أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٩

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٩

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٦

السيد عدنان الغريفي

المتوفى ١٣٤٠

استجار بأبي الفضل العباس (ع) يوم مرضه وقال :

ندبت أبا الفضل الذي هو لم يزل

قديماً حديثاً في النوائب يقصد

يمدّ على جسمي السقيم بكفه

وإن لم تكن يوم الطفوف له يد

* * *

السيد عدنان الغريفي : ابن السيد شبر بن السيد علي المشعل الأصغر ابن السيد محمد الغياث بن السيد علي المشعل الأكبر بن السيد احمد المقدس بن السيد هاشم البحراني بن السيد علوي عتيق الحسين عليه‌السلام بن السيد حسين الغريفي البحراني.

ولد في البصرة في غرة جمادي الثانية سنة ١٢٨٣ ه‍. وتوفي في الكاظمية في الخامس من شعبان سنة ١٣٤٠ ه‍. ونقل إلى النجف الأشرف ودفن في إحدى حجر الصحن العلوي الشريف عن يسار الداخل من الباب السلطاني. وهو العلم الشهير الغني عن التعريف أجيز في الاجتهاد والفتوى ولم يبلغ الثلاثين من عمره وكان آية في الحفظ والذكاء. وله شعر كثير ورائق. وقد ترجمه أرباب المعاجم وكتب الدكتور حسين علي محفوظ رسالة في أحواله سمّاها ( النابغة البحراني ).

٢١

ومن شعره قوله مؤرخاً إصلاح مرقد أبي الفضل العباس (ع) :

مثوى أبو الفضل العباس ثوى فيه

مثوى تودّ الثريا أن تدانيه

قصر مشيدٌ وبيت عزّ جانبه

من أن يساويه بيت أو يضاهيه

عبد المجيد علا سلطانه شرفاً

وزاده بسطة في الحكم باريه

أرسى على الشرف الأوفى قواعده

فجازت الفلك الأعلى أعاليه

أنى يضاهى علاً قل يا مؤرخه

( مثوى أبي الفضل والسلطان بانيه )

أقول : زوّدنا بهذه الترجمة صديقنا العلامة الورع السيد محيي الدين الغريفي سلمه الله كما تفضّل بتراجم أعلام الاسرة وستأتي قريباً إن شاء الله ، وكتب البحاثة شيخنا الشيخ اغا بزرك الطهراني عن المترجم له وقال : مات أبوه وهو صغير فربّاه خاله السيد سلمان ، وكانت دراسته في النجف على عمه السيد علي والد السيد مهدي البحراني ، والميرزا حبيب الله ، والسيد محمد سعيد الحبوبي. وتلمذ عليه السيد ناصر الاحسائي والخطيب السيد صالح الحلي ، وأخصهم به الشيخ عيسى ابن الشيخ ناصر الخاقاني القائم مقامه ووصيه والقيم على أولاده الصغار وهم : علي ، حسن ، محمد علي وشبير.

مؤلفاته وآثاره : قبسة العجلان ، حاشية على العروة ، حاشية على القوانين ، ارجوزة في الحج ، الأنساب المشجرة وهو عند ولده السيد حسن في المحمرة. وترجم له الخاقاني في دليل الآثار المخطوطة ، قال : وقد جمعت ديوانه من مختلف المجاميع المخطوطة ويبلغ مائة وستين صفحة ، وفرغت من جمعه في النجف ١٠ ذي القعدة سنة ١٣٦١ ه‍. وترجم له تلميذه وابن عمه السيد مهدي في بعض إحازاته. وذكر لنا الدكتور حسين علي محفوظ أنه جمع أشعاره في مجلد ضخم وأسماه ( النابغة البحراني ) ومؤلفه ( قبسة العجلان ) مطبوع طباعة حجرية وعلى هامشه قصيدته المتضمنة لحديث الكساء الشريف ، وأولها :

دع عنك حزواء واترك شعب سعدان

واستوقف العيس في أكناف كوفان

٢٢

وحدثني العلامة الجليل المغفور له السيد عباس شبر عن سيرة المترجم له شيئاً كثيراً ، قال : وجاء في تاريخ وفاته على لسان الشيخ جمعة الحائري :

ونعى به الروح الأمين مؤرخاً

عدنانُ قوّض بعدك الاسلام

وللحاج عبد المجيد العطار مؤرخاً :

بوركت من تربة ضممت فتى

كان لعين الزمان انسانا

فما تعدّى الحجا مؤرخها

جنات عدن مثوى لعدنانا

ذكره صاحب الحصون المنيعة فقال : هو فاضل معاصر تركه أبوه بسن الطفولة وقد كفلته امه وسعت في تربيته فهاجر إلى النجف ودخلها وهو ابن الأربعة عشرة سنة وكان بهذا السن يحفظ أربعة عشر الف بيت من الشعر ، ويحفظ القصيدة طالت أو قصرت بمجرد تلاوتها.

