جواهر البلاغة

السيّد أحمد الهاشمي

جواهر البلاغة

المؤلف:

السيّد أحمد الهاشمي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مديرية العامة للحوزة العلمية في قم
المطبعة: الظهور
الطبعة: ٥
ISBN: 964-6918-33-6
الصفحات: ٣٥٤

(٨) (انا إليكم مُرسلون).

(٩) وإني لصبّار على ما ينو بني

وحَسبك أن الله أثنى على الصبر

(١٠) وإني لقوال لذي البث مرحباً

وأهلا إذا ما جاء من غير مرصد

__________________

(٨) لما روى القرآن قصة رسل عيسى الذين أرسلهم إلى قومه فانكروا رسالتهم قال لهم الرسل (إنا إليكم مرسلون) فالقوا اليهم الكلام مؤكداً بمؤكدين فكذبوا فقالوا لهم (إنا اليكم لمرسلون) مؤكدين لهم القول بمؤكد ثالث فجحدوا فقالوا لهم (ربنا يعلم إنا اليكم لمرسلون) فزادوا مؤكداً رابعاً وهو القسم.

الرقم

الجملة

المؤكدات

ضروب الخبر

٩

وانى لصبار

ان ولام الابتداء

إنكاري

١٠

وانى لقوال

ان ولام الابتداء

إنكاري

٦١

المبحث الثالث

في تقسيم الخبر إلى جملة فعلية وجملة اسمية

١ ـ الجملة الفعلية : ما تركبت من فعل وفاعل أو من فعل ونائب فاعل : وهي : موضوعة لأفادة التّجدد والحدوث في زمن معين مع الاختصار (١) نحو : يعيش البخيل عيشة الفقراء ، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء. ونحو : أشرقت الشمس وقد ولَّى الظلامُ هارباً فلا يستفاد من ذلك إلا ثبوتُ الاشراق للشمس ، وذهاب الظلام في الزمان الماضي. وقد تفيد الجملة الفعلية الاستمرار التجدّدي شيئاً فشيئاً بحسب المقام ، وبمعونة القرائن ، لا بحسب الوضع (٢) بشرط أن يكونَ الفعلُ مضارعاً ، نحو قول المُتنبي :

تُدبر شرقَ الأرض والغرب كفه

وليسَ لها يوما عن المجد شاغلُ

فقرينة المدح تدلّ على أن تدبير الممالك ديدنُه ، وشأنه المستمر الذي لا يحيد عنه ، ويتجدّد آناً فآناً.

ب ـ والجملة الاسمية : هي ما تركبت من مبتدأ وخبر ، وهي تفيد بأصل وضعها ثبوت شيء لشيء (٣) ليس غيرُ ، بدون نظر إلى تجدّد ولا استمرار ، نحو الأرض متحركة ، فلا

__________________

(١) وذلك أن الفعل دال بصيغته على أحد الأزمنة الثلاثة بدون احتياج لقرينة بخلاف الاسم : فانه يدل على الزمن بقرينة ذكر لفظة : الآن أو أمس أو غداً ولما كان الزمان الذي هو أحد مدلولي الفعل غير قار بالذات ، أي لا تجمع أجزاؤه في الوجود كان الفعل مع افادته التقييد بأحد الأزمنة الثلاثة مفيداً للتجدد أيضاً.

(٢) وذلك نظير الاستمرار الثبوتي في الجملة الأسمية نحو (لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم) أي لو استمر على إطاعتكم وقتا فوقتاً لحصل لكم عنت ومشقة.

(٣) فالجملة الاسمية موضوعة لمجرد ثبوت المسند للمسند إليه. قال الشيخ عبد القاهر : موضوع الاسم على أن يثبت به الشيء للشيء من غير اقتضاء أنه يتحدد يحدث شيئاً فشيئاً : فلا تعرض في نحو : زيد مطلق ، لأكثر من إثبات الانطلاق له فعلاً ، كما في زيد طويل وعمر وقصير ، أي أن ثبوت الطول والقصر هو بأسل الوضع ، وأما استفادة الدوام فمن الملازمة في هذين الوصفين حينئذٍ فالتمثيل للنفي.

٦٢

يستفاد منها سوى ثبوت الحركة للأرض ، بدون نظر إلى تجدّد ذلك ولا حُدُوثه.

وقد تخرج الجملة الإسمية عن هذا الأصل ، وتفيد الدوام والاستمرار بحسب القرائن : إذا لم يكن في خبرها فعل مضارع : وذلك بأن يكون الحديث في مقام المدح ، أو في معرض الذم كقوله تعالى (وإنكَ لعلى خلق عظيم) فسياق الكلام في معرض المدح دال على إرادة الاستمرار مع الثبوت ومنه قول النضر بن جؤبة يتمدَّح بالغنى والكرم :

لا يألف الدِّرهمُ المضروب صرَّتنا

لكن يَمرّ عليها وهو منطلق

يُريد أن دراهمه لا ثباتَ لها في الصرة ولا بقاء ، فهي دائما تنطلق منها ، وتمرق مُرق السِّهام من قِسيّها ، لتوَزّعَ على المعوزينَ وأرباب الحاجات.

