أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ١٠

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ١٠

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٠

انت يا مفخرة الدهر ومن

قد توطأت من المجد السناما

أكما قيل على رغم الهدى

بيد الجور تجرعت الحماما

من طغام ضرجت تاريخها

بدم الحق مضاعا ومضاما

سنة خطت لكم من سابق

كيفما متم فقد متم كراما

رمتم الاخرى فلم تتخذوا

لكم من متع الدنيا حطاما

* * *

أمة العرب احفظيها ذمة

لابي كان لم يخفر ذماما

جددي الذكرى له واحتفلي

واجعلي عندك ذكراه لزاما

واهتفي باسم امام الحق لو

صح ان لا تجعلي النوح ختاما

٣٠١

المستدركات

ابو القاسم المغربي

الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن محمد المغربي

المتوفى سنة ٤١٨

قال وقد لجأ الى مشهد الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام

تحصنت من كيد العدو وآله

بمجنبة من حب آل محمد

ودون يد الجبار من أن تنالني

جواشن أمن صنتها بالتهجد

ألح على مولى كريم كأنما

يباكر مني بالغريم اليلندد

ليسلمني من بعد أن أناجاره

وقد علقت احدى حبائله يدي (١)

ترجم له العماد الحنبلي في ( شذرات الذهب ) فقال : ابو القاسم بن المغربي الوزير واسمه حسين بن علي الشيعي ، لما قتل الحاكم بمصر أباه وعمه واخوته هرب وقصد حسان بن مفرج الطائي ومدحه فأكرم مورده ثم وزر لصاحب ميافارقين احمد بن مروان الكردي ، وله شعر رائق وعدة تآليف عاش ثمانيا واربعين سنة وكان من ادهى البشر وأذكاهم.

وترجم له الحموي في معجم الادباء قال : ابو القاسم المعروف بالوزير المغربي الاديب اللغوي الكاتب الشاعر ، ولد فجر يوم الاحد ثالث عشر ذي الحجة سنة سبعين وثلثمائة وحفظ القرآن وعدة كتب في النحو واللغة وكثيرا من الشعر ، وأتقن الحساب والجبر والمقابلة ولم يبلغ العمر أربعة عشر ربيعا وكان حسن الخط سريع البديهة في النظم والنثر. ولما قتل الحاكم العبيدي اباه وعمه وأخويه هرب من

__________________

١ ـ طبقات المغربي للداودي ج ١ / ١٥٤.

٣٠٢

مصر فلما بلغ الرملة استجار لصاحبها حسان بن الحسن بن مفرج الطائي ومدحه فأجاره وسكن جأشه وأزال خوفه ووحشته ، أقول وذكر له جملة من المنظوم.

وترجم له الداودي في طبقات المفسرين وقال : اختصر كتاب اصلاح المنطق في اللغة وابتدأ في نظم ما اختصره قبل استكماله سبع عشرة سنة ، وصنف كتاب ( الايناس ) وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة وكتاب ( الالحاق بالاشتقاق ) وكتاب ( ادب الخواص ) وكتاب ( الشاهد والغائب ) بين فيه اوضاع كلام العرب والمنقول منه واقسامه تبيانا يكاد يكون أصلا لكل ما يسأل عنه من الالفاظ المنقولة عن أصولها الى استعمال محدث وكتاب ( فضائل القبائل ) وكتاب أخبار بني حمدان واشعارهم واملاءات عدة في تفسيرالقرآن العظيم وتأويله.

وروى موطأ مالك وصحيح مسلم وجامع سفيان وقارض ابا العلاء المعري بمكاتبات أدبية كثيرة الغريب ، وقال الشعر الجيد ، وبرع في الترسل وصار اماما في كتابة الانشاء وكتابة الحساب وتعرف في فنون من علم العربية واللغة.

قتل مسموما بميافارقين في ثالث عشر شهر رمضان سنة ثماني عشرة واربعمائة وحملت جثته الى الكوفة فدفن بتربة كانت له بجوار قبر علي بن أبي طالب عليه‌السلام وله ديوان شعر ومن شعره قوله :

أقول لها والعيس تحدج للسرى

أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر

سأنفق ريعان الشبيبة آنفا

على طلب العلياء أو طلب الاجر

أليس من الخسران أن لياليا

تمر بلا نفع وتحسب من عمري

اقول أخذ المعنى من شاعرنا محمد مهدي الجواهري بقوله :

خليلي من ظلم الليالي بأنها

تمر على رغمى وتحسب من عمري

هلما نبع عمرا ونشري مسرة

فليس بعدل أن نبيع ولا نشري

٣٠٣

وترجم له ابن حجر العسقلاني في ( لسان الميزان ) كما ترجم له اليافعي في ( مرآة الجنان ) وترجم له من المعاصرين الشيخ محمد السماوي في مخطوطه ( الطليعة من شعراء الشيعة ) قال : وقوله في غلام حلق شعره.

