تقريب المعارف

أبي الصّلاح تقيّ بن نجم الحلبي

تقريب المعارف

المؤلف:

أبي الصّلاح تقيّ بن نجم الحلبي


المحقق: الشيخ فارس تبريزيان « الحسّون »
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المحقّق
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٠

عندي من عفطة عنز (١).

فوصفهم بإيثار الدنيا على الآخرة على وجه يوجب على المتمكّن من ذلك منعهم بالقهر ، وسوّى بينهم وبين المتقدّمين عليه بجعلهم آخرا لأوّلهم ، وصرّح باستحقاق الجميع الموافقة عن الظلم وإيثار العاجلة على الآجلة ، وأنّه إنّما أمسك عن أولئك وقاتل هؤلاء لعدم التمكّن هناك ، لفقد الناصر ، وحصوله هاهنا لكثرته ، وهذا تصريح منه عليه‌السلام بظلم القوم له.

وقوله عليه‌السلام في رسالته إلى ابن حنيف : بلى قد كانت لنا فدك من جميع ما أظلّه الفلك ، فشحّت فيها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين.

فهذا نصّ على ظلم الآخذين لفدك منه ومن آله عليهم‌السلام.

وقوله عليه‌السلام المشهور : أنا أنف الهدى وعيناه ، ألا أنبئكم بحاجبي الضلالة ، تبدو مخازيهما في آخر الزمان.

وقوله عليه‌السلام : والله ، لأخاصمنّ أبا بكر وعمر إلى الله تعالى ، والله ليقضينّ لي الله عليهما.

وقوله عليه‌السلام المستفيض : بايع والله الناس أبا بكر وأنا أولى بها منّي بقميصي هذا ، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي وألزقت كلكلي بالأرض ، ثم أنّ أبا بكر هلك واستخلف عمر ، وقد والله علم أنّي أولى الناس بها منّي بقميصي هذا ، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربي ، ثم أنّ عمر هلك وجعلها شورى ، وجعلني سادس سته كستهم الجدة ، وقال : اقتلوا الأقلّ ، وما أراد غيري ، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي وألزقت كلكلي بالأرض ... (٢)

وقوله عليه‌السلام : قبض الله نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله [ و ] أنا أولى بالناس منّي بقميصي هذا ، وإنّ أول شقصنا إبطال حقّنا من الخمس ، فلمّا رقّ أمرنا طمعت رعيان

__________________

(١) نهج البلاغة ١ : ٣٠ ـ ٣٧.

(٢) ورد هنا بياض في النسخة.

٢٤١

إليهم (١) من قريش فينا ، وإنّما يعرف (٢) الهدى بالأبرار ، في كلام طويل.

وهذا تصريح منه عليه‌السلام بكونه أولى الناس بالأمر ، وأنّ المتقدّم عليه ظالم.

ومنه ما روي عن الاصبغ بن نباتة ، وعن رشيد الهجري ، وعن أبي كدينة الأسدي (٣) ، وغيرهم من أصحاب علي عليه‌السلام بأسانيد مختلفة قالوا : كنّا جلوسا في المسجد إذ خرج علينا أمير المؤمنين عليه‌السلام من الباب الصغير يهوي بيده عن يمينه يقول : أما ترون ما أرى قلنا : يا أمير المؤمنين وما الّذي ترى قال : أرى أبا بكر عتيقا في [ سدف ] (٤) النار يشير إليّ بيده يقول : استغفر لي ، لا غفر الله له.

وزاد أبو كدينة : أن الله لا يرضى عنهما حتّى يرضياني ، وأيم الله لا يرضياني أبدا.

وسئل عن السدف فقال : الوهدة العظيمة.

ورووا عن الحارث الأعور قال : دخلت على [ علي ] عليه‌السلام في بعض الليل ، فقال لي : ما جاء بك في هذه الساعة قلت : حبّك يا أمير المؤمنين ، قال الله قلت : الله ، قال : ألا احدّثك بأشدّ الناس عداوة لنا وأشدّهم عداوة لمن أحبّنا قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، أما والله لقد ظننت ظنّا ، وقال : هات ظنّك ، قلت : أبو بكر وعمر قال : ادن منّي يا أعور ، فدنوت منه ، فقال : ابرأ منهما.

