قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله [ ج ٢ ]

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله [ ج ٢ ]

تحمیل

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله [ ج ٢ ]

422/780
*

حكم الاراضي المفتوحة بلا قتال :

ومن الجدير بالذكر هنا أن الأراضي التي يسيطر عليها المسلمون بالحرب والقتال تعود ملكيتها الى عامة المسلمين ويكون إدارتها بيد القائد الأعلى للامة.

أما الاراضي التي لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ولم يسيطر عليها المسلمون بالقتال فتكون لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والامام من بعده خالصة ، فهو يتصرف فيها كما يشاء ويرى ، فله أن يهبها ، وله أن يؤجّرها ، ومن جملة ماله أن يفعل فيها هو أن يهبها لأقربائه فيسدوا بها حاجتهم ، ويديروا بها معيشتهم (١).

وعلى هذا الاساس وهب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدكا لابنته الطاهرة فاطمة الزهراء ، وقد أريد من إيهاب هذه الارض لها ـ كما تشهد بذلك القرائن ـ أمران :

١ ـ انّ قيادة الامة كانت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما صرّح النبي بذلك مرارا ، لـ : « علي بن أبي طالب » ، ومثل هذه المسئولية الثقيلة تحتاج ولا شك الى ميزانية كبيرة ، فكان لعليّ عليه‌السلام أن يصرف من أموال فدك وعائداتها اذا صارت تحت تصرفه اكبر قدر ممكن ليحفظ به ذلك المنصب ، ويستطيع القيام بمتطلباته.

وكأنّ جهاز الخلافة ـ بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أدرك هذه الحقيقة ، ولهذا عمد منذ الايام الاولى لوفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى انتزاع فدك من أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ لقد كان من الواجب أن تعيش ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله التي كان يتمثل مصداقها الكامل في وحيدة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة الزهراء ،

__________________

(١) وقد طرحت هذه المسألة في الآية ٦ و ٧ من سورة الحشر وعولجت في الكتب الفقهية في باب الجهاد تحت عنوان « الفيء » « والأنفال ».