ومن شعره قوله وقد أرسلها للحجة الكبير الشيخ عبد الكريم الجزائري :

على الجزع حيث الجزع بالبيض مونق

مراح بأطراف الرماح مسردق

نعان لظمياء الوشاحين لم تزل

حذاراً إذا مرت به الريح تخفق

تعان بعين الشهب حصباء أرضه

ويفضح طوق البدر بدر مطوق

فكم غاضت الكف الخضيب خضيبة

وكم دق قاب القوس قوس مفوق

أعاريب لا ذل الحضارة نافق

لديها ولا عزّ البداوة مخلق

أواسط يحميها عن الضيم خلقها

وعن شظف الألفاظ منها التخلق

غيارى فلا ذكر النساء بجائز

لديها ولا يلفى لديها التعشق

إذا عبرت بالغرب زفرة عاشق

تنفس منها بالظبا البيض مشرق

وماشية مشي النزيف كأنما

يميل بعطفيها السلاف المروق

مهذبة الأطراف تحسب أنها

كما تتشهى صوّرت يوم تخلق

منعمة لو لا تورّد خدها

لأيقنت أن الحسن إذ ماج زيبق

٢٣

أتت وجبين الغرب بالشمس أحمر

لنا وفؤاد الشرق بالنجم أبلق

على حين لا قلب الصبور بواجف

عليها ولا ظهر الطريق مطرق

فظلت تدير الطرف وهو مقسّم

وظلت أرم القلب وهو مفرق

وما أنس للأشياء لا أنس قولها

أفق انما أنت اللبيب الموفق

رويدك ان الأمر قد جدّ جده

وان فؤاد الدهر بالسر ضيق

تجاوزت مقدار الشهامة فاتئد

فغير الذي يممته بك ألق

فقلت عداك الشر لم يبق منزع

لقوس الهوى لولا الحيا والتخلق

طغى الأمر حتى لست أستطيع حمله

وما بي لولا الحلم أبدا وأخرق

جزتك الجوازي يا بثينة ما الذي

يضرك لو اعتقت من ليس يعتق

أفي الحق أن أقضي الزمان ولا أرى

رسولاً يمنى أو كتاباً يشوق

ومن قوله في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) :

إمام الهدى وغياث الورى

وحاكمها السيد المقسط

إمام به هلك المبغضون

وفي حبّه هلك المفرط

كلا الجانبين عدوٌ له

وشيعته النمط الأوسط (١)

* * *

وسئل يوماً عما يحفظ من الشعر فأجاب انه يستحضر ثلاثين الف بيت من الشعر ، وكان يحفظ أغلب المتون وشرح ابن الناظم على الألفية متناً وشرحاً ، معروف بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة.

وترجم له الخاقاني في شعراء الغري فذكر غرائب عن ذكائه وفطنته مما يدل أنه نابغة العصور ، قال وكان لا يسمع شيئاً إلا حفظه حتى اللغة الأجنبية من مرة واحدة على الأكثر ، ومن مرتين نادراً كاللغة التركية والفارسية والهندية

__________________

١ ـ ديوان السيد عدنان البحراني المخطوط.

٢٤

والانجليزية. قال الخاقاني : بهذا أصبحت اصدق ما ذكره التاريخ عن ذكاء أبي العلاء المعري وحماد عجرد وأبي تمام. وقال مقترحاً على الشاعرين : السيد جعفر الحلي والسيد محمد سعيد الحبوبي تشطير هذه الأبيات الثلاثة من نوع لزوم ما لا يلزم قال :

واعجبا منك يا فؤادي

يسعرك الدمع وهو غيث

وانت يا قلب تختشيه

وهو غزال وأنت ليث

مرّ يريث الخطى وئيداً

كذاك مشي القطاة ريث

وفي مجموع اللغة خمس قوافي من هذا النوع ، فعجز كل واحد منهما عن التشطير وسجل الخاقاني مجموعة كبيرة من شعره على الحروف الهجائية (١).

وفي كتاب ( الرجال ) المخطوط للباحث السيد جودت القزويني :

اجتمع ذات يوم الشاعر المعروف السيد جعفر الحلي ، والعلامة الشهير السيد محمد سعيد الحبوبي في الصحن الحيدري الشريف ، فجاء المرحوم السيد عدنان ، فقال السيد جعفر ( للاتحاد الروحي بينهما ) : جاءتنا ريح السمك من البحرين!

فوصل ، وسلم وقال : خير من الباقلاء فانها لا رائحة لها!

فقال السيد جعفر له : إن رائحة الشعر لتتنسم من الحلة الفيحاء من مسير خمسة فراسخ!

فقال له السيد عدنان :

إذا سالت دموع في خدود

تبيّن من بكى ممن تباكا

فأما ان تنظم ابياتاً ، وانا اشطرها في الحال ، واما ان انظم ابياتاً وامهلك إلى سنة ، فاستغرب قوله ، وقال قل : فقال السيد عدنان :

__________________

١ ـ كما قام الاستاذ هاشم محمد الغريفي البصري يجمع شعره أيضاً ، ولا يزال مجموعه مخطوطاً. وفقه الله لنشره.

