الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

السيّد علي الحسيني الميلاني

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات الشريف الرضي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكوا بعهد ابن مسعود.

هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود ، لا نعرفه إلاّ من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل. ويحيى بن سلمة يضعَّف في الحديث. وأبو الزعراء اسمه عبدالله بن هاني ، وأبو الزعراء الذي روى عنه شعبة والثوري وابن عيينة اسمه عمرو بن عمرو ، وهو أخي أبي الأحوص صاحب ابن مسعود » (١).

ترجمته :

والترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى ، المتوفّى سنة ٢٧٩ هـ ، صاحب أحمد الصحاح الستّة ... غنيّ عن الترجمة والتعريف ، إذ لا كلام بينهم في جلالته وعظمته واعتبار كتابه ، وهذه أسماء بعض مواضع ترجمته :

وفيات الأعيان ٤/٢٧٨ ، تذكرة الحفّاظ ٢/٦٣٣ ، سير أعلام النبلاء ١٣/٢٧٠ ، تهذيب التهذيب ٩/٣٨٧ ، البداية والنهاية ١١/٦٦ ، الوافي بالوفيات ٤/٢٩٤ ، طبقات الحفّاظ : ٢٧٨.

(٣)

أبوبكر البزّار

وأبطله الحافظ الشهير أبوبكر أحمد بن عبدالخالق البزّار صاحب « المسند » المتوفّى سنة ٢٩٢ هـ ، كما عرفت من كلام العلاّمة المناوي الآنف الذكر.

ترجمته :

قال الذهبي : « الحافظ العلاّمة أبوبكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق

__________________

(١) صحيح الترمذي ٥/٦٧٢.

٣٨١

البصري ، صاحب المسند الكبير والمعلّل ... » (١).

ووصفه الذهبي أيضاً بـ « الشيخ الإمام الحافظ الكبير ... » (٢).

وهكذا وصف واثني عليه في المصادر التاريخية والرجاليّة ... فراجع : تاريخ بغداد ٤/٣٣٤ ، النجوم الزاهرة ٣/١٥٧ ، المنتظم ٦/٥٠ ، تذكرة الحفّاظ ٢/٦٥٣ ، الوافي بالوفيات ٧/٢٦٨ ، طبقات الحفّاظ : ٢٨٥ ، تاريخ أصفهان ١/١٠٤ ، شذرات الذهب ٢/٢٠٩.

(٤)

أبو جعفر العقيلي

وقال الحافظ الكبير أبو جعفر العقيلي ، المتوفّى سنة ٣٢٢ هـ ، في كتابه في الضعفاء : « محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم العمري عن مالك. ولا يصحّ حديثه ولا يعرف بنقل الحديث حدّثناه أحمد بن الخليل الخزيبي ، حدثنا إبراهيم ابن محمد بن الحلبي ، حدثني محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم بن عبدالله بن عبيدالله بن إبراهيم بن عمر بن الخطّاب ، قال : أخبرنا مالك ، عن منافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : اقتدوا بالأميرين من بعدي أبي بكر وعمر.

حديث منكر لا أصل له من حديث مالك » (٣).

وقد أورد الحافظان الذهبي وابن حجر طعن العقيلي هذا واعتمدا عليه كما ستعرف.

وأيضاً : ترجم العقيلي « يحيى بن سلمة بن كهيل » في « الضعفاء » وأورد

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٢/٢٢٨.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٣/٥٥٤.

(٣) الضعفاء الكبير ٤/٩٥.

٣٨٢

الحديث عنه عن ابن مسعود بنفس السند الذي في « صحيح الترمذي » وقد تقدّم نصّ عبارته في الفصل الأول.

ترجمته :

وقد أثنى على العقيلي كلّ من ترجم له ... قال الذهبي : « الحافظ الإمام أبو جعفر ... قال مسلمة بن القاسم : كان العقيلي جليل القدر ، عظيم الخطر ، ما رأيت مثله ... وقال الحافظ أبو الحسن ابن سهل القطّان : أبو جعفر ثقة جليل القدر ، عالم بالحديث ، مقدّم في الحفظ ، توفّي سنة ٣٢٢ » (١).

وانظر : سير أعلام النبلاء ١٥/٢٣٦ ، الوافي بالوفيات ٤/٢٩١ ، طبقات الحفّاظ : ٣٤٦ ، وغيرها.

