الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

السيّد علي الحسيني الميلاني

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات الشريف الرضي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

تقدّم في الكتاب ذكره كذلك.

٣ ـ ما جاء في أنّ الحسين عليه‌السلام إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة. وقد تقدّم في الكتاب إشارة إليه كذلك.

وهذا هو الحق الثابت عند أهله ، وأخبارهم وآثارهم به متواترة قطعية.

ثمّ إنّ السعد لا ينكر ولادة الامام المهدي ابن الحسن العسكري عليه‌السلام ، وبولادته صرّح كثير من علماء أهل السنة من محدثين ومؤرخين وفقهاء وعرفاء ، كالحافظ أحمد بن محمّد البلاذري ، وابن الازرق المؤرخ ، والحافظ أبي بكر البيهقي ، وابن الوردي ، وصلاح الدين الصّفدي ، وكمال الدين ابن طلحة الشافعي ، وسبط ابن الجوزي الحنفي ، ونور الدين ابن الصبّاغ المالكي ، وصدر الدّين الحمويني ، وابن حجر المكي ، وابن عربي ، وعبدالوهّاب الشّعراني ... وغيرهم ... وكلمات الجميع مدوّنة في الكتب المؤلّفة في أخبار المهدي التي تعدّ بالمئات ...

وقد صرّح غير واحد منهم باختفائه عن الناس ، كابن حجر المكي الشافعي والقندوزي الحنفي كما في ( ينابيع المودّة ) وابن الصبّاغ المالكي في ( الفصول المهمّة ) ...

فالمهدي ـ وهو ابن الحسن العسكري ـ مولود موجود ، والسّعد ليس من المنكرين ، وإنّما قال :

( لأنّه ادعاء أمر يستبعد جداً ... ).

وقال :

( ولأن اختفاء إمام هذا القدر من الأنام بحيث لا يذكر منه إلاّ الاسم بعيد جداً ).

وفيه : أولاً : إنّه ليس بحيث لا يذكر منه إلاّ الاسم ، فإنّ أوليائه بوجوده ينتفعون وبنور هدايته يستضيئون ، وما يدري السّعد! وثانياً : إنّ المراد من الاختفاء هو عدم العلم بشخصه ومكانه ، وإلاّ فإنّه يتجوّل في البلاد ويحضر

٢٨١

الموسم ، بخدمه وحشمه ... وثالثاً : إنّ الاستبعاد المجرّد لأمر يرتفع بمجرّد وقوع نظير له في الوجود ، فكيف ، والنظائر كثيرة لا تحصر؟

قال :

( ولأنّ بعثه مع هذا الاختفاء عبث ... ).

أقول :

هذا اعتراض على الله سبحانه ـ وإلاّ فإنّ نظائره بين الأنبياء كثيرون ...

قال : ( ولو سلّم فكان ينبغي أن يكون ظاهراً ... ).

أقول :

صحيح أنّ الانتفاع الكامل به يكون إذا كان ظاهراً ، ولكن الانتفاع به حال كونه مختفياً يعلمه أهله ولكن غيرهم لا يشعرون ...

قال :

( فما يقال : إن عيسى يقتدي بالمهدي أو بالعكس شيء لا مستند له ، فلا ينبغي أن يعوّل عليه ).

أقول :

هذا إنكار للحديث المتفق عليه الصريح في أنّ عيسى عليه‌السلام يصلّي خلفه ، ولعلّ الوجه لعدم التعويل عليه كلامه بعد ذلك :

قال :

( نعم هو وإن كان حينئذٍ من أتباع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فليس منعزلاً عن النبوة ، فلا محالة يكون أفضل من الامام ، إذ غاية علماء الأمّة الشبه بأنبياء بني إسرائيل ).

أقول :

إنّ البحث عن المهدي عليه‌السلام وأخباره يستوعب كتباً عديدة ، ونحن نتعرّض باختصار لبعض ما ورد في خصوص أن عيسى عليه‌السلام يقتدي به في الصلاة. ليتبينّ أن ما ذكره السعد هنا جهل أو تعصّب فنقول :

٢٨٢

أخرج البخاري ومسلم ، كلاهما في باب نزول عيسى ، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ».

