موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

باقر شريف القرشي

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

باقر شريف القرشي


المحقق: مهدي باقر القرشي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية
الطبعة: ٢
الصفحات: ١٥٢

إنّ الاستغفار للأبوين المشركين لا يجديهما نفعا ؛ فإنّ الله تعالى يغفر الذنوب جميعا إلاّ أن يشرك به.

١٢٩

الاتّقاء من الغضب

من وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، لا تغضب فإذا غضبت فاقعد ، وتفكّر في قدرة الرّبّ على العباد ، وحلمه عنهم ، وإذا قيل لك اتّق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك » (١).

الغضب من الآفات المدمّرة للإنسان ، وقد أدلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعلاجه للتخلّص من شروره.

١٣٠

النهي عن الكذب

قال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« إيّاك والكذب فإنّ الكذب يسوّد الوجه ، ثمّ يكتب عند الله كذّابا ، وإنّ الصّدق يبيّض الوجه ، ويكتب عند الله تعالى صادقا.

واعلم أنّ الصّدق مبارك ، والكذب مشئوم » (٢).

__________________

(١) تحف العقول : ١٤.

(٢) بحار الأنوار ٧٤ : ٦٧.

١٠١

من الصفات الذميمة التي يمقتها الإسلام الكذب ، فإنّه من أرذل الصفات وأكثرها إضرارا بالمجتمع ، كما أنّ الصدق من أنبل الصفات ، وأفضلها عند الله تعالى.

١٣١

النهي عن الحلف بالله

من وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، لا تحلف بالله كاذبا ولا صادقا من غير ضرورة ، ولا تجعل الله عرضة ليمينك ، فإنّ الله لا يرحم ، ولا يرعى من حلف باسمه كاذبا » (١).

إنّ الله تعالى خالق السموات والأرض وواهب الحياة ، والقادر على كلّ شيء ، فالواجب الاجتناب عن القسم به ، سواء أكان اليمين صدقا أو كذبا ، فإنّ من المؤكّد أنّ الذي يحلف بالله تعالى لا يعرف عظمته.

١٣٢

كفّ اللسان

روى الإمام عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« من كفّ لسانه عن أعراض المسلمين أقال الله عثرته يوم القيامة » (٢).

إنّ كفّ اللسان وعدم التعرّض لأعراض الناس له الثواب الجزيل عند الله تعالى فإنّه يقيل عثرته يوم القيامة.

__________________

(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٦٧.

(٢) كنز العمّال ٣ : ٣٥٤.

١٠٢

١٣٣

تفريج الأزمات

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، إذا هالك أمر فقل : اللهمّ بحقّ محمّد وآل محمّد إلاّ فرّجت عنّي » (١).

إنّ للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولأهل بيته منزلة كريمة عند الله تعالى ، فإذا سئل بحقهم عليه فرّج الله الكروب وأزال الأزمات.

١٣٤

ما يقول العاطس

روى الإمام عليه‌السلام أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

« إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله على كلّ حال ، وليقل له : يرحمكم الله ، وليقل هو : يهديكم الله ، ويصلح بالكم » (٢).

لقد علّمنا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّ شأن من شئون حياتنا ووضع لنا البرامج لاصلاحنا ، حتّى في أبسط الامور.

__________________

(١) تحف العقول : ١١.

(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٢١٤ ، رقم الحديث ٩٩٥.

١٠٣

١٣٥

ترك الشهوة

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره » (١).

إنّ ترك الشهوات والاعراض عنها خوفا من الله تعالى ينم عن نفس مطمئنة بالايمان ، مترعة بحب الله.

١٣٦

خصال مذمومة

جاء في وصية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للامام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، أربع خصال من الشّقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبعد الأمل ، وحبّ البقاء » (٢).

إنّ هذه الصفات المذمومة لا يتّصف بها إلاّ الاشقياء الذين لا عهد لهم بالخير.

ـ قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« إذا عملت أمّتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء.

قيل يا رسول الله : وما هي؟

قال : إذا كانت المغانم دولا ، والأمانة مغنما ، والزّكاة مغرما ، وأطاع الرّجل زوجته وعقّ امّه ، وبرّ صديقه وجفا أباه ، وكان زعيم القوم

__________________

(١) الخصال ١ : ٥.

(٢) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٣٥. الخصال ١ : ١١٣.