(٥)

أبوبكر النقّاش

وطعن فيه الحافظ الكبير أبوبكر النقّاش ـ المتوفّى سنة ٣٥٤ هـ ـ فقد قال الحافظ الذهبي بعد أن رواه بترجمة أحمد بن محمّد بن غالب الباهلي : « وقال أبوبكر النقّاش : وهو واهٍ » (٢).

ترجمته :

ترجم له الحافظ الذهبي في « سير أعلام النبلاء » ووصفه بـ « العلاّمة المفسّر شيخ القرّاء » (٣). وهكذا ترجم له ووصفه بجلائل الأوصاف غيره من الأعلام

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٣/٨٣٣.

(٢) ميزان الاعتدال ١/١٤٢.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٥/٥٧٣.

٣٨٣

... فراجع :

تذكرة الحفّاظ ٣/٩٠٨ ، تاريخ بغداد ٢/٢٠١ ، المنتظم ٧/١٤ ، وفيات الأعيان ٤/٢٩٨ ، الوافي بالوفيات ٢/٣٤٥ ، مرآة الجنان ٢/٢٤٧ ، طبقات الحفّاظ : ٣٧١.

(٦)

ابن عديّ

وأورده الحافظ أبو أحمد ابن عدي ، المتوفّى سنة ٣٦٥ هـ ، عن أنس بن مالك بترجمة حمّاد بن دليل في « الضعفاء » وعنه السيوطي في الجامع الصغير ، ونصّ هناك على أنّ « هذا الحديث قد روى له حمّاد بن دليل إسنادين ، ولا يروي هذين الإسنادين غير حمّاد بن دليل ».

وقد تقدّم ذكر عبارته كاملةً ، حيث عرفت ما في الإسنادين المذكورين عند ابن عديّ وغيره من الأئمّة في الفصل الأول.

ترجمته :

والحافظ ابن عديّ من أعاظم أئمّة الجرح والتعديل لدى القوم ...

قال السمعاني بترجمته : « كان حافظ عصره ، رحل إلى الاسكندرية وسمرقند ، ودخل البلاد وأدرك الشيوخ. كان حافظاً متقناً لم يكن في زمانه مثله.

قال حمزة بن يوسف السهمي : سألت الدار قطني أنْ يصنّف كتاباً في ضعفاء المحدّثين ، قال : أليس عندك كتاب ابن عديّ؟ فقلت : نعم ، فقال : فيه كفاية لا يزاد عليه » (١).

__________________

(١) الأنساب ـ الجرجاني.

٣٨٤

وانظر : تذكرة الحفّاظ ٣/١٦١ ، شذرات الذهب ٣/٥١ ، مرآة الجنان ٢/٣٨١ ، وغيرها.

(٧)

أبو الحسن الدار قطني

وقال الحافظ الشهير أبو الحسن الدار قطني ـ المتوفى سنة ٣٨٥ هـ ـ بعد أن أخرج الحديث بسنده عن العمري : « لا يثبت ، والعمري هذا ضعيف » (١).

ترجمته :

وكتب الرجال والتاريخ مشحونة بالثناء على الدار قطني ...

قال الذهبي : « الدار قطني ـ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي الحافظ المشهور ، صاحب التصانيف ... ذكره الحاكم فقال : صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع ، وإماماً في القرّاء والنحاة ، صادفته فوق ما وصف لي ، وله مصنّفات يطول ذكرها. وقال الخطيب : كان فريد عصره ، وفزيع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته ... وقال القاضي أبو الطيّب الطبري : الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث!! » (٢).

وقال ابن كثير : « ... الحافظ الكبير ، اُستاذ هذه الصناعة وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا ... كان فريد عصره ونسيج وحده وإمام دهره ... وله كتابه المشهور ... وقال ابن الجوزي : قد اجتمع له معرفة الحديث والعلم بالقراءات والنحو والفقه والشعر ، مع الإمامة والعدالة وصحّة العقيدة » (٣).

__________________

(١) انظر : لسان الميزان ٥/٢٣٧.

(٢) العبر ٣/٢٨.

(٣) البداية والنهاية ١١/٣١٧.