حلقوا شعره ليكسوه قبحا

غيرة منهم عليه وشحا

كان قبل الحلاق ليلا وصبحا

فمحوا ليله وأبقوه صبحا

وذكر له من الشعر قوله

صلى عليك الله يا من دنا

من قاب قوسين مقام النبيه

اخوك قد خولفت فيه كما

خولف في هارون موسى أخيه

هل برسول الله من اسوة

لم يقتد القوم بما سن فيه

وقوله :

أيا غامضين المزايا الجليلة

من المرتضى والسجايا الجميلة

ويا غامضين عن الواضحات

كأن العيون لديها كليلة

اذا كان لا يعرف الفاضلين

الا شبيههم في الفضيلة

من ابيات تزيد على العشرة ذكرناها ونقلناها عنه في مخطوطنا ( ما تشتهي الانفس ) ج ٣ / ٢٧٨.

٣٠٤

ابن أبي الخصّال الشقوري

المتوفى ٥٤٠ ه‍

كتب الدكتور عبد السلام الهراس مقالا عنوانه ( مأساة الحسين في الادب الاندلسي ) ونشر هذا المقال في مجلة ( المناهل ) المغربية والتي تصدرها وزارة الشؤون الثقافية في الرباط. وفي العدد ١٤ من السنة السادسة.

وذكر شعر أبي عبد الله محمد بن ابي الخصال الشقوري المتولد سنة ٤٦٥ ه‍ والمتوفى ٥٤٠ ه‍ وقال : هو الكاتب المرابطي البليغ وقد استحيى مأساة الحسين وجدد ذكرى كربلاء ، ولا شك انه انشأ عدة قصائد وقطع نثرية في الموضوع ، لان الرجل كان غزير الانتاج جياش العاطفة ، يمتح من نفس مليئة بالاحزان تنفجر من اغوار عميقة ، لكن لم نسمع من ذلك الانتاج الا بعض الابيات خلال قصائد نبوية ، وقصيدتين رواهما ابن خير عن الشاعر نفسه كما نص على ذلك في كتابه المفيد ( الفهرست ) (١) والقصيدتان حسب ما وصل عن ابن خير احداهما على قافية النون المردفة بالاف ، والثانية على قافية التاء بعد الالف. والى حدود السنتين الاخيرتين كان البحث يعتبرهما مفقودتين الى ان وفقنا أخيراً الى اكتشافهما ، فوقعنا بذلك لاول مرة على بداية واضحة صادقة لعشر بكاء الحسين في قصائد مستقلة.

يقول في الاولى :

عرج على الطف ان فاتتك مكرمة

واذر الدموع بها سحا وهتانا

وابك الحسين ومن وافى منيته

في كربلاء مضوا مثنى ووحدانا

يا ليت اني جريح الطف دونهم

أهين نفسا تفيد العز من هانا

اني لاجعل حزني فيهما ترفا

يكون للذنب تكفيرا وغفرانا

لله عين بكت ابناء فاطمة

ترى البكا لهم تقوى وايمانا

__________________

١ ـ فهرست ابن خير ص ٤٢١.

٣٠٥

ما سرني ببكائي ملك قاتلهم

ومثله معه لو صح أو كانا

آليت بالله لا أنسى مصائبهم

حتى أضمن اطباقا واكفانا

فيا محمد قم لله معترفا

فان ربك قد أولاك احسانا

لم يفرغ الله في جنبيك حبهم

الا لتلقى به فوزا ورضوانا (١)

قال وهي تبلغ عندنا ثلاثة عشر بيتا :

اما الثانية فتبلغ تسعة وعشرين بيتا ، يقول فيها :

