الرّسالة الذّهبيّة المعروفة ب‍ ( طبّ الإمام الرضا عليه السلام )

الرّسالة الذّهبيّة المعروفة ب‍ ( طبّ الإمام الرضا عليه السلام )

المؤلف:


المحقق: محمد مهدي نجف
الموضوع : الطّب
الناشر: منشورات مكتبة الإمام الحكيم العامّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٨٠

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبرى (١)

__________________

(١) ذكره الشيخ النجاشي قدس‌سره حيث قال : هارون بن موسى ابن أحمد بن سعيد ، أبو محمد التلعكبري من بني شيبان ، كان وجهاً في أصحابنا ثقة ، معتمداً ، لا يطعن عليه ، له كتاب الجوامع في علوم الدين ، كنت أحضره في داره مع ابن له ، أبي جعفر والناس يقرؤن عليه. أنظر رجال النجاشي ص : ٣٤٣.

وقال الشيخ الطوسي قدس‌سره : جليل القدر ، عظيم المنزلة ، واسع الرواية ، عديم النظير ، روى جميع الاصول والمصنفات. مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. أنظر رجال الطوسي ص : ٥١٦.

والتلعكبري : نسبة الى تل عكبرا ، بضم العين عند عكبرا. والظاهر أنه قد كان محلة منها. أنظر مراصد الاطلاع ١ / ٢٧١.

٣

رضى الله عنه ، قال حدثنا محمد بن همام (١) بن سهيل (٢) رحمة الله عليه ، قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور (٣) ، قال حدثني ابي (٤) ، وكان عالماً بأبي الحسن علي بن

__________________

(١) في (ب) هشام.

(٢) في الاصل سهل ، والصواب ما أثبتناه. قال النجاشي في رجاله ص ٢٩٤ : محمد بن أبي بكر همام بن سهيل الكاتب الاسكافي ، شيخ أصحابنا ومتقدمهم ، له منزلة عظيمة ، كثير الحديث. وقال الشيخ الطوسي في رجاله ص ٤٩٤ ، يكنى أبا علي وهمام يكنى أبا بكر ، جليل القدر ، ثقة روى عنه التلعكبري وسمع منه أولا سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، وله منه اجازة ، ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.

وقال الشيخ النجاشي في المصدر السابق : مات أبو علي بن همام يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة بقيت من جمادي الاخرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وكان مولده يوم الاثنين لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائتين.

(٣) قال الشيخ النجاشي في رجال ص ٤٩ : الحسن بن محمد بن جمهور العمّي ، أبو محمد. بصري ، ثقة في نفسه ، ينسب الى بني العم من تميم.

(٤) قال الشيخ النجاشي في رجاله ص ٢٦٠ في ترجمة محمد بن جمهور : روى عن الرضا عليه‌السلام ، وله كتب : كتاب الملاحم الكبير ، كتاب نوادر الحج ، كتاب أدب العلم ، أخبرنا محمد بن علي الكاتب قال : حدثنا محمد بن عبد الله قال : حدثنا علي بن الحسين الهذلي المسعودي قال : لقيت حسن بن محمد بن جمهور فقال لي : حدثني أبي محمد بن جمهور وهو ابن مائة وعشرين سنة.

٤

موسى الرضا صلوات الله عليهما ، خاصاً به ، ملازماً لخدمته ، وكان معه حين حمل من المدينة الى المأمون (١) الى خراسان (٢) ، واستشهد عليه‌السلام بطوس (٣) وهو ابن تسع وأربعين سنة.

قال : كان المأمون بنيسابور (٤) ، وفي مجلسه سيدي أبو الحسن الرضا عليه‌السلام وجماعة من الفلاسفة

__________________

(١) في (ب) ان سار.

(٢) خراسان : بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزاذورد قصبة جوين وبهيق ، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان. أنظر مراصد الاطلاع ١ / ٤٥٥.

