( النظر الثالث )
( في القَسم والنشوز والشقاق )
( أمّا القَسم ) وهو بفتح القاف ، مصدر : قسمت الشيء ، والمراد به : قسمة الليالي بين الأزواج. أمّا بالكسر فهو : الحظّ والنصيب.
ولا ريب ولا خلاف في وجوبه في الجملة ؛ لما فيه من العدل بينهنّ ، وتحصينهنّ ، والمعاشرة بالمعروف المأمور بها في الآية (١).
قيل : وللتأسّي (٢). وفيه نظر ؛ لمنع وجوبه أوّلاً ، ثم على تقدير تسليمه منعه هنا ؛ لعدم وجوبه عليه في المشهور بين الخاصّة والعامّة ، ولا يجب التأسّي إلاّ فيما يفعله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجوباً ، أو ما لم يعلم عدم وجوبه.
وفيما مرّ كفاية لإثبات الوجوب ؛ مضافاً إلى النصوص المستفيضة :
منها : « من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقّه (٣) مائل ، أو ساقط » (٤).
وهل يجب بنفس العقد والتمكين ، ( فـ ) يجب ( للزوجة الواحدة ليلة ) من أربع ( وللاثنتين ليلتان ، وللثلاث ثلاث ، والفاضل من ) تمام
__________________
(١) النساء : ١٩.
(٢) انظر الروضة البهية ٥ : ٤١١ ، والحدائق ٢٤ : ٥٨٨.
(٣) الشقّ : من كلّ شيء نصفه القاموس المحيط ٣ : ٢٥٨.
(٤) عقاب الأعمال : ٣٣١ ، الوسائل ٢١ : ٣٤١ أبواب القسم والنشوز والشقاق ب ٣ ح ١ ؛ وانظر عوالي اللئلئ ١ : ٢٧٢ / ٩٠ ، المستدرك ١٥ : ١٠٩ أبواب القسم والنشوز والشقاق ب ١٢ ح ١ ؛ بتفاوت ، ورواه البيهقي في سننه ٧ : ٢٩٧ بتفاوت.