الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-280-1
الصفحات: ٥١٣

سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل بن سكرة ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : هل للماء الذي يغسّل به الميّت حدّ محدود؟ قال : « إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام : إذا أنا متّ فاستق لي سبع قرب من ماء بئر غرس ، فاغسلني وكفنّي وحنّطني ، فإذا فرغت من غسلي وكفني وتحنيطي فخذ بمجامع كفني وأجلسني ثمّ سلني عمّا شئت ، فوالله لا تسألني عن شيء إلا أجبتك فيه » (١).

ورواه قطب الدين الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » نقلاً من كتاب « بصائر الدرجات » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر مثله (٢).

الثاني : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما نصّ الله ورسوله على الأئمّة عليهم‌السلام ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن ابن أبي سعيد ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « لمّا حضر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الموت دخل عليه عليّ عليه‌السلام فأدخل رأسه ، ثمّ قال : يا علي إذا أنا متّ فغسّلني وكفنّي ثمّ أقعدني وسل واكتب » (٣).

الثالث : ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في باب نوادر المعجزات ـ نقلاً من كتاب « بصائر الدرجات » لسعدبن عبدالله : عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن الحسين بن زيد بن علي (٤) ، عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، عن أبيه ، قال : قال

__________________

١ ـ الكافي ١ : ٢٩٦ / ٧ و ٣ : ١٥٠ / ١.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٣ / ١١ ، بصائر الدرجات : ٣٠٤ / ٩.

٣ ـ الكافي ١ : ٢٩٧ / ٨.

٤ ـ في « ح ، ش ، ك » : الحسين بن علي ، عن زيد بن علي ، وفي المطبوع و « ط » : الحسين بن

٢٢١

علي بن أبي طالب عليه‌السلام : « أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا توفّي أن أستقي له سبع قرب من بئر غرس (١) فأغسله بها ، فإذا غسّلته وفرغت من غسله أخرجت من في البيت ، قال : فإذا أخرجتهم فضع فاك على فيّ ثمّ سلني عمّا هو كائن إلى يوم القيامة من أمر الفتن ، قال عليّ عليه‌السلام : ففعلت ذلك فأنبأني بما يكون إلى أن تقوم الساعة » (٢).

الرابع : ما رواه سعد بن عبدالله أيضاً بالسند السابق : عن عليّ عليه‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أنا متّ فغسّلني بسبع قرب من بئر غرس ، غسّلني بثلاث قرب غسلاً ، وشنّ عليَّ أربعاً شنّاً ، ثمّ ضع يدك على فؤادي ثمّ سلني اُخبرك بما هو كائن إلى يوم القيامة ، قال : ففعلت ، وكان عليّ عليه‌السلام إذا أخبرنا (٣) بشيء يكون ، يقول : هذا ممّا أخبرني به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد موته » (٤).

الخامس : ما رواه أيضاً نقلاً من كتاب « بصائر الدرجات » لسعد بن عبدالله : عن جعفر بن إسماعيل الهاشمي ، عن أيّوب بن نوح ، عن زيد النوفلي ، عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : « أوصاني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إذا أنا متّ فغسّلني بسبع قرب من بئر غرس ، فإذا

__________________

علي بن زيد بن علي ، وما في المتن أثبتناه من المصدر والظاهر هو الصحيح.

وهو الملقّب بذي الدمعة ، كان ابو عبد الله ٧ تبنّاه وربّاه وزوّجه بنت الأرقط ، روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٥ ، معجم رجال الحديث ٦ : ٢٦١ / ٣٤١٤.

١ ـ بئر غَرْس : بئر بالمدينة في قباء ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يستطيب ماءها ويبارك فيه ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ فيها عيناً من عيون الجنّة. انظر معجم البلدان ٤ : ٢١٨ ـ ٢١٩.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٠ / ٩.

٣ ـ في « ك » : أخبر.

٤ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٢ / ١٠.

٢٢٢

فرغت من غسلي فأدخلني في أكفاني ، ثمّ ضع اُذنك على فمي ، ففعلت فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة » (١).

قال : وروي هذا الحديث بعينه عن الباقر والصادق عليهما‌السلام (٢).

السادس : ما رواه الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام يعلمون متى يموتون ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّا ، عن مسافر ، عن الرضا عليه‌السلام قال : « إنّي رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله البارحة وهو يقول : يا علي ما عندنا خير لك » (٣).

السابع : ما رواه الكليني أيضاً بالإسناد المذكور : عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة (٤) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه ، فأوصاني بأشياء في غسله وكفنه ، فقلت : يا أبة ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن حالاً منك اليوم ، فقال : يا بني أما سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام ينادي من وراء الجدار : يا محمّد بن علي تعال ، عجّل؟ » (٥).

الثامن : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب الإشارة والنصّ على الرضا عليه‌السلام ـ : عن أحمد بن مهران ، عن محمّد بن علي ، عن أبي الحكم الأرمني ، عن عبدالله بن إبراهيم الجعفري وعبدالله بن محمّد بن عمارة الجرمي (٦) جميعاً ، عن يزيد بن سليط ـ في حديث طويل ـ أنّ أبا إبراهيم عليه‌السلام قال له : « إنّي خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان ولقد جاءني بخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ أرانيه وأراني من

____________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٤ / ١٢. وأورده الصفّار في البصائر : ٣٠٤ / ١٠.

٢ ـ وعن الإمام الباقر عليه‌السلام في الخرائج ٢ : ٨٢٧ / ٤١.

