وسائل الشيعة - ج ١٠

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٠

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-10-8
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٦٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه كتب إلى المأمون : وصوم ثلاثة أيّام في كلّ شهر سنّة ، في كلّ عشرة أيّام يوم أربعاء بين خميسين ، وصوم شعبان حسن لمن صامه .

[١٣٧٤٤] ١٠ ـ وفي ( العلل ) عن الحسين بن أحمد ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى رفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الأربعاء يوم نحس مستمرّ لأنّه أول يوم وآخر يوم من الأيّام التي قال الله عزّ وجلّ : ( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) (١) .

[١٣٧٤٥] ١١ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن عبد الصمد ، عن عبد الملك ، عن عنبسة العابد قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : آخر خميس في الشهر ترفع فيه الأعمال .

[١٣٧٤٦] ١٢ ـ وفي ( معاني الأخبار ) و ( المجالس ) عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن نوح بن شعيب ( النيسابوري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عروة ابن أخي شعيب ) (١) العقرقوفي ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، عن الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في حديث ـ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوماً لأصحابه أيّكم يصوم الدهر ؟ فقال سلمان : أنا يا رسول الله ، فقال رجل لسلمان : رأيتك في أكثر نهارك تأكل ، فقال : ليس حيث تذهب ، إنّي أصوم الثلاثة في الشهر قال الله عزّ

___________________

١٠ ـ علل الشرائع : ٣٨١ / ٢ .

(١) الحاقة ٦٩ : ٧ .

١١ ـ علل الشرائع : ٣٨١ / ٣ .

١٢ ـ معاني الأخبار : ٢٣٤ / ١ ، وأمالي الصدوق : ٣٧ / ٥ .

(١) ما بين القوسين ليس في المعاني .

٤٢١

وجلّ ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (٢) وأَصل شعبان بشهر رمضان ، فذلك صوم الدهر ، وفيه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال للرجل : أنّى لك بمثل لقمان الحكيم ، سله فإنّه ينبئك .

[١٣٧٤٧] ١٣ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) بالإِسناد السابق (١) عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة عن أبان ، عن أبي جعفر الأحول ، عن بشّار بن بشّار (٢) قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : لأي شيء يصام يوم الأربعاء ؟ قال : لأنّ النار خلقت يوم الأربعاء .

وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد مثله (٣) .

[١٣٧٤٨] ١٤ ـ وبإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) في حديث شرائع الدين ـ قال : وصوم ثلاثة أيّام في كلّ شهر سُنّة ، وهو صوم خميسين بينهما أربعاء ، الخميس الأوّل من العشر الأُوَل ، والأربعاء من العشر الأوسط ، والخميس الأخير من العشر الأخير .

ورواه ابن شعبة في ( تحف العقول ) مرسلاً عن الرضا ( عليه السلام ) في كتابه إلى المأمون ، وذكر مثله (١) .

[١٣٧٤٩] ١٥ ـ وبإسناده عن علي ( عليه السلام ) ـ في حديث الأربعمائة

___________________

(٢) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

١٣ ـ ثواب الأعمال : ١٠٦ / ٧ .

(١) سبق في ذيل الحديث ٢ من هذا الباب .

(٢) في المصدر : بشار بن يسار .

(٣) الخصال : ٣٨٧ / ٧٤ .

١٤ ـ الخصال : ٦٠٦ / ٩ .

(١) تحف العقول : ٣١٣ .

١٥ ـ الخصال : ٦١٢ و ٦٢٣ .

٤٢٢

قال : وصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر : أربعاء بين خميسين ، وصوم شعبان يذهب بوسوسة الصدور وبلابل القلب ـ إلى أن قال ـ صوموا ثلاثة أيّام في كلّ شهر ، وهي تعدل صوم الدهر ، ونحن نصوم خميسين بينهما أربعاء ، لأنّ الله عزّ وجلّ خلق جهنّم يوم الأربعاء .

[١٣٧٥٠] ١٦ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوّل ما بُعث يصوم حتى يقال : ما يفطر ، ويفطر حتى يقال : ما يصوم ، ثمّ ترك ذلك وصام يوماً وأفطر يوماً ، وهو صوم داود ( عليه السلام ) ثمّ ترك ذلك وصام الثلاثة الأيّام الغرّ ، ثمّ ترك ذلك ، وفرّقها في كلّ عشرة يوماً ، خميسين بينهما أربعاء ، فقبض ( عليه السلام ) وهو يعمل ذلك .

ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن محمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، نحوه إلّا أنّه ترك ذكر الثلاثة الأيّام الغرّ (١) .

[١٣٧٥١] ١٧ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحسن ، عن أحمد بن صبيح ، عن عنبسة العابد قال : قبض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على صوم شعبان ورمضان وثلاثة أيّام في كلّ شهر : أول خميس ، وأوسط أربعاء ، وآخر خميس ، وكان أبو جعفر وأبو عبد الله ( عليهما السلام ) يصومان ذلك .

[١٣٧٥٢] ١٨ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن

___________________

١٦ ـ الكافي ٤ : ٩٠ / ٢ ، وأورد صدره عن الدروع الواقية في الحديث ١ من الباب ١٣ من هذه الأبواب .

(١) الخصال : ٣٩٠ / ٨٠ .

١٧ ـ الكافي ٤ : ٩١ / ٧ ، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب .

١٨ ـ الكافي ٤ : ٩٢ / ٦ .

٤٢٣

الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه سُئل عن الصوم في الحضر ؟ فقال : ثلاثة أيّام في كلّ شهر الخميس من جمعة ، والأربعاء من جمعة ، والخميس من جمعة أُخرى .

[١٣٧٥٣] ١٩ ـ وقال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : صيام شهر الصبر وثلاثة أيّام من كلّ شهر يذهبن ببلابل الصدر ، وصيام ثلاثة أيّام من كل شهر صيام الدهر ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (١) .

ورواه الصدوق مرسلاً (٢) .

ورواه في ( ثواب الأعمال ) بالإِسناد السابق (٣) عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وذكر مثله (٤) .

ورواه في ( المجالس ) عن جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير مثله (٥) .

[١٣٧٥٤] ٢٠ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز قال : قيل لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما جاء في الصوم في يوم الأربعاء ؟ فقال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إنّ الله عزّ وجلّ خلق النار يوم الأربعاء فأوجب (١) صومه ليتعوّذ به من النار .

___________________

١٩ ـ الكافي ٤ : ٩٢ / قطعة من حديث ٦ .

(١) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

(٢) الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٣ .

(٣) سبق في ذيل الحديث ٢ من هذا الباب .

(٤) ثواب الأعمال : ١٠٥ / ٢ .

(٥) أمالي الصدوق : ٤٧٠ / ١٠ .

٢٠ ـ الكافي ٤ : ٩٣ / ١٠ .

(١) في نسخة من الثواب : فأحب ( هامش المخطوط ) .

٤٢٤

ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) بالإِسناد السابق (٢) عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى (٣) .

أقول : المراد بالوجوب الاستحباب المؤكّد لما تقدّم هنا (٤) وفي من يصحّ منه الصوم (٥) وغير ذلك (٦) ولما يأتي (٧) .

[١٣٧٥٥] ٢١ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن الصيام في الشهر ، كيف هو ؟ قال : ثلاث في الشهر ، في كل عشر يوم ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (١) .

[١٣٧٥٦] ٢٢ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله ، وزاد : وثلاثة أيّام في الشهر صوم الدهر .

ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) بالإِسناد السابق (١) عن الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر مثله مع الزيادة (٢) .

[١٣٧٥٧] ٢٣ ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن علي بن

___________________

(٢) سبق في ذيل الحديث ٢ من هذا الباب .

(٣) ثواب الأعمال : ١٠٥ / ٥ .

(٤) تقدم في الأحاديث ٦ ، ٧ ، ٨ ، ٩ من هذا الباب .

(٥) تقدم في الحديثين ٢ ، ٥ من الباب ٢١ من أبواب من يصح منه الصوم .

(٦) تقدم في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب بقية الصوم الواجب ، وفي الأحاديث ١٦ ، ١٧ ، ١٨ ، ١٩ ، ٢٠ من الباب ١ من أبواب أحكام شهر رمضان .

(٧) يأتي في الأحاديث ٢٣ ، ٢٧ ، ٣٢ من هذا الباب .

٢١ ـ الكافي ٤ : ٩٣ / ٧ .

(١) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

٢٢ ـ التهذيب ٤ : ٣٠٢ / ٩١٤ .

(١) سبق في ذيل الحديث ٢ من هذا الباب .

(٢) ثواب الأعمال : ١٠٥ / ٣ .

٢٣ ـ التهذيب ٤ : ٣٠٣ / ٩١٥ ، والاستبصار ٢ : ١٣٦ / ٤٤٥ .

