أعلام الدين في صفات المؤمنين

الشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي

أعلام الدين في صفات المؤمنين

المؤلف:

الشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٢
ISBN: 4-5503-75-2
الصفحات: ٥٣٢

ووقاراً وإن لم يتكلم.

يا أباذر ، إن الله تعالى لاينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

يا أباذر ، التقوى هاهنا. وأشار بيده إلى صدره.

يا أباذر ، أربع لايصيبهن إلاّ مؤمن : الصمت وهو أول العبادة ، والتواضع لله سبحانه ، وذكرالله تعالى على كل حال ، وقلة الشيء. يعني قلة المال.

يا أباذر ، هم بالحسنة وإن لم تعملها لكيلا تكون من الغافلين.

يا أباذر ، من ملك ما بين فخذيه وبين لحييه دخل الجنة.

قلت : يا رسول الله ، وإنّا لنؤاخذ بما ننطق من ألسنتنا؟

فقال : يا أباذر ، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنهتم!؟ إنك لا تزال سالماً ما سكتّ ، وإذا تكلمت تكتب لك أوعليك.

يا أباذر ، إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ـ جل ذكره ـ فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها ، فهو في جهنم بين السماء والأرض.

يا أباذر ، ويل للذي يتحدث فيكذب ليضحك به القوم ، ويل له ويل له ويل له.

يا أباذر ، من صمت نجا ، فعليك بالصدق لايخرج من فيك كذبة أبداً.

قلت : يا رسول الله ، فما توبة الرجل الذي يكذب تعمداً؟

قال : الإستغفار وصلاة الخمس تغسل ذلك.

يا أباذر ، إياك والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا قلت : يا رسول الله ، ولم ذلك بأبي أنت واُمي؟

قال : لأن الرجل يزني ويتوب إلى الله فيتوب إلى الله عز وجل عليه ، والغيبة لاتغفرحتى يغفرها صاحبها.

يا أباذر ، سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه.

قلت : يا رسول الله ، وما الغيبة؟

قال : ذكرك أخاك بما يتأذى به.

٢٠١

قلت : يا رسول الله ، فمن كان فيه ذاك الذي يذكر به (١).

قال : إعلم إنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته ، وإن ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

يا أباذر ، من ذبّ عن أخيه المسلم المؤمن الغيبة ، كان حقاً على الله ـ جل ثناؤه ـ أن يعتقه من النار.

يا أباذر ، من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره ، نصره الله عز وجل في الدنيا والاخرة ، وإن خذله وهو يستطيع نصره ، خذله الله في الدنيا والآخرة.

يا أباذر ، لايدخل الجنة فتان

قلت : يا رسول الله ، وما الفتان؟ قال : النمام.

يا أباذر ، صاحب النميمة لايستريح من عذاب الله عز وجل في الاخرة.

يا أباذر ، من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا والآخرة ، فهو ذو لسانين في النار.

يا أباذر ، المجالس بالأمانة ، وإفشاؤك سر أخيك خيانة ، فاجتنب ذلك واجتنب مجلس العشيرة.

يا أباذر ، تعرض أعمال أهل الدنيا على الله عز وجل ، من الجمعة إلى الجمعة وفي الأثنين والخميس ، فيغفر لكل عبدٍ مؤمن ، إلاّ عبداً كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول : أُتركوا أعمال هذين حتى يصطلحا.

يا أباذر ، إياك وهجران أخيك ، فإن العمل لايتقبل ، فإن كنت لابد فاعلاً فلا تهجره أكثر من ثلاثة أيام كملاً ، فمن مات فيها مهاجراً لأخيه كان أولى به النار.

يا أباذر ، من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً ، فليتبوأ مقعده من النار.

يا أباذر ، من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر ، لم يجد رائحة الجنة ، إلآ أن يتوب قبل ذلك.

فقال رجل : يا رسول الله ، إني ليعجبني الجمال حتى وددت أن عِلاقة

__________________

١ ـ في الأصل : « ذلك الذي به كذبه » ، وما أثبتناه من الأمالي.

٢٠٢

سوطي (١) وقبال نعلي (٢) حسن ، فهل ترهب ذلك عليَّ؟

قال : كيف تجد قلبك؟ قال : أجده عارفاً للحق ، مطمئناً إليه.

قال : ليس ذلك بالكبر ، ولكن الكبر [ أن ] (٣) تترك الحق ، وتتجاوزه إلى غيره ، وتنظرإلى الناس لاترى أن أحداً عرضه كعرضك ولا دمه كدمك.

يا أباذر ، أكثر من يدخل النار المتكبرون.

قال رجل : وهل ينجو من الكبر أحد ، يا رسول الله؟

قال : نعم ، من لبس الصوف ، وركب الحمار ، وحلب العنز ، وجالس المساكين.

يا أباذر ، من حمل سلعته فقد برئ من الكبر. يعني ما يشتري من السوق.

يا أباذر ، من جرّ ثوبه خيلاء ، لم ينظرالله ـ عز وجل ـ إليه يوم القيامة.

يا أباذر ، أزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، ولا جناح [ عليه ] (٤) فيما بينه وبين كعبيه.

يا أباذر ، من رفع ذيله ، وخصف نعله ، وعفر وجهه ، فقد برئ من الكبر »

يا أباذر ، من كان له قميصان فليلبس أحدهما ، وليكس أخاه الاخر.

يا أباذر ، سيكون ناس من اُمتي يولدون في النعيم ويغذون به ، همتهم ألوان الطعام والشراب ، ويمدحون بالقول ، اُولئك شرار اُمتي.

يا أباذر ، من ترك لبس الجمال وهو يقدر عليه تواضعاً لله ، فقد كساه الله حلة الكرامة.

يا أباذر ، طوبى لمن تواضع لله تعالى في غير منقصة ، وأذل نفسه في غير مسكنة ، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية ، ورحم أهل الذلة والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن صلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وعزل عن الناس شره ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله.

