موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

باقر شريف القرشي

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

باقر شريف القرشي


المحقق: مهدي باقر القرشي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية
الطبعة: ٢
ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: ٢٧٧

سورة الفرقان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة مكّية ، عدد آياتها سبع وسبعون آية

( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) (٢٤)

استشهد الإمام عليه‌السلام بهذه الآية في حديثه عن وضع المؤمن في قبره ، قال :

« ثمّ يفسحان ـ يعني الملكين ـ في قبره مدّ بصره ، ثمّ يفتحان له بابا إلى الجنّة ، ويقولان له : نم قرير العين نوم الشّابّ النّاعم فإنّ الله يقول : ( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) » (١).

( وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً ) (٣٨)

ذكر الإمام عليه‌السلام في حديث له قصة أصحاب الرّس ، وملخصه :

أنّهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبرة يقال لها : شاه درخت ، كان يافث بن نوح غرسها بعد الطوفان على شفير عين يقال لها : روشن آب ، وكان لهم اثنتا عشرة

__________________

(١) الميزان ١٢ : ٢٠٧.

١٤١

قرية معمورة على شاطئ نهر.

وقد غرسوا في كلّ قرية منها شجرة من الصنوبرة ، وأجروا عليها نهرا من عين ، وحرّموا شرب مائها على أنفسهم وأنعامهم ، ومن شرب من مائها قتلوه ، ويقولون : إنّه ـ أي الماء ـ حياة الآلهة فلا ينبغي لأحد أن ينقص حياتها ، وقد جعلوا في كلّ شهر من السنة يوما في كلّ قرية عيدا يخرجون فيه إلى الشجرة فيسجدون لها ، ويذبحون لها الذبائح ثمّ يحرقونها ، ويبكون ويتضرّعون عندها ، والشيطان يكلّمهم وكان هذا دأبهم.

ولمّا طال منهم الكفر وعبادة الشجر بعث الله إليهم رسولا من بني إسرائيل فدعاهم إلى عبادة الله تعالى ، فلم يؤمنوا ، فدعا الله على الشجرة فيبست ، فلمّا رأوا ذلك جزعوا ، وقالوا : إنّ هذا الرّجل ـ يعني النبيّ ـ سحر آلهتنا ، وقال آخرون : إنّ آلهتنا غضبت علينا من هذا الرجل الذي يدعونا إلى الكفر بها ، فاجتمعت آراؤهم على قتله فحفروا بئرا وألقوه فيه ، وشدّوا رأس البئر حتى مات ، فأنزل الله عليهم عذابه ، وأهلكهم عن آخرهم (١).

( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) (٥٤)

قال ابن سيرين : نزلت الآية في النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام زوج فاطمة فهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسبا وصهرا (٢).

__________________

(١) الميزان ١٥ : ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، نقلا عن عيون أخبار الرّضا عليه‌السلام.

(٢) مجمع البيان ٧ : ٢٧٣.

١٤٢

سورة الشّعراء

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكيّة ، عدد آياتها مائتان وسبع وعشرون آية

( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (٢١٤)

نزلت هذه الآية على الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بداية الدعوة الاسلامية بإبلاغ اسرته بالدعوة إلى الإسلام ، فدعا الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام أمير المؤمنين ، وأمره أن يدعو الاسر القرشية إلى وليمة أقامها لهم ، ليبلّغهم رسالة ربّه ، فدعاهم فما استجابوا له ، فطلب منهم أن يستجيب له واحد منهم ليتّخذه وزيرا وخليفة ، فما أجابه أحد سوى أمير المؤمنين عليه‌السلام فأقامه خليفة ووزيرا له ، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في بعض أجزاء هذه الموسوعة.

١٤٣

سورة القصص

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها ثمان وثمانون آية

( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (٥)

استشهد الإمام عليه‌السلام بالآية في هذا الحديث ، قال عليه‌السلام :

« لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها عطف الضّروس على ولدها » ، وتلا الآية.

ويشير الإمام في حديثه إلى حكومة المصلح الأعظم الإمام المهدي عليه‌السلام الذي يقيم اعوجاج الدين ويصلح ما فسد من امور الدنيا.

وفي الدرّ المنثور : أنّ الإمام عليه‌السلام فسّر المستضعفين بيوسف وولده.

( وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) (٧٧)

١٤٤

أثر عن الإمام عليه‌السلام أنّه فسّر قوله تعالى : ( وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا ... ) ، « أي لا تنس صحّتك وقوّتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة » (١).

( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٨٣)

كان الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في أيام خلافته يمشي في الأسواق وهو يرشد الضالّ ، ويعين الضعيف ، ويمرّ بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ، ويقرأ :

( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ) ، ويقول : « نزلت هذه الآية في أهل العدل والمواضع من الصّلاة وأهل القدرة من سائر النّاس » (٢).

( وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (٨٨)

قال عليه‌السلام في تفسير هذه الآية : « المراد كلّ شيء هالك إلاّ دينه ؛ لأنّ من المحال أن يهلك منه كلّ شيء ويبقى الوجه ، هو أجلّ وأعظم من ذلك ، وإنّما يهلك ما ليس منه ألا ترى أنّه قال : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) (٣) » (٤).