٢٥

واعجباً منك يا فؤادي

يسعرك الدمع وهو غيث

وانت يا قلب تختشيه

وهو غزال وانت ليث

مرّ يريث الخطى وئيداً

لذاك مشي القطاة ريث

فقال المرحوم الحبوبي للسيد جعفر : ولا عمرك تستطيع تشطرها لأن في اللغة العربية خمس كلمات نظم السيد ثلاثاً ، وابقى اثنين ، وهنّ غيث ، وليث ، وريث!!

نقل هذه القصة الخطيب المرحوم السيد محمد سعيد العدناني في الترجمة الضافية التي سميتها عن حياة الامام السيد عدنان البحراني ، وقد نقلها شفاهاً إلى العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء ، وعند انتهائه من سردها قال : فكّر الشيخ كاشف الغطاء وقال : لو كنت حاضراً لشطرتها فان هناك كلمة سادسة غابت عن فكرة السيد الحبوبي وهي ( غيث ، حيث ، ليث ، ريث ، ميث ، جيث ).

فقال له العدناني : مرحباً بك يا سيدي كم ترك الأول للآخر!!

ومن تخميساته التي لم تنشر قوله :

وغيداء بالليل البهيم تسترت

فلم ترني كفاً ولا هي أُبصرت

فلما برزنا للمصاب وشمّرت

بدا لي منها معصمٌ حين شمّرت

وكفٌ خضيبٌ زينت ببنان

جنيتُ على نفسي ، وما كنتُ جانيا

فملكتها بالطوع مني بنانيا

وقمتُ إلى رمي المحصب ساهيا

فو الله ما أدري ، وإن كنتُ داريا

بسبعٍ رميت الجمر أم بثمانِ

ومن المهم أن أُشير إلى أن الخاقاني اشتبه في نسبة بعض الشعر إلى البحراني المذكور كما في شعراء الغري ج ٦ ، ومن ذلك أبياته في ( هلال محرم ) صفحة ٢١٣ والتي أولها :

٢٦

قيل ما بال السما مغبرة

بعد صفو وهي ذات الحبك

والصواب أنها للشاعر الكربلائي الحاج محمد علي كمونة وهي مطبوعة في ديوانه الذي حقّقه الاستاذ محمد كاظم الطريحي فراجعه إن أحببت.

كما نسبَ له الخاقاني تخميساً لأبيات أبي نواس الشهيرة في الصفحة (٢٢٨) من كتابه السالف الذكر ، وأول التخميس :

هات الصبوح ، وسارع فالاخلاءُ

من شدة السكر أمواتٌ وأحياءُ

ألم أقل لك إذ حارَ الأطباءُ

دَع عنك لومي فإنّ اللوم إغراءُ

وداوني بالتي كانت هي الداءُ

والصواب إن هذا التخميس للشاعر العبقري الحاج محمد رضا النحوي ، وهو مما لم يُطبع من شعره. وقد وقفتُ على مجموعة تخميساته ( مفردةً في كتاب ) ضمن مخطوطات مكتبة العلامة المرحوم الشيخ محمد حسن كبّة البغدادي المتفرقة ومن ضمنها التخميس المذكور. ولا تخفي عليك قُبح هذه النسبة وبشاعتها (١)!!

__________________

١ ـ الرجال / مخطوط ـ الجزء الرابع للسيد جودت القزويني.

٢٧

الشيخ علي البلادي

المتوفى ١٣٤٠

الشيخ علي بن حسن بن علي بن الشيخ سليمان البلادي البحراني.

من منظومته المسماة ( جامعة الأبواب ) لمن هم لله خير باب (١) :

ومولد السبط شهيد كربلا

ثالث شعبان على قول علا

وقيل في الخامس منه بعد أن

مضت من الهجرة ج فافهمن

قد ختم الله له الشهادة

كما له قد ختم السعادة

بعاشر المحرم المشوم

بكربلا بالحائر المعلوم

مصابه قد هدّ اركان العلا

وجلبب الأكوان شجواً وبلا

فلعنة الله على مَن قتله

ومَن رضي بفعل من قد فعله

الشيخ علي بن حسن بن علي بن سليمان البلادي البحراني المتوفى سنة ١٣٤٠.

ترجم نفسه في كتابه ( أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين ) قال : توفي والدي الشيخ حسن عند رجوعه من الحج بالمكان المعروف ب‍ ( رابغ ) سنة ١٢٨١ ولي من العمر حينذاك ثمان سنوات ، وكان مولدي سنة ١٢٧٤ ه‍. فدرست مبادئ العلوم في بلاد القطيف من نحو وصرف وبلاغة ثم

__________________

١ ـ وهي في مكتبتي بخطه.

٢٨

هاجرت إلى النجف لتحصيل العلوم ودرست على المرحوم الشيخ محمد حسين الكاظمي والسيد مرتضى الكشميري والشيخ محمود ذهب وقد أجازني استاذي الورع الزاهد التقي السيد مرتضى الكشميري إجازة رواية الكتب الأربعة وكتب جميع الأصحاب بل كتب جميع علماء الإسلام من الخاص والعام.