١٠٤

أرذلهم ، وأكرمه القوم مخافة شرّه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، ولبسوا الحرير ، واتّخذوا القينات ، وضربوا بالمعازف ، ولعن آخر هذه الامّة أوّلها ، فليرتقب عند ذلك ثلاثة : الرّيح الحمراء ، أو الخسف ، أو المسخ » (١).

وهذه الخصال توجب غضب الله تعالى ، ونزول عقابه ، وتنذر بالشرّ العميم إن سادت في الامّة.

١٣٧

حرمة البذاء والفحش

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذي ، قليل الحياء ، لا يبالي ما قال ، ولا ما قيل له ، فإنّك إن فتّشته لم تجده إلاّ لغية ، أو شرك شيطان.

فقيل : يا رسول الله ، وفي النّاس شرك الشّيطان؟

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما تقرأ قول الله عزّ وجلّ : ( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) (٢) » (٣).

وأهاب الإسلام بالمسلمين من اقتراف الرذائل والمآثم التي منها الفحش وبذاءة الكلام فانّها تجعلهم بأقصى مكان من التأخّر والانحطاط.

__________________

(١) بحار الأنوار ٦ : ٣٠٤.

(٢) الإسراء : ٦٤.

(٣) اصول الكافي ٢ : ٣٢٣ ـ ٣٢٤.

١٠٥

١٣٨

المزاح والكذب

جاء في وصيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للامام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، لا تمزح فيذهب بهاؤك ، ولا تكذب فيذهب نورك ، وإيّاك وخصلتين : الضّجر والكسل ، فإنّك إن ضجرت لم تصبر على حقّ ، وإن كسلت لم تؤدّ حقّا.

يا عليّ ، من استولى عليه الضّجر رحلت عنه الرّاحة ... » (١).

وحفلت هذه الوصيّة بجميع مقومات الحياة ، وما يسعد به الإنسان لو طبّق هذه البنود على حياته ، وسار على ضوئها.

١٣٩

سوء الخلق

جاء في وصيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام :

« يا عليّ ، لكلّ ذنب توبة إلاّ سوء الخلق ؛ فإنّ صاحبه كلّما خرج من ذنب دخل في ذنب » (٢).

إنّ سوء الخلق من أفحش الصفات المرذولة التي تلحق الإنسان بقافلة الحيوان الأعجم ، والتي هي بعيدة كل البعد عن روح الإسلام وهديه.

ـ قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٣٤.

(٢) بحار الأنوار ٧٤ : ٤٨.

١٠٦

« إنّ الخلق السّيّئ يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل » (١).

إنّ الخلق السيئ منقصة وانحطاط ، وقد حذّر منه الإسلام وجعله مفسدا للعمل.

١٤٠

شرّ الناس

من وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام :

« يا عليّ ، أفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد ...

يا عليّ ، من خاف النّاس لسانه فهو من أهل النّار.

يا عليّ ، شرّ النّاس من أكرمه النّاس اتّقاء فحشه وأذى شرّه.

يا عليّ ، شرّ النّاس من باع آخرته بدنياه ، وشرّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره » (٢).

عرض هذا الحديث لشر الناس ، وأكثرهم بعدا عن الله تعالى ، وهو من يخاف الناس سطوة لسانه وأذاه ، ومن باع آخرته بدنياه ، ومن باع آخرته بدنيا غيره ، فهؤلاء الأصناف ممن لا آخرة لهم ، ومآلهم إلى النار.

ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، ألا انبئك بشرّ النّاس؟

قلت : بلى يا رسول الله.

__________________

(١) كنز العمّال ٣ : ٤٤٣.

(٢) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٣٣.

١٠٧

قال : من لا يغفر الذّنب ، ولا يقيل العثرة.

ألا انبئك بشرّ من ذلك؟

قلت : بلى يا رسول الله.

قال : من لا يؤمن شرّه ، ولا يرجى خيره » (١).

إنّ هؤلاء الذين تحدّث عنهم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من شرار خلق الله ، ومن لئام البشر الذين لا يرجى خيرهم ، ولا يؤمن شرّهم.

١٤١

العبس في وجوه الإخوان

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« إنّ الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه » (٢).

إنّ الإسلام يدعو إلى ترابط المسلمين وشيوع المودّة والصفاء فيما بينهم ، وإنّ العبس في وجوه الإخوان ممّا يشيع البغضاء والكراهية بينهم.

١٤٢

ذو الوجهين

قال عليه‌السلام : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان من جملة خطابه :

« بئس العبد له وجهان ، يقبل بوجه ، ويدبر بوجه ، إن اوتي أخوه

__________________

(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٦٦.