وفي رواية أخرى : إنّي لأتوهم توهّما فأكره أن أرمي به بريئا : أبو بكر وعمر فقال : إي والّذي فلق الحبّة وبرأ (٥) النسمة ، إنّهما لهما ظلماني حقّي وتغاصاني ريقي ، وحسداني ، وآذياني ، وإنّه ليؤذي أهل النار ضجيجهما ونصبهما ورفع أصواتهما وتعيير (٦) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاهما.

__________________

(١) في النسخة : « إليهم ».

(٢) في النسخة : « نعرف ».

(٣) في البحار « كديبة » ، وكذا باقي الموارد الآتية. ويأتي التعبير عنه بالأزدي.

(٤) من البحار.

(٥) في النسخة : « وأبرأ ».

(٦) في النسخة : « وتغيّر ».

٢٤٢

ورووا عن عمارة قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو في ميمنة مسجد الكوفة وعنده الناس ، إذ أقبل رجل فسلّم عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لأحبّك ، فقال : لكنّي والله ما أحبّك ، كيف حبّك لأبي بكر وعمر فقال : والله إنّي لأحبّهما حبّا شديدا ، قال : كيف حبّك لعثمان قال : قد رسخ (١) حبّه في السويداء من قلبي ، فقال (٢) علي عليه‌السلام : أنا أبو الحسن ... ، الحديث.

ورووا عن سفيان ، عن فضيل بن الزبير قال : حدثني نقيع ، عن أبي كدينة الأزدي (٣) قال : قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فسأله عن قول الله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) (٤) فيمن نزلت قال : ما تريد ، أتريد أن تغري بي الناس قال : لا يا أمير المؤمنين ، ولكن أحبّ أن أعلم ، قال : اجلس ، فجلس ، فقال : أكتب عامرا ، أكتب معمرا ، أكتب عمرا ، أكتب عمّارا ، أكتب معتمرا ، في أحد الخمسة نزلت.

قال سفيان : قلت لفضيل : أتراه عمر قال : فمن هو غيره.

[ نكير الإمام الحسين عليه السلام ]

ورووا عن المنذر الثوري قال : سمعت الحسين بن علي عليهما‌السلام يقول : إنّ أبا بكر وعمر عمدا إلى الأمر وهو لنا كلّه ، فجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة ، أما والله لتهمز (٥) بهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا.

ورووا عنه عليه‌السلام ، وسأله رجل عن أبي بكر وعمر فقال : والله لقد ضيّعانا ، وذهبا بحقّنا ، وجلسا مجلسا كنّا أحقّ به منهما ، ووطئا على أعناقنا ، وحملا الناس

__________________

(١) في النسخة : « رشح » ، والمثبت من البحار.

(٢) في النسخة : « قال » ، والمثبت من البحار.

(٣) مرّ التعبير عنه بالأسدي.

(٤) الحجرات ٤٩ : ١.

(٥) في البحار : « ليهمّ ».

٢٤٣

على رقابنا.

[ نكير الإمام السجّاد عليه السلام ]

ورووا عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال : سئل علي بن الحسين عليهما‌السلام عن أبي بكر وعمر فقال : اضعنا بآياتنا (١) ، واضطجعا بسبيلنا ، وحملا الناس على رقابنا.

وعن أبي إسحاق أنه قال : صحبت علي بن الحسين عليهما‌السلام بين مكّة والمدينة ، فسألته عن أبي بكر وعمر ما تقول فيهما قال : ما عسى أن أقول فيهما ، لا رحمهما الله ولا غفر لهما.

وعن القاسم بن مسلم قال : كنت مع علي بن الحسين عليهما‌السلام بينبع ، يدي في يده ، فقلت : ما تقول في هذين الرجلين أتبرّأ من عدوّهما فغضب ورمى بيده من يدي ، ثم قال : ويحك يا قاسم هما أوّل من اضعنا بآياتنا (٢) ، واضطجعا بسبيلنا ، وحملا الناس على رقابنا ، وجلسا مجلسا كنّا أحقّ به منهما.

وعن حكيم بن جبير ، عنه عليه‌السلام مثله ، وزاد : فلا غفر الله لهما.