ولي من الكتابات : ١ ـ منظومة في الاصول الخمسة أسميتها جواهر المنظوم. ٢ ـ ومنظومة ثانية في معرفة الكبائر. ٣ ـ منظومة في مواليد النبي والأئمة والزهراء ووفياتهم عليهم‌السلام سميتها ( جامعة الأبواب لمن هم لله خير باب ) ومنظومة سميتها ( جامعة البيان في رجعة صاحب الزمان ). ٤ ـ حواش كثيرة على شرح إبن أبي الحديد. ٥ ـ كتاب ( رياض الأتقياء الورعين في شرح الأربعين وخاتمة الأربعين ) يشتمل على ٥٢ حديثاً مشروحة مبسوطة في الاصول والفروع والمواعظ والمناقب وغير ذلك من المؤلفات.

توفي قدس سره صبيحة يوم الحادي عشر من شهر جمادى الاولى سنة ١٣٤٠ وجاء تاريخ وفاته :

بدر سماء الدين لما اختفى

دجا بأفق الحق ديجور

فانبجست عيني دماً عندما

أرخته غاب لنا نور

أقول : وقد عثرت على إجازة كتبها بخطه لجدي السيد محمد شبّر قدس الله سره سنة ١٣٢٧ ه‍. وها هي بختمه وتوقيعه وخط يده ، قال : بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. أما بعد حمد الله الكريم على سبوغ أفضاله وجسيم آلائه والشكر لله على جزيل نواله وعموم نعمائه ، والصلاة والسلام على خيرته من بريته محمد وآله خزنة وحيه وامنائه. وبعد فيقول العبد الجاني علي بن المرحوم الشيخ حسن ابن المقدس الشيخ علي ابن المرحوم الشيخ سليمان البلادي البحراني عفى الله عنه وعنهم وعن جميع المؤمنين وأعطاهم بمنّه ولطفه خير الدنيا والدين بحق محمد المصطفى الأمين وآله الطاهرين الميامين صلى الله عليه

٢٩

وعليهم أجمعين ، انه لما وفقني الله الكريم رب العالمين لزيارة مولاي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وامام المتقين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين سهم الله الصائب وسيفه الضارب قمر بني هاشم أبي الحسن علي بن أبي طالب سلام الله عليه وعلى الطاهرين من بنيه الأطائب ، وتشرفت بالوقوف على ابوابه ولثم اعتابه ومنّ الله علينا بالاجتماع في أفضل البقاع ، الوادي المقدس الغروي والنادي الأقدس المرتضوي بالمولى الإمام صدر جريدة الأماجد الكرام وبيت قصيدة السادات العظام وزبدة العلماء الأعلام الورع اللوذعي التقي النقي العالم الكامل الزكي غصن الدوحة الأحمدية وفرع السلالة العلوية وثمر الجرثومة الفاطمية ، المولى والزكي الأنور السيد السند والركن المعتمد سيدنا السيد محمد ابن المرحوم المبرور المقدس العلي السيد علي ابن المرحوم المبرور الزكي السيد حسين ابن المقدس المبرور خدين الولدان والحور السيد الأيّد الأمجد العلامة الفهامة الأوحد ، العالم الرباني المجلسي الثاني صاحب التصانيف الكثيرة والعلوم الغزيرة ، المعجب ملائكة السماء بتقواه سيدنا السيد عبدالله المعروف ب‍ ( شُبّر ) ابن المرحوم المقدس الرضي السيد محمد رضا ابن السيد محمد ابن السيد محسن ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد محمد ابن السيد ناصر الدين ابن السيد شمس الدين محمد ابن السيد محمد ابن السيد نعيم الدين ابن السيد رجب بن الحسن ابن السيد محمد ابن السيد حمزة ابن السيد احمد ابن السيد أبي علي علي ابن السيد عمر بن برطلّه ابن الحسن الأفطس ابن علي الأصغر بن الإمام زين العابدين بن الإمام السبط السعيد أبي عبد الله الحسين الشهيد ابن الإمام أمير المؤمنين وسيد المسلمين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

نسبٌ كأن عليه من شمس الضحى

نوراً ومن فلق الصباح عمودا

الكاظمي النجفي ، أمدّه الله بالتوفيقات الربّانية وأيّده بالألطاف السبحانية والعنايات الصمدانية ، سألني وأنا احق بسؤاله وأن اكون من جملة تلامذته ورجاله لا من شكله وأمثاله ، لكن أمره المطاع واجب الاتباع ، أن

