الصحيفة الصادقية

باقر شريف القرشي

الصحيفة الصادقية

المؤلف:

باقر شريف القرشي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع الذخائر الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٧

الشيْطَانِ وَالسُّلْطَانِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَاَبَّةٍ ، رَبِّي أَخِذٌ بِنَاَصِيَتِهَا ، إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. فَإِنْ تَوَلَوْا فَقُلْ : حَسْبِيَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، فَسَيَكْفيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ ، اللهُ خَيْرٌ خَبِيْرٍ حَافِظاً ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ، إنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّموَاتِ وَاَلأرْضَ أَنْ تَزُولَا ، وَلَئِنْ زَالَتا ، إنْ أمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ، إنَّهُ كَاَنَ حَليماً غَفُوراً.

اَلْحَمْدُ للهِ ، الذي أَذْهَبَ اللَّيْلَ بِقُدْرَتِهِ ، وَجَاءَ بِالنَّهَارِ بِرَحْمَتِهِ ، خَلْقاً جَدِيداً ، وَنَحْنُ في عَافِيَةٍ ، بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ ، مَرْحَباً بِالحَافِظِينَ ، ..

وكان يلتفت عن يمينه ، ويقول : حياكما الله من كاتبين ، ثم يلتفت عن شماله ، ويقول : أكتبا رحمكما الله :

بِسْمِ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ، عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَشْهدُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيةٌ لا رَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ في القُبُورِ ، على ذلِكَ أَحْيَا وَعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وَعَلَيْهِ أُبْعَثُ إنْ شَاءَ اللهُ ، أَقْرِئَا مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله مِني السَّلامُ.

أصْبَحْتُ في جِوَارِ الله ، الذي لا يُضَامُ ، وَفي كَنَفِ اللهِ ، الذي لا يُرَامُ ، وَفي سُلْطَانِهِ الذي لا يُسْتَطَاعُ ، وفي ذِمَّةِ الله التي لا تُخْفَرُ ، وَفي عِزَّ الله الذي لا يُقْهَرُ ، وفي حَرَمِ الله المَنيعِ ، وَفي وَدَايِعِ اللهِ التي لا تَضِيعُ ، وَمَنْ أَصْبَحَ للهِ جَاراً فَهُوَ آمِنُ مَحْفوظً.

أَصْبَحْتُ وَاْلمُلْكُ والمَلَكُوتُ ، وَالعَظَمَةُ وَالجَبَروتُ ، وَالجَلالُ وَاَلاكْرَامُ ، والنَّقْضُ وَالابْرَامُ ، وَالعِزَّةُ وَالسُّلْطَانُ ، وَالحُجَّةُ وَالبُرْهَانُ ،

٤١

وَالكِبْرِيَاءُ وَالرُّبُوبَيَّةُ ، وَالقُدْرَةُ ، وَالهَيْبَةُ ، وَالمِنْعَةُ ، وَالسَّطْوَةُ ، وَالرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ ، وَالعَفْوُ وَالعَافِيَةُ ، وَالسَّلَامَةُ ، وَالطَّولُ وَالآلآءُ ، وَالفَضْلُ وَالنَّعْمَاءُ ، وَالنُورُ وَالضِيَاءُ ، وَالَامْنُ ، وَخَزائِنُ الدُّنْيا وَالآخِرةِ ، لله رَبِّ العَالَمينَ الوَاحِدِ ، القَهَّارِ ، المَلِكِ الجَبَّارِ ، العَزِيزِ الغَفَّارِ.

أَصْحَبْتُ لا أُشْرِكُ بِاللهِ ، وَلا أتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلياً ، وَلا أَدْعو مَعَهُ إلهاً ، إنّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ الله أَحَدٌ ، وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ، اللهُ ربّي حَقّاً ، لا أُشرِك بِالله شَيْئاً ، الله أعَزُّ وَأَكْبَرُ ، وَأَعْلى وَأقْدَرُ ، مِما أَخَافُ وَأَحْذَرُ وَلا حوْلَ وَلا قُوَةَ إلَّا بِاللهِ العَليِّ العَظِيم.

اللّهُمَّ ، كَمَا أذْهَبْتَ بِاللَّيْلِ ، وَأَقْبَلتَ بِالنَّهَاَرِ ، خَلْقَاً جَديداً مِنْ خَلْقِكَ ، وآيةً بَيِنَهً مِنْ آيِاتِكَ ، فَصَلِّ على مْحَمَّدٍ ، وَأذْهِبْ عَنَّي كُلَّ غَمٍّ وَهَمٍّ ، وَحُزْنٍ وَمَكرْوهٍ ، وَبَلِيَّةٍ وَمِحْنَةٍ ، وَمُلِمَّةٍ ، وَأقْبِلْ إليَّ بِالعَافِيَةِ ، وَأمْنُنْ عليَّ بِالرَّحْمَةِ ، وَالعَفْوِ وَالتَّوْبَةِ ، وَادْفَع عَني كُلَّ مَعَرَّةٍ وَمَضَرَّةٍ ، بِحَوْلِكَ ، وَقُوَّتِكَ ، وَجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ، أعوذُ بالله ، بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ ، وَرُسُلُهُ ، مِنْ شَرِّ هَذَا اليَومِ ، وَما يَأتي بَعْدَهُ ، وَمِنَ الشيْطَانِ وَالسُّلطَانِ ، وَرُكوب الحَرَامِ وَالآثَامِ ، وَمِنْ شَرِّ السَامَّةِ والهَامَّةِ ، وَالعَيْنِ اَلْلَّامَّةِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابةٍ ، رَبِّي آخِذٌ بَنَاصِيَتِهَا ، إنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُسْتَقيمٍ ، أعوذُ بالله ، وَبِكَلِمَاتِهِ وَعَظَمَتِهِ ، وَحَوْلهِ وَقُوَّتِهِ ، وَقُدْرَتِهِ مِنْ غَضَبِِهِ وَسُخْطِهِ وَعِقَابِهِ ، وَأَخْذَهِ وَبَأْسِهِ ، وَسَطْوَتِهِ وَنَقْمَتِهِ ، مِنْ جَميعِ مَكَارِهِ الدُّنْيا وَالآخِرَة ، وامْتَنَعتُ بِحَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ ، مِنْ حَوْلِ خَلْقِهِ جَميعاً ، وقُوَّتهمْ ، وَبِرَبِّ اَلفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذا وَقَبَ ، وَمنْ شَرِّ النفَّاثَاتِ في العُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذا حَسَدَ ، وَبِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ ، الخَنَّاسِ ،