وعن أبي علي الخراساني ، عن مولى لعلي بن الحسين عليهما‌السلام قال : كنت مع علي بن الحسين عليهما‌السلام في بعض خلواته ، فقلت : إنّ لي عليك حقا ، ألا تخبرني عن هذين الرجلين ، عن أبي بكر وعمر فقال : كافران ، كافر من أحبّهما.

وعن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما‌السلام وقد خلا : أخبرني عن هذين الرجلين قال : هما أوّل من ظلمنا حقّنا ، وأخذا ميراثنا ، وجلسا مجلسا كنّا أحقّ به منهما ، لا غفر الله لهما ولا رحمهما ، كافران ، كافر من تولاّهما.

وعن حكيم بن جبير قال : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : أنتم تقتلون في

__________________

(١) في البحار : « أضغنا بآبائنا ».

(٢) في البحار : « أضغنا بآبائنا ».

٢٤٤

عثمان من (١) ستّين سنة ، فكيف لو تبرأتم من صنمي قريش.

[ نكير الإمام الباقر عليه السلام ]

ورووا عن سورة بن كليب قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن أبي بكر وعمر قال : هما أول من ظلمنا حقنا ، وحملا الناس على رقابنا ، قال : فأعدت عليه فأعاد عليّ ثلاثا ، فأعدت عليه الرابعة فقال : ... (٢)

[ شعر ] (٣)

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع (٤)

العصا وما علّم الانسان إلاّ ليعلما

وعن كثير النواء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن أبي بكر وعمر فقال :

هما أول من انتزى (٥) على حقّنا ، وحملا (٦) الناس على أعناقنا واكتافنا (٧) ، وأدخلا الذلّ بيوتنا.

وعنه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : والله لو وجد (٨) عليهما أعوانا لجاهدهما ، يعني : أبا بكر وعمر.

وعن بشير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن أبي بكر وعمر فلم يجبني ، ثم سألته فلم يجبني ، فلمّا كان من الثالثة قلت : جعلت فداك أخبرني عنهما فقال : ما قطرت قطرة دم من دمائنا ولا من دماء أحد من المسلمين إلاّ وهي في أعناقهما إلى يوم القيامة.

ورووا أنّ ابن بشير قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : إنّ الناس يزعمون أنّ

__________________

(١) في البحار : « منذ ».

(٢) ورد بياض في النسخة.

(٣) من البحار.

(٤) في النسخة : « ما يفرغ » ، والمثبت من لسان العرب ٨ : ٢٦٣ والبحار.

(٥) في النسخة : « انبرى » والمثبت من البحار.

(٦) في النسخة : « وحمل » ، والمثبت من البحار.

(٧) في البحار : « وأكنافنا ».

(٨) أي : أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٢٤٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اللهم أعزّ الاسلام بأبي جهل أو بعمر ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : والله ما قال هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قطّ ، إنّما أعزّ الله الدين بمحمّد عليه الصلاة والسلام ، ما كان الله ليعزّ الدين بشرار خلقه.

ورووا عن قدامة بن سعد الثقفي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن أبي بكر وعمر فقال : أدركت أهل بيتي وهم يصيبونهما (١).

وعن أبي الجارود (٢) قال : كنت أنا وكثير النواء عند أبي جعفر عليه‌السلام ، فقال كثير : يا أبا جعفر رحمك الله هذا أبو الجارود تبرّأ من أبي بكر وعمر ، فقلت لأبي جعفر عليه‌السلام : كذب والله الّذي لا إله إلاّ هو ما سمع ذلك منّي قطّ ، وعنده عبد الله بن علي أخو أبي جعفر عليه‌السلام ، فقال : هلم إليّ أقبل إليّ يا كثير ، كانا والله أوّل من ظلمنا حقّنا ، وأضعنا بآياتنا (٣) ، وحملا الناس على رقابنا ، فلا غفر الله لهما ولا غفر لك معهما يا كثير.

وعن أبي الجارود قال : سئل أبو جعفر عليه‌السلام عنهما وأنا جالس فقال : هما أوّل من ظلمنا حقّنا ، وحملا الناس على رقابنا ، وأخذا من فاطمة عليها‌السلام عطيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدك بنواضحها ، فقام ميسر فقال : الله ورسوله منهما بريئان ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : ... (٤).