٣٠

اجيزه ما صحت إليّ روايته وثبتت لديّ إجازته من كتب اصحابنا الأبرار ومؤلفات اسلافنا الثقات الأخيار المتصلة اسانيدهم بالأئمة الأطهار ، الآخذين علومهم عن جدهم وسيدهم المصطفى المختار ، المتلقاة من جبرائيل الأمين من الرب الملك القهار صلى عليه وآله الأكرمين الأبرار ، ولا سيما الكتب الأربعة التي عليها المدار المشتهرة في جميع الأزمان والأمصار اشتهار الشمس في رابعة النهار وهي : الكافي الوافي ، ومن لا يحضره الفقيه ، والتهذيب ، والاستبصار ، للمحمدين الثلاثة الأوائل الثقاة العلماء الأخيار والجوامع الأربعة وهي : الوسائل ، والوافي ، والحدائق ، وبحار الأنوار للمحمدين الثلاثة المتأخرة الأبرار ، والمحدث المحقق البحراني جليل المقدار ، وغيرها من مؤلفات اصحابنا الأعيان ومصنفات ثقاتنا الأخيار ذوي الايقان والاتقان ، بل الله أجداثهم بمياه الرضوان وأحلّهم من الجنان أعلا مكان ، بل وجميع كتب علماء الإسلام من العربية واللغوية والأدبية والرياضية والهندسية مما عُلم نسبة الجميع إلى مؤلفيها الأعيان. فأجزتُ له ادام الله ايامه واسبغ عليه أنعامه ان يروي جميع ذلك عني ، عن السيد الرضي العالم العابد ، العامل الكامل الزاهد ، المعرض عن الدنيا وأهلها المقبل على الآخرة وشغلها التقي النقي المتتبع اللوذعي الزكي سيدنا المبرور المحبور السيد مرتضى ابن المرحوم المبرور العالم السيد مهدي الكشميري النجفي تغمده الله برحمته وغفرانه وأحلّه دار كرامته ورضوانه ، عن جملة من المشايخ العظام والعلماء الأعلام وأساطين الايمان والإسلام وذوي النقض والابرام. وقد أجازه اكثر علماء زمانه وفضلاء عصره وأوانه عرباً وعجماً وهم كثيرون ، فلنذكر منهم المشاهير منهم تبركاً بذكرهم وتشرفاً بنشر فضلهم وفخرهم ، فمنهم فخر الشيعة وركن الشريعة حجة الاعلام وعلم الاعلام الذي أذعنت له إجلالاً واعظاماً الملوك والحكام وألقت له فضل الزمام ، العلم العلامة الحبر الفهامة المرحوم المبرور الميرزا محمد حسن الشيرازي قدس الله تربته ، ومنهم العالم السري والعامل الزكي صاحب المصنفات الكثيرة والتحقيقات

٣١

الشهيرة السيد السند السيد محمد مهدي القزويني النجفي المجاور بالحلة السيفية برهة من الزمان قدس الله سره ونور قبره ، ومنهم العالم الامين والامام المحقق المكين الزاهد العابد صاحب هداية الانام في شرح شرايع الإسلام الاوحد الامين شيخنا المبرئ من كل شين الشيخ محمد حسين ابن المرحوم الشيخ هاشم الكاظمي النجفي روّح الله روحه وتابع فتوحه ، ومنهم العالم العامل الفاضل الكامل ذي الفضل والشرف شيخنا الشيخ محمد طه نجف ، ومنهم العالم الرباني والعالم الصمداني الشيخ لطف الله المازندراني قدس الله نفسه وطهر رمسه ، ومنهم العالم المحقق المدقق الكامل الأمين المرحوم المبرور الحاج الميرزا محمد حسين ابن المرحوم الحاج ميرزا خليل الطهراني تغمده الله برحمته وحباه بدار كرامته ، ومنهم المولى العلامة المحقق المدقق الفهامة الميرزا حبيب الله الرشتي النجفي قدس‌سره ، ومنهم العالم العامل الرباني المحقق الصمداني الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري.

وهؤلاء العلماء الاعلام والاجلاء العظام كلهم ما عدا سيدنا التقي السيد مهدي القزويني وشيخنا ذا الشرف الشيخ محمد طه نجف كلهم يروون عن الإمام العلامة الفقيه المحقق صاحب الجواهر الذي ثبتت له المنّة على علمائنا الأواخر ، عن المحقق الأفخر والشيخ الأكبر كاشف الغطاء عن الشريعة العَراء شيخنا الشيخ جعفر النجفي ، عن الوحيد المجدد الرباني الاغا باقر البهبهاني عن والده الأفضل الأكمل الشيخ محمد ، عن شيخنا غواص بحار الأنوار وراصد أسرار الأئمة الأطهار الشيخ محمد باقر المجلسي عن أبيه التقي النقي المحقق المدقق جامع العلوم والمعارف واليقين الشيخ محمد بهاء الملة والدين عن والده المحقق المدقق عز الدين الشيخ حسين ابن الشيخ عبد الصمد العاملي الجباعي الحارثي عن شيخنا العالم الرباني الشيخ زين الدين الشهيد الثاني ـ ح ـ وعن سيدنا العلامة الزكي الصفي السيد محمد مهدي القزويني الحلي النجفي عن عمه العالم العامل ذي الكرامات والمآثر السيد باقر القزويني عن خاله بحر العلوم والمحيي من آثار

