شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار - ج ٢

القاضي النعمان بن محمّد التميميّ المغربي

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار - ج ٢

المؤلف:

القاضي النعمان بن محمّد التميميّ المغربي


المحقق: السيد محمّد الحسيني الجلالي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٦١١

الى حارثة فقال : ما منعك أن تسلّم عليّ وعلى من كان معي؟ قال : يا رسول الله رأيتكما في حديث قد أستفرغكما ، فكرهت أن أقطع عليكما بالسّلام ، فأشغلكما. فقال له النبي صلوات الله عليه وآله : ومن كان معي؟ قال : لا أدري ، قال : كان معي جبرائيل ولو سلّمت لردّ عليك.

وثعلبة بن عمير بدري ، وهو الذي أعطى عليا عليه‌السلام يوم الجمل مائة الف درهم أعانه بها ، قتل يوم صفين.

وربعي بن عمرو بدري.

وخزيمة بن أوس بدري.

وسراقة بن كعب بدري.

ومن بني مازن (١) :

أبو داود بن عامر بدري (٢).

وعبد الله بن كعب بدري.

وقيس بن أبي صعصعة بدري.

ومن بني دينار :

النعمان بن عمرو بدري.

وسليمان بن الحارث بدري.

وبشر بن قيس بدري.

وسعيد بن سهيل بدري.

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : مازب.

(٢) قيل اسمه عمر أو عمير ( الإصابة ٤ / ٥٨ ـ ٣٧٢ ).

٢١

ومن بني الحرث بن الخزرج (١) :

سماك بن حرب بدري (٢).

وعباس بن قيس بدري.

وعبد الله بن زيد بدري.

ومن بني ساعدة :

اسيد بن مالك بدري.

وكعب بن عامر بدري.

وعياش بن حي بدري.

ومن بني عوف بن الخزرج :

عبادة بن الصامت ـ أحد النقباء ليلة العقبة ، وهو الذي بايع النبي صلوات الله عليه وآله على أن لا تأخذه لومة لائم ـ بدري.

وعمرو بن أنس بدري.

وعقبة بن وهب بدري.

وثابت بن هزال بدري.

ومن بني سلمة :

أبو اليسر (٣) كعب بن عمر بدري ، وهو الذي قال حين نزل على النبي صلوات الله عليه وآله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : بني الحرث بني الخرج ، وفي نسخة ـ أ ـ : بني الحرث بن الخراج.

(٢) هكذا في جميع النسخ ، وفي كتب الاصحاب : ابن حرشة.

(٣) وفي نسخة ـ ج وأ ـ : ابو البشر. وهو الذي أسر العباس بن عبد المطلب يوم بدر كما سيذكره المؤلف في ج ١٣. وكان قصيرا والعباس طويلا ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أعانك عليه ملك كريم ، وهو الذي انتزع رآية المشركين من يد عزيز بن عمير يوم بدر.

٢٢

الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (١).

قال : قد وذرنا.

فلما نزلت : ( وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ ) (٢).

قال : قد رضينا.

فلما نزلت ( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ).

قال : قد أنظرنا.

فلما نزلت ( وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) (٣).

قال : قد تصدّقنا.

وعقبة بن عمرو الليثي بدري.

وعمير بن حارثة بدري.

وعبد الله بن عبد مناف بدري.

وخليدة بن عمرو بدري ، وهو الذي قال لعبد الله بن سلول ـ وهو آخذ بلجام بغلة النبي صلوات الله عليه وآله ـ : كف يدك قبل أن تبين منك.

وثعلبة بن قيظي بن صخر (٤) بدري.

ومن بني زريق :

مسعود بن خالد بدري.

ورفاعة بن رافع بدري.

__________________

(١) البقرة : ٢٧٨.

(٢) وتتمّة الآية : ( لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ) البقرة : ٢٧٩.

(٣) البقرة : ٢٨٠.