__________________

١ ـ علاقة السوط : سير جلد يتصل به في « الصحاح ـ علق ـ ٤ : ١٥٣١ ».

٢ ـ قبال النعل : الزمام الذي يكون بين الأصبع الوسطى والتي تليها « الصحاح ـ قبل ـ ٥ : ١٧٩٥ ».

٣ ـ أثبتناه من الأمالي.

٤ ـ أثبتناه من الأمالي.

٢٠٣

يا أباذر ، إلبس الخشن من اللباس ، والصفيق من الثياب ، لكيلا تجد للفخر فيك مسلكاً.

يا أباذر ، يكون في آخر الزمان ناس يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم ، يرون بأن الفضل لهم بذلك على غيرهم ، اُولئك تلعنهم ملائكة السماوات والأرض.

يا أباذر ، ألا اُخبرك بأهل الجنة؟

قلت : بلى يا رسول الله.

قال : كل أشعث أغبر ذي طمرين لايؤبه له ، لو أقسم على الله لأبرّه.

قال أبوذر : ودخلت يوماً على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في المسجد ـ وحده ـ جالس ، فاغتنمت خلوته.

فقال : يا أباذر ، إن للمسجد تحية.

قلت : وما تحيته يا رسول الله؟

قال : ركعتان تركعهما.

ثم التفتُّ إليه فقلت : يا رسول الله ، أمرتني بالصلاة ، فما الصلاة؟

قال : خير موضوع ، فمن شاء أقل ، ومن شاء أكثر.

قلت : يا رسول الله ، أي الأعمال أحب إلى الله جل ثناؤه؟

فقال : الإيمان بالله ، ثم الجهاد في سبيله.

قلت : يا رسول الله ، أي المؤمنين أكمل ، إيماناً؟

قال : أحسنهم خلقاً.

قلت : فأي المؤمنين أفضل؟

قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده.

قلت : فأي الهجرة أفضل؟

قال : من هجر الشر.

قلت : فأي الليل افضل؟

قال : جوف الليل الغابر.

قلت : فأي الصلاة أفضل؟

قال : طول القنوت.

قلت : فأي الصدقة أفضل؟

قال : جهد إلى فقير في سر

٢٠٤

قلت : فما الصوم؟

قال : فرض مجرى ، وعند الله أضعاف ذلك.

فقلت : فأي الرقاب أفضل؟

قال : أعلاها ثمناً ، وأنفسها عند أهلها.

قلت : فأي الجهاد أفضل؟

قال : من عقر جواده ، واهريق دمه.

قلت : أي آية أنزلها الله عليك (١) أعظم؟

قال : آية الكرسي.

قال : قلت : يا رسول الله فما كانت صحف ابراهيم عليه‌السلام؟

قال : كانت أمثالاً كلها ، وفيها : أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور ، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فإني لا أردها وإن كانت من كافر أو فاجر ، ففجوره على نفسه.

وكان فيها : على العاقل ـ ما لم يكن مغلوباَ على عقله ـ أن يكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يفكر فيها في صنع الله تعالى ، وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدم وأخر ، وساعة يخلو فيها بشهوته من الحلال في المطعم والمشرب.

وعلى ، العاقل ألاّ يكون ظاعناً إلا في ثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمة (٢) لمعاش ، أو لذة في غير محرم.

وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه ، مقبلاً على شأنه ، حافظاً للسانه.

ومن حسب كلامه من علمه ، قلّ كلامه إلا فيما يعنيه.

قلت : يا رسول الله ، ما كانت صحف موسى؟

قال : كانت اعتباراً كلها : عجباً لمن أيقن بالحساب كيف يذنب! وعجباً لمن أيقن بالجزاء كيف لايعمل! وعجباً لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالاً بعد حال ، كيف يطمئن إليها!؟

قلت : يا رسول الله ، فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى ، فيما أنزل الله عليك؟

__________________

١ ـ في الأصل زيادة : أفضل.

٢ ـ مرمّة المعاش : إصلاحه « الصحاح ـ رمم ـ ٥ : ١٩٣٦ ».

٢٠٥

قال : اقرأ يا أباذر ( قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والاخرة خيروأبقى * ان هذا ) يعني ذكر الأربع ايات ( لفي الصحف الاولى * صحف إبراهيم وموسى ) (١).

قلت : يا رسول الله ، أوصني.

قال : اُوصيك بتقوى الله ، فإنه رأس أمرك كله.

قلت : يا رسول الله ، زدني.

قال : عليك بتلاوة القران وذكر الله ، فإنه ذكر (٢) لك في السماء ، ونور لك في الأرض.

قلت : يا رسول الله ، زدني

قال : عليك بالصمت إلآ من الخير ، وإنه مطردة للشيطان عنك ، وعون لك على أمر دينك.

قلت : يا رسول الله ، زدني.

قال : إياك وكثرة الضحك ، فإنه يميت القلب ، ويذهب بنور الوجه.

قلت : يا رسول الله ، زدني.

قال : اُنظر إلى من هو تحتك ، ولا تنظر إلى من هو فوق منك ، فإنه أجدر أن لاتزدري نعمة الله عليك.

قلت : يا رسول الله ، زدني.

قال : صل قرابتك وإن قطعوك ، وحبَ المساكين وأكثر مجالستهم.

قلت : يا رسول الله ، زدني.

قال : قل الحق وإن كان عليك مراً.

قلت : يا رسول الله ، زدني.

قال : لاتخف لومة لائم.

قلت : يا رسول الله ، زدني.

قال : يا أباذر ، ليردّك عن الناس ما تعرف من نفسك ، ولا ترد عليهم فيما تأتي.

قال : ثم ضرب على صدري ، وقال : يا اباذر ، لاعقل كالتدبير ، ولا ورع

__________________

١ ـ الأعلى ٨٧ : ١٤ ـ ١٩.