٤٢٥

أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن صوم السنة ؟ فقال : صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر : الخميس والأربعاء والخميس يذهب ببلابل القلب ، ووحر الصدر ، الخميس والأربعاء والخميس ، وإن شاء الاثنين والأربعاء والخميس ، وإن شاء صام في كلّ عشرة يوماً ، فإنّ ذلك ثلاثون حسنة ، وإن أحب أن يزيد على ذلك فليزد .

[١٣٧٥٨] ٢٤ ـ أحمد بن أبي عبد الله البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن ( يونس ، عن أبان ) (١) ، عن الأحول ، عن ابن سنان قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : لأيّ شيء يصام يوم الأربعاء ؟ قال : لأنّ النار خلقت يوم الأربعاء .

[١٣٧٥٩] ٢٥ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : دخلت الجنّة فوجدت أكثر أهلها البله ـ يعني بالبله : المتغافل عن الشرّ ، العاقل في الخير ـ والذين يصومون ثلاثة أيّام من كلّ شهر .

[١٣٧٦٠] ٢٦ ـ ورواه الصدوق في ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري بالإِسناد مثله ، إلّا أنّه قال : قلت : ما البله ؟ قال : العاقل في الخير ، والغافل عن الشرّ ، الذي يصوم في كلّ شهر ثلاثة أيّام .

[١٣٧٦١] ٢٧ ـ محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : عرضت عليّ أعمال أُمّتي فوجدت في أكثرها خللاً

___________________

٢٤ ـ المحاسن : ٣١٩ / ٥٣ .

(١) في المصدر : يونس بن أبان .

٢٥ ـ قرب الإسناد : ٣٦ .

٢٦ ـ معاني الأخبار : ٢٠٣ / ١ .

٢٧ ـ المقنعة : ٥٩ .

٤٢٦

ونقصاناً ، فجعلت مع كلّ فريضة مثليها نافلة ليكون من أتى بذلك قد حصلت له الفريضة ، لأنّ الله تعالى يستحيي أن يعمل له العبد عملاً فلا يقبل منه الثلث ، ففرض الله الصلاة في كل يوم وليلة سبع عشر ركعة ، وسنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أربعاً وثلاثين ركعة ، وفرض الله صيام شهر رمضان في كلّ سنة ، وسن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صيام ستّين يوماً في السنة ليكمل فرض الصوم ، فجعل في كل شهر ثلاثة أيّام : خميساً في العشر الأُوَّل منه وهو أوّل خميس في العشر ، وأربعاء في العشر الأوسط منه ، وهو أقرب إلى النصف من الشهر ، وربّما كان النصف بعينه ، وآخر خميس في الشهر .

[١٣٧٦٢] ٢٨ ـ وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : دخلت الجنّة فرأيت أكثر أهلها الذين يصومون ثلاثة أيّام من كل شهر ، فقلت : كيف خص به الأربعاء والخميسان ؟ فقال : إنّ من قبلنا من الأُمم كان إذا نزل بهم العذاب نزل في هذه الأيّام ، فصام رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) الأيّام المخوفة .

[١٣٧٦٣] ٢٩ ـ علي بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) قال : سألته عن الصوم في الحضر ؟ فقال : ثلاثة أيّام في كلّ شهر : الخميس في الجمعة ، والأربعاء في جمعة ، والخميس في جمعة .

[١٣٧٦٤] ٣٠ ـ العياشي في ( تفسيره ) عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من صام ثلاثة أيّام في الشهر فقيل له : أنت صائم الشهر كلّه ؟ فقال : نعم ، فقد صدق ، لأن الله تعالى يقول : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (١) .

___________________

٢٨ ـ المقنعة : ٥٩ .

٢٩ ـ مسائل علي بن جعفر : ١٤٧ / ١٨٣ .

٣٠ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٨٥ / ١٣٢ .

(١) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

٤٢٧

[١٣٧٦٥] ٣١ ـ وعن الحسين بن سعيد ، يرفعه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : صيام شهر الصبر وثلاثة أيّام من كلّ شهر يذهبن بلابل الصدر (١) ، وصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر صيام الدهر ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (٢) .

[١٣٧٦٦] ٣٢ ـ وعن أحمد بن محمّد قال : سألته : كيف يصنع في الصوم ، صوم السنة ؟ فقال : صوم ثلاثة أيام في الشهر : خميس من عشر ، وأربعاء من عشر ، وخميس من عشر ، الأربعاء بين خميسين ، إنّ الله يقول : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (١) ثلاثة أيّام في الشهر صوم الدهر .