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام في الخرائج ٢ : ٨٢٨ / ٤٣.

٣ ـ الكافي ١ : ٢٦٠ / ٦.

٤ ـ ( عن أبي خديجة ) لم يرد في « ط ».

٥ ـ الكافي ١ : ٢٦٠ / ٧.

٦ ـ في « ك » : الحرمي.

٢٢٣

يكون معه ، وكذلك لا يوصي بأحد منّا حتّى يأتي بخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجدّي عليّ عليهما‌السلام ، ورأيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خاتماً وسيفاً وعصا وكتاباً ـ وذكر ما جرى منهما من الخطاب والجواب ـ ثمّ قال أبو إبراهيم عليه‌السلام : ورأيت وُلدي جميعاً الأحياء منهم والأموات ، فقال لي أمير المؤمنين عليه‌السلام : هذا سيِّدهم » (١) ثمّ ذكر ما جرى بينهم من الكلام الطويل والمحاورات الكثيرة.

التاسع : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب النهي عن الإشراف على قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن جعفر بن المثنّى الخطيب ، عن مهران بن أبي نصر وإسماعيل بن عمّار أنّهما سألا أبا عبدالله عليه‌السلام عن الصعود لنشرف على قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا سقط سقف المسجد ، فقال : « ما اُحبّ لأحد أن يعلو فوقه ، ولا آمنه أن يرى شيئاً يذهب بصره ، أو يراه قائماً يصلّي ، أو يراه مع بعض أزواجه » (٢).

العاشر : ما رواه الكليني ـ في باب ما جاء في الاثني عشر عليهم‌السلام والنصّ عليهم ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن أبي عبدالله الكوفي ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش (٣) ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال : « قال أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤) لأبي بكر :

____________

١ ـ الكافي ١ : ٣١٣ / ١٤.

٢ ـ الكافي ١ : ٤٥٢ / ١.

٣ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ك ، ط » : الجريش ، وفي « ح » : جريش ، وما أثبتناه من الكتب الرجاليّة ظاهراً هو الصحيح.

انظر رجال النجاشي : ٦٠ / ١٣٨ ، فهرست الشيخ : ١٠٥ / ١٩٨ ، خلاصة الأقوال : ٣٣٦ / ١٣٢٦.

٤ ـ في « ح ، ش ، ك » زيادة : يوماً.

٢٢٤

( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) (١) وأشهد أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مات شهيداً ، والله ليأتينّك فأيقن فإنّ الشيطان غير متخيّل به.

فأخذ عليّ عليه‌السلام بيد أبي بكر فأراه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا أبا بكر آمن بعليّ وبالأحد عشر من ولدي ، إنّهم مثلي إلا النبوّة ، وتب إلى الله ممّا في يدك فإنّه لا حقّ لك فيه ، قال : ثمّ ذهب فلم ير » (٢).

أقول : وتأتي أحاديث متعدّدة في هذا المعنى.

الحادي عشر : ما رواه الشيخ المفيد في كتاب « الإرشاد » : إنّ ابن زياد أمر برأس الحسين عليه‌السلام فدير به في سكك الكوفة ، قال : فروي عن زيد بن أرقم أنّه قال : مرّ بي وهو على رمح ، وأنا في غرفة لي فلمّا حاذاني سمعته يقرأ : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ) (٣) فناديت : والله يابن رسول الله أمرك (٤) أعجب وأعجب (٥).

أقول : هذا أعجب من الرجعة وأغرب ؛ لأنّ عود الروح إلى مجموع البدن قد كثر وقوعه كما عرفت ، وأمّا عودها إلى الرأس وحده فهو غريب غير معهود ، فيزول به استبعاد الرجعة الموعود بها.

الثاني عشر : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ

____________

١ ـ سورة آل عمران ٣ : ١٦٩.

٢ ـ الكافي ١ : ٥٣٣ / ١٣.

٣ ـ سورة الكهف ١٨ : ٩.

٤ ـ في المصدر : رأسك.

٥ ـ إرشاد المفيد ٢ : ١١٧.

٢٢٥

وذكر حديث الإسراء إلى أن قال ـ : حتّى انتهينا إلى بيت المقدس ، فدخلت المسجد فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا إليّ (١) وأقمت (٢) الصلاة ، وأخذ جبرئيل بيدي فقدّمني فأممتهم ولا فخر » (٣) الحديث.

وقد تقدّم أحاديث كثيرة في هذا المعنى.

الثالث عشر : ما رواه الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في أعلام النبي والأئمّة عليهم‌السلام ـ : عن المنهال بن عمر ، قال : رأيت رأس الحسين عليه‌السلام بدمشق وبين يديه رجل يقرأ (٤) : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ) (٥) فأنطق الله (٦) الرأس بلسان فصيح (٧) ، فقال : « أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي » (٨).

