القول الصّراح في البخاري وصحيحه الجامع

الميرزا فتح الله بن محمّد جواد الإصبهاني

القول الصّراح في البخاري وصحيحه الجامع

المؤلف:

الميرزا فتح الله بن محمّد جواد الإصبهاني


المحقق: الشيخ حسين الهرساوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-357-024-X
الصفحات: ٢٦٢

حديث : فيه تكذيب ( وإن طائفتان ... )

ومنها : ما رواه في كتاب الصلح : ان أنساً قال قيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو أتيت عبدالله بن أبي ، فانطلق إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وركب حماراً ، فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة فلمّا أتاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال إليك عني! والله لقد آذاني نتنُ حمارك ، فقال رجل من الانصار منهم : والله لحمار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطيب ريحاً منك ، فغضب لعبدالله رجل من قومه فشتمه فغضب لكل منهما أصحابه ، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال ، فبلغنا أنها نزلت : ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) (١) (٢).

قال الزركشي في التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح : فبلغنا أنها نزلت : وان طائفتان ، قال ابن بطال : يستحيل نزولها في قصة عبدالله بن أبي وأصحابه ، لأن أصحاب عبدالله ليسوا بمؤمنين وقد تعصبوا له في الإسلام في قصة الإفك.

وقد رواه البخاري في كتاب الاستيذان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّ في مجلس فيه أخلاط من المشركين والمسلمين وعبدة الاوثان واليهود وفيهم عبدالله بن أبي فذكر الحديث ، فدلّ على أن الآية لم تنزل فيه وانّما نزلت في قوم من الاوس والخزرج اختلفوا فاقتتلوا بالعصى والنعال.

وقال ابن حجر : وقد استشكل ابن بطال نزول الآية المذكورة ، وهي قوله تعالى : ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) (٣) في هذه القصة لأن المخاصمة

__________________

١. الحجرات : ٩.

٢. صحيح البخاري كتاب الصلح باب ما جاء في الإصلاح بين الناس رقم.٢٦٩ وأطراف الحديث كتاب الجهاد والسير رقم ٢٩٨٧ ، كتاب تفسير القرآن رقم ٤٥٦٦ ، كتاب اللباس رقم ٥٩٦٤ ، كتاب الأدب ، رقم ٦٢٠٧ ، كتاب الإستيذان ، رقم ٦٢٥٤.

٣. الحجرات : ٩.

١٤١

وقعت بين من كان مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصحابة وبين الصحابة وبين عبدالله بن أبي وكانوا اذ ذاك كفّاراً فكيف ينزل فيهم طائفتان من المؤمنين؟

ولا سيما ان كانت قصة أنس وأسامة متحدة ، فان في رواية أسامة فاستبّ المسلمون والمشركون ، قلت : يمكن ان يحمل على التغليب ، مع ان فيها اشكالاً من جهة اخرى ، وهي أن حديث أسامة صريح في ان ذلك كان قبل وقعة بدر وقبل أن يسلم عبدالله بن أبي وأصحابه ، والآية المذكورة في الحجرات ونزولها متأخر جدّاً وقت مجيء الوفود لكنه يحتمل ان يكون آية الاصلاح نزلت قديماً فيندفع الاشكال (١).

أقول : أما احتمال التغليب فممّا لايرضى به اللبيب الأديب ، اذ لم يقع توصيف الكفار العابدين للاصنام بالايمان ولو على سبيل التغليب في نظم ولا أثر ولا حديث ولا آية تحققت هذه الكلمة فيها ، ولم يجوزه أحد من العلماء ، ولا شاهد على جوازه ، ولو رفعنا اليد عن ظواهر الآيات والاخبار بمجرد الاحتمالات البعيدة التي لا شاهد عليها ولا داعي إليها ، لاندفع الامان من جميع النصوص وانقلبت الشريعة ظهراً لبطن.

وتصديق البخاري ليس بداع عقلي ولا ديني مع ما علم من حاله وسائر رواياته.

وأما احتمال تعدد النزول فهو مما لا يرضى به أكابرهم ولا يزالون يشنعون على علماء الامامية في قولهم في بعض الآيات أنها وردت في كذا بأنها

__________________

١. فتح الباري كتاب الصلح ٥ : ٢٢٨.