٤٢

الذي يُوَسْوِسُ في صُدورِ النَّاس ، مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ ، فَإنْ تَوَلَّوا فَقُل : حَسْبِيَ اللهُ ، لا إله إلا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيم ،

بِالله أَسْتَفْتِحُ ، وَبِالله اَسْتَنْجِحُ ، وَعلى اللهِ أَتَوَكَّلُ ، وَبِاللهِ اَعْتَصِمُ ، وَأسْتَعينُ ، وَأسْتَجيرُ ، بَسْمِ اللهِ خَيْرِ الَاسْماءِ ، بِسْمِ اللهِ ، الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الارْض ، وَلا في السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ ، رَبّي إني تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ ، رَبِّي إنّي فَوَّضْتُ أَمْري إلَيْكَ ، رَبِّي إنّي ألْجَاْتُ ضَعْفَ رُكْني إلى قُوَّةٍ رُكْنِكَ ، مستعيناً بِكَ على ذَوي التَعَزُّزِ عَلىَّ ، وَالقَهْرِ لي ، وَالقُدْرَةِ على ضَيْمي ، والاقْدَامِ على ظُلْمي ، أَنا وَأْهلي وَوَلَدي في جوارِكَ ، وَكَنَفِكَ ، رَبِّ ، لا ضَعْفَ مَعَكَ ، وَلا ضَيْمَ على جَارِكَ ، رَبِّ ، فاقْهَرْ قَاهِري بِعِزَّتِكَ ، وَأوهِنْ مُسْتَوْهِني بِقُدْرَتِكَ ، وَاقْصِمْ ضَائِمي بِبَطْشِكَ ، وَخُذْ لي مِنْ ظَالمي بِعَدْلِكَ ، وَأَعِذْني مِنْهُ بِعِيَاذِكَ ، وَأَسْبِلْ عليَّ سِتْرَكَ ، فَإنَّ مَنْ سَتَرْتَهُ آمِنٌ مَحْفُوظٌ ، وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَليّ العَظيمِ.

يَا حَسَنَ البَلاءِ ، يا إلهَ مَنْ في الَارْض ، وَمَنْ في السَّماءِ ، يا مَنْ لا غِنى لِشَيْءٍ عَنْهُ ، وَلا بُدَّ لِشَيْءٍ مِنْهُ ، يا مَنْ مَصيرُ كُلِّ شَيْءٍ إليهِ ، وَوُرُودُهُ إليهِ ، وَرِزْقُهُ عَلَيْهِ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتِوَلَّني ، وَلا تَولِني أَحَداً مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ ، كَمَا خَلَقْتَني ، وَغَذيْتَني ، وَرَحِمْتَني ، فَلا تُضَيِّعْني ، يا مَنْ جودُهُ وَسِيلَةُ كُلِ سَائِلٍ ، وَكَرَمُهُ شَفيعُ كُلِّ آمِلٍ ، يا مَنْ هُوَ بالجودِ مَوْصوفٌ ، إرْحَمْ مَنْ هُوَ بِاْلإِسَاءَة مَعْروفٌ ، يا كَنْزَ الفُقَرَاءِ ، يا مُعِينَ الضُعَفَاءِ.

اللّهُمَّ : إنّي أدْعوكَ ، لِهَمّ لا يُفَرِّجْهُ غَيرُكَ ، وَلِرَحْمَةٍ ، لا تُنَالُ إلَّا مِنْكَ ، وَلِحَاجَةٍ لا يَقْضيهِِا إلَّا أَنْتَ ، اللّهُمَّ كَمَا كَانَ مِنْ شَأنِكَ ، ما أرَدْتني

٤٣

بِهِ مِنْ ذِكرِكَ ، وَالْهَمْتَنيهِ مِنْ شُكْركَ ، وَدُعائِكَ ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأنِكَ اَلْإستجابةُ لي فيما دَعَوْتُكَ بِهِ ، وَالنَّجَاةُ لي فِي ما فَزِعتُ إلَيكَ مِنْهُ ، فَإنْ لَمْ أكُنْ أهْلاً أنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ ، فإنَّ ، رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَني ، وَتَسَعَني فَإنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ ، وَأنا شَيءٍ فَلتَسَعْني رَحْمَتُكَ يا مَوْلايَ.