٢ ـ في الأصل : ذكره وما أثبتناه من الأمالي.

٢٠٦

كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق ».

وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه أنه قال : « في خطبة أبي ذر رحمة الله عليه : يا مبتغي العلم ، ( لايشغلك الجهل والآمال ) (١) عن نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت إلى غيرهم ، الدنيا والاخرة كمنزلك تحولت منه إلى غيره ، وما بين البعث والموت إلاّ كنومة نمتها ثم استيقظت منها.

يا جاهل ، تعلم العلم ، فإن قلباً ليس فيه شرف العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له » (٢).

عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه أنه قال : يا باغي العلم ، قدم لمقامك بين يدي الله ، فإنك مرتهن بعملك ، كما تدين تدان.

يا باغي العلم ، صلِّ قبل أن لا تقدر على ليل ولانهار تصلي فيه ، إنما مثل الصلاة لصاحبها ، كمثل رجل دخل على ذي سلطان فأنصت له حتى فرغ من حاجته ، فكذلك المرء المسلم بين يدي الله عز وجل ، مادام في الصلاة لم يزل الله عز وجل ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته.

يا باغي العلم ، تصدق من قبل أن لاتعطي شيئاً ولا تمنعه (٣) ، إنما مثل الصدقة وصاحبها ، مثل رجل طلبه قوم بدم فقال لهم : لاتقتلوني ، اضربوا [ لي ] (٤) أجلاً اسعى في رجالكم ، كذلك الرجل المسلم ، بإذن الله تعالى ، كلما تصدق بصدقة حل بها عقدة من رقبته ، حتى يتوفى الله عز وجل أقواماً وهو عنهم راض ، من رضى الله عنهم فقد أمنوا من النار.

يا باغي العلم ، إن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر ، فاختم على فمك كما تختمعلى ذهبك وعلى ورقك (٥).

يا باغي العلم ، إن هذه الأمثال يضربها الله عز وجل للناس ، وما يعقلها إلاّ

__________________

١ ـ في الامالي : « لاتشغلك الدنيا ولا أهل ولا مال ».

٢ ـ أمالي الطوسي٢ : ١٥٧ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٦٩.

٣ ـ في الأصل : ولا جمعته ، وما أثبتناه من أمالي الطوسي.

٤ ـ أثبتناه من الأمالي.

٥ ـ في الأصل : رزقك ، وما أثبتناه من الأمالي ، والورق : الفضة والدراهم المسكوكة « الصحاح ـ ورق ـ ٤ : ١٥٦٤ ».

٢٠٧

العالمون (١).

محمد بن عمار بن ياسر قال : سمعت أباذر ـ جندب بن جنادة ـ يقول : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له : « ياعلي ، أنت أخي ، ووصيي ، ووزيري في أمتي ، مكانك مني في حياتي وبعد موتي ، كمكان هارون من موسى ، إلا أنه لانبي بعدي. من مات وهو يحبك ختم الله له عز وجل بالأمن والايمان ، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الاسلام نصيب (٢).

العلم إمام العمل والعمل تابعه ، يلهمه الله السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، وطوبى لمن لايحرمه الله من حظه ،

تعلموا العلم فإن تعليمه لله حسنة.

التوحيد ثمن ، والحمد لله وفاء شكر كل نعمة ، وخشية الله مفتاح كل حكمة ، والاخلاص ملاك كل طاعة.

ما اختلج عرق ولا عثرت قدم إلاّ بما قدمت أيديكم ، وما يعفو الله عنه أكثر (٣).

وعنه صلوات الله عليه وآله قال : « يقول الله عز وجل : يا ابن آدم ، ماتنصفني! أتحبب إليك بالنعم ، وتتمقت إليّ بالمعاصي ، خيري إليك منزل ، وشرّك إلي صاعد ، ولا يزال ملك كريم يعرج إلي عنك ـ في كل يوم وليلة ـ بعمل قبيح.

يابن ادم ، لوسمعت وصفك من غيرك ، وأنت لا تدري من الموصوف ، إذا ًلسارعت إلى مقته) (٤).

وعنه عليه‌السلام قال : « الناس إثنان : رجل أراح ، وآخر استراح ، فأمّا الذي استراح فالمؤمن استراح من الدنيا ونصبها ، وأفضى إلى رحمة الله وكريم ثوابه ، وأمّا الذي أراح فالفاجر استراح منه الناس والشجر والدواب ، وأفضى إلى ما قدّم » (٥).

وعنه عليه‌السلام : « لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب ، ما خلّى الله بين عبده المؤمن وبين ذنب ابداً » (٦)

__________________

١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٥٧ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٦٩.

٢ ـ أمالي الطوسى ٢ : ١٥٨ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٠.

٣ ـ تنبيه الخواطر ٢ : ٧٠.

٤ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٨٣ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٠.

٥ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٨٤ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٠

٦ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٨٤ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٠.

٢٠٨

وعنه عليه‌السلام قال : « يوحي الله عز وجل إلى الحفظة الكرام البررة : لاتكتبوا على عبدي المؤمن عند ضجره شيئاً » (١).

وعنه عليه‌السلام : « المجالس بالأمانة ، ولا يحل لمؤمن أن يأثر (٢) عن أخيه المؤمن قبيحاً » (٣).

نوف بن عبدالله البكالي قال : قال لي علي عليه‌السلام : « يا نوف ، خلقنا منطينة طيبة : وخلقت شيعتنا من طينتنا ، فإذا [ كان يوم القيامة ] (٤) الحقوا بنا ».