[ شعر ] (٥)

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع

العصا وما علّم الانسان إلاّ ليعلما

ورووا عن بشير بن أبي أراكة البتّال (٦) قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن

__________________

(١) في البحار : « يعيبونهما ».

(٢) في النسخة : « وعن أبي الجارود وزياد بن المنذر قال » ، والمثبت من البحار.

(٣) في البحار : « وأضغنا بآبائنا ».

(٤) ورد بياض في النسخة.

(٥) من البحار.

(٦) في البحار : « النبّال ».

٢٤٦

أبي (١) بكر وعمر فقال كهيئة المنتهر : ما تريد من صنمي العرب ، أنتم تقتلون على دم عثمان بن عفان ، فكيف لو أظهرتهم البراءة منهما ، إذا لما ناظروكم طرفة عين.

وعن حجر البجلي قال : شككت في أمر الرجلين ، فأتيت المدينة فسمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إنّ أوّل من ظلمنا وذهب بحقّنا وحمل الناس على رقابنا أبو بكر وعمر.

وعنه عليه‌السلام قال : لو وجد علي أعوانا لضرب أعناقهما.

وعن سلام بن سعيد المخزومي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل : من مات ولنا أهل البيت في قلبه (٢) بغض ، ومن تولّى عدوّنا وترك ولايتنا ، ومن تولّى أبا بكر وعمر.

وعن ورد بن زيد أخي الكميت قال : سألنا محمد بن علي عليهما‌السلام عن أبي بكر وعمر فقال : من كان يعلم أنّ الله حكم عدل برئ منهما ، وما من محجمة دم تهراق إلاّ وهي في رقابهما.

وعنه عليه‌السلام وسئل عن أبي بكر وعمر فقال : هما أوّل من ظلمنا ، وقبض حقّنا ، وتوثّب على رقابنا ، وفتح علينا بابا لا يسدّه شيء إلى يوم القيامة ، فلا (٣) غفر الله لهما ظلمهما إيّانا.

وعن سالم بن أبي حفصة قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت : أئمتنا وسادتنا ، نوالي من واليتم ونعادي من عاديتم ونتبرّأ (٤) من عدوّكم ، فقال : بخ بخ يا شيخ إن كان لقولك (٥) حقيقة ، قلت : جعلت فداك إنّ له حقيقة ، قال : ما تقول في أبي بكر وعمر قلت (٦) : إماما عدل رحمهما الله ، قال : يا شيخ والله لقد أشركت في هذا الأمر من لم

__________________

(١) في النسخة : « أبا » ، والمثبت من البحار.

(٢) في النسخة : « ولنا في قلبه أهل البيت » والمثبت من البحار.

(٣) في البحار : « ولا ».

(٤) في البحار : « ونبرأ ».

(٥) في النسخة : « بقولك » والمثبت من البحار.

(٦) في النسخة : « قال ».

٢٤٧

يجعل الله له فيه نصيبا.

وعن فضيل بن عثمان (١) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : مثل أبي بكر وشيعته مثل فرعون وشيعته ، ومثل علي عليه‌السلام وشيعته مثل موسى عليه‌السلام وشيعته.

ورووا عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ) (٢) ، قال : أسرّ إليهما أمر القبطية ، وأسرّ إليهما أنّ أبا بكر وعمر يليان أمر الأمّة (٣) من بعده ظالمين فاجرين غادرين.

[ نكير الإمام الصادق عليه السلام ]

ورووا عن عبيد بن سليمان النخعي ، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي قال : أخبرني ابن أخي الأرقط (٤) ، قال : قلت لجعفر بن محمد عليهما‌السلام : يا عمّاه إنّي أتخوّف عليّ وعليك الفوت أو الموت ولم يفرش لي أمر هذين الرجلين ، فقال لي جعفر عليه‌السلام : ابرأ منهما برأ الله ورسوله منهما.

ورووا عن عبد الله بن سنان ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال ، قال لي : أبو بكر وعمر صنما قريش اللذان يعبدونهما.

ورووا عن اسماعيل بن يسار ، عن غير واحد ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : كان إذا ذكر عمر زنّاه ، وإذا ذكر أبا جعفر أبا الدوانيق زنّاه ، ولا يزنّي غيرهما.