الرابع عشر : ما رواه الراوندي أيضاً نقلاً من كتاب « بصائر الدرجات » لمحمّد بن الحسن الصفّار : عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي (٩) ، عن ابن سنان ، عن

__________________

١ ـ في « ح » : قد جُمعوا لي.

٢ ـ في « ح ، ش ، ط » : واُقيمت.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٤.

٤ ـ في المصدر زيادة : الكهف حتّى بلغ قوله.

٥ ـ سورة الكهف ١٨ : ٩.

٦ ـ في المطبوع : فانطلق ، وما في المتن أثبتناه من « ح ، ش ، ك » والمصدر. وفي « ط » بدون لفظ الجلالة : ( الله ).

٧ ـ في المصدر : بلسان ذرب ذلق.

٨ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٥٧٧ / ١ ، فصل في أعلام الإمام الشهيد الحسين بن علي عليه‌السلام.

٩ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ط ، ك » : العلوي ، وما أثبتناه من المصدر ظاهراً هو الصحيح ، حيث لم نعثر على لقب العلوي لهذا الاسم وبهذه الطبقة من الرواة إلا في نسخة « هـ » من

٢٢٦

أبي حمزة الثمالي ، عن ابن أبي شعبة الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « إنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام لقى أبا بكر فقال له : تعلم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرك أن تسلّم عليَّ بإمرة المؤمنين ، وأن تتّبعني؟ فجعل يشكّك عليه ، فقال : إجعل بيني وبينك حكماً ، فقال عليّ عليه‌السلام : أترضى برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال : ومن لي به! فأخذ بيده حتّى أدخله مسجد قبا ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قاعد في المحراب ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألم آمرك أن تسلّم لعليّ وتتبّعه؟ قال : بلى ، قال : فاعتزل وسلِّم إليه واتّبعه ، قال : نعم ، فلمّا رجع لقى صاحبه عمر فعرّفه الخبر ، فقال له : أنسيت سحر بني هاشم (١)؟ وذكّره بأشياء ، فأمسك وقام على أمره إلى أن مات » (٢).

الخامس عشر : ما رواه أيضاً نقلاً عن « بصائر الدرجات » لمحمّد بن الحسن الصفّار : عن عمّار بن سليمان (٣) ، عن أبيه ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار ، قال : دخل أبو بكر على أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وذكر كلاماً (٤) جرى بينهما ـ قال : فقال له عليّ عليه‌السلام : « إن أريتك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يخبرك بأنّي أولى بالأمر منك ، ويأمرك أن تعزل نفسك عنه تفعل؟ » فقال : إن رأيته حتّى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ، فقال له عليّ عليه‌السلام : « فنلتقي إذا صلّيت المغرب حتّى اُريكاه ».

____________

الخرائج كما اُشير في هامش الخرائج.

وقد عدّه الشيخ في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام. اُنظر رجال الطوسي : ٢٦٩ / ٤٥ ، رجال النجاشي : ٤٥ / ٨٣.

١ ـ في حاشية « ك » : لا يخفى أنّ تأويل عمر لهذا الحديث ؛ لعدم اقراره بالرجعة ، وإنّه أراد أن يُثبت أنّ قول هذا القائل ليس بحجّة فتدبّر. « منه رحمه‌الله ».

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٥ / ١٥ ، بصائر الدرجات : ٢٩٧ / ١٠.

٣ ـ في المصدر والبصائر : عبّاد بن سليمان ، وكذلك الاختصاص.

٤ ـ في « ش ، ك » : كلّ ما. بدل من : كلاماً.

٢٢٧

قال : فرجع إليه بعد المغرب ، فأخذ بيده فأخرجه إلى مسجد قبا ، فإذا هو برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في القبلة ، فقال له : « يا فلان وَثَبْتَ على مولاك وجلست مجلسه ، وهو مجلس النبوّة لا يستحقّه غيري ; لأنّه وصيّي ، ونبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، وتعرّضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذا السربال الذي تسربلته بغير حقّ ولا أنت من أهله ، وإلا فموعدك النار » (١) الحديث. وفيه أنّ عمر منعه من ذلك.

قال : وروى الثقات عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثل ذلك (٢).

السادس عشر : ما رواه الصفّار أيضاً في « بصائر الدرجات » نقله عنه الراوندي : عن معاوية بن حكيم ، عن الحسن بن علي الوشّا ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : قال لي بخراسان : « رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هاهنا فالتزمته » (٣).

السابع عشر : ما رواه الراوندي بعد رواية حديث (٤) « بصائر الدرجات » قال : وروى جماعة من أصحابنا ثلاث روايات عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قالوا : « لمّا حضرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة دخل عليّ عليه‌السلام فقال له : يا علي ، إذا أنا متّ فغسّلني وكفّنّي وأقعدني وسائلني واحفظ عنّي » (٥).

قال : وقد قدّمنا ذلك بروايات سعد بن عبدالله.

الثامن عشر : ما رواه الراوندي في أواخر « الخرائج والجرائح » نقلاً من كتاب

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٧ / ١٦ ، بصائر الدرجات : ٢٩٨ / ١٤.

٢ ـ أورده المفيد في الاختصاص : ٢٧٢ ـ ٢٧٣.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٢٩٤ / ١ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٧ / ٢٦.

