تقريب المعارف

أبي الصّلاح تقيّ بن نجم الحلبي

تقريب المعارف

المؤلف:

أبي الصّلاح تقيّ بن نجم الحلبي


المحقق: الشيخ فارس تبريزيان « الحسّون »
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المحقّق
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٠

١
٢

٣
٤

الاهداء :

روي أنه كان عند أبي عبد الله عليه‌السلام جماعة من أصحابه ، فيهم حمران بن أعين ، ومؤمن الطاق ، وهشام بن سالم ، والطيار ، وجماعة فيهم هشام ابن الحكم وهو شاب.

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا هشام.

قال : لبيك يا بن رسول الله.

قال : ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟

فقال هشام : إني أجلك وأستحيي منك ، فلا يعمل لساني بين يديك.

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا أمرتك بشئ فافعله.

قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة ، وعظم ذلك قي ، فخرجت إليه ، فدخلت البصرة يوم الجمعة ، فأتيت مسجد البصرة ، فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف متزر بها وشملة مرتدي بها ، والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس ، فأفرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي.

ثم قلت : أيها العالم أنا رجل غريب ، فأذن لي فأسألك عن مسألة.

قال : فقال : نعم.

قال : قلت له : ألك عين؟

٥

قال : يا بني أي شئ هذا من السؤال ، أرأيتك شيئا كيف تسأل؟

فقلت : هكذا مسألتي.

فقال : يا بني سل وإن كان مسألتك حمقا.

قلت : أجبني فيها.

قال : فقال لي : سل.

قال : قلت : ألك عين؟

قال : نعم.

قلت : فما ترى بها؟

قال : الألوان والأشخاص.

قال : قلت : فلك أنف؟

قال : نعم.

قال : قلت : فما تصنع به؟

قال : أشتم به الرائحة.

قال : قلت : فلك فم؟

قال : نعم.

قال : قلت : فما تصنع به؟

قال : أذوق به الطعم.

قال : قلت : ألك قلب؟

قال : نعم.

قال : قلت : فما تصنع به؟

قال : أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح.

قال : قلت : أليس في هذه الجوارح غني عن القلب؟

قال : لا.

قلت : وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة؟

قال : يا بني الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب ، فيتيقن اليقين ويبطل الشك.

٦

قال : قلت : وإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟

قال : نعم.

قال : قلت : فلا بد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح؟

قال : نعم.

قال : قلت : يا أبا مروان إن الله لم يترك جوارحك حتى جعل لما إماما يصحح لما الصحيح ويتيقن لما ما شكت فيه ، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافاتهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك!

قال : فسكت ولا يقل شيئا.

ثم التفت إلي فقال لي :

أنت هشام؟

قال : قلت : لا.

فقال : أجالسته؟

قال : قلت : لا.

قال : فمن أين أنت؟

قلت : من أهل الكوفة.

قال : فأنت إذن هو.

قال ثم ضمني إليه ، وأقعدني في مجلسه ، وما نطق حتى قمت.

فضحك أبو عبد الله عليه‌السلام ، ثم قال : يا هشام من علمك هذا؟

قال : قلت : يا بن رسول الله جرى على لساني.

فقال : يا هشام ، هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.

فإليك يا هشام بن الحكم أيها العبد الصالح الناصح أهدي هذا الكتاب ... راجيا منك القبول ... ومن روحك الطاهرة الدعاء.

فارس

٧
٨

تمهيد

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمده استتماما لنعمته واستسلاما لعزته ، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة ممتحنا إخلاصها معتقدا مصاصها ، وأشهد أن محمدا عبده ررسوله أرسله بالدين المشهور والعلم المأثور والكتاب المسطور ، صلى الله عليه وعلى أهل بيته.

خصص جماعة علم الكلام بالبحث عن ذات الله وصفاته ... وعممه آخرون بالبحث عن العقائد الدينية فيشمل البحث عن النبوة والإمامة وسائر الحقائق الاعتقادية.

وقيده جمع بأنه الذي يكون للاثبات للغير ودفع حجج الخالف ... وأطلقه آخر بأنه مجرد العلم بالحقائق سواء أكان لإثبات الغير أم لمجرد المعرفة البحتة.

وذكروا عدة وجوه لعلة تسمية علم الكلام بهذا الاسم :

منها : لما أنكر جماعة البحث في العلوم العقلية ، فكانوا إذا سئلوا عن مسألة تتعلق بالله وصفاته وأفعاله والنبوة والمعاد؟ قالوا : نهينا عن الكلام في هذا العلم ، فاشتهر هذا العلم بالكلام.

