حقوق أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم

حقوق أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم

المؤلف:


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-367-5
الصفحات: ١٤٨

١
٢

٣
٤

مقدمة المركز

له الحمد جل شأنه وعلا، وصلاته وسلامه على نبيه المصطفى وعترته النجبا.

عرفت أُمتنا الإسلامية في تاريخها الطويل رجالاً لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، لا سيما في عصر الصحابة الذي كان من أغنى عصور الإسلام ثراءً في معرفة نماذج فريدة من عباد الله الصالحين من العبّاد والزهّاد والمجاهدين والشهداء والمهاجرين في سبيل الله وأنصار دين الله الذين تبوأوا الدار والإيمان.

ولكن الذي يستوقفنا حقاً من تلك النماذج الفريدة والعزيزة هم أهل البيت عليهم‌السلام ، ذلك أن الآيات النازلة في بيان ما لهم من حقوق على المسلمين لم ينزل نظيرها في غيرهم قط ، والآيات المبينة لشرفهم وفضلهم ومنزلتهم لم يرد نظيرها في غيرهم أبداً ، وكذلك حال ما ورد بشأنهم على لسان النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مما يدل على أن للشريعة الخاتمة هداً سامياً ينضوي وراء تأكيداتها المباشرة على بيان حقوقهم تارة ، وعلى بيان مقامهم الشامخ العظيم تارة اُخرى ، وخلاصة موقف الشريعة وهدفها ، تنبيه الأمة على قدوتها وصفوتها ومثلها الأعلى بعد رسولها الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقد تجسد هذا الاهتمام على جميع الأصعدة ، على صعيد الحقوق ، وعلى صعيد الافضائل والمناقب ، وأيضاً على المستويات كافة ، على المستوى السياسي ، والمعنوي ، والمالي.

فعلى المستوى السياسي صدع الوحي بولايتهم مقرونة بولاية الله عزوجل وولاية نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذلك الأمر في وجوب طاعتهم ، والاهتداء بهديهم ، وموالاتهم في السلم وفي الحرب.

وعلى المستوى المعنوي قد ارتقوا إلى درجة من السموّ والرفعة بحيث أصبح

٥

لهم على الناس حق أن يكنّوا لهم الود والمحبة ، ويعاملوهم بالإجلال والتكريم. حتى جعلت هذه المعاني التي يستشعرها المؤمن في قلبه ، ويمارسها في سلوكه ، من أهم مصاديق الإيمان. ولعل من أهم ما يعبر عن هذا كله ما يجاء به القرآن والسنة من لزوم الصلاة عليهم ، مقرونه بالصلاة على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كل صلاة ، وفي كل ذكر لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وأما في مجال الحقوق المالية ، فقد جعل الله لهم موارد مالية خاصة بهم يشتركون فيها مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كالخمس والانفال ، لا يشاركهم فيها سواهم.

وكان ينبغي لتلك الحقوق أن تسير لدى سائل الاُمة بموازاة هذه المنزلة التي أقرها الجميع وأذعن لها ، إلا أنها تخلفت عنها تحت تأثير تراكمات الواقع السياسي المضطرب ، مما أحدث تهافتاً في الرؤية وازدواجية في الموقف.

ولأجل بيان ما لحق بتلك الحقيقة من أوضار التاريخ السياسي الإسلامي وعباره ، جاء هذا البحث ليتابع مواد تلك الحقوق المفروضة بنص القرآن الكريم والمؤيدة بالسنة ، سواء كانت ذات صبغة سياسية ملزمة للاُمة في إطار ما أوجبته لأهل البيت عليهم‌السلام ، أو أن تكون ذات صفة اجتماعية وطبيعة تربوية ظاهرة في إرشاد الأمة وتوعيتها بضرورة ما ينبغي أن يكون عليه تعامل أفرادها ـ ظاهراً وباطناً ـ مع أهل البيت عليهم‌السلام.