وأخرجه ابن ماجة عن أبي أمامة الباهلي.

والحاكم عن أبي نضرة وصححه على شرط مسلم.

وأبو نعيم عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبدالله.

وهو عند غيرهم عن غير واحدٍ من الصحابة.

والحديث بذلك متواتر كما نصّ عليه بعض الأعلام ، فلاحظ : الصواعق المحرقة ٩٩ حيث ذكر ذلك وأضاف : « إن المهدي يصلي بعيسى هو الذي دلّت عليه الأحاديث ».

وقال الحافظ السيوطي رداً على من أنكر ذلك :

« هذا من أعجب العجب ، فإنّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدّة أحاديث صحيحة ، بإخبار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو الصادق المصدّق الذي لا يخلف خبره ... » راجع : الحاوي للفتاوي ٢/١٦٧.

أللهمّ ثبّتنا على القول بإمامته وإمامة آبائه الطاهرين وشريعة جدّه سيد المرسلين ، ووفّقنا لما تحبّه وترضاه يوم الدين ، واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم يا أرحم الرّاحمين ، وصلّى الله على محمّد وآله المعصومين والحمد لله ربّ العالمين.

٢٨٣

رسالة

في صلاة أبي بكرٍ

٢٨٤
٢٨٥

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

وبعد ...

فهذه رسالة وجيزه تناولت فيها خبر : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر في أيّام مرض موته أبابكر بالصلاة بالمسلمين ، وأنّه خرج إلى المسجد وصلّى خلفه معهم ... بالبحث والتحقيق ، وإنّه بذلك لحقيق :

لتعلّقه بأحوال النبّي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيرته المباركة ...

ولتمسّك القائلين بخلافة أبي بكر من بعده به ...

وللأحكام الشرعية والمسائل الاعتقادية المستفادة منه ...

ولأمور غير ذلك ...

لقد بحثت عن الخبر من أهمّ نواحيه ، وسبرتُ ما قيل فيه ، وتوصّلت على ضوء ذلك إلى واقع الحال ... وحقّ المقال ...

فإلى أهل التحقيق والفضل ... هذا البحث غير المسبوق ولا المطروق من

٢٨٦

قبل ، أرجو أن ينظروا فيه بعين الإنصاف ... بعيداً عن التعصّب والاعتساف .. وما توفيقي إلاّ بالله.

* * *

٢٨٧

(١)

أسانيد الحديث ونصوصه

لقد أتفّق المحدّثون كلّهم على إخراج هذا الحديث ، فلم يخلُ منه ( صحيح ) ولا ( مسند ) ولا ( معجم ) ... لكنّا اقتصرنا هنا على ما أخرجه أرباب ( الصحّاح الستّة ) وما أخرجه أحمد بن حنبل في ( المسند ) ... لكون ما جاء في هذه الكتب هو الأتمّ لفظاً والأقوى سنداً ، فإذا عرف حاله عرف حال غيره ، ولم تكن حاجة إلى التطويل بذكره ...

الموطّأ :

جاء في ( الموطّأ ) : « وحدّثني عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم خرج في مرضه فأتى فوجد أبابكر وهو قائم يصلّى بالناس ، فاستأخر أبوبكر فأشار إليه رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أن كما أنت ؛ فجلس رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إلى جنب أبي بكر ، فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله عليه [ وآله ] وسلّم وهو جالس ، وكان الناس يصلّون بصلاة أبي بكر » (١).

صحيح البخاري :

وأخرجه البخاري في مواضع كثيرة من ( صحيحة ) منها ما يلي :

١ ـ حدّثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، قال الأسود : قال : كنّا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها : فقالت :

__________________

(١) الموطّأ ـ بشرح السيوطي ـ ١/١٥٦ ، وفي طبعة محمّد فؤاد عبدالباقي ١/١٣٦.

٢٨٨

« لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن ، فقال : مُروا أبابكر فليصلّ بالناس. فقيل له : إنّ أبابكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلّى بالناس ؛ وأعاد فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال : إنّكنّ صواحب يوسف! مُروا أبابكر فليصلّ بالناس.