ومنها : أن المتبحرين بهذا العلم تميزوا عن غيرهم بما أحاطوا به من المعرفة ، فطالت ألسنتهم على غيرهم ، فكان علمهم أولى باسم الكلام.

ومنها : هذا العلم يوقف منه على مبادئ سائر العلوم ، فالباحث عنه كالمتكلم في غيره ، فكان اسمه بعلم الكلام أولى.

ومنها : هذا العلم أسبق من غيره في المرتبة ، فالكلام فيه أسبق من الكلام في غيره ،

٩

فكان أحق بهذا الاسم.

فبعلم الكلام يتوصل إلى الحقائق ، لأنه يبتني على الاستدلال والنظر ... وإن كان بعضهم استفاد من علم الكلام استفادة غير صحيحة ، واستعمل المغالطة والمراوغة فيه للوصول إلى أغراضه بدل تحري الواقع بالدليل. ولأجل هذا تسرع البعض حيث نسب عدم الفائدة إلى علم الكلام ، وتعدى آخر إلى نسبة الضرر إليه!! إذ خلط بين علم الكلام الذي يبتني على أسس صحيحة ، وبين من جعل علم الكلام وسيلة للوصول إلى أغراضه الفاسدة.

وممن كتب في علم الكلام وكانت له يد طولى فيه واستعمله للوصول إلى الحقائق على أسسه الصحيحة المبتنية على الاستدلال والنظر أبو الصلاح الحلبي قدس سره ، فألف عدة كتب وبحوث في هذا العلم وأوضح السبل واقتصر الطريق لمريدي الحق والحقيقة.

وهذا الكتاب الماثل بين يدي القارئ هو واحد مما أفرغه قلم هذا العالم الجليل خليفة السيد المرتضى في علومه ، تحرى فيه الواقع وجعله مبتنيا على أدق الأدلة وأوضحها.

كتبه لما طلب منه جمع تنظيم كتاب يبحث عن المعارف وبصورة متوسطة ، خالية عن الإطالة المملة ، وتزيد على الاختصار المخل ، ليطلع المتأمل فيها على الدليل العقلي ويقف على غرضه الديني ، ويقتدي بها المبتدي.

فقسم كتابه إلى :

مسائل التوحيد ، بحث فيها وجوب النظر المؤدي إلى المعرفة ، ثم تطرق إلى الجسم وحدوثه ، وضرورة إثبات المحدث ، وصفات المحدث ، وكونه قادرا عالما حيا موجودا قديما ، قادرا فيما لم يزل سميعا بصيرا مدركا مريدا غنيا واحدا ، وكون صفاته تعالى نفسية ، وكونه تعالى لا يشبه المحدثات ، واستحالة إدراكه بالحواس.

مسائل العدل ، بحث فيها في معنى الكلام في العدل ، وفي الحسن والقبيح ، وكونه تعالى قادرا على القبيح ولا يفعل القبيح ، وما يصح تعلق إرادته وكراهته به وما لا يصح ،

١٠

وكونه تعالى متكلما ، وفي الجبر والاختيار ، وعدم تعلق القدرة بالإعدام ، وقبح تكليف ما لا يطاق ، وحكم التكليف والغرض منه ، ومسألة إلا لم والعوض والآجال والرزق.

مسائل النبوة ، بحث فيها في الرئاسة وكونها واجبة في حكمته تعالى ، واشتراط العصمة في الرئيس ، وما يتعلق بالرئيس ، وتقسيم الرئاسة إلى نبوة وإمامة ، والغرض من بعثة النبي ، وصفات الرسول ، والمعجز وشرطه ، وطريق العلم بنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ، والنسخ.

مسائل الإمامة ، وبحث فيها الغرض من الإمامة ، وصفات الإمام ، وعصمة الأئمة ومعجزاتهم ، والنص على إمامة الأئمة ، وعدم القدح في إمامة أمير المؤمنين لمراعاته القوم ، ودفن الرجلين مع النبي في حجرته ، وبعض مطاعن الثالث ، وما يقدح في عدالة القوم ، ونكير أمير المؤمنين والعترة الطاهرة والصحابة على أبي بكر وعمر وعثمان. وبطلان خلافة المتقدمين على أمير المؤمنين على مقتضى مذهبنا ومذهبهم ، وما استدل به على إيمان القوم من الكتاب والسنة ورده ، وإمامة الإمام الثاني عشر.

مسائل التكليف الشرعي ، وبحث فيها تقسيم التكليف الشرعي ، وبه تنتهي النسخة الوحيدة لهذا الكتاب.