[١٣٧٦٧] ٣٣ ـ وعن علي بن عمّار قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (١) من ذلك صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) وعلى نفي الوجوب فيمن يصح منه الصوم (٣) وغير ذلك (٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٥) .

___________________

٣١ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٨٦ / ١٣٤ .

(١) كذا في الاصل ، لكن في المخطوط والمصدر : الصدور .

(٢) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

٣٢ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٨٦ / ١٣٥ .

(١) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

٣٣ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٨٦ / ١٣٦ .

(١) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

(٢) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب ، وفي الأحاديث ١٢ ـ ١٦ من الباب ٣٩ من أبواب صلاة الجمعة .

(٣) تقدم في الحديثين ٢ ، ٥ من الباب ٢١ من أبواب من يصح منه الصوم .

(٤) تقدم في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب بقية الصوم الواجب .

(٥) يأتي في الأبواب ٨ ، ٩ ، ١٠ ، ١١ ، وفي الحديث ٥ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٢ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس .

٤٢٨

٨ ـ باب أنّه يجزي في صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر صوم أربعاء بين خميسين وبالعكس ، وصوم ثلاثة أيّام في كلّ عشر يوم ، وصوم الأربعاء والخميس والجمعة ، وصوم الاثنين والأربعاء والخميس

[١٣٧٦٨] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن موسى بن جعفر المدائني ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن داود (١) قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الصيام ؟ فقال : ثلاثة أيّام في الشهر : الأربعاء ، والخميس والجمعة ، فقلت : إنّ أصحابنا يصومون أربعاء بين خميسين ؟ فقال : لا بأس بذلك ، ولا بأس بخميس بين أربعائين .

[١٣٧٦٩] ٢ ـ وعنه ، عن الحسين بن محمّد بن عمران الأشعري (١) ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : سألته عن صوم ثلاثة أيّام في الشهر ؟ فقال : في كلّ عشرة أيّام ، يوم خميس وأربعاء وخميس ، والشهر الذي يليه أربعاء وخميس وأربعاء .

أقول : حمله الشيخ على التخيير ، وقد تقدّم ما يدلّ على بقيّة المقصود (٢) .

___________________

الباب ٨ فيه حديثان

١ ـ التهذيب ٤ : ٣٠٤ / ٩١٨ ، والاستبصار ٢ : ١٧٣ / ٤٤٨ .

(١) في المنتهى : رواه داود قال : سألت . . . إلى آخره ( منه . قدّه ) .

٢ ـ التهذيب ٤ : ٣٠٣ / ٩١٧ .

(١) في المصدر : الحسين بن محمد ، عن عمران الأشعري .

(٢) تقدم في الحديثين ٢١ ، ٢٣ من الباب ٧ من هذه الأبواب ، وفي الأحاديث ١٢ ، ١٣ ، ١٤ ، ١٥ ، ١٦ من الباب ٣٩ من أبواب صلاة الجمعة .

٤٢٩

٩ ـ باب جواز تقديم الثلاثة الأيام في كلّ شهر وتأخيرها إلى آخر الشهر والى الأيام القصار ، ومن الصيف إلى الشتاء وجواز تتابعها وتفريقها

[١٣٧٧٠] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن الحسن بن أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر أو لأبي عبد الله ( عليهما السلام ) : صوم ثلاثة أيام في الشهر اُؤخّره في الصيف إلى الشتاء ، فإنّي أجده أهون عليّ ؟ فقال : نعم ، فاحفظها .

ورواه في ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب مثله (١) .

[١٣٧٧١] ٢ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد قال : قلت لأبي عبد الله أو لأبي الحسن ( عليهما السلام ) : الرجل يتعمّد الشهر في الأيام القصار يصومه لسنه (١) ؟ قال : لا بأس .

[١٣٧٧٢] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد (١) ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن حسين بن أبي حمزة ، عن أبي حمزة قال :

___________________

الباب ٩ فيه ٨ أحاديث ، وفي الفهرست ٩ أحاديث

١ ـ الفقيه ٢ : ٥١ / ٢١٩ .

(١) ثواب الأعمال : ١٠٦ / ٩ .

٢ ـ الكافي ٤ : ١٤٥ / ١ ، والتهذيب ٤ : ٣١٣ / ٩٤٩ .

(١) في نسخة : لسنته ( هامش المخطوط ) .

٣ ـ الكافي ٤ : ١٤٥ / ٢ ، والتهذيب ٤ : ٣١٣ / ٩٥٠ .

(١) في نسخة : سهل بن زياد ( هامش المخطوط ) ، وكذا التهذيب .