(٣) طوس : بالضم ، مدينة بينها وبين نيسابور عشرة فراسخ ، تشتمل على بلدتين يقال لاحداهما الطابران ، والاخرى نوقان ، وبهما أكثر من ألف قرية ، وبها قبر الامام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام وهارون الرشيد. أنظر المصدر السابق ٢ / ٨٩٧.

(٤) نيسابور : بفتح اوله وتسمى نشاوور ايضاً. مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة خرج منها جماعة من العلماء ، وبينها وبين مرو الشاهجان ثلاثون فرسخاً. انظر المصدر السابق ٣ / ١٤١١.

٥

والمتطببين ، مثل : يوحنا بن ماسويه (١) ، وجبرائيل بن يختيشوع (٢) ، وصالح بن بهلمة الهندي (٣) ، وغيرهم من متحلى العلوم ، وذو البحث والنظر.

__________________

(١) هو أبو زكريا يوحنا بن ماسويه ، مسيحي المذهب ، سرياني ، قلده الرشيد ترجمة الكتب القديمة الطبية مما وجد بانقرة ، وعمورية ، وبلاد الروم حين سباها المسلمون. ووضعه أميناً على الترجمة. وخدم هارون الرشيد والامين والمأمون. وبقي على ذلك الى ايام المتوكل. وكان معظماً ببغداد ، جليل القدر ، وجعله المأمون في سنة ٢١٥ رئيساً لبيت الحكمة. انظر ابن النديم في الفهرست ص ٢٩٥ ، وابن جلجل في طبقات الاطباء ص ٦٥.

(٢) جبرائيل بن بختيشوع بن جورجيس بن بختيشوع الجند يسابوري ، كان طبيباً حاذقاً ، وكان طبيب الرشيد وجليسه وخليله ، ويقال : ان منزلته مازالت تقوى عند الرشيد حتى قال لاصحابه : من كانت له حاجة الي فليخاطب بها جبرائيل ، فاني أفعل كل ما يسألني في كل امورهم. ولما توفي الرشيد خدم الامين والمأمون الى أن توفي ، ودفن في دير مارجرجس بالمدائن سنة ٢١٣ هـ. انظر ابن جلجل في طبقات الاطباء ص ٦٤ والقفطي في اخبار العلماء ص ٩٣.

(٣) في (ب) سلهمه. وهو خطأ. ذكره ابن أبي اصيبعة في عيون الانباء في طبقات الاطباء ٣ / ٥٢ ، من علماء الهند ، كان خبيراً بالمعالجات التي لهم ، وله قوة وانذارات في تقدمة المعرفة. كان بالعراق في ايام الرشيد ، وله نادرة مع الرشيد في شفاء ابن عمه ابراهيم بن صالح بعد أن غسّل وحنّط وكفن.

٦

فجرى ذكر الطب ، وما فيه صلاح الاجسام وقوامها ، فاغرق المأمون ومن كان بحضرته في الكلام ، وتغلغلوا في علم ذلك ، وكيف ركب الله تعالى هذا الجسد ، وجمع فيه هذه الاشياء المتضادة من الطبائع الاربع ، ومضار الاغذية ومنافعها ، وما يلحق الاجسام من مضارها من العلل.

قال : وابو الحسن عليه‌السلام ساكت لا يتكلم في شيء من ذلك ، فقال له المأمون : ما تقول يا أبا الحسن في هذا الامر الذي نحن فيه منذ اليوم؟ فقد كبر علي ، وهو الذي لابد منه ، ومعرفة هذه الاغذية النافع منها والضار ، وتدبير الجسد.

فقال له ابو الحسن عليه‌السلام : عندي من ذلك ما جربته ، وعرفت صحته ، بالاختبار ومرور الايام ، مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الانسان جهله ، ولا يعذر في تركه. وانا أجمع ذلك لامير

٧

المؤمنين (١) ، مع ما يقاربه مما يحتاج الى معرفته.