اللّهُمَّ ، صَلَّ على مُحَمَّدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَامْنُنْ عَليَّ ، وَأعْطِنْي فكاكَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ ، وَأوجِبْ لي الجَنَّة بِرَحْمَتِكَ ، وَزَوِّجْني مِنَ الحورِ العينِ بِفَضْلِكَ ، وَأجِرْني مِنْ غَضَبِكَ ، وَوَفِّقْني لما يُرْضِيكَ عَني ، وَاعْصِمْني مِمَّا يُسْخِطُكَ عَليَّ ، وَاَرْضِني بما قَسَمْتَ لي ، وَبَارِكْ لي فيما أَعْطَيْتَني ، واجْعَلْني شَاكِراً لِنِعْمَتِكَ ، وَارْزُقْني حُبَّكَ ، وَحُبَّ كُلَّ مَنْ أحَبَّكَ ، وَحُبَّ كُلَّ عَمَلٍ يقَرِّبُني إلى حُبِّكَ ، وَامْنُنْ عليَّ بالتَوَكُّلِ عَلَيكَ ، وَالتَفْويضِ إلَيْكَ ، وَالرِّضَا بِقَضائِكَ ، وَالتَسْليِمِ لَأمْرِكَ ، حَتَّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما أَخَّرْتَ ، وَلا تَأْخيرَ ما عَجَّلتَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، وَصلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، آمين يا رَبَّ العَالمينَ.

اللّهُمَّ ، أَنْتَ لِكُلِّ عَظيمَةٍ ، وَلِكُلِّ نَازِلَةٍ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، وَاكْفني كُلَّ مَؤونةٍ وَبَلاءٍ ، يا قَديمُ. العَفوَ عَنّي ، يا مَنْ رِزْقُ كلِّ شَيْء ٍعَلَيْهِ ، ..

وكان عليه‌السلام ، يشير بإصبعه ، على من يخاف شره وكيده ويقرأ :

وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً ، فَأَغْشَيْناهُم ، فَهُمْ لا يُبْصِرونَ ، إنّا جَعَلّنا على قُلوبِهِم أكِنَّةٌ إنْ يَفْقَهوهُ ، وَفي آذَانِهِم وَقْراً ، وَإنْ تَدْعُهُمْ إلى الهُدى فلَنْ يَهْتَدوا إذاً أَبَداً ، أُولئكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ على قُلوبِهِم ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِمْ ، وَاولئِكَ هُمُ الغَافِلونَ ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ

٤٤

اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ ، وَأَضَلَّهُ الله على عِلمٍ ، وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً ، فَمَنْ يَهْديهِ مِنْ بَعْدِ الله أَفَلا تَذَكَّرُونَ. وَإذا قَرَأْتَ القُرْآنَ ، جَعَلْنَا بَيْنَكَ ، وَبَيْنَ الذين لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ ، حِجَاباً مَسْتوراً ، وَجَعَلْنا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةٌ أَنْ يَفْقَهوهُ ، وَفي آذَاَنِهِمْ وَقْراً ، وَإذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ في القُرآن وَحْدَهُ ، وَلّوا على أدْبَارِهِمْ نُفُوراً ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ اللّهُمَّ ، إنّي أَسْأَلُكَ ، بِاْسمِكَ الذي بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ ، وَبِِهِ تَقُومُ اَلَارضُ ، وَبِهِ تُفَرِّقُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ ، وَبِهِ تَجْمَعُ بَيْنَ المُتَفَرِّقِ ، وَبِهِ تُفَرِّقُ بَيْنَ المُجْتَمِعِ ، وَبِهِ أحْصَيْتَ عَدَدَ الرِّمَالِ ، وَزِنَةَ الجِبَالِ ، وَكَيْلَ البِحَاِر ، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تَجْعَلَ لي مِنْ أَمْري فَرَجَاً ، إنَكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ... » (١).

لقد علمنا الامام عليه‌السلام كيف ندعو الله وكيف نتوسل إليه وكيف نناجيه.

أرأيتم ، كيف خاطب الامام ربه ، بهذا الدعاء الحافل ، بجميع ألوان الادب والخضوع؟! ومن الطبيعي ، أنه ناشئ عن معرفته الكاملة ، بالله تعالى ، مصدر الفيض لجميع الكائنات.

وحكى هذا الدعاء ، التجاء الامام عليه‌السلام إلى الله ، وشكواه إليه ، ممن بغى عليه من حكام عصره ، الذين جهدوا على ظلمه ، وقهره ، وفي طليعتهم المنصور الدوانيقي ، العدو الاول للاسرة النبوية ، الذي تجاوز ببطشه لهم ما اقترفه الامويون من إثم وظلم.

__________________

١ ـ البلد الامين ( ص ٦١ ـ ٦٤ ).

٤٥

٢ ـ ادعية قبل طلوع الشمس وغروبها :

أ ـ كان الامام الصادق عليه‌السلام ، يدعو قبل شروق الشمس وغروبها ، بهذا الدعاء المبارك ، وقد منحه تلميذه محمد بن مروان وهذا نصه :

« أَسْتَعِيذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجيم ، وَاعوُذُ باللهِ أنْ يَحْضُرونِ ، إنَّ اللهَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَريِكَ لَهُ ، يُحْيي وَيُميتُ ، وَهُوَ على كُلَّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. ».

وكان يقرأ هذا الدعاء عشر مرات ، وقد حث على قراءته ، وقال : من نسيه فليقضه (١).

ب ـ ومن أدعيته ، قبل شروق الشمس وغروبها ، هذا الدعاء ، وأعتبره من السنن الاسلامية ، وهذا نصه :

« لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمد ُ، يُحْيي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ ، بيَدِهِ الخَيْرُ ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..

