الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-280-1
الصفحات: ٥١٣

التاسع والسبعون : ما رواه أيضاً نقلاً عن « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام (١) قال : سمعته يقول في الرجعة : « من مات من المؤمنين قُتل ، ومن قُتل منهم مات » (٢).

الثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين وعبدالله بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن زرارة ، قال : كرهت أن أسأل أبا جعفر عليه‌السلام فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي ، فقلت : أخبرني عمّن مات أقُتل (٣)؟ قال : « لا ، الموت موت والقتل قتل ، [ فقلت له : ما أحد يقتل إلا مات! قال : فقال : « يا زرارة قول الله أصدق من قولك ، ] (٤) قد فرّق بين الموت والقتل في القرآن فقال : ( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (٥) وقال : ( وَلَئِن مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لاَِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ ) (٦) ليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت والقتل قتل ، وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) (٧) وقال : ( كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) (٨) قال : ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إنّ من قتل لابدّ أن يرجع إلى الدنيا حتّى يذوق الموت » (٩).

____________

١ ـ ( الرضا ) لم يرد في « ح ».

٢ ـ مختصر البصائر : ٩٣ / ٦٢ ـ باب الكرّات.

٣ ـ في المصدر : عمّن قتل مات؟.

٤ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العيّاشي.

٥ ـ سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.

٦ ـ سورة آل عمران ٣ : ١٥٨.

٧ ـ سورة التوبة ٩ : ١١١.

٨ ـ سورة آل عمران ٣ : ١٨٥ ، سورة الأنبياء ٢١ : ٣٥ ، سورة العنكبوت ٢٩ : ٥٧.

٩ ـ مختصر البصائر : ٩٢ / ٦١ ـ باب الكرّات.

٢٨١

ورواه العيّاشي في « تفسيره » على ما نقل عنه : عن زرارة مثله (١).

الحادي والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن (٢) محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال : في قوله تعالى ( وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (٣) قال : « هي الرجعة » (٤).

ورواه العياشي : عن الحلبي ، عن أبي بصير مثله (٥).

الثاني والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن رفاعة بن موسى ، عن عبدالله بن عطاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّ علي بن الحسين عليه‌السلام قال له : « يا بني إنّ هؤلاء العراقيين سألوني عن أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرّون ، فغلبني الضحك سروراً أنّ في الخلق من يؤمن به ويقرّ (٦) ، قال : فقلت : ما هو؟ قال : سألوني عن الأموات متى يُبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين » (٧).

وعن السندي بن محمّد ، عن صفوان ، عن رفاعة مثله (٨).

الثالث والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن علي بن الحكم ، عن حنّان بن

____________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٢٠٢ / ١٦٠ و ٢ : ١١٢ / ١٣٩ ، وهذا السطر في المتن لم يرد في « ك ».

٢ ـ في « ك ، ط » : و. بدل من : عن.

٣ ـ سورة الإسراء ١٧ : ٧٢.

٤ ـ مختصر البصائر : ٩٦ / ٦٥ ـ باب الكرّات.

٥ ـ تفسير العياشي ٢ : ٣٠٦ / ١٣١. وهذا السطر في المتن لم يرد في « ك ».

٦ ـ في « ح » : ويقرّ به.

٧ ـ مختصر البصائر : ٩٦ / ٦٦ ـ باب الكرّات. وفي أوّله : عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنت مريضاً بمنى وأبي عليه‌السلام عندي ، فجاءه الغلام فقال : هاهنا رهط من العراقيين. إلى آخره.

٨ ـ نفس المصدر : ١٠٨ / ٨١ ـ باب الكرّات وهذا السطر في المتن لم يرد في « ك ».

٢٨٢

سدير ، عن أبيه ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الرجعة ، فقال : « القدرية تنكرها ـ ثلاثاً ـ » (١).

أقول : قد روي أحاديث متعدّدة في لعن القدرية وذمّهم وكفرهم ، وهم منسوبون إلى القدر ، فإمّا أن يراد بهم من أثبت القدر على وجه الإفراط وهم أهل الجبر ، أو من نفاه على وجه التفريط وهم أهل التفويض ، وقد فسّره العلماء بالوجهين ، وقد يقرأ بضمّ القاف وسكون الدال نسبة إلى القدرة ، ويوجّه على الوجهين ، والقسم الأوّل : الأشاعرة ، والثاني : المعتزلة ، والقسمان منكرون للرجعة ، ولم يقل بها إلا الإمامية.

الرابع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم ) (٢) الآية ، فقال : « ذلك في الرجعة ، ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة ، من مات بُعث حتّى يُقتل ، ومن قتل بُعث حتّى يموت » (٣).

