جواهر البلاغة

السيّد أحمد الهاشمي

جواهر البلاغة

المؤلف:

السيّد أحمد الهاشمي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مديرية العامة للحوزة العلمية في قم
المطبعة: الظهور
الطبعة: ٥
ISBN: 964-6918-33-6
الصفحات: ٣٥٤

(٢٠) والتَّنبيه على ضلال الطّريق ، كقوله تعالى : (فأين تذهبون) والتَّكثير كقول أبي العَلاء المعرِّي :

(٢١) والتكثير ، كقول أبي العلاء المعرِّي :

صاح ، هذه قبورُنا تملأ الرحبَ

فأين القبور من عَهد عَاد؟؟

واعلم أن كل ما وضع من الأخبار في صورة الاستفهام في الأمثلة السابقة والآتية تجددت له مزية بلاغية ، زادت المعنى روعة وجمالا.

إذا عرفت هذا ، فاعرف أيضاً أنّه يستعمل كل من الأمر ، والنهي ، والاستفهام في أغراض أخرى ، يُرجع في إدراكها إلى الذوق الأدبي ، ولا يكون استعمالها في غير ما وضعت له ، إلا لطريفة أدبية ، تجعل لهذا الاستعمال مزية ، يترقى بها الكلام في درجات البلاغة؟؟

تمرين

ما هي المعاني التي استعمل فيها الاستفهام في الأمثلة الآتية :

(١) (قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور).

(٢) (هل مِن خالقٍ غيرُ الله يرزُقكُم).

(٣) (أفبالباطِل يؤمنون ، وبنعمة االله عهم يكفرون).

(٤) (ألا تُقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم ، وهموا بإخراج الرسول ، وهَم بدءوكم أوَّل مرةٍ ، أتخشونَهُم فالله أحقُّ أن تَخشوه إن كنتم مؤمنين).

(٥) (أفتطمعُون أن يُؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ مِنهم يسمعون كلام الله ، ثم يحرفونهُ مِن بعد ما عقلوهُ وهُم يَعلمُون).

(٦) (أفَغَير دين الله يبغونَ ولَه أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكَرهاً وَإليه يُرجعونَ).

(٧) (إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتَهم أم لم تُنذرهم لا يؤمنون).

(٨) (افَأصفاكُم ربكم بالبنين ، واتخذ من الملائكة إناثاً إنكم لتقولُون قولا عظيماً).

٨١

(٩) (وماذا عليهم لو آمنوا بِاللهِ واليومِ الآخر ، وأنفقوا ممَّا رزقهُمُ اللهُ ، وكان اللهُ بهم عليماً).

(١٠) (مَن ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعِفه له وله أجرٌ كريمٌ).

(١١) أفمن يمشي مكبا على وَجههِ أهدى ، أم من يمشي سويَّا على صراط مستقيم).

(١٢) (ألم يجدك يتيما فآوى ، وَوَجَدكَ ضَالاً فهَدى ، وَوَجَدَكَ عائلا فأغنى).

تمرين

وضِّح الأغراض التي خرج إليها ، الأمر ، والنهي ، والاستفهام في الأمثلة الآتية :

(١) قال ابو الطيب يعاتب رجلاً ظن أنه هجاه ، وكان غيره هو الذي هجاه :

أتنكرُ يابن إسحقٍ إخائي

وتحسبُ ماء غيري من إنائي

أأنطقُ فيك هُجراً بعد علمي

بانك خيرُ من تحت السماء

وهبني قلت هذا الصبحُ ليلٌ

أيعمى العالمون عن الضياء

(٢) وقال يخاطب سيف الدولة :

أجزنى إذا أنشدتُ شعراُ فإنما

بشعري أتاكَ المادحون مُردَّدا

وَدَع كلَّ صوتٍ غير صوتي فإنني

أنا الصائح المحكيُّ والآخر الصَّدَى

(٣) وقال :

عش عزيزاً أو مُت وأنت كريم

بشعري أتاكَ المادحون مُردَّدا

واطلب العزّ في لظىً وذر الذ

لَّ ولو كان في جنان الخلود

(٤) وقال :

لمَن تطلُب الدنيا إذا لم ترد بها

سرورَ محبٍ أو إساءة مجرم

(٥) وقال أبو فراس :

بمن يثقُ الانسانُ فيما ينوبهُ

ومن أين للحُر الكريمِ صحاب

وقد صار هذا الناسُ إلا أقَلَّهُم

ذئاباً على أجسادهن ثياب

٨٢

(٦) وقال أبو العتاهية في عبد الله بن معن بن زائدة :

فَصُغ ما كنتَ حَلَّيتَ

به سيفك خَلخَالاَ

وما تَصنَعُ بالسيف

إذا لم تكُ قتّالا

(٧) ولابن رشيق :