لهف نفسي على الحسين ومن لي

ان يقضي حقوقه عبراتي

يا جنوني برئت منك اذا لم

تغرقي في بحورها نظراتي

لهف نفسي على قتيل يعزى

عنه خير الآباء والامهات

اي عيش يطيب بعد قتيل

مات بالمرهفات اي ممات

حرموه ماء الفرات ولوا

جده ماسقوا بماء الفرات

وثووا في قصوره واطمأنوا

وبنات الرسول في الفلوات

ان في كربلاء كربا سقيما

فتن المؤمنين والمؤمنات

فاتني نصركم بنصلي فنصري

بفؤاد مجدد الزفرات

وقواف موسومة بدموع

قدحت في توقد الجمرات

ما بقاء الدموع بعد حسين

فخذي من صميم قلبي وهات

أتكون الدموع فيه وفي الناس

سواء كلا وهادي الهداة

هون الله بعدهم كل خطب

وحلت لي علاقم الحادثات

ولابن ابي الخصال عدة قصائد نبوية منها قصيدته الشهيرة المسماة بمعراج المناقب ومنهاج الحب الثاقب عارض بها قصائد حسان بن ثابت ، وقد خمسا ابو عبد الله محمد بن الحسن بن جيش المرسي ، وبفضل هذا التخميس استطعنا التقاط ابيات من شعر ابي الخصال في هذا المجال ، يقول في الموضوع الذي يهمنا :

__________________

١ ـ مصورة لمخطوط يملكها الاستاذ مصطفى الطاهري الذي يهيئ رسالته لنيل دبلوم الدراسات العليا في موضوع ( ابن أبي الخصال حياته وأدبه ).

٣٠٦

ويلحقهم فضل الشفاعة بالرضى

كلوا واشربوا من خير أكل ومشرب

سوى أن قوما جعجعوا بابن بنته

وحفوا به من قاتل ومؤلب

وانحوا على أوداجه كل مرهف

طرير وحزوا رأسه لتتوب

كأنهم لما أباحوا حريمه

أباحوا حريم الديلمي المحرب (١)

ويقول في احدى الحسينيات :

ولو حدثت عن كربلاء لابصرت

حسينا فتاها وهو شلو مقدد

وثاني سبطي احمد جعجعت به

رعاة جفاة وهو في الارض أجرد

ولم يرقبوا الا لآل محمد

ولم يذكروا أن القيامة موعد

وان عليهم في الكتاب مودة

بقرباه لا ينحاش عنها موحد

فيا سرع ما ارتدوا وصدوا عن الهدى

ومالوا عن البيت الذين به هدوا

ويا كبدي ان انت لم تتصدعي

فانت من الصفوان اقسى وأجلد

فيا عبرتي ان لم تفيض عليهم

فنفسي أسخى بالحياة وأجود

أتنتهب الايام فلذة احمد

وافلاذ من عاداهم تتودد

أيضحى ويظمى احمد وبناته

وبنت زياد وردها لا يصرد

وما الدين الا دين جدهم الذي

به أصدروا في الصالحين وأوردوا

ينام النصارى واليهود بأمنهم

ونومهم بالخوف نوم مشرد

وما هي الا ردة جاهلية

وحقد قديم بالحديث يؤكد

ان ابن ابي الخصال يلح على مأساء كربلاء ويقدمها في صور شتى ويكرر افكاره خلال قصائده وهو أول شاعر اندلسي ـ فيما نعلم ـ يعتبر قتل الحسين ردة جاهلية ذلك القتل الذي كان بدافع حقد قديم يضمره بنو عبد شمس لبني هاشم قبل الاسلام وأكده الحديث ، كما أبرزته الاحداث بعد الدعوة الاسلامية ويؤكد كفر القتلة نثرا في بعض رسائله بقوله : وما يلقاها الا كل خارج عن الاسلام ومارق ، كلا ان ملائكة العذاب لتدخل عليهم بالمقامع من كل باب ، فأي وسيلة بينهم وبين شفاعة جده يوم الحساب (٢).

أدرك ابن أبي الخصال مكانة عالية على عهد المرابطين كما يتبين ذلك من انتاجه الادبي الغزير لكنه نشب في ثورة فاشلة

__________________

١ ـ ازهار الرياض مخطوط بالخزانة العامة بالرباط.

٢ ـ رسائل ابن أبي الخصال ، توجد لدى الاستاذ الطاهري مصطفى.

٣٠٧

عليهم مع عامل قرطبة ابن الحاج الذي كان ملازما له بالاندلس والمغرب ، وقد نجا من هذه الورطة ليعتزل الحياة السياسية ويزهد في المناصب ، سيما وقد شاهد من الفتن والقلاقل والتمردات ما زهده في تلك الحياة ، فلزم داره خائفا من تلك الاحقاد القديمة ولم يسلم المترجم له حتى ذبحه بعض الجنود الاجلاف واقتحموا داره ونهبوها وكان ذلك يوم السبت ١٢ ذي الحجة سنة ٥٤٠ ه‍ ولما توفي الرجل كان العلماء والادباء يقصدون قبره ويزورونه ويجيبونه بقولهم : السلام عليك يا زين الاسلام.

