أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٧

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٧

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٨

الشيخ موسى الكاظمي الأسدي

القرن الثالث عشر

الشيخ موسى بن جعفر بن محمود الكاظمي الاسدي من شعراء أهل البيت عليهم‌السلام وشعره ذكره ولده الشيخ محمد علي في كتابه ( حزن المؤمنين في مصائب آل ياسين ) طبع بمبى ، ألفه للسلطان أمجد علي شاه ، وفرغ من تأليفه سنة ١٢٥٥ هـ ومما أورده من شعر أبيه قصيدة أولها :

مصابي بآل الله باق الى الحشر

وحزني عليهم مستمر مدى العمر

وتزداد أشجاني بهم متذكرا

مصاب فتى أودت به أسهم الكفر

لقد جرعته بالطفوف أمية

كؤس المنايا من صوارمها البتر

ولم ترع يالله حرمة احمد

ولا حرمة الكرار والبضعة الطهر

ومنها :

وزينب تبكي ثم تندب جدها

وأدمعها كالسيل من عينها تجري

أيقتل ظلما غوثنا وملاذنا

ويترك شلوا بالعراء بلا قبر

وقال في مطلع قصيدة أخرى في رثاء أبي الفضل العباس حامل راية الحسين (ع) :

على العباس يا عين اسعديني

عزيز السبط مقطوع اليمين

٣٠١

السيد حسين بن الشمس

القرن الثالث عشر

السيد حسين بن الشمس الحسيني :

عالم فاضل وصفه الميرزا حسين النوري صاحب مستدركات الوسائل فيما علقه بخطه على هامش رجال أبي علي : بالسيد الحسيب النسيب ذي المجدين وقال : ان له ارجوزة في سني وفاة النبي (ص) والائمة عليهم‌السلام وتاريخ ولادتهم وبيان موضع قبورهم أولها :

قال أبو هاشم في بيانه

ولفظه يخبر عن جنانه

الحمد لله على الايمان

بالمصطفى والآل والقرآن

لقد حداني من له أطيع

لنظم تاريخ له أذيع

فهاك تاريخ النبي المصطفى

وآله المطهرين الخلفا

فمولد النبي عام الفيل

بمكة والحرم الجليل

ومولد الوصي أيضا في الحرم

بكعبة الله العلي ذي الكرم (١)

__________________

١ ـ أعيان الشيعة للسيد محسن الامين.

٣٠٢

عبد الله القطيفي

القرن الثالث عشر

العالم الكامل الشيخ عبدالله بن احمد بن عبدالله بن عمران قال الشيخ فرج القطيفي في كتابه ( تحفة أهل الايمان في تراجم آل عمران ) : كان من شعراء أهل البيت عليهم‌السلام وقفت له على قصيدة مقصورة في رثاء الحسين عليه‌السلام ، ذهب أكثرها ولا بأس بذكر الموجود منها ، قال قدس‌سره :

بين روض مونق أنفاسه

يشبه المسك أريجا وشذى

كم سحبت الذيل فيها مارحا

راتعا بين غزال ومهى

لم أخف واش ولا هجرا ولا

أرقب البدر ولا نجم السهى

لا ولا أجزع للركب اذا

قوض الرحل ولا خل ناي

غير أني بت كالملسوع من

وقعة الطف وما فيها جرى

وأذبت القلب هما وأسى

وأسلت الدمع حزنا عندما

لا نسيت السبط اذ حفت به

زمر الاعدا وأولاد الخنا

بعد أن قد كانبوه ونحا

نحوهم يوضح طرقا للهدى

أقول وذكره البحاثة الشيخ آغا بزرك الطهراني في ( الكرام البررة ) في القرن الثالث بعد العشرة.

٣٠٣

الشيخ حسين القطيفي

القرن الثالث عشر

الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عمران القطيفي ذكره البلادي البحراني في ( أنوار البدرين ) فقال : العالم الكامل الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عمران القطيفي كان من الفضلاء وله حواش كثيرة على جملة من الكتب ولم أقف له على مصنف.