الخامس والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى (٤) ومحمّد بن عبد الجبّار جميعاً ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « لا يُسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً ، ولا يُسأل في الرجعة إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً » قلت : فسائر الناس؟ قال : « يلهى

____________

١ ـ مختصر البصائر : ٩٧ / ٦٧ ـ باب الكرّات.

٢ ـ سورة التوبة ٩ : ١١١.

٣ ـ مختصر البصائر : ٩٩ / ٦٩ ـ باب الكرّات.

٤ ـ في « ط ، ك » : محمد بن عيسى.

٢٨٣

عنه » (١).

السادس والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن عبد الجبّار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن حميد بن المثنّى (٢) ، عن شعيب الحدّاد ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن أشياء وجعلت أكره أن اُسمّيها ، فقال : « لعلّك تسأل عن الكرّات؟ » قلت : نعم ، قال : « تلك القدرة ولا ينكرها إلا القدرية » (٣) الحديث.

أقول : إثبات القدر بطريق الجبر يستلزم نفي القدرة عن العبد ، بل وعن الله أيضاً عند التحقيق ، ولعلّ هذا الحديث إشارة إلى ذلك ، وفيه ترجيح لإرادة الأشاعرة (٤) وهم أكثر العامّة ، وأشهر أصحاب المذاهب المخالفة للإمامية ، فلا يحتمل شيء من أحاديث الرجعة للتقيّة.

السابع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قرأ هذه الآية : « ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) (٥) أتدري من يعني؟ » قلت : المؤمنون فيَقتلون ويُقتلون ، قال : « لا ولكن من قُتل رُدّ حتّى يموت ، ومن مات رُدّ حتّى يُقتل ، وتلك القدرة

____________

١ ـ مختصر البصائر : ١٠٠ / ٧١ ـ باب الكرّات.

٢ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ك » : عبيد بن المثنّى ، وفي « ط » : عبيد المثنّى ، وما أثبتناه من المصدر ، والظاهر هو الصحيح ، حيث لم يذكر عبيد في كتب التراجم.

انظر رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤٠ ، معجم رجال الحديث ٦ : ٥٤ ـ ترجمة الحسن بن علي ابن فضال.

٣ ـ مختصر البصائر : ١٠١ / ٧٢ ـ باب الكرّات.

٤ ـ في « ط » : الإرادة للأشاعرة.

٥ ـ سورة التوبة ٩ : ١١١.

٢٨٤

فلا تنكرها » (١).

أقول : هذا مخصوص بما تقدّم أعني من محض الإيمان محضاً.

الثامن والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّادبن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت عمران بن أعين وأبا الخطّاب جميعاً يحدّثان ـ قبل أن يُحدث أبو الخطّاب ما أحدث ـ أنّهما سمعا أبا عبدالله عليه‌السلام يقول في حديث : « وإنّ الرجعة ليست بعامّة ، وهي خاصّة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً ، أو محض الشرك محضاً » (٢).

التاسع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه بالإسناد السابق : عن حمّاد بن عثمان ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن هذه الاُمور العظام من الرجعة وأشباهها ، فقال : « إنّ الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه بعد ، وقد قال الله تعالى : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (٣) » (٤).

التسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين ومحمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن محمّد ، عن ابن أبي عمير (٥) ، عن عمر بن اُذينة ، عن محمّد بن الطيّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : في قوله تعالى ( وَيَوْمَ

____________

١ ـ مختصر البصائر : ١٠٤ / ٧٥ ـ باب الكرّات.

٢ ـ نفس المصدر : ١٠٦ / ٧٧ ـ باب الكرّات.

٣ ـ سورة يونس ١٠ : ٣٩.

٤ ـ مختصر البصائر : ١٠٨ / ٨٠ ـ باب الكرّات.

٥ ـ « عن ابن أبي عمير » أثبتناه من المصدر لضرورته في طبقة الرواة وقد بلغت روايته عنه مائتين وخمسة وعشرين مورداً.

انظر معجم رجال الحديث ١٤ : ٢١ / ٨٧١٤ و ٢٣ : ١١٣ / ١٥٠٢٧.

٢٨٥

نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (١) قال : « ليس أحد من المؤمنين قُتل إلا سيرجع حتّى يموت ، ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتّى يُقتل » (٢).

الحادي والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « أينكر أهل العراق الرجعة؟ » قلت : نعم ، قال : « سبحان الله أما يقرؤون القرآن : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (٣) » (٤).

الثاني والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالله بن المغيرة ، عمّن حدّثه ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى ( وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ ) (٥) قال : « القتل في سبيل عليّ وذرّيته عليهم‌السلام ، وليس أحد يؤمن بهذا إلا وله قتلة وميتة ، إنّه من قُتل يُنشر حتّى يموت ، ومن مات يُنشر حتّى يُقتل » (٦).