(٤) وفي نسخة ـ ج ـ : قبطي بن عجت.

٢٣

وجبر بن أنيس بدري (١).

وعباد بن قيس بدري.

ومن بني بياضة :

مرة بن عامر بدري.

وجبلة بن ثعلبة بدري.

وخليفة بن عدي بدري.

ومن بني عمر بن عوف (٢) :

المنذر بن محمّد بدري.

وسهل بن حنيف بدري ، وهو الذي خلفه علي عليه‌السلام على المدينة حين خرج الى الكوفة (٣).

والحارث بن النعمان بدري.

وعبيد بن أم عبيد بدري.

وأبو عبيدة (٤) بن ربيعة بدري.

ومن بني عبد الأشهل :

مالك بن التيهان بدري ، وهو أحد النقباء ليلة العقبة.

وعبيد بن التيهان بدري ، وهو أحد النقباء أيضا ليلة العقبة ، وقتلا جميعا يوم صفين بين يدي علي عليه‌السلام.

وسعد بن زيد بدري.

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : حبذ بن أنس وفي ـ أ ـ : حسن بن أنس.

(٢) وفي نسخة ـ أ ـ : عمرة بن العود.

(٣) لحرب الجمل وشهد مع علي عليه‌السلام صفين وولاه بلاد فارس ( الاستيعاب ٢ / ٩١ اسد الغابة ٢ / ٢٦٤ ).

(٤) وفي الأصل : أبو عبد.

٢٤

وعباد بن بشر بدري.

وعبد الله بن سعد بدري.

وسلمة بن ثابت بدري.

ومن الأنصار ممّن صحب النبي صلوات الله عليه وآله

وكانت له سابقة ولم يشهد بدرا

وواسى أصحاب بدر زيد بن أرقم ـ صاحب المنافقين ـ الذي اظهر عليهم نفاقهم.

وخزيمة بن ثابت ، وهو ذو الشهادتين الذي أجاز النبي صلوات الله عليه وآله شهادته بشهادة رجلين.

وعقبة بن عامر ، صاحب المنافقين ليلة العقبة ، وكان عاملا لعلي عليه‌السلام على الكوفة.

ورافع بن خديج.

والنعمان بن العجلان ، وكان عاملا لعلي عليه‌السلام على النهروان.

وقتادة بن ربعي ، وكان عاملا لعلي عليه‌السلام على مكة.

وحنظلة بن النعمان.

ومحمّد بن ثابت بن قيس بن شماس (١).

وأبو الورد ابن قيس (٢).

والعلاء بن عمرو.

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : محمّد بن ثابت وقيس بن شماس.

(٢) أبو الورد ابن قيس بن فهد الانصاري. ( الاصابة ٤ / ٢١٧ ).

٢٥

وعبد الله بن أبي طلحة وهو الذي دعا رسول الله صلوات الله عليه وآله لأبيه في حمل أمه به ، فقال : اللهمّ بارك لهما في ليلتهما.

والخبر في ذلك : إن أبا طلحة هذا كان قد خلف على أم أنس بن مالك بعد أبيه مالك ، وكانت أم أنس من أفضل نساء الأنصار ، ولما قدم رسول الله صلوات الله عليه وآله المدينة مهاجرا أهدى إليه المسلمون على مقاديرهم ، فأتت إليه أم أنس بأنس ، فقالت :

يا رسول الله أهدى إليك الناس على مقاديرهم ولم أجد ما اهدي إليك غير ابني هذا ، فخذه إليك يخدمك بين يديك ، فكان أنس يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وكان لامه من أبي طلحة غلام قد ولدته أمه منه ، وكان أبو طلحة من خيار الأنصار ، وكان يصوم النهار ويقوم الليل ويعمل سائر نهاره في ضيعة له ، فمرض الغلام ، وكان أبو طلحة إذا جاء من الليل نظر إليه وافتقده ، فمات الغلام يوما من ذلك ولم يعلم أبو طلحة بموته وعمدت أمه فسجّته في ناحية من البيت ، وجاء أبو طلحة ، فذهب لينظر إليه ، فقالت له أمه : دعه ولا تعرض له فانه قد هدأ واستراح. وكتمته أمره. فسر أبو طلحة بذلك. وآوى الى فراشه وأوت إليه وأصاب منها.