وكان من شعراء أهل البيت عليهم‌السلام ، وجدت بخطه له قصائد في رثاء الحسين عليه‌السلام ، وكان خطه في غاية الجودة والملاحة ، ولا أدري عمن يروي من المشايح والله العالم. انتهى

أقول هناك عشرات من الشعراء أشتهروا بالنظم وخصوصا في الامام الحسين عليه‌السلام ولكني لم أعتر على شعرهم بعد ، كما أن لدي وفي مخطوطاتي نضائد من الشعر في الموضوع نفسه لم أعثر على قائليه أو تاريخ حياتهم وعصورهم وما زلت في جد وبحث.

وقل من جد في أمر يحاوله

ـ واستعمل الصبر ـ الا فاز بالظفر

٣٠٤

المستدركات

٣٠٥
٣٠٦

ابو طالب الجعفري

القرن الثالث الهجري

لي نفس تحب في الله والله حسينا ولا تحب يزيدا

يابن أكالة الكبود لقد أنضجت من لابسي الكساء الكبودا

أي هول ركبت عذبك الرحمن في ناره عذابا شديدا

لهف نفسي على يزيد وأتباع يزيد ضلوا ضلالا بعيدا

يا أبا عبد الله يا بن رسول الله يا أكرم البرية عودا

ليتني كنت يوم كنت فأمسي منك في كربلا قتيلا شهيدا (١)

* * *

أبو طالب الجعفري محمد بن عبدالله بن الحسين بن عبدالله ابن اسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب. قال المرزباني في معجم الشعراء ص ٣٨٢ : شاعر مقل ، سكن الكوفة فلما جرى بين الطالبيين والعباسيين بالكوفة ما جرى وطلب الطالبيون قال أبو طالب :

بني عمنا لا تذمرونا سفاهة

فينهض في عصيانكم من تأخرا

وان ترفعوا عنايد الظلم تجتنوا

لطاعتكم منا نصيبا موقرا

وان تركبونا بالمذلة تبعثوا

ليوثا ترى ورد المنية أعذرا

وله :

قد ساسنا الاهل عسفا

وسامنا الدهر خسفا

__________________

١ ـ الاقتباس من القرآن الكريم لابي منصور الثعالبي ص ٨٥ و ( امالي ابن الشجري ) ص ١٨٦.

٣٠٧

وصار عدل أناس

جورا علينا وحيفا

والله لولا انتظاري

برءا لدائي أشفى

ورقبتى وعد وقت

تكون بالنجح أوفى

لسقت جيشا اليهم

ألفا وألفا وألفا

حتى تدور عليهم

رحى البلية عطفا

ورأيت في معجم شعراء الطالبيين مخطوط العلامة المعاصر السيد مهدي الخرسان : أبو طالب الجعفري : جده الحسين أخذه بكار الزبيري بالمدينة ايام ولايته عليها فضربه بالسوط ضربا مبرحا فمات. وأبوه عبدالله امتنع من لبس السواد وخرقه لما طولب بلبسه فحبس بسر من رأى حتى مات في الحبس ، وذلك في ايام المعتصم. وكان شاعرا ويلقب هو أبوه الحسين بـ كلب الجنة كما كان حفيده أبو العوام أحمد يلقب بذلك. وكان أخو المترجم له اسماعيل بن عبدالله ممن قتل بطبرستان فيمن قتل من وجوه الطالبيين.

أقول ومما رأيته في كتاب الاقتباس هذه الابيات في رثاء الامام الحسين (ع) بقوله ، وقال بعضهم :

أيا قتيلا عليك

كان النبي المعزى

قد أقرح الحزن قلبي

كأن في القلب وخزا

اذا ذكرت حسينا

ورأسه يوم حزا

الى اللعين يزيد

سارت به البرد جمزا (١)

فظل ينكث منه

ثغرا وينهز نهزا

فسوف يصلى سعيرا

به يدور ويخزى

__________________

١ ـ البرد : جمع بريد وسمي البغل يريدا والرسول الذي يركبه بريدا والجمز : ضرب من السير أشد من العنق.