٣٠٨

الحاج محمّد عجينة

المتوفى ١٣٣٤

أميلوها الى ذات اليمين

على آجام آساد العرين

ركائب حملت وجدا وشوقا

وما يسمو على الدر الثمين

الى بلد به خلفت روحي

تحن حنين فاقدة القرين

ذكرت بها الاحبة حين أودى

بهم في كربلا ريب المنون

الحاج محمد عجينة النجفي من الاسرة التي اشتهرت بالتجارة وسعة الحال ولقب الشاعر نفسه بالهمداني ـ بسكون الميم ـ نسبة الى القبيلة اليمانية المعروفة لانه كان دائما يتمثل بالابيات المنسوبة الى الامام عليه‌السلام في قبيلة همدان.

دعوت فلباني من القوم عصبة

فوارس من همدان غير لئام

وكان يقول : انا همداني بالولاء والسبب لا بالاصل والنسب فتغلب هذا اللقب عليه ، وكان أبوه الحاج صالح وجماعة آخرون يترددون للتجارة بين العراق ونجد والحجاز كآل الحبوبي وآل شكر وآل زيني ، وقد اختار والده الحاج محمد صالح سكنى مدينة الرسول ومجاورة سيد العالم فتوفي بالمدينة المنورة وعلى اثر ذلك هاجر ولده المترجم له من النجف في ريعان شبابه واستوطن قاعدة الامارة الرشيدية في نجد ( جبل حائل ).

٣٠٩

واتصل هناك بالعلامة السيد محمد سعيد الحبوبي واستوحى منذ بعض الخواطر الادبية وملكاته الشعرية قال الشيخ اليعقوبي : رايت له بعض المطارحات المرتجلة مع السيد الحبوبي رحمه‌الله بلغة أهل البادية وهو الشعر الذي يسمى عندهم ب‍ ( القصيد ) ولقد قربته مواهبه الادبية لدى اميري نجد وهما : محمد بن عبد الله الرشيد وابن أخيه عبد العزيز بن متعب فكانت له عندهما حظوة ومنزلة سامية ومدحهما بقصائد جمة وما وردت على القصر الرشيدي قصائد هجائية من شعراء آل سعود الا وانتدب من قبل الاميرين المذكورين للرد عليها حتى اذا اتفقت له خصومة مع احد الاكابر في المدينة استعدى فيها الامير الثاني على خصمه فلم يجد منه أية عناية فسافر على أثر لك من نجد متجها نحو المدينة ومكة والطائف وأقام في تلك العواصم برهة ثم عاد الى نجد مؤكدا صلاته مع امرائها مرة ثانية فرضي عنهم ورضوا عنه.

قال الشيخ اليعقوبي : وقفت على مجموعة من شعره كان قد جمعها بقلمه في حياته عند أحد أبناء عمه وجل ما فيها لم يتعد الاساليب القديمة مدح وهجاء وحماس ورثاء وغزل وتشبيب واليك بعض ما اخترناه منها. قال يمدح امير نجد ويذكر بعض مغازيه :

سر على اسم الله فالسعد تجلى

لك من قبل ونجم النحس ولى

لك جند الله والحزب الذي

بلظى هيجائه الاعداء تصلى

فالق من شئت ولا تخش العدى

قد كسا الله بك الاعداء ذلا

وبنو وائل لما أن عصوا

وتمادوا في سبيل الغي فعلا

يوم هاجت للشقا اقرانها

فسقاها حتفها علا ونهلا

كم بهم غادرت من نائحة

تندب الاهل بشجو فهي ثكلى

طلع الفجر عليها بالردى

فغدت كالليل بالصبح اضمحلا

وربيع الخلق ان اسغبهم

عام جدب ترك الارجاء محلا

واذا يعرب يوما فاخرت

كنت أحماها جوارا وأجلا

حكم السيف بهامات العدى

ان غير السيف لا يحكم عدلا

وله فيها ايضا :