١٤٢

وردت في قصة اخرى ولا يحتملون تعدد النزول كما أورده في شأن نزول آية : ( وآت ذا القربى حقّه ) (١).

وكما أورده ابن تيمية في قوله تعالى : ( سئل سائل بعذاب واقع ) (٢) ، من ابطال نزولها في قصة الحارث ابن النعمان الفهري بان السورة مكية وقد نزلت قبل ذلك بسنين.

أبوحنيفة يكذّب حديث أبي هريرة

ومنها : ما أورده في كتاب الاشربة عن أبي هريرة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لا يزني حين يزني وهو مؤمن (٣) الحديث.

وبالغ امامهم الأعظم أبو حنيفة في ردّ هذا الخبر وتكذيبه والطعن عليه ، قال في كتاب العالم والمتعلم من تصانيفه على ما نصّ عليه الكفوي في كتاب الاعلام الاخبار ، ما لفظه : قال المتعلم أي أبومطيع البلخي : ما قولك في أناس رووا أن المؤمن اذا زنى خلع الايمان من رأسه كما يخلع القميص ، ثم اذا تاب أعاد إليه إيمانه؟ أتشك في قولهم أو تصدّقهم؟ فان صدّقت قولهم دخلت في قول الخوارج ، وان شككت في قول الخوارج ورجعت عن العدل الذي وضعت ، وان كذّبت قولهم الذي قالوا كذّبت قول النبي عليه‌السلام فانهم رووا عن رجال شتى حتى ينتهى به رسول الله عليه‌السلام.

قال العالم اي أبو حنيفة : أكذب هؤلاء ولا يكون تكذيبي لهؤلاء وردّي

__________________

١. الاسراء : ٢٦.

٢. المعارج : ١.

٣. صحيح البخاري كتاب الأشربة رقم ٥٥٧٨ ، وأطرافه : كتاب المظالم رقم ٢٤٧٥ ، كتاب الحدود رقم ٦٧٧٢ ، كتاب الحدود أيضاًرقم ٦٨١٠.

١٤٣

عليهم تكذيباً للنبي عليه‌السلام ، إنّما يكون التكذيب لقول النبي عليه‌السلام أن يقول الرجل أنا مكذب للنبي عليه‌السلام.

وأما إذا قال : أنا مؤمن بكل شيء تكلّم به النبي عليه‌السلام غير أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتكلّم بالجور ولم يخالف القرآن فهذا من التصديق بالنبي والقرآن وتنزيه له من الخلاف على القرآن ولو خالف النبي عليه‌السلام القرآن وتقول على الله لم يدعه تبارك وتعالى حتى يأخذه باليمين ويقطع منه الوتين كما قال الله تعالى في القرآن (١).

والنبي عليه‌السلام لا يخالف كتاب الله ، ومخالف كتاب الله لا يكون نبي الله وهذا الذي رووه خلاف القرآن ، ألا ترى إلى قوله : الزانية والزاني؟ ثم قال : واللذان يأتيانها منكم ولم يعن به من اليهود والنصارى ولكن عنى به المسلمين فردّ على كل رجل يحدّث عن النبي عليه‌السلام بخلاف القرآن وليس ردّاً على النبي ولا تكذيباً له ولكن ردّاً على من يحدّث عن النبي عليه‌السلام بالباطل والتهمة دخلت عليه لا على نبي الله.

كلّ شيء تكلّم به النبي عليه‌السلام سمعنا به أو لم نسمعه فعلى الرأس والعين ، وقد آمنا به ونشهد أنه كما قال النبي عليه‌السلام ، ونشهد أيضاً على النبي عليه‌السلام ، أنه لم يأمر بشيء نهى عنه يخالف أمر الله تعالى ولم يقطع شيئاً وصله الله تعالى ، ولا وصف أمراً وصف الله تعالى ، ذلك الأمر بخلاف ما وصفه النبي عليه‌السلام ، ونشهد أنه كان موافقاً لله عزّوجلّ في جميع الأمور فلم يبتدع

__________________

١. ( ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ) الحاقة : ٤٤ ـ ٤٦.

١٤٤

ولم يتقوّل غير ما قال الله ولا كان من المتكلّفين ولذلك قال الله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (١).