٣٨٥

وراجع : وفيات الأعيان ٢/٤٥٩ ، تاريخ بغداد ١٢/٣٤ ، النجوم الزاهرة ٤/١٧٢ ، طبقات الشافعية ٣/٤٦٢ ، طبقات القرّاء ١/٥٥٨ ، وغيرها.

(٨)

ابن حزم الأندلسي

وقد نصّ الحافظ ابن حزم الأندلسي ، المتوفّى سنة ٤٧٥ ، هـ ، على بطلان هذا الحديث وعدم جواز الإحتجاج به ... فإنّه قال في رأي الشيخين ما نصّه : « أمّا الرواية : اقتدوا باللذين من بعدي. فحديث لا يصّح ، لأنّه مرويّ عن مولى لربعيّ مجهول ، وعن المفضّل الضبيّ وليس بحجّة.

كما حدّثنا أحمد بن محمد بن الجسور ، نا محمد بن كثير الملاّئي ، نا المفضّل الضبيّ ، عن ضرار بن مرّة ، عن عبدالله بن أبي الهذيل العنزي ، عن جدّته ، عن النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكوا بعهد ابن أُمّ عبد.

وكما حدّثناه أحمد بن قاسم ، قال : نا أبي قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ ، قال : حدّثني قاسم بن أصبغ ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا محمد ابن كثير ، أنا سفيان الثوري ، عن عبدالملك بن عمير ، عن مولى لربعي ، عن ربعي ، عن حذيفة ...

وأخذناه أيضاً عن بعض أصحابنا ، عن القاضي أبي الوليد ابن الفرضي ، عن ابن الدخيل ، عن العقيلي ، نا محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن فضيل ، نا وكيع ، نا سالم المرادي ، عن عمرو بن هرم ، عن ربعي بن حراش وأبي عبدالله ـ رجل من أصحاب حذيفة ـ عن حذيفة.

قال أبو محمد : سالم ضعيف. وقد سمّى بعضهم المولى فقال : هلال مولى

٣٨٦

ربعيّ. وهو مجهول لا يعرف من هو أصلاً. ولو صحّ لكان عليهم لا لهم ، لأنّهم ـ نعني أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي ـ أترك الناس لأبي بكر وعمر. وقد بيّنّا أنّ أصحاب مالك خالفوا أبابكر ممّا رووا في الموطّأ خاصة في خمسة مواضع ، وخالفوا عمر في نحو ثلاثين قضية ممّا رووا في الموطّأ خاصة. قد ذكرنا أيضاً أنّ عمر وأبابكر اختلفا ، وأنّ أتّباعهما فيما اختلفا فيه متعذّر ممتنع لا يعذر عليه أحد ».

وقال في الفصل :

« قال أبو محمد : ولو أنّنا نستجيز التدليس والأمر الذي لو ظفر به خصومنا طاروا به فرحاً أو أبلسوا أسفاً ـ لاحتججنا بما روي : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

قال أبو محمد : ولكنّه لم يصحّ ، ويعيذنا الله من الاحتجاج بما لا يصحّ » (١).

ترجمته :

وأبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي ، حافظ ، فقيه ، ثقة ، له تراجم حسنة في كتبهم ، وإن كانوا ينتقدون عليه صراحته وشدّته في عباراته ...

قال الحافظ ابن حجر : « الفقيه الحافظ الظاهري ، صاحب التصانيف ، كان واسع الحفظ جدّاً ، إلاّ أنّه لثقة حافظته كان يهجم ، كالقول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الرواة ، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة.

قال صاعد بن أحمد الربعي : كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس كلّهم لعلوم الإسلام وأشبعهم معرفة ، وله مع ذلك توسّع في علم البيان ، وحظّ من البلاغة ، ومعرفة بالسِيَر والأنساب.

قال الحميدي : كان حافظاً للحديث ، مستنبطاً للأحكام من الكتاب

__________________

(١) الإحكام في اُصول الاحكام : المجلّد ٢ الجزء ٦ ص٢٤٢ ـ ٢٤٣. الفصل في الملل والنحل ٤/٨٨.

٣٨٧

والسُنّة ، متفنّناً في علومٍ جَمّة ، عاملاً بعلمه ، ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ والتديّن وكرم النفس ، وكان له في الأثر باع واسع.

