كشفوا عني وجدوا غير ما رأوا ظاهرا ، يضرب عند انكشاف الأمر وظهوره.

أقول : هذا ما ذكره الميداني في مجمع الأمثال ١ ـ ١٠٣ بألفاظ مقاربة.

(٤) جاء في حاشية ( ك‍ ) تعليقة غير معلمة ظاهرها هنا ، وهي : والرغوة فيها ثلاث لغات : رغوة ورغوة ورغوة ، وحكى الكسر فيها اللحياني وغيره ، وهو زبد اللبن ، وفي المثل : يسر حسوا في ارتغاء ، يضرب لمن يظهر أمرا ويريد غيره. الصحاح.

أقول : انظر : مجمع الأمثال للميداني ٢ ـ ٤١٦ ، والمستقصى ٢ ـ ٤١٢ ، وفرائد اللئالي ٢ ـ ٣٦٦ ، والعبارة كلها جاءت في الصحاح ٦ ـ ٢٣٦٠. ومثلها في لسان العرب ١٤ ـ ٣٣٠ إلا أنه ليست فيه الجملة المعترضة ، أعني وحكى الكسر .. إلى آخره.

(٥) كما جاء في كتب الأمثال كمجمع الأمثال ١ ـ ١٠٣ ، وفرائد اللئالي ١ ـ ٨٤ ، وغيرهما.

٣٤

قال الزمخشري في المستقصى (١) : أبدى الصريح عن الرغوة هذا من مقلوب (٢) الكلام ، وأصله أبدت الرغوة عن الصريح ، كقوله وتحت الرغوة اللبن الصريح. قال (٣) عبيد الله بن زياد لهانئ بن عروة حين سأل (٤) عن مسلم بن عقيل (٥) ـ وكان متواريا عنه ـ فجحد ثم أقر ، يضرب في ظهور كامن الأمر.

قوله : أنفا ـ ككتف أو كصاحب ـ ولعله من الأنفة بمعنى الاستنكاف (٦) والتكبر ، والأظهر ألبا ـ باللام والباء ـ بقرينة حربا ، يقال : هم عليه ألب ـ بالفتح والكسر ـ أي مجتمعون عليه بالظلم والعداوة ، والتأليب : التحريص والإفساد ، والألب ـ بالفتح ـ : التدبير على العدو من حيث لا يعلم والطرد الشديد (٧) ، والألب والحرب كثيرا ما يذكران معا ، وعلى التقديرين لا بد من تجوز في اللام.

وقال الجوهري (٨) : شببت النار والحرب أشبها شبا وشبوبا : إذا أوقدتهما.

قوله عليه‌السلام : ولكن أسف يبريني .. أي يهزلني ، من بريت السهم (٩) أو ينبريني من انبرى له أي اعترض (١٠) ، أو يريني من ورى القيح جوفه : أفسده ، وفلان فلانا أصاب رئته (١١) ، أو يريبني من أربيته .. أي زدته (١٢) يعني يزيدني هما ،

__________________

(١) المستقصى ١ ـ ١٥.

(٢) في (س) : مغلوب ـ بالغين المعجمة ـ وهو خلاف الظاهر.

(٣) في المستقصى : قاله.

(٤) في المصدر : سأله.

(٥) في المستقصى : مسلم بن عقيل بن أبي طالب.

(٦) كما جاء في القاموس ٣ ـ ١١٩ ، والصحاح ٤ ـ ١٣٣٣ ، وغيرهما.

(٧) ذكره في لسان العرب ١ ـ ٢١٥ ـ ٢١٦ ، والقاموس ١ ـ ٣٧.

(٨) الصحاح ١ ـ ١٥١ ، ونظيره في لسان العرب ١ ـ ٤٨١ ، وفيهما : أوقدتها.

(٩) قال في القاموس ٤ ـ ٣٠٣ : وبراه السفر يبريه بريا : هزله. وقال في الصحاح ٦ ـ ٢٢٨٠ : وبريت ٣ القلم بريا وبريت البعير أيضا : إذا حسرته وأذهبت لحمه.