ورواه العياشي كما نقل عنه (٧).

الثالث والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن محمّد بن عبدالله بن الحسين ، قال : قال أبي

__________________

١ و ٣ ـ سورة النمل ٢٧ : ٨٣.

٢ ـ مختصر البصائر : ١٠٩ / ٨٢ ـ باب الكرّات.

٤ ـ مختصر البصائر : ١١٠ / ٨٣ ـ باب الكرّات.

٥ ـ سورة آل عمران ٣ : ١٥٧. وما بعدها في المصدر زيادة : فقال : يا جابر أتدري ما سبيل الله؟ قلت : لا والله ، إلا إذا سمعت منك.

٦ ـ مختصر البصائر : ١١١ / ٨٥ ـ باب الكرّات.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٢٠٢ / ١٦٢. وهذا السطر في المتن لم يرد في « ك ».

٢٨٦

لأبي عبدالله عليه‌السلام : ما تقول في الكرّة؟ قال : « أقول فيها ما قال الله عزّوجلّ ، وذلك أنّ تفسيرها : جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل هذا في قوله تعالى : ( تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ) (١) إذا رجعوا إلى الدنيا ولم يقضوا ذحولهم » قال له أبي : ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ) (٢) قال : « إذا انتقم منهم وماتت الأبدان ، بقيت الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت » (٣).

الرابع والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سفيان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « إنّ لعليّ عليه‌السلام إلى الأرض كرّة مع الحسين عليه‌السلام ، يقبل برايته حتّى ينتقم من بني اُميّة ومعاوية وآل معاوية ، ثمّ يبعث الله بأنصاره يومئذ إليهم من الكوفة ثلاثين ألفاً ، ومن سائر الناس سبعين ألفاً ، فيقاتلهم بصفّين مثل المرّة الاُولى حتّى يقتلهم ، فلا يبقى منهم مخبر » (٤) الحديث.

الخامس والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد بن يحيى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث قال : « اتّقوا دعوة سعد » قلت : وكيف ذاك؟ قال : « إنّ سعداً يكرّ حتّى يقاتل أمير المؤمنين عليه‌السلام » (٥).

السادس والتسعون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي أيضاً في

____________

١ و ٢ ـ سورة النازعات ٧٩ : ١٢ ـ ١٤.

٣ ـ مختصر البصائر : ١١٨ / ٩٦ ـ باب الكرّات.

٤ ـ مختصر البصائر : ١٢٠ / ٩٩ ـ باب الكرّات.

٥ ـ نفس المصدر : ١٢٢ / ١٠٠ ـ باب الكرّات.

٢٨٧

« رسالته » نقلاً من كتاب « الواحدة » : عن محمّد بن الحسن بن عبدالله ، عن جعفر بن محمّد البجلي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث في الرجعة يقول فيه : « فيا عجباً من أموات يبعثهم الله أحياءً مرّة بعد مرّة ، قد شهروا سيوفهم يضربون بها هام الجبابرة وأتباعهم ، حتّى ينجز الله ماوعدهم » (١) الحديث.

السابع والتسعون : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب « سليم بن قيس الهلالي » ـ الذي رواه عنه أبان بن أبي عياش وقرأه جميعه على عليّ بن الحسين عليه‌السلام بحضور جماعة من أعيان الصحابة ، منهم : أبو الطفيل فأقرّه عليه مولانا زين العابدين عليه‌السلام وقال : « هذه أحاديثنا صحيحة » ـ :

قال أبان : لقيت أبا الطفيل في منزله فحدّثني في الرجعة عن اُناس من أهل بدر ، وعن سلمان والمقداد وأبي ذرّ (٢) واُبي بن كعب ، فعرضت الذي سمعته على علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : « هذا علم خاص من علمنا ، يسع (٣) الاُمّة جهله ، وردّ علمه إلى الله » ثمّ صدّقني بكلّ ما حدّثوني فيها ، وتلا عليَّ بذلك قراءة كثيرة ، وفسّره تفسيراً شافياً ، حتّى صرت ما أنا بيوم القيامة أشدّ يقيناً منّي بالرجعة (٤). الحديث.

أقول : قد رأيت كتاب سليم بن قيس المذكور وبقي عندي سنين كثيرة ، ولكن لم يحضرني وقت جمع هذه الأحاديث ، فلذلك نقلت هذا الحديث من رسالة

____________

١ ـ مختصر البصائر : ١٣٠ / ١٠٢.

٢ ـ ( أبو ذرّ ) لم يرد في المصدر.

٣ ـ في « ح ، ش ، ط » والمختصر والبحار : لا يسع.