ونحن أوردنا هذا الكلام الزاماً على العامة لا تصديقاً لهذا الاحتجاج واعترافاً بمتانة هذا الاستدلال من مخالفة هذا الخبر لكتاب الله اذ فيه من وجوه النظر ما لا يخفى على من له أدنى تأمل.

ومن عجيب الامر أن العلامة التفتازاني حكم بان بعض روايات البخاري من موضوعات الزنادقة حاكياً ذلك عن يحيى بن معين وهو المعوّل عليه في معرفة الصحيح من السقيم ، قال في « التلويح شرح التوضيح » قوله : وانما هذا خبر الواحد في معارضة الكتاب لانه مقدّم لكونه قطعياً متواتر النظم لا شبهة في متنه ولا في سنده لكن الخلاف انما هو في عمومات الكتاب وظواهره ، فمن يجعلها ظنية يعتبر بخبر الواحد اذا كان على شرائطه عملاً بالدليلين

ومن يجعل العام قطعياً فلا يعمل بخبر الواحد في معارضته ، ضرورة أن الظني يضمحل بالقطعي فلا ينسخ الكتاب به ، ولا يزاد عليه أيضاً لانه بمنزلة النسخ واستدل على ذلك بقوله عليه‌السلام : تكثر لكم الأحاديث من بعدي فاذا أروى لكم حديث فاعرضوه على كتاب الله تعالى فما وافق كتاب الله فاقبلوه وما خالفه فردّوه (٢).

وأجيب بانه خبر واحد قد خصّ منه البعض اعني المتواتر والمشهور فلا يكون قطعياً فكيف يثبت به مسألة الأصول على أنه مما يخالف عموم قوله

__________________

١. النساء : ٨٠.

٢. التلويح في شرح التوضيح ٢ : ٣٩٧.

١٤٥

تعالى : ( ما آتاكم الرسول فخذوه ) (١) وقد طعن فيه المحدّثون ، بان في رواته يزيد بن ربيعة ، وهو مجهول وترك في اسناده واسطة بين الأشعث وثوبان ، فيكون منقطعاً.

وذكر يحيى بن معين أنه حديث وضعه الزنادقة ، وايراد البخاري إياه في صحيحه (٢) لا ينافي الانقطاع وكون أحد رواته غير معروف بالرواية.

ابن حزم وتكذيب حديث المعازف

وكذا ابن حزم الاندلسي وهو من أعيان علماء العامة ويحتج بافاداته صاحب الامتاع ، وذكر محي الدين ابن العربي في « الباب الثالث والعشرين والمائتين » من الفتوحات : « رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد عانق أبا محمد بن حزم المحدّث فغاب الواحد في الاخر فلم يزالا واحداً وهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهذه غاية الوصلة وهو المعبر عنه بالاتحاد » (٣).

وابن حزم هذا حكم بموضوعية بعض روايات البخاري أيضاً.

قال في كتاب المحلى : ومن طريق البخاري « قال هشام بن عمّار : أنا صدقة بن خالد أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، أنا عطية بن قيس الكلابي ، أنا عبد الرحمن غنم الأشعري ، حدّثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ، والله ما كذبني أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ليكوننّ من أمّتي أقوام يستحلّون الحرير

__________________

١. الحشر : ٧.

٢. والظاهر أن البخاري ذكره في تاريخه.

٣. الفتوحات المكية ٢ : ٥١٩ ط ، دار صادر ، بيروت.

١٤٦

والخمر والمعازف » (١) ، وهذا منقطع لم يتصل ، ما بين البخاري وصدقة بن خالد ، ولايصح في هذا الباب شيء أبداً ، وكل ما فيه فموضوع (٢).

ولنقتصر في ذكر رواياته الموضوعة التي تدل مضامينها على كذبها على القدر ، فان الكلام في ذلك يطول جداً.

وهذا شطر من موضوعاته التي لاتوافق أصول العامة وقواعدهم أيضاً ، وأما الروايات المخالفة لما ورد عن أهل بيت العصمة والطهارة ، وصح عن معادن العلم والحكمة فممّا لاتحصى ، ولسنا نتعرض لها في هذه الرسالة فانها تحتاج الى كتاب مفرد في ذلك.