وقد سلك الباحث منهجا واضحاً ومحدداً في تناول سائل الحقوق المذكورة ، يعتمد في الأساس على ورود كل حق مذكور في القرآن الكريم أولاً ، مع بيان ما يؤكد ذلك الحق من السنة المطهرة في كتب الفريقين ثانياً ، وكشف في ثنايا بحث تلك الحقوق عن مدى القيمة العلمية التي تمتلكها بعض الشبهات المثارة حول دلالة بعض الآيات الواردة بهذا الشأن.

آملين أن يكون هذا المنهج خطوة على طريق خدمة القرآن الكريم ببث أهدافه الكبرى ، وخدمة أهل البيت عليهم‌السلام أعدال القرآن وحماته ..

مركز الرسالة

٦

المقدّمَةُ

له الحمد جلّ شأنه وصلاته وسلامه على نبيه المصطفى وآله الميامين.

وبعد ...

فقد أولى اللّه تعالى أهل بيت نبيّه عناية خاصة ، وألزم المسلمين لهم حقوقاً خطيرة. ثم جاءت السنّة المطهّرة بما لا مزيد عليه من البيان والتفصيل لمنزلتهم الرفيعة ، وحقوقهم المفروضة على الأُمّة ، كل ذلك ينتهي إلى نتيجة واحدة وهي أن اللّه تعالى قد ميّز هذه الثلّة الطاهرة بفضائل وكمالات لا نظير لها جعلتهم قدوة للعباد وكهفاً للأنام وحجّةً له عزّوجلّ على خلقه ، وقد أعدّوا أنفسهم لذلك ، فكانوا أهلاً لتحمّل الأمانة التي عجز غيرهم عنها حيث لا يطيقها إلاّ من حاز تلك الملكات ، وتسنّم تلك المقامات.

ولتوفير الأرضية الملائمة لأداء تلك الأمانة أوجب اللّه تعالى لهم حقوقاً ألزم الاُمّة بأدائها ، وأوضحها نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكّدها مراراً ، ولكن الاُمور لم تأتِ كما أُريد لها ، فأُبعد أهل بيت رسول اللّه عليهم‌السلام بعد غيابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وضاعت حقوقهم ، فتمالأ الناس على ذلك ، وجرت سنتهم عليه ، واستحكمت أفكارهم على العمل به حتى صار ديناً لهم ، معتمدين في ذلك على ما وصلهم من تراث لعبت به المصالح والأهواء السياسية ، دون أن يلتفتوا إلى قول الطرف الآخر وأدلته ، معتبرين ذلك من المسلمات التي لا يصحّ النقاش فيها ولا حتى محاولة إثارة التساؤل حول أُصولها ومناشئها ، فأضطرتهم تلك التفسيرات البعيدة عن صريح الآيات إلى تشويه دلالاتها بخلق الشبهات وإثارة الطعون ، فجاءت شبهاتهم وطعونهم سقيمة متهافتة مجانبة للمنطق والوجدان وما تواتر من الأثر الصحيح.

٧

فخلق هذا التوجه الفكري والمنهج التفسيري نظرة مزدوجة عند المسلمين تجاه أهل البيت عليهم‌السلام يتجاذبها طرفان متضادّان ؛ فمن طرف تراهم يقرّون بمقامهم السامي الثابت بصريح الكتاب والسنّة ويكنّون لهم المودّة والاحترام ، ومن طرف آخر والتزاماً بمنهج السلف والواقع المفروض تراهم لا يقرّون بحقوقهم التي جعلها اللّه تعالى ورسوله لهم ، بل يعطونها لغيرهم أو يشركون ذلك الغير معهم حتى لا تبقى لهم مزيةً على غيرهم ، وكل ذلك تحت طائلة التأويل والاجتهاد والتقليد الأعمى الذي توارثوه خلفاً عن سلف.

وانطلاقاً من هذا الواقع المرير وأداءً لحق أهل البيت عليهم‌السلام حاولنا الوقوف عند بعض تلك الحقوق لإماطة اللثام عن حقيقتها، وفتح الطريق أمام دراستها.