فلما أصبح ، قالت له : يا أبا طلحة أرأيت قوما أعارهم بعض جيرانهم عارية ، فاستمتعوا بها مدة ، ثم استرجع العارية أهلها ، فجعل الذين كانت عندهم يبكون عليها لاسترجاع أهلها إياها من عندهم ، ما حالهم؟ قال : مجانين. قالت : فلا نكون نحن من المجانين إن ابنك (١) قد هلك ، فتعزّ عنه بعزاء الله وسلّم إليه وخذ في جهازه.

__________________

(١) وفي الاصل و ـ ج وأ ـ : بنيك.

٢٦

فأتى أبو طلحة النبي صلوات الله عليه وآله ، فأخبره الخبر. فعجب النبي صلوات الله عليه وآله من أمرها ، ودعا لها ، وقال :

اللهمّ بارك لهما في ليلتهما ، فحملت تلك الليلة من أبي طلحة بعبد الله هذا.

فلما وضعته لفته في خرقة ، وأرسلت به مع ابنها أنس الى النبي صلوات الله عليه وآله ، وتقول : يا رسول الله هذه ثمرة دعائك ، فأخذه رسول الله صلوات الله عليه وآله ، فحنكه (١) ، ودعا له.

وكان من أفضل أبناء الأنصار.

وممن كان مع علي صلوات الله عليه :

قيس بن سعد بن عبادة.

وسعد بن عبادة من بني ساعدة من الخزرج ، يكنى : أبا ثابت ، وكان سيدا من ساداتهم ، وكان يدعى الكامل لأنه كان في الجاهلية يحسن العوم (٢) والرمي ، وكان من وجوه قومه ، وأسلم ولم يشهد بدرا لأنه كان يومئذ قد نهش (٣).

ثم شهد مع النبي صلوات الله عليه وآله المشاهد كلها ، وكان خيّرا فاضلا ، وامتنع يوم السقيفة من أن يبايع لأبي بكر.

وقيل : إن ذلك كان لما سبق عنده من رسول الله صلوات الله عليه وآله وعقده البيعة لعلي عليه‌السلام ، فأبى أن يبايع لأبي بكر ، وخرج من المدينة خوفا على نفسه ، ولحق بحوران من أرض الشام ، فأقام بها الى أن توفي أبو بكر ، وصار الأمر الى عمر ، فامتنع أيضا من أن

__________________

(١) أي دلك تحت ذقنه.

(٢) العوم : السباحة.

(٣) نهشته الحية : اذا لدغته.

٢٧

يبايع (١) ، ومات بحوران بعد سنتين ونصف من أيام عمر.

وقيل : إنه سعى في قتله ، فقتل. وزعموا أن الجن قتله ، وأنهم سمعوا قائلا منهم يقول :

قتلتا سيّد الخزرج (٢) سعد بن عبادة

رميناه بسهمين

فلم نخط فؤاده

وهذا من المحال الذي لا تقبله العقول (٣).

وابنه قيس هذا يكنى : أبا عبد الملك ، وكان فاضلا من شيعة علي صلوات الله عليه (٤). وروي عن رسول الله صلوات الله عليه وآله أحاديث فيه ، وكان على مقدمة الحسن بن علي عليه‌السلام يوم المدائن.

وممن كان مع علي عليه‌السلام :

الحارث بن زياد.

وعبد الله بن زياد.

وجبلة بن عمرو.

وبشير بن أبي زيد.

وعمير بن زيد بن أحمر.