أيا ملك الملوك ومن بيوم

الندى قد كان أرحمهم جنانا

وحين غزا العتاة بأرض نجد

هوت لوجوهها ولوت رقابا

جررت على العصاة جيوش عز

تدك الارض بالزحف اضطرابا

٣١٠

اذا ما الخيل بالابطال جالت

تراهم فوقها اسدا غضابا

سرايا عزمه لو صادمتها

جبال تهامه عادت سرابا

فكم من نار حرب اخمدوها

وكم خاضوا لها بحرا عبابا

ومهدت البلاد كأنما قد

ضربت على جوانبها حجابا

وكم اوضحت فيها من سبيل

تعفى رسمه وغدا يبابا

ملات مسامع الايام هولا

لو ان الطفل يسمعه لشابا

وهناك الوان من شعره لا حاجة لذكرها. اما حادثة اغتياله فانه قد قفل راجعا للعراق حوالي سنة ١٣٢٥ ه‍ وبقي يتعاطى التجارة في الكوفة ، وكانت له قطعة أرض زراعية في ضواحي قضاء الشامية وقد وقع بسببها نزاع بينه وبين بعض مجاوريه فخرج اليها يوما ولم يعد وانقطعت اخباره وعميت على أهله وظهر بعد التحقيق أنه اغتيل وقتل خنقا ودفن سرا على مقربة من تلك الارض فنقل جثمانه الى النجف وكان وقوع الحادث أيام الفوضى خلال الحرب العامة الاولى سنة ١٣٣٤ ه‍ وكان عمره يوم قتل نيفا وستين سنة رحمه الله. انتهى عن مجلة البيان النجفية السنة الاولى.

وترجم له الاخ الخاقاني في ( شعراء الغري ) ترجمة وافية وقال : انه ولد في النجف عام ١٢٧٥ ه‍ ونشأ بها على ابيه الحاج محمد صالح ، واتصاله بآل رشيد ومدحه لهم وذكر نماذج من شعره فمن قوله في أهل البيت عليهم‌السلام :