٤٣٠

قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر أُؤخّره إلى الشتاء ثم أصومها ؟ قال : لا بأس بذلك .

[١٣٧٧٣] ٤ ـ وعن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدّق بن صدقة ، عن عمّار بن موسى ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن الرجل تكون عليه من الثلاثة أيّام (١) الشهر ، هل يصلح له أن يؤخّرها أو يصومها في آخر الشهر ؟ قال : لابأس ، فقلت : يصومها متوالية أو يفرّق بينها ؟ قال : ما أحبّ ، إن شاء متوالية ، وإن شاء فرّق بينها .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢) ، وكذا الحديثان قبله .

[١٣٧٧٤] ٥ ـ محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) قال : سُئل ( عليه السلام ) عمّن يضرّ به الصوم في الصيف ، يجوز له أن يؤخّر صوم التطوّع إلى الشتاء ؟ فقال : لابأس بذلك إذا حفظ ما ترك .

[١٣٧٧٥] ٦ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن عبد الله بن الحسن ، عن جدّه علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن الرجل يكون عليه صيام الأيّام من قبل شهر (١) يصومها قضاء وهو في شهر لم يصم أيّامه ؟ قال : لا باس .

[١٣٧٧٦] ٧ ـ وعنه ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه ( عليه السلام ) قال :

___________________

٤ ـ الكافي ٤ : ١٤٥ / ٣ .

(١) في نسخة والتهذيب : من الثلاثة الأيام ( هامش المخطوط ) .

(٢) التهذيب ٤ : ٣١٤ / ٩٥١ .

٥ ـ المقنعة : ٦٠ .

٦ ـ قرب الإسناد : ١٠٢ ، ومسائل علي بن جعفر : ١٨٩ / ٣٨٣ .

(١) اضاف في المصدر : رمضان .

٧ ـ قرب الإسناد : ١٠٢ ، ومسائل علي بن جعفر : ١٨٩ / ٣٨٤ .

٤٣١

سألته عن رجل يؤخّر صوم الأيام الثلاثة من كلّ شهر حتى يكون في الشهر الآخر فلا يدركه الخميس ولا جمعة مع الأربعاء ، أيجزيه ذلك ؟ قال : نعم .

[١٣٧٧٧] ٨ ـ وبالإِسناد قال : وسألته عن صيام الثلاثة أيّام من كلّ شهر تكون على الرجل ، يصومها متوالية أو يفرّق بينها ؟ قال : أيّ ذلك أحبّ .

ورواه علي بن جعفر في كتابه (١) ، وكذا كلّ ما قبله .

١٠ ـ باب استحباب قضاء صوم الثلاثة أيام من كلّ شهر إذا فاتت

[١٣٧٧٨] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن داود بن فرقد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ فيمن ترك صوم ثلاثة أيّام في كلّ شهر ، فقال : إن كان من مرض فإذا برأ فليقضه ، وإن كان من كبر أو عطش فبدل كل يوم مدّ .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا (١) ، وفيمن يصحّ منه الصوم (٢) .

___________________

٨ ـ قرب الإسناد : ١٠٢ .

(١) مسائل علي بن جعفر : ١٨٩ / ٣٨٥ .

الباب ١٠ فيه حديث واحد

١ ـ التهذيب ٤ : ٢٣٩ / ٧٠٠ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٢١ من أبواب من يصح منه الصوم ، وتمامه عن النوادر في الحديث ٨ من الباب ١١ من هذه الأبواب .

(١) تقدم في الباب ٩ من هذه الأبواب .

(٢) تقدم في الباب ٢١ من أبواب من يصح منه الصوم .

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ١٤ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب .

٤٣٢

١١ ـ باب استحباب الصدقة بمدّ أو درهم عن كلّ يوم من الثلاثة أيّام في كلّ شهر لمن ضعف عن الصوم أو سافر ، واستحباب اختيار الصدقة بدرهم على صيام يوم

[١٣٧٧٩] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي علي الاشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيص بن القاسم قال : سألته عمّن لم يصم الثلاثة الأيام من كلّ شهر وهو يشتدّ عليه الصيام ، هل فيه فداء ؟ قال : مدّ من طعام في كلّ يوم .

ورواه الصدوق بإسناده عن العيص بن القاسم ، أنه سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) وذكر مثله (١) .