٣٠٨

ابن المستوفي الأربلي

المتوفى ٦٣٧

المبارك بن احمد مستوفى اربل قال من جملة قصيدة يرثي بها الامام الحسين بن علي عليهما‌السلام ، كما في ( تمام المتون في شرح رسالة ابن زيدون ) للصفدي :

أتجحد قتله وتراه اثما

وقد أقبلته بالطف شمرا

وتقرع بالقضيب ثنيتيه

أراك أتيتها نكراء بكرا

* * *

شرف الدين بن المستوفي. أبو البركات المبارك بن أبي الفتح احمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب اللخمي ، الملقب شرف الدين ، المعروف بابن المستوفي الاربلي.

قال ابن خلكان في ( الوفيات ) كان رئيسا جليل القدر كثير التواضع واسع الكرم ، لم يصل الى اربل أحد من الفضلاء الا وبادر الى زيارته وحمل اليه ما يليق بحاله ، وخصوصا أرباب الادب وكان جم الفضائل عارفا بعدة فنون ، منها الحديث وعلومه وأسماء رجاله وجميع ما يتعلق به ، كان اماما فيه. وكان ماهرا في فنون الادب من النحو واللغة والعروض والقوافي وعلم البيان وأشعار العرب وأخبارها وأيامها ووقائعها وأمثالها. وكان بارعا في علم الديوان وحسابه وضبط قوانينه على الاوضاع

٣٠٩

المعتبرة عندهم.

وجمع لاربل تاريخا في أربع مجلدات ، وله كتاب ( النظام في شرح شعر المتنبي وأبي تمام ) في عشر مجلدات ، وله كتاب ( سر الصنعة ) وغير ذلك.

وله ديوان شعر أجاد فيه ، فمن شعره :

رعى الله ليلات تقضت بقربكم

قصارا وحياها الحيا وسقاها

فما قلت ايه بعدها لمسامر

من الناس الا قال قلبي آها

قال ابن خلكان في الوفيات : وكنت خرجت من اربل في سنة ست وعشرين وستمائة وشرف الدين مستوفي الديوان ، والاستيفاء في تلك البلاد منزلة عليه ، وهو تلو الوزارة ، ثم بعد ذلك تولى الوزارة في سنة تسع وعشرين وستمائة ، وشكرت سيرته فيها ولم يزل عليها الى أن مات مظفر الدين في التاريخ المذكور في ترجمته.

واخذ الامام المستنصر اربل في منتصف شوال من السنة المذكورة فبطل شرف الدين وقعد في بيته ، والناس يلازمون خدمته على ما بلغني ، ومكث كذلك الى أن أخذ التتر مدينة اربل في سابع عشر شوال سنة أربع وثلاثين وستمائة وجرى عليها وعلى أهلها ما قد اشتهر فكان شرف الدين في جملة من اعتصم بالقلعة وسلم منهم ، ولما انتزح التتر عن القلعة انتقل الى الموصل وأقام بها في حرمة وافرة وله راتب يصل اليه وكان عنده من الكتب النفيسة شيء كثير. ولم يزل على ذلك حتى توفي بالموصل يوم الاحد لخمس خلون من المحرم سنة سبع وثلاثين وستمائة ودفن بالمقبرة السابلة خارج باب الجصاصة. ومولده في النصف

٣١٠

من شوال سنة اربع وستين وخمسمائة بقلعة اربل. وهو من بيت كبير كان فيه جماعة من الرؤساء الادباء ، ولما مات شرف الدين رثاه صاحبنا يوسف بن النفيس الاربلي :

أبا البركات لو درت المنايا

بأنك فرد عصرك لم تصبكا

كفى الاسلام رزأ فقد شخص

عليه بأعين الثقلين يبكى

انتهى باختصار ، وترجم له السيوطي في ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ) والزركلي في الاعلام.