معتمدين في إثبات ذلك ما ورد في كتب الجمهور من أدلّة حاولوا جهدهم تأويلها وليّها عن ظاهرها قسراً لتنسجم ومتبنّياتهم ، دون الخروج عمّا أقرّوه من تلك الحقوق سواء كان تصريحاً أو نتيجةً لما أوردوه من أدلّة ، أقرّوها قولاً ، إلاّ أنهم خالفوها عملاً.

فتوفرنا في بحثنا هذا على حقوقهم المادية ، ومنها الأنفال والخمس ، وحقوقهم السياسية ومنها الولاية والطاعة والاتباع ، وكذلك حقوقهم المعنوية ومنها المودة وترفيع البيوت والصلاة عليهم.

واتبعنا في ذلك ـ نظراً لطبيعة بحثنا القرآنية ـ ذكر الآية المصرحة بذلك الحق وإيراد ما ورد في تفسيرها من أثر صحيح ، وتعضيدها بأقوال علماء الجمهور المصرحة بذلك الحق ، ومن ثمّ دفع جميع ما ورد حول الآية وتفسيرها من شبهات وطعون.

وبعد استجلاء الحق في ذلك ، نكون قد أوقفنا القارى ء العزيز على عِظَمْ الخسارة التي مُني بها المسلمون بحرمانهم أنفسهم من نعمة أداء حقوق أهل بيت نبيهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، راجين أن تعود هذه الذكرى بالنفع على المؤمنين.

٨

الفصل الأوّل

التعريف بأصحاب الحقوق

استخدم القرآن الكريم جملة من الألفاظ ذات الدلالات اللغوية المحدّدة في لغة العرب ، للتعبير عن حقوق مجموعة من الناس أطلق عليهم تارة لفظ (أهل البيت) ، وأُخرى (الآل) ، وثالثة (ذوي القربى) ، كما استخدمت السنة هذه الألفاظ الشريفة ، وزادت عليها ألفاظاً أُخر أشهرها لفظ (العترة). كما جاء وصفهم على لسان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمفاهيم عالية ذات معنى بيّن ، وقصد واضح ، وهدف جليل ، فهم في لسان الشريعة : (الثقلُ) ، و (السفينةُ) ، و (باب حطة) ، و (الحجة) ، و (الدليل) ، و (الصراط المستقيم) ، ونحوها كثير.

وهذه الثلّة من الناس كما يبدو من مسمّياتها وأوصافها تشكل جزءاً لا يتجزأ من كيان الرسالة الخاتمة ، سيّما وقد وصفها اللّه تعالى بكتابه بأجل الأوصاف ، فهؤلاء هم الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

وما يعنينا هنا هو بيان معنى الألفاظ الأربعة الأولى : (أهل البيت ، والآل ، وذوي القربى ، والعترة) وذلك لسببين مهمين :

الأول : لكي لا تذهب حقوق تلك الثلّة إلى غيرها ، فما دام الحق معلوماً ، فلابدّ من البحث والتنقيب عن صاحبه حتى يُعرف بشخصه.

والثاني : وهو ما يلوح في هذه المفردات من عموم لغوي كما يظهر من تتبّع

٩

موارد استعمالاتها في لغة العرب ، لكنّ الشريعة لم تهمل ما يخصص ذلك العموم ، نظراً لما في أدلة الشرع من عوامل حسم أكيدة في أمثال تلك الموارد ، ومن هنا سوف لن نلتفت ـ في منهجنا ـ إلى ثمرة ما سواه ؛ لأنّا لا نعطي كلمة الفصل ـ مع وجوده ـ إلى غيره مهما كان.