٤ ـ في « ح ، ش ، ك » : أحاديث.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٤ / ١٣ و ٨٠٥ / ١٤ و ٨٢٨ / ٤٢ و ٤٣ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. و ٧٢٧ / ٤١ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٢٢٨

« بصائر الدرجات » لسعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن محمّد ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « جاء اُناس إلى الحسن (١) بن علي عليهما‌السلام فقالوا : أرنا بعض عجائب أبيك التي كان يريناها ، فقال : أتؤمنون بذلك؟ قالوا : نعم ، قال : أليس تعرفون أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ قالوا : بلى كلّنا نعرفه ، فرفع لهم جانب الستر ، فقال لهم : انظروا ، فقالوا بأجمعهم : هذا والله أمير المؤمنين ، ونشهد أنّك ابنه ، وإنّه كان يرينا مثل ذلك كثيراً » (٢).

التاسع عشر : ما رواه الراوندي نقلاً عن « البصائر » لسعد بن عبدالله : عن عمران بن أحمد ، عن يحيى بن اُمّ الطويل ، عن رشيد الهجري ، قال : دخلت على أبي محمّد الحسن بن علي عليهما‌السلام بعد مضيّ أبيه ، فتذاكرنا شوقنا إليه ، فقال الحسن عليه‌السلام : « تريدون أن ترونه (٣)؟ » قلنا : نعم وأنّى لنا بذلك؟ فضرب بيده إلى ستر كان معلّقاً على باب في صدر المجلس ، فرفعه وقال : « انظروا إلى هذا البيت » فإذا أمير المؤمنين جالس كأحسن ما رأيناه في حياته ، فقال : « هو هو » ثمّ أطلق الستر من يده ، فقال بعضنا لبعض : هذا الذي رأيناه من الحسن عليه‌السلام مثل الذي شاهدناه من أمير المؤمنين عليه‌السلام ومعجزاته (٤).

العشرون : ما رواه أيضاً نقلاً عن سعد بن عبدالله أنّه روي عن الباقر عليه‌السلام : « إنّ الناس جاءُوا بعد الحسن عليه‌السلام إلى الحسين عليه‌السلام فقالوا : يابن رسول الله ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها؟ فقال : هل تعرفون أبي؟ فقالوا : كلّنا نعرفه ، فرفع ستراً كان على باب البيت ، ثمّ قال : انظروا في البيت ، فنظرنا فإذا

____________

١ ـ في « ح » الحسين.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٠ / ١٨.

٣ ـ في « ك ، ش ، ح » : تريدون ترونه. وفي « ط » : تريدون أن تروه.

٤ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٠ / ١٩.

٢٢٩

أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقلنا : نشهد أنّه خليفة الله حقّاً وأنّك ولده » (١).

الحادي والعشرون : ما رواه أيضاً نقلاً من « بصائر الدرجات » للصفّار : عن أحمد بن محمّد بن عيسى (٢) ، عن الحسين بن سعيد (٣) ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن سماعة ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وأنا اُحدّث نفسي ، فقال : « ما لك تحدِّث نفسك تريد أن ترى أبا جعفر عليه‌السلام؟ » قلت : نعم ، قال : « قم فادخل هذا البيت فانظر » فدخلت (٤) فإذا أبو جعفر عليه‌السلام معه قوم من الشيعة من الذين ماتوا قبله وبعده (٥).

الثاني والعشرون : ما رواه أيضاً عن الصفّار ، عن الحسن بن علي بإسناده قال : سئل الحسين عليه‌السلام (٦) بعد موت أمير المؤمنين عليه‌السلام أن (٧) يريهم شيئاً من العجائب فقال : « أتعرفون أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا رأيتموه؟ » قالوا : نعم ، قال : « فارفعوا هذا الستر » فرفعوه فإذا هو لا ينكرونه فكلّمهم وكلَّموه » (٨).

الثالث والعشرون : ما رواه أيضاً عن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي (٩) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام

____________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١١ / ٢٠ ، ولم ترد فيه : وأنّك ولده.

٢ ـ في المصدر والبصائر : محمّد بن عيسى.

٣ ـ ( الحسين بن سعيد ) لم يرد في المصدر والبصائر.

٤ ـ ( فدخلت ) لم يرد في « ط ».

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٨ / ٢٨ ، بصائر الدرجات : ٢٩٥ / صدر حديث ٤.

٦ ـ في المصدر : الحسن بن علي عليه‌السلام.

٧ ـ قوله : ( بعد موت أمير المؤمنين عليه‌السلام أن ) لم يرد في « ط ».

٨ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٨ / ٢٩ ، بزيادة في ذيله وهي : فقال لهم علي عليه‌السلام : « إنّه يموت من مات منّا وليس بميّت ، ويبقى من بقي حجّة عليكم ». وكذلك بصائر الدرجات : ٢٩٥ / المقطع الثاني من حديث ٤.

٩ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ط ، ك » : عبد الرحمـن الخثعمي ، ومـا أثبتناه من المصدر

٢٣٠

قال : « خرجت مع أبي عليه‌السلام إلى بعض أمواله ، فلمّا صرنا في الصحراء استقبله شيخ ، فنزل إليه أبي وسلّم عليه ، فسمعناه يقول له : جعلت فداك ـ ثمّ تحادثا طويلاً ـ ثمّ ودّعه أبي ، فقام الشيخ وانصرف ، وإنّا لننظر إليه حتّى غاب شخصه عنّا ، فقلت لأبي : من هذا؟ قال : هذا جدّك الحسين عليه‌السلام » (١).