قال مؤرّخ الأندلس أبو مروان ابن حبّان : كان ابن حزم حامل فنون من حديث وفقه ونسب وأدب ، مع المشاركة في أنواع التعاليم القديمة ، وكان لا يخلو في فنونه من غلط ، لجرأته في السؤال على كل فنّ » (١).

وراجع : وفيات الأعيان ٣/١٣ ، نفح الطيب ١/٣٦٤ ، العبر في خبر من غبر ٣/٢٣٩.

(٩)

برهان الدين العبري الفرغاني

وقد نصّ العلاّمة عبيدالله بن محمد العبري الفرغاني الحنفي ـ المتوفّى سنة ٧٤٣ هـ ـ على أنّه حديث موضوع لا يجوز الاستدلال به والاستناد إليه ، وهذا نصّ كلامه : « وقيل : إجماع الشيخين حجّة لقوله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. فالرسول أمرنا بالاقتداء بهما ، والأمر للوجوب ، وحينئذٍ يكون مخالفتهما حراماً. ولا نعني بحجّيّة إجماعهما سوى ذلك.

الجواب : إنّ الحديث موضوع لما بيّنّا في شرح الطوالع » (٢).

ترجمته :

والعبري من كبار أئمّة القوم في علم الكلام والمعقول ، وشرحه على « المنهاج » وعلى « الطوالع » للقاضي البيضاوي من أشهر كتبهم في الكلام والأُصول

__________________

(١) لسان الميزان ٤/١٩٨.

(٢) شرح المنهاج ـ مخطوط.

٣٨٨

... وقد ترجموا له وأثنوا عليه واعترفوا بفضله.

قال الحافظ ابن حجر : « كان عارفاً بالأصلين ، وشرح مصنّفات ناصر الدين البيضاوي ... ذكره الذهبي في المشتبه ـ في العبري ـ فقال : عالم كبير في وقتنا وتصانيفه سائرة. ومات في شهر رجب سنة ٧٤٣. قلت : رأيت بخطّ بعض فضلاء العجم أنّه مات في غرّة ذي الحجّة منها وهوأثبت ، ووصفه فقال : هو الشريف المرتضى قاضي القضاة ، كان مطاعاً عند السلاطين ، مشهوراً في الآفاق ، مشاراً إليه في جميع الفنون ، ملاذ الضعفاء ، كثير التواضع والإنصاف » (١).

وقال الأسنوي : « كان أحد الأعلام في علم الكلام والمعقولات ، ذا حظٍّ وافر من باقي العلوم ، وله التصانيف المشهورة » (٢).

وقال اليافعي : « الإمام العلاّمة ، قاضي القضاة ، عبيدالله بن محمد العبري الفرغاني الحنفي ، البارع العلاّمة المناظر ، يضرب بذكائه ومناظرته المثل ، كان إماماً بارعاً ، متفنّناً ، تخرج به الأصحاب ، يعرف المذهبين الحنفي والشافعي ،. وأقرأهما وصنّف فيهما. وأمّا الأُصول والمعقول فتفرّد فيها بالإمامة ، وله تصانيف ... وكان اُستاذ الاُستاذين في وقته » (٣).

(١٠)

شمس الدين الذهبي

وأبطل الحافظ الكبير الذهبي ـ المتوفّى سنة ٧٤٨ هـ ـ هذا الحديث مرّة بعد

__________________

(١) الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٢/٤٣٣.

(٢) طبقات الشافعية ٢/٢٣٦.

(٣) مرآة الجنان ٤/٣٠٦.

٣٨٩

اُخرى ، واستشهد بكلمات جهابذة فنّ الحديث والرجال ... وإليك ذلك :

قال : « أحمد بن صليح ، عن ذي النون المصري ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر بحديث : اقتدوا باللذين من بعدي.

وهذا غلط ، وأحمد لا يعتمد عليه » (١).

وقال : « أحمد بن محمد بن غالب الباهلي غلام خليل ، عن إسماعيل بن أبي اويس وشيبان وقرّة بن حبيب. وعنه : ابن كامل وابن السماك وطائفة.

وكان من كبار الزّهاد ببغداد. قال ابن عديّ : سمعت أبا عبدالله النهاوندي يقول : قلت لغلام خليل : ما هذه الرقائق التي تحدّث بها؟ قال : قال وضعناها لنرقّق بها قلوب العامة.

وقال أبو داود : أخشى أن يكون دجّال بغداد.