[ نكير أئمة أهل البيت عليهم السلام ]

وتناصر الخبر عن عليّ بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم‌السلام

__________________

(١) في البحار : « وعن فضيل الرسان ».

(٢) التحريم ٦٦ : ٣.

(٣) في النسخة : « الإمامة » ، والمثبت من البحار.

(٤) في البحار : « عن محمد بن الحسين بن عليّ بن الحسين عن ابن أخيه الأرقط ».

٢٤٨

من طرق مختلفة ، أنّهم قالوا كلّ (١) منهم : ثلاثة لا ينظر الله إليهم ( يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) : من زعم أنّه إمام وليس بإمام ، ومن جحد إمامة إمام من الله ، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيبا.

ومن طرق أخر : [ أنّ ] (٢) للأوّلين.

ومن آخر : للأعرابين في الاسلام نصيبا.

إلى غير ذلك من الروايات عمّن ذكرناه.

وعن أبنائهم : (٣) أبي الحسن موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي ابن محمد والحسن بن علي عليهم‌السلام ، مقترنا بالمعلوم من دينهم لكلّ متأمّل حالهم ، وأنّهم يرون في المتقدّمين على أمير المؤمنين ومن دان بدينهم أنّهم كفّار.

وذلك كاف عن إيراد رواية.

وإنّما ذكرنا طرقا منها استظهارا.

وقد روت الخاصّة والعامّة عن جماعة من وجوه الطالبيّين ما يضاهي المروي من ذلك عن الأئمة عليهم‌السلام.

[ نكير زيد بن علي الشهيد ]

فرووا عن معمّر بن خيثم قال : بعثني زيد بن علي داعية ، فقلت : جعلت فداك ما أجابتنا إليه الشيعة فإنّها لا تجيبنا إلى ولاية أبي بكر وعمر ، قال لي : ويحك أحد أعلم (٤) مظلمته منّا ، والله لئن قلت إنّهما جارا في الحكم لتكذبنّ ، ولئن قلت إنّهما استأثرا بالفيء لتكذبنّ ، ولكنّهما أوّل من ظلمنا حقّنا وحمل الناس على رقابنا ، والله إنّي لأبغض أبناءهما

__________________

(١) في النسخة : « وكلّ ».

(٢) من البحار.

(٣) في النسخة : « آبائهم » ، والمثبت من البحار.

(٤) كذا.

٢٤٩

من بغضي آبائهما ، ولكن لو دعوت الناس إلى ما تقولون (١) لرمونا بقوس واحد.

ورووا عن محمد بن فرات الجرمي قال : سمعت زيد بن علي يقول : إنّا لنلتقي وآل عمر فى الحمام فيعلمون أنّا لا نحبّهم ولا يحبّونا ، والله إنّا لنبغض الأبناء لبغض الآباء.

ورووا عن فضيل بن الزبير قال : قلت لزيد بن علي عليه‌السلام : ما تقول في أبي بكر وعمر قال : قل فيهما ما قال علي ، كف كما كفّ لا تجاوز قوله ، قلت : أخبرني عن قلبي أنا خلقته قال : لا ، قلت : فإني أشهد على الّذي خلقه أنّه وضع في قلبي بغضهما ، فكيف لي بإخراج ذلك من قلبي ، فجلس جالسا وقال : أنا والله الّذي لا إله إلاّ هو إني لأبغض بنيهما من بغضهما ، وذلك أنّهم (٢) إذا سمعوا سبّ علي عليه‌السلام فرحوا.

ورووا عن العباس بن الوليد الأعذاري قال : سئل زيد بن علي عن أبي بكر وعمر فلم يجب فيهما ، فلمّا أصابته الرمية نزع (٣) الرمح من وجهه [ و ] استقبل الدم بيده حتّى صار كأنه كبد ، فقال : أين السائل عن أبي بكر وعمر! هما والله شركاء في هذا الدم ، ثمّ رمى به وراء ظهره.

وعن نافع الثقفي ـ وكان قد أدرك زيد بن علي ـ قال : سأله (٤) رجل عن أبي بكر وعمر ، فسكت فلم يجبه ، فلمّا رمي قال : أين السائل عن أبي بكر وعمر! هما أوقفاني هذا الموقف.