فخرج أبوبكر فصلّى ، فوجد النّبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم من نفسه خفّةً ، فخرج يهادي بين رجلين ، كأنّي أنظر رجليه تخطّان من الوجع ، فأراد أبوبكر أن يتأخر ، فأومأ إليه النّبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أن مكانك.

ثم أتي به حتّى جلس إلى جنبه.

قيل للأعمش : وكان النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يصلّي وأبوبكر يصلّي بصلاته والناس يصلّون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه : نعم.

قيل للأعمش : وكان النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يصلّي وأبوبكر يصلّي بصلاته والناس يصلّون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه : نعم.

رواه أبو داود (١) عن شعبة عن الأعمش بعضه. وزاد أبو معاوية : جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبوبكر يصلّي قائماً » (٢).

٢ ـ حدّثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدّثنا ابن وهب ، قال : حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن حمزة بن عبدالله أنّه أخبره عن أبيه ، قال : « لمّا اشتدّ برسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وجعه قيل له في الصلاة! فقال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس.

قالت عائشة : إنّ أبابكر رجل رقيق ، إذا قرأ غلبه البكاء.

قال مروه فيصلّي. فعاودته.

قال : مروه فيصلّي ، إنّكنّ صواحب يوسف» (٣).

٣ ـ حدّثنا زكريّا بن يحيى ، قال : حدّثنا ابن نمير ، قال : أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : قالت : « أمر رسول الله صلّى الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم

__________________

(١) هو أبو داود الطيالسي.

(٢) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٢٠ باب حدّ المريض أن يشهد الجماعة.

(٣) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٣٠ باب : أهل العلم والفضل أحقّ بالإمامة.

٢٨٩

أن يصلّي بالناس في مرضه ، فكان يصلّي بهم.

قال عروة : فوجد رسول الله صلّى الله عليه و[ وآله ] وسلّم نفسه خفّةً ، فخرج فإذا أبوبكر يؤمّ الناس ، فلمّا رآه أبوبكر استأخر فأشار إليه أنْ كما أنت.

فجلس رسول الله حذاء أبي بكر إلى جنبه ، فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله صلّى الله عليه و[ وآله ] وسلّم والناس يصلّون بصلاة أبي بكر » (١).

٤ ـ حدّثنا إسحاق بن نصر ، قال : حدّثنا حسين ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، قال : حدّثني أبو بردة ، عن أبي موسى ، قال : « مرض النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فاشتدّ مرضه فقال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس.

قالت عائشة : إنّه رجل رقيق ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلّى بالناس!.

قال : مروا أبابكر فليصلِّ بالناس ، فعادت.

فقال : مُري أبابكر فليصلِّ بالناس فإنّكنّ صواحب يوسف.

فأتاه الرسول فصلّى بالناس في حياة النبّي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم » (٢).

٥ ـ حدّثنا عبدالله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أم المؤمنين أنّها قالت : « إنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال في مرضه : مروا أبابكر يصلّي بالناس.

قالت : عائشة : قلت : إنّ أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء! فمُر عمر فليصلّ للناس.

فقالت عائشة : فقلت : لحفصة قولي له : إن أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فَمُرْ عمر فليصلِّ للناس. ففعلت حفصة.

فقال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : صه ، إنّكنّ لأنتنّ صواحب يوسف ، مروا أبابكر فليصلّ للناس.

__________________

(١) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٣٢ باب من قام إلى جنب الإمام لعلّةٍ.

(٢) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٣٠.

٢٩٠

فقالت : حفصة لعائشة : ما كنتَ لأُصيب منك خيراً » (١).

٦ ـ حدّثنا أحمد بن يونس ، قال : حدّثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة ، قال : « دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم؟

قلت : بلى ، ثقل النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فقال : أصلّى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك.

قال : ضعوا لي ماءً في المخضب ، قالت : ففعلنا فاغتسل ، فذهب لينوء فأُغمي عليه.

