إلى المجمع العلمي العربي بدمشق

السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي

إلى المجمع العلمي العربي بدمشق

المؤلف:

السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٢٨

١
٢

٣

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ

نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ

الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ

وَلَا الضَّالِّينَ (٧)

٤

إلى المجمع العلمي العربي بدمشق

النصح باشفاق

١

إنكم ـ معشر القوّامين على هذا المجمع وعلى مجلته ـ تبوّأتم بهما مبوّأ قوّامين بالعلم ، مصلحين مثاليّين ، وقادة فكر ورأي ، ودعاة إلى الخير ، وسعاة في لَمّ شعث ، وتوحيد عزائم وهمم وأهداف.

ومن تبوّأ هذا المبوّأ بصدق ، جامعاً لشروطه ، كان على الأمة أن تخلص له النصح ، وتصدقه الرأي والمشورة ، لأنّ نصحه ـ وحاله هذه ـ نصح لله تعالى ولعباده كافة ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الدين النصيحة. قالوا : لمن؟ قال : لله تعالى ولكتابه

٥

ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم.

فإن قبلتم نصحي فقد أفلحنا جميعاً ، وإلا ففرضي أدّيت وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

ونضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها وعمل بها وأدّاها إلى من لم يسمعها.

إن الله عزوجل أخذ ـ بمقتضى حكمته ورحمته ـ على دعاة الخير شروطاً ، لا يكون لدعايتهم قبول من الناس إلّا بها ، فرجائي اليكم إحرازها ، ألا وهي تصحيح القصد ، والإخلاص لله تعالى ، وتطهير القلب واللسان (وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) مع العلم والعمل ، وكرم الخلق ، ولين الجانب ، اقتداءً بالنبيين وسائر المصلحين.

كانوا في دعايتهم ألين من أعطاف النسيم ، وأعذب

٦

من كوثر جنّات النعيم ، لا يعدون فيها قوله عزّ من قائل (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) فإذا جادلوا مخالفيهم ، فانما يجادلونهم بالتي هي أحسن (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وربما تساهلوا معهم بادئ ذي بدء فتجاهلوا بالحق الذي يدعون اليه طالبين من مخالفيهم فيه ، أن يشتركوا معهم في البحث عنه ، تأليفاً لقلوبهم ، وتوصّلا إلى وضع المسألة على بساط البحث بينهما ، ليكون الحق فيها ضالة الفريقين ، ويكون الحكم المتّبع في فصل النزاع منوطاً بالدليل الملزم والحجة البالغة.

وهذا الأسلوب الحكيم أمر الله عزوجل به سيد رسله وأهدى سبله. إذ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للمشركين : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ومثله ما حكاه الله سبحانه عن نبيه وخليله ابراهيم

٧

عليه‌السلام إذ قال وهو أصد القائلين :

(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي. فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ. فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ : هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ : لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ. فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ. فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ : يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

هذه أساليب الأنبياء ـ وهم سادة الحكماء ـ في الإصلاح والدعاية إلى الخير ، وبها تسنّى لهم بعض ما أرادوه من الهدى لعباد الله عامة ، فأفلحت بهم أمم هداها الله لدينه ووفقها لما دعوها اليه من سبيله ،

٨

ولو كان في أخلاقهم صعوبة ، أو كان في مراسهم خشونة ، لانفضّ الناس من حولهم ، كما جاء في التنزيل :

(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ).

أمره الله تعالى بالعفو عنهم والاستغفار لهم ـ مع ما فطر عليه من اللين لهم ـ حرصاً منه سبحانه على مصالح عباده ، وذلك لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا تغمّد جهلهم بسعة ذرعه ، وتلقى هفواتهم بشهامة طبعه ، أوتي بذلك محابّ القلوب ، فتشربه وتشرب كل ما يدعوهم اليه من خير الدنيا والآخره.

وأمره بمشاورتهم مع استغنائه بالوحي عنها ، لتستحصد أسباب ولائهم ، وتستحصف له مرائر إخلاصهم ، فيأتمروا

٩

بأوامره ، وينزجروا بزواجره ، ويأخذوا بحكمه ونظمه ، ثمّ جعل الأمر كله إذا عزم بيده خاصة (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) أخذاً بالحزم في إيثاره الحق الموحى إليه.