قال : وعاجل المأمون الخروج الى بلخ (٢) ، وتخلف عنه أبو الحسن عليه‌السلام ، فكتب المأمون اليه كتاباً يتنجز ما كان ذكره له ، مما يحتاج الى معرفته على ما سمعه وجربه ( من الاطعمة ، والاشربه ) (٣) ، وأخذ الادوية ، والفصد (٤) ، والحجامة (٥) ، والسواك ، والحمام ، والنورة ، والتدبير في ذلك. فكتب اليه أبو الحسن عليه‌السلام كتاباً هذه نسخته (٦) :

__________________

(١) ليس في (ب).

(٢) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان من أجل ولاياتها وأشهرها ذكراً ، واكثرها خيراً. انظر مراصد الاطلاع ١ / ٢١٧.

(٣) زيادة من (ب).

(٤) الفصد : قال الشيخ الرئيس ابن سينا : هو استفراغ كلي يستفرغ الكثرة. والكثرة هي تزايد الاخلاط على تساويها في العروق. القانون ١ / ٢٠٤.

(٥) الحجامة : كالفصد ، وهو شق العرق واخراج الدم منه ، لكنها تختلف عن الفصد بأنها تؤخذ من صغار العروق. المصدر السابق ١ / ٢١٢.

(٦) اختصت المقدمة المذكورة في نسخة الاصل ونسخة (ب) من نسخنا التي اعتمدناها في التحقيق.

٨

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتصمت بالله اما بعد : فانه وصل كتاب امير المؤمنين فيما أمرني به من توقيفه على ما يحتاج اليه ، مما جربته ، وسمعته في الاطعمة ، والاشربة ، وأخذ الادوية ، والفصد ، والحجامة ، والحمام ، والنورة ، والباه وغير ذلك مما يدبر استقامة امر الجسد به.

وقد فسرت ( لامير المؤمنين ) (١) ما يحتاج اليه ، وشرحت له ما يعمل عليه من تدبير مطعمه ، ومشربه ، واخذه

__________________

(١) في (ب) له.

٩

الدواء ، وفصده ، وحجامته وباهه ، وغير ذلك مما يحتاج اليه في سياسة جسمه. وبالله التوفيق (١).

(١)

( اعلم يا أمير المؤمنين ) (٢) ان الله عز وجل لم يبتل البدن بداء حتى جعل له دواء يعالج به ، ولكل صنف من الداء صنف من الدواء ، وتدبير ونعت. وذلك ان هذه الاجسام اسست على مثال الملك.

__________________

(١) كذا في الاصل ونسخة (ب) اما في نسخة (ج) فأولها بعد البسملة النص التالي : « قال الامام عزة وجه الانام مظهر الغموض بالرؤية اللامعة كاشف رموز الجفر والجامعة ، أقضى من قضى من بعد جده المصطفى وأغزى من غزى بعد أبيه علي المرتضى امام الجن والانس السلطان علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده النجباء الكرام ان الله تعالى ... الخ ».

أما نسخة (د) فأولها بعد البسملة : « الرسالة الذهبية في الطب بعث بها الامام علي بن موسى الرضا ما نسخة (د) فأولها بعد البسملة : « الرسالة الذهبية في الطب بعث بها الامام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام الى المأمون العباسي في صحة المزاج وتدبيره بالاغذية والاشربة والادوية. قال امام الانام عز وجه الاسلام مظهر الغموض ... الى آخر النص السابق الذكر كما في نسخة (ج).

(٢) ليست في (ج). وفي (ب) اعلم ان الله.

١٠

فملك الجسد هو ( ما في ) (١) القلب. والعمال العروق في الاوصال (٢) ( والدماغ. وبيت الملك قلبه ) (٣) وارضه الجسد. والاعوان يداه ، ورجلاه ، وعيناه ، وشفتاه ، ولسانه ، واذناه (٤). وخزائنه معدته ، وبطنه ، وحجابه وصدره.