أيها الليل طل بغير جُناح

ليس للعين راحةٌ في الصَّباح

كيف لا أبغضُ الصباح وفيه

بان عنّى نورُ الوجوه الملاحِ

(٨) وقال كثير :

أسيئى بنا أو أحسنى لا مَلُومةً

لَدَينا وَلا مَقليةً إن تقلَّتِ

فلا يبعدن وصلٌ لعزة أصبحت

بعاقبة اسبابُهُ قد توَلَّتِ

(٩) وقال البحتري :

اسلم أبا الصقر للمعروف تصنعهُ

والمجدِ تبنيه في ذُهل بن شيبان

(١٠) وقال الفرزدق :

أترجو ربيعٌ أن يجيء صغارُها

بخيرٍ وقد أعيا ربيعاً كبارُها

(١١) وقال جرير :

قل للجبان إذا تأخّر سرجُهُ

هل أنت من شرك المنية ناجي

(١٢) وقال المعرَّي :

إفهَم عن الأيام فهي نواطقٌ

ما زال يَضربُ صَرفُها الأمثالا

لم يمضِ في دنياك أمر مُعجبٌ

إلاَّ أرتكَ لما مضى تمثالا

(١٣) وقال :

ما افتخارُ الفتى بثوب جديد

وهو من تحته بعرضٍ لبيس

والفتى ليس باللحين وبالتبر

ولكن بعزةٍ في النفوسِ

٨٣

المبحث الرابع

في التمني

التمني هو طلب الشيء المحبوب الذي لا يُرجى ، ولا يتوقَّع حصوله.

(١) إما لكونه مستحيلا كقوله :

ألا ليتَ الشبّابَ يعودُ يوما

فأخبَره بما فعلَ المشيبُ

(٢) وإمّا لكونه ممكناً غير مطموعٍ في نيله كقوله تعالى : (ياليت لنا مثل ما أوتي قارون). وإذا كان الأمرُ المحبوبُ ممّا يرجى حصوله كان طلبه ترجياً وبعبر فيه بعسى ، ولعل كقوله تعالى : (لعل الله يُحدثُ بعدَ ذلك أمراً) و (عسى الله أن يأتي بالفتح).

وقد تستعل في الترجي ليت لغرض بلاغي (١).

وللتمني أربع أدوات واحدةٌ أصلية وهي ليتَ.

وثلاث عيرُ اصلية نائبة عنها ، ويتمنى بها لغرض بلاغي : وهي :

(١) هل (٢) كقوله تعالى : (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا) (٣).

(٢) ولو (٤) ، كقوله تعالى : (فلو أن لنا كرةً فنكون من المؤمنين).

__________________

(١) الغرض هو إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد نيله نحو :

فا ليت ما بيني وبين أحبتي

من البعد ما بيني وبين المصائب

وقد تستعمل أيضاً للتندم نحو (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا).

(٢) اعلم أن سبب العدول عن ليت إلى «هل» إبراز المتمنى لكمال العناية به في صورة الممكن الذي لا يجزم بانتفائه ، وهو المستفهم عنه.

(٣) لما كان عدم الشفاء معلوما لهم امتنع حقيقة الاستفهام ، وتولد منه التمني المناسب للمقام.

(٤) وسبب العدول إلى «لو» الدلالة على عزة متمناه وندرته ، حيث أبرزه في صورة الذي لا يوجد ، لأن «لو» تدل بأصل وضعها على امتناع الجواب لامتناع الشرط.

٨٤

(٣) ولعلَّ (١) ، كقوله :

اسربَ القَطا هل من يعير جناحهُ؟

لعلّي إلى من قد هويت أطيرُ

ولأجل استعمال هذه الأدوات في التمنّي ينُصبُ المضارع الواقع في جوابها.

تمرين

بين المعاني المستفادة من صيغ التمنَّي فيما يأتي :

قال تعالى : (فهل إلى خروجِ من سبيل).

علَّ الليالي التي أضننت بفرقتنا جسمي ستحمى يوماً وتَجمعه

لو ياتينا فيُحدِّثنا لعِّلي احجُّ فأزورك ، ياليتني اتخذتُ مع الرسول سبيلا ، هل إلى مرَدٍ من سبيل ، يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون لعلّي ابلغُ الأسباب ، لو تتلوا الآيات فتشقَّ سمعي.