[١٣٧٨٠] ٢ ـ وبالإِسناد عن صفوان بن يحيى ، عن يزيد بن خليفة قال : شكوت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقلت : إنّي أُصدع إذا صمت هذه الثلاثة الأيّام ويشق عليَّ ، قال : فاصنع كما أصنع (١) فإنّي إذا سافرت صدّقت (٢) عن كلّ يوم بمدّ من قوت أهلي الذي أقوتهم به .

ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن يزيد بن خليفة نحوه (٣) .

___________________

الباب ١١ فيه ٨ أحاديث

١ ـ الكافي ٤ : ١٤٤ / ٤ ، والتهذيب ٤ : ٣١٣ / ٩٤٧ .

(١) الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٧ .

٢ ـ الكافي ٤ : ١٤٤ / ٦ .

(١) في المصدر زيادة : إذا سافرت .

(٢) في المصدر : تصدقت .

(٣) ثواب الأعمال : ١٠٦ / ١٠ .

٤٣٣

[١٣٧٨١] ٣ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء عن حمّاد بن عثمان ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنّ الصوم يشتدّ علي ؟ فقال لي : لدرهم تصدّق به أفضل من صيام يوم ، ثم قال : وما أُحب أن تدعه .

[١٣٧٨٢] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة (١) ، عن عقبة قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، إنّي قد كبرت وضعفت عن الصيام ، فكيف أصنع بهذه الثلاثة الأيّام في كلّ شهر ؟ فقال : يا عقبة ، تصدّق بدرهم عن كلّ يوم ، قال : قلت : درهم واحد ؟ قال : لعلّها كثرت (٢) عندك وأنت تستقلّ الدرهم ؟ قال : قلت : إنّ نعم الله عليّ لسابغة ، فقال : يا عقبة لإِطعام مسلم خير من صيام شهر .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٣) ، وكذا الحديث الأوّل .

[١٣٧٨٣] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن ابن مسكان ، عن إبراهيم بن المثنّى قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنّي قد اشتدّ عليّ صوم ثلاثة أيّام في كلّ شهر ، فما يجزي عنّي أن أتصدّق مكان كلّ يوم بدرهم ؟ فقال : صدقة درهم أفضل من صيام يوم .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً نحوه (١) .

___________________

٣ ـ الكافي ٤ : ١٤٤ / ٥ .

٤ ـ الكافي ٤ : ١٤٤ / ٧ .

(١) في نسخة من التهذيب : صالح بن مسلم ( هامش مخطوط ) .

(٢) في المصدر : كبرت .

(٣) التهذيب ٤ : ٣١٣ / ٩٤٨ .

٥ ـ الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٨ .

(١) المقنعة : ٦٠ .

٤٣٤

وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن الحسين بن عثمان ، عن ابن مسكان مثله (٢) .

[١٣٧٨٤] ٦ ـ وفي ( الخصال ) عن علي بن أحمد بن موسى ، عن محمّد بن أبي عبد الله ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عمّا جرت به السنّة في الصوم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : ثلاثة أيّام في كلّ شهر : خميس في العشر الأُوَل ، وأربعاء في العشر الأوسط ، وخميس في العشر الأخير ، يعدل صيامهنّ صيام الدهر لقول الله عزّ وجلّ : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (١) فمن لم يقدر عليها لضعف فصدقة درهم أفضل له من صيام يوم .

[١٣٧٨٥] ٧ ـ محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) قال : سُئل ( عليه السلام ) عن رجل يشتدّ عليه أن يصوم في كل شهر ثلاثة أيّام ، كيف يصنع حتى لا يفوته ثواب ذلك ؟ فقال : يتصدّق عن كلّ يوم بمد من طعامٍ على مسكين .

[١٣٧٨٦] ٨ ـ أحمد بن محمّد بن عيسى في ( نوادره ) عن فضالة ، عن داود بن فرقد ، عن أخيه قال : كتب إليَّ حفص الأعور : سل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن ثلاث مسائل ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما هي ؟ فقال : عن بدل الصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر ؟ فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من مرض أو كبر أو عطش ؟ قال : ما سمّى شيئاً ،

___________________

(٢) ثواب الأعمال : ١٠٧ / ١ .

٦ ـ الخصال : ١٦٠ / ٢٠٩ .

(١) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

٧ ـ المقنعة : ٦٠ .

٨ ـ نوادر أحمد بن عيسىٰ :٧٠ / ١٤٧ ، وأورد ذيله عن التهذيب في الحديث ١ من الباب ١٠ من هذه الأبواب ، وقطعة منه في الحديث ١ من الباب ٢١ من أبواب من يصح منه الصوم .

