تحفة العالم في شرح خطبة المعالم - ج ١

آية الله السيّد جعفر بحر العلوم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم - ج ١

المؤلف:

آية الله السيّد جعفر بحر العلوم


المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز تراث السيد بحر العلوم قدّس سرّه
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

٣
٤

مقدمة المركز

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه ، مُحمّدٍ

وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وبعد ، فإنه من دواعي سروري وغبطتي أن نوفّق لإخراج الاصدار العاشر والحادي عشر من نتاج مركز تراث السيد بحر العلوم قدس‌سره خلال فترة زمنية قد تتجاوز السنتين ، أو أكثر قليلاً ، لا سيما إنَّ لهذا الكتاب ميزةً خاصةً ؛ بإعتباره انه بمثابة دائرة معارف منوّعة شاملة.

وهو يمثل واحد من أهم ما كتب في هذا الموضوع ، وبشهادة أكثر من محقق ، فهو شرح لخطبة المعالم والتي هي عبارة عن مقدمة كتبها الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني مؤلف كتاب معالم الدين وملاذ المجتهدين ، والذي كان ولا يزال من أهم الكتب الأصولية الحية التي لا تزال تُدرّس على نطاق واسع في الحوزات العلمية ، والمقدمة كتبها المؤلف عن قيمة العلم والتعلم والتفقه ، تكاد تكون من أفضل ما كتب عن الموضوع ، وقد قام السيد الجد قدس‌سره بشرح هذه الخطبة شرحاً مفصّلاً ، وافياً جامعاً مانعاً ، فأعطى الموضوع حقه ، واصبح الكتاب كشكول رائع نادر : (مبتكر في موضوعه ، فريد في بابه ، جم المعارف ، غزير الفائدة ،

٥

ضمّ بين دفنيه نكتاً ظريفة من دقائق العقائد ، والفقه وأصوله ، والتفسير والتاريخ والتراجم والأدب ما لا يستغني عنه العالم والمتعلم) (١).

والكتاب كما ذكره صاحب الذريعة قدس‌سره في جزئين أولهما في شرح نفس الخطبة ، وفيه ذكر تواريخ المعصومين عليهم‌السلام من الولادة إلى الشهادة ، وذكر مشاهدهم وقبورهم ، وتواريخ المشاهد وما طرأ عليها من العمارة والخراب وساكنيها ، وغير ذلك ، وذكر أولادهم وتواريخ أحوالهم ، والجزء الثاني في شرح الأحاديث المصدر بها (كتاب المعالم) بعد الخطبة ، وهي تسعة وثلاثون حديثاً ، في فضل العلم والعلماء ، تكلم أولاً في أحوال كل واحد من رجال السند ، جرحاً وتعديلاً ، ثم بحث في دلالة متنه ، وما يستفاد منه ، فهو كتاب علمي تاريخي رجالي (٢).

وأما سيدنا الشارح السيد جعفر آل بحر العلوم ، فقد تمت ترجمته في مقدمتي كتابيه أسرار العارفين في شرح دعاء كميل ، وتحفة الطالب في حكم اللحية والشارب ، وكذلك كتب عن حياته الأخ المحقق الأستاذ أحمد الحلي وقد أعطى الموضوع حقه وأجاد فأفاد ، كما أن هناك ترجمة وافية له للعلامة الحجة السيد أحمد الأشكوري قد إنتقى منها الأخ الحلي شطراً ، ووضعها في مقدمته ، لا بأس بالرجوع إليها لمن يريد المزيد من التفاصيل.

ونأمل بالمستقبل أن تصدر مجموعة مؤلفات السيد الجد قدس‌سره في مجموعة كاملة ، وأسأل الله العلي القدير أن يوفقنا للعثور على المفقود من آثاره ، لا سيما

__________________

(١) من الصفحة الأولى من الطبعة الأولى من الكتاب.

(٢) انظر : الطهراني آقا بزرك ، الذريعة ، دار الأضواء ، ج ٣ ، ص ٤٥١.

٦

الكشكول ، وكذلك أن يمكننا من إعادة طبع الكتب المفقودة الاخرى ، إنه سميع مجيب.