وثابت بن زيد بن وديعة.

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : أن يباع.

(٢) وفي نسخة ـ أ ـ : سيّد الانصار.

(٣) أقول : ولم يكرر منذ ذلك الزمان الى هذا اليوم.

(٤) واضاف في نسخة ـ أ ـ : وقال بعض الانصار :

يقولون سعدا شقت الجن بطنه

ألا ربما حققت فعلك بالعذر

وما ذنب سعد أنه بال قائما

ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر

لئن صبرت عن فتنة المال أنفس

لما صبرت عن فتنة النهي والامر

٢٨

وعبد الرحمن بن عبد ربه.

وعبد الله بن حراش (١) بن الحارث.

والبراء بن عازب.

وثابت بن قيس.

وقيس بن أحمد.

وعبد الله بن زيد.

وعبيد (٢) مولى زيد ، قتل يوم النهروان.

والجعد بن رفاعة بن سعد (٣).

وعثمان بن حنيف ، من أصحاب رسول الله قتل يوم صفين.

وأبو عباس الزرقي ، وهو فارس رسول الله صلوات الله عليه وآله ، واسمه عبيد بن معاوية.

وأبو حسن ، تميم بن عبد عمرو ، وكان عاملا لعلي عليه‌السلام على المدينة.

وعائذ بن عبد الرحمن.

وعمرو بن عزية بدري ، وهو الذي عقر الجمل يوم الجمل ، ويكنى : أبا حبة. قتل بالجزيرة.

والحجاج بن عمرو ، الذي كان يقول عند القتال : يا معشر الأنصار انصروا الله مرتين. يعني مع النبي ومع علي عليه‌السلام ، ويقول : أتريدون أن تقولوا لربنا : ( رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) (٤).

__________________

(١) وفي نسخة ـ أ ـ : خدش وما صححناه من الاصابة.

(٢) وفي نسخة ـ أ ـ : عبيد الله.

(٣) وفي نسخة ـ أ ـ : رفاعة بن زيد.

(٤) الاحزاب : ٦٧.

٢٩

وعبد الله بن عامر.

وجابر بن عبد الله.

ومعاذ بن الصمة.

وعبد الله بن عامر بن مروان.

وجبير بن حباب بن المنذر.

وكعب بن عجرة.

ومرة بن النعمان.

وسهيل بن مسعود.

وسعيد بن سعد بن عبادة (١).

وخالد بن أبي دجانة.

وعثمان بن سعد.

وعامر بن زيد (٢).

وزيد بن جارية (٣).

وعبيد مولى زيد.

وبشر بن مسعود.

وصيفي (٤) بن عبيد.

وعامر بن أوس.

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : سعيد بن عبادة ، وهو تصحيف.

(٢) وفي نسخة ـ أ ـ : عامر بن يزيد.

(٣) هكذا في جميع النسخ ، وأظنه تصحيف ، فان زيد بن حارثة استشهد في مؤتة. والظاهر هو زيد بن جارية الانصاري وهو الذي استصغره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم احد. شهد مع علي عليه‌السلام صفين ( الاستيعاب ١ / ٥٣٦ واسد الغابة ٢ / ٢٢٣ ).

(٤) هكذا في نسخة ـ أ ـ.

٣٠

ومسعود بن قيس.

ويزيد بن طعمة.

وجابر بن زيد.

وقيس بن قيس.

ومعاوية بن حرام بن عمرو.

ومحمّد بن عمرو بن حزم.

وخالد بن أبي خالد ، قتل يوم صفين.

ومحمّد بن هلال بن المعلا.

وأبو زيد بن قيس.

وعامر بن مسعود.

وعبد الله بن عامر بن الحصين.

وعبد الله بن ثابت.

وعبد الله بن المعاذ بن الجموع.