٤٣٥

فقال : إن كان من مرض فإذا قوي فليصمه ، وإن كان من كبر أو عطش فبدل كلّ يوم مدّ .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) .

١٢ ـ باب استحباب صوم الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر

[١٣٧٨٧] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن علي بن عبد الله الأسواري الفقيه ، عن مكّي بن أحمد بن سعدويه ، عن نوح بن الحسن ، عن حميد بن سعد (١) ، عن أحمد بن عبد الواحد العسقلاني ، عن القاسم بن حميد ، عن حمّاد بن سلمة ، عن عاصم عن زر بن حبيش ، عن ابن مسعود ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ في حديث ـ إنّ الله أهبط آدم إلى الأرض مسودّاً ، فلمّا رأته الملائكة ضجّت وبكت وانتحبت ـ إلى أن قال ـ فنادى منادٍ من السماء أن صم لربّك اليوم ، فصام فوافق يوم ثالث عشر من الشهر فذهب ثلث السواد ، ثمّ نودي يوم الرابع عشر أن صم لربّك اليوم ، فصام فذهب ثلث السواد ، ( ثم نودي في يوم خمسة عشر ) (٢) بالصيام فصام (٣) وقد ذهب السواد كلّه ، فسمّيت أيام البيض للذي ردّ الله فيه عزّ وجلّ على آدم من بياضه ، ثم نادى مناد من السماء : يا آدم ، هذه الثلاثة أيام جعلتها لك ولولدك ، من صامها في كلّ شهر فكأنّما صام الدهر .

قال الصدوق : هذا الخبر صحيح ، ولكنّ رسول الله ( صلى الله عليه

___________________

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٠ من هذه الأبواب .

الباب ١٢ فيه ٤ أحاديث

١ ـ علل الشرايع : ٣٧٩ / ١ .

(١) في المصدر : جميل بن سعد .

(٢) في المصدر : ثم نودي يوم الخامس عشر .

(٣) في المصدر زيادة : فأصبح .

٤٣٦

وآله وسلم ) سنّ مكان أيام البيض خميساً في أول شهر ، وأربعاء في وسطه ، وخميساً في آخره .

أقول : لا منافاة بين استحباب هذه الثلاثة وتلك الثلاثة وكان مراده بيان تأكّد الاستحباب .

[١٣٧٨٨] ٢ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، أنّ علياً ( عليه السلام ) كان ينعت صيام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : صام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الدهر كلّه ما شاء الله ، ثمّ ترك ذلك وصام صيام داود ( عليه السلام ) يوماً لله ويوماً له ما شاء الله ، ثمّ ترك ذلك فصام الاثنين والخميس ما شاء الله ، ثم ترك ذلك وصام البيض ثلاثة أيّام من كلّ شهر فلم يزل ذلك صيامه حتى قبضه الله إليه .

[١٣٧٨٩] ٣ ـ علي بن موسى بن طاوس في ( الدروع الواقية ) نقلاً من كتاب ( تحفة المؤمن ) تأليف عبد الرحمن بن محمّد بن علي الحلواني ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أتاني جبرئيل فقال : قل لعلي : صم من كل شهر ثلاثة أيّام ، يكتب لك بأوّل يوم تصومه عشرة آلاف سنة ، وبالثاني ثلاثون ألف سنة ، وبالثالث مائة ألف سنة ، قلت : يا رسول الله ، ألي ذلك خاصّة أم للناس عامّة ؟ فقال : يعطيك الله ذلك ولمن عمل مثل ذلك ، فقلت : ما هي يا رسول الله ؟ قال : الأيّام البيض من كلّ شهر ، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .

[١٣٧٩٠] ٤ ـ قال ووجدت في تاريخ نيسابور في ترجمة الحسن بن محمّد بن جعفر بإسناده إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : سُئل

___________________

٢ ـ قرب الإسناد : ٤٣ .

٣ ـ لم نعثر عليه في النسخة المخطوطة من الدروع الواقية التي اعتمدنا عليها .

٤ ـ الدروع الواقية ، مخطوط : ٦٤ .

٤٣٧

رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن صوم أيّام البيض ؟ فقال : صيام مقبول غير مردود .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك وفي صوم ثلاثة أيّام في الشهر (١) ، وفي حديث الزهري (٢) وغير ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤) .

١٣ ـ باب استحباب صوم يوم وإفطار يوم

[١٣٧٩١] ١ ـ علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في ( الدروع الواقية ) قال : وروينا بإسنادنا إلى محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخرّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوّل ما بُعث يصوم حتى يقال : لا يفطر ، ويفطر حتى يقال : لا يصوم ، ثم ترك ذلك وصام يوماً وأفطر يوماً ، وهو صوم داود ( عليه السلام ) .