وكان يقرأ ذلك عشر مرات ، ثم يقول :

« أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ العَليمِ ، مِنْ هَمَزَاتِ الشِّيَاطِينِ ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُروُنِ ، إنَّ اللهَ هُوَ السِّميعُ العَليمُ .. »

وكان يقول : ذلك عشر مرات ، وأوصى عليه‌السلام ، بملازمة هذا الدعاء. وقال : من نسي ذلك فليقضه ، كما تقضي الصلاة إذا نسيها (٢).

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٣.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٣.

٤٦

٣ ـ دعاؤه بعد الغداة :

كان الامام الصادق عليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء المبارك بعد الغداة. وقال للعلاء بن كامل : إن من الدعاء ما ينبغي لصاحبه إذا نسيه أن يقضيه. وهو :

« لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ ، لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيي وَيُميتُ ، وَيُميتُ وَيُحْيي ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِِهِ الخَيْرُ كُلُّهُ ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..

وكان يقول ذلك عشر مرات ، ثم يقول :

« أعوذ بالله السميع العليم .. »

يقول ذلك عشر مرات (١) لقد كان الامام عليه‌السلام لهجا بذكر الله تعالى في جميع أحواله.

٤ ـ ادعيته عند خروجه من منزله :

لقد اعتصم الامام عليه‌السلام بالله ، والتجأ إليه ، وكان لهجا بذكره ، ودعائه ، في جميع آناء زمانه ، والتي منها فيما يقول الرواة ، أنه إذا خرج من منزله إلى الجامع النبوي ، الذي هو مقر بحوثه ودروسه ، كان يدعو بما يلي :

أ ـ روى أبو حمزة قال : رأيت الامام أبا عبدالله عليه‌السلام ، يحرك شفتيه حين أراد أن يخرج ، وهو قائم على الباب ، فقلت : إني رأيتك تحرك شفتيك حين خرجت ، فهل قلت شيئا؟ قال : نعم ، إن الانسان إذا خرج من منزله يقول حين يخرج : الله أكبر الله أكبر ثلاثا ، ثم يقول : بالله أخرج ، وبالله أدخل ، وعلى الله أتوكل ، يقول ذلك ثلاثا ، ثم يقول :

____________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٣.

٤٧

اللّهُمَّ افْتَحْ لي في وَجْهي هََذَا بِخَيْرٍ ، وَاخْتُمْ لي بِخَيْرٍ ، وَقِني شرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ أخِذٌ بِنَاصِيَتِها ، إنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُسْتَقيمٍ .. فَإذَا قَاَل ذَلِكَ ، فَإنَّهُ لَمْ يَزَلْ في ضَمَانِ الله عَزَّوَجَلْ ، حَتَّى يَرُدَّهُ إلى المَكَانِ الذي كَانَ فِيهِ (١).

ب ـ روى أبو خديجة قال : كان الامام أبو عبد الله عليه‌السلام إذا خرج يقول :

« اللّهُمَّ بِكَ خَرَجْتُ ، وَلَكَ أسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، اللّهُمَّ بَارِكْ لي في يَوْمي هَذَا ، وَارْزُقْني فَوْزَهُ وَفَتْحَهُ ، وَنَصْرَهُ ، وَطَهُورَهُ ، وَهدَاهُ ، وَبَرَكَتَهُ ، وَاصْرِفْ عَنيِّ شَرَّهُ ، وَشَرَّ ما فِيهِ ، بِسْمِ اللهِ ، وَباللهِ ، وَالله أكْبَرُ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ ، اللّهُمَّ إني قَدْ خَرَجْتُ فَبَارِكْ لي في خُرُوجي ، وَانفعني بِهِ .. »

قال ابو خديجة : وكان عليه‌السلام إذا دخل إلى منزله ، قال مثل ذلك (٢).

٥ ـ ادعيته عند النوم :

وتعلق قلب الامام عليه‌السلام بالله تعالى ، وهام بحبه ، فلم يترك ذكره في كل لحظة من حياته ، حتى إذا آوى إلى فراشه ، وأراد النوم ، دعا ربه وقد أثرت عنه مجموعة من الادعية منحها بعض اصحابه هذه بعضها :

أ ـ روى بكر بن محمد ، عن الامام الصادق عليه‌السلام ، أنه قال : من أراد أن يأخذ مضجعه ، فليقل ثلاث مرات : الحَمْدُ لله الَّذي عَلَا فَقَهَرَ ، والحمدُ لله الذي بَطُنَ فَخَبِرَ ، والحَمْدُ لله الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ ،

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٤٠.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٤٢.

٤٨

والحمدُ لله الذي يُحْيِي المَوتَى وَيُميتُ الَاحْيَاَءَ ، وَهَوَ عَلى كلِّ شيءٍ قديرٌ ... » (١).

ب ـ قال عليه‌السلام : إذا أوى أحدكم إلى فراشه ، فليقل : الَّلهُمَّ ، إني أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ ، فاحْتَسِبْها في محلِّ رِضْوَانِكَ ، وَمَغْفِرَتِكَ ، وإنْ رَدَدْتَهَا ، فَأْرُددْهَا مُؤمِنَةً ، عَارِفَةً بِحَقِّ أَوْلِيائِكَ حَتَّى تَتَوفَّاهَا عَلى ذلِكَ.. (٢).

ج ـ روى يحيى بن أبي العلاء ، أن الامام الصادق عليه‌السلام ، كان يقول عند منامه :

آمنْتُ بالله ، وَكَفَرْتُ بِالطَاغوُتِ ، اللّهُمَّ احْفَظْني في مَنامي ، وَفي يَقْظَتي ... (٣).