وفي النهاية أود أن أقدم جزيل شكري وإمتناني للأخ المحقق الأستاذ أحمد الحلي لما أبداه من جهد ومثابرة في التحقيق ، وللأخ العلامة الشيخ ماجد الصيمري لقيامه بعملية التصحيح النهائية ، وأخيراً الأخ العزيز العلامة الشيخ كاظم البهادلي ؛ لجهوده الجبارة في مختلف المجالات ، فلولاه لما تمكنا من إخراج هذا الإصدار ، وكذلك معظم الإصدارات الأخرى ، سائلاً المولى جلّ وعلا أن يوفقه لما فيه خير الدارين ، إنه أرحم الراحمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمدٍ وآله الطاهرين.

مركز تراث السيد بحر العلوم

فاضل بحر العلوم

لندن ٢٨ / ٠٨ / ٢٠١١ م

٢٧ رمضان ١٤٣٢ هـ

٧
٨

•        مقدمة التحقيق

• مقدمة المؤلف

• شرح خطبة الكتاب

• المقام الأول في أمير المؤمنين عليه‌السلام

• المقام الثاني في الإمام الحسن عليه‌السلام

• المقام الثالث في الإمام الحسين عليه‌السلام

٩
١٠

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أتحف العالم العلم وزيّن به العلماء ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه مُحَمَّد خاتم الأنبياء ، وعلى آله الطيبين الطاهرين الأتقياء ، وبعد :

فقد دأب علماؤنا الأعلام ـ من خلال مواكبتهم للعلم ـ على الانكباب على بعض الكتب الدراسية وغيرها ، بين درس وتدريس ، وشرح وتعليق ، وحاشية وفهرسة وتبويب ، إلى ما يطول سرده ، والشواهد على ذلك كثيرة نعيشها صباح مساء بالرواية والدراية في الزمن الغابر والحاضر.

والكتاب الذي بين أيدينا ، هو عبارة عن شرحٍ لمقدّمة أحد الكتب الدراسية المعروفة ، فمعالم الأُصول كتاب تناوله طلّاب العلم بالاهتمام الذي قلّ نظيره ، فكان له الحظ الوافر من بين تلك الكتب ، شرحاً له وتعليقاً.

وكتابنا (تحفة العالم) اسم على مسمّى ، موسوعة تاريخية ، رجالية ، حديثية ، ... ، تظهر فيها موسوعة مؤلّفها العلمية وتضلُّعه في الكتب والأسفار ، كما يظهر ولاؤه أيضاً من خلاله تناوله سيرة الأئمة عليهم‌السلام في مساحة شغلت أكثر من نصف الكتاب بالتحقيق والتدقيق ورفع الشبهات ، وحتى لا نطيل الكلام على القارئ العزيز ؛ أترك له التعرّف على الكتاب بمطالعته ، بعد ما أقدّم له ـ كما هو المتعارف في فن تحقيق الكتب التراثية ـ مقدّمة أُعرّف فيها المؤلّف والمؤلَّف تباعاً :

١١

ترجمة المؤلف رحمه‌الله :

آل بحر العلوم : إنَّ الحديث عن هذا البيت الكريم طويل لا يسعه هذا المجال الضيِّق ، فضلاً على الحديث عن واحد عيلم منهم ، فالنوابغ من هذه الأُسرة العريقة في السيادة والآثار الدينية والعلمية كثيرون ليس هنا سعة لتعدادهم والتحدُّث عنهم ، فقد ملأوا تاريخ النجف بآثارهم ومآثرهم وشخصياتهم البارزة ، بحيث عرفهم كلُّ باحث اشتغل بالتاريخ والسِّير ، ومنهم مؤلّف كتابنا هذا ، وقد حاولت أن أجمع الشتات من ترجمته من بين المخطوطات والمطبوعات وأضعها بين يديك ، وقد أطلت الحديث فيها عن مكتبته التي أهملها التاريخ وتناساها ، فدونكها :

نسبه :

جاء نسبه المبارك في كتابه الماثل بين يديك عند ترجمة جدّه الحسن المثنى رضي‌الله‌عنه ؛ فلذلك آثرنا ذكره عن قلمه ، وهو : جعفر بن مُحَمَّد باقر بن علي بن رضا بن مهدي بن مرتضى بن مُحَمَّد بن عبد الكريم ابن السيِّد مراد بن شاه أسد الله ابن السيِّد جلال الدين أمير بن الحسن بن مجد الدين بن قوام الدين بن إسماعيل بن عبّاد بن أبي المكارم بن عباد بن أبي المجد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن علي بن مُحَمَّد بن أحمد بن مُحَمَّد بن أحمد بن إبراهيم الملقّب بـ(طباطبا) ابن إسماعيل الديباج ابن إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنى ابن الحسن المجتبى عليه‌السلام (١).