وأعلم أنَّ الجُملة الإسمية ى تُفيد الثُبوت بأصلَ وضعها ، ولا الاستمرار بالقرائن ، إلا إذا كان خبرها مفرداً نحو : الوطنُ عزيز ، أو كان خبرها جملة إسمية نحو : الوطن هو سعادتي. اما إذا كان خبرها فعلا فانها تكون كالجملة الفعلية في إفادة التجدد والحدوث في زمن مخصوص ، نحو : الوطن يسعد بأبنائه ونحو :

نروح ونغدو لحاجاتِنا

وحاجة من عاش لا تنقضى

٦٣

أسئلة يطلب أجوبتها

ما هو علم المعاني؟ ما هو الاسناد؟ ما هي مواضع المسند والمسند إليه؟ ما المراد بصدق الخبر وكذبه؟ مالفرق بين النسبة الكلامية والنسبة الخارجية؟ ما هو الأصل في إلقاء الخبر؟ ما هي الأغراض الأخرى التي يلقى إليها الخبر؟ ما هي أضرب الخبر؟ ما هي أدوات التوكيد؟ لماذا يعدل عن مقتضى الظاهر؟ إلى كم ينقسم الخبر؟ لأي شيء وضعت الجملة الاسمية والفعلية؟ هل تفيد الجملة الفعلية والاسمية غير ما وضعتا لأجله؟

تدريب

بين فائدة التعبير بالجملة الاسمية أو الفعلية في التراكيب الآتية :

(١) قال تعالى : (يمحو الله ما يشاءُ ويثبت وعندهُ أم الكتاب).

(٢) نروح ونغدو لحاجاتنا

وحاجة من عاش لا تنقضى

(٣) وعلى إثرهم تساقطُ نفسي

حَسراتٍ وذكرهُم لي سقام

__________________

الرقم

الجملة

نوعها

ما تفيده

الايضاح

١

يمحو الله

وعنده أم الكتاب

مضارعية

اسمية

الاستمرار التجددي

الدوام

محو بعض الخلائق وافناؤها واثبات البعض الآخر مستمر على جهة التجدد.

أم الكتاب اللوح المحفوظ

٢

نروح ، ونغدو

مضارعية

الاستمرار التجددي

القرينة قوله وحاجة من عاش

٣

تساقط

وذكرهم لي سقام

مضارعية

اسمية

الاستمرار التجددي

الاستمرار

القرينة حاية وهي الحزن والاسى

٦٤

الباب الثاني

في حقيقة الانشاء وتقسيمه

الإنشاء لغة : الإيجاد ، واصطلاحاً : كلامٌ لا يحتمل صدقاً ولا كذباً لذاته (١) نحو اغفر وارحم ، فلا ينسب إلى قائله صدق أو كذب وإن شئت فقل في تعريف الإنشاء «وهو ما لا يحصل مضمونه ولا يتحقق إلا تلفظت به» فطلب الفعل في «افعل» وطلب الكف في «لا تفعل» وطلب المحبوب في «التمني» وطلب الفهم في «الاستفهام» وطلب الاقبال في «النداء» كل ذلك ما حصل إلا بنفس الصيغ المتلفظ بها.

وينقسم الانشاء إلى نوعين : انشاء طلبي ، وانشاء غير طلبي.

فالانشاء غير الطلبي : ما لا يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ، ويكون : بصيغ المدح ، والذم ، وصيغ العقود ، والقسم ، والتعجب والرجاء ، وكذا يكون بربَّ ولعلَّ ، وكم الخبرية.

(١) أما المدح والذم فيكونان : بنعم وبئس ، وما جرى مجراهما نحو حبذا ، والأفعال المحوّلة إلى فعل نحو طاب عليٌّ نفساً ، وخبث بكر أصلاً.

(٢) وأما العقود : فتكون بالماضي كثيراً ، نحو بعتُ واشتريتُ ووهبتُ ، وأعتقتُ وبغيره قليلا ، نحو أنا بائع ، وعبدي حرٌ لوجه الله تعالى.

__________________

(١) أي : بقطع النظر عما يستلزمه الانشاء ، فان اغفر ، يستلزم خبرا وهو أنا طالب المغفرة منك وكذا لا تكسل ، يستلزم خبرا ، وهو انا طالب عدم كسلك ، لكن كل هذا ليس لذاته.

٦٥

(٣) وأما القسم : فيكون : بالواو ، والباء ، والتاء ، وبغيرها نحو : لعمرك ما فعلت كذا.

(٤) وأما التّعجب : فيكون قياساً بصيغتين ، ما أفعله وأفعل به وسماعاً بغيرهما ، نحو : لله دره عالما. (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم).