__________________

(١) الميزان ١٦ : ٨٥.

(٢) الميزان ١٦ : ٨٥.

(٣) الرحمن : ٢٦ و ٢٧.

(٤) الميزان ١٦ : ٩٥.

١٤٥

سورة العنكبوت

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها تسع وستون آية

( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (٢)

انبرى رجل إلى الإمام عليه‌السلام ، فقال له : هل سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الفتنة؟

فقال عليه‌السلام : « لمّا أنزل الله سبحانه : ( الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين أظهرنا. فقلت :

يا رسول الله ما هذه الفتنة الّتي أخبرك الله بها؟ فقال : « يا عليّ ، إنّ أمّتي سيفتنون من بعدي » (١).

( مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٥)

قال عليه‌السلام في تفسير هذه الآية : « من كان يؤمن بأنّه مبعوث فإنّ وعد الله لآت من الثّواب والعقاب ، فاللّقاء هاهنا ليس بالرؤية ، واللّقاء هو البعث » (٢).

__________________

(١) نهج البلاغة : ٢٢٠.

(٢) الميزان ١٦ : ١٢٠.

١٤٦

سورة الرّوم

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها ستون آية

( وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ) (٣٩)

قال الإمام عليه‌السلام في بيان هذه الآية :

« فرض الله تعالى الصّلاة تنزيها عن الكبر ، والزّكاة تسبيبا للرزق ، والصّيام ابتلاء لإخلاص الخلق ، وصلة الأرحام منماة للعدد » (١).

__________________

(١) مجمع البيان ٨ : ٤٧٩.

١٤٧

سورة لقمان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها أربع وثلاثون آية

( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (٣٤)

إنّ هذه الامور الخمسة : علم الساعة ، ونزول الغيث ، والعلم بما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وجهل الإنسان بما يكسبه في غده ، وخفاء موته عليه كلّ هذه الامور قد خفيت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما يقول الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام (١).

__________________

(١) الدرّ المنثور ٥ : ١٦٩.

١٤٨

سورة السّجدة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة مكّية ، عدد آياتها ثلاثون آية

( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) (١٨)

نزلت هذه الآية في الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، فقد تشاجر مع الإمام ، وافتخر عليه قائلا : أنا والله أبسط منك لسانا ، وأحدّ منك سنانا ، وأمثل منك جثوا في الكتيبة.

فقال له الإمام :

« اسكت إنّما أنت فاسق » ، فأنزل الله تعالى : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) (١).

__________________

(١) تفسير القمّي ٢ : ١٧٠.

١٤٩

سورة الأحزاب

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مدنيّة ، عدد آياتها ثلاث وسبعون آية

( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً ) (٦)

روى بريدة قال : غزوت مع عليّ اليمن فرأيت منه جفوة ، فلمّا قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكرت عليّا فانتقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تغيّر ، وقال :

« يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ».

قلت : بلى يا رسول الله. قال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » (١).

إن ولاية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المؤمنين ولاية ذاتية ، وهذه الولاية قد شاركه فيها وصيّه وباب مدينة علمه.

__________________

(١) الدرّ المنثور ٥ : ١٨٢.

١٥٠

( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٣٣)

نزلت الآية الكريمة ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) في حق الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وزوجته سيّدة نساء العالمين وولديه الإمامين الحسن والحسين عليهم‌السلام ، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في بعض أجزاء هذه الموسوعة.

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً ) (٤١)

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام :

« من ذكر الله في السّرّ فقد ذكر الله كثيرا. إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السّرّ ، فقال الله عزّ وجلّ : ( ... يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً ) (١) » (٢).

( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٥٦)

قال الإمام عليه‌السلام :

« صلّوا على محمّد وآل محمّد ، فإنّ الله تعالى يقبل دعاءكم عند ذكر محمّد ، ودعاءكم ( له ) وحفظكم إيّاه إذا قرأتم : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ) ، فصلّوا

__________________

(١) النساء : ١٤٢.

(٢) الميزان ٦ : ٣٣١.

١٥١

عليه في الصّلاة كنتم أو في غيرها » (١).

( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (٧٢)

قال الإمام عليه‌السلام في أهمّية الأمانة ، وعظيم شأنها :

« ثمّ أداء الأمانة ، فقد خاب من ليس من أهلها ، إنّها عرضت على السّماوات المبنيّة ، والأرضين المدحوّة ، والجبال ذات الطّول المنصوبة ، فلا أطول ولا أعرض ، ولا أعلى ولا أعظم منها. ولو امتنع شيء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن ؛ ولكن أشفقن من العقوبة ، وعقلن ما جهل من هو أضعف منهنّ ، وهو الإنسان ( إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) » (٢).

__________________

(١) الخصال ٢ : ٦١٣.

(٢) نهج البلاغة : ٣١٨.