٣١١

الشيخ حسن النح

الشيخ حسن النح ، شاعر قطيفي من علماء القرن الثامن الهجري

ويعرف بابن النح رأيت له شعرا كثيرا في رثاء الامام الحسين عليه‌السلام كما رأيت له في المخطوطات القديمة شعرا جيدا في مدح النبي الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وهذه احدى قصائده انتسختها من مخطوطة قديمة قال كاتبها : ومما قاله الاديب العالم الشيخ حسن بن علي النح عليه الرحمة :

أوميض برق في الدجا يتوقد

أم ضوء فرقك قد بدا أم فرقد

وضبا تجرد من جفونك أم ضبا

يرمقن أم بيض حسان خرد

ومعاطف عطفت دلالا أم قنا

تهتز عجبا أم غصون تأود

يا من به يحيى غرامي خالد

وعليه جعفر مدمعي لا يحمد

نعمان خدك مالك لقلوبنا

فعساك تصبح شافعي يا احمد

لي في هواك حديث وجد لم يزل

متواتر لقديم وجدك مسند

ومن العجائب أن دمعي لم يزل

يجري وقلبي ناره لا تخمد

عجبي لفاتر طرفه في فتكه

يستل أبيض وهو لحظ أسود

لا شيء أمضى من مضاربه سوى

سيف الوصي الطهر حين يجرد

الفارس البطل الهمام الاروع

المقدام ولليث الهزبر الامجد

الحاكم العدل الرضي العالم

العلم الولي الزاهد المتعبد

الماجد الندب الشجاع المجتبى

الصادق المتصدق المتهجد

٣١٢

خلق أرق من النسيم وعزمة

عند اللقا منها يذوب الجلمد

هو أشرف الثقلين في حسب وفي

الهيجاء منصور اللواء مؤيد

بمهند ماض الغرار كغزمه

في غير هامات العدى لا يغمد

حتى غدا نون الوقاية ساقطا

عنهم بفعل من علاه يؤكد

يا من له الشرف الذي لا ينتهي

معناه والفخر الذي لا ينفد

حسدوك لما أن علوت عليهم

قدرا ومن رام المعالي يحسد

مولاي لو شهادت ما فعل العدا

يوم الطفوف وأي ظلم جددوا

فعلوا بمولاي الحسين ورهطه

فعلا تكاد لها الجبال تأود

والارض تخسف خشية مما جرى

منهم وتضطرب السماء وترعد

والقصيدة تتكون من ١٠٣ بيت قال في آخر بيت منها :