وممّن كان مع علي صلوات الله عليه من أصحاب النبي صلوات الله عليه وآله من مهاجري العرب والتابعين الذين أوجب لهم رسول الله صلوات الله عليه وآله الجنة ، وسماهم بذلك :

عمرو بن الحمق الخزاعي.

بقي بعد علي عليه‌السلام ، فطلبه معاوية ، فهرب منه نحو الجزيرة (١) ومعه رجل من أصحاب علي عليه‌السلام يقال له : زاهر (٢).

__________________

(١) والجزيرة تعرف اليوم باسم الموصل ـ محافظة نينوى ـ العراق.

(٢) وهذا ليس زهير كما توهم بعض النساخ. وذكره الفصل بن الزبير الكوفي في تسمية من قتل مع الحسين حيث قال : وزاهر صاحب عمرو بن الحمق وكان صاحبه حين طلبه معاوية.

٣١

فلما نزلا الوادي نهشت (١) عمرا حية في جوف الليل ، فأصبح منتفخا ، فقال : يا زاهر تنحّ عني فان حبيبي رسول الله صلوات الله عليه وآله قد أخبرني انه سيشترك في دمي الجن والانس ، ولا بدّ لي من أن اقتل. فبيناهما على ذلك إذ رأيا نواصي الخيل في طلبه. فقال : يا زاهر تغيب ، فاذا قتلت فانهم سوف يأخذون رأسي ، فاذا انصرفوا فاخرج الى جسدي فواره (٢).

قال زاهر : لا بل أنثر نبلي ثم أرميهم به ، فاذا أفنيت نبلي قتلت معك. قال : لا ، بل تفعل ما سألتك ، ينفعك الله به. فاختفى زاهر ، وأتى القوم ، فقتلوا عمرا واحتزوا رأسه ، فحملوه فكان أول رأس حمل في الإسلام ، ونصب للناس (٣).

فلما انصرفوا خرج زاهر فوارى جثته.

ثم بقي زاهر حتى قتل مع الحسين صلوات الله عليه بالطف (٤).

وعبد الرحمن بن بديل (٥) الخزاعي الذي بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ، قتل يوم صفين في ثلاثة آلاف رجل انفردوا للموت ، فقتلوا من أهل الشام نحوا من عشرين الفا ، ولم يزالوا يقتل منهم الواحد بعد الواحد حتى قتلوا عن آخرهم ، وكان عبد الله بن بديل يرتجز ، وهو

__________________

(١) نهشته حية : عضته.

(٢) فواره : أي ادفنه.

(٣) وليس هذا أول مبتدعاته ، فمن اوّلياته التي لم يسبق إليها أحد قبله ثم صارت بعده سننا متبعة ، فإنه أول من جعل ابنه ولي عهد. وأول من اتخذ المقاصير في الجوامع ، وأول من قتل مسلما صبرا وأول الملوك ، وأول من أقام على رأسه حرسا ، وأول من أسقط الحد عمن يستحق إقامة الحد عليه كالنجاشي ، وأول من ترك الجهر بالتسمية ، وأول من خطب الناس قاعدا.

(٤) أحد أسماء كربلاء.

(٥) وفي نسخة الاصل : بذيل ، وفي نسخة ـ ج ـ : بن زيل.

٣٢

يقاتل ، فيقول :

أقتلكم ولا أرى معاوية

هوت به في النار أم هاوية

وعبد الله بن بديل من الذين وصفهم الله تعالى بقوله : ( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ ) (١).

قتل يوم صفين.

ومن بني أسلم :

بريد ، وعبد الله ، ومنقذ ، وعروة بنو مالك الذين يقول لهم علي عليه‌السلام وهو يرتجز :

جزى الله خيرا عصبة أسلمية

حسان الوجوه صرعوا حول هاشم

بريد وعبد الله منهم ومنقذ

وعروة أبناء مالك في الأقادم

وابن حصيب الأسلمي من المهاجرين وجهجاه (٢) بن سعدا الغفاري ، وهو الذي نزع العصا من يد عثمان وكسرها ، ثم حصبه الناس وهو على المنبر.