قال نوف : فقلت : صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين. فبكى لذكري شيعته ، ثم قال : « يا نوف ، شيعتي ـ والله ـ الحكماء ، الحلماء ، العلماء بالله وبدينه ، العاملون بطاعته وأمره ، المهتدون بحبه ، أنضاء عبادة ، أحلاس زهادة ، صفر الوجوه من التهجد ، عمش العيون من البكاء ، ذبل الشفاه من الذكر ، خمص البطون من الطوى ، تعرف الزهادة في وجوههم ، والرهبانية في سيمتهم ، مصابيح كل ظلمة ، وريحان كل قبيل ، لايسبون من المسلمين سلفاً ، ولايقتفون لهم خلفاً ـ قال أبوالفضل : من قول الله : ( ولاتقف ماليس لك به علم ) (٥) ـ شرورهم مأمونة ، وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة ، وحوائجهم خفيفة ، أنفسهم منهم في عناء ، والناس منهم في راحة ، فهم الأكايس الألباء ، والخالصة النجباء ، وهم الظماء الرواغون فراراً بدينهم ، إن شهدوا لم يعرفوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا ، اُولئك شيعتي الأطيبون ، وإخواني الاكرمون ، ألا ، ها! شوقاً إليهم » (٦).

وعنه عليه‌السلام قال : « من اُعطي أربع خصال فقد اُعطي خير الدنيا والاخرة ، وفاز بحظه منها : ورع يعصمه عن محارم الله ، وحسن خلق يعيش به في الناس ، وحلم يدفع به جهل الجاهل ، وزوجة صالحة تعينه على ، أمرالدنيا والاخرة » (٧).

وعنه عليه‌السلام : « سيد الأعمال ثلاثة : إنصاف الناس من نفسك ،

__________________

١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٨٤ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٠.

٢ ـ يأثر : يذكر « الصحاح ـ أثر ـ ٢ : ٥٧٥ ».

٣ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٨٥ ، تنبيه الخواطر٢ ٠ : ٧٠.

٤ ـ أثبتناه من الأمالي.

٥ ـ الأسراء ١٧ : ٣٦.

٦ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٨٨ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٠

٧ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٨٩ ، وفيه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتنبيه الخواطر ٢ : ٧٠.

٢٠٩

ومواساة الأخ في الله ، وذكر الله على كل حال » (١).

[ عبدالله بن محمد بن عبيد بن ياسين بن ] محمد بن عجلان (٢) ـ مولى الباقر عليه‌السلام ـ قال : سمعت مولاي أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا عليه‌السلام ، يذكرعن ابائه ، عن جعفر بن محمد قال : « قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه (٣) : ما أنعم الله على عبد بنعمة فشكرها بقلبه ، إلا استوجب المزيد فيها قبل أن يظهر شكرها على لسانه ».

قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « من أصبح والآخرة همه ، استغنى بغير مال ، واستأنس بغير أهل ، وعَزَّ بغيرعشيرة ».

قال : وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « المؤمن لايحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب ، وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله عز وجل هو المنتصر له ».

قال : وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إن من الغرة بالله ، أن يصر العبد على المعصية ، ويتمنى على الله المغفرة ».

قال : وسمع أمير المؤمنين عليه‌السلام رجلاً يقول : اللهم إني أعوذ بك منالفتنة ، فقال : « أراك تتعوذ من مالك وولدك ، يقول الله تعالى : ( انما أموالكم وأولادكم فتنة ) (٤) ولكن قولوا : اللهم إنا نعوذ بك من مظلات الفتن » (٥)

ابن السكيت قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا عليه‌السلام يقول : « قال أمير المؤمنين عليه‌السلام (٦) : اياكم والالطاط (٧) بالمنى ، فإنها من بضائع

__________________

١ ـ أمالي الطوسي٢ : ١٩٠ ، وفيه : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتنبيه الخواطر ٢ : ٧٠.

٢ ـ ما في المتن وتنبيه الخواطر٢ : ٧١ ، من رواية محمد بن عجلان عن الأمام الهادي عليه‌السلام سهو ظاهر ، لأستحالة ذلك والصواب ما أثبتناه من أمالي الطوسي٢ : ١٩٢ ، حيث روي عين الحديث عن عبد الله بن محمد بن عبيد بن ياسين بن محمد بن عجلان مولى الباقر عليه‌السلام ، وهو الذي وصفه الجعابي شيخ المفيد بالشيخ الصالح كما في أمالي المفيد : ٣٣٦ / ٧ ، ولعله نفسه المذكور في تاريخ بغداد بعنوان عبدالله بن محمد بن ياسين الفقيه الدوري المكنى بأبي الحسن المتوفى سنة ٣٠٢ أو ٣٠٣ ، اُنظر « تاريخ بغداد١٠ : ١٠٦رقم٥٢٢٦ ، ومعجم رجال الحديث ١٠ : ٣١٣ ».

٣ ـ في الأصل زيادة : يقول.

٤ ـ الأنفال ٨ : ٢٨.

٥ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٢ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧١.

٦ ـ في ألأصل زيادة : يقول.

٧ ـ لط بالأمر : لزمه « الصحاح ـ لطط ـ ٣ : ١٥٦ ».

٢١٠

الفجرة » (١).

الحسن البصري : حادثوا هذه القلوب فإنها لسريعة الدبور ، واقدعوا (٢) هذه الأنفس فإنها طلقة ، فإنكم إن لا تقدعوها تنزع بكم إلى شرغاي (٣).

وقال بعضهم :

حياتك أنفاس تعد فكلّما

مضى نفس منها انتقصت به جزءا

فتصبح في نقص وتمسي بمثله

ومالك معقول تحسّ به رزءا

ويفنيك مايبقيك فى كل ليلة

ويحدوك أمر ما تريد به الهزءا (٤)

ابن السكيت النحوي قال : سألت أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهما‌السلام ، قلت : مابال القران لايزداد على الدرس والنشر إلاغضاضة؟ قال : « لأن الله تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولالناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة » (٥).

حفص بن غياث القاضي قال : كنت عند سيد الجعافرة ـ جعفر بن محمد عليه‌السلام ـ لما أقدمه المنصور ، فأتاه ابن أبي العوجاء ـ وكان ملحداً ـ فقال : ماتقول في هذه الآية : ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ) (٦) هب هذه الجلود عصت فعذبت ، فما بال الغيرية!