مولاي نجل النح يرجو منكم

حسن الجزاء وغيركم لا يقصد

وللشيخ حسن النح في مدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

بمنعرج الجرعاء عن أيمن الهضب

مطالع أقمار بزغن على قضب

بها السفح من وادي العقيق جأذر

نثرن دموع العين كاللؤلؤ الرطب

وبين ثغور المنحنى دون بارق

بروق ثغور حسنها للورى يسبى

أسرن فؤادي حين أطلقن أدمعي

فقلبي ودمعي بين صب ومنصب

ربارب لكن الاسود عرينها

وغاباتها سود المحاجر والهدب

أرقن دمي عمدا وأنكرن ماجرى

وأصدق شيء في الهوى شاهد الحب

بحك قف ان شمت عن أيمن الحمى

سنا بارق قد لاح من ذلك الشعب

وسلعا اذا ما جئت سل عن حبائبي

وان ملت من عجبي الى نحوهم عج بي

لعل اذا مر معتل نشرها

يصح به جسمي وحيى به قلبي

منازل عرب خيموا حين يمموا

بقلبي لا بين الاكلة والحجب

هم الطيبون الطاهرون ومن هم

اذا جار صرف الدهر دون الورى حسبي

٣١٣

هم الحامدون الشاكرون لذي العلى

هم الصادقون الصابرون لدى الكرب

محمد المختار من سائر الورى

أبوهم وحسن الفرع عن أصله ينبي

نبي سمى كل النبيين رفعة

وقد سار حتى صار في حضرة الرب

دنى فتدلى قاب قوسين عندما

رقى وحباه الله بالانس والقرب

وخاطبه الرحمن من فوق عرشه

خطاب محب هام وجدا الى حب

تقدم كل الانبياء بأسرها

وصلى اماما بالملائكة النجب

فيا رتبة لو رام أن يلمس السها

بها لم يكن ما رام بالموقف الصعب

من العرب كل أعجموا عند وصفه

لذلك يدعى سيد العجم والعرب

كريم يد لو قيس بالبحر جوده

لزاد على جدواه بالمورد العذب

ولو يحكه قطر الغمام لما غدت

فجاج الثرى تبغي الامان من الجدب

محا رسم أهل الشرك قاطع عضبه

بحد الى ايجابه نسبة السلب

٣١٤

ناصر بن أحمد المتوج

القرن التاسع الهجري

لقد مرت ترجمة والده الشيخ احمد في الجزء الرابع من هذه الموسوعة وفاتنا أن نتبعها بترجمة الولد وهو الشيخ ناصر فهو الجدير بأن يذكر ، يقول صاحب أنوار البدرين : كان نادرة عصره ونسيج وحده وقبره بجنب قبر أبيه وقد زرتهما مرارا ومشهدهما من المشاهد المتبرك به ، انتهى كلام شيخنا الرباني الشيخ سليمان الماحوزي البحراني.

وقد ذكر هذا الشيخ الجليل كل من تأخر عنه كالمحدثين البحرانيين والحر في الامل وخريت هذه الصناعة الملا عبدالله أفندي في ( رياض العلماء ) والسيد المعاصر في ( روضاته ) والفاضل المعاصر في آخر المستدرك وأثنوا عليه بكل جميل ، وذكره تلميذه الفاضل السبعي الاحسائي شارح قواعد العلامة بما لا مزيد عليه وذكر ان له شروحا على مشكلات القواعد وله ايضا من المصنفات تفسير الكتاب المجيد وله رسالة الناسخ والمنسوخ وله أشعار كثيرة منها نظم مقتل الحسين (ع) رأيناه ومراثي كثيرة وله مدح حسن في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ومن تلامذته الشيخان الجليلان : الشيخ احمد بن فهد الحلي والشيخ احمد بن فهد المضري الاحسائي ولكل منها شرح على الارشاد فهو من غرائب الاتفاقات.

٣١٥

الشيخ ابراهيم الجيلاني

توفي سنة ١١١٩

الشيخ ابراهيم بن عبدالله الزاهدي الجيلاني :

بلاهيجان. ذكره ابن أخيه الشيخ محمد علي الحزين ابن الشيخ أبي طالب بن عبدالله في تذكرته فقال ما تعريبه : المحقق الحقاني الشيخ ابراهيم بن الشيخ عبدالله الزاهدي الجيلاني عم هذا الفقير مظهر شوارق الانوار والمؤيد بتأييدات الملك الجبار ، جامع العلوم الدينية والمعارف اليقينية وحاوى الكمالات الصورية والمعنوية ، قرأ على والده متوطن بلدة لاهيجان ومرجع أفاضل كيلان ، وصل صيت فضائله ومناقبه بالاعالي والاداني ، حسن التقرير والتحرير وفي الشعر والانشاء وكشف اللغز والمعنى بغير نظير ، يكتب انواع الخطوط الجيدة ، له مصنفات :

١ ـ حاشية على المختلف اسمها رافعة الخلاف.

٢ ـ حاشية على الكشاف اسمها كاشفة الغواشي ، وصل في الى سورة الاحقاف.

٣ ـ رسالة في توضيح كتاب اقليدس.

٤ ـ القصائد الغراء في مدح أهل العباء.

ولما وصل خبر وفاته الى أصفهان رثاه ابن أخيه المذكور بأبيات فارسية. انتهى عن أعيان الشيعة ج ٥ / ٣٢٤.