[ نكير يحيى بن زيد الشهيد ]

ورووا عن يعقوب بن عدي قال : سئل يحيى بن زيد عنهما ونحن بخراسان وقد التقى الصفّان فقال : هما أقامانا هذا المقام ، والله لقد كانا لئيما جدّهما ، ولقد همّا بأمير المؤمنين أن يقتلاه.

__________________

(١) في النسخة : « ما يقولون ».

(٢) في البحار : « لأنّهم ».

(٣) في النسخة : « فنزع ».

(٤) في البحار : « فسأله ».

٢٥٠

[ نكير عبد الله بن الحسن وابنه موسى ]

ورووا عن قليب بن حماد ، عن موسى بن عبد الله بن الحسن قال : كنت مع أبي بمكة ، فلقيت رجلا من أهل الطائف مولى لثقيف نال (١) من أبي بكر وعمر ، فأوصاه أبي بتقوى الله ، فقال الرجل : يا أبا محمد أسألك (٢) بربّ هذه البنيّة (٣) وربّ هذا البيت هل صلّيا على فاطمة قال اللهم لا ، قال : فلمّا مضى الرجل قال موسى : سببته وكفرته ، فقال : أي بنيّ لا تسبّه ولا تكفّره ، والله لقد فعلا فعلا عظيما.

وفي رواية أخرى : أي بنيّ لا تكفّره ، فو الله ما صلّيا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولقد مكث ثلاثا ما دفنوه ، إنّه شغلهم ما كانا يبرمان.

ورووا أنّه أتى يزيد بن علي الثقفي إلى عبد الله بن الحسن وهو بمكة ، فقال : أنشدك الله أتعلم أنّهم منعوا فاطمة عليها‌السلام بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ميراثها قال : نعم ، قال فأنشدك الله أتعلم أنّ فاطمة ماتت وهي لا تكلّمهما ـ يعني : أبا بكر وعمر وأوصت أن لا يصلّيا عليها قال : نعم ، قال : فأنشدك بالله أتعلم أنهم بايعوا قبل أن يدفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واغتنموا شغلهم قال : نعم ، قال : وأسألك بالله أتعلم أنّ عليّا عليه‌السلام لم يبايع لهما حتى أكره قال : نعم ، قال : فأشهدك أنّي منهما بريء وأنا على رأي علي وفاطمة عليهما‌السلام ، قال موسى : فأقبلت عليه ، فقال أبي : أيّ بنيّ والله لقد أتيا أمرا عظيما.

ورووا عن مخول بن ابراهيم قال : أخبرني موسى بن عبد الله بن الحسن ، وذكرهما ، فقال : قل لهؤلاء نحن نأتمّ بفاطمة عليها‌السلام ، فقد جاء الحديث (٤) عنها أنّها ماتت

__________________

(١) في البحار : « فنال ».

(٢) في البحار : « سائلك ».

(٣) أي : الكعبة ، الصحاح ٦ : ٢٢٨٦ بنا.

(٤) في البحار : « البيت ».

٢٥١

وهي غضبى عليهما ، فنحن نغضب [ لغضبها ] (١) ونرضى لرضاها ، فقد جاء غضبها (٢) ، فإذا جاء رضاها رضينا.

قال مخول : وسألت موسى بن عبد الله عن أبي بكر وعمر فقال لي ما أكره ذكره ، قلت (٣) لمخول : قال فيهما أشدّ من الظلم والفجور والغدر قال : نعم.

قال مخول : وسألته (٤) عنهما مرّة فقال : أتحسبني بتريّا ، ثم قال فيهما قولا سيّئا.

وعن ابن مسعود قال : سمعت موسى بن عبد الله يقول : هما أوّل من ظلمنا حقّنا وميراثنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فغصبانا فغصب الناس.

[ نكير يحيى بن عبد الله بن الحسن ]

ورووا عن يحيى بن مساور قال : سألت يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبي بكر وعمر فقال لي : ابرأ منهما.