كل من في الكون يشكوُ دهرهُ

ليتَ شعري هذه الدنيا لِمَن؟؟

فليت الليلَ فيه كان شهراً

ومرَّ نهارهُ مرَّ السحاب

فليت هوى الأحبة كان عدلا

فحمل كل قلبٍ ما أطاقا

عل الليالي التي اضنت بفرقتنا

جسمي ستجمعني يوماً وتجمعه

__________________

(١) وذلك لبعد المرجو ، فكأنه مما لا يرجى حصوله ، واعلم أن «هلا ، والا ولوما ، ولولا» ماخوذة من هل ولو» بزيادة (ما) و (لا) عليهما ، واصل «ألا هلا» قلبت الهاء همزة ليتعين معنى التمني ، ويزول احتمال الاستفهام والشرط ، فيتولد من التمني معنى التنديم في الماضي نحو : هلا قمت ، ومعنى التحضيض في المستقبل نحو هلا تقف.

ولا يتمنى : بهل ، ولو ، ولعل : إلا في المقطوع بعدم وقوعه لئلا تحمل على معانيها الأصلية.

٨٥

المبحث الخامس

في النداء

النِّداء : هو طلبُ المتكَلم إقبال المخاطب عليه بحرف نائب مناب أنادي المنقول من الخبر إلى الانشاء وأدواته ثمان :

الهمزة ، وايّ ، ويا ، وآي ، وأيَا وَهيا ، ووا (١).

وهي في كيفية الاستعمال نوعان.

(١) الهمزة وأيّ : لنداء القريب.

(٢) وباقي الأدوات لنداء البعيد.

وقد يُنزلُ البعيد منزلة القريب ، فينادي بالهمزة وايّ ، إشارةً إلى أنه لشدة استحضاره في ذهن المتكلّم صار كالحاضر معه ، لا يغيب عن القلب ، وكأنه ماثلٌ أمامَ العين ـ كقول الشاعر :

أسُكانَ نعمانِ الأراكِ تيقَّنوا

بأنكُم في ربع قلبي سُكانُ

وقد يُنزل القريب منزلة البعيد ، فينادَى بغير الهمزة ، واي.

أ ـ إشارة إلى عُلُوّ مرتبته ، فيجعلُ بعدُ المنزلة كأنه بُعد في المكان كقوله «أيا مولاي» وانت معه للدلالةِ على ان المُنادي عظيمُ القدر ، رفيعُ الشأن.

ب ـ أو إشارة إلى انحطاط منزلته ودرجته كقولك اياهذا لمن هو معك.

ج ـ أو إشارة إلى انّ السامعَ لغفلته وشُرود ذهنه كأنّه غير حاضر كقولك للساهي : أيا فلانُ وكقول البارودي :

__________________

(١) اعلم أن لفظ الجلالة يختص نداؤه ، (بيا).

٨٦

يأيُّها السادر المزور من صلفٍ

مَهلاً ، فإِنك بالأيّام مُنخَدع (١)

وقد تخرج ألفاظ النّداء عن معناه الأصلي إلى معان أخرى ، تفهم من السِّياق بمعونة القرائن ومن أهمّ ذلك :

(١) الإغراء نحو قولك لمن أقبل يتظَّلم : يا مظلومُ.

(٢) والاستغاثة ، نحو ، يالله للمؤمنين.

(٣) والندبة ، نحو قول الشاعر :

فواعجباً كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ

وَوَا أسفاً كم يظهر النقص فاضل

(٤) والتّعجب ، كقول الشاعر :

يا لك من قُبُّرة بمعمرِ

خلاَ لكِ الجوُّ فبيضى واصفرى

(٥) والزجر ، كقول الشاعر :

أفؤادي متى المتابُ ألَّما

تصحُ والشَيبُ فوق راسي المَّا

(٦) والتحسُّر والتَّوجُّع كقوله تعالى : (يا ليتني كنتُ تراباً).

وكقول الشاعر :

أيا قبرَ مَعن كيف واريت جودَهُ

وقد كانَ منه البرُّ وَالبحر مُترعاً

(٧) والتَّذكر كقوله :

أيا منزلي سلمى سلامٌ عليكما

هل الأزمٌن اللاتي مضينَ رواجع

(٨) والتحيرُّ والتضجُّر نحو قول الشاعر :

ايا مَنازلَ سلمى أين سلماك

من أجل هذا بكيناهاَ بكيناك

ويكثر هذا في نداء الأطلال والمطايا : ونحوها.

__________________

(١) السادر الذاهب عن الشيء ترفعا عنه ، والذي لا يبلالي ولا يهتم بما صنع. المزور : المنحرف ، والصلف الكبر.

٨٧

والاختصاص (١) ؛ هو ذكر اسم ظاهر بعد ضمير لأجل بيانه. نحو قوله تعالى : (رحمةُ الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميدٌ مجيد) ونحو : نحن العلماءَ ورثة الأنبياء.

أ ـ إمَّا للتَّفاخر نحو : أنا أكرمُ الضيف أيها الرجل.