الرابع والعشرون : ما رواه ابن بابويه في « عيون الأخبار » ـ في باب ثواب زيارة الرضا عليه‌السلام ـ : عن أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، عن داود البكري ، عن علي بن دعبل بن علي الخزاعي ، قال : لمّا حضرت أبي الوفاة تغيّر لونه واسودّ وجهه ، فرأيته بعد ذلك فيما يرى النائم ، فقلت : ما فعل الله بك؟ فقال : إنّ الذي رأيته من سواد وجهي لم يزل حتّى لقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢). الحديث.

أقول : ظاهره أنّه رآه وقت الإحتضار كغيره ، وفيه مكالمات جرت بينهما.

الخامس والعشرون : ما رواه الكليني ـ في باب أنّ المؤمن لا يُكره على أخذ روحه ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن سدير الصيرفي ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : هل يُكره المؤمن على أخذ روحه؟ قال : « لا والله ، إذا جاءه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت (٣) : يا وليّ الله لا تجزع ـ إلى أن قال ـ ويمثل له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________

والبصائر وهو الموافق لكتب التراجم. اُنظر ترجمته في تنقيح المقال ٢ : ٢٣٦ / ٧٥٩٠ ومعجم رجال الحديث ١٢ : ٦١ / ٧٤١٨ ومستدركات النمازي ٥ : ١٦٦ / ٩٠٣٩ ، وفي « ح » زيادة : عن أبي عبد الرحمن الخثعمي.

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٩ / ٣٠ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، بصائر الدرجات : ٣٠٢ / ١٨ ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام ، ولم يرد فيه : هذا جدّك الحسين عليه‌السلام.

٢ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٦٦ / ٣٦ ، باختلاف يسير.

٣ ـ قوله : ( جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت ) أثبتناه من المصدر. وبدلها في المطبوع والنسخ : قال.

٢٣١

وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذريّتهم عليهم‌السلام » (١). الحديث.

السادس والعشرون : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما يعاين المؤمن والكافر ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضّال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث أنّه قال له بعدما سأله عن حال المحتضر بعد ما سأله سبع عشرة مرّة ، فقال : « يراهما والله » فقال : مَنْ هما؟ قال : « رسول الله وأمير المؤمنين عليهما‌السلام » (٢) ثمّ ذكر ما يجري (٣) بينهم من السؤال والجواب.

السابع والعشرون : ما رواه الكليني ـ أيضاً في الباب المذكور ـ : عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن خالد بن عمّار ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول الله ومن شاء الله » ـ ثمّ ذكر ما يجري (٤) بينهم من الخطاب ـ إلى أن قال : « فإذا وضع في قبره ردّ إليه الروح إلى وركيه » (٥). الحديث.

الثامن والعشرون : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن سعيد بن يسار أنّه حضر أحد ابني سابور عند موته فبسط يده ثمّ قال : ابيضّت يدي يا علي ، فدخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فسألني عن ذلك فأخبرته ، فقال : « رآه والله » (٦).

____________

١ ـ الكافي ٣ : ١٢٧ / ٢.

٢ ـ الكافي ٣ : ١٢٨ / ١.

٣ و ٤ ـ في « ك » : ما جرى.

٥ ـ الكافي ٣ : ١٢٩ / ٢.

٦ ـ الكافي ٣ : ١٣ / ٣ ، وفيه : « رآه والله » ثلاث مرّات.

ومعناه أنّ المحتضر رأى الإمام علي عليه‌السلام وقد صافحه ، ولذا قال : ابيضّت يدي يا علي.

٢٣٢

التاسع والعشرون : ما رواه فيه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عمّن سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يقول في حديث المحتضر : « إذا كان ذلك واحتضر ، حضره (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام » ثمّ ذكر ما يكون بينهم من المحاورات والبشارة للمؤمن وغير ذلك (٢). الحديث.

وفيه : إنّ الكافر أيضاً يرى الرسول وأمير المؤمنين عليهما‌السلام عند موته (٣).

ورواه الحسن بن سليمان نقلاً من كتاب « القائم » للفضل بن شاذان : عن محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن سنان (٤) ، عن عمّار بن مروان ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٥).

الثلاثون : ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحيم ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : حدّثني صالح بن ميثم ، عن عباية الأسدي أنّه سمع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : « والله لا يبغضني عبد أبداً فيموت على بغضي إلا رآني عند موته حيث يكره ، ولا يحبّني عبد أبداً فيموت على حبّي إلا رآني عند موته حيث يحبّ » فقال أبو جعفر عليه‌السلام : « نعم ورسول الله باليمين » (٦).

الحادي والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن محمّد ، عن معاوية بن وهب ، عن يحيى بن سابور ، قال :

____________

١ ـ في « ط » : حضر.

٢ ـ الكافي ٣ : ١٣١ / ٤.

٣ ـ الكافي ٣ : ١٣٢.

٤ ـ في « ح » : محمّد بن سليمان.