__________________

(١) كما تجد سلسلة هذا النسب الطاهر مع تفصيل لترجمة الآباء والأجداد في مقدمة كتاب الفوائد الرجالية ١ : ١٢ ـ ٢٥ ، خاتمة المستدرك ٢ : ٤٤.

١٢

ولادته ونشأته :

ولد في النجف الأشرف في ٢٩ من شهر محرم الحرام سنة ١٢٨٩ هـ كما وجد بخطّ جدّه السيِّد علي مؤلّف كتاب البرهان (١).

ومات أبوه وهو طفل صغير فربّاه جدّه السيِّد علي ، وناهيك بتلك التربية من حيث العلم والأخلاق الإسلامية ، والسيادة والشرف ، والكرامة والمجد ، والإيمان والتقوى (٢).

أساتذته :

نشأ على فضلاء أُسرته ، وحضر في الفقه والأُصول على علماء عصره الفطاحل ، ومراجع التقليد يومئذ ، ونخصُّ بالذكر منهم :

١ ـ الشيخ فتح الله بن مُحَمَّد جواد النمازي الشيرازي الإصفهاني النجفي الشهير بشيخ الشريعة الإصفهاني (ت ١٣٣٩ هـ) (٣).

٢ ـ السيِّد مُحَمَّد بن مُحَمَّد تقي آل بحر العلوم رحمه‌الله (ت ١٣٢٦ هـ) ، صاحب كتاب البُلغة (٤).

٣ ـ الشيخ مُحَمَّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند (ت ١٣٢٨ هـ) صاحب كتاب كفاية الأُصول (٥).

__________________

(١) ينظر : نقباء البشر ٢٨١ ، مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٣.

(٢) ينظر : مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٣.

(٣) ينظر : مصفّى المقال ١٠٩.

(٤) ينظر : مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٤.

(٥) ينظر : نقباء البشر ٢٨١.

١٣

٤ ـ السيِّد مُحَمَّد كاظم اليزدي رحمه‌الله (ت ١٣٣٧ هـ) ، صاحب كتاب العروة الوثقى ، وكثيراً ما ذكره في كتابنا هذا ـ عند نقل بعض العبارات من عروته ـ بـ(الأُستاذ) (١).

مشايخه في الرواية :

١ ـ الميرزا حسين بن مُحَمَّد تقي النوري رحمه‌الله (ت ١٣٢٠ هـ) ، صاحب مستدرك الوسائل (٢).

٢ ـ الشيخ فتح الله بن مُحَمَّد جواد النمازي الشيرازي الإصفهاني النجفي الشهير بشيخ الشريعة الإصفهاني (ت ١٣٣٩ هـ) (٣).

٣ ـ السيِّد مُحَمَّد بن مُحَمَّد تقي آل بحر العلوم رحمه‌الله (ت ١٣٢٦ هـ) ، صاحب كتاب البُلغة (٤).

٤ ـ السيِّد مُحَمَّد كاظم اليزدي رحمه‌الله (ت ١٣٣٧ هـ) ، صاحب كتاب العروة الوثقى (٥).

والأخيران من مشايخه أجازاه بالرواية والاجتهاد ، وصرح السيِّد مُحَمَّد صادق آل بحر العلوم رحمه‌الله أنَّ صورتها في مجاميع آله الخطّية (١).

__________________

(١) ينظر : مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٤ ، نقباء البشر ٢٨١ ، وذكر السيِّد المرعشي في المسلسلات ٢ : ١٤٣ ، أن من أساتذته أيضا الشيخ مُحَمَّد طه نجف والحاج ميرزا حسين الخليلي ، ولكن كانت أكثر استفاداته العلمية من شيوخه الأعلام المذكورين أعلاه.

(٢) ينظر : الإجازة الكبيرة للمرعشي ١٥٩.

(٣) ينظر : الإجازة الكبيرة للمرعشي ١٥٩.

(٤) ينظر : مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٤ ، معارف الرجال ١ : ٨ ، و ١ : ١٨٣ ، ٢ : ٣٨٣.

(٥) ينظر : مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٤ ، إجازته للسيد مُحَمَّد صادق آل بحر العلوم ضمن كتاب (إجازاتي) للمجاز (مخطوط) ، الدرر البهية (مخطوط).

١٤

المجازون منه :

١ ـ السيِّد شهاب الدين المرعشي النجفي (ت ١٤١١ هـ) ، أجازه بتأريخ ٢٠ صفر الخير سنة (١٣٥٠ هـ) (٢).