ثمّ أفاق ، فقال : أصلّى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله.

فقال : ضعوا لي ماءً في المخضب ، قالت فقعد فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه.

ثمّ أفاق فقال : أصلّى الناس؟ فقلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله. فقال : ضعوا لي ماءً في المخضب ، فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأُغمي عليه.

ثم أفاق فقال : أصلّى الناس؟ فقلنا : لا ، هم ينتظونك يا رسول الله. والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لصلاة العشاء الآخرة.

فأرسل النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إلى أبي بكر بأن يصلّي بالناس ، فأتاه الرسول فقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يأمرك أن تصلّي بالناس. فقال أبوبكر ـ وكان رجلاً رقيقاً ـ : يا عمر ، صلّ بالناس. فقال له عمر : أنت أحقّ بذلك. فصلّى أبوبكر تلك الأيام.

ثمّ إنّ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وجد من نفسه خفّةً ، فخرج بين

__________________

(١) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٣٠.

٢٩١

رجلين أحدهما العبّاس لصلاة الظهر وأبوبكر يصلّي بالناس ، فلمّا رآه أبوبكر ذهب ليتأخّر فأومأ إليه النبي صلّى الله عليه و[ وآله ] وسلّم بأن لا يتأخّر.

قال : أجلساني إلى جنبه ، فأجلساه إلى جنب أبي بكر. فجعل أبوبكر يصلّي وهو يأتمّ بصلاة النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قاعد.

قال عبيدالله : فدخلت على عبدالله بن عبّاس فقلت له : ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم؟ قال : هات.

فعرضت عليه حديثها ، فما أنكر منه شيئاً ، غير أنّه قال : أسمَّتْ لك الرجل الذي كان مع العبّاس؟ قلت : لا ، قال : هو عليّ » (١).

٧ ـ حدّثنا مسدّد ، قال : حدّثنا عبدالله بن داود ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لمّا مرض النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يؤذنه بالصّلاة. فقال مروا أبابكر فليصلّ.

قلت : إنّ أبابكر رجل أسيف ، إنْ يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة!.

قال : مروا أبابكر فليصلِّ.

فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة : إنّكنّ صواحب يوسف ، مروا أبابكر فليصلّ ؛ فصلّى.

وخرج النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يهادي بين رجلين كأنّي أنظر إليه يخطّ برجليه الأرض ، فلمّا رآه أبوبكر ذهب يتأخّر ، فأشار إليه أن صلّ ، فتأخّر أبو بكر وقعد النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إلى جنبه وأبوبكر يسمع الناس

__________________

(١) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٣٧ باب إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به.

٢٩٢

التكبير » (١).

٨ ـ حدّثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لمّا ثقل رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصّلاة ، فقال : مُروا أبابكر أنْ يصلّي بالناس. فقلت : يا رسول الله إنّ أبابكر رجل أسيف ، وإنّه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر.

فقال : مروا أبابكر يصلّي بالناس.

فقلت لحفصة : قولي له إنّ أبابكر رجل أسيف ، وإنّه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر.

قال : إنّكنّ لأنّتنّ صواحب يوسف ، مروا أبابكر أن يصلّي بالناس.

فلمّا دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفّةً ، فقام يهادي بين رجلين ورجلاة تخطّان في الأرض حتّى دخل المسجد.

فلمّا سمع أبوبكر حسّه ذهب أبوبكر يتأخّر ، فأومأ إليه رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فجاء رسول الله حتّى جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبوبكر يصلّي قائماً وكان رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يصلّي قاعداً ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر » (٢).

٩ ـ حدّثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني أنس بن مالك الأنصاري ـ وكان تبع النبي وخدمه وصحبه ـ « أنّ أبابكر كان يصلّي لهم في وجع النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم الذي توفّي فيه ، حتّى إذا كان يوم الاثنين وهم في صفوف الصلاة ، فكشف النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأنّ وجهه ورقة مصحف ، ثمّ تبسّم يضحك ، فهممنا

__________________

(١) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٦٢ باب من أسمع تكبير الإمام.