(٥) وأما الرجاء : فيكون : بعسى ، وحرى ، واخلولق ، نحو : عسى الله أن يأتي بالفتح.

واعلم أن الانشاء غير الطلبي لا تبحث عند علماء البلاغة ، لأن أكثر صيغه في الاصل أخبارٌ نقلت إلى الإنشاء. واُنما المبحوث عنه في علم المعاني هو (الإنشاء الطلبي) لما يمتاز به من لطائف بلاغية.

فالإنشاء الطلبي هو الذي يسيدعى مطلوباً (١) غير حاصلٍ (٢) في اعتقاد المتكلم وقت الطلب. وأنواعه خمسة ، الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والتمني ، والنداء (٣) وفي هذا الباب خمسة مباحث.

__________________

(١) اعلم أنه إذا كان المطلوب غير متوقع كان الطلب (تمنيا) وإن كان متوقعا فاما حصول صورة او في الذهن فهو (الاستفهام) وإما حصوله في الخارج فان كان ذلك الأمر انتفاء فعل فهو (النهى) وإن كان ثبوته : فاما بأحد حروف (النداء) فهو النداء وإما بغيرها فهو (الأمر).

وبهذا تعلم أن الطلب هنا منحصر في هذه الأنواع الخمسة لاختصاصها بكثير من اللطائف البلاغية.

(٢) أي لأنه لا يليق طلب الحاصل ، فلو استعمل صيغ الطلب لمطلوب حاصل امتنع إجراؤها على معانيها الحقيقة ، ويتولد من تلك الصيغ ما يناسب المقام ، كطلب دوام الايمان والتقوى في قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله) وهلم جرا.

(٣) ويكون الانشاء الطلبي أيضا ، بالعرض والتحضيض ، ولكن لم يتعرض لهما البيانيون لأنهما مولدان على الأصح من الاستفهام والتمني فالأول من الهمزة مع لا النافية في «ألا» والثاني من هل ولو للتمنى مع لا وما الزائدتين في «هلا والا» بقلب الهاء همزة. وكذا : لولا ولوما.

واعلم أن الانشاء الطلبي نوعان ، الأول ما يدل على معنى الطلب بلفظه ويكون بالخمسة المذكورة ، والثاني ما يدل على معنى الطلب بغير لفظه كالدعاء.

٦٦

المبحث الأول

في الأمر

الأمر : هو طلب حصول الفعل من المخاطب : على وجه الاستعلاء (١) مع الالزام وله أربع صيغ :

(١) فعل الأمر كقوله تعالى : (يا يحيى خذ الكتاب بقوة).

(٢) والمضارع المجزوم بلام الأمر كقوله تعالى : (لينفق ذو سعة من سعته).

(٣) واسم فعل الأمر نحو : (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ..

(٤) والمصدر النائب على فعل الأمر نحو سعياً في سبيل الخير وقد تخرج صيغ الأمر عن معناه الأصلي وهو الإيجاب والالزام إلى معان أخرى : تستفاد من سياق الكلام ، وقرائن الاحوال.

(١) كالدعاء في قوله تعالى : (رب أوزعني أن اشكر نعمتك).

(٢) والالتماس : كقولك لمن يساويك أعطني القلم أيها الأخ.

(٣) والارشاد : كقوله تعالى (إذا تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مسمى فاكتبوه ، وليكتب بينكم كاتبٌ بالعدل) ..

(٤) والتهديد : كقوله تعالى (اعملوا ما شئتم ، إنه بما تعملون بصير).

(٥) والتعجيز : كقوله تعالى (فأتوا بسورة من مثله).

__________________

(١) بأن يعد الآمر نفسه عاليا لمن هو أقل منه شأنا ، سواء أكان عاليا في الواقع أولاً. ولهذا نسب إلى سوء الأدب إن لم يكن عالياً واشتراط الاستعلاء بهذا المعنى هو ما عليه الأكثر من الما تريدية والامام الرازي والآمدي من الأشعرية وأبو الحسن من المعتزلة ، وذهب الأشعري إلى أنه لا يشترط هذا وبه قال كثير من الشافعية والأشبه أن الصدور من المستعلى يفيد إيجابا في الأمر ، وتحريما في النهي وأعلم أن الأمر للطلب مطلقا والفور والتراخي من القرائن ولا يوجب الاستمرار والتكرار في الأصح ، وقيل ظاهر» الفور كالنداء والاستفهام إلا بقرينة وهو ما اختااره السكاكي واعلم أيضا أن الأمر يكون استعلاء مع الأدنى ، ودعاء مع الأعلى ، والتماسا مع النظير.

٦٧

(٦) والإباحة كقوله تعالى : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر).

ونحو : اجلس كما تشاء.

(٧) والتسوية : نحو قوله تعالى : (وإصبروا أو لا تصبروا).

(٨) والاكرام : كقوله تعالى (ادخلوها بسلامٍ آمنين).