وقال الدار قطني : متروك.

ومن مصائبه : قال : حدّثنا محمد بن عبدالله العمري ، حدّثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

فهذا ملصق بمالك. وقال أبوبكر النقّاش : وهو واهٍ ... » (٢).

وقال : « محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم بن عبدالله بن عبيدالله بن عاصم بن عمر بن الخطّاب العدوي ، العمري.

ذكره العقيلي وقال : لا يصحّ حديثه ، ولا يعرف بنقل الحديث ، حدّثنا أحمد ابن الخليل ، حدّثنا أحمد ابن الخليل ، حدّثنا إبراهيم بن محمد الحلبي ، حدّثني محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم ، أنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً : اقتدوا باللذين من بعدي.

فهذا لا أصل له من حديث مالك ، بل هو معروف من حديث حذيفة بن

__________________

(١) ميزان الاعتدال في نقد الرجال ١/١٠٥.

(٢) ميزان الاعتدال في نقد الرجال ١/١٤١.

٣٩٠

اليمان.

وقال الدار قطني : العمري هذا يحدّث عن مالك بأباطيل.

وقال ابن منده : له مناكير » (١).

وقال : « عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود مرفوعاً : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكوا بعهد ابن مسعود.

قلت : سنده واهٍ جدّاً » (٢).

ترجمته :

والذهبي أعرف من أنْ يعرّف ، فهو إمام المتأخرين في التواريخ والسيِّر ، والحجّة عندهم في الجرح والتعديل ... وإليك بعض مصادر ترجمته : الدرر الكامنة ٣/٣٣٦ ، الوافي بالوفيات ٢/١٦٣ ، طبقات الشافعية ٥/٢١٦ ، فوات الوفيات ٢/٣٧٠ ، البدر الطالع ٢/١١٠ ، شذرات الذهب ٦/١٥٣ ، النجوم الزاهرة ١٠/١٨٢ ، طبقات القرّاء ٢/٧١.

(١١)

نور الدّين الهيثمي

ونصّ الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ المتوفّى سنة ٨٠٧ هـ ـ على سقوط الحديث عن أبي الدرداء حيث قال : « وعن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ،

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣/٦١٠.

(٢) تلخيص المستدرك ٣/٧٥.

٣٩١

فإنّهما حبل الله الممدود ، ومن تمسّك بهما فقد تمسّك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.

رواه الطبراني : وفيه من لم أعرفهم » (١).

وكذا عن ابن مسعود. وقد تقدّمت عبارته.

ترجمته :

والحافظ الهيثمي من أكابر حفّاظ القوم وآئمّتهم.

قال الحافظ السخاوي بعد وصفه بالحفظ : « وكان عجباً في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة والأوراد وخدمة الشيخ ...

قال شيخنا في معجمه : كان خيّراً ساكناً سليم الفطرة ، شديد الإنكار للمنكر ، كثير الاحتمال لشيخنا ولأولاده ، محبّاً في الحديث وأهله ...

وقال البرهان الحلبي : إنّه كان من محاسن القاهرة.

وقال التقيّ الفاسي : كان كثير الحفظ للمتون والآثار ، صالحاً خيّراً.

وقال الأفقهسي : كان إماماً عالماً حافظاً زاهداً ...

والثناء علي دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جدّاً ... » (٢).

وراجع أيضاً : حسن المحاضرة ١/٣٦٢ ، طبقات الحفّاظ : ٥٤١ ، البدر الطالع ١/٤٤.

(١٢)

ابن حجر العسقلاني

واقتفى الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ المتوفّى سنة ٨٥٢ هـ ـ أثر الحافظ

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩/٥٣.

(٢) الضوء اللامع ٥/٢٠٠.

٣٩٢

الذهبي ، فأبطل الحديث في غير موضع. فقال بترجمة أحمد بن صليح :

« أحمد بن صليح ، عن ذي النون المصري ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما بحديث : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. وهذا غلط. وأحمد لا يعتمد عليه » (١).

وقال بترجمة غلام خليل بعد كلام الذهبي : « وقال الحاكم : سمعت الشيخ أبابكر ابن إسحاق يقول : أحمد بن محمد بن غالب ممّن لا أشكً في كذبه.