(٢) كنز العمّال ٣ : ٤٤١.

١٠٨

المسلم خيرا حسده ، وإن ابتلي خذله ، بئس العبد أوّله نطفة ، ثمّ يعود جيفة ، ثمّ لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك.

بئس العبد عبد خلق للعبادة فألهته العاجلة عن الآجلة ، وشقي بالعاقبة.

بئس العبد عبد تجبّر واختال ، ونسي الكبير المتعال.

بئس العبد عبد عتا وبغى ، ونسي الجبّار الأعلى.

بئس العبد عبد له هوى يضلّه ونفس تذلّه.

بئس العبد عبد له طمع يقوده إلى الطّبع (١) » (٢).

وفي هذا الحديث الدعوة إلى الاستقامة والتقوى ، والتجنّب عن معاصي الله تعالى.

١٤٣

ذنوب تعجّل العقوبة

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ثلاثة من الذّنوب تعجّل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغيّ على النّاس ، وكفر الإحسان » (٣).

إنّ هذه الذنوب من أفحش الجرائم ، وهي توجب غضب الله ، وتعجيل العقوبة لمن اقترفها.

__________________

(١) الطّبع : الدنس.

(٢) بحار الأنوار ٧٢ : ٢٠١.

(٣) أمالي الطوسي ، ١٤.

١٠٩

١٤٤

من موجبات العقوبة

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، أربعة أسرع شيء عقوبة :

رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إليه إساءة.

ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك.

ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك.

ورجل وصل قرابته فقطعوه » (١).

إنّ هذه الخصال الذميمة ممّا توجب غضب الله تعالى والاسراع في عقوبته لمن اتّصف بها ، كما أنّها تنمّ عن نفس لا عهد لها بالأدب والأخلاق.

١٤٥

تارك الصلاة

جاء في وصيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« تارك الصّلاة يسأل الرّجعة إلى الدّنيا وذلك قوله تعالى : ( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ) (٢) » (٣).

لشدّة الندم الذي ينتاب المرء العاصي ؛ إذ يودّ استدراك ما فاته ، وتصحيح ما

__________________

(١) الخصال ١ : ١٠٩.

(٢) المؤمنون : ٩٩.

(٣) بحار الأنوار ٧٤ : ٥٨.

١١٠

وقع فيه دون جدوى ، ذلك إنّ الإنسان يملك في الدنيا فرصة كبيرة لإثبات طاعته بالصلاة وغيرها من الطاعات والقربات.

١٤٦

من قواصم الظهر

و كان ممّا أوصى به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام :

« يا عليّ ، أربعة من قواصم الظّهر : إمام يعصي الله ويطاع أمره ، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه ، وفقر لا يجد صاحبه له مداويا ، وجار سوء في دار مقام » (١).

إنّ هذه الخصال من قواصم الظهر ومن مآثم هذه الحياة ، أعاذنا الله منها.

١٤٧

سبعة لعنهم الله

قال الإمام عليه‌السلام : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« سبعة لعنهم الله وكلّ نبيّ مجاب قبلي.

فقيل : ومن هم؟

فقال : المغيّر لكتاب الله ، والمكذّب بقدر الله ، والمبدّل سنّة رسول الله ، والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله عزّ وجلّ ، والمتسلّط في سلطانه ليعزّ من أذلّ الله ، ويذلّ من أعزّ الله ، والمستحلّ لحرم الله ، والمتكبّر عن

__________________

(١) الخصال ١ : ٩٦.

١١١

عبادة الله عزّ وجلّ » (١).

إنّ هذه الأصناف قد استحقوا لعنة الله وعذابه لأنّهم قد اقترفوا ما حرّم الله ، وابتعدوا عن سنّة الإسلام.

١٤٨

أهل المعاصي

قال الإمام عليه‌السلام :

« أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن نلقي أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة » (٢).

إنّ مقابلة أهل المعاصي بالاعراض عنهم والانكار عليهم من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من الواجبات في الإسلام.

١٤٩

الوضيع

جاء في وصية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام :

« يا عليّ ، والله لو أنّ الوضيع في قعر بئر لبعث الله عزّ وجلّ ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار » (٣).

وهذا الحديث من أجمل الاحاديث النبوية ، فقد تولى الاشرار في العصر الأموي الحكم والتسلط على الاخيار وارغامهم إلى ما يكرهون وقد حفل التاريخ

__________________

(١) بحار الأنوار ٥ : ٨٨.

(٢) فروع الكافي ١ : ٣٤٤.