(٩) والامتنان : نحو قوله تعالى (فكلوا مما رزقكم الله).

(١٠) والإهانة : كقوله تعالى (كونوا حجارةٍ أو حديداً).

(١١) والدوام : كقوله تعالى (إهدنا الصراط المستقيم).

(١٢) والتمني : كقول امرىء القيس :

ألاَ أيها الليل الطويل ألا انجلي

بصبح وما الاصباح منك بأمثل

(١٣) والاعتبار : كقوله تعالى (أنظروا إلى ثمره إذا أثمر).

(١٤) والأذن : كقولك : لمن طرق الباب (ادخل).

(١٥) والتكوين : كقوله تعالى (كن فيكون).

(١٦) والتخيير : نحو : تزوج هنداً أو أختها.

(١٧) والتأديب : نحو : كل مما يليك.

(١٨) والتعجب : كقوله تعالى (أنظر كيف ضربوا لك الأمثال).

(١٩) والتسخير : كقوله تعالى : (انظر كيف ضربوا لك الأمثال).

(٢٠) ولاخبار : كقوله : من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، اذا المراد يبتوأ مقعده.

٦٨

تمرين

بيِّن ما يراد من صيغ الأمر في التراكيب الآتية :

(١) (خذ العفو ، وأمر بالعرف ، وأعرض عن الجاهلين).

(٢) اسيئى بنا أو أحسني لا ملومة

لدينا ولا مقلية إن تقلت

(٣) يا ليلُ طل يا نوم زل

يا صبح قف لا تطلع

(٤) عش ما بدا لك سالماً

في ظل شاهقة القصور

(٥) (واسروا قولكم او اجهروا به إنه عليم بذات الصدور).

(٦) ترفق أيها المولى عليهم

فإن الرفق بالجاني عتابُ

(٧) ارى العنقاء تكبر أن تصادا

فعاند من تطيق له عنادا

(٨) خليلي هبا طالما قد رقدتما

أجد كما لا تقضيان كرا كما

(٩) أريني جواداً مات هز لا لعلني

أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا

(١٠) قال تعالى : (قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين).

__________________

الرقم

صيغة الأمر

الغرض منها

الرقم

صيغة الأمر

الغرض منها

١

خذ العفو

الارشاد

٦

ترفق

الدعاء

٢

اسيئى بنا

التسوية

٧

عاند

الاهانة

٣

طل ـ زل

التمنى

٨

هبا

الالتماس

٤

عش سالما

الدعاء

٩

أريني جوادا

التعجيز

٥

أسروا قولكم

التسوية

١٠

هاتو برهانكم

التعجيز

٦٩

المبحث الثاني

في النهي

النهي : هو طلب الكف عن الشيء على وجه الاستعلاء (١) مع الإلزام ، وله صيغة واحدة ، وهي المضارع المقرون بلا الناهية : كقوله تعالى : (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً).

وقد تخرج هذه الصيغة عن أصل معناها إلى معانٍ أخر ، تستفاد من سياق الكلام وقرائن الأحوال.

(١) كالدُّعاء : نحو قوله تعالى : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).

(٢) والالتماس : كقولك لمن يُساويك ـ أيها الأخ لا تتوان.

(٣) والارشاد : كقوله تعالى : (لا تسالوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).

(٤) والدوام : كقوله تعالى : (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون).

(٥) وبيان العاقبة : نحو قوله تعالى : (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء).

والتيئيس : نحو قوله تعالى : (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).

(٧) والتمنى : نحو يا ليلة الأنس لا تنقضي. وكقوله :

يا ليلُ طل يا نومُ زلُ

يا صبح قف لا تطلع

__________________

(١) اعلم : أن النهي طلب الكف عن الشيء ، ممن هو أقل شأنا من المتكلم ، وهو حقيقة في التحريم : كما عليه الجمهور فمتى وردت صيغة النهي أفادت الحظر والتحريم على الفور.

واعلم : أن النهي كلأمر ، فيكون استعلاء مع الأدنى ، ودعاء مع الأعلى ، والتماساً مع النظير.

٧٠

(٨) والتهديد : كقولك لخادمك : لا تطع أمري

(٩) والكراهة : نحو لا تلتفت وأنت في الصلاة.

(١٠) والتوبيخ : نحو لا تنه عن خلق وتأتى مثله

(١١) والائتناس : نحو (لا تحزن إن الله معنا).

(١٢) والتحقير : كقوله :

لا تطلب المجد إن المجد سلمه

حواست جمع كن

صعب ، وعش مستريحاً ناعم البال

وكقوله :

دع المكارم لا ترحل لبغيها

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

تطبيق

أذكر ما يُراد من صيغ النهى الآتية :

(١) (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون).