فقال أبوعبدالله : « ويحك ، هي هي وهي غيرها ».

فقال : أعقلني هذا القول.

فقال له : « أرأيت لو أن رجلاً عمد إلى لبنة فكسرها ، ثم صب عليها الماء وجبلها ثم ردها إلى هيئتها الاُولى ، ألم تكن هي هي وهي غيرها! »

قال : بلى ، أمتع الله بك (٧).

__________________

١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٣ ، تنببيه الخواطر ٢ : ٧٢.

٢ ـ الفدع : ألكف وألمنع « الصحاح ـ قدع ـ ٣ : ١٢٦٠ ».

٣ ـ تنبيه الخواطر ٢ : ٧٢.

٤ ـ تنبيه ألخواطر ٢ : ٧٢.

٥ ـ أمالي الطوسى ٢ : ١٩٣ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٢.

٦ ـ النساء ٤ : ٥٦.

٧ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٣ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٣.

٢١١

سفيان بن عيينة قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : « وجدت علوم الناس كلها في أربع خلال : أولها أن تعرف ربك ، والثانية أن تعرف ما صنع بك ، والثالثة أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك » (١).

محمد بن عجلان قال : أصابتني فاقة شديدة وإضاقة ، ولا صديق لمضيق ، ولزمني دين ثقيل ، وغريم ملح في اقتضائه ، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد ـ وهو يومئذ أميرالمدينة ـ لمعرفة كانت بيني وبينه ، وشعر بذلك من حالي محمد بن عبدالله بن علي ابن الحسين ، وكانت بيني وبينه قديم معرفة ، ولقيني في الطريق فأخذ بيدي وقال : قد بلغني ما أنت بسبيله ، فمن تؤمل لكشف ما نزل بك؟

قلت : الحسن بن زيد.

فقال : إذاً لاتنقضي حاجتك ولا تسعف بطلبتك ، فعليك بمن يقدرعلى ذلك ، وهوأجود الأجودين ، فالتمس ما تؤمله من قبله ، فاني سمعت ابن عمي ـ جعفر ابن محمد ـ يحدث عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبيطالب عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه إليه : وعزتي وجلالي ، لأقطعن أمل كل مؤمل أمّل غيري بالأياس ، ولاكسونّه ثوب المذلة في النار (٢) ، ولأبعدنّه من فرجي وفضلي ، أيؤمل عبدي في الشدائد غيري ، والشدائد بيدي! أو يرجو سواي ، وأنا الغني الجواد! بيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة ، وبابي لآملي مفتوح لمن دعاني.

ألم يعلموا إن من دهته نائبة لم يملك كشفها عنه غيري ، فمالي أراه بأمله معرضاًعني! وقد أعطيته بجودي وكرمي مالم يسألني ، فأعرض عني ولم يسألني ، وسأل في نائبته غيري ، وأنا الله ابتدئ بالعطية قبل المسألة ، أفأسأل فلا أجود! كلا ، أوليس الجود والكرم لي! أو ليس الدنيا والاخرة بيدي! فلو أن سبع سماوات وأرضين سألوني جميعاً ، فأعطيت كل واحد منه مسألته! ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة ، وكيف ينقص ملك أنا قيّمه! فيابؤس لمن عصاني ولم يراقبني ».

فقلت له : يا ابن رسول الله ، أعد عليّ هذا الحديث ، فأعاده ثلاثاً ، فقلت : لا

__________________

١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٤ ، تنبيه ألخواطر ٢ : ٧٣.

٢ ـ في أمالي الطوسي : الناس.

٢١٢

ـ والله ـ لاسألت بعدها أحداً حاجة فما لبثت ان جاءني الله برزق من عنده (١).

أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن النبي عليه‌السلام وآله : « النساء عيّ وعورات ، فداووا عيّهن بالسكوت ، وعوراتهن بالبيوت » (٢).

إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يقول الله عز وجل : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني ، إلاّ قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه ، فإن سألني لم أعطه ، وإن دعاني لم اُجبه ، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي ، إلا ضمنت السماوات والأرض رزقه ، فإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن استغفرني غفرت له » (٣).

الحسين عليه‌السلام قال : « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه إذا ابتهل ودعا ، كما يستطعم (٤) المسكين » (٥).

الحسين عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من أجرى الله على يديه فرجاً لمؤمن ، فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة » (٦).

وعنه عليه‌السلام ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من عال أهل بيت من المسلمين ـ يومهم وليلتهم ـ غفر الله ذنوبه » (٧).

أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انما ابن آدم ليومه ، فمن أصبح آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا (٨) ».

__________________

١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٦ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٣.

٢ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٧ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٤.

٣ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٧ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٤.

٤ ـ في الأصل : يستعظم ، وما أثبتناه من الأمالي.

٥ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٨ ، وفيه : عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، وتنيه الخواطر ٢ : ٧٤.

٦ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٩ ، وفيه : عن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عنأبيه ، عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتنبيه الخواطر ٢ : ٧٤ ، وفيه : عن الحسن عليه‌السلام.

٧ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٩٩ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٤.

٨ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٠١ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٤.

٢١٣

أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي (١) قال : كنت مع الرضا عليه‌السلام لما وصل الى نيسابور ، وهو راكب بغلة شهباء ، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله ، فلما صار في المربعة تعلقوا بلجام بغلته فقالوا : يا ابن رسول الله ، حدثنا بحق آبائك الطاهرين حديثاً عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين فأخرج رأسه من الهودج ـ وعليه مطرف خزـ

وقال :

« حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ابن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ـ سيد شباب أهل الجنة ـ عن أمير المؤمنين ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال : أخبرني جبريل الروح الأمين ، عن الله ـ تقدست أسماؤه وجلّ وجهه ـ انه يقول : إني أنا الله لا إله إلاّ أناوحدي ، عبادي فاعبدوني ، وليعلم من لقيني منكم بشهادة ألاّ إله إلاّ الله ـ مخلصاً بها ـ أنه قد دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي ».