ورواه الكليني مع زيادة كما تقدّم (١) .

[١٣٧٩٢] ٢ ـ قال : وروينا من كتاب الصيام عن ابن فضّال ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ( عليهما السلام ) أنّ رجلاً سأل النبي ( صلى الله عليه وآله

___________________

(١) تقدم في الحديث ١٦ من الباب ٧ من هذه الأبواب .

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٥ من هذه الأبواب .

(٣) تقدم ما يدل عليه بعمومه في الباب ١ من هذه الأبواب .

(٤) يأتي في الحديث ٢ من الباب ١٣ ، وفي الحديثين ٢١ ، ٢٢ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب .

الباب ١٣ فيه ٣ أحاديث

١ ـ الدروع الواقية : ٣ / الفصل الرابع .

(١) تقدم في الحديث ١٦ من الباب ٧ من هذه الأبواب .

٢ ـ الدروع الواقية ، مخطوط : ٤٣ .

٤٣٨

وسلم ) عن الصوم ؟ فقال : أين أنت من صيام البيض : ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر ؟! فقال : إنّ بي قوّة ، فقال : أين أنت عن صيام يومين في الجمعة ؟! فقال : إنّ بي قوّة ، فقال : أين أنت عن صوم داود ( عليه السلام ) ، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً .

[١٣٧٩٣] ٣ ـ قال : ومن كتاب الصيام عن ابن فضّال ، عن محمّد بن عبيد ، عن جبارة ، عن فرج بن فضالة ، عن أبي وهب ، عن أبي صدقة الدمشقي ، عن ابن عبّاس قال : أتاه رجل يسأله عن الصيام ؟ فقال : إن كنت تريد صوم داود فإنّه كان من أعبد الناس ـ إلى أن قال : ـ وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ أفضل الصيام صيام أخي داود ( عليه السلام ) وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وإن كنت تريد صيام سليمان ( عليه السلام ) فإنّه كان يصوم من أول الشهر ثلاثة ، ومن وسط الشهر ثلاثة ، ومن آخره ثلاثة ، وإن كنت تريد صوم عيسى ( عليه السلام ) فإنّه كان يصوم الدهر كلّه لا يفطر منه شيئاً ، وإن كنت تريد صوم مريم ( عليها السلام ) فإنّها كانت تصوم يومين وتفطر يوماً ، وإن كنت تريد صوم خير البشر العربي القرشي أبي القاسم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإنّه كان يصوم ثلاثة أيام من كلّ شهر ، ويقول : هي صيام الدهر .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) .

___________________

٤ ـ الدروع الواقية ، مخطوط : ٤٤ .

(١) تقدم في الحديثين ١ ، ٥ من الباب ٧ ، وفي الحديث ٢ من الباب ١٢ من هذه الأبواب .

ويأتي في الحديث ٥ من الباب ٧ من أبواب الصوم المحرم .

٤٣٩

١٤ ـ باب استحباب صوم يوم الغدير وهو ثامن عشر ذي الحجّة واتخاذه عيداً ، وكثرة العبادة فيه ، وخصوصاً الإِطعام والصدقة والصلة ولبس الجديد

[١٣٧٩٤] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر ؟ قال : نعم ، أعظمها حرمة ، قلت : وأي عيد هو جعلت فداك ؟ قال : اليوم الذي نصب فيه رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قلت : وأي يوم هو ؟ قال : وما تصنع باليوم ؟ ! إنّ السنة تدور ، ولكنّه يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة ، فقلت : وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ؟ قال : تذكرون الله عزّ ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمّد وآل محمّد ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يتخّذ ذلك اليوم عيداً ، وكذلك كانت الأنبياء تفعل كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتّخذونه عيداً .

[١٣٧٩٥] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت : جعلت فداك ، للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال : نعم ، يا حسن ، أعظمهما وأشرفهما ، قال : قلت : وأيّ يوم هو ؟ قال : يوم نصب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيه علماً للناس ، ( قلت : جعلت فداك ، وأي يوم هو ؟ قال : إنّ الأيّام تدور وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة ) (١) قلت : جعلت

___________________

الباب ١٤ فيه ١٤ حديثاً

١ ـ الكافي ٤ : ١٤٩ / ٣ .

٢ ـ الكافي ٤ : ١٤٨ / ١ ، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ١٥ من هذه الأبواب .

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر .

٤٤٠