(٢) فلا تُلزمن الناس غير طباعهم

فتتعب من طول العتاب ويتعبوا

ولا تغتر رمنهم بحسن بشاشة

فأكثر إيماض البوارق خلب

(٣) فلا تهج إن كنت ذا إربة

حرب أخي التجربة العاقل

(٤) (لا تعتذروا اليومَ).

(٥) لا تحسب المجد ثمراً أنت آكله

لن تبلغ المجدَ حتى تعلق الصبرا

٧١

(٦) لا تحتجب عن العيون أيها القمر

(٧) لا تعرضن لجعفر متشبها

بندي يديه فلست من أنداده

(٨) لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم

فلرب مغلوبٍ هوى ثم ارتقى

ولا تجلس إلى أهل الدنايا

فانّ خلائق السفهاء تعدى

__________________

الرقم

الغرض

الرقم

الغرض

١

التوبيخ لهم على خلطهم الحق الباطل

٥

التوبيخ والتعنيف

٢

الارشاد إلى حسن الخلق

٦

التمنى

٣

الارشاد والنصح

٧

التوبيخ والتأنيب

٤

التوبيخ والتفريع

٨

استنهاض الهمة بالنصح

٧٢

المبحث الثالث

في الاستفهام

الاستفهام : هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبل وذلك بأداة من إحدى أدواته الآتية وهي :

الهمزة ، وهل ، وما ، ومتى ، وأيان ، وكيف ، وأين ، وأنى ، وكم ، وأي.

وتقسم بحسب الطلب إلى ثلاثة أقسام :

أ ـ ما يطلب به التصور تارة ، والتصديق تارة أخرى ، وهو الهمزة.

ب ـ وما يطلب به التصديق فقط ، وهو هل.

ج ـ وما يطلب به التصور فقط ، وهو بقية الفاظ الاستفهام.

الهمزة

يطلب بالهمزة أحد أمرين : تصور ، أو تصديق

(١) فالتصور : هو إدراك المفرد (١) نحو أعليّ مسافر أم سعيد ، تعتقد أن السفر حصل

__________________

(١) أي ادراك عدم وقوع النسبة وذلك كادراك الموضوع وحده أو المحمول وحده أو هما معا ، أو ذات النسبة التي هي مورد الايجاب والسلب.

فالاستفام عن التصور يكون عند التردد في تعيين أحد الشيئين ، أي يتردد المتكلم في تعيين أحد أمرين : نذكر بينهما أم المتصلة المعادلة وقد تحذف هي وما بعدها اكتفاء بما قبلها ولا يلي الهمزة غير المستفهم عنه. والمفرد كما يكون إسما يكون فعلا : نحو اتنتهي عند هذا الحد أم تتمادى ، والاستفهام عن التصديق يكون عن نسبة تردد الذهن فيها بين ثبوتها ونفيها وحينئذ للهمزة استعمالان فتارة يطلب بها معرفة مفرد ، وتارة يطلب بها معرفة نسبة ، وتسمى معرفة المفرد تصوراً ، ومعرفة النسبة تصديقاً ـ واعلم أن كل همزة استفهام تستعمل في معناها أو في غيره إن وليها الفعل كان هو المقصود بمعناه ، وإن وليها الاسم كان هو المراد المقصود ، فان قلت أسافر الأمير؟ كان الشك في السفر ، وإذا قلت أسعد سافر؟ كان السفر مفورضا.

٧٣

من أحدهما ، ولكن تطلب تعيينه ، ولذا يجاب فيه بالتعيين ويقال سعيد مثلاً.

وحكم الهمزة التي لطلب التصور ، أن يليها المسؤل عنه بها ، سواء أكان :

(١) مسنداً إليه نحو أأنت فعلت هذا أم يوسف.

(٢) أم مسنداً نحو : أراغبٌ انت عن الأمر أم راغب فيه

(٣) أم مفعولا نحو : إياي تقصد أم سعيداً.

(٤) أم حالا نحو : أرا كباً حضرت أم ماشيا.

(٥) أم ظرفا نحو : أيومَ الخميس قدمت أم يوم الجمعة؟

ويذكر المسئول عنه في التصور بعد الهمزة ، ويكون له معادل يذكر بعد أم غالباً : وتسمى متصلة. وقد يستغنى عن ذكر المعادل نحو : (أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم).

ب ـ والتصديق هو إدراك وقوع نسبة تامة بين المسند والمسند إليه أو عدم وقوعها (١) بحيث يكون المتكلم خالي الذهن مما استفهم عنه في جملته ، مصدقا للجواب إثباتاً بنعم أو نفياً بلا.

وهمزة الاستفهام تدل على التصديق إذا أريد بها النسبة ويكثر التصديق في الجمل الفعلية كقولك : أحضر الأمير (٢). تستفهم عن ثبوت النسبة ونفيها وفي هذه الحالة يجاب بلفظة : نعم أو لا. ويقل التصديق في الجمل الاسمية نحو : أعليّ مسافر.