(١٠) كما جاء في الصحاح ٦ ـ ٢٢٨٠ ، والقاموس ٤ ـ ٣٠٣ ، وغيرهما.

(١١) ذكره في القاموس ٤ ـ ٣٩٩ ، وتاج العروس ١٠ ـ ٣٨٨.

(١٢) نص عليه في النهاية ٢ ـ ١٩٢ ، ولسان العرب ٧ ـ ٣٠٥ ، وغيرهما.

٣٥

وكانت نسخ المنقول منه تحتمل الجميع.

والدول ـ جمع دولة ـ بالضم ـ : هو ما يتداول من المال ، فيكون لقوم دون قوم (١).

وكتاب الله دغلا .. أي يخدعون الناس به (٢). والدغل ـ بالتحريك ـ : الفساد والشر والمكر (٣).

وحم له كذا ـ على المجهول ـ قدر (٤).

والخسف : الذل والمشقة والنقصان (٥).

والأرق : السهر ، وقد أرقت ـ بالكسر ـ .. أي سهرت .. فأنا أرق ، ذكره الجوهري (٦).

قوله : بغير نصر .. أي من الله تعالى ، فينبغي أن يكون الصبر لله تعالى ، فإن الصبر قد يكون لأجل الجبن عن الفرار وللحمية ، ويمكن أن يقرأ بالبصر بالباء ـ .. أي بالعلم أو البصيرة.

قوله عليه‌السلام : وإنما الصبر بالنصر .. أي ما قرن الصبر إلا بالنصر ، وفي بعض النسخ بالعكس ، وهو ظاهر. ويؤيد الأول الفقرتان اللتان بعدهما ، فإن المراد بهما أن الورود على الماء مقرون بالصدور. والصدر ـ بالفتح (٧) ـ الرجوع ،

__________________

(١) قاله في النهاية ٢ ـ ١٤٠ ، ومقارب له في تاج العروس ٧ ـ ٣٢٦.

(٢) صرح به في لسان العرب ١١ ـ ٢٤٥ ، والنهاية ٢ ـ ١٢٣.

(٣) قال في مجمع البحرين ٥ ـ ٣٧٢ : دغل السريرة : خبثها ومكرها وخديعتها. وقال في الصحاح ٤ ـ ١٦٩٧ : الدغل ـ بالتحريك ـ : الفساد ، مثل الدخل ، وقال في صفحة : ١٦٩٦ منه : والدخل : العيب والريبة .. وكذلك الدخل ـ بالتحريك ـ دخلا بينكم .. أي مكرا وخديعة.

(٤) كما جاء في القاموس ٤ ـ ١٠٠ ، والصحاح ٥ ـ ١٩٠٤ ، وغيرهما.

(٥) قاله في الصحاح ٤ ـ ١٢٥٠ ، ولسان العرب ٩ ـ ٦٨.

(٦) صرح به في الصحاح في اللغة ٤ ـ ١٤٤٥ ، ولسان العرب ١٠ ـ ٤ ، وغيرهما.

(٧) سقطت : بالفتح ، عن (س).

٣٦

وبالتحريك الاسم منه (١).

والبرق مقرون بالمطر .. ويمكن أن يقرأ بالبصر هنا ـ أيضا بالباء ـ ، فتفطن.

وقد مر تفسير بعض الفقرات وسيأتي شرح بعضها فيما نقلناه وسننقل من خطبه عليه‌السلام.