فاليدان عونان يقربان ، ويبعدان ويعملان على ما يوحى اليها الملك. ( والرجلان ينقلان الملك ) (٥) حيث يشاء. والعينان يدلانه على ما يغيب عنه ، لان الملك وراء حجاب لا يوصل اليه الا باذن وهما سراجاه ايضاً.

وحصن الجسد وحرزه الاذنان. لا يدخلان على

__________________

(١) الزيادة من ( ج و د ).

(٢) في ( ب وج ود ) والاوصال. والمراد بالاوصال : هي مفاصل البدن وما يصير سبباً لوصلها ، فان بها تتم الحركات المختلفة من القيام والقعود وتحريك الاعضاء.

(٣) في الاصل ( والدماغ بيت الملك ). وما أثبتناه هو الصواب كما في ( ب وج ود ).

(٤) الزيادة من ( ب وج ود ). وهو الصواب. كما سيأتي لهما ذكر في فوائد الاعضاء.

(٥) ليست في نسخة ( د ).

١١

الملك الا ما يوافقه ، لانهما لا يقدران ان يدخلا شيئاً حتى يوحى الملك اليهما اطرق الملك منصتاً لهما حتى يعى منهما ثم يجيب بما يريد ( ناداً منه ) (١) ريح الفؤاد وبخار المعدة ، ومعونة الشفتين.

وليس للشفتين قوة الا بانشاء اللسان (٢). وليس يستغني بعضها عن بعض. والكلام لا يحسن الا بترجيعه في الانف ، لان الانف يزين الكلام ، كما يزين النافخ المزمار.

( وكذلك المنخران هما ثقبا الانف ، والانف يدخل على الملك ) (٣) مما يحب من الروائح الطيبة. فاذا جاء ريح يسوء أوحى الملك الى اليدين فحجبت بين الملك وبين تلك الروائح.

وللملك مع هذا ثواب وعذاب : فعذابه أشد من

__________________

(١) في ( ب وج ود ) بأدوات كثيرة منها.

(٢) في ( ج ود) الا بالاسنان.

(٣) الزيادة ليست في ( د ).

١٢

عذاب الملوك الظاهرة القادرة في الدنيا. وثوابه افضل من ثوابها. فأما عذابه فالحزن. واما ثوابه فالفرح. واصل الحزن في الطحال ، واصل الفرح في الثرب (١) والكليتين. وفيهما عرقان موصلان في الوجه ، فمن هناك يظهر الفرح والحزن ، فترى تباشيرهما في الوجه وهذه العروق كلها طرق من العمال الى الملك (٢) ومن الملك الى العمال.

وتصديق ذلك : اذا تناول الدواء ادته العروق الى موضع الداء.

واعلم ( يا أمير المؤمنين ) (٣) ان الجسد بمنزلة الارض الطيبة الخراب ان تعوهدت بالعمارة والسقى

__________________

(١) الثرب : جسم شحمي يحيط بالمعدة والامعاء وغيرهما ، مؤلف من طبقتين غشائيتين يحللها شحم لين وشظايا صغار من الاوردة والشرايين ، وهو يبتدئ من فم المعدة وينتهي الى القولون. التلويح ص ٨٧.

(٢) في الاصل ( العمال ). والصواب ما اثبتناه كما في ( ب وج ود ).

(٣) في (ج) أيها الامير. وقد وردت كذلك في كل موضع فيه كلمة أمير المؤمنين في هذه الرسالة.

١٣

من حيث لا تزداد من الماء فتغرق ، ولا تنقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها ، وزكا زرعها. وان تغافلت عنها فسدت ونبت فيها العشب. والجسد بهذه المنزلة والتدبير في الاغذية والاشربة (١) ، يصلح ويصح ، وتزكوا العافية فيه.

(٢)

وانظر يا أمير المؤمنين ( ما يوافقك و ) (٢) ما يوافق معدتك ، ويقوى عليه بدنك ويستمرئه من الطعام والشراب (٣) ، فقدره لنفسك ، واجعله غذاك.