__________________

(١) أي ادراك موافقتها لما في الواقع أو عدم موافقتها له واعلم أن ادراك وقوع النسبة أو عدم وقوعها كما يسمى تصديقا ، يسمى : حكما ، أو إسناداً ، أو إيقاعا وانتزاعا ، أو إيجابا وسلباً.

(٢) أي فقد تصورت الحضور والأمير والنسبة بينهما وسألت عن وقوع النسبة بينهما ، هل هو محقق خارجا أولا ـ فاذا قيل حضر ، حصل التصديق ، وكذا يقال فيما بعده ، فالمسئول عنه في التصديق نسبة يتردد الذهن في ثبوتها ، ونفيها كما سبق توضيحه.

٧٤

ويمتنع أن يذكر مع همزة التصديق معادلٌ كما مثلُ. فإن جاءت أم بعدها : قدرت منقطعة (١) وتكون بمعنى بل فتدل على استئناف الكلام بعدها كقوله :

ولستُ أبالي بعد فقدي مالكا

أموتي ناءٍ أم هو الآن واقع

ونحو :

هل يسمعن النَّضر إن ناديته

أم كيف يسمع ميتٌ لا ينطق

هل

يطلب بها التصديق فقط ، أي معرفة وقوع النسبة ، أو عدم وقوعها لا غير ، نحو هل حافظ المصريون على مجد أسلافهم.

ولأجل اختصاصها بطلب التصديق لا يذكر معها المعادل بعد أم المتصلة فلذا.

أ ـ امتنع هل سعد قام أم سعيد؟ لأن وقوع المفرد وهو سعيد بعد أم الواقعة في حيز الاستفهام دليل على أن أم متصلة ، وهي لطلب تعيين أحد الأمرين ، ولابدَّ حينئذ أن يعلم بها أولا أصل الحكم. وهل لا يناسبها ذلك ، لأنها لطلب الحكم فقط ، فالحكم فيها غير معلوم ، وإلاّ لم يُستفهم عنه بها ، وحينئذ يؤدي الجمع بين (هل وأم) إلى التناقض. لأن (هل) تفيد أن السائل جاهل بالحكم لأنها لطلبه «وأم» المتصلة : تفيد أن السائل عالم به ، وإنما يطلب تعيين أحد الأمرين فإن جاءت أم كذلك ، كانت منقطعة بمعنى بل التي تفيد الاضراب نحو : هل جاء صديقك أم عدوك.

__________________

(١) أي : ولا بد من وقوع الجملة بعد أم المنقطعة ، فان وقع بعدها مفرد قدر بجملة نحو أحضر الأمير أم جيشه أي بل حضر جيشه.

واعلم أنه تلخص مما تقدم أن همزة التصور إن جاء بعدها «أم» تكون متصلة وأن همزة التصديق أو هل : إن جاء بعدهما «أم» قدرت منقطعة وتكون بمعنى بل.

٧٥

ب ـ وقبح استعمال «هل» في تركيب هو مظنة للعلم بحصول أصل النسبة ، وهو ما يتقدم فيه المعمول على الفعل ، نحو هل خليلا أكرمت فتقديم المعمول على الفعل ، يقتضى غالباًً حصول العلم للمتكلم وتكون هل لطلب حصول الحاصل وهو عبثٌ.

تنبيهات

الأول : هل كالسين وسوف تُخلّص المضارع للاستقبال.

فلا يقال : هل تصديق؟ جواباً لمن قال أحبك الآن ، بل تقول له ، أتصدق؟ ولأجل اختصاصها بالتصديق ، وتخليصها المضارع للاستقبال قوى اتصالها بالفعل لفظاً أو تقديراً نحو هل يجيء عليّ أو هل عليّ يجيء؟ فإن عدل عن الفعل إلى الاسم لابراز ما يحصل في صورة الحاصل دلالة على كمال العناية بحصوله كان هذا العدول أبلغ في إفادة المقصود كقوله تعالى (فهل أنتم شاكرون) فهذا التركيب أدل على طلب الشكر من قولك ، هل تشكرون وذلك لأن الفعل لازم بعد هل والعدول عنه يدل على قوة الداعي لذلك ، لما ذكر.

الثاني : هل نوعان : بسيطة ومركبة.

أ ـ فالبسيطة هي التي يستفهم بها عن وجود شيء في نفسه ، أو عدم وجوده ، نحو هل العنقاء (١) موجودة ونحو : هل الخلّ الوفي موجود.

ب والمركبة هي التي يستفهم بها عن وجود شيء لشيء وعدم وجوده له نحو هل المريخ مسكون؟ هل النبات حساس؟

__________________

(١) حكى الزمخشري في (ربيع الأبرار) أن العنقاء كانت طائراً وكان فيها من كل شيء من الألوان وكانت في زمن أصحاب الرس تأتي إلى أطفالهم وصغارهم فتخطفهم وتغرب بهم نحو الجبل فتأكلهم ، فشكوا ذلك إلى نبيهم (صالح) عليه السلام فدعا الله عليها فأهلكها وقطع عقبها ونسلها فسميت (عنقاء مغرب) لذلك.