فلنرجع إلى بيان أحوال يسير من رواة أحاديثه وممن احتج بهم واستدل لهم : فنقول في توضيح شنايع بعض من روى عنه البخاري وغيره من ارباب الصحاح الست ولا نأتي في هذا الفصل أيضاً إلاّ بما كتب اعيان العامة وعلمائهم مما يتّضح منه قدح رواتهم وكونهم ضالين مبدعين أو خارجين عن الاسلام والدين أو كذابين وضّاعين ولانروي عن علماء الامامية في اثبات هذا الامر شيئاً.

وليعلم ان التعرض لحال جميع رواته الموصوفين بما ذكر يحتاج إلى

__________________

١. صحيح البخاري كتاب الأشربة باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميها بغير اسمها ٧ : ١٩٣ رقم ٥٥٩٠.

٢. المحلّى كتاب البيوع ٧ : ٥٦٥ رقم ١٥٦٦ ، وقد ردّ على ابن حزم في قوله هذا ، جماعة من مدافعي البخاري في كتبهم ، فمنهم ابن الصلاح ، في صيانة صحيح مسلم : ٨٢ ، ٨٣ ، والعراقي ، في التقييد والايضاح : ٩١ ، وابن حجر ، في فتح الباري ١٠ : ٥٢ ، ٥٣ ، والأثري ، في الكاشف في تصحيح رواية البخاري لحديث تحريم المعازف.

١٤٧

مجلدات ضخام ويأبى عند المقام ، فالاولى التعرض لحال مشاهير رواتهم واعيان قادتهم وثقاتهم ومن أكثروا عنه النقل والرواية في جميع كتبهم ، فيعلم منه حال باقيهم ومن لم نسمّهم.

ثم ان من كان من هؤلاء المشاهير صحابياً أو من التابعين فهو عند العامة معدّل بنصّ الفرقان الكريم وأحاديث الرسول الكريم وخير الامة بمقتضي ما يرونه عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : خير القرون الذي من بعدي ، فاذا أوضحنا شنائع امثال هؤلاء ومن كلمات علمائهم فالسكوت عن حال الباقين أولى وأحرى.

١٤٨

الفصل الثالث

مشاهير الرواة

في حديث السنة

١٤٩
١٥٠

عبدالله بن عمر بن الخطاب

عقد له البخاري باباً مفرداً في مناقبه ، وروى فيه عن ابن عمر عن أخته حفصة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : عبدالله رجل صالح (١).

ويكفي في الجزم بوصفه ، كون راويه نفس عبدالله عن أخته!

وأما مطاعنه فكثيرة ، فقد تغيظ عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما وقع منه في طلاق امرأته ، ففي الدر المنثور للسيوطي أخرج مالك والشافعي وعبد الرزاق في المصنّف وأحمد وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو يعلى ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه عن ابن عمر : أنه طلّق امرأته وهي حائض ، فذكر ذلك عمر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فغيّظ فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال : ليرجعها ثم يمسكها حتى تطهر ، فان بدا له أن يطلّقها فليطلّقها طاهراً قبل أن يمسها.

فتلك العدة التي أمر الله تعالى أن يطلّق بها النساء ، وقرأ : يا أيها النبي اذا طلقتم النساء فطلّقوهن في قبل عدتهن ، وفى نقل الخبر بطوله فائدة أخرى وهي أن يعلم أن القول بتحريف القرآن للذين لا يزالون يشنعون به على الشيعة ممّا يدل عليه رواياتهم المتفق الموجودة في جميع صحاحهم.

ثم ذكر السيوطي روايات عديدة أُخر أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : فطلّقوهن قبل

__________________

١. صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة باب ١٩ مناقب عبدالله بن عمر رقم ٣٧٣٨.

١٥١

عدّتهن ، مع أن الموجود في القرآن الذي بأيدينا اليوم : ( فطلّقوهن لعدتهن ) (١).

وهذا الأمر أعني عدم قدرته على طلاق زوجته هو الذي منع أباه عمر أن يوصي إليه ويستخلفه ، فانه لما قيل لعمر استخلف عبدالله ابنك ، قال : لايصلح لها لأنه لا يحسن أن يطلّق امرأته كما في كثير من كتب القوم.