[ نكير محمد بن عمر بن الحسن ]

ورووا عن عبد الله بن محمد بن عمر (٥) بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : شهدت أبي : محمد بن عمر ، ومحمد بن عمر بن الحسن ـ وهو : الّذي كان مع الحسين بكربلاء ، وكانت الشيعة تنزّله بمنزلة أبي جعفر عليه‌السلام ، يعرفون حقّه وفضله ـ قال : فكلّمه في أبي بكر وعمر ، فقال محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام لأبي : أسكت ، فإنّك عاجز والله ، إنهما لشركاء في دم الحسين عليه‌السلام.

وفي رواية أخرى عنه أنّه قال : والله لقد أخرجهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) من البحار.

(٢) في النسخة : « غضبهما ».

(٣) في البحار : « فقال : ما أكره ذكره وقلت ».

(٤) في البحار : « وسألت ».

(٥) في البحار : « عمير ».

٢٥٢

من مسجده وهما يتطهّران ، وأدخلا وهما جيفة في بيته.

[ نكير عبد الله بن الحسن ]

ورووا عن أبي حذيفة من أهل اليمن ـ وكان فاضلا زاهدا ـ قال : سمعت عبد الله بن الحسن (١) بن علي بن الحسين عليه‌السلام وهو يطوف بالبيت ، فقال : وربّ هذا البيت وربّ هذا الركن وربّ هذا الحجر (٢) ، ما قطرت منّا قطرة دم ولا قطرت من دماء المسلمين قطرة إلاّ وهي (٣) في أعناقهما ، يعني : أبا بكر وعمر.

[ نكير محمد بن الحسن ]

ورووا عن إسحاق بن أحمر قال : سألت محمد بن الحسن بن علي بن الحسين عليه‌السلام ، قلت : أصلّي خلف من يتوالى أبا بكر وعمر قال : لا ، ولا كرامة.

[ نكير محمد بن عمر بن الحسن ]

ورووا عن أبي الجارود قال : سئل محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن أبي بكر وعمر فقال : قتلتم منذ ستين سنة في أن ذكرتم عثمان ، فو الله لو ذكرتم أبا بكر وعمر لكانت دماؤكم أحلّ عندهم من دماء السنانير.

[ نكير الحسن بن علي بن الحسين ]

ورووا عن أرطاة بن حبيب الأسدي قال : سمعت الحسن بن علي بن الحسين الشهيد عليه‌السلام بفخّ يقول : هما والله أقامانا هذا المقام وزعما أنّ رسول الله صلّى الله

__________________

(١) في النسخة : « سمعت أبا عبد الله بن الحسن ».

(٢) في النسخة : « الجمر » ، والمثبت من البحار.

(٣) في البحار : « وهو ».

٢٥٣

عليه وآله لا يورّث.

[ نكير الحسن بن محمد ]

ورووا عن إبراهيم بن ميمون ، عن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي عليهما‌السلام قال : ما رفعت امرأة منّا طرفها إلى السماء فقطرت منها قطرة إلاّ كان في أعناقهما.

[ نكير الحسن بن إبراهيم والحسين بن زيد وعدّة من أهل البيت ]

ورووا عن قليب بن حماد قال : سألت الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن زيد بن الحسن ، والحسين بن زيد بن علي عليه‌السلام ، وعدّة من أهل البيت ، عن رجل من أصحابنا لا يخالفنا في شيء إلاّ أنّه إذا انتهى إلى أبي بكر وعمر أوقفهما وشكّ في أمرهما ، فكلّهم قالوا : من أوقفهما شكّا في أمرهما فهو ضالّ كافر.

[ نكير فاطمة بنت الحسين ]

ورووا عن محمد بن الفرات قال : حدثتني فاطمة الحنفية ، عن فاطمة ابنة الحسين عليه‌السلام : أنها كانت تبغض أبا بكر وعمر وتسبّهما.

[ نكير عبد الله بن محمد بن عقيل ]

ورووا عن عمر بن ثابت قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب قال : إنّ أبا بكر وعمر عدلا في الناس وظلمانا فلم يغضب الناس لنا ، وإنّ عثمان ظلمنا وظلم الناس فغضب الناس لأنفسهم فمالوا إليه فقتلوه.