٧٦

الثالث هل لا تدخل على :

(١) المنفى (١)

فلا يقال : هل لم يفهم علي

(٢) ولا على المضارع هو للحال

فلا يقال : تحتقر علياً وهو شجاع

(٣) ولا على إن

فلا يقال : ان الأمير مسافر

(٤) ولا على الشرط

فلا يقال : هل إذا زرتُك تكرمني

(٥) ولا على حرف العطف (٢)

فلا يقال : هل فيتقدَّم أو هل ثم يتقدم

(٦) ولا على بعده فعل

فلا يقال : هل بشراً مِنا واحداً نتبعه

بخلاف الهمزة فانها تدخل على جميع ما ذكر.

واعلم : أن الهمزة وهل يُسأل بهما عما بعدهما ، لأنهما حرفان ليس لهما معنى مُستقلا.

الرابع : بقية ادوات الاستفهام موضوعة للتصور فقط ، فيُسأل بها عن معناها وهي : ما ، ومن ، ومتى ، وايان ، وكيف ، وأينَ ، وانّى ، وكَم ، وأي.

ولهذا يكون الجوابُ معها بتعيين المسئُول عنه.

ما ومن

ما : موضوعةٌ للاستفهام عن أفراد غير العُقلاء ويُطلب بها :

أ ـ إيضاح الاسم : نحو ما العسجد؟ فيقال في الجواب إنه ذهبٌ.

ب ـ أو يُطلبُ بها بيان حقيقة المسمَّى : نحو : ما الشمس؟ فيجاب بأنه كوكبٌ نهاريّ.

ج ـ أو يُطلبُ بها بيان الصفة نحو : ما خليلٌ؟ وجوابه طويل أو قصير : مثلا.

__________________

(١) أي لان هل في الأصل بمعنى قد ، وهي لا تدخل على المنفى ، فلا يقال قد لا يقوم حليل فحينئذ هي مخصوصة بدخولها على النسب المثبتة ، سواء أكانت جملا فعليه أو اسمية واعلم أن عدم دخولها على المنفى لا ينافي أنها لطلب التصديق مطلقا سواء في الايجابي والسلبي.

(٢) أي لا نفع هل قبل الحرف العاطف بل تقع بعده دائما.

٧٧

وتقع هل البسيطةُ في الترتيب العقلي (١) بين ما التي لشرح الاسم ، و «ما» التي للحقيقة فَمن يجهلُ معنى البشر مثلا يسأل أولاً «بما» عن شرحه : فيجاب بانسان ، ثم «بهل» البسيطة عن وجوده ، فيجاب بنعم ثم «بما» عن حقيقته ، فيجاب بحيوان ناطق.

ومَن موضوعة للاستفهام ، ويطلبُ بها تعيين أفراد العقلاء نحو : من فتحَ مصر؟ ونحو : من شيد الهرم الأكبر؟ ونحو : من شيد القناطر الخيرية؟

متى وأيَّان

متى : موضوعة للاستفهام ، ويطلبُ بها تَعيينُ الزَّمان ، سواء أكان ماضيا أو مستقبلا نحو متى تولَّى الخلافة عمرُ؟ ومتَى نحظَى بالحرية.

وأيَّان : موضوعة للاستفهام ، ويطلبُ بها تعيينُ الزَّمان المُستقبل خاصة وتكون في موضع التهويل والتفخيم دون غيره كقوله تعالى : (يسالُ أيّان يوم القيامة) (٢).

كيف وأين وأنى وكم وأي

كيف : موضوعة للاستفهام ويطلبُ بها تعيينُ الحالُ : كقوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد) وكقوله :

وكيف أخاف الفقر أو أحرمُ الغنى

ورأى أمير المؤمنين جميل

وأين : موضوعة للاستفهام ويطلبُ بها تعيينُ المكان نحو : أين شركاؤكم.

وأنى : موضوعة للاستفهام وتأتى لمعان كثيرة.

(١) فتكون بمعنى كيفَ ، كقوله تعالى : (أنَّى يُحيِي هذهِ اللهُ بعد موتها).

(٢) وتكون بمعنى مِن أين ، كقوله تعالى : (يا مريمُ أنى لكِ هذا).

__________________

(١) الترتيب العقلي : هو أن يكون المتأخر متوقفا على المتقدم ، من غير أن يكون المتقدم علة له وذلك كتقدم المفرد على المركب.

(٢) أي فقد استعملت أيان مع يوم القيامة للتهويل والتفخيم بشأنه ، وجواب هذا السؤال (يومهم على النار يفتنون).

٧٨

(٣) وتكون بمعنى متى ، كقولك : زُرني أنى شِئتَ.