٤ ـ مختصر البصائر : ١٤٥ / ١١٢ ، كتاب سليم ٢ : ٥٦٢.

٢٨٨

الحسن بن سليمان.

الثامن والتسعون : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً في « رسالته » ـ في باب الكرّات وحالاتها ـ : عن السيِّد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني بطريقه عن أحمد بن محمّد الأيادي رفعه إلى أحمد بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه سئل عن الرجعة أحقّ هي؟ قال : « نعم ـ وذكر الحديث ـ إلى أن قال : ( فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً ) (١) قوم بعد قوم » (٢).

التاسع والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً من كتاب « التنزيل » : عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد بن خالد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن عبدالله بن نجيح اليماني ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : ( كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) (٣) قال : « مرّة في الكرّة ، واُخرى في القيامة » (٤).

المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عن « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد (٥) عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن محمّد بن الحسن (٦) ، عن أبان بن عثمان ، عن موسى الحنّاط ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « أيّام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة » (٧).

__________________

١ ـ سورة النبأ ٧٨ : ١٨.

٢ ـ مختصر البصائر : ١٦٥ / ١٣٩.

٣ ـ سورة التكاثر ١٠٢ : ٣ ـ ٤.

٤ ـ مختصر البصائر : ٤٧٧ / ٥٢٥ ، التنزيل والتحريف للسياري : ٧٠. نسخة خطّية مصوّرة من مكتبة السيِّد المرعشي النجفي.

٥ ـ في « ط » : عن يعقوب بن يزيد.

٦ ـ في المصدر : محمّد بن الحسين.

٧ ـ مختصر البصائر : ٨٩ / ٥٦ ـ باب الكرّات ، وأورده الصدوق في الخصال : ١٠٨ / ٧٥.

٢٨٩

الأوّل بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي داود ، عن بريدة الأسلمي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا سألت اُمّتي عن المهدي (١) يأتيها مثل قرن الشمس ، يستبشر به أهل السماء والأرض » فقلت : يا رسول الله بعد الموت؟ فقال : « والله إنّ بعد الموت هدى وإيماناً ونوراً » فقلت : أيّ العمرين أطول؟ قال : « الآخر بالضعف » (٢).

أقول : يحتمل أن يكون المراد بالموت موت الناس ، يعني أيخرج المهدي بعدما مات أكثر الناس؟ فقال : « إنّ بعد الموت » إلى آخره ، وله احتمال آخر يأتي إن شاء الله تعالى.

الثاني بعد المائة : ما رواه أيضاً (٣) نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَان قَرِيب * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) (٤) قال : « هي الرجعة » (٥)

الثالث بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسين بن غنم ، عن محمّد بن الفضيل (٦) ، عن أبي حمزة ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجّال فليقاتل الباكي على دم عثمان ، وعلى دم أهل النهروان ،

____________

١ ـ في المصدر : إذا استيأست اُمّتي من المهدي.

٢ ـ مختصر البصائر : ٩٠ / ٥٧ ـ باب الكرّات.

٣ ـ ( أيضاً ) أثبتناه من « ط ».

٤ ـ سورة ق ٥٠ : ٤١ ـ ٤٢.

٥ ـ مختصر البصائر : ٩٢ / ٦٠ ـ باب الكرّات.

٦ ـ ( عن الحسين بن غنم ، عن محمّد بن الفضيل ) لم يرد في المصدر.

٢٩٠

وإن لقى الله مؤمناً بأنّ عثمان قُتل مظلوماً لقى الله ساخطاً عليه ، ولا يدرك الدجّال إلا آمن به ، قيل : فإن مات قبل ذلك؟ قال : فيُبعث من قبره حتّى يؤمن به وإن رغم أنفه » (١).

الرابع بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن السندي بن محمّد ، عن صفوان بن يحيى ، عن رفاعة بن موسى ، عن عبدالله بن عطاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّ علي بن الحسين عليه‌السلام قال : « إنّ هؤلاء العراقيين سألوني عن أمر ما كنت أرى أنّ أحداً علمه من أهل الدنيا غيري ، فقلت : عمّ سألوك؟ فقال : سألوني عن الأموات متى يُبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين » (٢).

الخامس بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن الحسين بن يزيد ، عن عمّار بن أبان ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « كأنّي بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان (٣) الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة » (٤).

أقول : هذا لم يقع قطعاً وإنّما هو إخبار برجعتهما ، وقد تقدّم التصريح برجعة ميسر سابقاً.

السادس بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (٥) ، عن المنخّل ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام ـ بعدما أخبرهم بالرجعة ـ : يا أمير

__________________

١ ـ مختصر البصائر : ٩٥ / ٦٤ ـ باب الكرّات ، وعنه في البحار ٥٣ : ٩٠ / ٩٢.