(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٣٧.

١١٢

بصور مروّعة منهم ، فقد تولى زياد بن أبيه رقاب المسلمين وأذاقهم سوء العذاب وكذلك ولده عبيد الله وغيرهم.

١٥٠

كفران النعمة

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أسرع الذّنوب عقوبة كفران النّعمة » (١).

إنّ كفران النعمة وعدم شكرها من مزيلات النعم ، ومن موجبات العقوبة.

١٥١

الاحتكار

قال عليه‌السلام : « نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الحكرة » (٢).

إنّ الاحتكار ممّا حرّمه الإسلام لأنّه يوجب شيوع الفقر وانتشار المجاعة ، الأمر الذي يتنافى مع ما ينشده الإسلام من سلامة الاقتصاد العامّ من الانهيار وتكدّس الثروة عند المحتكرين.

__________________

(١) بحار الأنوار ٦٩ : ٧٠.

(٢) كنز العمّال ٤ : ١٨٢.

١١٣

١٥٢

هلاك الناس بالدرهم والدينار

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« إنّ الدّينار والدّرهم أهلكا من كان قبلكم ، وهما مهلكاكم » (١).

إنّ حبّ المال هو السبب الرئيسي في هلاك البشر في جميع فترات التاريخ ، فالحروب وسفك الدماء وغير ذلك من ألوان الفساد في الأرض مبعثه المادة.

١٥٣

الغيبة

من وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله تعالى في الدّنيا والآخرة » (٢).

وحرّم الإسلام الغيبة لأنّها تدعو إلى إشاعة الفحشاء بين المسلمين ، وقد حرص الإسلام كأشدّ ما يكون الحرص على أن يكون المجتمع الإسلامي نظيفا ، ويكون قدوة في سلوكه وآدابه بين الامم.

١٥٤

قساوة القلب

من وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

__________________

(١) وسائل الشيعة ٦ : ٣١٩ ، نقلا عن الكافي والسرائر.

(٢) من لا يحضره الفقيه : ص ٤٤٥.

١١٤

« يا عليّ ، ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو ، وطلب الصّيد ، وإتيان باب السّلطان » (١).

إنّ هذه الخصال التي أدلى بها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحذّر منها تدعو إلى قساوة الإنسان ، وصدّه عن الطريق القويم.

١٥٥

إذلال النفس

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ليس للمسلم أن يذلّ نفسه.

قالوا : يا رسول الله ، وكيف يذلّ نفسه؟

قال : يتعرّض من البلاء لما لا يطيق » (٢).

إنّ تعرض الإنسان لما لا يطيقه إهانة للنفس ، ومذلّة لها.

١٥٦

السؤال عن غنى

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنّم (٣).

__________________

(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٤٦.

(٢) كنز العمّال ٣ : ٨٠٢.

(٣) الرضف : الحجارة المحمّاة على النار.

١١٥

قالوا : ما ظهر غنى؟

قال : عشاء ليلة » (١).

إنّ السؤال عن غنى ، من فقر النفس وضعتها ، وإنّ الله تعالى يريد للمسلم العزّة والكرامة ، وأنّ السؤال إنّما هو للفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم.

١٥٧

الغضب

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أشدّكم من غلب نفسه الغضب ، وأحلمكم من عفا بعد القدرة » (٢).

إنّ الغضب من الآفات المدمّرة للإنسان ، فمن تغلّب عليه فهو الكامل في إنسانيّته ، كما أنّ من أحلم الناس من عفا بعد القدرة.

١٥٨

العجلة

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ثلاث لا تؤخّرهنّ : الصّلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت كفؤا » (٣).

دعا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للمبادرة في هذه الامور فإنّ التعجيل فيها من أفضل الأعمال.

__________________

(١) مجمع الزوائد ٣ : ٩٤.

(٢) كنز العمّال ٣ : ٥١٩.

(٣) المصدر السابق : ٥١٣.

١١٦

١٥٩

البغي والحسد

قال عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« إنّ إبليس يقول : ألقوا بين بني آدم البغي والحسد ، فإنّهما يعدلان عند الله الشّرك » (١).

إنّ البغي والحسد من شرار الخصال الكريهة ، وإنّهما يدفعان الإنسان إلى اقتراف الجريمة.

١٦٠

الاستخفاف بالدّين

قال عليه‌السلام : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :

« إنّي أخاف عليكم الاستخفاف بالدّين ، وبيع الحكم ، وقطيعة الرّحم ، وأن تتّخذوا القرآن مزامير ، وتقدّموا أحدكم وليس بأفضلكم في الدّين » (٢).