قالوا : يا ابن رسول الله ، وما إخلاص الشهادة لله؟

قال : « طاعة الله ورسوله ، وولاية أهل بيته عليهم‌السلام » (٢).

أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اثنتان : كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها ، فإنه لاحكيم إلا ذوعثرة ولاسفيه إلا ذو تجربة » (٣).

عن أبي بردة الأسلمي (٤) قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

__________________

١ ـ في الأصل : أبوالصلت عبدالله بن صالح الهري ، والصواب ما أثبتناه في المتن ، وهو عبد السلام ابن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة القرشي مولاهم أبو الصلت الهروي ، سكن نيشابور ، ورحل في الحديث إلى ألأمصار ، وخدم علي بن موسى الرضا ، وثقه النجاشي وقال : صحيح الحديث ، وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليه‌السلام. أنظر « رجال النجاشي : ١٧٢ ، رجال الشيخ : ٣٨٠ / ١٤ ، تهذيب التهذيب ٦ : ٣١٩ ، ميزان الإعتدال ٢ : ٦١٦ ، معجم رجال الحديث ١٠ : ١٦ ».

٢ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٠٢ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٤.

٣ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٠٢ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٥.

٤ ـ في الأصل « عن أبي يزيد عن أبي بريدة الأسلمي » ، وفي تنبيه الخواطر : « أبوبريدة الأسلمي » ، وما أثبتناه من أمالي الطوسي ، كذا عنونه ابن حجر وقال : دعاه النبي (ص) إلى الاسلام فأبى ثم كلمه الناس في ذلك فأجاب إليه وأسلم » ، ويحتمل كونه تصحيفاً ، صحته : « أبو برزة الأسلمي » ، وهو نضلة بن عبيد صاحب

٢١٤

« لا تَزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن جسده ، فيما أبلاه؟ وعن عمره ، فيما أفناه؟ وعن ماله ، مما اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعنْ حبنا أهل البيت » ‎(١).

قال معاوية لخالد بن معمر : على ما أحببت علياً؟

قال : على ثلاث خصال : على حلمه إذاً غضب ، وعلى صدقه إذا قال ، وعلى عدله إذا ولي (٢).

لما احتضر أمير المؤمنين عليه‌السلام جمع بنيه ـ حسناً ، وحسيناً ، ومحمد بن الحنفية ، والأصاغر من ولده ـ فوصاهم وقال في آخر وصيته : « يا بني ، عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم ، وإن فقدتم بكوا عليكم. يا بني ، إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة وتتناجى بها ، وكذلك هي في البغض ، فإذا أبغضتم الرجل ـ من غير خير سبق منه إليكم ـ فاحذروه » (٣).

الإمام موسى بن جعفر بن محمد عليهم‌السلام قال : « أحسن من الصدق قائله ، وخير من الخير فاعله » (٤).

أمير المؤمنين عليه‌السلام عن النبي عليه‌السلام وآله ، أنه « لقي ملك رجلاً على باب دار كان ربها غائباً ، فقال له الملك : ماجاء بك إلى هذه الدار؟ فقال : أخ أردت زيارته.

قال : ألرحمٍ ماسة بينك وبينه ، أم نزعتك إليه حاجة؟

قال : ما بيننا رحم ماسة أقرب من رحم الاسلام ، وما نزعتني إليه حاجة ، قال (٥) : وما بيننا رحم ، ولكن زرته في الله تعالى رب العالمين.

قال : فابشر ، فإني رسول الله إليك ، وهو يقرؤك السلام ، ويقول لك : إياي قصدت ، وما عندي أردت بصنيعك ، فقد أوجبت لك الجنة ، وعافيتك من غضبي والنار

__________________

النبي (ص) المتوفى سنة ٦٠ أو ٦٤ هـ. اُنظر « اُسد الغابة ٥ : ١٤٦ ، الإصالة ٤ : ١٩ / ١١٩ ، تهذيب التهذيب ١٠ : ٤٤٦ / ٨١٥ ، معجم رجال الحديث ٢١ : ٤٢ / ١٣٩٥ ».

١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٠٦ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٥.

٢ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٠٧ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٥.

٣ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٠٨ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٥.

٤ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٠٩ ، وفيه : عن موسى بن جعفر قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) ، وتنبيه الخواطر ٢ : ٧٥ ، وفيه عن موسى بن جعفرعن أبيه جعفر بن محمد (ع).

٥ ـ كذا ، والظاهر أنها زائدة.

٢١٥

حيث اتيته » (١).

وعنه عليه وآله السلام أنه قال : « من أدى فريضة ، فله عند الله دعوة مستجابة » (٢).

وعنه عليه وآله السلام قال : « في ابن ادم ثلاث مائة وستون عرقاً ، منها مائة وثمانون ساكنة ، فلو سكن المتحرك لم يبق الانسان ، ولو تحرك الساكن لهلك الانسان ».

وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله في كل يوم إذا أصبح وطلعت الشمسِ يقول : الحمد لله رب العالمين كثيراً طيباً على كل حال. يقولها ثلاثمائة وستين مرة شكراً (٣).

وعنه صلوات الله عليه وآله أنه قال : « من أفضل الأعمال عند الله عز وجل إبراد الاكباد الحارة ، وإشباع الأكباد الجائعة ، والذي نفس محمد بيده ، لايؤمن بي عبد يبيت وأخوه ـ أوقال : جاره ـ المسلم جائع » (٤).

وعنه عليه‌السلام قال : « ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصائل الايمان : الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له » (٥).

محمد بن سلام الجمحي قال : حدثني يونس بن حبيب النحوي ـ وكان عثمانياً ـ قال : قلت للخليل بن أحمد : اُريد أن أسألك عن مسألة تكتمها عليّ.