ب ـ وإما للتَّواضُع نحو : أنا الفقيرُ المسكين ُ أيّها الرجل. ونحو : اللهم اغفر لنا أيَّتها العصابَة (٢).

تمرين

بين المعاني الحقيقيَّة المستفادة من صيغ النداء والمعاني المجازية المستفادة من القرائن :

صاح شمّر ولا تزَل ذاكرَ المو

ت فنسيانُهُ ضلالٌ مُبين

يا لقومي ويا لأمثال قومي

لأُناسٍ عُتوُّهم في ازدياد

يا للرِّجال ذوي الألباب من نفرٍ

لا يبرحُ السّفهُ المردي لهم دينا

ايها القلبُ قد قضَيتَ مَرَاماً

فإلامَ الوَلُوع بالشهَواتِ

أيا شجر الخابور مَالَك مُورقاً

كأنكَ لم تجزَع على ابنِ طَريفٍ

__________________

(١) بيان ذلك ان النداء تخصيص المنادي بطلب إقباله عليك فجرد عن طلب الاقبال ، واستعمل في تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه منها.

(٢) أي : اللهم اغفر لنا مخصوصين من بين العصائب ، فصورته صورة النداء وليس به إذا لم يرد به إلا ما دل عليه ضمير المتكلم السابق ، ولذا لا يجوز إظهار حرف النداء فيه.

٨٨

يا أيها الظالم في فعله

الظلم مَردُودٌ على من ظَلم

أريحانة العينين والأنف والحشا

ألاليت شعري هل تغيرت من بعدي

يا ناقُ سيرى عنقاً فسيحاً

إلى سليمان فنستريحا

حجبوه عن الرّياح لأني

قلتُ يا ريحُ بلِّغيه السلاما

يا ليتني كنتُ صبيَّا مُرضعا

تحملني الذَّلفاء حولاَ أكتعا

يا ليلة لستُ أنسى طيبها أبداً

كأنَّ كلّ سرور حاضرٌ فيها

يا ليلة كالمسك مَخبرُها

وكذاك في التشبيه منظرها

أحييتها والبدرُ يخدُمني

والشمس أنهاها وآمُرها

يا من تذكَرني شمائله

ريح الشِّمال تنفَّست سحرا

وإذا امتطى قلمٌ أناملَه

سحر العقول به وما سحرا

يا قلب ويحك ما سمعت لنا صحِ

لمّا ارتميتَ ولا اتقيت ملاما

يا أعدل الناس إلا في معاملتي

فيك الخصام وانت الخَصم والحكم

يارحمةَ الله حلّى في منازلنا

وجَاورِيناا فدتك النفس من جار

٨٩

تنبيهات

الأول : يُوضع الخبرُ موضعَ الإنشاء لأغراضٍ كثيرة ، أهمها :

(١) التفاؤل نحو هداك الله لصالح الأعمال : كأنَّ الهدايةَ حصلت بالفعل فاخبرَ عنها ونحو : وفقك الله.

(٢) والاحتراز عن صورة الأمر تأدّباً واحتراماً ، نحو : رحم الله فلانا ونحو : ينظر مولايَ في أمري ويقضي حاجتي.

(٣) والتنبيه على تيسير المطلوبِ لقوة الأسباب كقول الأمير لجنده «تأخذون بنواصيهم وتنزلونهم من صيَاصيهم».

(٤) والمبالغة في الطلب للتنبيه على سرعة الامتثال. نحو (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم) لم يقل لا تسفكوا ، قصداً للمُبالغة في النَّهي ، حتى كأنهم نهو فامتثلوا ثم أخبر عنهم بالامتثال.

(٥) إظهار الرَّغبة : نحو قولك في غائب : رَزَقني الله لقاءهُ.

الثاني : يُوضع الانشاء موضع الخبر لأغراض كثيرة.

أ ـ منها : إظهار العناية بالشيء : والاهتمام بشأنه كقوله تعالى : (قل أمر ربي بالقسط واقيموا وجُوهكم عند كل مسجد).

لم يقل : وإقامة وجوهكم ، إشعاراً بالعناية بأمر الصلاة ، لعظيم خَطرها ، وجليل قدرها في الدين.

ب ـ ومنها : التحاشي والاحتراز عن مُساواة الَّلاحق بالسّابق. كقوله تعالى : (قال إني أشهدُ اللهَ ، واشهدوا أنى بريء ممَّا تُشرِكونَ من دونه) لم يقُل وأُشهدكم تَحاشياً وفراراً مِن مُساواة شهادتهم بشهادة الله تعالى.

الثالث : الانشاء كالخبر في كثيرٍ ممّا ذكر فيه ، ومما سُيذكر في الأبواب التالية من الذكر والحذف وغيرهما.