د ـ روى معاوية بن وهب ، أن أحد أبناء الامام الصادق عليه‌السلام قال لابيه : يا أبت إني إريد أن أنام ، فقال له : يا بني قل :

« أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَعوذُ بِعَظَمَةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِِعِزَّةِ الله ، وَأعَوذُ بِقُدْرَةِِ الله ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِ اللهِ ، وَأعَوذُ بِسُلْطَانِ اللهِ ، إنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ، وَأَعوذُ بِعَفْو اللهِ ، وَأَعوذُ بِغُفرانِ الله ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَةِ اللهِ مِنْ شَرِّ السَامةِ وَالَهامَّةِ (٤) ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِِيرَةٍ ، بِليْلٍ أَوْ نَهَارٍ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٥.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٦.

٣ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٦.

٤ ـ السامة : ما يسم ، ولا يقتل كالعقرب والزنبور ، والهامة : ما يسم ويقتل ، وقد تطلق على كل ما يدب.

٤٩

وَالانْسِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَمِنْ شَرِّ الصَّوَاعِقِ وَالبَرْدِ .. اللّهُمَّ صَلَّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ .. ».

ويقول معاوية : إن الصبي كان يقول عند ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الطيب المبارك ، فقال له الامام : نعم يا بني الطيب المبارك (١).

ه‍ ـ قال الامام عليه‌السلام ، لتلميذه العالم ابن عمر : إن اسْتَطَعْتَ أَن لا تبيتَ ، حتى تتعوذَ بِأَحَدَ عَشَرَ حَرْفاً ، فَافْعَلْ. فقال المفضل أخبرني بها قال عليه‌السلام : قلْ :

« أَعُوذُ بِعِزَّةِ الله ، وَأَعُوذُ بِجَلَال الله ، وَأَعوذُ بِسُلْطَانِ اللهِ ، وِأَعُوذُ بِجَمَالِ اللهِ ، وَأَعوذُ بِدَفْعِ الله ، وَأَعُوذُ بِمَنعِ الله ، وَأَعوذُ بِجَمعِ الله ، وَأَعوذُ بِمُلْكِ اللهِ ، وَأَعوذُ بِوَجْهِ الله ، وأَعوذُ بِرَسولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَبَرَأَ ، وَذَرَأَ .. » (٢).

و ـ روى خالد بن نجيح قال : كان الامام الصادق عليه‌السلام يقول : إذا أويت إلى فراشك ، فقل :

بِسْمِ اللهِ ، وَضَعْتُ جَنْبِي اَلَأيْمَنَ على مِلَّةِ إبْرَهِيم ، حَنِيفاً لله مُسْلِماً ، وَمَا أَنا مِنَ المُشْرِكينَ (٣).

وَحَكَت هَذهِ الأدْعِيَةُ ، مَدى ارْتِبَاط الإمام ، وتَعَلُّقِهِِ بِاللهِ تَعَالَى ، فَهُوَ دَائِبٌ في ذِكْرِهِ ، وَمُنَاجَاتِهِ ، في يَقْظَتِهِ وَمَنَامِهِ ، قَدْ تَعَلَّقتْ رُوحُهُ بِهِ ، فَهُوَ لا يَرَى غَيْرَهُ.

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٧.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٧.

٣ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٣٧.

٥٠

٦ : ـ ادعيته عند الانتباه من النوم :

كان الامام الصادق عليه‌السلام ، إذا انتبه من النوم سارع إلى ذكر الله ، والثناء عليه ، وقد وردت عنه بعض الادعية في ذلك كان منها ما يلي :

أ ـ قال عليه‌السلام : إذا قام أحدكم من الليل ، فليقل :

« سُبْحَانَ رَبِّ النَّبِيِّينَ ، وَإلهِ المُرْسَلِينَ ، وَرَبِّ المُسْتَضْعَفِينَ وَاَلْحَمْدُ للهِ الذي يُحْيي المَوْتى ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. » (١).

ب ـ روى عبدالرحمن بن الحجاج قال : كان الامام أبو عبد الله عليه‌السلام ، إذا قام آخر الليل ، يرفع صوته حتى يسمع أهل الدار ، ويقول :

« اللّهُمَّ أعِنِّي على هَوْلِ المَطْلَعِ ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ ضِيقَ المَضْجَعِ ، وَارْزُقْني خَيْرَ ما قَبْلَ المَوْتِ ، وَارْزُقْني خَيْرَ ما بَعْدَ المَوْتِ .. » (٢).

وهكذا ارتبط الامام عليه‌السلام بالله تعالى ، وتعلق به نفسيا وفكريا ، فلا يخلو ذكره من ضميره ولسانه ، فهو يدعوه في خلواته ، ويناجيه في يقظته وعند منامه ، بل وفي جميع أحواله .. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض أدعيته في هذا القسم.

__________________

١ ـ اصول الكافي.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ص ٥٣٩.

٥١

القسم الثاني :

من أدعيته في الوقاية من الكوارث والاخطار

٥٢
٥٣

كان الامام الصادق عليه‌السلام ، يفزع إلى الله تعالى ، ويلتجئ إليه من طوارق الزمن ، وحوادث الايام ، ودفع كل ما يحذر ويخاف منه ، حتى العلل والاسقام ، كما كان يتعوذ بالله من شر أعدائه ، والحاقدين عليه ، خصوصا حكام عصره ، الذين كانوا يبغون له الغوائل ، ويكيدونه في غلس الليل ، وفي وضح النهار ، خصوصا المنصور الدوانيقي ، العدو الاول لآل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد صفاهم جسديا ، ونكل بهم كأفضع ما يكون التنكيل ، وكان يتربص بالامام ، ويبغي له الغوائل ، مع علمه بأنه لم يشترك بأي عمل إيجابي ضد حكومته ، ولكنه كان يتميز غيظا منه ، لما يراه من إجماع المسلمين ، على تعظيم الامام وتقديسه ، فأقض ذلك مضجعه ، واتخذ جميع الاجراءات القاسية ضده ، كما سنوضحه في بعض حلقات هذا الكتاب.

