قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

خلافة الرسول صلّى الله عليه وآله بين الشورى والنصّ

خلافة الرسول صلّى الله عليه وآله بين الشورى والنصّخلافة الرسول صلّى الله عليه وآله بين الشورى والنصّ

خلافة الرسول صلّى الله عليه وآله بين الشورى والنصّ

تحمیل

خلافة الرسول صلّى الله عليه وآله بين الشورى والنصّ

21/135
*

ـ وأيّام الخندق ذاتها ؛ أراد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يفتّ في عضد الاحزاب ويفرّق شملهم ليخفّف علىٰ أهل المدينة ضنك الحصار ، بأن يصالح كبير غطفان عيينة بن حصن علىٰ سهم من ثمر المدينة لينسحب بمن معه من غطفان وهوازن ويخذل الأحزاب ، فدعا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لذلك الأمر سيّدي الأوس والخزرج من الأنصار : سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة ، فاستشارهما في ذلك ، فقالا : يا رسول الله ، إن كنت اُمرتَ بشيء فافعله وامضِ له ، وإن كان غير ذلك فوالله لا نعطيهم إلاّ السيف.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لم اُؤمر بشيء ، ولو اُمرت بشيء ما شاورتكما.. بل شيء أصنعه لكم ، والله ما أصنع ذلك إلاّ لأنّني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ، وكالبوكم من كلِّ جانب ، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلىٰ أمرٍ ما ». وسُرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقولهما ، فقال لعيينة بن حصن ، ورفع صوته بها « ارجع ، فليس بيننا وبينكم إلاّ السيف » (١).

وفي هذا كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد اختبر صبر الانصار وثباتهم وصدق إيمانهم.

كما كشف هذا الحوار صراحةً أنّه لا محلّ للشورىٰ في ما كان عن أمر من الله ورسوله.

ـ وفي حدثٍ ثالث كان المستشار علي عليه‌السلام وزيد بن حارثة ، ذلك حين كان حديث الإفك.

ـ وفي حدثٍ رابع استمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلىٰ مشورة امرأة واحدة ، هي اُمّ

__________________

(١) سيرة ابن هشام ٣ : ٢٣٤ ، الاستيعاب ٢ : ٣٧ ، تاريخ الطبري ٢ : ٥٧٣ عن الزهري.