(٢) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٦٢ باب الرجل يأتمّ بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم.

٢٩٣

أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم. فنكص أبوبكر على عقبيه ليصل الصفّ ، وظنّ أنّ النبي خارج إلى الصلاة ، فأشار إلينا النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أن أتمّوا صلاتكم ، وأرخى الستر ، فتوفّي من يومه » (١).

١٠ ـ حدّثنا أبو معمر ، قال : حدّثنا عبدالوارث ، قال : حدّثنا عبدالعزيز ، عن أنس ، قال : « لم يخرج النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ثلاثاً ، فأقيمت الصلاة فذهب أبوبكر يتقدّم ، فقال نبي الله بالحجاب فرفعه ، فلمّا وضح وجه النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجه النبي حين وضح لنا ، فأومأ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بيده أبي بكر أنْ يتقدّم ، وارخى النبي الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات » (٢).

صحيح مسلم :

وأخرجه مسلم بن الحجّاج في ( صحيحه ) غير مرّة. من ذلك :

١ ـ حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس ، قال : حدّثنا زائدة ، حدّثنا موسى ابن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله ، قال : « دخلت على عائشة فقلت لها : ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم؟

قالت : بلى ، ثقل النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فقال : أصلّى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله.

قال : ضعوا لي ماءً في المخضب ... » إلى آخر ما تقدّم عن البخاري (٣).

٢ ـ حدّثني محمد بن راقع وعبد بن حميد ـ واللفظ لابن رافع ـ قال عبد : أخبرنا ، وقال ابن رافع : حدّثنا عبدالرزّاق ، أخبرنا معمر ، قال الزهري : وأخبرني حمزه بن عبدالله بن عبدالله بن عمر ، عن عائشة ، قالت : « لمّا دخل رسول الله

__________________

(١) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٣٠ باب أن أهل العلم والفضل أحقّ بالإمامة.

(٢) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢/١٣٠.

(٣) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٥٤.

٢٩٤

صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بيتي قال : مروا أبابكر فليصلِّ بالناس.

قالت : فقلت يا رسول الله ، إنّ أبابكر رجل رقيق ، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه! فلو أمرت غير أبي بكر. قالت : والله ما بي إلاّ كراهية أنْ يتشاءم الناس بأوّل من يقوم في مقام رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قالت : فراجعته مرّتين أو ثلاثاً. فقال : ليصلّ بالناس أبوبكر فإنّكنّ صواحب يوسف » (١).

٣ ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا أبو معاوية ووكيع.

ح وحدّثنا يحيى بن يحيى ـ واللفظ له ـ أخبرنا معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لمّا ثقل رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ... » إلى آخر ما تقدم عن البخاري (٢).

٤ ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة وأبو كريب ، قالا : حدّثنا ابن نمير عن هشام.

ح وحدّثنا ابن نمير ـ وألفاظهم ـ متقاربة ـ قال : حدّثنا أبي هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : « أمر رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أبابكر أنْ يصلّي بالناس في مرضه ، فكان يصلّي بهم.

قال عروة : فوجد رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم من نفسه خفّةً ، فخرج وإذا أبوبكر يؤمّ الناس ، فلمّا رآه أبوبكر استأخر ، فأشار إليه رسول الله أي كما أنت. فجلس رسول الله عليه [ وآله ] وسلّم حذاء أبي بكر إلى جنبه فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله ، والناس يصلّون بصلاة أبي بكر » (٣).

٥ ـ حدّثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد ، قال عبد : أخبرني وقال الآخران : حدّثنا يعقوب ـ وهو ابن إبراهيم بن سعد ـ ، قال : حدّثنا أبي عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أنس بن مالك : « أنّ أبابكر كان يصلّي

__________________

(١) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٥٩.

(٢) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٥١.

(٣) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٦١.

٢٩٥

لهم في وجع رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم الذي توفّي فيه ... » (١).