وهذا الكتاب كما عرفت تطرق إلى أهم المباحث الكلامية ، وبحثها وبأسلوب رصين وأدلة محكمة وأسلوب علمي بحت.

وكان هذا الكتاب قد طبع بتحقيق المحقق الخبير الشيخ رضا الأستادي حفظه الله سنة ١٤٠٤ هـ في قم ، ولمراعاة بعض الظروف آنذاك حذف منه ما يتعلق بإبطال خلافة القوم ، الذي يحتل نصف الكتاب تقريبا ، مع الإشارة إلى أماكن الحذف ، فعزمنا على تتميم ما حققه الشيخ الأستادي حفظه الله وتحقيق الكتاب وإخراجه بصورة كاملة ، لتتم الفائدة .... مع وافر احترامنا وتقديرنا لجهود الشيخ الأستادي الذي لا يزال يدأب على نشر معارف أهل البيت عليهم السلام.

١١
١٢

ترجمة المؤلف

١٣
١٤

اسمه :

في تحديد اسمه قولان :

أ ـ تقي :

وهو الذي ذكره الشيخ في رجاله ، في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام : ٣٥٧ ، والعلامة في الخلاصة : ٢٨ ، وفي إجازته لبني زهرة كما في البحار ١٠٧ / ٧٠ ، وابن داود في رجاله : ٥٨ ، والذهبي في تاريخه كما في أعلام النبلاء ٤ / ٧٧ ، وابن شهرآشوب في معالم العلماء: ٢٩ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٧١ ، والتنكابني في قصص العلماء: ٤٣٢ ، والشهيد الثاني في إجازته كما في تنقيح المقال ١ / ١٨٥ ومنتجب الدين كما في الفهرست : ٣٠ ، والبحراني في لؤلؤة البحرين : ٣٣٣ ، والسيد محمد العلوي في إجازته للسيد شمس الدين المعالي كما في البحار ١٠٧ / ١٦٠ ، وعبد العالي الكركي في إجازته للمولى حسين الأسترآبادي كما في البحار ١٠٨ / ٥٢ ، والشيخ المجلسي في الوجيزة : ١٤٧ ، ووالد الشيخ المجلسي في إجازته لميرزا إبراهيم اليزدي كما في البحار ١١٠ / ٧٠ ، وفي مجموعة الجباعي كما في الأعيان ٣ / ٦٣٥ ، والمامقاني في تنقيح المقال ١ / ١٨٥ ، والشيخ عباس القمي في سفينة البحار ١ / ٢٩٥ والكنى والألقاب ١ / ٩٩ ، والحر العاملي في تفصيل وسائل الشيعة ٢٠ / ١٤٨ ، والتستري في القاموس ٥ / ٤١٥ ، والسيد الخوئي في معجم رجال الحديث ٣ / ٣٧٧ ، والشيخ أسد الله الدزفولي في مقباس الأنوار: ٨ ، والسيد الأمين في الأعيان ٣ / ٦٣٤ ، والطباخ في أعلام النبلاء ٤ / ٧٧.

ب ـ تقي الدين :

وهو الذي ذكره المولى الأفندي في الرياض ١ / ٩٩ و ٥ / ٤٦٤ ، وتعليقة أمل الآمل : ١٠٧ ، والحر العاملي في أمل الآمل ٢ / ٤٦ ، والسيد الخوانساري في الروضات ٢ / ١١١ ، والمحدث النوري في خاتمة المستدرك ٣ / ٤٨٠ ، والسيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل : ١١٤ ، والشيخ المجلسي في البحار ٢ / ٢٠ ، والشهيد في إجازته

١٥

للشيخ شمس الدين كما في البحار ١٠٧ / ١٩٨ ، والشيخ أحمد بن نعمة الله بن خواتون في إجازته للمولى عبد الله بن حسين التستري كما في البحار ١٠٩ / ٩٢ ، وعلي بن عبد العالي الكركي في إجازته للشيخ علي الميسي كما في البحار ١٠٨ / ٤٦ ، والشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي كما في البحار ١٠٨ / ١٥٨.

وورد في بعض الكتب لا تقي الدين نجم الدين ، وهو اشتباه ظاهر.