الى طيبة العليا وبهجتها الغرا

تشوقني نفسي ولي كبد حرى

وقلب عراه لاعج الهم والاسى

وخد لينبوع الدموع به مجرى

على سادة بالحق لله سبحوا

أجل الورى شأنا وأرفعهم قدرا

أئمتنا باب الرجا معدن الحجى

كرام الورى أبناء فاطمة الزهرا

بفضلهم الدنيا تبارك جدها

ونلنا بها حظا تضيء له الاخرى

اذا ما سألنا الله يوما بحقهم

أجاب لنا الدعوى ووفى لنا الاجرا

بهم كشف الله الكروب عن الورى

وأمطرت الخضراء واخضرت الغبرا

وفرج عنا كل هم وغمة

وأبد لنا عن عسرنا بهم يسرا

بهم قامت الدنيا ولولا رضاهم

لما خلق الرحمن برا ولا بحرا

٣١١

الشيخ مهدي الحجار

المتوفى ١٣٥٨

أثرها تعج بأصواتها

ألا يا لفهر وثاراتها

وقدها عرابا ألفن الفلا

كأن العنا في استراحاتها

تخايل من تحت فرسانها

تخايلهم في أريكاتها

عليها من الصيد غلابة

تصيد الاسود بغاباتها

طلايع هاشم يقتادها

الى الحرب خير بقياتها

حنانيك يا خلف السالفين

ووارثها في كراماتها

أعدتك آل لوي لمن

لواها وسود راياتها

فحتى م تغضي وانت الغيور

على هضمها واغتصاباتها

أمثل ابن ... يميت البتول

بفادح خطب رزياتها

ومثل امية تلك التي

تبيت نشاوى بحاناتها

تغالب مثل بني غالب

وتدفعها عن مقاماتها

لذاك أبى ذاك رب الابا

فأرسى على غاضرياتها

ودك من الطف أطوادها

بآساد فهر وساداتها

كماة يهاب الردى بطشها

ويخشى القضا من ملاقاتها

وقد اقبلت زمر الظالمين

بآساد فهر وساداتها

دعاها الى الحرب محبوبها

فخاضته قبل اجاباتها

وهبت وناهيك فيمن تهب

لترضي الحبيب بهباتها

ترى ان في النقع نشر العبير

وما ذاك الا شذى ذاتها

جلتها من العزم بيض الصفاح

كأحسابها وكنياتها

صحائف تقرأ منها الكماة

( انا فتحنا ) وآياتها

فتبغي الفرار وكيف الفرار

وارجلها فوق هاماتها

لقد تاجرت ربها في النفوس

وقد ربحت في تجاراتها

ومذ أرخصت سومها للهدى

أراها المنى في منياتها

برأد الضحى نزلت كربلا

وفي الليل باتت بجناتها

تهاوت وليس تعاب النجوم

اذا ما تهاوت كعاداتها

وباتت على الارض مثل البدور

عراها الخسوف بهالاتها

٣١٢

مغسلة في جراحاتها

مكفنة في شهاداتها

ولما رأى السبط انصاره

سقتها الحتوف بكاساتها

رقى ضامرا ونضى صارما

فقرب أشراط ساعاتها

وحين انبرى نحو هاماتها

براها ابن خير برياتها

ينادي بآجالها سيفه

فتأتيه من قبل اوقاتها

كأن الجماجم مشغوفة

به فهي تأتيه من ذاتها

ترى الارض ترجف من تحته

باحيائها وبأمواتها

لك الوهن يا أرض عن ثابت

يزلزل سبع سماواتها

ولما رأى أن هذي النفوس

جميعا رهائن ميقاتها

فشاقته منزلة الصالحين

فتاق رواحا لغاياتها

قضى ابن علي فيا هاشم

قعي بعده في مذلاتها

لمن انت من بعده للورى

لارائها أم لحاجاتها

الطما على الصدر من بعدما

غدا صدره رهن غاراتها

حرام على غالب أن تبل

بالماء حر حشاشاتها

وتلك يتاماهم تشتكي

وفي الماء جل شكاياتها

ويا آل فهر لقد حق أن

تميطوا خبا علوياتها

فتلك الحرائر في كربلا

سترن الوجوه براحاتها

لمن ترفعون الخدور وقد

ثكلن الخدور برباتها

وجاءت لكافلها تستغيث

وتبكي العدى لاستغاثاتها

الشيخ مهدي بن داود بن سلمان بن داود الشهير بالحجار عالم فقيه وأديب شهير ، ولد عام ١٣١٨ ه‍ وكان والده اميا وكذلك جده اما والده فكان ينقل الحجارة من أنقاضها غير أن الولد المترجم له نشأ ميالا للعلم والادب فدرس المقدمات وهو ابن عشر سنوات ونظم الشعر في الخامسة عشرة من العمر وبرع فيه ، واختلف على مشاهير العلماء وتتلمذ على الزعيم الروحي الشيخ احمد كاشف الغطاء كما حضر على المرجع الديني الميرزا حسين النائيني في الاصول ولمعت مواهب الشيخ الحجار وراح يغذي الشباب بالعلوم الدينية والدروس العربية الاسلامية مضافا الى حلقة أدبية تضم العشرات من الشباب الذين كانوا يعرضون عليه نتاجهم الادبي ويعتدون برأيه اذ كان أبرع اقرانه يومذاك ونشرت المطابع قصيدته الشهيرة الطويلة المسماة ب‍ ( البلاغ المبين ) في العقائد فكان المتأدبون يحفظونها

٣١٣

ويتداولونها ويتدارسون معانيها ومضامينها وله غير هذه مجموعة اراجيز منها ارجوزته المسماة ( فوز الدارين في نقض العهدين ). ويوم كتب السيد محسن الامين كتابه ( التنزيه ) للشعائر الحسينية ثار العلماء الاعلام وأئمة الاسلام بوجهه وكتبوا مفندين ومنتقدين ما كتب وكنت اتصور ـ وانا في مقتبل العمر ـ ان المساندين لفكرة السيد الامين والمؤيدين له هم المتجددون والذين يميلون للتحلل من أوامر الدين ، وكان المترجم له قد استخدمت افكاره موجة الشباب فراح ينظم بوحي منهم كقوله من قصيدة مطلعها :

يا حر رأيك لا تحفل بمنتقد

ان الحقيقة لا تخفى على احد

وما على الشمس باس حيث لم تراها

عين أصيبت بداء الجهل لا الرمد

سيروا شبيبتنا لكن على خطط

قد سنها الدين في منهاجه الجديد

انا لنامل فيكم ان شعبكم

يعود ملتئما في شمله البدد

وبالختام لكم اهدي التحية من

قلب بغير ولاكم غير معتقد

ويوم بلغت الخصومة أشدها بين المرجعين الكبيرين السيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ احمد كاشف الغطاء حول شخصية الخطيب السيد صالح الحلي فقد حرم الاول الاستماع الى خطابته وأحلها الثاني وعقد له مجلسا في بيته ، وكان المترجم له ـ كما قلنا ـ تلميذا للشيخ احمد كاشف الغطاء فأنشد قصيدته التي يقول فيها :

انت العميد لهم برغم انوفهم

بل انت سيدها وكلهم سدى

رات الشريعة منك اكبر قائد

فرمت اليك زمامها والمقودا

والعلم مثل البحر هذا غائص

فيه وهذا منه ما بل الصدا

والعرب تعلم ان تاج فخارها

بسوى شريعة ( احمد ) لن يعقدا

سلها غداة تصفحت قرآنها

أفهل رأت ( بيغمبرا او يا خدا )