وقال أبو أحمد الحاكم : أحاديثه كثيرة لا تحصى كثرةً ، وهو بينّ الأمر في الضّعف.

وقال أبو داود : قد عرض عليّ من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلّها. وروى عن جماعةٍ من الثقات أحاديث موضوعة على ما ذكره لنا القاضي أحمد بن كامل ، مع زهده وورعه. ونعوذ بالله من ورع يقيم صاحبه ذلك المقام » (٢).

وأضاف إلى كلام الذهبي بترجمة محمد العمري : « وقال العقيلي بعد تخريجه : هذا الحديث منكر لا أصل له. وأخرجه الدار قطني من رواية أحمد الخليلي البصري بسنده وساق بسندٍ كذلك ثم قال : لا يثبت ، والعمري هذا ضعيف » (٣).

ترجمته :

وابن حجر العسقلاني حافظهم على الإطلاق ، وشيخ الإسلام عندهم في جميع الآفاق ، إليه المرجع في التاريخ والحديث والرجال ، وعلى كتبه المعوّل في جميع العلوم ... قال الحافظ السيوطي :

« الإمام الحافظ في زمانه ، قاضي القضاة ، انتهت إليه الرحلة والرياسة في

__________________

(١) لسان الميزان ١/١٨٨.

(٢) لسان الميزان ١/٢٧٢.

(٣) لسان الميزان ٥/٢٣٧.

٣٩٣

الحديث في الدنيا بأسرها ، لم يكن في عصره حافظ سواه. وألّف كتباً كثيرة كشرح البخاري ، وتغليق التعليق ، وتهذيب التهذيب ، وتقريب التهذيب ، ولسان الميزان ، والإصابة في الصحابة ، ونكت ابن الصلاح ، ورجال الأربعة وشرحها ، والألقاب ... » (١).

وهكذا وصف في كلّ كتاب توجد فيه ترجمة له ... فراجع : البدر الطالع ١/٨٧ ، الضوء اللامع ٢/٣٦ ، شذرات الذهب ٨/٢٧٠ ، ذيل رفع الإصر : ٨٩ ، ذيل تذكرة الحفّاظ : ٣٨٠.

(١٣)

شيخ الإسلام الهروي

وقال الشيخ أحمد بن يحيى الهروي الشافعي ـ المتوفّى سنة ٩١٦ هـ ـ ما نصّه :

« من موضوعات أحمد الجرجاني :

من قال القرآن مخلوق فهو كافر. الإيمان يزيد وينقص. ليس الخبر كالمعاينة. الباذنجان شفاء من كلّ داء. دانق من حرام أفضل عندالله من سبعين حجة مبرورة. موضوع. اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر وعمر. باطل.

إن الله يتجلّى للخلائق يوم القيامة ويتجلّى لأبي بكر خاصّة. باطل » (٢).

ترجمته :

وهذا الشيخ من فقهاء الشّافعية ، وكان شيخ الإسلام بمدينة هراة ، وهو

__________________

(١) حسن المحاضرة : ١/٣٦٣.

(٢) الدرّ النضيد : ٩٧.

٣٩٤

حفيد السّعد التفتازاني.

قال الزركلي : « أحمد بن يحيى بن محمد بن سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني الهروي ، شيخ الإسلام ، من فقهاء الشافعية ، يكنّى سيف الدين ويعرف بـ « حفيد السعد » التفتازاني. كان قاضي هراة مدّة ثلاثين عاماً ، ولمّا دخل الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي كان الحفيد ممّن جلسوا لاستقباله في دار الإمارة ، ولكّن الوشاة اتّهموه عند الشاه بالتعصّب ، فأمر بقتله مع جماعةٍ من علماء هراة ، ولم يعرف له ذنب ، ونعت بالشهيد. له كتب منها : مجموعة سمّيت : الدرّ النضيد من مجموعة الحفيد ط. في العلوم الشرعية والعربيّة ... » (١).