٢ ـ الشيخ مُحَمَّد ابن الشيخ علي حرز الدين (ت ١٣٦٥ هـ) ، صاحب كتاب معارف الرجال ، أجازه بتأريخ ٤ محرم الحرام سنة (١٣٥٣ هـ) (٣).

٣ ـ العلّامة السيِّد مُحَمَّد صادق ابن السيِّد حسن آل بحر العلوم (ت ١٣٩٩ هـ) (٤) ، فقد أجازه بتأريخ جمادى الأُولى من سنة ١٣٦٥ هـ ، وصورة إجازته عثرت عليها في كتاب المجاز المخطوط المسمَّى بـ(إجازاتي) وتسلسلها فيه هو (٧) ، وتقع في صفحة واحدة ، وقد كتبها المجيز بخطه ، وإليك نصّها :

إجازة ابن عمِّنا العلّامة الكبير الحجّة السيِّد جعفر آل بحر العلوم رحمه‌الله

بسمه تعالى

امّا بعدَ حمد الله الذي جعل ضياء العلم ناسخاً لظلام الجهالة ، والصلاة والسلام على نبيِّه مُحَمَّد مُخمد نار الضلالة ، وعلى آله الأئمّة الميامين واُمناء الدين ، ثُمَّ إنَّه لمَا جرت عادة العلماء الأوائل والأواخر بأخذ العلم من الأكابر وتلقّيه سلفاً عن سلف وكابراً عن كابر ، وكان ممَّن رغب الدخول في تلك المسالك ابن الخال السيِّد مُحَمَّد صادق آل بحر العلوم الطباطبائي وفّقه الله لمراضيه وجعل مستقبل أمره خيراً من

__________________

(١) ينظر : مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٤.

(٢) ينظر : المسلسلات في الإجازات ٢ : ١٤٤ ، الإجازة الكبيرة ١٥٨ رقم ١٩٦.

(٣) ينظر : نقباء البشر ٢٨١ ، مقدمة معارف الرجال ١ : ٨ ، ونقل الشيخ حرز الدين عنه بعض الحوادث التاريخية في كتابه معارف الرجال ١ : ١٨٣ ، و ١ : ٣٥٥.

(٤) ينظر : المسلسلات ٢ : ٢٥٩ ، فهرس مكتبة السيِّد مُحَمَّد صادق بحر العلوم ٢٢.

١٥

ماضيه ، فاستجازني ـ دام توفيقه ـ وكان ممَّن أحسن وأجاد في تحصيل هذا الغرض ، بل زاد الندب على المفترض ، فلا جرم أنَّي أجزت له أن يروي عنّي جميع ما جاز لي روايته عن شيخي اُستاذي خاتمة الفقهاء والمجتهدين البحر المتلاطم السيِّد مُحَمَّد كاظم اليزدي ـ طاب ثراه وجعل الجنة مثواه ـ عن مشايخه الكرام وأساتيذه العظام ، وله أن يروي عنّي جميع ما برز منّي في قالب التأليف من الكتب والرسائل ، منها كتاب تحفة العالم في شرح مقدَّمة المعالم ، ومنها كتاب أسرار العارفين في شرح دعاء كميل الذي علَّمه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ومنها رسالة تحفة الطالب في حكم اللّحية والشارب ، ومنها شرح نجاة العباد فيما يتعلَّق ببحث القبلة مفصَّلاً وشرح المواريث أيضاً ، وإنّي ملتمس منه دام فضله أن يذكرني في ال خلوات بصالح الدعاء وأشترط عليه أيضاً ما يشترطه المشايخ في جميع الطبقات ، والحمد لله أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً.

وقد حرَّر بيده الجاني

جعفر نجل المرحوم السيِّد مُحَمَّد باقر

آل بحر العلوم الطباطبائي

جمادى لسنة ١٣٦٥

ختمه الشريف : جعفر الطباطبائي (١).

٤ ـ العلامة الشيخ مُحَمَّد علي بن أبي القاسم الأوردبادي (ت ١٣٨٠ هـ) (٢).

روايتي عن مؤلّف الكتاب رحمه‌الله :

__________________

(١) فهرس مخطوطات السيِّد مُحَمَّد صادق آل بحر العلوم ٢١٢ ، والنسخة بمكتبته رقمها ١٠٩.