فخر البيوت بأهلها فافخر على

بأبي الرضا والمرتضى علم الهدى

واذا روي عن آل جعفر في العلى

خبر فمن كف ( الحسين ) المبتدا

اني وان كنت البعيد قرابة

منكم فشعري عنكم لن يبعدا

وشاءت الارادة السماوية والحكمة الربانية والحمد لله على

٣١٤

جميل صنعه ان تنحصر الزعامة الدينية في الآية الكبرى السيد ابو الحسن بعد وفاة المرحوم الحجة الشيخ احمد كاشف الغطاء فيكون الشيخ الحجار من تلاميذه ومخلصيه ويراسله على سبيل المداعبة يستجديه ويستميح نيله وفضله فيقول :

عجبت وكل زماني عجب

ولست أصرح ماذا السبب

ولكن اشير وانت الخبير

ولا استحي منك اذ انت أب

( زقسم عجم را نمعدود شدم )

فهلا اعد قسم العرب

فيغدق السيد عليه بكرمه المعهود ويجعله ممثلا عنه في جانب ( معقل ) البصرة ويقوم الشيخ بأداء وظيفته الدينية كما يأمر به الشرع الشريف ولكن لم يطل عهده وعاجله القدر فتوفي ليلة السبت ٨ شعبان ١٣٥٨ ه‍ فنقل نعشه بموكب فخم الى النجف ودفن بوادي السلام.