(١٤)

عبدالرؤوف المناوي

وطعن العلاّمة عبدالرؤوف بن تاج العارفين المناوي المصري ـ المتوفّى سنة ١٠٢٩ هـ ـ في سند الحديث عن حذيفة ، وتعقّبه عن ابن مسعود بكلمة الذهبي. وهذا نصّ عبارته :

« ( اقتدوا باللذين ) بفتح الذال. أي الخليفتين اللذين يقومان ( من بعدي : أبوبكر وعمر ) أمره بمطاوعتهما يتضمّن الثناء عليهما ، ليكونا أهلاً لأن يطاعا فيما يأمران به وينهيان عنه ، المؤذن بحسن سيرتهما وصدق سريرتهما ، وإيماء لكونهما الخليفتين بعده. وسبب الحثّ على الاقتداء بالسابقين الأولين ما فطروا عليه من الأخلاق المرضيّة والطبيعة القابلة للخيور السنيّة ، فكأنّهم كانوا قبل الإسلام كأرض طيّبة في نفسها ، لكنّها معطّلة عن الحرث بنحو عوسج وشجر عضاة. فلمّا

__________________

(١) الأعلام ١/٢٧٠.

٣٩٥

اُزيل ذلك منها بظهور دولة الهدى أنبتت نباتاً حسناً ، فلذلك كانوا أفضل الناس بعد الأنبياء ، وصار أفضل الخلق بعدهم من اتّبعهم بإحسان إلى يوم الصراط والميزان.

فإن قلت : حيث أمر باتّباعهما فكيف تخلّف علي رضي الله عنه عن البيعة؟

قلت : كان لعذر ثم بايع. وقد ثبت عنه الانقياد لأوامرهما ونواهيهما وإقامة الجمع والأعياد معهما والثناء عليهما حيّين وميّتين.

فإن قلت : هذا الحديث يعارض ما عليه أهل الاُصول من أنّه لم ينصّ على خلافة أحد.

قلت : مرادهم لم ينصّ نصّاً صريحاً. وهذا كما يحتمل الخلافة يحتمل الاقتداء بهم في الرأي والمشورة والصلاة وغير ذلك.

( حم ت ) في المناقب وحسّنه (ه) من حديث عبدالملك بن عمير عن ربعي ( عن حذيفة ) بن اليمان.

قال ابن حجر : اختلف فيه على عبدالملك. وأعلّه أبو حاتم. وقال البزّار كابن حزم : لا يصحّ. لأنّ عبدالملك لم يسمعه من ربعي ، وربعي لم يسمعه من حذيفة. لكن له شاهد. وقد أحسن المصنّف حيث عقّبه بذكر شاهده فقال :

( اقتدوا باللذين ) بفتح الذال ( من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ) بن ياسر ، أي سيروا واسترشدوا بإرشاده فإنّه ما عرض عليه أمران إلاّ اختار أرشدهما ، كما يأتي في حديث ( وتمسّكوا بعهد ابن مسعود ) عبدالله ، أي ما يوصيكم به.

قال التوربشتي : أشبه الأشياء بما يراد من عهده أمر الخلافة ، فإنّه أوّل من شهد بصحّتها وأشار إلى استقامتها قائلاً : ألا نرضى لدنيانا من رضيه لديننا نبينا ، كما يومئ إليه المناسبة بين مطلع الخبر وتمامه.

(ت) وحسّنه ( عن ابن مسعود. الروياني عن حذيفة ) قال : بينا نحن عند رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إذ قال : لا أدري ما قدر بقائي فيكم ، ثم

٣٩٦

ذكره. ( عد من أنس ).

ورواه الحاكم عن ابن مسعود باللفظ المذكور قال الذهبي : وسنده واهٍ » (١).

ترجمته :

والمناويّ علاّمة محقّق كبير ، وكتابه ( فيض القدير ) من الكتب المفيدة وقد ترجم له وأثنى عليه العلاّمة المحبّي ووصفه بـ « الإمام الكبير الحجّة » وهذه عبارته :

« عبدالرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين ، الملقّب بزين الدين ، الحدادي ثم المناوي ، القاهري ، الشافعي.

الإمام الكبير الحجّة ، الثبت القدوة ، صاحب التصانيف السائرة ، وأجلّ أهل عصره من غير ارتياب.

وكان إماماً فاضلاً ، زاهداً ، عابداً ، قانتاً لله خاشعاً له ، كثير النفع ، وكان متقرباً بحسن العمل ، مثابراً على التسبيح والأذكار ، صابراً صادقاً ، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلةٍ واحدةٍ من الطعام.

وقد جمع من العلوم والمعارف ـ على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ـ ما لم يجتمع في أحدٍ ممّن عاصره ... » (٢).