٩٠

الرابع : يُستعمل كل من الأمر والنهي والاستفهام في أغراض أخر يرجع في إدراكها إلى الذوق الأدبي ، ولا يكون استعمالٌها في غير ما وُضعت له إلا لطريقة أدبية تجعل لهذا الاستعمال مزية يترقى بها الكلام في درجات البلاغة ، كما سبق القول.

تطبيق

بين المعاني المستفادة من النِّداء ، وسبب استعمال أداةٍ دون غيرها فيما يلي :

(١) أيا مَنازلَ سامي أين سلماك

مِن أجل هذا بكيناها بكيناك (١)

(٢) صادحَ الشرق قد سكتَّ طويلا

وعزيزٌ علينا ألاّ تقولا (٢)

(٣) أيا قبر معنٍ كيف واريت جوده

وقد كان منه البرُ والبحر مُترعا (٣)

(٤) يا دُرةً نزعت من تاج والدها

فأصبحت حليةً في تارج رضوان

(٥) فيا لائمي دعني أغالي بقيمتي

فقيمةُ كلّ الناسِ ماَ يحسنونه

__________________

(١) يريد لعدم وجود سلمى بكيناها وبكينا المنازل ـ فواو العطف محذوفة.

(٢) صدح الرجل رفع صوته بالغناء.

(٣) المترع أي المملوء.

٩١

تطبيق آخر

وصح الاعتبار الدَّاعي لوضع كل من الخبر والانشاء موضع الآخر.

(١) قال تعالى (وقضى ربُّك ان لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً).

(٢) وقال تعال : (ومن دخلهُ كانَ آمنا).

(٣) أتاني أبيت اللَّعن أنك لمُتنِي

وتِلك التي أهتمُّ منها وأنصَبُ

(٤) إذاً فَعاقبى رَّبي مُعاقبة

قرَّت بها عينُ مَن يأتيك بالحسد

تدريب

بيِّن فيما يلي الغرضَ من وضع الإنشاء موضعَ الخبر وبالعكس.

(١) كل خليلِ كنتُ خاللتُه

لا ترك اللهُ له واضحَه

(٢) قال الله تعالى : (وقالَ اركبوا فيها بسمِ الله مجريها).

__________________

الرقم

نوع الكلام

البيان

الاعتبار

١

الانشاء

إذا التقدير أحسنوا بالوالدين والمقام للأخبار

الاهتمام وإظهار العناية

٢

الخبر

إذ المعنى ليأمن من دخله

إظهار الحرص على وقوعه

٣

الخبر

المقام للإنشاء إذ الغرض الدعاء له

التفاؤل بالدعاء

٤

الخبر

المقام للطلب

لأظهار الحرص على قوعه

(١) أبيت اللعن كانت تحية الملوك ، ومعناها أبيت أن تفعل شيئاً تلعن به ، اهتم أي أصير ذا هم ، أنصب أي أتعب.

٩٢

(٣) تقول لصديقك ، رزقني الله لقاءك.

(٤) ولأئمة لامتك يا فضل في النَّدى

فقلت لها هل أثَّر اللَّومُ في البحر

أتنهَينَ فضلاَ عن عطاياه للورى

ومَن ذا الذي يَنهىَ الغَمام عن القَطر

تمرين

عين الجمل الخرية والإنشائية فيما يأتي : قال الله تعالى :

(١) (آمنَ الرسولُ بما أنزلَ إليه من ربِّهِ ، والمؤمنون كلّ آمنَ بالله وملائكته وكُتبه ورسُلُه).

(٢) (يَمحقُ اللهُ الرِّبا وَيُربي الصدَّقات ، والله لا يحبُّ كل كفَّار أثيم).

(٣) (يأيها الذين آمنوا ، أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم).

(٤) قال الرسول صلى اللهُ عليه وسلم استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فانَّ كل ذي نعمة محسودٌ.

(٦) وقال أبو العلاء المعري :

لا تحلفنَّ على صدق ولا كذب

فما يفيدكَ إلا المأثم الحلف

(٧) وقال :

لا تفرحن بما بلغتَ من العلا

وإذا سبقت فعن قليل تُسبق

وَليحذر الدَّعوى اللبيبُ فإنها

للفضل مهلكة وخطبٌ مُوبقُ

(٨) وقال أبو العتاهية :

بكيتُ على الشباب بدمع عيني

فلم يُغن البكاءُ ولا النحيبُ

ألا ليتَ الشبابَ يَعُودُ يوماً

فأخبرهُ بما فعلَ المَشيب

٩٣

تطبيق عام على الباب الثاني

انا الذائد الحامي الذمار وإنما

يدافع عن أحسابهم انا أو مثلي

الجملة الأولى : خبرية اسمية من الضرب الابتدائي ، والمراد بها الفخر وإظهار الشجاعة المسند إليه أنا ، والمسند الذائد ، والجملة الثانية خبرية فعلية من الضرب الثالث لما فيها من التوكيد بإنما ، والمراد بها الفخر وإظهار الشجاعة أيضا ، المسند يدافع والمسند إليه أنا.