٢ ـ مختصر البصائر : ٩٦ / ٦٦ ـ باب الكرّات.

٣ ـ خبط : ضرب. الصحاح ٣ : ١١٢١ ـ خبط.

٤ ـ مختصر البصائر : ١١٠ / ٨٤ ـ باب الكرّات.

٥ ـ في المصدر : عمّار بن مسروق.

٢٩١

المؤمنين أحياة قبل القيامة وموت؟ فقال : « نعم والله لكفرة من الكفرات بعد الرجعة أشدّ من الكفرات قبلها » (١).

السابع بعد المائة : ما رواه أيضاً ، نقلاً عنه : عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : « لترجعنّ نفوس ذهبت ، وليقيضنّ قوم لقوم ، ومن عذّب عذّب بعذابه ، ومن اغتيظ أغاظ بغيظه ، ومن قتل اقتصّ بقتله ، ويردّ لهم أعداؤهم معهم حتّى يأخذوا بثأرهم ، ثمّ يعمّرون بعدهم ثلاثين شهراً ، ثمّ يموتون في ليلة واحدة ، قد أدركوا ثأرهم وشفوا أنفسهم ، ويصير عدوّهم إلى أشدّ النار عذاباً ، ثمّ يوقفون بين يدي الجبّار عزّوجلّ فيؤخذ لهم بحقوقهم » (٢).

الثامن بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً من كتاب تصنيف السيِّد الجليل الموفّق بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني بطريقه : عن علي بن إبراهيم بن مهزيار أنّه رأى في منامه قائلاً يقول له : حجّ في هذه السنة فإنّك تلقى صاحب الزمان ـ وذكر الحديث بطوله ـ إلى أن قال : « إذا سار العبّاسي ، وبويع السفياني ، يؤذن لوليّ الله ، فأخرج بين الصفا والمروة ، وأحجّ بالناس ، وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة ، فاُخرج من بها وهما طريّان فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما » ـ إلى أن قال ـ : قلت : يا سيّدي ما يكون بعد ذلك؟ قال : « الكرّة الكرّة ، الرجعة الرجعة ، ثمّ تلا هذه الآية : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوال وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) (٣) » (٤).

____________

١ ـ مختصر البصائر : ١١٤ / ٨٩ ـ باب الكرّات.

٢ ـ مختصر البصائر : ١١٨ / ٩٥ ـ باب الكرّات.

٣ ـ سورة الإسراء ١٧ : ٦.

٤ ـ مختصر البصائر : ٤٢٧ / ٥٠٨.

٢٩٢

التاسع بعد المائة : ما رواه أيضاً قال : حدّثني الأخ الصالح الرشيد محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي ، قال : وجدت بخط أبي ، عن الحسين بن حمدان (١) ، عن محمّد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيين ، عن أبي شعيب محمّد بن نصير (٢) ، عن عمر بن الفرات (٣) ، عن محمّد بن المفضل ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق عليه‌السلام في حديث طويل ـ في أحوال المهدي عليه‌السلام وخروجه ومن يخرج معه ـ يقول فيه المفضل : يا سيّدي فالاثنان وسبعون رجلاً الذين قتلوا مع الحسين عليه‌السلام يظهرون (٤) معه؟ قال : « نعم يظهرون معه ، وفيهم الحسين عليه‌السلام في اثني عشر ألفاً من المؤمنين (٥) من شيعة عليّ عليه‌السلام ـ إلى أن قال ـ : ثمّ تظهر الدابّة بين الركن والمقام فتكتب (٦) في وجه المؤمن : مؤمن ، وفي وجه الكافر : كافر ».

وذكر في إخراج ضجيعي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصلبهما وإنزالهما إليه ، قال : « فيحييهما بإذن الله تعالى ، ويأمر الخلائق بالإجتماع ، ثمّ يقصّ عليهم قصص فعالهما ، يعدّده عليهما ويلزمهما إيّاه فيعترفان به ، ثمّ يأمر بهما فيقتصّ منهما في

____________

١ ـ في المطبوع و « ح ، ش ، ط ، ك » : الحسن بن حمدان ، وما في المتن من المصدر. والظاهر هو الصحيح ، لأنّه صاحب كتاب الهداية الكبرى.

٢ ـ من : ( عن محمد بن اسماعيل ) إلى هنا لم يرد في « ك ».

٣ ـ في المطبوع و « ش ، ح ، ك » : عمران بن الفرات ، وما أثبتناه من المختصر ونسخه الخطية الثلاث ، والنسخة الخطية للهداية الكبرى ص ٩٨ ب.