وفي هذا المقام قد وجدنا من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها بين رواد الحديث ونَقَدَته ما هو صريح جداً بتخصص عموم تلك الألفاظ ، وحصرها بثلّة معروفة من الناس دون غيرهم من سائر المسلمين ، كما يتضح من تناول تلك المفردات وتحديد مداليلها وباختصار شديد ، كالآتي :

أولاً : معنى العترة

العترة في اللغة : أقرباء الرجل من وُلْده ، وولد وُلْدِه ، وبني عمّه ، وغيرهم. وأكثر ما تُطلق في استعمالات أهل اللغة على أصل الرجل ونسله وأخصّ أقربائه (١). إلاّ أن بعض فحول أهل اللغة استفاد معنىً آخر من لفظ العترة ، اعتماداً على الدليل الشرعي ، إذ هناك ما يدلّ على أن العترة وأهل البيت موضوعان لمعنىً واحد في لسان الشريعة ، ويتبين هذا من :

١ ـ حديث الثقلين المتواتر ، إذ جاء فيه ما يؤكد تلك الحقيقة. فقد أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب اللّه

__________________

(١) انظر مادة (عَتَرَ) في : كتاب العين / الفراهيدي ، ولسان العرب / ابن منظور وتاج العروس / مرتضى الزبيدي الحنفي ، والنهاية في غريب الحديث / ابن الأثير.

١٠

حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » (١).

٢ ـ حديث الكساء ، أخرج الحاكم الحسكاني وابن المغازلي وغيرهما قول رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا الحديث : « هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فأذْهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » (٢).

٣ ـ حديث المهدي عليه‌السلام من رواية أبي سعيد عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيه : « فيبعث اللّه رجلاً من عترتي أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً » (٣).

ومن هنا صرّح غير واحدٍ بأن المراد بالعترة هم أهل البيت عليهم‌السلام لا غيرهم ، منهم : أبو سعيد الخدري الصحابي الجليل المشهور ، فقد أخرج الصدوق حديث الثقلين عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري وفي آخره ، قال : « فقلت لأبي سعيد : من عترته؟ قال : أهل بيته » (٤).

ومنهم : ابن الأعرابي فيما حكاه ثعلب عنه ، قال : قلت لابن الأعرابي : فما

__________________

(١) الجامع الصحيح / الترمذي ٦ : ١٢٥ / ٣٧٨٨ ، باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام ، وانظر : مسند أحمد بن حنبل ٣ : ٤٠٨ / ١٠٨٢٧ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١١٨ / ٤٥٧٦.

(٢) شواهد التنزيل / الحاكم الحسكاني ٢ : ٣٠ / ٦٤٩ ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، ط١ / ١٤١١ه ، ومناقب ابن المغازلي : ٢٥٤ ـ ٢٥٥ / ٣٤٦.

(٣) مصابيح السنة / البغوي ٣ : ٤٩٣ ـ ٤٩٤ / ٤٢١٥ وعدّه من الحسان ، دائرة المعرفة ـ بيروت ، ط١ / ١٤٠٧ هـ.

(٤) معاني الأخبار / الصدوق : ٩٠ / ١ باب معنى الثقلين والعترة ، منشورات مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، ط١ / ١٤١٠ هـ.

١١

معنى قول أبي بكر في السقيفة : نحن عترة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : أراد بلدته وبيضته. وعترة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا محالة ولد فاطمة عليها‌السلام ، والدليل على ذلك ردّ أبي بكر وإنفاذ علي عليه‌السلام بسورة براءة ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أُمرت أن لا يبلّغها عني إلاّ أنا أو رجل منّي » ... فلو كان أبو بكر من العترة نسباً لكان محالاً أخذ سورة براءة منه ودفعها إلى علي عليه‌السلام (١).

ومنهم : ابن منظور العالم اللغوي المشهور ، قال : في مادة (عتر) وقد ذكر حديث الثقلين : والمشهور المعروف أن عترته أهل بيته (٢).

ومنهم : المناوي الحنفي ، إذ قال في شرح حديث الثقلين : « وعترتي أهل بيتي » تفصيل بعد إجمال بدلاً أو بياناً ، وهم أصحاب الكساء الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً (٣).