(١٥)

ابن درويش الحوت

وقال العلاّمة ابن درويش الحوت ـ المتوفّى سنة ١٠٩٧ هـ ـ : « خبر ( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ).

رواه أحمد والترمذي وحسنّه. وأعلّه أبو حاتم ، وقال البزّار كابن حزم : لا

__________________

(١) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ٢/٥٦.

(٢) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٢/٤١٢ ـ ٤١٦.

٣٩٧

يصحّ. وفي رواية للترمذي وحسّنها : واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكوا بعهد ابن مسعود. وقال الهيثمي : سندها واهٍ » (١).

* * *

__________________

(١) اسنى المطالب : ٤٨.

٣٩٨

(٣)

تأمّلات في متن ودلالة

حديث الاقتداء

قد أشرنا في المقدّمة إلى استدلال القوم بحديث الاقتداء في باب الخلافة والإمامة وفي الفقه والاُصول في مسائل مهمّة ...

فقد استدلّ به القاضي البيضاوي في كتابه الشهير « طوالع الأنوار في علم الكلام » وابن حجر المكّي في « الصواعق المحرقة » وابن تيميّة في « منهاج السُنّة » وولي الله الدهلوي ـ صاحب : حجّة الله البالغة ـ في كتابه « قرّة العينين في تفضيل الشيخين » ... ومن الطريف جدّاً أنّ هذا الأخير ينسب رواية الحديث إلى البخاري ومسلم ... وهذه عبارته :

« قوله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

فعن حذيفة : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : أقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. متّفق عليه.

وعن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكوا بعهد ابن مسعود. أخرجه الترمذي » (١).

إذ لا يخفى أنّ النسبة كاذبة ... إلاّ أن يكون « متّفق عليه » اصطلاحاً خاصاً بالدهلوي ، يعني به اتّفاقهما على عدم الإخراج!!

واستدلّ به الشيخ علي القاري ... ووقع فيما وقع فيه الدهلوي ...

__________________

(١) قرة العينين : ١٨٩.

٣٩٩

فقد جاء في « شرح الفقه الأكبر » : « مذهب عثمان وعبدالرحمن بن عوف : أنّ المجتهد يجوز له أنْ يقلِّد غيره إذا كان أعلم منه بطريق الدين ، وأنْ يترك اجتهاد نفسه ويتّبع اجتهاد غيره. وهو المروي عن أبي حنيفة ، لا سيّما وقد ورد في بعموم هذا الحديث وظاهره ».

ولعلّة يريد غير صحيحي البخاري ومسلم!! وإلاّ فقد نصّ الحاكم ـ كما عرفت ـ على أنّهما لم يخرجاه!!

وهكذا فإنّك تجد حديث الاقتداء ... يُذكر أو يُستدلّ به في كتب الاُصول المعتمدة ... فقد جاء في المختصر :

« مسألة : الإجماع لا ينعقد بأهل البيت وحدهم خلافاً للشيعة. ولا بالأئمة الأربعة عند الأكثرين خلافاً لأحمد. ولا يأبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ عند الأكثرين. قالوا : عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين من بعدي. اقتدوا باللذين من بعدي. قلنا : يدلّ على أهلية اتّباع المقلّد ، ومعارض بمثل : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم. وخذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء ».

قال شارحه العضد : « أقول : لا ينعقد الإجماع بأهل البيت وحدهم مع مخالفة غيرهم لهم ، أو عدم الموافقة والمخالفة ، خلافاً للشيعة. ولا بالأئمة الأربعة عند الأكثرين خلافاً لأحمد. ولا بأبي بكر وعمر عند الأكثرين خلافاً لبعضهم.

لنا : أنّ الأدّلة لا تتناولهم. وقد تكرّر فلم يكرّر. أمّا الشيعة فبنوا على أصلهم في العصمة ، وقد قرّر في الكلام فلم يتعرّض له. وأمّا الآخرون فقالوا : قال عليه الصلاة والسلام : عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين من بعدي. وقال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

الجواب : أنّهما إنّما يدلاّن على أهلية الأربعة أو الاثنين لتقليد المقلّد لهم ، لا على حجّية قولهم على المجتهد. ثم إنّه معارض بقوله : أصحابي كالنجوم ... » (١).

__________________

(١) شرح المختصر في الاصول ٢/٣٦.

٤٠٠