وكم : موضوعة للاستفهام : ويُطلب بها تعيين عَددٍ مُبهمٍ كقوله تعالى : (كم لبثتم)

وأيّ : موضوعة للاستفهام : ويُطلب بها تمييزُ أحد المُتشاركين في أمرٍ يعمهما : كقوله تعالى : (أي الفَريقين خيرٌ مَقَاما) ويُسأل بها عن الزمان والمكان ، والحال ، والعدد ، والعاقل ، وغيره ، على حسب ما تُضاف إليه «أي» ، ولذا تأخذ «أي» معناها ممّا تُضاف إليه ، فان اضيفت إلى ما تفده ما أخذت حكمها ، وإن أضيفت إلى ما تفيده «متى أو كيف» أو غيرها من الأدوات السابقة أخذت معناها.

وقد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الأصلي وهو طلب العلم بمجهول فيستفهم بها عن الشّىء مع العلم به لأغراض أخرى : تُفهَم من سِياق الكلام ودلالته ، ومن أهمّ ذلك.

(١) الأمر ، كقوله تعالى : (فَهَل أنت مُنتَهُون) أي انتهو.

(٢) والنَّهي ، كقوله تعالى : (أتخشَونهُم فاللهُ أحقُ أن تخشوهُ) (١).

(٣) والتسوية ، كقوله تعالى : (سَوَاء عليهم أأنذَرتَهُم أم لم تنُذرهم لا يؤمنون).

(٤) والنفي ، كقوله تعالى : (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) (٢).

(٥) والإنكار ، (٣) كقوله تعالى : (أغيرَ اللهِ تَدعون).

__________________

(١) أي : لا تخشوهم فالله أحق أن تخشوه.

(٢) أي ما جزاء الاحسان إلا الاحسان.

(٣) اعلم أن الانكار إذا وقع في الاثبات يجعله نفيا كقوله تعالى : (أفي الله شك) أي لا شك فيه ، وإذا وقع في النفي يجعله اثباتا ، نحو : قوله تعالى «ألم يجدك يتيما» أي : قد وجدناك ، وبيان ذلك : أن انكار الاثبات والنفي نفى لهما ، ونفى الاثبات نفى ونفى النفي اثبات ، ثم الانكار قد يكون للتكذيب ، نحو أيحسب الانسان أن يترك سدى.

وقد يكون للتوبيخ واللوم على ما وقع. نحو : «اتعبدون ما تنحتون» وهذه الآية من كلام ابراهيم عليه السلام لقومه ، حينما رآهم يعبدون الأصنام من الحجارة.

٧٩

(٦) والتشويق كقوله تعالى : (هل أدُلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذاب أليم).

(٧) والاستئناس كقوله تعالى : (وما تلك بيمينك يا مُوسى).

(٨) والتَّقرير (١) ، كقوله تعالى : (ألم نشرح لك صدرك).

(٩) والتَّهويل كقوله تعالى : (الحاقَّةُ ما الحاقَّةُ وما أدراك َ ماالحاقَّة).

(١٠) والاستبعاد كقوله تعالى : (أنَّى لهم الذِّكرى وقد جاءهم رسول مبين) ونحو : قول الشاعر :

مَن لي بإِنسانٍ إذا أغضبتهُ

وجَهِلتُ كان الحلمُ رَدَّ جوابه

(١١) والتعظيم كقوله تعالى : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه).

(١٢) والتحقير نحو : أهذا الذي مدحته كثيراً؟؟

(١٣) والتَّعجُّب ، كقوله تعالى : (مالهذاَ الرسول ياكل الطَّعامَ ويَمشي في الأسواق) ، وكقول الشاعر :

خليليّ فيما عشتما هل رأيتما

قتيلا بكى من حب قاتله قبلي

(١٤) والتهكم ، نحو : أعقلك يُسوغُ لك أن تفعل كذا

(١٥) والوعيد ، نحو : (ألم تَر كيفَ فعل ربّك بعادٍ).

(١٦) والاستنباط ، كقوله تعالى : (متى نصرُ الله) ونحو : كم دعوتك.

(١٧) والتَّنبيه على الخطأ كقوله تعالى : (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هُوَ خيرٌ).

(١٨) والتَّنبيه على الباطل كقوله تعالى : (أفأنت تُسمِع الصُّم أو تهدى العُمى).

(١٩) والتَّحسُّر كقول شمس الدين الكوفي :

ما للمنازل أصبحتُ لا أهلُها

أهلي ، ولا جيرانُها جيراني

__________________

(٤) ويكون غالبا بالهمزة يليها المقرر به ، كقولك (أفعلت هذا) إذا أردت أن تقرره بان الفعل كان منه ، وكقولك أأنت فعلت هذا إذا أردت أن تقرره بأنه الفاعل ، وكقولك أخليلا ضربت ـ إذا أردت أن تقرره بأن مضروبه خليل ويكون التقرير أحيانا بغير الهمزة نحو : لمن هذا الكتاب ، وكم لي عليك؟؟

٨٠