٣٢

آبائه الدروس والرسوم السيد مهدي الطباطبائي ، عن جملة من مشايخه الاعلام ، منهم المحدث المحقق الرباني الشيخ يوسف العصفوري البحراني صاحب الحدائق الناضرة وغيرها من المصنفات الفاخرة ، عن جملة من المشايخ العظام منهم العالم الأفخر والمحقق الأكبر الشيخ حسين إبن الشيخ محمد بن جعفر الماحوزي البحراني ، عن شيخه علامة البشر والعقل الحادي عشر العالم الرباني والمحقق الذي ليس له ثاني الشيخ سليمان الماحوزي البحراني عن شيخه الفقيه والحبر النبيه الشيخ سليمان ابن الشيخ علي بن أبي ظبية الشاخوري البحراني ، عن العلامة المحدث النبيه الوحيد الفقيه الشيخ علي بن سليمان القدمي البحراني الملقب بأم الحديث ، عن شيخنا العلامة البهائي رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم وجعل الجنة مثواهم.

ـ ح ـ وعن شيخنا ذي المجد والشرف الشيخ محمد طه نجف عن العالم التقي سلمان زمانه الزاهد العابد الحاج شيخ ملا علي ابن المرحوم الحاج ميرزا خليل الطهراني النجفي قدس الله سره ، عن شيخه العلم الظاهر الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر.

ـ ح ـ وعن شيخنا الفقيه الأمين الازهد الشيخ محمد حسين الكاظمي النجفي والتقي الشيخ لطف الله المازندراني كلاهما عن شيخنا علم الأعلام الإمام المرتضى المحقق المدقق الشيخ مرتضى الأنصاري ( والنسبة للانصاري لكونه من ذرية جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري ) عن شيخه العالم الأمجد الشيخ أحمد النراقي صاحب المستند وغيره ، عن أبيه العالم المحقق الشيخ محمد مهدي النراقي صاحب مشكاة العلوم وتجريد الاصول وجامع السعادات في تهذيب النفس ومكارم الأخلاق ( وهو من ذرية أبي ذرّ الغفاري الصحابي ) عن شيخه المحقق المدقق الشيخ يوسف البحراني رضي الله عنهم.

ـ ح ـ وعن شيخنا العلامة الشيخ سليمان الماحوزي البحراني عن السيد السند السيد هاشم ابن المرحوم السيد سليمان التوبلي الكتكتاني البحراني صاحب

٣٣

البرهان الكبير في التفسير ، ومدينة المعاجز ، ومعالم الزلفى ، وغاية المرام ، وغيرها عن جملة من المشايخ الكرام منهم الفقيه النبيه التقي الشيخ فخر الدين ابن طريح النجفي الرماحي صاحب مجمع البحرين والمنتخب.

ـ ح ـ وعن شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي البحراني عن شيخه طود التحقيق ومركز التدقيق الشيخ احمد ابن الشيخ محمد بن يوسف المقابي المقشاعي البحراني عن أبيه المذكور وعن المولى المجلسي وابيه عن شيخنا البهائي.

ـ ح ـ وعن شيخنا العالم الرباني الشهيد الثاني عن جملة من المشايخ منهم المحقق الشيخ علي الميسي العاملي عن المحقق الثاني شمس الدين الشيخ علي بن عبد العال الكركي العاملي عن المحقق الفقيه العابد الزاهد الشيخ علي بن هلال الجزائري عن العالم العامل شمس الدين الشيخ محمد المعروف بابن المؤذن العاملي عن الشيخ الفاضل ضياء الدين علي عن أبيه وشيخه المحقق الأجل شمس الملة والدين أبي عبد الله الشيخ محمد بن مكي الشهيد الأول صاحب الذكرى واللمعة وقواعد الاصول وغيرها عن جملة من المشايخ العلماء الاعلام منهم السيد المحقق السيد عميد الدين صاحب شرح تهذيب الاصول ومنهم فخر المحققين ابو طالب الشيخ محمد عن ابيه العلامة على الاطلاق شيخ مشايخ الدنيا فضلاً عن العراق آية الله في العالمين جمال الملة والدين الشيخ حسن عن والده المحقق الافخر الشيخ يوسف ابن المطهر الحلي عن المحقق شيخ مشايخ العراق نجم الدين الشيخ جعفر بن سعيد الحلي الهذلي صاحب الشرائع والمعتبر والنافع وغيرها.

ـ ح ـ وعن العلامة عنه وعن السيدين الجليلين النبيلين الأعلمين الأفضلين رضي الدين ذي الكرامات السيد علي صاحب كتاب الاقبال والطرائف والمهج وغيرها ، وأخيه جمال الدين المحقق السيد احمد صاحب المصنفات الكثيرة التي من جملتها بشرى الشيعة في احكام الشريعة ، في مجلدات كثيرة ابني آل أبي طاووس قدس الله ارواحهم ونوّر أشباحهم.

٣٤

ـ ح ـ وعن العلامة الحلي عن المحقق الحكيم المتكلم نصير الملة والدين الخواجه محمد بن محمد بن الحسن الطوسي.

ـ ح ـ وعن العلامة الحلي قدس الله سره عن الفيلسوف الحكيم العالم الرباني الشيخ ميثم ابن الشيخ علي ابن الشيخ ميثم بن المعلا البحراني الماحوزي صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة وكتاب البحر الخضم وقواعد العقائد وغيرها.