إنّ هذه الامور ممّا تهدم الدين ، وتعجّل عقوبة الله تعالى ، فحذّر منها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١٦١

المروق من الدّين

روى الإمام عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :

__________________

(١) عيون الأخبار ٢ : ٤٢.

١١٧

« يكون في آخر الزّمن قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّمية ، قتالهم حقّ على كلّ مسلم » (١).

من الملاحم التي أخبر عنها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مروق قوم في آخر الزمن عن الإسلام ، وأنهم يقرءون القرآن ، ولكن لا عن فهم وتدبّر ، فهؤلاء قتالهم حقّ ؛ لارتدادهم عن الإسلام.

١٦٢

الاعتصام بغير الله

قال عليه‌السلام : إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

« يقول الله عزّ وجلّ : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلاّ قطعت به أسباب السّماوات وأسباب الأرض من دونه ، فإن سألني لم اعطه ، وإن دعاني لم اجبه ، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلاّ ضمنت السّماوات والأرض رزقه ، فإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن استغفرني غفرت له » (٢).

إنّ الاعتصام والالتجاء لغير الله من مرديات الإنسان ومن جهله ، فإن الذي يرجوه فقير إلى الله ، وأنّ جميع الكائنات تحت قبضته تعالى ، فبه الاعتصام وإليه الملجأ في جميع الامور والأحوال.

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٣٤٣ ، رقم الحديث ١٣٤٥.

(٢) أمالي الطوسي ٢ : ١٩٨.

١١٨

١٦٣

الإهانة باستحقاق الجماعة

من وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام :

« يا عليّ ، ثمانية إن اهينوا فلا يلومون إلاّ أنفسهم : الذّاهب إلى مائدة لم يدع إليها ، والمتأمّر على ربّ البيت ، وطالب الخير من أعدائه ، وطالب الفضل من اللّئام ، والدّاخل بين اثنين في سرّ لم يدخلاه فيه ، والمستخفّ بالسّلطان ، والجالس في مجلس ليس له بأهل ، والمقبل بالحديث على من لا يسمع منه ... » (١).

إنّ هؤلاء الأصناف إن اهينوا فباستحقاق لأنّهم لم يكرموا أنفسهم ودخلوا مداخل ليست لهم.

١٦٤

نخوة الجاهليّة

من تعاليم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للإمام عليه‌السلام قوله :

« يا عليّ ، إنّ الله تبارك وتعالى قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهليّة وتفاخرهم بآبائهم ألا وإنّ النّاس من آدم ، وآدم من تراب ، وأكرمهم عند الله أتقاهم » (٢).

إنّ الإسلام دمّر معالم الجاهليّة وسحق تفاخرهم بالآباء ، وجعل مناط التمايز بالتقوى والعمل الصالح.

__________________

(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٤٨.

(٢) المصدر السابق ٧٤ : ٥٤.

١١٩

١٦٥

التزيّن للناس

قال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من تزيّن للنّاس بما يحبّ الله ، وبارز الله في السّرّ بما يكره ، لقي الله وهو عليه غضبان ، له ماقت » (١).

إنّ العمل إذا كان رياء لا يقصد به وجه الله ، فإنّه يعود على صاحبه بمقت الله تعالى وغضبه.

١٦٦

عقاب مدمن الخمر

قال الإمام عليه‌السلام : حدّثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

« أشهد بالله ، وأشهد لله لقد قال لي جبرئيل : يا محمّد ، إنّ مدمن الخمر كعابد الأوثان » (٢).

واهتمّ الإسلام كأشدّ ما يكون الاهتمام بالصحّة العامّة لجميع الناس ، ومن اهتمامه البالغ تحريمه لشرب الخمر ، وعدّ الشارب كعابد الوثن ، فإنّ الخمر له مضاعفاته السيّئة على الصحّة ، فإنّ الكحول تتسرّب إلى الدم ، وتوجب انهيار الصحّة ، كما تقضي على مادة الببسين الذي هو في بصاق الإنسان والمساعد على هضم الطعام ، ولذلك يشكو الكثيرون من المدمنين من الآلام القاسية في جهازهم الهضمي ، وقد بحثنا بصورة مفصلة عن أضراره الفظيعة في كتابنا ( العمل وحقوق

__________________

(١) قرب الاسناد : ٤٥.

(٢) حلية الأولياء ٣ : ٢٠٤.

١٢٠