وعلى أي حال ، فإنا نعرض بعض الادعية ، التي أثرت عنه في هذه الامور.

١ ـ دعاؤه في الوقاية من الكوراث :

كان الامام عليه‌السلام ، يتسلح بهذا الدعاء ، إذا خاف من بلية ، أو كارثة تنزل به ، وكان يدعو به ساجدا أو قائما ، وهذا نصه :

٥٤

« اللّهُمَّ ، إنّي أَحْتَجِبُ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيم ، الجَليلِ ، اَلْقَدِيمِ ، اَلْرَفِيعِ اَلْعَظِيمِ ، اَلْعَليِّ اَلْرَحِيمِ ، اَلْقَائِمِ بِالْقِسطِ ، لا إلهَ إلَّا أَنْتَ اَلْعَزِيزُ الحَكيِمُ ، وبِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، وَبأولِى اَلْعَزْمِ مِنَ المُرْسَلينَ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ ، وَببَيْتِكَ اَلْمَعْمُورِ ، وَاَلَسَّبعِ المَثَاني ، وَاَلْقُرآنِ اَلْعَظِيمُ ، وَبِكُلِّ مَنْ يُكْرَمُ عَلَيْكَ ، مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ أجْمَعِينَ .. لِأنْفُسِ أَهْلِ بَيْتِْ نَبِيِّكَ ، مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، وَلَأوليَائِهمْ ، وَلِجَميعِ مَا مَلَّكْتَهُمْ ، وَتَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَلَأنْفُسِنَا ، وَلِجَميعِ مَا مَلَّكْتَنَا ، وَتَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَيْنَا ، مِنْ شُرُورِ جَميعِ ما قَضَيْتَ ، وَقَدَرْتَ ، وَخَلَقْتَ ، وَمِنْ شُرُورِ جَميعِ ما تَقْضِي وَتَقْدُرُ وَتَخْلُقُ ، ما أَحْيَيْتَنَا ، وَبَعْدَ وَفَاتِنَا ، بِسْمِ اللهِ اَلْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيمِ :

ثم يقرأ سورة التوحيد ثلاثا ، ويقول : كذلك الله ربنا ، ثلاثا ثم يقول : من فوقهم ، ومن فوقنا ، ويقرأ سورة التوحيد ثلاثا (١).

إن الله تعالى هو الملجأ العزيز للمنيبين والمتقين ، فمن اعتصم به كفاه ما أهمه ، وخاف منه.

٢ ـ دعاؤه في الحجب من الاعداء :

كان الامام الصادق عليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء الجليل ، ويتسلح به عن أعدائه. وهذا نصه :

« يا مَنْ إذَا اسْتَعَدْتُ بِهِ أَعَاذَني ، وَإذَا اسْتَجَرْتُ بِهِ عِنْدَ اَلْشَّدَائِدِ أَجَارَني ، وَإذَا اسْتَغَثْتُ بِهِ عِنْدَ اَلْنَوَائِبِ ، أَغَاثَنيِ ، وَإذَا اسْتَنْصَرْتُ بِهِ على عَدُوِّي نَصَرَني وَأَغَاثَني.

__________________

١ ـ المصباح ( ص ١٤٤.

٥٥

اَلْلّهُمَّ إلَيْكَ اَلْمَفْزَعُ ، وَأَنْتَ اَلْثّقَةُ ، فَاقْمَعْ عَنْيَ مَنْ أَرَادَني ، وَاغْلُبْ لي مَنْ كَادَني ، يامَنْ قَاَل : « إنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ، يا مَنْ نَجَّى نُوحاً مِنَ اَلْقَومِ الظَالِمينَ ، يا مَنْ نَجَّى لُوطاً مِنَ القَوْمِ الفَاسِقينَ ، يا مَنْ نَجَّى هُوداً مِنَ القَوْمَ العَادِينَ ، يا مَنْ نَجَّى مُحَمَداً صلى‌الله‌عليه‌وآله مِنَ القَوْمِ الكَافِرينَ ، نَجِّني مِنْ أعْدَائي ، وَأَعْدَائِك ، بِأَسْمَائِكَ ، يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ ، لا سَبِيلَ لَهُمْ عَلَى مَنْ تَعَوَّذَ بِالقُرآنِ ، واسْتَجَارَ بالرَّحِيم الرَّحْمنِ ، اَلْرَّحْمنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اسْتَوى ، إنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدُ ، إنَّهُ هُوَ يُبْدىءُ وَيُعِيد ، وَهُوَ اَلْغَفُورُ اَلْوَدُودُ ، ذُو العَرْشِ المَجِيدِِ ، فَعِّالٌ لما يُريدُ ، فَإنْ تَوَلَّوْا ، فَقُلْ : حَسْبِيَ الله ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيم ... » (١).

وحكى هذا الدعاء ، مدى ما كان يعانيه الامام عليه‌السلام ، من المحن والآلام ، من أعدائه البغاة ، الذين كانوا يبغون له الغوائل ، ويحيكون المؤمرات للفتك به ، وهؤلاء من الاسرة العباسية ، التي ناصبت اهل البيت عليهم‌السلام ، العداء حينما تسلمت قيادة الحكم ، وقد أسرفت إلى حد بعيد في ظلمهم وقهرهم.