وقد جاء في الذكر الحكيم (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ومع ذلك فقد امره الله تعالى بالتواضع لأتباعه :

(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ).

وفي هذه الآية من ـ عظيم الحرص على مصالح العباد بخفض جناح النبي لهم ـ ما في الآية الآنفة ، ومن أمعن في هذه البراءة ، وجد فيها من تغليظ معصية الرسول وتفظيعها ما لا يكون في تطهير العصاة برجمهم أو ضرب أعناقهم على أنّ فيها من الرفق بهم ، والدلالة

١٠

لهم على التوبة منها ، كل ما تقتضيه رحمته الواسعة ، وحكمته البالغة ، إذ لم تكن البراءة منهم أنفسهم لييأسوا وإنما كانت من عملهم الفظيع ليبرءوا منه ، اسوة بنبيهم المأمور بذلك.

وفي الذكر الحكيم ما يأخذ بالأعناق إلى كرم الأخلاق (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ) الذين يقتفون أثره ، وينذر الذين مثلهم في حمله والدعاية إليه (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها) ، (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

هذا ما رغبت فيه اليكم ، لتكونوا في مجمعكم وفي مجلتكم مصداق قوله تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)

١١

فإنه (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)

وأعيذ القوّامين بالعلم ، المتبوّءين مبوّأ الصالحين ، أن يكونوا بسبب عدم إحرازهم الشرائط (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ).

١٢

الدعوة الى الوحدة

٢

وأرجو من رجال المجمع ، ومن المسلمين أجمع ، أن يؤثروا وحدتهم الاسلامية على خصائصهم المذهبية ، فلا يتعصب أهل مذهب منهم على أهل مذهب آخر ، ليكون الجميع أحراراً فيما قادهم الدليل الشرعيّ اليه ، كما كان عليه سلفهم في صدر الاسلام ، فإن فعلوا ذلك ، كانوا في ظلّ منعة لا تضام ، وإلا فهم هدف السهام وموطأ الأقدام أعاذهم الله.

وما أدري فيم يتجهّم لنا بعض أهل المذاهب الأربعة؟ فنتجهم لهم ، أليس الله عزوجل وحده لا شريك له ربنا جميعاً ، والإسلام ديننا ، والقرآن الحكيم كتابنا ، وسيد النبيين وخاتم المرسلين محمد بن

١٣

عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبينا ، وقوله وفعله وتقريره سنتنا ، والكعبة مطافنا وقبلتنا ، والصلوات الخمس ، وصيام الشهر ، والزكاة الواجبة وحجّ البيت فرائضنا ، والحلال ما أحله الله ورسوله ، والحرام ما حرّماه ، والحق ما حقّقاه ، والباطل ما أبطلاه ، وأولياء الله ورسوله أولياءنا ، وأعداء الله ورسوله أعداءنا ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا ، وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) أليس الشيعيون والسنيون شرعاً في هذا كله سواء (كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).

والنزاع بينهما في جميع المسائل الخلافية صغروي في

١٤

الحقيقة ولا نزاع بينهما في الكبرى عند أهل النظر أبداً ، ألا تراهما إذا تنازعا في وجوب شيء أوفي حرمته ، أو في استجابه أو كراهته أو في إباحته ، أو تنازعا في صحته وبطلانه ، أو في جزئيته أو في شريطته أو في مانعيته ، أو في غير ذلك ، كما لو تنازعا في عدالة شخص أو فسقه أو إيمانه أو نفاقه أو وجوب مولاته ، أو وجوب معاداته ، فإنما يتنازعان في ثبوت ذلك بالأدلة الشرعية ، وعدم ثبوته فيذهب كل منهما إلى ما تقتضيه الأدلة الاسلامية ، ولو علموا بأجمعهم ثبوت الشيء في دين الإسلام أو علموا جميعاّ عدم ثبوته في الدين الاسلامي أو شكّ الجميع في ذلك لم يتنازعوا ولم يختلف فيه منهم شخصان ، وقد أخرج البخاري في صحيحه (١)

__________________

(١) في باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ وهو في أواخر كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة قبل كتاب التوحيد بنحو ورقتين.