٦ ـ حدّثنا محمّد بن المثنّى وهارون بن عبدالله ، قالا : حدّثنا عبدالصمد ، قال : سمعت أبي يحدّث ، قال : حدّثنا عبدالعزيز ، عن أنس ، قال : « لم يخرج إلينا نبيّ الله ثلاثاً ... » إلى آخر ما تقدّم عن البخاري (٢).

٧ ـ ورواه مسلم ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس ... (٣).

٨ ـ وعن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس ... (٤).

٩ ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، حدّثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : « مرض رسول الله ... » إلى آخر ما تقدّم عن البخاري (٥).

صحيح الترمذي :

وأخرجه الترمذي في ( صحيحه ) حيث قال :

« حدّثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، حدّثنا معن ، حدّثنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أنّ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال : مروا أبابكر فليصلٍّ بالناس.

فقالت عائشة : يا رسول الله ، إنّ أبابكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصلّ بالناس.

قالت عائشة : فقلت لحفصة : قولي له : إنّ أبابكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصلِّ بالناس. ففعلت حفصة.

__________________

(١) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٦٢.

(٢) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٦٣.

(٣) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٦٣.

(٤) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٦٣.

(٥) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ ٣/٦٣.

٢٩٦

فقال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : إنّكنّ لأنتنّ صواحبات يوسف ، مروا أبابكر فليصلِّ بالناس.

فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيراً.

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

وفي الباب عن : عبدالله بن مسعود وأبي موسى وابن عبّاس وسالم بن عبيد وعبدالله بن زمعة » (١).

سنن أبي داود :

وأخرجه أبو داود في ( سننه ) بقوله :

« حدّثنا عبدالله بن محمّد النفيلي ، ثنا محمّد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : حدّثني الزهري ، حدّثني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالصمد بن الحرث بن هشام ، عن أبيه عن عبدالله بن زمعة ، قال : لمّا استعزّ برسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال : مروا من يصلّي بالناس.

فخرج عبدالله بن زمعة فإذا عمر في الناس ـ وكان أبوبكر ـ غائباً ـ فقلت : يا عمر ، قم فصلّ بالناس. فتقدّم فكبّر.

فلمّا سمع رسول الله صلّى الله [ وآله ] وسلّم صوته ، وكان عمر رجلاً مجهراً. فقال : أين أبوبكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون.

فبعث إلى أبي بكر ، فجاء بعد أنْ صلّى عمر تلك الصلاة فصلّى بالناس.

حدّثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن أبي فديك ، قال : حدّثني موسى بن يعقوب ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة : أنّ عبدالله بن زمعة أخبره بهذا الخبر قال : لمّا سمع النبي صلّى الله عليه

__________________

(١) صحيح الترمذي ٥/٥٧٣ ، باب مناقب أبي بكر.

٢٩٧

[ وآله ] وسلّم صوت عمر ـ قال ابن زمعة ـ خرج النبي حتّى أطلع رأسه من حجرته ثم قال : لا لا لا ، ليصلّ للناس ابن أبي قحافة ؛ يقول ذلك مغضباً » (١).

سنن النسائي :

وأخرجه النسائي في ( سننه ) :

١ ـ أخبرنا العبّاس بن عبدالعظيم العنبري ، قال : حدّثنا عبدالرحمن بن مهدي ، قال : حدّثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله ، قال : « دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدّثيني ... » إلى آخره كما تقدّم (٢).

٢ ـ حدّثنا محمّد بن العلاء ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لمّا ثقل رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصلاة. فقال : مرو أبابكر فليصلّ بالناس ... » إلى آخره كما تقدّم (٣).

٣ ـ أخبرنا عليّ بن حجر ، قال : حدّثنا إسماعيل ، قال : حدّثنا حميد ، عن أنس ، قال : « آخر صلاة صلاّها رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم مع القوم ، صلّى في ثوب واحدٍ متوشّحاً خلف أبي بكر » (٤).

٤ ـ أخبرنا محمّد بن المثنّى ، قال : حدّثنا بكر بن عيسى صاحب البصري ، قال : سمعت شعبة يذكر عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة : « أنّ أبابكر صلّى للناس ورسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم في الصفّ » (٥).