وأبو شريح الخزاعي.

وصالح بن ناقد بدري.

وأبو راقد الحرث بن عوف الليثي ، وكان رسول الله صلوات الله عليه وآله بعثه الى قومه.

وعمير بن قرة الليثي ، وهو الذي حلف معاوية ليذيبنّ في اذنيه الرصاص.

__________________

(١) التوبة : ٩٢.

(٢) هكذا في الخاصة ، وفي الاصل : حجلة ، وهو تصحيف.

٣٣

وزيد بن خالد الجهني.

ومسعود بن أسلم.

وعامر بن ذهل. وربيعة بن قيس وهما من عدوان.

وعبد السّلام من المهاجرين.

ومن التابعين الذين بشرهم [ رسول ] الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة وأوجبها لهم :

زيد بن صوحان وهو يدعى زيد الخير ، وهو الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن من بعدي رجل يسبقه عضو منه الى الجنة ثم يتبعه سائر جسده.

فقطعت يده يوم جلولاء (١) ، وخرج مع علي عليه‌السلام يوم الجمل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني أرى يدا تشير إليّ من السماء أن تعال ولا أراها إلا يدي ولا أراني إلا لاحقا بها ، فإذا قتلت يا أمير المؤمنين فادفني في ثيابي ودمي ، فاني مخاصم القوم.

ثم تقدم بين يدي علي صلوات الله عليه حتى قتل.

وقتل من [ بني ] عبد القيس مع علي يوم الجمل :

سيحان بن صوحان.

وراشد بن سمرة.

وعبد الله بن رقبة.

__________________

(١) قال الحموي في معجم البلدان ٢ / ١٥٦ : ( جلولاء بالمد : طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها وبين خانقين سبعة فراسخ ). وهي قريبة من مدينة بعقوبة ، وفيها وقعت الحرب بين المسلمين والمجوس سنة ١٦ ه‍.

٣٤

وأبو عبيدة. كلهم يأخذ اللواء بعد صاحبه. ثم أخذه صعصعة (١) فأثبت ثم عاش بعد ذلك.

وجندب الخير (٢) قتل يوم صفين ، وهو الذي كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يرتجز به ليلة وهو يسوق أصحابه ، وهو يقول : جندب وما جندب. فلما أصبح ، قالوا : يا رسول الله سمعناك تذكر جندبا. فقال : نعم ، رجل يقال له : جندب من امتي يضرب ضربة يفرق بين الحق والباطل ، يبعثه الله يوم القيامة امة وحده (٣).

فرأى جندب ساحرا بين يدي الوليد بن عقبة ، وكان عاملا لعثمان على الكوفة ، فقتله.

فقال له الوليد : لم قتلته؟

قال : أنا آتيك بالبينة ، إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رأى ساحرا فليضربه بالسيف. فأمر به الوليد الى السجن.

وكان على السجن رجل مسلم يقال له : دينار. فأطلق جندبا. فبلغ ذلك الوليد ، فأمر بدينار ، فضرب بالسياط حتى مات.

واويس بن عامر القرني ، قتل مع علي صلوات الله عليه بصفين ، وهو الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن من بعدي رجل يقال له : اويس به شامة (٤) بيضاء ، من لقيه فليبلغه مني السّلام ، فانه يشفع يوم القيامة لكذا وكذا من الناس.

وعلقمة بن قيس من التابعين ، اصيبت رجله يوم صفين.

__________________

(١) صعصعة بن صوحان.

(٢) وهو جندب بن كعب الأزدي ، وقد مرّ ذكره في الحديث ٣٩٥ فراجع.

(٣) راجع الحديث رقم ٣٩٥.

(٤) أي علامة.

٣٥

وهند الجملي (١) ، قتل يوم الجمل.