٣ ـ الدعاء الذي يعوذ به نفسه :

وكان الامام الصادق عليه‌السلام ، يعيذ نفسه من شرور القوم الظالمين ، بهذا الدعاء الجليل ، وقد جعله حرزا لولده الامام الكاظم عليه‌السلام وهذا نصه بعد البسملة.

« بِسْمِ اللهِ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ أَبَداً حَقّاً ، حَقّاً ، لا إلهَ إلَّا اللهُ إيماناً

__________________

١ ـ المصباح ( ص ٢١٦ ـ ٢١٧ ) البلد الامين ( ص ٥٤٩ ).

٥٦

وَصِدْقاً ، لا إلهَ إلَّا الله تَعَبُداً وَرِقّاً ، لا إلهَ إلَّا الله تَلَطُفاً وَرِفْقاً ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ، بِسْمِ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، إعْتَصَمْتُ بِاللهِ ، وألْجَأْتُ ظَهْري إلى اللهِ ، ما شَاءَ اللهُ ، وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ ، وَمَا تَوْفِيقي إلَّا بِاللهِ ، وَنِعْمَ القَادِرُ الله وَنِعْمَ المَولَى اللهُ ، وَنِعْمَ النصِيرُ اللهُ ، وَلا يَأَتي بِالحَسَنَاتِ إلَّا اللهُ ، وَلَا يَصْرِفُ السيِّئاتِ إلَّا الله ، وَمَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ، وَإنَّ اَلَأمْرَ كُلَّهُ للهِ وَأَسْتَكْفي بِاللهِ ، وَأَسْتَعينُ بِاللهِ ، وَأسْتَقِيلُ اللهَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، وَأَسْتَغِيثُ اللهَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَدٍ رَسُولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَعلى أَنْبِيَاءِ اللهِ ، وَعلى مَلائِكَةِ اللهِ ، وَعلى الصَّالِحينَ مِنْ عِبَادِ الله « إنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ، وَإنَّه بِسْمِ الله اَلْرَّحْمن اَلْرَّّحِيم أَلَّا تَعْلوا عَلَيَّ وَاْتُونِي مُسْلِمينَ » (١) كَتب الله لَأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلي ، إنَّ اللهَ قَوِيٌ عَزِيزٌ ، لا يَضُرُكُمْ كَيْدُهُمْ إنَّ اللهَ بِما يَعْلَمُون مُحيطٌ ، وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلطَاناً نَصِيراً. إذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إلَيْكُمْ أَيْدِيَهْم ، فَكَفَّ أَيدِيَهمْ عَنْكُمْ ، وَاتَّقُوا اللهَ وُعَلى اللهِ فَلْيَتَوكَّلِ اَلْمُؤْمِنُونَ ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَاسِ ، إنَّ اللهَ لا يَهْدِي القَوْمَ اَلكَافِرينَ ، كلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ ، وَيَسْعَونَ في اَلأرْضِ فَسَاداً ، وَاللهُ لا يُحِبُّ المُفْسِدينَ ، قُلْنَا يا نَارُ كُوني بَرْداً وَسَلَاماً على إبرَاهِمَ ، وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ اَلَأخْسَرينَ ، وَزَادَكُمْ في الخَلْقِ بَسْطَةً ، وَاذْكُرُوا آلاءَ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، لَهُ مُعْقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ. رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ ، وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ ، وَاجْعَلْ لي منْ لَدُنْكَ سًلْطَاناً نَصيراً ، وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً ، وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلياً ، سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وَدّاً ، وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ، وَلِتُصْنعَ على عَيْني ، إذْ تَمشي أُخْتُكَ فَتَقولُ : هَلْ أَدُلُّكُمْ على مَنْ يَكْفَلُهُ ، فَرَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ

__________________

١ ـ سورة النمل آية ٢٩ و ٣٠.

٥٧

عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ ، وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ اَلْغَمِّ ، وَفَتَنّاكَ فُتُوناً ، لا تَخَفْ إنَّكَ مِنَ اَلآمِنِينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ أَنْتَ اَلَأعْلى ، لا تَخَاف دَرَكاً وَلا تَخْشَى ، لا تَخَفْ ، نَجَوْتَ مِنَ القَوُمَ الظَالِمينَ ، لا تَخَفْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ، لا تَخَافَا إنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ، وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزيزاً ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ، قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلَّ شَىْءٍ قَدُراً ، فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ اَلْيَوْمِ ، وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ، وَيَنْقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْروُراً ، وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرِكَ ، وَيُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ ، وَالذينَ آمَنوا أَشَدُّ حُبّاً لله ، رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا على القَوْمِ الكَافِرِينَ ، الذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ : إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ، فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَاناً ، فَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْْمَ الوَكِيلِ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةِ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ ، لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ، وَاتَّبَعَوا رِضْوَانَ اللهِ ، وَاللهُ ذو فَضْلٍ عَظِيمٍ ، أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ ، وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً ، يَمْشي بِهِ في النَّاسِ ، هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ، وَبِالمُؤْمِنينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأخَيكَ ، وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً ، فلا يَصلُونَ إلَيْكُمَا بِآيآتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ تَبِعَكُمَا الغَالَبُونَ ، على اللهِ تَوَكَّلْنَا ، رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا ، وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ ، إنِّي تَوَكَّلْتُ على اللهِ ، رَبِّي ، وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ ، وَأُفَوِّضُ أَمْري إلى اللهِ ، إنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ ، فَأِنْ تَوَلَّوْا ، فَقُلْ : حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هُو ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ ألْعَرِِش اَلَعَظِيم ، رَبِّ مَسَّنيَ اَلْضُرُّ ، وََأَنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. لا إلهَ إلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَالِمينَ ، آلم ، ذلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ، الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ ، وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ، ومِما رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. اللهُ لا إلهَ إلَّا