عبدالله بن عمر لم يبايع علي بن أبي طالب

ثم ان ابن عمر ممّن لم يبايع أمير المؤمنين ، ولم يعتقد حقية خلافته وانكار خلافة أحد الخلفاء الراشدين كفر وضلالة عند العلماء السنة.

وبايع يزيد بن معاوية ، وهو أيضاً كفر عندهم على ما نصّ به محمد بن شعيب الكشي من أكابر الحنفية في كتاب التمهيد.

قال من رضي بامام باطل فانه يكفر.

أما الفقرة الأولى : وهي امتناعه عن بيعة أمير المؤمنين عليه‌السلام فيدل عليها ما أورده أبو عبدالله الحاكم في المستدرك ، وهو ممن اتّفقوا على أنه من أعظم الائمة.

قال ثم بعث ، إي علي عليه‌السلام إلى سعد بن وقاص ، وعبدالله بن عمر ، ومحمد بن مسلم ، فقال : قد بلغني عنكم هنّات ، فقال سعد : صدقوا لا أبايعك ، ولا اخرج معك حيث تخرج حتى تعطني سيفاً يعرف المؤمن من الكافر.

وقال له ابن عمر انشدك الله والرحم أن لاتحملني على ما لا أعرف ، والله لا أبايع حتى يجتمع المسلمون على ما جمعهم الله عليه.

ويدل عليها أيضاً ، ما ذكره سبط ابن الجوزي في التذكرة ، قال : وقال ابن

____________

١. الطلاق : ١.

١٥٢

جرير : وممن امتنع من بيعته أي علي بن أبي طالب عليه‌السلام حسان بن ثابت ، وأبو سعيد الخدري ، والنعمان بن بشير ، ورافع بن خديج ، في آخرين ، وفي زيد بن ثابت ، ومحمد بن سلمة خلاف ، وقال غير ابن جرير : لم يباعه قدامة بن مظعون وعبدالله بن سلام ، والمغيرة بن شعبة ، وعبدالله بن عمر ، وسعد ، وصهيب ، وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد ، وكعب بن مالك ، وهرب قوم إلى الشام وهؤلاء يسمّون العثمانية (١).

وفي بعض الروايات ما يدل على أنه بايع ثم استقال البيعة ، فاقاله أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

عبدالله بن عمر وبيعته ليزيد والحجاج

وذكر ابن مسكويه في كتاب نديم الفريد ، أن عبدالله بن حارث قال لعبدالله بن عمر : أتيت علي بن أبي طالب وله قرابة وسابقة وفضائل عديدة فبايعته طائعاً غير مكره ، ثم جئته فقلت اقلني اقالك الله ثم تدق الباب على أصحاب الحجاج تقول : خذوا بيعتي فَإني سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « من مات ليلة وليس في عنقه بيعة امام مات ميتة جاهلية » ثم اضطرب الحبل بالناس فزعمت انك لاتعرف حقاً فتنصره ولا باطلاً فتقاتل أهله. الخبر.

ويدل على الثانية ما رواه البخاري في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد القرآن بزعمهم في كتاب الفتن في باب : « اذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه » : عن نافع قال : لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال : اني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « ينصب لكل غادر لواء

__________________

١. تذكرة الخواص : ٥٨.

١٥٣

يوم القيامة ، » وأنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وأني لا أعلم عذراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ، ثم ينصب له القتال ، واني لا أعلم أحداً منكم خلعه ، ولا بايع في هذا الأمر إلاّ كانت الفيصل بيني وبينه (١).

قال العسقلاني في شرحه : وكان ابن عمر لما مات معاوية كتب إلى يزيد ببيعته.

وقال ابن الملقن في شواهد التوضيح معنى الترجمة ، انما هو في خلع أهل المدينة ليزيد بن معاوية ورجوعهم عن بيعته ، وما قالوا له ، وقالوا بغير حضرته خلاف ما قالوا بحضرته ، وذلك ان ابن عمر بايعه ، فقال عنده بالطاعة بخلافته ، ثم خشى على بنيه وحشمه النكث مع أهل المدينة حتى نكثوا بيعة يزيد ، فوعظهم وجمعهم وأخبرهم أن النكث أعظم القدر.