(وما ربك بظلام للعبيد) جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث والمراد بها التوبيخ المسند إليه رب ، والمسند ظلام.

أنت خرجت عن حدك : جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث ، والمراد بها التوبيخ المسند إليه أنت ، والمسند جملة خرجت.

(رب إن قومي كذبون) : جملة رب انشائية ندائية ، والمراد بها الدعاء ، المسند والمسند إليه محذوفان نابت عنهما ياء النداء المحذوفة ـ وجملة إن قومي كذبون ، خبرية اسمية من الضرب الثالث ، والمراد إظهار التحسر ، المسند إليه قومي ، والمسند جملة كذبون.

زارنا الغيث : جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي ، والمراد بها إظهار الفرح ، المسند إليه : الغيث ، والمسند : زار ، واتى بها فعلية لافادة الحدوث في الزمن الماضي مع الاختصار.

ذهب عنا الحزن : جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي ، والمراد بها إظهار الشماتة بمدبر المسند ذهب والمسند إليه الحزن ، واتى بها فعلية لافادة الحدوث في الزمن الماضي مع الاختصار.

٩٤

قابلت الأمير : جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي ، والمرادبها إظهار السرور ، المسند قابل ، والمسند إليه التاء.

أنا ممتثل لأمرك : جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي والمراد بها إظهار التواضع المسند إليه أنا ، والمسند ممتثل ، واتى بها اسمية مجرد ثبوت المسند للمسند إليه (إن الله لا يظلم الناس شيئاً) جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث ، والمراد بها التوبيخ للناس ، والمسند إليه لفظ الجلالة ، والمسند جملة لا يظلم.

وأتى : بالمسند جملة لتقوية الحكم بتكرار الاسناد ، والجملة الاسمية مفيدة للاستمرار الآن بقرينة الاسناد إلى الله تعالى.

ما جاءنا من أحد : جملة خبرية فعلية من الضرب الثالث والمراد بها فائدة الخبر ، المسند جاء ، والمسند إليه أحد ، وأتى بها فعلية لما تقدم.

أنت نجحت : جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث لما فيها من تقوية الحكم بتكرار الإسناد والمراد بها لازم الفائدة ، المسند إليه أنت والمسند جملة نجحت.

حضر الأمير : جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي ، والمراد بها أصل الفائدة ، المسند إليه الأمير.

سيحرم المقصر : خبرية فعلية من الضرب الابتدائي ، والمراد بها الذم ، المسند سيحرم ، والمسند إليه المقصر ، وهي تفيد الاستمرار التجددي بقرينة الذم.

ما برح المقصر نادما : جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي والمراد بها الذم ، المسند إليه المقصر ، والمسند نادما ، وهي مفيدة للاستمرار بقرينة ما برح.

كلما جئتني أكرمتك : جملة أكرمتك خبرية فعلية من الضرب الابتدائي ، وهي الجملة ، وما قبلها قيد لها ، لأن الشرطية لا تعتبر إلا بجوابها ، المسند أكرم ، والمسند إليه التاء ، وهي مفيدة للاستمرار التجددي : بقرينة كلما.

ما مجتهد صاحباك : جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي ، ولا يقال اسمية لأن الاسم

٩٥

حل محل الفعل ، ولذلك رفع ما بعده على أنه فاعله ، والمراد بها الاستمرار بقرينة الذم ، والمسند مجتهد ، والمسند إليه صاحباك ، وقس عليها. نحو ما مبغوض أنت ، وما حسن فعل أعدائك ، وأقائم أخواك ، وهل منصف أصحابك.

كلما ذاكر المجتهد استفاد جملة استفاد : فعلية خبرية من الضرب الابتدائي المسند.

الشمس طالعة : تقولها للعاثر جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي.

المسند إليه الشمس ، والمسند طالعة ، والمراد بها التوبيخ.

الكريم محبوب : جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي ، المسند إليه الكريم والمسند محبوب ، والمراد بها الاستمرار بقرينة المدح.

من يسافر؟ جملة انشائية استفهامية ، المسند إليه من والمسند جملة يسافر التفتوا جملة انشائية أمرية ، المسند التفت ، والمسند إليه الواو.

لا تتركوا المذاكرة : جملة انشائية نهيية المسند تترك ، والمسند إليه الواو.