واعلم يا أمير المؤمنين ان كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها ، فاتخذ ما يشاكل جسدك. ومن اخذ الطعام زيادة ( الا بان ) (٤) لم يفده ، ومن اخذ بقدر لا زيادة

__________________

(١) الزيادة من ( ب وج ود ).

(٢) الزيادة من ( ب وج ود ).

(٣) الزيادة من (ج).

(٤) ليس في ( ب وج ود ). والمراد منه : انك اذا أخذت من الطعام زيادة على حاجتك فستظهر اضراره فيما بعد.

١٤

عليه ولا نقص ، غذاه ونفعه. وكذلك ( الماء.

فسبيلك ) (١) ، ان تأخذ من الطعام من كل صنف منه في ابانه (٢) ، وارفع يدك من الطعام وبك اليه بعض القرم (٣) ، فانه اصح لبدنك واذكى لعقلك ، واخف على نفسك ان شاء الله.

ثم كل يا أمير المؤمنين البارد في الصيف ، والحار في الشتاء ، والمعتدل في الفصلين ، على قدر قوتك وشهوتك وابدأ في أول طعامك باخف الاغذية الذي تغذى بها بدنك ، بقدر عادتك وبحسب وطنك (٤) ، ونشاطك ، وزمانك.

والذي يجب ان يكون اكلك في كل يوم عندما

__________________

(١) في الاصل ( ما سبيله ). والصواب ما أثبتناه كما في ( ب وج ود ).

(٢) ابانه : بكسر الهمزة وتشديد الباء : أي حينه. وفي ( ب وج ود ) أيامه وهما بمعنا واحد.

(٣) القرم : شدة شهوة اللحم ، ثم اتسع حتى استعمل في الشوق الى كل شيء. انظر القاموس ٤ / ١٦٤.

(٤) في (ب وج ود ) طاقتك.

١٥

يمضى من النهار ثمان ساعات ( اكلة واحدة ) (١) ، او ثلاث اكلات في يومين (٢). تتغذى باكراً في اول يوم ثم تتعشى ، فاذا كان في اليوم الثاني عند ( مضى ) (٣) ثمان ساعات من النهار اكلت اكلة واحدة ، ولم تحتج الى العشاء (٤).

وليكن ذلك بقدر ، لا يزيد ولا ينقص. وتكف عن الطعام وانت مشتهى له (٥). وليكن شرابك على اثر طعامك من هذا الشراب الصافي المعتق مما يحل

__________________

(١) الزيادة من ( ب وج ود ).

(٢) في الاصل يوم. وصوابه ما اثبتناه كما في ( ب وج ود ).

(٣) الزيادة من ( ب وج ود ).

(٤) في ( ب وج ود ) وكذا أمر جدي محمد (ص) علياً عليه‌السلام في كل يوم وجبة وفي غده وجبتين.

(٥) عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للحسن : الا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟ قال : بلى. قال : لا تجلس على الطعام الا وانت جائع ولا تقم عن الطعام الا وانت تشتهيه وجود المضغ واذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء فاذا استعملت هذا استغنيت عن الطب. الخصال ١ / ١٠٩.

١٦

شربه (١).

__________________

(١) في ( ب وج ود ) يليه النص التالي : « والذي انا واصفه فيما بعد. ونذكر الان ما ينبغي ذكره من تدبير فصول السنة وشهورها الرومية الواقعة فيها من كل فصل على حده وما يستعمل من الاطعمة والاشربة وما يجتنب منه وكيفية حفظ الصحة من أقاويل العلماء القدماء. ونعود الى قول الأئمة (ع) في صفة شراب يحل شربه ويستعمل بعد الطعام.