والغرض من نقل هذه العبارة الرد على بعض متأخريهم حيث قال لم ينسب أحد من العلماء ابن عمر إلى بيعة يزيد ، وليس في الباب الاّ كلمة بايعنا وهو محمول على التغليب ، ولذا لم ينسب شراح البخاري البيعة إليه صريحاً.

وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ووقع عند الاسماعيلي من طريق سهل بن اسماعيل ، عن حمّاد بن زيد ، في أوله من الزيادة عن نافع ، ان معاوية أراد على ابن عمر ان يبايع ليزيد فابى وقال : لا أبايع لأميرين فأرسل إليه معاوية بمأة ألف درهم ، فأخذها فدّس إليه رجلاً فقال له ما يمنعك أن تبايع فقال : إن ذاك لذاك ؛ يعني عطاء ذلك المال لأجل وقوع المبايعة ، ان ديني عندي اذاً الرخيص ، فلما مات معاوية كتب إلى يزيد ببيعته ، فلما خلع أهل المدينة ، الحديث.

__________________

١. صحيح البخاري كتاب الفتن رقم ٧١١١ باب المذكور ح ١.

١٥٤

ويدل على الفقرتين معاً ماذكره سبط ابن الجوزي قال : قال الزهري : والعجب ان عبدالله بن عمر وسعد بن أبي وقاص لم يبايعا علياً وبايعا يزيد بن معاوية ويرشد إليهما.

وأيضاً ما ذكره القسطلاني في باب ما كان أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والتمرة من كتاب المزارعة في شرح حديث نافع ان ابن عمر كان يكري مزارعة على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وصدراً من امارة معاوية ، قال : قوله : وصدراً من امارة معاوية اي خلافته.

وانّما لم يذكر ابن عمر خلافة علي لأنه لم يبايعه لوقوع الاختلاف عليه كما هو مشهور في صحيح الاخبار.

وكان رأى ابن عمر أنه لا يبايع لمن لا يجتمع عليه الناس ، ولهذا لم يبايع أيضاً لابن الزبير ولا لعبدالملك في حال اختلافهما ، وبايع ليزيد بن معاوية ، ثم لعبدالملك بن مروان ، بعد قتل ابن الزبير (١).

وفي كثير من الكتب أن ابن عمر طرق الحجاج ليلاً وقال هات يدك أبايعك لامير المؤمنين عبدالملك فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من مات وليس عليه بيعة امام فموته جاهلية ، فأنكر عليه الحجاج مع كفره وعتوّه وقال له : بالامس تقعد عن بيعة علي بن أبي طالب وأنت اليوم تسألني البيعة من عبدالملك بن مروان؟ يدي عنك مشغولة لكن هذا رجلي (٢).

__________________

١. الطبقات الكبرى ٤ : ١٨٣ ـ ١٨٤ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٢٣١.

٢. نثر الدر للآبي ٢ : ٩٠ ، مجمع الزوائد ٧ : ١١٧.

١٥٥

عبدالله بن عمر يخالف علي بن أبي طالب

ويدل عليها أيضاً ، بل وزيادة أن ابن عمر كان يعدّ الخلفاء الصالحين ، ويعدّ منهم معاوية ويزيد ، ولا يعدّ أمير المؤمنين عليّاً عليه‌السلام.

وكفاه بهذا نصباً وشقاوة وكفراً وضلالة ولعمري أن هذا هو غاية الانهماك في معاداة الله ورسوله وأوليائه ، وموالاة أعدائه واربى في ذلك على الخوارج والنواصب ، وكيف يتفوّه من له شرذمة من الحياء في حق يزيد بأنه صالح لا يوجد مثله ، ويعتقد أنه خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع ما وقع منه من وقعة الطفوف ووقعة المدينة ووقعة الحرة ، وما تواتر منه من الولع على شرب الخمر وأنواع الكبائر.

ولا يعتقد في حق أمير المؤمنين عليه‌السلام مع ما صلح وثبت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من طرقهم في حقه من الفضائل والمناقب ، والنصوص الدالة على خلافته ، التي يحملها علماء السنة على ما بعد الخلفاء الثلاث ، ويقولون : ليس فيها التقييد بأنه خليفتي بلافصل ، والآيات الكريمة التي نزلت في شأنه ، وما دلّ على وجوب مودته ، وفرض طاعته ، مما لا تحصيها مجلدات ضخام ، أنه خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقد بلغ شناعة معاوية ويزيد حداً لم يقدر علماء العامة على انكارها ، واستنكفوا من القول الجميل في حقهما.