٢ ـ وروى السيد رضي‌الله‌عنه في الكتاب المذكور (٢) ، عن محمد بن يعقوب الكليني مما رواه في كتاب الرسائل ، عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن وغيرهما ، عن سهل بن زياد ، عن العباس بن عمران ، عن محمد بن القاسم بن الوليد الصيرفي ، عن المفضل ، عن سنان بن ظريف ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يكتب بهذه الخطبة إلى (٣) أكابر أصحابه ، وفيها كلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، إلى المقربين في الأظلة ، الممتحنين بالبلية ، المسارعين في الطاعة ، المنشئين (٤) في الكرة ، تحية منا إليكم ، سلام عليكم ، أما بعد :

فإن نور البصيرة روح الحياة الذي لا ينفع إيمان إلا به مع اتباع (٥) كلمة الله والتصديق بها ، فالكلمة من الروح ، والروح من النور ، والنور ( نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ، فبأيديكم سبب وصل إليكم منا نعمة (٦) من الله لا تعقلون (٧) شكرها ،

__________________

(١) ذكره في القاموس ٢ ـ ٦٨ ، ومجمع البحرين ٣ ـ ٣٦٣ ، وغيرهما.

(٢) كشف المحجة لثمرة المهجة : ١٨٩ ـ ١٩٣ ، باختلاف يسير.

(٣) في المصدر : إلى بعض ..

(٤) المنشرين : نسخة في ( ك‍ ). وفي المصدر : المستيقنين بي الكرة.

(٥) في ( ك‍ ) نسخة : اتباعه.

(٦) في المصدر : وإتيان نعمة من ..

(٧) في كشف المحجة : لا تغفلون ..

٣٧

خصكم بها واستخلصكم لها ( وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ ) (١) إن الله عهد أن لن يحل عقده أحد سواه ، فتسارعوا إلى وفاء العهد (٢) ، وامكثوا (٣) في طلب الفضل ، فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر ، وإن الآخرة وعد صادق (٤) يقضي فيها ملك قادر ، ألا وإن الأمر كما قد (٥) وقع لسبع بقين من صفر ، تسير فيها الجنود ، يهلك (٦) فيها البطل الجحود ، خيولها عراب ، وفرسانها حراب (٧) ، ونحن بذلك واقفون (٨) ، ولما ذكرنا منتظرون انتظار المجدب المطر لينبت العشب ، ويجني الثمر ، دعاني إلى الكتاب إليكم استنقاذكم من العمى ، وإرشادكم باب الهدى ، فاسلكوا سبيل السلامة ، فإنها جماع الكرامة ، اصطفى الله منهجه ، وبين حججه (٩) ، وأرف أرفه (١٠) ، ووصفه وحده وجعله نصا (١١) كما وصفه (١٢) ، إن العبد إذا أدخل حفرته يأتيه ملكان أحدهما منكر

__________________

(١) العنكبوت : ٤٣.

(٢) في حاشية ( ك‍ ) جملة لم يعلم عليها ولعل محلها هنا وهي : إتيان الواجبات ، وفيها نسخة : الواجبتان ، وسيذكرهما المصنف ; في بيانه.

(٣) في (س) ونسخة جاءت في ( ك‍ ) : واكمشوا. وهي بمعنى شمروا وجدوا في الطلب كما جاء في مجمع البحرين ٤ ـ ١٥٣.

(٤) في ( ك‍ ) نسخة : معاوق.

قال في مفردات الراغب : ٣٥٣ : العائق : الصارف عما يراد من خير ، ومنه عوائق الدهر ، يقال :عاقه وعوقه واعتاقه ، قال : قد يعلم الله المعوقين .. أي المثبطين الصارفين عن طريق الخير. والمعنى المناسب للمقام .. أي وعد غير حاضر يصرف الناس عن الدنيا.

(٥) لا توجد : قد في المصدر.

(٦) في ( ك‍ ) : ويهلك.

(٧) في المصدر : أحزاب.

(٨) في كشف المحجة : واثقون ، وهي نسخة في ( ك‍ ).

(٩) في (س) : حجبه.

(١٠) في المصدر : وأزف أزفة.

(١١) في ( ك‍ ) نسخة : رصا.

(١٢) هنا سقط جاء في المصدر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٣٨

والآخر نكير ، فأول ما يسألانه عن ربه ، وعن نبيه ، وعن وليه ، فإن أجاب نجا وإن تحير عذباه.