(٢) أثبت روايته عنه المرعشي في كتابه المسلسلات ج ٢ ص ٣٩ ، ولكن لم نجد تصريحاً منه رحمه‌الله بروايته عنه في شيء من إجازاته التي وقفنا عليها ، فلاحظ. (وينظر : السبيل الجدد إلى حلقات السند : ٢٦٥ رقم ٦٢ مطبوع ضمن مجلة علوم الحديث ، ع ٢ ، س ١)

١٦

فأنا أروي عن مؤلّف الكتاب رحمه‌الله بما أجازني به سماحة المحقّق العلّامة السيِّد مُحَمَّد رضا الحسيني الجلالي دامت تأييداته بتاريخ ١٠ شوال من سنة ١٤٢٨ هـ عن المحقق السيِّد مُحَمَّد صادق آل بحر العلوم رحمه‌الله عن المؤلّف رحمه‌الله.

قالوا فيه :

١ ـ الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله (ت ١٣٨٩ هـ) : ( ... وهو اليوم شيخ هذا البيت) (١).

٢ ـ الشيخ مُحَمَّد حرز الدين رحمه‌الله : (عالم فاضل أديب ، راوية لسير العلماء الأعلام ن معاصر ، حضر على علماء عصره وكتب ما أملته عليه أساتيذه ، وكان فطناً مستحضراً لمتون الأخبار) (٢).

٣ ـ الشيخ جعفر محبوبة رحمه‌الله (ت ١٣٧٧ هـ) : ( ... وهو اليوم الزعيم الديني في بيته ، والمبرَّز من رجاله ، تخرج على علماء عصره ...) (٣).

٤ ـ السيِّد مُحَمَّد مهدي الموسوي الكاظمي الإصفهاني : ( ... العالم المعاصر السيِّد جعفر سلّمه الله تعالى ، له مؤلّفات جيدة تشهد بسعة اطّلاعه) (٤).

٥ ـ الحاج الملا علي الواعظ الخياباني التبريزي (ت ١٣٦٧ هـ) : (وهو العلّامة الناقد البصير ، والمحقق الفاقد النظير ، حجة الإسلام ، علم الأعلام ، سناد العلم الشامخ ، وعماد الفضل الراسخ ، اُسوة العلماء الماضين ، وقدوة الفضلاء الباقين ، بقية نواميس

__________________

(١) الذريعة ٢٣ : ٢٠٤.

(٢) معارف الرجال ١ : ١٨٢ رقم ٨١.

(٣) ماضي النجف وحاضرها ١ : ١٦٧.

(٤) أحسن الوديعة ٢ : ٢٢٦.

١٧

السلف ، ومرجع مشايخ الخلف ، أمره في علو قدره ، وعظم شأنه ، وسمو رتبته ، ودقة نظره ، وإصابة رأيه ، أشهر من أن يذكر ، وأبين من أن يسطر ، لا زال موفَّقاً ومحروساً بحراسة الربِّ العلي) (١).

٦ ـ السيِّد مُحَمَّد صادق آل بحر العلوم رحمه‌الله : (كان قدس‌سره دمث الأخلاق ، جامعاً ، حاوياً لعامّة العلوم الإسلامية ، مطّلعاً على التاريخ وتراجم الرجال ، وله اطّلاع واسع في علم الدراية والحديث) (٢).

٧ ـ الدكتور مُحَمَّد هادي الأميني رحمه‌الله : (من أعلم العلماء والأعيان ورجالات التحقيق والفضيلة ، عالم متتبع ثبت ورع ، مدقق أصولي ، متبحّر في التاريخ والقضايا الأدبية والتراجم ، ورع عابد كريم دمث الأخلاق ، له اليد الطولى في علم الحديث والدراية ...) (٣).

٨ ـ مُحَمَّد علي التميمي رحمه‌الله : (من علماء الأعلام المعروفين والشخصيات الفذَّة ، وهو شيخ هذه الأُسرة وعميدها وكبيرها ... وهو الآن في منتصف العقد التاسع ، محترم الجانب ، وشخصية مهمة لها أثرها في المجتمع النجفي العلمي ، له مكانة سامية عند رجال العلم والأدب) (٤).

٩ ـ العلّامة السيِّد أحمد الحسني ـ حفظه الله ـ : (كان عالماً جليلاً أديباً رواية لسير العلماء الأعلام ، ذا اطلاع واسع بالأحداث التاريخية والوقائع الإسلامية ، فطناً

__________________

(١) علماى معاصر : ٤١٧ ، وأثنى عليه كثيراً وذكر زيارته له في سنة ١٣٥٨ هـ وأهداه فيها كتابه تحفة العالم ونقل بعض النوادر منه.