١٥٢

سورة سبأ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها أربع وخمسون آية

( وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) (٣٧)

فسّر الإمام عليه‌السلام ( جزاء الضعف ) في الآية بقوله :

« حتّى إذا كان يوم القيامة حسب لهم ، ثمّ أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عزّ وجلّ : ( جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً ) (١) ، وقال : ( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) » (٢).

( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ

__________________

(١) النبأ : ٣٦.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٦.

١٥٣

مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (٣٩)

قال الإمام عليه‌السلام :

« سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّ لكلّ يوم نحسا فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصّدقة ، ثمّ قال : اقرءوا مواضع الخلف فإنّي سمعت الله يقول : ( ... وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ... ) إذا لم تنفقوا كيف يخلف؟ » (١).

__________________

(١) الدرّ المنثور ٥ : ٢٣٩.

١٥٤

سورة فاطر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها خمس وأربعون آية

( الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (١).

تحدّث الإمام عليه‌السلام عن خلق الملائكة بقوله : « وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك فليس فيهم فترة ، ولا عندهم غفلة ، ولا فيهم معصية ، هم أعلم خلقك بك ، وأخوف خلقك منك ، وأقرب خلقك منك ، وأعملهم بطاعتك ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، لم يسكنوا الأصلاب ، ولم تضمّهم الأرحام ، ولم تخلقهم من ماء مهين ، أنشأتهم إنشاء فأسكنتهم سماواتك ، وأكرمتهم بجوارك ، وائتمنتهم على وحيك ، وجنّبتهم الآفات ، ووقيتهم البليّات ، وطهّرتهم من الذّنوب ، ولو لا قوّتك لم يقووا ، ولو لا تثبيتك لم يثبتوا ، ولو لا رحمتك لم يطيعوا ، ولو لا أنت لم يكونوا. أما إنّهم على مكانتهم منك ،

١٥٥

وطاعتهم إيّاك ، ومنزلتهم عندك ، وقلّة غفلتهم عن أمرك ، لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا أعمالهم ، ولأزروا على أنفسهم ، ولعلموا أنّهم لم يعبدوك حقّ عبادتك سبحانك خالقا ومعبودا ، ما أحسن بلاءك عند خلقك » (١).

__________________

(١) الميزان ١٧ : ٨.

١٥٦

سورة يس

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية

( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) (١٢)

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقّ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إنّه الإمام الّذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء » (١).

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « أنا والله الإمام المبين ، أبين الحقّ من الباطل ، ورثته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (٢).

( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (٦٥)

__________________

(١) الميزان ١٧ : ٧٠ ، نقلا عن معاني الأخبار.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٢١٢.

١٥٧

وتحدّثت الآية عن أهوال يوم القيامة ، ووصفها الإمام عليه‌السلام بقوله :

« فيختم الله تبارك وتعالى عن أفواههم ، ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود فتشهد بكلّ معصية كانت منهم ثمّ يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم لم شهدتم علينا ... » (١).

( لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ ) (٧٠)

قال عليه‌السلام : « المراد بالحيّ هو العاقل » (٢).

( إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (٨٢)

قال عليه‌السلام : « لمّا أراد ـ يعني الله تعالى ـ كونه ـ أي كون شيء ـ : « كن فيكون » ، لا بصوت يقرع ، ولا بنداء يسمع ؛ وإنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثّله ، لم يكن من قبل ذلك كائنا ، ولو كان قديما لكان إلها ثانيا » (٣).

__________________

(١) نهج البلاغة : ٢٧٤.

(٢) مجمع البيان ٨ : ٦٧٥.

(٣) نهج البلاغة : ٢٧٤.

١٥٨

سورة الصّافّات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة مكّية ، عدد آياتها مائة واثنتان وثمانون آية

( إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ ) (٦)

قال عليه‌السلام :

« إنّ هذه النّجوم الّتي في السّماء مدائن مثل المدائن الّتي في الأرض » (١).

( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (٢٤)

روى أبو سعيد الخدري في تفسير هذه الآية : أنّ العباد يسألون عن ولاية الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

وفي الخصال عن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال :

« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن

__________________

(١) تفسير القمي ٢ : ٢١٨.

(٢) مجمع البيان ٨ : ٦٨٩.

١٥٩

عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت ».

( وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) (٩٩)

عرض الإمام عليه‌السلام إلى تفسير هذه الآية في حديثه التالي :

سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات ، قال عليه‌السلام :

« قد أعلمتك أنّ ربّ شيء من كتاب الله عزّ وجلّ تأويله على غير تنزيله ، ولا يشبه كلام البشر ، وسأنبّئك بطرف منه فتكتفي إن شاء الله. من ذلك قول إبراهيم عليه‌السلام : ( ... وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) ، فذهابه إلى ربّه ، توجّهه إليه عبادة واجتهادا وقربة إلى الله عزّ وجلّ ، ألا ترى أنّ تأويله غير تنزيله؟ » (١).

( سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ ) (١٣٠)

قال الإمام عليه‌السلام : « ياسين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونحن آل ياسين » (٢).

__________________

(١) التوحيد : ٢٦٦.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٢٢٦.

١٦٠