٥ ـ المحتضر : ٥.

٦ ـ الكافي ٣ : ١٣٢ / ٥.

٢٣٣

سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول في المؤمن : « تدمع عيناه عند الموت ، فقال : ذلك (١) عند معاينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٢) الحديث.

الثاني والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد الكندي ، عن أبان بن عثمان ، عن عقبة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : « إنّ الرجل إذا وقعت نفسه هاهنا ـ أي في صدره ـ يرى » (٣) قلت : وما يرى؟ قال : « يرى رسول الله وأمير المؤمنين عليهما‌السلام » (٤). الحديث.

الثالث والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، أنّه حضر بعض النواصب (٥) عند موته فسمعه يقول : ما لي ولك يا علي؟ فاُخبر بذلك أبا عبدالله عليه‌السلام فقال : « رآه والله » (٦).

ثمّ قال : « إذا بلغت نفس أحدكم هذه يقال له : رسول الله وعليّ (٧) أمامك » (٨).

الرابع والثلاثون : ما رواه فيه : عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي المستهل (٩) ، عن محمّد بن حنظلة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث : إنّ المحتضر يرى رسول الله وأمير المؤمنين

__________________

١ ـ في « ط » : فذاك ، بدل من : فقال : ذلك.

٢ ـ الكافي ٣ : ١٣٣ / ٦.

٣ ـ في المطبوع ونسخة « ح ، ش ، ط ، ك » : رأى ، وما في المتن من المصدر.

٤ ـ الكافي ٣ : ١٣٣ / ٨.

٥ ـ هو خطّاب الجهني ، كان شديد النصب لآل محمّد عليهم‌السلام.

٦ ـ الكافي ٣ : ١٣٣ / ٩.

٧ ـ في المصدر زيادة : وفاطمة عليها‌السلام.

٨ ـ الكافي ٣ : ١٣٤ / ١٠ ، بهذا السند : سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّادبن عثمان ، عن عبدالحميد بن عوّاض قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول.

٩ ـ في « ح » : ابن مسهل.

٢٣٤

وجبرئيل عليهم‌السلام. وذكر ما يقول لهم وما يقولون له (١).

أقول : والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً ، وقد روى البرقي في « المحاسن » كثيراً من الأحاديث في هذا المعنى.

وقد تأوّلها الشيخ المفيد بالحمل على معرفة المحتضر بثمرة ولايتهما عليهما‌السلام ، وهذا كما ترى بعيد جدّاً بل لا وجه له أصلاً ، وقد احتجّ لذلك باستحالة حلول الجسم الواحد في مكانين في وقت واحد ، وما ذكره هنا مدفوع :

أمّا أوّلاً : فلعدم معارض لهذه الأحاديث من كلامهم عليهم‌السلام.

وأمّا ثانياً : فلإمكان حضوره عليه‌السلام في مكان معيّن ، يراه كلّ محتضر تلك الساعة.

كما روى ابن بابويه وغيره : « إنّ ملك الموت سُئل كيف تقبض الأرواح من المشرق والمغرب؟ فقال : إنّ الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم يتناول منها ما يشاء » (٢).

وأمّا ثالثاً : فلأنّه يمكن أن يكون مخصوصاً بالمؤمن الكامل ، والكافر الكامل ، ومثل هذا لا يتّفق في كلّ شهر مرّة.

وأمّا رابعاً : فلأنّ الأحاديث دالّة على الرؤية الحقيقيّة ، لما فيها من ذكر الخطاب والعتاب والسؤال والجواب والإشراف والإقتراب ، والمجيء والذهاب.

وأمّا خامساً : فلما مرّ من عدم جواز التأويل بغير نصّ ودليل.

وأمّا سادساً : فلأنّ الله قد أعطى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام من القدرة والفضل ما لم يعطه أحداً ، وما لا يمكن وصفه ، وما هو أعظم ممّا ذكر ، كما يدلّ عليه « اُصول الكافي » و « بصائر الدرجات » وغيرهما.

____________

١ ـ الكافي ٣ : ١٣٤ / ١٣.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ٨٠ / ٣٥٧.

٢٣٥

وأمّا سابعاً : فلأنّ أحوال تلك النشأة ـ أي ما بعد الموت ـ لا يلزم مساواتها (١) لأحوال هذه النشأة ، بل لا شكّ في اختلافها (٢) في أكثر الأحكام.

وأمّا ثامناً : فلأنّ الله قد أعطى ملك الموت ومنكراً ونكيراً مثل هذه القدرة ، فلا ينكر أن يعطي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة مثلها بل ما هو أعظم منها.

وأمّا تاسعاً : فلما روي من الأحاديث عنه عليه‌السلام : « من رآني فقد رآني حقّاً » (٣) وفي بعض الأحاديث : « من رآني في منامه فقد رآني » (٤) والأخبار به كثيرة.

وبالجملة فالحمل على الظاهر هنا ممكن بل واجب متعيّن ، لعدم الصارف ووجود المانع من الصرف عن الظاهر والله أعلم.