ذكر فصول السنة : ـ

أما فصل الربيع فانه روح الازمان ، وأوله آذار. وعدد أيامه واحد وثلاثون يوماً وفيه يطيب الليل والنهار ، وتلين الارض ، ويذهب سلطان البلغم ، ويهيج الدم ، ويستعمل فيه من الغذاء اللطيف ، واللحوم ، والبيض النيمبرشت (١) ، ويشرب الشراب بعد تعديله بالماء ، ويتقي فيه أكل البصل ، والثوم ، والحامض. ويحمد فيه شراب المسهل ، ويستعمل فيه الفصد والحجامة.

نيسان : ثلاثون يوماً. فيه يطول النهار ، ويقوى مزاج الفصل ، ويتحرك الدم ، وتهب فيه الرياح الشرقية ، ويستعمل فيه من المآكل المشوية ، وما يعمل بالخل ، ولحوم الصيد ، ويصلح الجماع ، والتمريخ بالدهن في الحمام ، ولا (٢) يشرب الماء على الريق ، ويشم الرياحين ، والطيب.

آيار : واحد وثلاثون يوماً. ( تصفو فيه الرياح وهو آخر فصل الربيع ، وقد نهي فيه عن أكل الملوحات ، واللحوم الغليظة كالرؤوس ، ولحم البقر ،

__________________

(١) لفظة فارسية يقصد منها البيض الذي لم ينضج نضجاً كاملاً.

(٢) ليس في (ج).

١٧

......................................................

__________________

واللبن. وينفع فيه دخول الحمام أول النهار ، ويكره فيه الرياضة قبل الغذاء.

حزيران ثلاثون يوماً (١). يذهب فيه سلطان البلغم والدم ، ويقبل زمان المرة الصفراوية ونهي فيه عن التعب ، وأكل اللحم دسماً ، والاكثار منه ، وشم المسك (٢) والعنبر (٣) وفيه ينفع أكل البقول الباردة ، كالهندباء (٤) ، وبقلة الحمقاء (٥) ، وأكل الخضر. كالخيار ، والقثاء والشيرخشت (٦) والفاكهة الرطبة واستعمال

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في (ج).

(٢) المسك : قال الشيخ الرئيس في القانون ١ / ٣٦٠ : سرة دابة كالضبي أو هو بعينه ، له نابان أبيضان معقفان الى الانسى كقرنين.

(٣) العنبر : قال الشيخ الرئيس : « فيما يظن : نبع عين في البحر ، والذي يقال أنه زبد البحر ، أو روث دابة بعيد. أنظر المصدر السابق ٣٩٨.

(٤) الهندباء : هو صنفان برى وبستانى ، فالبري أعرض ورقاً من البستاني ، وأجود للمعدة منه ، والبستاني منه صنفان أحدهما قريب الشبه من الخس عريض الورق والاخر أدق ورقاً منه ، وفي طعمه مرارة. أنظر الجامع لمفردات الادوية والاغذية ٤ / ١٩٨.

(٥) قال ابن البيطار في المصدر السابق ص ١٠٢ : وهي البقلة المباركة والبقلة اللينة والعرفج والعرفجين أيضاً وهي الرجلة. وفيه عن جالينوس : هذه البقلة باردة مائية المزاج وفيها قبض يسير. وقال الانطاكي في تذكرته ١ / ٨ : وسميت حمقاء لخروجها في الطرق بنفسها وهي نبات طرى في غلظ الاصابع فتطول دون ذراع وتمتد على الارض وتزهر جملة الى البياض وتخلف بزراً صغيراً وتدرك في الربيع والصيف وهي باردة رطبة.

(٦) قال ابن البيطار في المصدر السابق ص ٧٥ : شير خشك. هو طل يقع من

١٨

......................................................

__________________

المحمضات. ومن اللحوم : لحم المعز الثني. والجذع (١). ومن الطيور : الدجاج ، والطيهوج ، والدراج ، والالبان ، والسمك الطري.

تموز : واحد وثلاثون يوماً. فيه شدة الحرارة ، وتغور المياه ويستعمل فيه شرب المياه الباردة على الريق. ويؤكل فيه الاشياء الباردة الرطبة. ويكسر فيه مزاج الشراب. وتؤكل فيه الاغذية اللطيفة السريعة الهضم ، كما ذكر في حزيران. ويستعمل فيه من النّور (٢) والرياحين الباردة الرطبة الطيبة الرائحة.