ـ ح ـ وعن العلامة الحلي عن الفاضل الفقيه التقي الشيخ حسين ابن المحقق المدقق الشيخ علي بن سليمان الستري البحراني ، وهو والمحقق الشيخ ميثم كلاهما عن أبيه الشيخ علي المذكور عن العلامة محقق الحقائق الشيخ أحمد بن سعادة البحراني الستري ايضاً صاحب كتاب قواعد العقائد في علم الكلام وقد شرحها المحقق والخواجه شرحاً جيداً.

ـ ح ـ وعن المحقق الحلي عن العلامة الفهامة الشيخ بن نما عن الفاضل أبي عبدالله محمد بن ادريس الحلي العجلي صاحب كتاب السرائر.

ـ ح ـ وعن المحقق الحلي عن السيد الجليل السيد فخار الدين عن الفقيه الشيخ شاذان بن جبرائيل القمي عن ابي القاسم الشيخ محمد بن جرير الطبري الامامي عن المفيد الثاني ابي علي الحسن عن والده شيخ الطائفة المحقة وعماد الفرقة الحقة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي صاحب تهذيب الأحكام والاستبصار والمبسوط والنهاية وغيرها عن الشيخ الامام السعيد أبي عبدالله الشيخ محمد بن النعمان المفيد البغدادي عن الامام أبي القاسم الشيخ جعفر بن قولويه صاحب كامل الزيارات وغيره عن الشيخ الامام رئيس المحدثين الفقيه ابي جعفر محمد ابن علي بن موسى بن بابويه القمي عن أبيه الفقيه علي بن بابويه وعن جملة مشايخه المذكورين في مشيخة من لا يحضره الفقيه أعلى الله درجاتهم وضاعف حسناتهم.

٣٥

ـ ح ـ وعن شيخ الطائفة عن سيدنا الامام المرتضى علم الهدى وعن الشيخ المفيد عن علم الاعلام وحجة الاسلام أبي جعفر الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ثقة الاسلام صاحب الكافي الوافي بالأحكام وجميع الطرق التي لأصحابنا ترجع إلى شيخ الطائفة الطوسي وقد ذكرها في الفهرست وغيره وعن شيخنا الشيخ المفيد طاب ثراه عن مشايخه ورجاله الذين ذكرهم ثقة الاسلام في الكافي إلى أن تنتهي أسانيد هؤلاء الثقاة الأعلام عن أئمتنا الطاهرين الكرام المتصلة أخبارهم الى جدهم وسيدهم الرسول المصطفى عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام عن جبرئيل الأمين عن رب العالمين.

ثم ليعلم سيدنا وعمادنا ومولانا وملاذنا ان لهؤلاء المشايخ الكرام المذكورين من المبدأ إلى الختام طرقاً كثيرة وروايات وفيرة لو أردنا استقصاءها لكانت في مجلد ضخم ، وفي هذا كفاية والله ولي التوفيق والهداية. وأحسن ما جمعهم على الترتيب الأنيق والاسلوب الرشيق الشيخ الفاضل صاحب الحدائق في لؤلؤته ، والمحدث الشيخ عبدالله بن صالح السما هيجي البحراني في اجازته الكبرى التي أجازها الفاضل الشيخ ناصر الجارودي القطيفي والفاضل المتتبع ثقة الاسلام الحاج ميرزا حسين النوري في المجلد الثالث من مستدرك الوسائل وغير ذلك جزاهم الله خير الجزاء وحباهم أفضل الحباء ، من أراد ذلك فليرجع إلى ما هنالك.

ولنختم هذه الاجازة الشريفة بحديث متصل الاسناد إلى سادات العباد أئمتنا الأمجاد حتى ينتهي إلى الرسول المصطفى خيرة الملك الجواد وأفضل من برأه الله من جميع الخلق والعباد ، فنقول بالسند المتقدم إلى رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي أعلى الله مقامه في دار المقامة قال حدّثنا محمد بن القاسم الجرجاني قال حدثنا محمد بن يوسف بن زياد وعلي بن

٣٦

محمد بن سنان عن ابويهما عن مولانا وسيدنا أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه أمير المؤمنين عليهم الصلاة والسلام قال قال رسول الله (ص) لبعض أصحابه ذات يوم يا عبد الله : أحبب في الله وأبغض في الله ووالِ في الله وعادِ في الله فانه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا على علاء الدنيا عليها يتواددون وعليها يتباغضون وذلك لا يغنى عنهم عن الله شيئاً ، قال الرجل يا رسول الله كيف لي أن أعلم أني واليت في الله وعاديت في الله ، ومَن وليّ الله حتى أواليه ، ومن عدوّه حتى أعاديه. فأشار رسول الله (ص) الى علي عليه‌السلام ، وقال : أترى هذا ، قال بلى ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وليّ هذا وليّ الله وعدوّ هذا عدوّ الله ، فوالِ وليّ هذا ولو أنه قاتل أبيك ، وعادِ عدوّ هذا ولو أنه أبوك وولدك. انتهى كلامه عليه وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه.