الخامس والثلاثون (٥) : ما رواه الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام يزدادون في ليلية الجمعة ـ : عن أحمد بن إدريس ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن أيّوب ، عن أبي يحيى الصنعاني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال لي : « يا أبا يحيى ، إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأناً من الشأن » قلت : وما ذاك؟ قال : « يُؤذن لأرواح الأنبياء الموتى ، وأرواح الأوصياء الموتى ، وروح الوصي الذي بين أظهركم يُعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربّها فتطوف به اُسبوعاً ،

____________

١ ـ في « ش » : مساواتهما.

٢ ـ في « ش ، ط » : اختلافهما.

٣ ـ أورده الكراجكي في كنز الفوائد ٢ : ٦٣ ، والحلّي في المحتضر : ٣ ، وأحمد في المسند ٦ : ٤١٦ / ٢٢١٠٠.

٤ ـ أورده الصدوق في الأمالي : ١٢٠ / ١١١ ، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٢٣٤ ، وأحمد في المسند ٢ : ٤٦٢ / ٧١٢٨ و ٣ : ١٤ / ٨٣٠٣ و ١٣٢ / ٩٠٦١ ، والتنوخي في الفرج بعد الشدّة : ١٧٩ ، وابن ماجة في السنن ٢ : ١٢٨٤ / ٣٩٠١ و ٣٩٠٣ والترمذي في الصحيح ٤ : ٥٣٥ / ٢٢٧٦.

٥ ـ هذا الحديث أثبتناه من نسخة « ك » ، وما بعد هذا الحديث في « ك » سقطت الأحاديث التي تليها إلى آخر حديث الأربعين.

٢٣٦

ثمّ تصلّي عند كلّ قائمة ركعتين ، ثمّ تُردّ إلى الأبدان التي كانت فيها » (١) الحديث.

السادس والثلاثون : ما رواه الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب « قصص الأنبياء » بإسناده عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : « إنّ الله أوحى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له : ارميا : إنّ بني إسرائيل عملوا بالمعاصيّ ، فلاُسلّطنّ عليهم من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم ، ولاُخرّبنَّ مدينتهم ـ يعني بيت المقدس ـ مائة عام ، ثمّ لاُعمّرنّها ـ إلى أن قال ـ : فخرج أرميا فلمّا كان مدّ البصر التفت إلى البلدة فقال : ( أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ) (٢) ثمّ بعثه حيّاً سويّاً » (٣).

السابع والثلاثون : ما رواه أيضاً في « قصص الأنبياء » : بإسناده عن وهب بن منبّه في حديث أرميا « إنّ الله أوحى إليه : أن ألحق بإيليا ، فانطلق إليه حتى إذا رفع له بيت المقدس ، فرأى خراباً عظيماً قال : ( أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ) (٤) فنزل في ناحية واتّخذ مضجعاً ، ثمّ نزع الله روحه وأخفى مكانه على جميع الخلائق مائة عام ـ إلى أن قال ـ : ثمّ أمر الله عظام أرميا أن تُحيى ، فقام حيّاً كما ذكر الله تعالى في كتابه » (٥).

الثامن والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن ابن بابويه ، عن جعفربن محمّد بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن زياد أبي أحمد

____________

١ ـ الكافي ١ : ٢٥٣ / ١.

٢ و ٤ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٥٩.

٣ ـ قصص الأنبياء : ٢٢٢ / ٢٩٤.

٥ ـ قصص الأنبياء : ٢٢٣ / ٢٩٥.

٢٣٧

الأزدي ـ يعني ابن أبي عمير ـ عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : بعث الله جرجيس عليه‌السلام إلى ملك بالشام يعبد صنماً ، فدعاه إلى الله فعذّبه عذاباً شديداً ، فأوحى الله إليه : يا جرجيس اصبر وأبشر ولا تخف ، إنّ الله معك يخلّصك وإنّهم يقتلونك أربع مرّات ، في كلّ مرّة أدفع عنك الألم والأذى.

فأمر الملك بجرجيس إلى السجن وعذّبه بألوان العذاب ، ثمّ قطّعه قطعاً وألقاها في جبّ ، فأمر الله ميكائيل فقام على رأس الجبّ ، ثمّ قال : قم يا جرجيس حيّاً سويّاً ، وأخرجه من الجبّ ، فانطلق جرجيس حتّى قام بين يدي الملك ، وقال : بعثني الله إليكم ليحتجّ بي عليكم ، فقام صاحب الشرطة وقال : آمنت بإلهك الذي بعثك بعد موتك ، واتّبعه أربعة آلاف وآمنوا وصدّقوا جرجيس فقتلهم الملك جميعاً.

ثمّ أمر بلوح من نحاس أوقد عليه النار ، فبسط عليه جرجيس وأوقد عليه النار (١) حتّى مات وأمر برماده فذرّ في الرياح ، فأمر الله ميكائيل فنادى جرجيس صلوات الله عليه إلى الملك.

فأمر به الملك فمدّ بين خشبتين ، ووضع المنشار على رأسه حتّى سقط المنشار من تحت رجليه ، ثمّ أمر بقدر فألقى فيها زفت وكبريت ورصاص ، وألقى فيها جسد جرجيس عليه‌السلام ، فطبخ حتّى اختلط ذلك كلّه جميعاً ، فبعث الله إسرافيل فصاح صيحة خرّ منها الناس لوجوههم ، ثمّ قال : قم يا جرجيس ، فقام حيّاً سويّاً بقدرة الله.