ليت البخيل يجود : جملة إنشائية تمنية إسمية ، المسند إليه البخيل والمسند جملة يجود.

هل فهمتم؟ جملة إنشائية استفهامية ، المسند فهم ، والمسند إليه التاء.

يا تلاميذ : جملة انشائية ندائية ، المسند والمسند إليه محذوفان تقديرهما : ادعو نابت عنها يا.

(قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء) ، الهمزة الداخلة على لفظ أغير ليست للاستفهام الحقيقي ، بل هي للانكار الذي لم يقع على أنه يبغي رباً ، ولكنه وقع على أن يكون المبغى ربا غير الله.

٩٦

الباب الثالث

في أحوال المسند إليه

المسند إليه : هو المبتدأ الذي له خبر ، والفاعل ، ونائبه ، وأسماؤه وأحواله هي النواسخ.

الذكر ، والحذف ، والتّعريف ، والتّنكير ، والتَّقديم ، والتأخير وغيرها ، وفي هذا الباب عدة مباحث.

المبحث الأول في ذكر المُسند اليه

كل لفظٍ يدلّ على مَعنى في الكلام خَليقٌ طبعاً بالذكر ، لتأدية المعنى المُراد به ، فلهذا يُذكر المسندُ إليه وجوبا حيث إنَّ ذكرهُ هو الأصل ولا مقتضى للحذف ، لعدم قرينة تدلّ عليه عند حذفه وإلا كان الكلام مُعمًّى مبهماً ، لا يستبينَ المرادُ منه.

وقد يترجح الذكر وجود قرينة تمكن من الحذف ، حين لا يكون منه مانع ، فمن مُرجحّات الذكر (١).

__________________

(١) بيان ذلك أنه إذا لم يوجد في الكلام قرينة تدل على ما يراد حذفه ، أو وجدت قرينة ضعيفة غير مصحوبة بغرض آخر يدعو إلى الحذف ، فلابد من الذكر جريا على الأصل ، وقد تدعو الظروف والمناسبات إلى ترجيح (الذكر) مع وجود قرينة تمكن من (الحذف) وذلك لأغراض مختلفة ، ترجع إلى اساليب البلغاء ، فتجدهم قد ذكروا أحيانا ما يجوز أن يستغنى عنه ، وحذفوا مالا يوجد مانع من ذكره ، فرجحوا الذكر أحيانا ، والحذف أحيانا ، لأسباب بلاغية اقتضت ذلك.

٩٧

(١) زيادةُ التقرير والايضاح للسامع كقوله تعالى : (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) (١) وكقول الشاعر :

هو الشمس في العليا هو الدهر في السطا

هو البدرُ في النادي هو البحر في الندى

(٢) قلة الثقة بالقرينة : لضعفها أو ضعف فهم السامع نحو سعدٌ نعم الزعيم : تقول ذلك إذا سبق لك ذكر سعد ، وطال عهد السامع به ، أو ذُكر معه كلام في شأن غيره.

(٣) الرَّد على المُخاطب : نحو : الله واحدٌ ، ردا على من قال : الله ثالث ثلاثة.

(٤) التَّلذذُ نحو : الله ربي ، الله حسبي.

(٥) التعريضُ بغباوة السامع : نحو سعيدٌ قال كذا ، في جواب : ماذا قال سعيد؟

(٦) التسجيل على السامع ، (٢) حتّى لا يتأتى له الإنكار كما إذا قال الحاكم لشاهد هل اقرّ زيد هذا بأنّ عليه كذا؟ فيقول الشاهد نعم زيد هذا أقر بأنّ عليه كذا (٣).

(٧) التعجب : إذا كان الحكم غريباً ، نحو : عليٌّ يقاوم الأسد في جواب من قال : هل عليٌ يقاوم الأسد؟

(٨) التعظيم : نحو حضر سيفُ الدّولة ، في جواب من قال : هل حضر الأمير؟

(٩) الإهانة : نحو السَّارق قادم ، في جواب من قال : هل حضر السَّارق؟

__________________

(١) الشاهد في (أولئك هم المفلحون) حيث كرر اسم الاشارة المسند إليه التقرير والايضاح تنبيها على أنهم كما ثبتت لهم الأثرة والميزة بالهدى فهي ثابتة لهم بالفلاح أيضا.

(٢) أي كتابة الحكم عليه بين يدي الحاكم.

(٣) فيذكر المسند إليه لئلا يجد المشهود عليه سبيلا للانكار بأن يقول للحاكم عند التسجيل ، انما فهم الشاهد أنك أشرت إلى غيري فأجاب : ولذلك لم أنكر ولم أطلب الاعذار فيه.