نسبه :

أما أبوه ففي تحديد اسمه قولان أيضا :

أ ـ نجم :

وهو الذي ذكره الشيخ في رجاله : ٣٥٧ ، والعلامة في الخلاصة : ٢٨ وفي إجازته لبني زهرة كما في البحار ١٠٧ / ٧٠ ، والمولى الأفندي في الرياض ١ / ٩٩ و ٥ / ٤٦٤ ، والحر العاملي في أمل الآمل ٢ / ٤٦ ، وتفصيل وسائل الشيعة ٢٠ / ١٤٨ ، ومنتجب الدين في الفهرست : ٣٠ ، والبحراني في اللؤلؤة : ٣٣٣ ، والمجلسي في الوجيزة : ١٤٧ ، والشهيد في إجازته للشيخ شمس الدين كما في البحار ١٠٧ / ١٩٨ ، والكركي في إجازته للشيخ علي الميسي كما في البحار ١٠٨ / ٤٦ ، والشهيد الثاني لوالد الشيخ البهائي كما في البحار ١٠٨ / ١٥٨ ، وابن شهرآشوب في المعالم : ٢٩ ، والذهبي في تاريخه كما في أعلام النبلاء ٤ / ٧٧ ، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب ١ / ٩٩.

ب ـ نجم الدين :

وهو المذكور في رجال الشيخ كما في النسخة التي اعتمد عليها المولى الأفندي في الرياض ١ / ٩٩ والحر العاملي في أمل الآمل ٢ / ٤٦ والسيد الخوانساري في الروضات ٢ / ٣١٣ ، وذكره ابن داود في رجاله : ٥٨ ، والخوانساري في الروضات ٢ / ١١٣ ، والطهراني في الطبقات ٣٩ ، والمحدث النوري في الخاتمة ٣ / ٤٨٠.

١٦

وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ٢ / ٧١ : تقي بن عمر.

قال السيد الأمين في الأعيان ٣ / ٦٣٦: والظاهر أن عمر في اسم أبيه تصحيف نجم ، منه أو من الناسخين.

وورد في بعض الكتب : تقي الدين بن نجم الدين عبيد الله ، والظاهر أن لفظ (بن) قبل لفظ (عبيد الله) سقط من الناسخ.

وأما جده ففي تحديد اسمه قولان أيضا :

أ ـ عبد الله :

وهو الذي ذكره الذهبي في تاريخه كما في أعلام النبلاء ٤ / ٧٧ ، والمولى الأفندي في الرياض ٥ / ٤٦٤ ب ـ عبيد الله :

وهو الذي ذكره المحدث النوري في الخاتمة ٣ / ٤٨٠ ، والسيد الخوانساري في الروضات ٢ / ١١١ ، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ٢ / ٧١ ، والسيد الأمين في الأعيان ٣ / ٦٣٤ ، والمدرس في ريحانة الأدب ٧ / ١٦١ ، والمولى الأفندي في تعليقته على أمل الآمل : ١٠٧ ، والسيد محمد العلوي في إجازته للسيد شمس الدين محمد بن أحمد المعالي كما في البحار ١٠٧ / ١٦٠.

وأما جد أبيه :

فقد نص ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٧١ والسيد الأمين في الأعيان ٣ / ٦٣٤ على أن اسمه : عبد الله.

وأما جد جده :

فقد نص ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٧١ والسيد الأمين ٣ / ٦٣٤ على أن اسمه : محمد.

قيل : ومن قال تقي بن نجم بن عبد الله فلعله قد نسبه إلى جده.

وفيه نظر ، لأن هذا القول يبتني على أن اسم جد صاحب الترجمة عبيد الله ، وقد مر أن فيه قولين : عبيد الله ، وعبد الله.

١٧

لقبه وشهرته :

يعرف صاحب الترجمة بـ :

أ ـ التقي :

وهو اسمه أيضا ، وهذا اللقب من الألقاب المختصة بصاحب الترجمة أيضا ، ذكر في كثير من المصادر.

ب ـ الحلبي :

نسبة إلى مدينته حلب ، ذكره كل من ترجم له.

وإذا أطلق هذا اللقب عند الفقهاء فالمراد منه صاحب الترجمة.

وما ذكر في إجازة الكركي للمولى حسين الأسترآبادي : تقي بن نجم الحلي.

فهو غلط واضح ، من سهو النساخ.

ج ـ الشامي :

نسبة إلى الشام حيث مدينة حلب فيها ، ذكره السيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل : ١١٤.

ويكنى صاحب الترجمة بأبي الصلاح ، كما ذكره كل من ترجم له.

ووصفه الطباخ في أعلام النبلاء ٤ / ٧٧ بالرافضي ، وقال الذهبي في تاريخه كما في أعلام النبلاء: ... عالم لرافضة بالشام.

والرفض صفة لشيعة آل محمد ، لأنهم رفضوا الباطل واتبعوا الحق وأخذوا دينهم عن أئمتهم المعصومين أبناء الرسول عن جدهم رسول الله عن جبرئيل عن الله عز وجل.