ومن هنا فقد اضطر بعضهم إلى التصريح بعدم إرادة المعنى اللغوي من لفظ (العترة) في حديث الثقلين ، لعلمهم بأن دلالة الحديث غير متحققة في كل من يشمله عنوان العترة بمبناه المستعمل في لغة العرب ، وهم وإن لم يصرّحوا بحصر المراد بالأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام ، إلاّ أنهم حصروا العترة بمصاديق لم نجدها في غير الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام ، ومن هؤلاء :

١ ـ الحكيم الترمذي ، قال عن حديث الثقلين : وقع على الأئمة منهم السادة لا على غيرهم (٤).

__________________

(١) إكمال الدين / الصدوق ١ : ٢٣٤ ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.

(٢) لسان العرب / ابن منظور ، مادة (عتر).

(٣) فيض القدير / المناوي ٣ : ١٤.

(٤) نوادر الأصول / الحكيم الترمذي : ٦٩ ، دار صادر ، بيروت.

١٢

٢ ـ السمهودي ، قال : الذين وقع الحثّ على التمسك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة هم العلماء بكتاب اللّه عزّوجلّ (١).

٣ ـ القاري ، قال في شرح الحديث : الأظهر هو أن أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله ، فالمراد بهم أهل العلم ، فهم المطلعون على سيرته الواقفون على طريقته ، العارفون بحكمه وحكمته (٢).

ومن هنا يتبين بكل وضوح أن المراد بالعترة هم أهل البيت ، وأن أهل البيت هم العترة ، لأنهما مفهومان لمعنى واحد لا غير ، وسوف يتضح هذا أكثر وأكثر في بيان معنى أهل البيت ، والمراد به رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبضعته الزهراء عليها‌السلام والأئمة الاثنا عشر ، وأولهم أمير المؤمنين ، وآخرهم الإمام المهدي عليه‌السلام.

ثانياً ـ أهل البيت :

أهل البيت في اللغة ـ كالعترة ـ واسع في مدلوله اللغوي ، إذ يشمل مع الأقرباء سائر أفراد العشيرة ، بل يشمل أيضاً كل من اتّصل بنسبٍ أو دِين (٣).

وأمّا شرعاً : فيلحظ ابتداءً أن كلمة (أهل البيت) قد وردت في القرآن الكريم ثلاث مرّات فقط ، وهي :

__________________

(١) جواهر العقدين / السمهودي : ٢٤٣ ، دارالكتب العلمية ، بيروت ـ ط١ / ١٤١٥ هـ.

(٢) مرقاة المفاتيح / الملا علي القاري ٥ : ٦٠٠ ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

(٣) المفردات / الراغب الأصفهاني : ٢٩ ، ولسان العرب / ابن منظور ١١ : ٢٨ ـ ٢٩ (أهل) ، دار القلم ـ دمشق ، الدار الشامية ـ بيروت ، ط١ / ١٤١٦ هـ.

١٣

الأولى : في قصة إبراهيم عليه‌السلام ، كما في قوله تعالى : ( أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّه رَحْمَةُ اللّه وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) (١) والمراد بأهل البيت هنا هو إبراهيم عليه‌السلام وزوجته تبعاً له.

الثانية : في قصة موسى عليه‌السلام ، كما في قوله تعالى : ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ ) (٢) ومن الواضح أن المراد بأهل البيت في هذه الآية الشريفة : إسرةٌ ما بلا أدنى تحديد أو خصوصية زائدة في البيان.

الثالثة : في آية التطهير من سورة الأحزاب كما في قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٣).

وقد اتفق المسلمون جميعاً على أن المراد بأهل البيت في آية التطهير الشريفة هم أهل بيت نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكنهم اختلفوا في تشخيصهم على خمسة أقوال لا سادس لها ، المعتمد منها قولان فقط لا ثالث لهما ، وأمّا الثلاثة الأُخر فلم يعبأ بها أحد ، ولم تعتمد في مذهب أو فرقة قط ، ولكنها قيلت على كل حال ؛ ولهذا فسوف لن نقف عندها إلاّ بمقدار عرضها ؛ لوضوح بطلانها بالاجماع ، وهي ما سنذكره تحت عنوان :

الأقوال غير المعتمدة في معنى (أهل البيت) :

القول الأول : إن المراد بأهل البيت في آية التطهير هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقط (٤).