قال ابن روزبهان المتعصب وغيره : أن معاوية لم يكن من الخلفاء حتى نذب عنه المطاعن ، بل هو من الملوك ، بل يستدلون بما يرونه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : « الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم يكون ملكاً » ، خصوصاً على نفي الخلافة عنه.

١٥٦

وبالجملة ، قال السيوطي في تاريخ الخلفاء : أخرج ابن عساكر عن عبدالله بن عمر قال أبوبكر الصديق : اصبتم اسم عمر الفاروق قرن من حديد ، اصبتم اسم ابن عفان ذو النورين قتل مظلوماً يؤتي كفلين من الرحمة ، ومعاوية وابنه ملكاً لارض المقدسة ، والسفاح وسلام ، والمنصور ، وجابر ، ومهدي ، والأمين ، وأمير الغضب ، كلّهم من بني كعب بن لؤي كلّهم صالح ، لايوجد مثله ، قال الذهبي : له طرق عن ابن عمر لم يرفعه أحد (١).

والرواية ثابتة عن ابن عمر وله طرق عديد بنص الذهبي ، وفي كنز العمال عن عبدالله بن عمر ، يكون على هذه الأُمة اثنا عشر خليفة ، أبو بكر الصديق أصبتم اسمه ، عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه ، عثمان ذو النورين قتل مظلوماً او بي كفلين من الرحمة ملك الارض المقدسة ، ومعاوية وابنه ، ثم يكون السفاح ، والمنصور ، وجابر ، والأمين ، وسلام ، وأمير الغضب ، لايرى مثل كلهم من بني كعب بن لؤي فيهم رجل من قحطان ، منهم من لا يومين منهم من يقال له لتبايعنا أو ليقتلنك ، فان لم يبايعهم قتلوه (٢).

وكفاه هذا الكلام خزياً وخسارة وعداوة لأهل بيت العصمة والطهارة.

وقد ناقض نفسه فبايع لعبدالملك ولم يكن من هؤلاء المعدودين ثم ان أم المؤمنين عائشة علامة عصرها ومجتهدة دهرها التي حفظت أربعين ألف حديث بزعمهم كذبت ابن عمر وغلّطه في روايات عديدة وحكمت بافترائه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

منها : ما في صحيح البخاري عن مجاهد قال دخلت أنا وعروة بن الزبير

__________________

١. تاريخ الخلفاء : ١٦٧ ـ ١٦٨.

٢. كنز العمال ١١ : ٢٥٢ رقم ٣١٤٢١ وفيه : « أمير العصب ».

١٥٧

المسجد فاذا عبدالله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة ، واذا أناس يصلون في المسجد صلاة الضحى قال : فسئلناه عن صلاتهم؟.

فقال : بدعة ، ثم قال له : كم اعتمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟.

قال : أربع ، أحداهن في رجب ، فكرهنا أن نرد عليه ، قال : وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة ، فقال عروة يا أمّاه ، يا أم المؤمنين ، ألاتسمعين ما يقول أبو عبدالرحمن؟

قالت : ما يقول؟ قال : يقول : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعتمر أربع عمرات ، إحداهن في رجب ، قالت : يرحم الله أبا عبدالرحمن ، ما اعتمر عمرة الاّ وهو شاهده ، وما اعتمر في رجب قط (١).

وفي صحيح مسلم : أنها قالت : يغفرالله لابي عبدالرحمن لعمري ما اعتمر في رجب وما اعتمر في عمرة الاّ وأنا معه ، قال : وابن عمر يسمع ، فما قال لا ، ولا نعم سكت.

ومنها : ما رواه البخاري ومسلم عن عبدالله بن عبيدالله بن أبي مُليكة قال : توفيت ابنة لعثمان ، فجئنا لنشهدها ، وحضرها ابن عمر وابن عباس ، فقال عبدالله بن عمر : لعمرو بن عثمان ألا تنهى عن البكاء؟ فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إنّ الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ، فقال ابن عباس : قد كان عمر ، يقول بعض ذلك ، .... فذكر ذلك لعائشة فقالت : رحم الله عمر والله ما حدّث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إنّ الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه.