قال : قولك يدل على أن الجواب أغلظ من السؤال ، فتكتمه أنت أيضاً.

قال : قلت : نعم ، أيام حياتك.

قال : سل.

قلت : ما بال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورحمهم ، كأنهم كلهم بنو أم واحدة ، وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام من بينهم كأنه ابن علة؟

قال : من أين لك هذا السؤال؟

__________________

١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٠٩ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٦.

٢ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢١٠ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٦.

٣ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢١٠ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٦.

٤ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢١١ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٦.

٥ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢١٦ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٦.

٢١٦

قال : قلت : قد وعدتني الجواب.

قال : وقد ضمنت لي الكتمان.

قال : قلت : أيام حياتك.

فقال : إن علياً عليه‌السلام تقدمهم إسلاماً ، وفاقهم علماً وبذهم شرفاً ، ورجحهم زهداً ، وطالهم جهاداً ، وتقدمهم هجرة فحسدوه ، والناس إلى أشكالهم وأشباههم أميل ممن بان منهم وفاقهم (١).

عن اُم سلمة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قالت : إذا أراد الله عز وجل بعبده خيراً ، جعل له واعظاً من نفسه ، يأمره وينهاه (٢).

وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا ودع رجلاً من المسلمين قال له : « زودك الله التقوى ، وغفر ذنبك ، ووجهك إلى الخير حيث توجهت » (٣).

عن جعفر بن محمد أنه قال لبعض أصحابه : « إذا رأيت السلطان يحتكر الطعام ، ورأيت أموال ذي القربى واليتامى والمساكين ، تقسم في الزور ، ويشرب بها الخمور ، ورأيت الخمر يتداولونها ، وتوصف للمريض يستشفي بها ، ورأيت الناس قداستووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وترك التدين به ، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر به ، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها ، ورأيت الصدقة بالشفاعة ـ لايراد بها وجه الله ـ وتعطى لطلب الناس ، ورأيت الناس همّتهم بطونهم وفروجهم ، لايبالون بما أكلوا ولا مانكحوا ، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ، ورأيت أعلام الحق والهدى قد درست ، فكن على حذر ، واطلب إلى الله تعالى النجاة.

واعلم أن الناس في سخط الله وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم ، فكن متوقياً واجتهد ليراك الله تعالى على خلاف ماهم عليه ، وإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت الى رحمة الله ، وإن بقيت كنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة ، وسلمت من عذاب الله ، واعلم أن الله تعالى لايضيع أجر المحسنين » (٤).

__________________

١ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٢١ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٧٦.

٢ ـ تنبيه الخواطر ٢ : ٧٧.

٣ ـ تنبيه الخواطر ٢ : ٧٨.

٤ ـ الكافي ٨ : ٤١ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٤١.

٢١٧

وروى علي بن عيسى ـ يرفعه ـ قال : إن موسى صلى الله عليه ناجاه الله تبارك وتعالى ، فقال له في مناجاته : يا موسى ، لا تطوّل في الدنيا أملك فيقسو قلبك ، وقاسي القلب مني بعيد ، وأمت قلبك بالخشية ، وكن خَلِق الثياب جديد القلب ، تخفى على أهل الأرضين وتعرف في أهل السماء ، جليس البيوت ، مصباح الليل ، واقنت بين يدي قنوت الصابرين ، وضج إلي من كثرة الذنوب ضجيج الهارب من عدوه ، واستعنبي على ذلك ، فإني نعم العون ونعم المستعان.

يا موسى ، إني [ أنا ] (١) الله فوق العباد والعباد دوني ، وكل لي داخرون ، فاتّهم نفسك على نفسك ، ولاتأمنن ولدك على دينك ، إلاّ أن يكون مثلك يحب الله تعالى

يا موسى ، واقترب من عبادي الصالحين.

اُوصيك ـ يا موسى ـ وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم ، صاحب الأتان (٢) والبرنس ، والزيت والزيتون ، والمحراب. ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر ، الطيب الطاهر ، فمثَله في كتابك أنه مؤمن مهيمن على الكتب كلها ، وأنه راكع ساجد راغب راهب ، إخوانه المساكين ، وأنصاره قوم اخرون ، ويكون في زمانه أزْل (٣) وزلزال وقمّل ، وقلة من المال ، وكذلك اسمه أحمد ومحمد الأمين من الباقين ، من ثلة الأولين والماضين ، يؤمن بالكتب كلها ، ويصدق جميع المرسلين ، ويشهد بالإخلاص لجميع المؤمنين ، اُمته مرحومة مباركة مابقوا في الدين على حقائقه ، لهم ساعات مؤنسات يؤدون فيها الصلوات أداء العبد إلى سيده نافلته ، فَصَدِقْه ومنهاجَه فاتبع ، فإنه أخوك.

يا موسى ، إنه اُميّ ، وهو عبد صدق ، يبارك له فيما وضع يده ويبارك عليه ، كذلك كان في علمي ، وكذلك خلقته ، به أفتح (٤) الساعة ، وبأمته أختم مفاتيح الدنيا ، فمر بني اسرائيل ، أن لايدرسوا اسمه ، وأن لايخذلوه ، وإنهم لفاعلون! وحسبه فيحسبه ، (٥) وأنا معه ، وأنا من حزبه وهو من حزبي ، وحزبي هم الغالبون ، فتمّت كلماتي لاُظهرنّ دينه على الأديان كلها ، ولأعبدنّ بكل مكان ، ولانُزلن عليه فرقاناً

__________________

١ ـ أثبتناه من الكافي.

٢ ـ الأتان بالفتح : الانثى من الحمير « مجمع البحرين ـ أتن ـ ٦ : ١٩٧ ».

٣ ـ الأزل : الضيق والجدب والشدة « الصحاح ـ أزل ـ ٤ : ١٦٢٢ ».