__________________

(١) سورة هود : ١١ / ٧٣.

(٢) سورة القصص : ٢٨ / ١٢.

(٣) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٣٣.

(٤) الصواعق المحرقة / ابن حجر الهيتمي : ١٤٣ ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت ، ط١ / ١٤١٧ هـ.

١٤

وهو كما ترى قول شاذ لم يعتمده أحد من العلماء ، ولا يستند على أدنى دليل معتبر ، فضلاً عن مخالفته للدليلين الشرعي واللغوي لمعنى أهل البيت.

القول الثاني : إنّ المراد بأهل البيت هنا أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقط ، وهو كالأول في شذوذه ، ولم يكترث به أحد من المفسرين أو المحدثين ، وأصله عكرمة الخارجي مولى ابن عباس ، ولم يسبقه إلى هذا القول أحد ، ولم يُتابَع عليه حتى من قبل الخوارج ، سوى مقاتل (١) ، وهو كعكرمة كذّاب أشر بلا خلاف بين سائر علماء الرجال (٢).

القول الثالث : إن المراد بأهل البيت هم من حرّمت عليهم الصدقة من أقرباء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كآل علي عليه‌السلام ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل العباس. وقد روي هذا عن زيد بن أرقم موقوفاً عليه (٣).

وهو قول شاذ نادر في بابه ، وسائر أقوال الصحابة على خلافه ـ كما سنرى ـ فضلاً عن مخالفته الصريحة للخبر المتواتر في تعيين المراد بأهل البيت في آية التطهير كما سنبيّنه في بحث القولين المعتمدين ، ومنه يُعلم أن هذا القول من

__________________

(١) انظر قولهما في تفسير الطبري ٢٢ : ٧ ، والدر المنثور / السيوطي ٥ : ١٩٨ ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ط١ / ١٤١١ هـ.

(٢) انظر ترجمة عكرمة في ميزان الاعتدال / الذهبي ٥ : ١١٦ / ٥٧٢٢ ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ، ط١ / ١٤١٦ه ، وتهذيب الكمال / المـزي ٢٠ : ٢٦٤ / ٤٠٠٩ ، مؤسسة الرسالة ـ ط٦ / ١٤١٥ه ، وانظر ترجمة مقاتل في كتاب المجروحين / ابن حبان ٣ : ١٤ ، دار المعرفة ـ بيروت / ١٤١٣ه ، وميزان الاعتدال ٦ : ٥٠٥ / ٧٨٤٧ ، وتهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني ١٠ : ٢٥١ / ٧١٨٥ ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ط١ / ١٤١٥ هـ.

(٣) صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٣٦ ، دار ابن حزم ـ بيروت ، ط١ / ١٢١٦.

١٥

اجتهاد زيد بن أرقم الذي لم يُتابع عليه ، ولعله أراد المعنى اللغوي لأهل البيت دون الشرعي المتواتر الذي يستبعد خفاؤه على مثله ، وهو الأنسب في توجيه قوله.

وسوف يتضح فساد هذه الأقوال الثلاثة من خلال مناقشة المعتمد من الأقوال لدى المسلمين في بيان المراد بأهل البيت في آية التطهير.

المعتمد من الأقوال في معنى (أهل البيت) :

قد ذكرنا أن المعتمد قولان لا غير ، وهما :

القول الأول : إن المراد بأهل البيت هم أهل الكساء فقط ، وهم :

رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام ، وهو قول الشيعة الإمامية.

القول الثاني : هم أهل الكساء عليهم‌السلام مع أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليه جمهور أهل السنة.

والملاحظ هنا هو أن القدر المشترك بين القولين المختلفين واقع في أصحاب الكساء عليهم‌السلام دون غيرهم ، وعلى هذا يكون إجماع الأُمة بشأن أهل الكساء محققاً ، وبشأن نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مفقوداً.