اُنظر معجم رجال الحديث ١٤ : ٥٦ / ٨٧٩٤ ، رجال الطوسي : ٣٨٣ / ٤٩ ـ أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، خلاصة العلامة : ٣٧٦ / ١٥٠٤ ، رجال ابن داود : ٢٤٠ ـ القسم الثاني.

٤ ـ في « ط » : يخرجون.

٥ ـ في « ش ، ط » والمطبوع : اثني عشر ألفاً مؤمنين ، وما في المتن من « ح ، ك ».

٦ ـ في المطبوع و « ط » : فيكتب. وما في المتن من « ح ، ش ، ك ».

٢٩٣

ذلك الوقت بمظالم من حضر ، ثمّ يصلبهما على الشجرة » (١).

قال المفضّل : فقلت : يا سيّدي هذا آخر عذابهما؟ قال : « هيهات يا مفضل ، والله ليردنّ وليحضرنّ السيّد الأكبر محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والصدّيق الأعظم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم‌السلام ، وكلّ من محض الايمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ، وليقتصنّ منهما بجميع المظالم ، ثمّ يأمر بهما فيقتلان في كلّ يوم وليلة ألف قتلة ».

ثمّ (٢) ذكر رجعتهم عليهم‌السلام وانتقامهم من أعدائهم ، إلى أن قال المفضّل : يا مولاي فإنّ من شيعتكم من لا يقول برجعتكم؟ فقال الصادق عليه‌السلام : « أما سمعوا قول جدّنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن سائر الأئمّة نقول : ( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ ) (٣) ».

ثمّ قال الصادق عليه‌السلام : « يا مفضّل من أين قلت برجعتنا؟ ومقصّرة شيعتنا تقول : معنى الرجعة : أن يردّ الله إلينا ملك الدنيا ، ويجعله للمهدي! ويحهم متى سُلبنا الملك حتّى يردّه علينا؟ » قال المفضّل : لا والله ما سلبتموه لأنّه ملك النبوّة والرسالة والوصية والإمامة.

فقال الصادق عليه‌السلام : « لو تدبّر شيعتنا القرآن لما شكّوا في فضلنا ، أما سمعوا قول الله عزّوجلّ ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا

__________________

١ ـ من قوله : ( وإنزالهما إليه ) إلى هنا لم يرد في « ك ».

٢ ـ من هنا إلى نهاية الحديث لم يرد في « ك ».

٣ ـ سورة السجدة ٣٢ : ٢١.

٢٩٤

مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) (١) والله يا مفضّل إنّ تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا ، وإنّ فرعون وهامان : تيم وعدي ».

ثمّ ذكر قيام الأئمّة عليهم‌السلام واحداً واحداً (٢) إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشكوى كلّ واحد منهم ممّا فعل به من قتله وظلمه ، قال المفضّل : فقوله ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )؟ قال عليه‌السلام : « إنّما يظهره على الدين كلّه في هذا اليوم وهذه الرجعة » (٣).

العاشر بعد المائة : ما رواه أيضاً : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه خطب الناس فقال : « إنّ (٤) أمرنا صعب مستصعب ـ إلى أن قال ـ : يا عجباً كلّ العجب بين جمادى ورجب » فقيل : ما هذا العجب؟ فقال : « ما لي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم ، وأيّ عجب أعجب من أموات يضربون هام الأحياء! والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لكأنّي أنظر إليهم وقد تخلّلوا سكك الكوفة ، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ، يضربون كلّ عدوّ لله ولرسوله وللمؤمنين ، وذلك قول الله عزّوجلّ : ( لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسوا مِنَ الاْخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ) (٥) ـ إلى أن قال ـ فيومئذ تأويل هذه الآية ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) (٦) » (٧).

الحادي عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ في حديث طويل ـ أنّه قال في ذكر خروج المهدي عليه‌السلام ووقائع آخر الزمان : « وينادي مناد

____________

١ ـ سورة القصص ٢٨ : ٥ ـ ٦.

٢ ـ في « ح » : واحداً بعد واحد.

٣ ـ مختصر البصائر : ٤٣٣ / ٥١٢ ، الهداية الكبرى : ٣٩٢ ـ ٤٠٧.

٤ ـ ( إنّ ) أثبتناها من « ش ، ك » والمصدر.

٥ ـ سورة الممتحنة ٦٠ : ١٣.

٦ ـ سورة الإسراء ١٧ : ٦.

٧ ـ مختصر البصائر : ٤٦٨ / ٥٢١.

٢٩٥

من ناحية المشرق : يا أهل الهدى اجتمعوا ، وينادي مناد من ناحية المغرب : يا أهل الضلال (١) اجتمعوا ، ويفرّق بين الحقّ والباطل ، تخرج الدابّة وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية ، ويبعث الله الفتية من كهفهم وإليهم رجل يقال له : مليخا (٢) ، فيبعث أحد ابنيه إلى الروم فيرجع بغير حاجة ، ثمّ يبعث الآخر فيرجع بالفتح.