٩٨

المبحث الثاني

في حذف المُسند اليه

الحذف خلاف الأصل وهو قسمان :

أ ـ قسمٌ يظهر فيه المحذوف عند الإعراب : كقولهم أهلا وسهلا فإن نصبهما يدل على ناصب محذوف يُقدر بنحو : جئت أهلا ونزلت مكاناً سهلاً وليس هذا القسم من البلاغة في شيء.

ب ـ وقسم لا يظهر فيه المحذوف عند الاعراب ، وإنما تعلم مكانه إذا أنت تصفحت المعنى ، ووجدتَه لا يتم إلا بمراعاته ، نحو يعطي ويمنع أي ، يُعطى من يشاء ، ويمنع من يشاء ولكن لا سبيل إلى إظهار ذلك المحذوف ، ولو أنت أظهرته زالت البهجة ، وضاع ذلك الرَّونق (١).

ومن دواعي الحذف : إذا دلت عليه قرينة ، وتعلق بتركه غرض من الأغراض الآتية :

(١) ظهوره بدلالة القرائن عليه : نحو : (فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم) أي أنا عجوز.

(٢) إخفاءُ الأمر عن غير المخاطب : نحو أقبل تُريد عليا مثلا.

__________________

(١) وفي هذا القسم تظهر دقائق البلاغة ومكنون سرها ورائع أساليبها ، ولهذا يقول الامام (عبد القاهر الجرجاني) : في باب الحذف : ىنه باب دقيق المسلك ، لطيف الماخذ ، عجيب الأمر ، شبيه بالسحر ، فانك ترى فيه ترك الذكر أفصح من الذكر والصمت عن الافادة أزيد للافادة ، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق ، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن ، وهذه جملة قد تنكرها حتى تخبر ، وتدفعها حتى تنظر والأصل في جميع المحذوفات على اختلاف ضروبها أن يكون في الكلام ما يدل عليها ، وإلا كان الحذف تعمية وألغازاً لا يصار إليه بحال ومن شرط حسن الحذف أنه متى ظهر المحذوف زال ما كان في الكلام من البهجة والطلاوة ، وصار إلى شيء غث لا تناسب بينه وبين ما كان عليه أولا (والقرينة شرط في صحة الحذف) إذا اقترن بها غرض من الأغراض المذكورة.

٩٩

(٣) تيسر الانكار إن مسَّت إليه الحاجة : نحو (لئيم خسيس) بعد ذكر شخص لا تذكر اسمه ليتأتَّى لك عند الحاجة أن تقول ما أردته ولا قصدته.

(٤) الحذر من فوات فرصة سانحة : كقول منبه الصياد : غزالٌ «أي هذا غزال»

(٥) اختبار تنبه السامع له عند القرينة ، أو مقدار تنبهه : نحو نوره مستفادٌ من نور الشمس أو هو واسطة عقد الكواكب «أي القمر» في كلّ من المثالين.

(٦) ضيق المقام عن إطالة الكلام بسبب تضجر وتوجع كقوله :

قال لي كيف أنت قلت عليلٌ

سهرٌ دائمٌ وحُزنٌ طويل (١)

(٧) المحافظة على السجع نحو : من طابت سريرته ، حمدت سيرتُهُ (٢).

(٨) المحافظة على قافية كقوله :

وما المالُ والأهلون إلا ودائع

ولابُدَّ يوماً أن تردَّ الودائعُ (٣)

(٩) المُحافظة على وزن كقوله :

على أنني راضٍ بان أحملَ الهوى

وأخلص منه لا عليَّ ولاَ ليا (٤)

(١٠) كون المسند إليه معيناً معلوماً «حقيقة» نحو : (عالم الغيب والشهادة) «أي الله» أو معلوماً «ادعاء» نحو وهَّابُ الألوف «أي فلان».

(١١) إتباع الاستعمال الوارد على تركه (٥) : نحو : رميةٌ من غير رام «أي هذه رمية» ونحو : نعم الزعيم سعدٌ : أي هو سعدٌ.

__________________

(١) أي لم يقل أنا عليل لضيق المقام بسبب الضجر الحاصل له من الضنى.

(٢) أي لم يقل حمد الناس سيرته للمحافظة على السجع المستلزم رفع الثانية.

(٣) فلو قيل : أن يرد الناس الودائع : لاختلفت القافية لصيرورتها مرفوعة في الأول منصوبة في الثاني.

(٤) أي لا ع لى شيء ، ولا لي شيء.

(٥) وكذا أيضا الوارد على ترك نظائره مثل الرفع على المدح نحو مررت بزيد الهمام وعلى الذم نحو رأيت بكراً اللئيم وعلى الترحم مثل : ترفق بخالد المسكين.

١٠٠