آب : واحد وثلاثون يوماً ، فيه تشتد السموم ، ويهيج الزكام بالليل ، وتهب الشمال ، ويصلح المزاج بالتبريد والترطيب ، وينفع فيه شرب اللبن الرائب ، ويجتنب فيه الجماع ، والمسهل. ويقل من الرياضة ، ويشم الرياحين الباردة.

أيلول : ثلاثون يوماً ، فيه يطيب الهواء ، ويقوى سلطان المرة السوداء ، ويصلح شراب المسهل ، وينفع فيه أكل الحلاوات ، واصناف اللحوم المعتدلة كالجداء (٣) والحولي (٤) من الضان ، ويجتنب فيه لحم البقر ، والاكثار من الشواء ،

__________________

السماء ببلاد العجم على شجر الخلاف بهراة وهو حلو الى الاعتدال. وفيه عن التميمي هو أفضل أصناف المن وأكثرها نفعاً لمحرورى الامزجة.

(١) الجذع : هو الذي أكمل السنة الاولى ودخل في الثانية. وفي نسخة (د) الجداء والجداء : جمع جدي الذكر من أولاد المعز في السنة الاولى. أنظر حياة الحيوان ١ / ١٨٥.

(٢) النور : الزهر ، أو الابيض منه. أنظر القاموس ٢ / ١٤٩.

(٣) الجداء : سبق تعريفه.

(٤) الحولى : ما أتى عليه حول من ذي حافر وغيره أنظر القاموس ٣ / ٣٧٤.

١٩

.....................................................

__________________

ودخول الحمام ، ويستعمل فيه الطيب المعتدل المزاج ، ويجتنب فيه أكل البطيخ والقثاء.

تشرين الاول : واحد وثلاثون يوماً ، فيه تهب الرياح المختلفة ، ويتنفس فيه ريح الصبا ، ويجتنب فيه الفصد ، وشرب الدواء ، ويحمد فيه الجماع ، وينفع فيه ( أكل اللحم السمين ، والرمان المز (١) ، والفاكهة بعد الطعام ، ويستعل فيه ) (٢) أكل اللحوم بالتوابل ، ويقلل فيه شرب الماء ، ويحمد فيه الرياضة.

تشرين الثاني : ثلاثون يوماً ، فيه يقطع المطر الموسمي (٣) ، وينهي فيه عن شرب الماء بالليل ، ويقلل فيه من دخول الحمام ، والجماع ، ويشرب بكرة كل يوم جرعة ماء حار ، ويجتنب فيه أكل البقول الحارة كالكرفس ، والنعناع والجرجير (٤).

كانون الاول : واحد وثلاثون يوماً ، تقوى فيه العواصف ، ويشتد البرد ، وينفع فيه كل ما ذكرناه في تشرين الاخر. ويحذر فيه من أكل الطعام البارد ، ويتقى فيه الحجامة والفصد ، ويستعمل فيه الاغذية الحارة بالقوة والفعل.

كانون الاخر : واحد وثلاثون يوماً ، يقوى فيه غلبة البلغم ، وينبغي ان يتجرع فيه الماء الحار على الريق ، ويحمد فيه الجماع ، وينفع الاحشاء فيه أكل البقول الحارة كالكرفس ، والجرجير ، والكراث. وينفع فيه دخول الحمام

__________________

(١) المز : بالضم بين الحامض والحلو. القاموس ٢ / ١٩٩.

(٢) ما بين القوسين ليس في (د).

(٣) الوسمي : المطر النازل في أول الفصل.

(٤) الجرجير : بقلة يكثر زرعها في ثغر الاسكندرية ، ويسمونها بقلة عائشة ، وهي برى وبستاني. أنظر الجامع لمفردات الادوية والاغذية ١ / ١٦٠.

٢٠