ثمّ يبعث الله من كلّ اُمّة فوجاً ليريهم ما كانوا يوعدون ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (٣) ويسير الصدِّيق الأكبر براية الهدى ، والسيف ذي الفقار حتّى ينزل دار الهجرة مرّتين (٤) وهي الكوفة ـ إلى أن قال ـ وعدّة أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر ، منهم : تسعة من بني إسرائيل ، وسبعون من الجنّ ، وسبعون الذين عصموا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هجمت عليه مشركوا قريش ، وعشرون من أهل اليمن فيهم المقداد بن الأسود ، ومائتان وأربعة عشر كانوا بساحل البحر فبعث (٥) إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين » (٦) الحديث.

الثاني عشر بعد المائة : ما رواه الكليني ـ في كتاب الجنائز في باب ما يعاين المؤمن والكافر ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عمّن سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ـ وذكر حال المؤمن بعد الموت إلى أن قال ـ : « فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب الجنّة قال : ثمّ

____________

١ ـ في نسخة « ش » : الصفا ، وفي « ح ، ك » والمصدر : الضلالة.

٢ ـ في « ح ، ش » : تمليخا. وورد الاسمان في كتب التاريخ والتفسير.

٣ ـ سورة النمل ٢٧ : ٨٣.

٤ ـ ( مرّتَين ) لم يرد في « ط ».

٥ ـ في « ك » : فيبعث ، وفي « ط » : فبعثت.

٦ ـ مختصر البصائر : ٤٧٢ / ٥٢١.

٢٩٦

يزور آل محمّد عليهم‌السلام في جنان (١) رضوى يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ويتحدّث معهم في مجالسهم ، حتّى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبّون زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحلّ المحلّون ، ونجا المقرّبون » (٢) الحديث.

قال (٣) في « القاموس » : رجل محلّ منتهك للحرام ، ولا يرى للشهر الحرام حرمة (٤) « انتهى ».

والمقرّبون : بفتح الراء الذين يستعجلون هم المقرّبون ، أو بكسر الراء الذين يقولون : الفرج قريب.

الثالث عشر بعد المائة : ما رواه سعد بن عبدالله في « مختصر البصائر » على مانقل عنه : عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن عبدالله بن قبيصة ، عن أبيه ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّوجلّ ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) (٥) قال : « يكسّرون (٦) في الكرّة كما يكسّر (٧) الذهب حتّى يرجع كلّ شيء إلى شبهه ـ يعني إلى حقيقته ـ » (٨).

أقول : لعلّه إشارة إلى مزج الطينتين ثمّ تمييزهما في الرجعة ، أو المراد امتحانهم حتّى تظهر حقائقهم.

__________________

١ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ك ، ط » : جبال ، وما أثبتناه من المصدر.

٢ ـ الكافي ٣ : ١٣١ / ٤.

٣ ـ من هنا يبدأ ما سقط من « ك » إلى آخر الباب.

٤ ـ القاموس المحيط ٣ : ٤٩٣ ـ حلّ.

٥ ـ سورة الذاريات ٥١ : ١٣.

٦ ـ في المطبوع و « ط » : يكرّون.

٧ ـ في المطبوع و « ط » : يكرّ.

٨ ـ مختصر البصائر : ١١٧ / ٩٤.

٢٩٧

الرابع عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب (١) بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّا نتحدّث أنّ عمر بن ذرّ (٢) لا يموت حتّى يقاتل قائم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : « إنّ مثل ابن ذر مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له : عبد ربّه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم : كيت وكيت » (٣).

أقول : المراد أنّ ابن ذرّ يحيى بعد موته ويقاتل القائم في الرجعة ، فقوله : « لايموت حتّى يقاتل » يعني في الرجعة.

الخامس عشر بعد المائة : ما رواه العيّاشي في « تفسيره » على ما نقل عنه بعض ثقات الأصحاب ، عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « ( كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) (٤) لم يذق الموت من قُتل ، وقال : لابدّ من أن يرجع حتّى يذوق

__________________

١ ـ في « ح » : هارون ، وفي « ش ، ط » : وهب ، وما في المتن هو الصحيح كما قاله السيد الخوئي رحمه‌الله : لم يثبت وجود لعنوان وهب بن حفص مطلقاً أو مقيّداً في الكتب الأربعة ، والصحيح في جميع ذلك وهيب بن حفص ، وقال النجاشي : وهيب بن حفص النخاس ، له كتاب ذكره سعد وتابعه على ذلك ابن داود والقهبائي.