فليرو سيدنا ومولانا أدام الله ظلاله وأصلح أحواله وأزاد في الصالحات والطاعات اقباله وكثر في الفرقة الناجية أمثاله لمن شاء وأحب محتاطاً في ذلك سلك الله به وبنا وباخواننا المؤمنين أحسن المسالك وجنبنا جميعاً جميع المهالك انه وليّ ذلك سائلاً من ذاته السليمة وأخلاقه التي هي على نهج الهداية مستقيمة أن يمدّنا بصالح الدعوات ولا سيما في مظان الاجابات.

وكتب العبد الجاني علي بن حسن بن علي بن سليمان البلادي البحراني عفى الله عن ذنوبهم أجمعين وأعطاهم خير الدنيا والدين بحق محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم كل آن وحين والحمد لله رب العالمين. باليوم ١٨ من شهر

٣٧

جمادي الثانية من السنة ١٣٢٧ السابعة والعشرين بعد الثلثمائة والألف هجرية على مُهاجرها وآله آلاف الصلوات والتحية.

الختم

ظن علي بربه حسن

وترجم له صديقنا المعاصر الشيخ علي المرهون في ( شعراء القطيف ) وذكر له من المراثي للامام الحسين عليه‌السلام قصيدته التي يقول في أولها :

يا لخطب زلزل السبع الشدادا

ولقد أوهى من الدين العمادا

ورمى الاسلام سهماً صائباً

فأصاب القلب منه والفؤادا

واخرى مطلعها :

هلّ المحرم فاخلع حُلّة الطرب

والبس به حلل الارزاء والكرب

واحرم وطف كعبة الأحزان منتحراً

هدي السرور مدى الاباد والحقب

٣٨

الشيخ عبدالله باش أعيان

المتوفى ١٣٤٠

الشيخ عبدالله ضياء الدين باش أعيان العباسي ، قال مشطراً البيتين الشهيرين وهما من نظم عثمان الهيتي المترجم في الأجزاء السابقة من هذه الموسوعة :

رميت الخيزرانة من يميني

ولو كانت من الدنيا حطامي

سأتركها ولا أصبو اليها

وأكره أن أُشاهدها أمامي

ولستُ بحامل ما عشتُ عوداً

مدى الأيام أو يأتي حمامي

أأحمل في يدي عوداً غشوماً

بها قرعوا ثنايا ابن الامامِ

* * *

الشيخ عبدالله ضياء الدين باش أعيان : هو ابن الشيخ عبد الواحد باش أعيان البصرة ترجم له الأديب المعاصر حسون كاظم البصري في مؤلفه المسمى ( ذكرى الشيخ صالح باش اعيان العباسي ) فقال : كان سماحته مثال المروءة ودماثة الخلق وكرم النفس واليد ، يتفقد الصغير والكبير والغني والفقير ، درس على علماء زمانه مثل الشيخ أحمد نور الدين الأنصاري والشيخ عبد

٣٩

الوهاب الأنصاري والشيخ اسماعيل الكردي والشيخ أحمد الكوهجي والشيخ احمد الحلبي وأجازه أحد العلماء الألوسيين فأصبح عالماً فاضلاً وأديباً وشاعراً ونال رتبة من الحكومة العثمانية ، هي رتبة ( بلاد خمس ) وتعيّن في مناصب منها :

١ ـ عضواً في محكمة التمييز بالبصرة سنة ١٢٩٢ ه‍.

٢ ـ عضواً في المحاكم العدلية سنة ١٢٩٧ ه‍.

٣ ـ وكيلاً لرئاسة محكمة الجزاء الشرعية والحقوق ومدعي عموم البصرة وعضواً في مجلس المعارف والأوقاف ، وعضواً في مجلس إدارة الولاية مدة خمس سنوات.

وكان كثير القراءة والتتبع ، فترى معظم كتب الاسرة تحمل تعليقات وهوامش بخطه ، وألّف بضعة رسائل منها :

١ ـ رسالة عن تراجم أعيان البصرة ، محفوظة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد.

٢ ـ رسالة صغيرة عنوانها ( الفتوحات الكوازية في السياحة إلى الأراضي الحجازية ) وقد طبعت.

٣ ـ بحوث ورسائل في مختلف العلوم.

وأنجب من الاولاد : (١) الشيخ عبد الواحد (٢) الشيخ صالح الذي طبعت له ذكرى بقلم حسون كاظم البصري (٣) الشيخ محمد أمين عالي وتوفي سنة ١٣٤٠ ه‍.

وهذا ثاني أنجاله وهو الشيخ صالح باش أعيان الذي لمع نجمه واشتهر فضله ، وذاع صيته واستوزر اكثر من مرة وتنقل في المناصب العالية. وكان مولده عام ١٢٩١ ه‍. ووفاته سنة ١٩٤٦ م. ١٣٦٥ ه‍. وكان من نظمه في مدح الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام :

٤٠