__________________

١. صحيح البخاري كتاب العمرة باب ، كم اعتمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رقم ١٧٧٤ و ١٧٧٥.

١٥٨

قال : وقالت عائشة : حسبكم قران : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) (١) ... قال ابن أبي مليكة : والله ما قال ابن عمر شيئاً (٢).

ومنها : ما رواه البخاري عن ابن عمر ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إن بلالاً يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم (٣).

وروى البيهقي عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابن اُم مكتوم رجل أعمى فاذا أذّن فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال ، وكان بلال يبصر الفجر وكانت عائشة تقول غلط ابن عمر وذكر هذه الرواية ابن حجر في فتح الباري أيضاً (٤).

ومنها : ما رواه الطبراني في « الأوسط » : عن موسى بن طلحة ، قال بلغ عائشة أن ابن عمر يقول : ان موت الفجأة سخطة على المؤمنين ، فقالت : يغفرالله لابن عمر إنّما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « موت الفجأة تخفيف على المؤمنين وسخطة على الكافرين » (٥).

ومنها : ما رواه الدارقطني في سننه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها بلغها قول ابن عمر في القُبلة الوضوء ، فقالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُقَبّل وهو صائم ثم لا يتوضأ (٦) ، وكذا ردّ عليه ابن عباس ترجمان القرآن.

__________________

١. الأنعام ١٦٤ وفاطر : ١٨.

٢. صحيح البخاري كتاب الجنائز باب ٣٢ رقم ١٢٨٦ و ١٢٨٧ و ١٢٨٨.

٣. صحيح البخاري كتاب الأذان باب الأذان قبل الفجر رقم ٦٢٢ و ٦٢٣ وأطرافه ٦١٧ و ١٩١٩.

٤. السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٣٨٢ ، فتح الباري ٢ : ٨٠ ـ ٨١.

٥. المعجم الأوسط ٤ : ١٠٤ رقم ٣١٥٣.

٦. سنن الدارقطني كتاب الطهارة ١ : ١٤٢.

١٥٩

قال السيوطي في الاتقان : وان عبر واحد بقوله : نزلت في كذا ، وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد ، وذاك استنباط مثاله ما أخرجه البخاري عن ابن عمر قال : انزلت : نساءكم حرث لكم في اتيان النساء في أدبارهن (١).

وتقدّم عن جابر التصريح بذكر سبب خلافه فالمعتمد حديث جابر كما أخرجه أبو داود والحاكم (٢).

وبعض ما ذكرنا كاف في سقوط أخباره عن درجة الاعتبار ، وكيف يثق العاقل الحازم على أخبار هذا المنهمك في الضلالة ، المفارق عن طاعة الله ورسوله ، الذي وقع وعلم منه امتناعه عن البيعة لعلي بن أبي طالب ، واقدامه على بيعة يزيد ، وعده للخلفاء الصالحين ، وما وقع وعلم منه تحريف الحديث ووهمه فيه ، سيما فيما خالف كتاب الله بنص عائشة.

ومما يقضي منه العجب أن ابن عمر هذا ، ممن روى حديث باب حطّة.

فقد أخرج الديلمي عنه أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي باب حطّة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً (٣).

__________________

١. صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب « نسائكم حرث لكم ... » رقم ٤٥٢٧ ، والجدير بالذكر ان في نسخة الأخيرة من صحيح البخاري جعلوا النقطة بدل « أدبارهن » ، أنظر طبعة دار الفكر للطباعة مع اشراف ، صدقي جميل العطار.

وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي : قال : وأخرجه عبد الله بن عون عن نافع قال : كان ابن عمراذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه ، فأخذت عليه يوماً ، فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان ، قال : أتدري فيم نزلت؟ فقلت : لا ، قال : نزلت في كذا وكذا ثم مضى. الجمع بين الصحيحين ٢ : ٢٧٩ ـ ٢٨٠ رقم ١٤٤٠.

٢. صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن رقم ٤٥٢٨.

٣. فردوس الأخبار ٣ : ٩٠ رقم ٣٩٩٨ ، كنز العمال ٦ : ١٥٣ رقم ٢٥٢٨.

١٦٠