قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

جواهر البلاغة

جواهر البلاغة

180/354
*

على ما يعود عليه بالنفع ، ويتم النظام ، ويكثر العمران فالقصاص : هو سبب ابتعاد الناس عن القتل ، فهو الحافظ للحياة.

وهذا القسم مطمح نظر البلغاء ، وبه تتفاوت أقدارهم ، حتى أن بعضهم سُئل عن (البلاغة) فقال : هي «إيجاز القصر» وقال أكثم بن صيفي خطيب العرب «البلاغة الإيجاز».

وايجاز الحذف يكون بحذف شيء من العبارة لا يخلّ بالفهم ، عند وجود ما يدل على المحذوف ، من قرينة لفظية أو معنوية وذلك المحذوف إما أن يكون :

(١) حرفاً : كقوله تعالى (ولم أكُ بغياً) أصله : ولم اكن (١).

(٢) أو إسماً مضافاً نحو : (وجاهدوا في الله حق جهاده) أي : في سبيل الله.

(٣) أو إسما مضافاً إليه نحو : (وَوَاعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)أي : بعشر ليال.

(٤) أو إسما موصوفاً كقوله تعالى : (ومن تاب وعمل صالحاً) أي : عملا صالحاً.

(٥) أو إسما صفةً نحو : (فزادتهم رجساً إلى رجسهم) أي : مضافا إلى رجسهم.

__________________

حد الاعجاز وتمتاز بوجوه ، منها أنها كلمتان ، وما نقل عنهم أربع ، ومنها أنه لا تكرار ، فيها وفيما قالوه تكرار ومنها أنه ليس كل قتل يكون نافيا للقتل ، وإنما يكون كذلك إذا كان على جهة القصاص ومنها حسن التأليف وشدة التلاؤم المدركان بالحس في الآية الكريمة التي أعجزتهم أن يأتوا بمثلها ، لا فيما قالوه في مثلهم البسيط الذي لا يزيد عن متعارف الاوساط

(١) وكحذف لا في قول عاصم المنفري

رأيت الخمر جامدة وفيها

خصال تفسد الرجل الحليما

فلا والله اشربها حياتي

ولا أسقى بها أبدا نديما

يريد : لا أشربها.

ويقع إيجاز الحذف كثيراً في أساليب البلغاءُ بشرط أن يوجد ما يدل على المحذوف ، وإلا كان الحذف رديئاً ، والكلام غير مقبول.