مولده :

اتفقت المصادر على أن ولادته كانت في مدينة حلب.

وأما سنة ولادته ، فقد نص يحيى بن أبي طي الحلبي في تاريخه كما عنه في تاريخ

١٨

الذهبي كما في أعلام النبلاء ٤ / ٧٧ وأعيان الشيعة ٣ / ٦٣٤ أن ولادته كانت سنة ٣٧٤ ، وكذا ذكره ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٧١ ، والسيد الأمين في الأعيان ٣ / ٦٣٤.

وما في ريحانة الأدب من أنه توفي سنة ٤٤٧ وكان عمره ١٠٠ سنة ، وعليه تكون ولادته سنة ٣٤٧.

فهو سهو نشأ من تصحيف ٣٧٤ ب ٣٤٧.

مدينة حلب :

حلب على وزن طلب ، بفتح الحاء المهملة واللام وفي آخرها الباء الموحدة : مدينة مشهورة في حدود الشام.

طيبة الهواء ، كثيرة الخيرات ، صحيحة التربة ، يزرع بأرضها القطن والسمسم والمشمش والتين و ... تسقى بماء المطر.

ومدينة حلب مسورة بحجر أسود والقلعة بجانب السور ، لأن المدينة في وطأ من الأرض والقلعة على جبل مدور مهندم ، لها خندق عظيم وصل حفره إلى الماء.

وفي سبب تسميتها بحلب قولان :

أ ـ أن هذا الموضع كان الخليل إبراهيم صلوات الله عليه يجلب نعمه به أيام الجمعات ، وكان يتصدق بما تحلب على الناس ، فكان الفقراء يقولون : حلب ، حلب ، ويسأل بعضهم بعضا ، فعرف الموضع بذلك وبقي الاسم عليه ، فسمي البلد بذلك.

ب ـ أن حلب وحمص وبردعة أخوة من عمليق ، فبنى كل منهم مدينة سميت به.

وفي مدينة حلب مقامان للخليل عليه‌السلام يزاران.

وكانت مدينة حلب قديما محطا لرجال علماء الشيعة الإمامية ، وأهلها من أسلم أهالي الشامات قلبا وأجودهم ذكاء وفضلا وفهما.

راجع تفصيل ما ذكرناه في :

الأنساب للسمعاني ٤ / ١٨٩ ، سفينة البحار ١ / ٢٩٦ ، روضات الجنات

١٩

٢ / ١١٤ ، تلخيص الآثار كما في روضات الجنات ٢ / ١١٤.

أسرته :

لم يذكر في المصادر المتوفرة لدينا من أسرته أحد ، سوى ما ذكره الشهيد الأول في غاية المراد في شرح نكت الإرشاد : ١٦ ، في بحث المضايقة والمواسعة حيث قال :

ومن الناصرين للمضايقة ... والشيخ أبو الحسن بن علي بن منصور بن تقي الحلي عمل فيها مسألة طويلة متضمنة الرد على الشيخ أبي الحسن بن طاهر الصوري في التوسعة.

فاستظهر بعض العلماء من هذا النص أن المراد من منصور هو ولد صاحب الترجمة ومن أبي الحسن هو حفيده.

وذكروا اسم حفيده : أبو الحسن علي بن منصور الحلبي نقلا عن نسخة غاية المراد التي كانت عندهم ، بخلاف النسخة المطبوعة على الحجر التي نقلنا عنها النص.

قال المولى الأفندي في الرياض ٤ / ٢٦٨ :

الشيخ أبو الحسن علي بن منصور بن الشيخ أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الدين بن عبد الله الحلبي ، فاضل عالم فقيه جليل ، وهو سبط أبي الصلاح الحلبي المشهور ، وقد ذكره الشهيد في بحث قضاء الصلاة الفائتة من شرح الإرشاد ونسب إليه القول بالتضييق وقال : إنه عمل فيها مسألة طويلة تتضمن الرد على الشيخ أبي علي الحسن بن طاهر الصوري في التوسعة.

ثم أقول : إن الشهيد في الشرح قد أورده هكذا : الشيخ أبو الحسن علي بن منصور بن تقي الحلبي ، والظاهر أن مراده ما ذكرناه ، انتهى كلام صاحب الرياض رضوان الله عليه.

أقول : إذا لاحظنا كلام صاحب الرياض بدقة نصل إلى أنه اعتمد في هذه الترجمة بأكملها على نص كلام الشهيد الأول ، ويفهم من آخر العبارة أنه تردد في أن الشيخ أبو الحسن علي بن منصور هو حفيد صاحب الترجمة ، حيث قال : والظاهر أن

٢٠