هذا ، وقد انحصرت أدلة القول الثاني بدليلين لا ثالث لهما ، وهما :

الدليل الأول : شمول آية التطهير لنساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما ورد في بعض طرق أحاديث الكساء ، وبالتحديد الخبر الحاكي عن دخول أُم سلمة (رضي اللّه عنها) مع أهل البيت عليهم‌السلام في حديث الكساء.

الدليل الثاني : مجيء آية التطهير وسط آيات تتحدث عن الأزواج ، بمعنى

١٦

أن وحدة السياق القرآني تقتضي نزول آية التطهير فيهنّ. وبناءً على هذا القول سيكون حديث الكساء معبّراً عن إرادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إدخال علي وفاطمة والحسنين عليهم‌السلام مع أزواجه في هذه الآية المباركة تكريماً لهم وتعظيماً.

وقد مرّت على هذين الدليلين قرون عديدة ، وكل من كتب في نصرة القول الثاني اتّكأ عليهما واستظل بظلهما ، ولم يلتفت ـ مع الأسف ـ إلى الطرف الآخر ، ولم يعتنِ بجوابه كما يقتضيه العلم ، بل لم يعبأ بما قاله جملة من كبار علماء أهل السنة أنفسهم في نقد دليلي إدخال الأزواج مع أهل البيت عليهم‌السلام في آية التطهير ، مما يدل على أن الحوار الإسلامي الهادف لم يجد أرضاً خصبة عند شريحة واسعة من المسلمين على الرغم من تمادي القرون وشدة الحاجة إلى مواجهة الموروث الفكري والعقائدي بنوايا مخلصة وشجاعة علمية كافية في مواجهة نقاط الاختلاف والصبر على مناقشتها إلى آخر المطاف.

نعم ، كان تقييم كلا القولين المعتمدين في تحديد مفهوم (أهل البيت) ، وعلى ضوء الموازين العلمية المحررة في مظانّها ، موجوداً وميسراً ؛ ولكنه لم يَحْضَ بتلك العناية المناسبة ، ولم يتعرض للنقد المنصف البعيد عن فكرة الانتصار لهذا القول أو ذاك والاطاحة بالآخر ، الأمر الذي يجعلنا نجدد دعوتنا بكلّ صدق وإخلاص إلى تحمّل المسؤولية الشرعية في ضرورة النظر إلى مقومات الدليل المهمل على امتداد التاريخ.

وربما يُقال بأنّ الجمع بين كلا القولين لا ضيرَ فيه ، وهو ممكن في ذاته ، إذ لا تدافع ولا تنافي أو تعارض بينهما حتى لا يمكن الجمع بينهما ، ومعنى هذا أنه لا حاجة إلى بيان أدلة أيٍّ منهما ؛ خصوصاً وأن لكل منهما قاعدة إسلامية عريضة ترى صحة قولها ولا تشك فيه أبداً.

١٧

وفي هذا مصادرة كبيرة ؛ لأن سيرة (أهل البيت عليهم‌السلام ) وسيرة بعض نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيرتان متنافيتان ، وإثبات صحة إحداهما يقتضي الطعن بالأُخرى ، وعلى هذا فلابدّ من التماس الدليل الواضح على صحة أحدهما وبطلان الآخر.

ومن هنا سوف نقوم باستعراض أدلة القول الأول لنرى مدى سلامته ومطابقته مع واقع الآية الشريفة ، وبهذه الطريقة نقيس سلامة القول الثاني.