وعبد الله بن سلمة.

وزياد بن أبي حفصة التيمي.

ومحرز بن الصحصح (٢) ، وهو الذي قاتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب يوم صفين.

وهذه جمل من أخبار صفين وما في ذلك من فضائل علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

__________________

(١) هند بن عمرو الجملي من بني جمل بن كنانة بن ناحية المرادي قتله عمرو بن يثربي الضبي.

(٢) هكذا في مقاتل الطالبين ص ٢٣ ولا يخفى أن في جميع النسخ مذكور محمّد بن صبيح.

٣٦

[ حرب النهروان ]

وأما محاربة علي عليه‌السلام للخوارج فقد تقدم من ذلك ما جاء عنه صلوات الله عليه من أمر النبي صلوات الله عليه وآله بحربهم وقتلهم وأخباره ، وما يكون منهم ، وما يؤول إليه أمرهم ، وما كان من فعله عليه‌السلام في ذلك ، ونحن نذكر ـ كما شرطنا بعد ذلك ـ جملا من أخبارهم :

[٤٠٧] فمن ذلك ما رواه محمّد بن راشد ، باسناده ، عن عمرو بن علي ، قال :

لما نزل أمير المؤمنين عليه‌السلام في منصرفه من صفين بحروراء ، صف المحكمة ؛ وهم يومئذ ثلاثون الفا.

وأقبل علي عليه‌السلام على بغلة رسول الله صلوات الله عليه وآله ـ الشهباء ـ حتى وقف بينهم بحيث يسمعونه ويسمع كلامهم ، فخطبهم ، فقال :

الحمد لله الذي دنا في علوه فحال دون القلوب ، وقرب فلم تدركه الأبصار ، الأول والآخر ، والظاهر والباطن الذي طلع على الغيوب ، وعفا عن الذنوب ، يطاع بإذنه فيشكر ، ويعصى بعلمه فيغفر ويستر ، لا يعجزه شيء طلبه ، ولا يمتنع منه أحد أراده ، قدر فحلم ، وعاقب فلم يظلم ، وابتلى من يحب ، ومن يبغض.

ثم قال ـ فيما أنزل على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ( لِيُمَحِّصَ اللهُ

٣٧

الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ ) (١) ـ : ثم أنتم أيها القوم قد علمتم أني كنت للتحكيم كارها حتى غلبتموني ، والله شهيد بيني وبينكم ، ثم كتبنا كما علمتم كتابا ، وشرطنا فيه أن يحييا ما أحيى القرآن ، ويميتا ما أمات القرآن ، فان هما لم يفعلا ذلك فلا حكومة لهما ، وأنتم على الكتاب من الشاهدين (٢) ، وقد علمت [ إنّا ] على هيئتنا الاولى ، فما ذا تقولون؟ والى أين تذهبون (٣)؟

فامتاز (٤) منهم أربعة وعشرون الفا ، فقالوا : اللهمّ إنا نعلم إن هذا هو الحق. ودخلوا معه.

وخرج منهم الف ، فعسكروا بالنخيلة ، وقالوا : هذا مكاننا حتى يرجع إمامنا إلى قتال أهل الشام.

وخرج منهم خمسة آلاف حتى أتوا النهروان. وبايعوا عبد الله بن وهب الراسبي على الموت.

[ أحاديث في الخوارج ]

[٤٠٨] الدغشي ، باسناده ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، أنه أمرني رسول الله صلوات الله عليه وآله أن اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

[٤٠٩] عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تفترق امتى فرقتين ، تمرق بينهما مارقة ، بقتلها أولى الطائفتين بالله

__________________

(١) آل عمران : ١٤١.

(٢) وفي الاصل : الناهدين.

(٣) وفي نسخة ـ أ ـ : وما ذا تفعلون.

(٤) افترق وخرج.

٣٨

وبرسوله.