١٥

عن أبي سلمه وغيره عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب فله أجران ؛ وإذا حكم فاجتهد ثمّ أخطأ فله أجر. اه.

ولذا قال العلامة البحاثة الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي المعاصر في رسالة (ميزان الجرح والتعديل) بعد ذكر الشيعة واحتجاج مسلم بهم في صحيحه ما هذا لفظه : لانّ مجتهدي كل فرقة من فرق الاسلام مأجورون أصابوا أم أخطئوا بنصّ الحديث النبوي. ا ه

وقال الشيخ رشيد رضا ـ في صفحة ٤٤ من المجلد ١٧ من مناره ـ إن من أعظم ما بليت به الفرق الاسلامية ورمي بعضهم بعضاً بالفسق والكفر ، مع أن قصد كلّ الوصول إلى الحق بما بذلوا جهدهم لتأييده واعتقاده والدعوة اليه ، فالمجتهد وإن أخطأ معذور ، إلى آخر كلامه في ص ٥٠.

١٦

وقال ابن حزم حيث تكلم فيمن يكفّر أو لا يكفر في صفحة ٢٤٧ من الجزء الثالث من كتابه (الفصل في الملل والنحل) ما هذا نصه : وذهبت طائفة إلى أنه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فتيا ، وان كل من اجتهد في شيء من ذلك ، فدان بما رأى أنه الحق ، فإنه مأجور على كل حال ، إن أصاب فأجران ، وإن أخطأ فأجر واحد.

قال : وهذا قول ابن ابي ليلى ، وأبي حنيفة ، والشافعي ، وسفيان الثوري ، وداود بن علي ، وهو قول كل من عرفنا له قولا في هذه المسألة من الصحابة ، لا نعلم منهم خلافاً في ذلك أصلا.

قلت وصرّح بهذا كثير من أعلام الأمة ، فلا وجه إذاً لهذه المشاغبات التي عادت على الأمة بالتفرق

١٧

والتمزّق ، فكانت طرائق قددا ، والله تعالى يقول : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) ، (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) ، (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

ذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم وهم يد على من سواهم فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل والصحاح في هذا المعنى متواترة وفي هذا القدر كفاية. والحمد لله على الهداية.

١٨

العتاب بحفاظ

٣

أن مجلتكم مرآة أخلاقكم وعقولكم وسرائركم ، تمثل الحقيقة مما أنتم عليه من دين وفضل وتفكير ورأي ، وملكات وصفات ، فاربأوا بها من كل معرة تربئون بأحسابكم عنها ، واتقوا الله فيما تقولونه ، عمن تخالفونه في مذهب أو مشرب ، وأعيذكم بالله مما تنشره مجلتكم عن الشيعة الإمامية في كثير من أجزائها مما لا حقيقة له ولا منشأ انتزاع ، والشيعة اخوانكم في الدين ، وأشدّ المسلمين دفاعاً عنه ، ودعاية اليه ، واحتياطاً عليه ، أرضيتم أم كرهتم ، أأنصفتم أم أجحفتم ، وقد ملئوا الدنيا الاسلامية عدداً نامياً ، وعلوماً زاخرة ، عقلية ونقلية ، وتلك

١٩

مؤلفاتهم في اصول الدين وعقائده ، وفروعه وقواعده ، وسائر العلوم والفنون ، متوناً وشروحاً ، مختصرات ومطوّلات ، والكل ممتع منتشر لديهم في كل خلف من هذه الأمة من عهد الصحابة الكرام ، حتى هذه الأيام ، وقد انتشرت اليوم في الأقطار الإسلامية حتى حواليكم في سوريا ولبنان.

وإنّ لديكم في دمشق منها مكتبة حافلة بمصنفات القدماء منهم والمتأخرين وصاحبها علم الشيعة في سوريا وإمامهم السيد الشريف المحسن الأمين الحسيني مؤلف كتاب أعيان الشيعة وعضو مجمعكم العلمي ، فليتكم ـ قبل أن تنشروا عن الشيعة ما نشرتم من الدواهي والطامات ـ بحثتم عن الحقيقة منها مع السيد أو غيره ، مستقصين مظانها من كتب الإمامية ، ولو فعلتم ذلك لما تهوّرتم ولا تدهورتم ، ولكن :

٢٠