٣١٦

ابن كنبار

المتوفى ١١٣١

محمد بن يوسف بن علي بن كنبار البلادي البحراني : هو تلميذ الشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي كذا ذكره صاحب ( الذريعة ) ج ٩ / ٩٩٠ وفي ص ٢٨ ما نصه : الشيخ محمد بن يوسف بن علي بن كنبار الصيمري النعيمي البلادي الشهيد بيد الخوارج سنة ١١٣١ هـ كما في ( الفيض القدسي ) أو سنة ١١٣٠ كما في اللؤلؤة ، وهو من تلاميذ الشيخ محمد بن ماجد البحراني والسيد المحدث الجزائري ، ويروي عنه الشيخ عبدالله السماهيجي كما في اجازته. له ديوان شعر في المراثي كما ذكره في أنوار البدرين وغيره ، وله مقتل الحسين وشعر بليغ نفيس. توفي في بلدة ( القطيف ) فانه بعد أن كان فيها مضى الى البحرين وهي في أيدي الخوارج فاتفق وقوع فتنة بين الخوارج وعسكر العجم ، وقتل جميع العجم وجرح هذا الشيخ جروحا خطيرة ونقل الى القطيف فبقي أياما قليلة وتوفي ودفن في مقبرة ( الحباكة ) (١).

__________________

١ ـ ( الذريعة الى تصانيف الشيعة ) للشيخ الطهراني.

٣١٧

السيد هاشم الصياح الستري

قم جدد الحزن في العشرين من صفر

ففيه ردت رؤوس الآل للحفر

يا زائري بقعة أطفالهم ذبحت

فيها خذوا تربها كحلا الى البصر

والهفتا لبنات الطهر يوم رنت

الى مصارع قتلاهن والحفر

رمين بالنفس من فوق النياق على

تلك القبور بصوت هائل ذعر

فتلك تدعو حسينا وهي لاطمة

منها الخدود ودمع العين كالمطر

وتلك تصرخ واجداه وا أبتا

وتلك تصرخ وايتماه في الصغر

يا راجعين السبايا قاصدين الى

أرض المدينة ذاك المربع الخضر

خذوا لكم من دم الاحباب تحفتكم

وخاطبوا الجد هذي تحفة السفر

جاء في أنوار البدرين : من علماء البحرين السيد النجيب الاديب السيد هاشم المعروف بـ ( الصياح ) الستري البحراني ، كان رحمه‌الله شاعرا له يد طولى في علم التجويد ولهذا يلقب بالقاري ، سمعت من شيخنا الثقة العلامة المرحوم الشيخ احمد ابن المقدس الشيخ صالح أن له كتابا في القراءة سماه ( هداية القاري الى كلام الباري ).

وله القصيدة الغراء التي أولها :

قم جدد الحزن في العشرين من صفر

ففيه ردت رؤوس الآل للحفر

وهي مشهورة ، وعندنا كتاب ( مقنعة الشيخ المفيد ) رحمه‌الله نسخة قديمة جدا عليها تملكه ، وأنهى نسبه فيها للامام موسى بن جعفر (ع) ولم أقف له على ترجمة تغمده الله بالرضوان والرحمة.

٣١٨

تصويب

جاء في ص ١٦٧ عند ترجمة الشيخ حمادي الكواز بيتان هما :

ليهن محاني مشهد الشمس انه

ثوى بدر أنسي عندها بثرى القبر

وكان قديما مشهد الشمس وحدها

فعاد حديثا مشهد الشمس والبدر

نسبناهما له سهوا والصحيح أنهما لأخيه الشيخ صالح الكواز المترجم ص ٢١٣ قالهما في رثاء ولد له صغير دفن في مقبرة ( مشهد الشمس ) بالحلة.

٣١٩

الى الادباء والباحثين

ضاق نطاق هذا الكتاب عن استيعاب شعراء المائة الثالثة بعد الالف فانتقلنا بالبقية الباقية الى الجزء الثامن ، وودعنا القرن الثالث عشر على كره منا ، فالنفس غير راضية بهذا الانتقال ولا مطمئنة لهذا الانفصال ، اذ هي ما زالت تتحسس أو تكاد تلمس أشباحا ممن تبتغي العثور عليهم وحتى نالها التعب في التقصي على آثارهم ، وعدت عليها بالتسلية فان المفقود متى عثر عليه يرجع به الى عصره ومصره. وان الانسان يجب أن يعمل مدى الحياة ما دامت الحياة وقد قيل : فتش تجد.

٣٢٠