قيل للخدري (١) : فإن عليا قتلهم. قال : وما يمنعه أن يكون أولاهم بالله وبرسوله.

[٤١٠] وعن علي صلوات الله عليه ، أنه قال في خطبة خطبها :

أنا فقأت عين الفتنة ، [ لم يكن ليفقأها أحد غيري ] (٢) ولو لم أك فيكم ما قوتل أهل الجمل ولا أهل الشام ولا أهل النهروان ، [ وأيم الله ] لو لا أن تتكلموا فتدعوا العمل لأخبرتكم بما سبق على لسان نبيكم صلوات الله عليه وآله لمن قاتلهم منكم مبصرا لضلالتهم عارفا بالهدى الذي نحن عليه.

ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني (٣) ، فانكم لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ، ولا عن فئة تهدي مائة أو تضل مائة إلا حدّثتكم بناعقها وسائقها.

فقام إليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين حدّثنا عن البلاء.

فقال علي عليه‌السلام : إذا سأل سائل فليعقل ، واذا سئل مسئول فليثبت ، [ ألا و ] إن من ورائكم امورا [ أتتكم جللا مزوحا وبلاء مكلحا مبلحا ] والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لو ترأت ، وفقدتموني لفشل كثير من السائلين وأطرق كثير من المسئولين ، وذلك إذا قلصت حربكم عن ناب وكشف عن ساق ، وصارت الأنباء (٤) بلاء على

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : قيل لأبي سعيد الخدري.

(٢) هذه الزيادة موجودة في الغارات ١ / ٧.

(٣) وفي الغارات : بعد تفقدوني : اني ميت أو مقتول بل قتلا ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم. والذي نفسي بيده ، لا تسألوني ...

(٤) وفي الغارات ١ / ٩ : وكانت الدنيا بلاء.

٣٩

أهلها حتى يفتح الله لبقية الأبرار.

فقام رجل ، فقال : حدّثنا يا أمير المؤمنين عن الفتن.

قال : إن الفتن إذا أقبلت اشتبهت وإذا أدبرت أسفرت ، وإنما الفتن تحوم كتحوم الرياح [ يصبن بلدا ويخطئن اخرى ] ، وإن أخوف الفتن عليكم عندي فتنة بني أميّة فانها عمياء مظلمة ، خصت رزيتها ، وعمت بليتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها ، يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملأ الأرض عدوانا وظلما ، وإن أول من يكسر عمدها ، ويضع جبروتها ، وينزع أوتارها ، الله ربّ العالمين. ألا وستجدون في بني أميّة أرباب سوء لكم بعدي كالناقة الضروس تعض بفيها ، وتركض برجليها ، وتخبط بيديها ، وتمنع درها ، وإنه لا يزال (١) بلاؤهم بكم حتى لا يبقى في الأرض إلا نافع لهم ، أو غير ضار ، حتى لا تكون نصرة أحدكم إلا كنصرة العبد من سيده [ اذا رآه أطاعه ، واذا توارى عنه شتمه ] ، وأيم الله لو فرقوكم تحت كل كوكب لجمعكم الله لشرّ يوم لهم.

فقام رجل ، فقال : هل بعد ذلك جماعة ، يا أمير المؤمنين؟

فقال : نعم إلا أنها جماعة (٢) شتى غير إن قبلتكم واحدة وحجكم واحد [ وعمرتكم واحدة ] والقلوب مختلفة كذا ـ وشبك بين أصابعه ـ.

قال : فيم ذلك يا أمير المؤمنين؟

قال : يقتل هذا هذا ، هجرا هجرا ، فتنة ، وقطيعة جاهلية ليس فيها إمام هدى ، ولا عالم بر ، ونحن أهل البيت فينا النجاة ولسنا فيها

__________________

(١) وفي نسخة ـ ج ـ : اونة لا يزال.

(٢) وفي الغارات : ألا ان من بعدي جماع شتى.

٤٠