٣١٥

المصادر المطبوعة

أعيان الشيعة

السيد محسن الامين

نقباء البشر

الشيخ محسن الطهراني

المراجعات الريحانية

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

الذخيرة

الشيخ سليمان ظاهر

الحالي والعاطل

الدكتور عبد الرزاق محيي الدين

لماذا اختار هؤلاء مذهب أهل البيت

القبيسي

العراق في الشعر العربي والمهجري

الدكتور محسن جمال الدين

شعراء الغري

علي الخاقاني

شعراء من كربلاء

سلمان هادي الطعمة

المقبول في آل الرسول

ديوان الشيخ قاسم محيي الدين

ديوان

الشيخ حميد السماوي

ديوان

الشيخ محمد جواد الجزائري

حل الطلاسم

الشيخ محمد جواد الجزائري

ديوان

الشيخ عبد الحسين الحويزي

ديوان

الشيخ كاظم آل نوح

مع رجال الفكر في القاهرة

السيد مرتضى الرضوي

الحان الالم

عبد القادر رشيد الناصري

صوت فلسطين

عبد القادر رشيد الناصري

معارف الرجال

الشيخ محمد حرز الدين

أعلام العراق

باقر أمين الورد

سفينة الحق

ديوان الشيخ حسن آل صادق

ديوان

محمد رضا الشبيبي

أساطير

بدر شاكر السياب

٣١٦

رباعيات

محمود الحبوبي

الباقيات وأنفع الزاد

الشيخ باقر الخفاجي

مجلة الاعتدال

محمد علي البلاغي

مجلة الاصلاح

عبد الحسين الازري

مجلة الغري

شيخ العراقين

مجلة البيان

علي الخاقاني

جريدة الهاتف

جعفر الخليلي

المصادر المخطوطة

الطليعة من شعراء الشيعة

الشيخ محمد السماوي

مجموع

الشيخ كاشف الغطاء

سمير الخاطر وأنيس المسافر

الشيخ علي كاشف الغطاء

المجموع الرائق

الشيخ مهدي اليعقوبي

ديوان

الشيخ قاسم الملا

ديوان

الشيخ محمد الخليلي

ديوان

الشيخ كاظم السوداني

ديوان

الشيخ محمد رضا المظفر

الاعلام العوامية

الشيخ سعيد ابي المكارم

ديوان

جواد شبر

سوانح الافكار

جواد شبر

الضرائح والمزارات

جواد شبر

٣١٧

الفهرس

سنة الوفاة

الاسماء

الصفحة

١٣٧٠

المقدمة

٥

١٣٧٠

الشيخ جعفر النقدي

٧

١٣٧٠

الشيخ حسين شهيب

١٤

١٣٧٠

الشيخ محمد رضا آل ياسين

١٦

١٣٧٠

الشيخ محمد السماوي

١٨

١٣٧٠

الشيخ ابراهيم حموزي

٢٨

١٣٧٠

الشيخ عبد الله الستري

٣١

١٣٧١

السيد محسن الامين

٣٣

١٣٧١

الشيخ محمد حسين بن يونس المظفر

٣٦

١٣٧٢

الشيخ مهدي اليعقوبي

٤٠

١٣٧٢

دوار مرقص

٤٣

١٣٧٣

الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء

٤٦

١٣٧٣

الشيخ محمد علي قسام

٦٢

١٣٧٣

الشيخ عبد الكريم العوامي

٦٦

١٣٧٢

محمد هاشم عطية

٦٧

١٣٧٤

الشيخ قاسم الملا

٧١

١٣٧٤

الحاج عبد الحسين الازري

٧٨

١٣٧٤

الشيخ عبد الحسين الحلي

٩٥

١٣٧٤

الشيخ حسن سبتي

١٠١

١٣٧٥

حسين علي الاعظمي

١٠٣

١٣٧٧

حليم دموس

١٣١

١٣٧٧

عباس ابو الطوس

١٣٣

١٣٧٨

الشيخ محمد جواد الجزائري

١٣٦

١٣٧٩

الشيخ كاظم آل نوح

١٤٠

٣١٨

سنة الوفاة

الاسماء

الصفحة

١٣٧٩

الشيخ كاظم كاشف الغطاء

١٤٤

١٣٧٩

الشيخ كاظم السوداني

١٤٦

١٣٨٠

الشيخ محمد علي الاورد بادي

١٥٠

١٣٨٠

سليمان ظاهر

١٥٣

١٣٨١

الشيخ محمد حسين المظفر

١٥٦

١٣٨١

الشيخ باقر الخفاجي

١٥٩

١٣٨٢

السيد عبد الهادي الشيرازي

١٦٣

١٣٨٢

عبد القادر رشيد الناصري

١٦٦

١٣٨٣

الشيخ محمد رضا المظفر

١٦٩

١٣٨٣

بدر شاكر السياب

١٧٢

١٣٨٤

الشيخ حميد السماوي

١٧٦

١٣٨٤

الشيخ حبيب المهاجر

١٨٢

١٣٨٤

الشيخ مجيد خميس

١٨٥

١٣٨٥

الشيخ محمد رضا الغراوي

١٨٨

١٣٨٥

الشيخ محمد علي اليعقوبي

١٩٠

١٣٨٥

الكولونيل حبيب غطاس

١٩٨

١٣٨٥

هلال بن بدر

٢٠١

١٣٨٥

الشيخ محمد رضا الشبيبي

٢٠٣

١٣٨٦

الشيخ حسن صادق

٢٠٩

١٣٨٦

الشيخ محمد رضا فرج الله

٢١١

١٣٨٧

حسين بستانة

٢١٢

١٣٨٧

الشيخ علي البازي

٢١٥

١٣٨٧

ضياء الدخيلي

٢١٧

١٣٨٧

الشيخ حسين القديحي

٢١٩

١٣٨٧

احمد خيري بك

٢٢٢

١٣٨٨

الشيخ محمد طه الحويزي

٢٢٤

١٣٨٨

الشيخ حسين الحولاوي

٢٣١

١٣٨٨

محمد الخليلي

٢٣٤

١٣٨٨

الشيخ كاتب الطريحي

٢٣٧

١٣٨٨

السيد محمد علي الغريفي

٢٣٩

٣١٩

سنة الوفاة

الاسماء

الصفحة

١٣٨٩

السيد محمد رضا شرف الدين

٢٤٥

١٣٨٩

الدكتور مصطفى جواد

٢٤٧

١٣٨٩

عبد الكريم العلاف

٢٥٠

١٣٨٩

السيد محمود الحبوبي

٢٥٤

١٣٩٠

عبد الحميد السنيد

٢٥٩

١٣٩١

السيد عباس شبر

٢٦٢

١٣٩٢

الشيخ محمد سعيد مانع

٢٦٨

١٣٩٢

الدكتور زكي المحاسني

٢٧٠

١٣٩٢

الشيخ عبد الكريم صادق

٢٧٣

١٣٩٢

انور العطار

٢٧٩

١٣٩٢

السيد أحمد الهندي

٢٨٤

١٣٩٢

عادل الغضبان

٢٨٧

١٣٩٥

الشيخ مهدي مطر

٢٩٠

المستدرکات

٤١٨

ابو القاسم المغربي

٣٠٢

٥٤٠

ابن أبي الخصال الشقوري

٣٠٥

١٣٣٤

الحاج محمد عجينة

٣٠٩

١٣٥٨

الشيخ مهدي الحجار

٣١٢

٣٢٠