وانطلق جرجيس إلى الملك فجاءته امرأة ، فقالت : كان لنا ثور نعيش به

____________

١ ـ قوله : ( فبسط عليه جرجيس وأوقد عليه النار ) لم يرد في « ط ».

٢٣٨

فمات ، فقال لها جرجيس : خذي عصاي هذه فضعيها على ثورك ، وقولي : إنّ جرجيس يقول : قم بإذن الله. ففعلت فقام حيّاً ، فآمنت بالله ، فأمر به الملك أن يقتل بالسيف ، فضربوا عنقه فمات ثمّ أسرعوا إلى القرية فهلكوا كلّهم (١).

التاسع والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : عن ابن بابويه ، عن محمّد بن شاذان بن أحمد البرواذي (٢) ، عن محمّد بن محمّد بن الحارث ، عن صالح بن سعيد الترمذي ، عن منعم بن إدريس ، عن وهب بن منبّه ، عن ابن عبّاس ـ في حديث طويل يقول فيه ـ : إنّ إلياس عليه‌السلام نزل فاستخفى عند اُمّ يونس عليه‌السلام ستّة أشهر ، ثمّ عاد إلى مكانه ، فلم يلبث إلا يسيراً حتّى مات ابنها حين فطمته ، فعظمت مصيبتها ، فخرجت في طلب إلياس ورقت الجبال حتّى وجدت إلياس.

فقالت : إنّي فجعت بإبني وقد ألهمني الله أن أستشفع بك ليحيي لي ابني ، فقال لها : ومتى مات؟ قالت : اليوم سبعة أيّام ، فانطلق إلياس ، وسار سبعة أيّام اُخرى حتّى انتهى إلى منزلها ، فرفع يديه بالدعاء واجتهد حتّى أحيا الله تعالى بقدرته يونس عليه‌السلام ، فلمّا عاش انصرف إلياس ، ولمّا صار ابن أربعين سنة أرسله الله تعالى إلى قومه كما قال : ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ ) (٣) (٤).

الأربعون : ما رواه أيضاً فيه : عن ابن بابويه ، عن محمّد بن يوسف المذكر ، عن الحسن بن علي بن نصر الطوسي (٥) ، عن أبي الحسن بن قرعة

____________

١ ـ قصص الأنبياء : ٢٣٨ / ٢٨٠.

٢ ـ في « ح » : البروازي ، وفي « ط » : البراوازي.

٣ ـ سورة الصافّات ٣٧ : ١٤٧.

٤ ـ قصص الأنبياء : ٢٥٠ / ٢٩٣.

٥ ـ في المصدر : الطرسوسي ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح.

٢٣٩

القاضي (١) ، عن زياد بن عبدالله (٢) ، عن محمّد بن إسحاق ، عن إسحاق بن يسار ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس في حديث أهل الكهف : إنّهم لمّا أووا إلى الكهف أوحى الله إلى ملك الموت أن يقبض أرواحهم ، ووكّل بكلّ رجل منهم ملكين يقلّبانه ذات اليمين وذات الشمال ، فمكثوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين ، فلمّا أراد الله أن يحييهم أمر إسرافيل الملك أن ينفخ فيهم الروح ، فنفخ فقاموا من رقدتهم ، فقال بعضهم لبعض : قد غفلنا في هذه الليلة (٣) الحديث.

الحادي والأربعون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن ابن بابويه ، عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني ، عن ابن عقدة (٤) ، عن أحمد بن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث عيسى عليه‌السلام : « إنّهم سألوه أن يُحيي لهم سام بن نوح فأتى إلى قبره ، فقال : قم يا سام بإذن الله ، فانشقّ القبر ، ثمّ أعاد الكلام فتحرّك ، ثمّ أعاد الكلام فخرج سام ، فقال : أيّما أحبّ

____________

انظر سير أعلام النبلاء ١٤ : ٢٨٧ ، لسان الميزان ٢ : ٢٣٢ / ٩٩٢ ، ميزان الاعتدال ١ : ٥٠٩ / ١٩٠٩.

١ ـ كذا في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ط » والمصدر وعنه في البحار ، والظاهر أنّ الصحيح أبو علي الحسن بن عرفة العبدي البغدادي.

اُنظر تهذيب التهذيب ٢ : ٢٥٤ / ٥٢٣ ، سير أعلام النبلاء ١١ : ٥٤٧ / ١٦٣.

٢ ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ط » : ماد بن عبدالله ، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب إن شاء الله تعالى.

اُنظر الأنساب للسمعاني ١ : ٣٨٢ ، طبقات ابن سعد ٦ : ٣٩٦ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٣٢٣ / ٦٨٥ ، سير أعلام النبلاء ٩ : ٥ / ١.

٣ ـ قصص الأنبياء : ٢٥٩ / ٣٠٠ ، وعنه في البحار ١٤ : ٤١٦ ـ ٤١٧. والقائل هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، حينما جاء قوم من أحبار اليهود إلى عمر بن الخطّاب يسألونه ، فعجز عن جوابهم ونكس رأسه فقال : يا أبا الحسن ما أرى جوابهم إلا عندك.

٤ ـ هو أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني.

٢٤٠