__________________

(١) سنن أبي داود ٢/٢٦٦ باب في استخلاف أبي بكر.

(٢) سنن النسائي ٢/١٠ كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.

(٣) سنن النسائي ٢/٩٩ كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.

(٤) سنن النسائي ٢/٧٧ صلاة الإمام خلف رجل من رعيّته.

(٥) سنن النسائي ٢/٧٧ صلاة الإمام خلف رجل من رعيّته.

٢٩٨

٥ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري ، عن حسين بن عليّ ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبدالله ، قال : « لمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير ؛ فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أنّ رسول الله قد أمر أبابكر أنْ يصلّي بالناس؟ فايّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبابكر؟! قالوا : نعوذ بالله أن نتقدّم أبابكر » (١).

٦ ـ أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدّثني أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة ، قال : « سمعت عبيد الله بن عبدالله يحدّث عن عائشة : أنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أمر أبابكر أنّ يصلّي بالناس. قالت : وكان النبي بين يدي أبي بكر ، فصلّى قاعداً ، وأبوبكر يصلّي بالناس ، والناس خلف أبي بكر (٢).

سنن ابن ماجة :

وأخرجه ابن ماجة في ( سننه ) :

١ ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو معاوية ووكيع ، عن الأعمش.

ح وحدّثنا عليّ بن محمّد ، ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : « لمّا مرض رسول الله عليه [ وآله ] وسلّم مرضه الذي مات فيه ـ وقال أبو معاوية : لمّا ثقل ـ جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس ... قالت : فأرسلنا إلى أبي بكر فصلّى بالناس.

فوجد رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم من نفسه خفّةً ، فخرج إلى الصلاة ... فكان أبوبكر يأتمّ بالنبي ، والناس يأتمّون بأبي بكر » (٣).

٢ ـ حدّثنا ابن أبي شيبة ، ثنا عبدالله بن نمير ، عن هشام بن عروة ، عن

__________________

(١) سنن النسائي ٢/٧٤ كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.

(٢) سنن النسائي ٢/٨٤ كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.

(٣) سنن ابن ماجة ١/٣٨٩ باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.

٢٩٩

أبيه ، عن عائشة ، قالت : « أمر رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أبابكر أن يصلّي بالناس في مرضه ... » (١).

٣ ـ حدّثنا نصر بن علي الجهضمي ، أنبأنا عبدالله بن داود من كتابه في بيته ، قال : سلمة بن نبيط ، أنا عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط ، عن سالم بن عبيد ، قال : « أغمي على رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم في مرضه ، فلمّا أفاق قال : أحضرت الصّلاة؟ قالوا : نعم.

قال : مروا بلالاً فليؤذّن ، ومروا أبابكر فليصلّ بالناس ، ثمّ أغمي عليه فأفاق فقال ... ثمّ أغمي عليه فأفاق فقال ... فقالت عائشة : إنّ أبي رجل أسيف ، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع ، فلو أمرت غيره!

ثمّ أُغمي عليه فأفاق فقال : مروا بلالاً فيؤذن ، ومروا أبابكر فليصلِّ بالناس ، فإنّكنّ صواحب يوسف ـ أو صواحبات يوسف ـ.

قال : فأُمِر بلال فأذّن ، وأُمِر أبوبكر فصلّى بالناس.

ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وجد خفّةً فقال : أُنظروا لي من أتّكئ عليه.

فجاءت بريرة ورجل آخر فاتّكأ عليهما ، فلمّا رآه أبوبكر ذهب لينكص ، فأومأ إليه أن أثبت مكانك.

ثم جاء رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم حتّى جلس إلى جنب أبي بكر حتّى قضى أبوبكر صلاته ، ثمّ إنّ رسول الله قُبِض.

قال أبو عبدالله : هذا حديث غريب لم يحدّث به غير نصر بن علي » (٢).

٤ ـ حدّثنا عليّ بن محمّد ، ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباّس ، قال : « لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه

__________________

(١) سنن ابن ماجة١/٣٨٩ باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.

(٢) سنن ابن ماجة ١/٣٨٩ باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.

٣٠٠