اُنظر معجم رجال الحديث ٢٠ : ٢٢٧ و ١٦ : ٣١٣ ، رجال النجاشي : ٤٣١ / ١١٦٠ ، رجال ابن داود : ١٩٨ / ١٦٥٤ ، تنقيح المقال ٣ : ٢٧٢ / ١٢٧٣٣ ، مجمع الرجال ٧ : ١٩٩.

٢ ـ عمر بن ذر : كان قاصّاً ، قال ابن حجر : وقال أبو داود : كان رأساً في الإرجاء ، وقال أبو حاتم : وكان مرجئاً لا يحتجّ بحديثه ، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة في زمن المنصور العبّاسي.

اُنظر طبقات ابن سعد ٦ : ٣٦٢ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٣٩٠ / ٧٣٢.

٣ ـ مختصر البصائر : ٩٨ / ٦٨ ـ باب الكرّات وحالاتها.

٤ ـ سورة آل عمران ٣ : ١٨٥ ، سورة الأنبياء ٢١ : ٣٥ ، سورة العنكبوت ٢٩ : ٥٧.

٢٩٨

الموت » (١).

السادس عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن سيرين ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ ) (٢)؟ » قلت : يقولون : لا قيامة ولا بعث ولا نشور ، فقال : « كذبوا والله ، إنّما ذلك إذا قام القائم وكرّ المكرّون ، فقال أهل خلافكم : قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم ، تقولون : رجع فلان وفلان ، لا والله لا يبعث الله من يموت ، ألا ترى أنّهم قالوا : ( وَأَقْسَمُوا بِالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ) كانت المشركون أشدّ تعظيماً باللاّت (٣) والعزّى من أن يقسموا بغيرها ، فقال الله تعالى : ( بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) » (٤).

السابع عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) (٥) إلى آخر الآية ، فقال : « ذلك في الميثاق ، ثمّ قرأت ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ) (٦) فقال : لا تقرأ ذلك ولكن إقرأ « التائبين العابدين » (٧) إلى آخر الآية ، ثمّ قال : إذا رأيت هؤلاء فهم الذين اشترى

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٢١٠ / ١٧٠.

٢ ـ سورة النحل ١٦ : ٣٨.

٣ ـ في « ح ، ش ، ط » : للّلات.

٤ ـ تفسير العيّاشي ٢ : ٢٥٩ / ٢٨.

٥ ـ سورة التوبة ٩ : ١١١.

٦ ـ سورة التوبة ٩ : ١١٢.

٧ ـ قال الطبرسي في مجمع البيان ٥ : ١٣٩ : أمّا الرفع في قوله ( التائبون العابدون ) فعلى القطع والاستئناف ، أي هم التائبون ، ويكون على المدح.

٢٩٩

منهم أنفسهم وأموالهم ، يعني في الرجعة » (١).

ثمّ قال أبو جعفر عليه‌السلام : « ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة ، من مات يُبعث حتّى يُقتل ، ومن قُتل يُبعث حتّى يموت » (٢).

الثامن عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن رفاعة بن موسى ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « إنّ أوّل من يكرّ إلى الدنيا الحسين بن علي عليه‌السلام وأصحابه ، ويزيد بن معاوية وأصحابه ، فيقتلهم حذو (٣) القذّة بالقذّة ، ثمّ قرأ أبو عبدالله عليه‌السلام : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوال وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) (٤) » (٥).

التاسع عشر بعد المائة : ما رواه الشيخ أبو الفتح الكراجكي في كتاب « كنز الفوائد » على ما نقل عنه قال : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمّد بن علي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّوجلّ : ( أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ ) (٦) قال : « الموعود علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا ، ووعده الجنّة له ولأوليائه في الآخرة » (٧).

العشرون بعد المائة : ما رواه الكشّي في « كتاب الرجال » : عن محمّد بن

____________

وأمّا « التائبين العابدين » فيحتمل أن يكون جرّاً ، وأن يكون نصباً ، أمّا الجرّ فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين ، أي من المؤمنين التائبين ، وأمّا النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح ، كأنّه قال : أعني وأمدح التائبين.

١ ـ تفسير العيّاشي ٢ : ١١٢ / ١٤٠.

٢ ـ تفسير العيّاشي ٢ : ١١٣ / ١٤١.

٣ ـ في « ح » زيادة : النعل بالنعل و.

٤ ـ سورة الإسراء ١٧ : ٦.

٥ ـ تفسير العيّاشي ٢ : ٢٨٢ / ٢٣.

٦ ـ سورة القصص ٢٨ : ٦١.

٧ ـ تأويل الآيات ١ : ٤٢٢ / ١٨ ، وعن الكنز في البحار ٣٦ : ١٥١ / ١٢٩ و ٥٣ : ٧٦ / ٧٩.

٣٠٠