(٢) مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٤.

(٣) معجم رجال الفكر والأدب في النجف ١ : ٢١٤.

(٤) مشهد الإمام ٣ : ٥٨ ، كما مدحه الكثير من الفضلاء أمثال السيِّد المرعشي في المسلسلات ٢ : ١٤٤ ، وذكر أقوالهم جميعاً يخرجنا عن أصل الموضوع.

١٨

مستحضراً لمتون الأخبار والروايات ، دمث الأخلاق فاضل الروية ، تعلو أساريره آثار الوقار والطمأنينة.

وكان ذا شخصية مهمة لها أثرها في المجتمع العلمي النجفي ، له مكانة سامية عند رجال العلم والأدب ، انتهت إليه رئاسة بيت (بحر العلوم) في حينه ، وبذلك أصبحت له الكلمة المسموعة بين سائر الناس) (١).

حجُّه وما قيل فيه :

قال فيه الشيخ عبد الغني آل الشيخ خضر قصيدة بمناسبة قدومه من الحج سنة ١٣٥٦ هـ ، وفيها مدح ولديه السيِّد هاشم والسيِّد مهدي :

كُلُّنا صبٌّ فحرّكْ تَجِدِ

اشرِح الشّوقَ بهذا المعهَدِ

يا أحبّايَ لقد أمرضني

وأباد الصّبرَ خُلفُ الموعدِ

كمدٌ أودى فؤادي حَرُّهُ

حين شبّت نارُه في كبدي

كلُّ جُرحٍ في فؤادي والحشا

يشتفي إن كنتمُ من عُوَّدي

أقطعُ البيدَ اشتياقاً لكُمُ

بحثاً من وجدِه مُتَّقدِ

قاصِداً للوصل لكِنَّ القضا

دامَ أنْ يمنعني عن مقصدي

كيف أسلو عن ليالٍ بتُّها

بين غيداءً وريمٍ أغيَدِ

حيثُ كم من معهدٍ دارت به

أكؤسُ الرّاحِ برغمِ الحُسَّدِ

يا أحبّايَ وما أعذبَها

نُدبةً تُذهِبُ عنّي كمدي

أنا إنْ غبتم بقلبٍ مُوجَعٍ

ومن الوجد بطرفٍ أرمَدِ

__________________

(١) المفصّل في تراجم الأعلام.

١٩

وَلَكَمْ أذكركم مهما بدا

قمرٌ في جنح ليلٍ أسودِ

ولَكَمْ أشتاقُكُم في كبدٍ

هي من نارِ الهوى لم تُبرُدِ

أنا والنّجمُ أسيران معاً

وكلانا في غرامٍ سرمدي

غير أنّي رقّ قلبي في الهوى

وهو ما انفكّ شديدُ الجَلَدِ

أيُّها النّجم لَظُلمٌ أن أرى

تقطعُ الدّهر بعيشٍ رَغَدِ

وأنا ما طاب لي عيشٌ ولا

راق يا نجمُ بِعَيني موردي

هل تضمُّ الصبَّ أبرادُ الإخا

مَعَكُم قبلَ الفراقِ الأبدي

فَصِلونا فالهوى طابَ لنا

بإياب السيِّد المُعتَمَدِ

(جعفرٍ) مَنْ كان في كلّ عُلاً

سيّداً أكرِمْ به من سيّدِ

ما رأوا أسرعَ منه في الندى

لا ولا أخطبَ منه في النَّدِي

بسناه يُهتدى إذ إنَّه

علمٌ في شرع طاها (أحمدِ)

عَقُمَت أُمُّ العلا عن مثله

ولقد همّتْ ولمّا تَلِدِ

فتزوّد منه علماً نافعاً

وعلى أنواره فاسترشِدِ

كبَّر الحُجَّاج لمّا شاهدوا

(جعفراً) يسعى بذاك المشهَدِ

نظروا في وجهه (بدراً) ومن

حلمِهِ لاذوا بِجَنْبَي (أُحُدِ)

فإلى نجليكَ ينقاد الهنا

فهما رمز النُّهى والسؤددِ

وهما بدران في أُفُق العُلا

أشرقا نوراً بهذا البلدِ

لستُ أدري ما تقول الشُّعَرا

وإلى وصفيهما لم تَهْتَدِ

إنّ بيتاً شادَه (مهديُّكم)

حقّ لو نال منالَ الفرقَدِ

٢٠