٤ ـ في الأصل : ربما فتح ، وما أثبتناه من الكافي.

٥ ـ في الكافي وتنبيه الخواطر : وحبه لي حسنة.

٢١٨

شفاءاً لما في الصدور ، ومن نفث الشيطان. فصلّ عليه ـ يابن عمران ـ فإني اُصلي عليه وملائكتي.

يا موسى ، أنت عبدي ، وأنا إلهك ، لا تستذل الحقير الفقير ، ولا تغبط الغني بشيء يسير ، وكن عند ذكري خاشعاً ، وعند تلاوته برحمتي طامعاً (١) ، وأسمعني لذاذة التوراة بصوت خاشع حزين ، وتطهّرعند ذكري ، وذكر بي من يطئن إليّ ، واعبدني ولا تشرك بي شيئاً ، وتحرَّ مسرتي ، إنّي أنا السيد الكبير ، إنّي خلقتك من نطفة من ماء مهين ، من طينة أخرجتها من أرض ذليلة ممشوجة فكانت بشراً ، فأنا صانعها خلقاً فتبارك وجهي وتقدس صنعي ، ليس كمثلي شيء ، وأنا الدائم لا أزول.

يا موسى ، كن إذا دعوتني خائفاً مشفقاً وجلاً ، عفّر وجهك في التراب ، واسجد لي بمكارم بدنك (٢) ، واقنت بين يدي في القيام ، وناجني حين تناجيني بخشية من قلب وجل ، فاحي بتوراتي أيام الحياة ، وعلم الجهال محامدي ، وذكّرهم آلائي ونعمتي ، وقل لهم : لايتمادون في غيّهم ، فإنّ أخذي أليم شديد.

ياموسى ، إن انقطع حبلك مني لم يتصل بحبل غيري ، فاعبدني وقم بين يدي مقام العبد الحقير ، ذمَّ نفسك فهي أولى بالذم ، ولا تتطاول بآياتي على بني اسرائيل ، فكفى بهذا واعظاً لقلبك ومنيراً ، وهوكلام رب العالمين جل وتعالى.

يا موسى ، منى ما دعوتني ورجوتني ، فإني سأغفر لك ما كان منك ، فعليك بالصلاة الصلاة ، فإنها منّي بمكان ، ولها عندي عهد وثيق ، فألحق بها ما هو منها ، زكاة القربان من طيب المال والطعام ، فإني لا أقبل إلاّ الطيّب يراد به وجهي ، واقرن مع ذلك صلة الأرحام ، فإنّي أنا الرحمن الرحيم ، أنا خلقتها فضلاً من رحمتي ، ليتعاطف بها العباد ، ولها عندي سلطان في معاد الآخرة ، فأنا قاطع من قطعها ، واصل من وصلها ، وكذلك أفعل بمن ضيّع أمري.

يا موسى ، أكرم السائل إذا أتاك ـ برد جميل أوعطاء يسير ـ فإنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ، ملائكة الرحمن ، يبلونك كيف أنت صانع فيما وليتك؟ وكيف مواساتك فيما خوّلتك؟ فاخشع لي بالتضرع ، واهتف لي بولولة الكتاب ، واعلم أني

__________________

١ ـ في الأصل : وعند تلاوة رحمتي طائعاَ ، وما أتبتناه من الكافي.

٢ ـ في الأصل : يديك ، وما أثبتناه من الكافي.

٢١٩

أدعوك دعاء السيد مملوكه المبلغ به شرف المنازل ، وذلك من فضلي عليك وعلى ابائك الأولين.

يا موسى ، لاتنسني على كل حال ، ولا تفرح بكثرة المال ، فإن نسياني يقسي القلب ، ومع كثرة المال كثرة الذنوب.

ياموسى ، اجعلني حرزك ، وضع عندي كنزك من الصالحات ، وخفني ولاتخف غيري ، إليّ المصير.

يا موسى ، إرحم من هو أسفل منك في الخلق ، ولا تحسد من هو فوقك ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

يا موسى ، ضع الكبر ، ودع الفخر ، واذكر أنك ساكن القبور ، فليمنعك ذلك من الشهوات.

يا موسى ، عجل التوبة ، واخر الذنب ، وتأنَّ في المكعث بين يديّ في الصلاة ، ولا ترج غيري ، اتخذني جُنّة للشدائد ، وحصناً لملمات الاُمور.

ياموسى ، نافس في الخير أهله ، فإن الخير كاسمه ، ودع الشر لكل مفتون.

يا موسى ، اجعل لسانك وراء قلبك تسلم ، واكثر ذكري بالليل والنهار تغنم ، ولا تتبع الخطايا فتندم ، فإن الخطايا موعدها النار.

يا موسى ، أطب الكلام لأهل الترك للذنوب ، وكن لهم جليساً ، واتخذهم لغيبك إخواناً ، وجدّ معهم يجدّون معك.

ياموسى ، الموت لاقيك لامحالة ، فتزود زاد من هو على أن يتزود قادر.

ياموسى ، ما اُريد به وجهي فكثير قليله ، وما اُريد [ به ] (١) غيري فقليل كثيره ، وإن أصلح أيامك (٢) الذي هو (٣) أمامك ، فانظر أي يوم هو ، فأعدّ له الجواب ، فإنك موقوف ومسؤول ، وخذ موعظتك من الدهر وأهله ، فإن الدهر طويله قصير وقصيره طويل ، وكل شيء فانٍِ ، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك ، لكي يكون أطمع لك في الآخرة لا محالة ، فإن ما بقي من الدنيا كما ولى منها ، وكل عامل يعمل على بصيرة ومثال ، فكن مرتاداً لنفسك ـ يا ابن عمران ـ لعلك تفوز غداً يوم السؤال ، فهنالك

__________________

١ ـ أثبتناه من الكافي.

٢ ـ في الأصل : يومك ، وما أثبتناه من الكافي.

٣ ـ في الأصل زيادة : فيه.

٢٢٠