٢٥٤

[ حديث مرض علي عليه السلام وما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر وعمر ]

ورووا عن القاسم بن جندب ، عن أنس بن مالك قال : مرض علي عليه‌السلام فثقل ، فجلست عند رأسه ، فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه الناس ، فامتلأ البيت ، فقمت من مجلسي فجلس فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فغمز أبو بكر عمر ، فقام فقال : يا رسول الله إنّك كنت عهدت إلينا في هذا عهدا ، وإنّا لا نراه إلاّ لما به ، فان كان شيء فإلى من فسكت رسول الله عليه‌السلام فلم يجب (١) ، فغمزه الثانية فكذلك ، ثم الثالثة ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه ثم قال : إنّ هذا لا يموت من وجعه هذا ، ولا يموت حتّى تملياه غيظا وتوسعاه غدرا وتجداه صابرا.

[ نكير حذيفة بن اليمان ]

ورووا عن يزيد بن معاوية البكالي (٢) قال : (٣) سمعت حذيفة بن اليمان يقول : ولي أبو بكر فطعن في الاسلام طعنة أوهنه ، ثمّ ولي عمر فطعن في الاسلام طعنة حلّ وسطه ، ثمّ ولي عثمان بعده فطعن في الاسلام طعنة مرق منه.

وفي رواية أخرى عنه رضي‌الله‌عنه قال : ولينا أبو بكر فطعن في الاسلام طعنة ، ثم ولينا عمر فحلّ الأزرار ، ثم ولينا عثمان فخرج منه عريانا.

[ نكير الحكم بن عيينة ]

ورووا عن أبان بن تغلب ، عن الحكم بن عيينة قال : كان إذا ذكر عمر أمضّه (٤) ، ثم قال : كان (٥) يدعو ابن عباس فيستفتيه مغايظة لعليّ عليه‌السلام.

__________________

(١) في البحار : « فلم يجبه ».

(٢) في النسخة : « البكائي » والمثبت من البحار.

(٣) في النسخة والبحار : « قالت ».

(٤) أمضّ : أوجع وأحرق.

(٥) أي : عمر.

٢٥٥

[ نكير الأعمش ]

ورووا عن الأعمش أنه كان يقول : قبض نبيّهم صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يكن بهم همّ إلاّ أن يقولوا : منّا أمير ومنكم أمير ، وما أظنّهم يفلحون.

ورووا عن معمّر بن زائدة الوشّاء قال : أشهد على الأعمش أنّي (١) سمعته يقول : إذا كان يوم القيامة يجاء بأبي بكر وعمر كالثورين العقيرين ، لهما في نار جهنم خوار.

ورووا عن سليمان بن أبي الورد قال : قال الأعمش في مرضه الذي قبض فيه : هو بريء منهما وسمّاهما ، قلت للمسعودي : سماهما! قال : نعم أبو بكر [ وعمر.

ورووا عن معمر بن زائدة قال : كنّا عند حبيب بن أبي ثابت ، قال بعض القوم :

ابو بكر ] (٢) أفضل من علي عليه‌السلام ، فغضب حبيب ثم قام قائما فقال : والله الّذي لا إله إلاّ هو لفيهما نزلت : ( الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ ) الآية (٣).

[ نكير أبي الجارود ]

ورووا عن يحيى بن أبي المساور (٤) ، عن أبي الجارود قال : إن لله عزّ وجلّ مدينتين : مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب ، لا يفتران من لعن أبي بكر وعمر.

[ نكير شريك ]

ورووا عن ابن عبد الرحمن قال : سمعت شريكا يقول : ما لهم ولفاطمة عليها‌السلام ، والله ما جهّزت جيشا ولا جمعت جمعا ، والله لقد آذيا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قبره.

__________________

(١) في النسخة : « وأنّي ».

(٢) من البحار.

(٣) الفتح ٤٨ : ٦.

(٤) في النسخة « المشاور » والمثبت من البحار.

٢٥٦

ورووا عن إبراهيم بن يحيى الثوري قال : سمعت شريكا وسأله رجل : يا أبا عبد الله حبّ أبي بكر وعمر سنّة فقال : يا معافا خذ بيده فأخرجه واعرف وجهه ولا تدخله عليّ ، يا أحمق لو كان حبّهما سنّة لكان واجبا عليك أن تذكرهما في صلاتك كما تصلّي على محمد وآل محمد.

٢٥٧
٢٥٨

[ النكير على عثمان وأمور متفرقة ]

٢٥٩
٢٦٠