٥٨

هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، وعَنَتِ الوُجُوهُ لَلْحَيِّ القَيُّومِ ، وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظلماً ، فَتَعَالى اللهُ اَلْمَلِكُ اَلْحَقُّ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ ، فَلِلّهِ الحَمْدُ ، رَبِّ السَّمَواتُ ، وَرَبِّ الَأرْضِ وَرَبِّ العَالَمِينَ ، وَلَهُ الكِبْريَاءُ في السَّمَواتِ وَالأرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، وَإذَا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَذِينَ لا يُؤْمنُونَ بَالآخِرَة حِجَاباً مَسْتوُراً ، وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِم أكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَفي آَذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذَا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ ، وَلَّوا على أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ ، وَأَضَلَّهُ اللهُ على عِلمٍ ، وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةٌ ، فَمَنْ يَهْدِيهِ بَعْدَ اللهِ أفَلا تَذَكَّرُونَ ، وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيِهْم سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرونَ ، وَمَا تَوْفِيقي إلَّا بالله ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَإلَيهِ أُنِيبُ ، إنَّ اللهَ مَعَ الذِينَ اتَّقُوا والذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، وَقَالَ المَلِكُ أئْتُوني بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسي ، فَلَمَّاَ كَلَّمَهُ قَاَلَ : إنَّكَ اَلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينُ ، وَخَشَعَتِ اَلَأصْوَاتُ لِلْرَّحْمنِ ، فَلَا تَسْمَعُ إلَّا هَمْسَاً ، فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ الَّسِميعُ العَليمُ. لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ ، لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، وَتِلْكَ الَأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلْنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَهَادَةِ ، هُوَ الرحْمنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، المَلِكُ ، القُدُّوس ، السَّلَامُ ، المُؤمِنُ ، اَلْمُهَيْمِنُ ، اَلْعَزِيزُ ، اَلْجَبَّارُ ، اَلْمُتَكَبَّرُ ، سُبْحَانَ اللهُ عَمَّا يُشْرِكوُنَ ، هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارىءُ ، المُصَوِّرُ ، لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى ، يُسَبِّحُ لَهُ مَا في السَّمَواَتِ وَاَلأرْضِ وَهُوَ الَعِزيزُ الحَكِيمُ ، رَبَّنَاَ ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ، وَإنْ َلم تَغْفِر لَنَا ، وَتَرحَمْنَا ، لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرينَ ، رَبَّنَا ، اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ، إنَّ عَذَاَبَهَا كَاَن غَرَاماً ، رَبَّنَا ، ما خَلَقْتَ

٥٩

هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ ، فَقِنَا عَذَابَ النَارِ ، وَقُلْ : الحَمْدُ لله ، الذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيِكُ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليٌّ مِنَ الذُلِّ ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ، وَمَا لَنَا أنْ لا نَتَوَكَّلَ على اللهِ وَقَدْ هَدَاناَ سُبُلَنَا ، وَلَنَصْبِرَنَّ على ما آَذَيْتُمُونَا ، وَعلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكٍّلُونَ ، إنَّما أَمْرُهُ إذَا أَرَادَ شَيْئاً ، أَنْ يَقُولَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ ، فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ.

اَلْلّهُمَ ، مَنْ أَرَادَنِي ، وَأَهْلِي ، وَوَلَدِي ، وَأَهْلَ حُزَانَتي بِشَرٍ أَوْ ضُرٍّ فَاقْمَعْ رَأْسَهُ ، وَاعْقُلْ لِسَانَهُ ، وَاُلْجُمْ فَاهَهُ ، وَحُلْ بَينِي وَبَيْنَهُ كَيْفَ شِئْتَ ، وَأَنىَّ شِئْتَ ، إجْعَلْنَا مِنهُ وَمِنْ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّكَ على صِراطٍ مُسْتَقيمٍ ، في حِجَابِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَفي سُلْطَانِكَ الذي لا يُسْتَضَامُ ، فَإنَّ حِجَابَكَ مَنيعٌ ، وَجَارَكَ عَزِيزٌ ، وَأَمْرَكَ غَالِبٌ ، وَسُلْطَانَكَ قَاهِرٌ ، وأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدْ ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ على أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كما هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الضَّلَالَةٍ ، وَاغْفِرْ لَنَا ، وَلآبَائِنَا ، وَلُأمَّهَاتِنَا ، وَلِجَميعِ المُؤْمِنينَ ، والمُؤْمَناتِ ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا وَبَيْنِهِمْ بِالخَيْراتِ ، إنَّكَ مُجِيِبُ الدَّعَوَاتِ ، وَأَنتَ على كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ.

اَلْلّهُمَّ ، إنَّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسي ، وَدِينِي وَأَهْلي ، وَمَالي ، وَعِيَالِي ، وَأَهْلَ حُزَانَتي وَخَوَاتِيمَ عَمَلي ، وَجَميعَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَليَّ ، مِنْ أَمْرَ َدُنْيَايَ ، وَآخِرَتي ، فَإنَّهُ لا يَضِيعُ مَحْفُوظُكَ ، وَلا تُرْزَأُ وَدَائِعُكَ ، قُلْ : إنِّي لَنْ يُجِيرَني ، مِنَ اللهِ أَحَدٌ ، وَلَنْ أَجِدُ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ،

٦٠