مع أدلة القول الأول

١ ـ الأحاديث النبوية

الأحاديث النبوية المصرحة بكون أهل البيت عليهم‌السلام هم : النبي الأكرم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، صلوات اللّه عليهم أجمعين ، كثيرة جداً ، حفلت بها كتب الفريقين من حديث وتاريخ وتفسير ولغة وغيرها ، وقد جاءت بتعابير وكيفيات ومواقع متعددة أكدت هذه الحقيقة بشكل عزّ نظيره ، فإنك لا تجد أحداً تعرّض لبحث آية التطهير إلاّ وذكر سيلاً من الأحاديث التي تصرّح بأسمائهم مذعناً لصحّتها ومسلّماً لدلالتها ، وسنأتي فيما يلي على ذكر بعض هذه الأحاديث :

١ ـ من حديث عامر بن سعد ، قال : قال سعد : قال رسول اللّه حين نزل الوحي ، فأخذ علياً وابنيه وفاطمة ، وأدخلهم تحت ثوبه ، ثمّ قال : « ربّ هؤلاء أهلي وأهل بيتي » (١).

__________________

(١) تفسير الطبري ٩ : ١٢ / ٢١٧٣٨ ، مشكل الآثار / الطحاوي ١ : ٣٣٢ ، دار صادر ـ بيروت ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٩ / ٤٧٠٨ ، السنن الكبرى / البيهقي ٥ : ١٢٢ ـ ١٢٣ / ٨٤٣٩ ، دار المعرفة ـ بيروت ، تفسير ابن كثير ٩ : ٤١٤ ، الدر المنثور / السيوطي ٥ : ٣٣.

١٨

٢ ـ أخرج مسلم في صحيحه بسنده إلى صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غداة وعليه مرط مرحّل ، من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثمّ قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١). (٢)

٣ ـ أخرج أحمد بن حنبل بسنده إلى شهر بن حوشب عن أُمّ سلمة : أن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لفاطمة : إئتني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساءاً فدكياً ، قال : ثمّ وضع يده عليهم ، ثمّ قال : « اللهمّ إن هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد ، إنك حميد مجيد ».

قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : « إنك على خير » (٣).

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٣٣.

(٢) صحيح مسلم ٤ : ١٥٠١ / ٢٤٢٤ باب فضائل أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، المصنف / ابن أبي شيبة ٧ : ٥٠١ / ٣٩ كتاب الفضائل ـ فضائل علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، دار الفكر ـ بيروت / ١٤١٤ه ، تفسير ابن أبي حاتم ٩ : ٣١٣١ / ١٧٦٧٤ ، شواهد التنزيل / الحسكاني ٢ : ٥٦ / ٦٧٦ ، المستدرك على الصحيحين / الحاكم ٣ : ١٥٩ / ٤٧٠٧ ، تفسير ابن كثير ٩ : ٤١٣ ـ ٤١٤.

(٣) مسند أحمد بن حنبل ٧ : ٤٥٥ / ٢٦٢٠٦ ، مشكل الآثار / الطحاوي ١ : ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ، المعجم الكبير / الطبراني ٣ : ٥٣ / ٢٦٦٤ ـ ٢٦٦٥ ، دار إحياء التراث العربي ، ط٢ ، مسند أبي يعلى الموصلي ٦ : ٨٦ / ٦٨٧٦ ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ، ط١ / ١٤١٨ه ، تاريخ دمشق / ابن عساكر ١٣ : ٢٠٣ ، دار الفكر ـ بيروت / ١٤١٥ه ـ ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام ، و ١٤ : ١٤١ ـ ١٤٢ ـ ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام.

١٩

٤ ـ أخرج أحمد بن حنبل بسنده إلى أُمّ سلمة تذكر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه ، فقال لها : « ادعي زوجك وابنيك » ، قالت : فجاء علي والحسين والحسن فدخلوا عليه ، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري ، قالت : وأنا أُصلّي في الحجرة ، فأنزل اللّه عزوجل هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول اللّه؟ قال : « إنك إلى خير ، إنك إلى خير ». (١)

٥ ـ من حديث أبي سعيد الخدري عن أُمّ سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فقلت : يا رسول اللّه ، ألست من أهل البيت؟ قال : « أنت على خير ، إنك من أزواج النبي » وفي البيت علي وفاطمة والحسن

__________________

(١) المسند / أحمد بن حنبل ٧ : ٤١٥ ـ ٤١٦ / ٢٥٩٦٩ ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، ط٢ / ١٤١٤ هـ.

٢٠