فقال قائل : فما حال من عرف ربه ، وعرف نبيه ، ولم يعرف وليه؟. فقال : ذلك مذبذب ( لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ ) قيل : فمن الولي يا رسول الله (ص)؟. فقال : وليكم في هذا الزمان أنا ، ومن بعدي وصيي ، ومن بعد وصيي لكل زمان حجج الله كيما تقولوا كما قال الضلال قبلكم حيث (١) فارقهم (٢) نبيهم : ( رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى ) (٣) ، وإنما كان تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء (٤) فأجابهم الله : ( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ) (٥) وإنما كان تربصهم أن قالوا : نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى يعلن إمام (٦) علمه ، فالأوصياء قوام عليكم (٧) بين الجنة والنار ، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه ، لأنهم عرفاء العباد عرفهم الله إياهم عند أخذ المواثيق عليهم بالطاعة لهم ، فوصفهم في كتابه فقال جل وعز : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (٨) وهم الشهداء على الناس ، والنبيون شهداء لهم بأخذه (٩) لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وذلك قوله : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ

__________________

(١) في ( ك‍ ) نسخة : حين ، ولا توجد حيث ولا حين في المصدر.

(٢) في المصدر : من قبلكم فارقهم.

(٣) طه : ١٣٤.

(٤) في المصدر : وفهم الأوصياء.

(٥) طه : ١٣٤.

(٦) جاءت كلمة : الإمام في المصدر بالألف واللام.

(٧) في ( ك‍ ) : عليك.

(٨) الأعراف : ٤٦.

(٩) نسخة في ( ك‍ ) : بأخذهم.

٣٩

كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً ) (١).

وكذلك (٢) أوحى الله إلى آدم : أن يا آدم! قد انقضت مدتك ، وقضيت نبوتك ، واستكملت أيامك ، وحضر أجلك ، فخذ النبوة وميراث النبوة واسم الله الأكبر فادفعه إلى ابنك : هبة الله ، فإني لم أدع الأرض بغير علم يعرف ، فلم تزل (٣) الأنبياء والأوصياء يتوارثون ذلك حتى انتهى الأمر إلي ، وأنا أدفع ذلك إلى علي وصيي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ، وإن عليا يورث ولده حيهم عن ميتهم ، فمن سره أن يدخل جنة ربه فليتول عليا والأوصياء من بعده ، وليسلم لفضلهم ، فإنهم الهداة بعدي ، أعطاهم الله فهمي وعلمي ، فهم عترتي من لحمي ودمي ، أشكو إلى الله عدوهم والمنكر لهم فضلهم ، والقاطع عنهم صلتي ، فنحن أهل البيت (٤) شجرة النبوة ومعدن الرحمة ومختلف الملائكة ، وموضع الرسالة ، فمثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح (ع) من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك (٥) ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ، فأيما (٦) راية خرجت ليست من أهل بيتي فهي الدجالية ، إن الله اختار لدينه أقواما انتجبهم للقيام عليه والنصر له ، طهرهم بكلمة الإسلام ، وأوحى إليهم (٧) مفترض القرآن ، والعمل بطاعته في مشارق الأرض ومغاربها ، إن الله خصكم بالإسلام ، واستخلصكم له ، وذلك لأنه أمتع (٨) سلامة ، وأجمع كرامة ، اصطفى الله منهجه ،

__________________

(١) النساء : ٤١ ـ ٤٢.

(٢) في نسخة جاءت على حاشية ( ك‍ ) : ولذلك.

(٣) في المصدر : فلم يزل.

(٤) في كشف المحجة : أهل بيت.

(٥) حديث السفينة سبق ، وقد ذكرنا له جملة مصادر ، وجاء بألفاظ مختلفة. انظر : الغدير ١٠ ـ ٢٨٠ وما بعدها وغيره.

(٦) نسخة في ( ك‍ ) : فإنما.

(٧) في (س) : إليه.

(٨) في المصدر ونسخة في ( ك‍ ) : أمنع.

٤٠