المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: المؤتمر العالمي للامام الرضا عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٧
كلمة المؤتمر
لما كان الهدف الرئيسي من وراء تأسيس المؤتمر العالمي للامام الرضا عليهالسلام هو احياء امر الائمة الاطهار عليهمالسلام في ابعاده المختفة ، والتعريف بشخصياتهم وسيرتهم وحياتهم المشعة بالنور والعامرة بالعطاء وابراز علومهم ومعارفهم فان المؤتمر الثالث المنعقد حول حياة الامام السابع موسى بن جعفر عليهماالسلام ولتعريف موقعه الشريف الطاهر ومقام ولايتهم السامي ... يقدم بافتخار واعتزاز الى الامة الاسلامية هذا الاثر القيم الجدير بالتقدير الموسوم بمسائل علي بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام الذي حققته واخرجته مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لاحياء التراث.
ونأمل من الله العلي القدير ان يوفق هذه المؤسسة ويسدد خطاها لما بذلته من جهد في تحقيق واخراج هذا الكتاب مع تقديم الشكر لها.
ونرجوا من المولى جل وعلا ان يتقبل منا هذا المجهود ويمنّ علينا بالرضا والقبول انه ولي ذلك.
المؤتمر العالمي الثالث للامام الرضا عليهالسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى الأئمة من آله خِيَرة الله
وبعد :
فإن استيعاب الجوانب الهامة في حياة المحدث
الجليل ، أبي الحسن العريضي ، يتم عبر فصلين :
الفصل الأول : ترجمة حياته.
الفصل الثاني : نشاطه العلمي.
الفصل الأول
ترجمة حياته
١ ـ نسبه ، وكنيته ، ونسبته.
٢ ـ عقيدته.
٣ ـ خروجه ، وهجراته.
٤ ـ عمره ، ووفاته.
٥ ـ مدفنه ، ومرقده.
٦ ـ عقبه ، وذريته.
ـ نسبه ، وكنيته ، ونسبته
نسبه الشريف :
هو علي ابن الامام أبي عبدالله الصادق جعفر ابن الامام أبي جعفر الباقر محمد ابن الإمام أبي محمد علي زين العابدين ابن الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين السبط ابن الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهمالسلام.
وقد أطبق على ذكرهذا النسب ، مترجموه ، ومن ذكره من علماء الأنساب.
وقال ابن عنبة : هو أصغر ولد أبيه ، مات أبوه وهو طفل (١).
وقال ـ أيضاً ـ : امه ام ولد(٢) ، وكذلك قال ابن طباطبا في امه (٣).
وعدوه ممّن أعقب من أولاد الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام (٤).
وسيأتي ذكر عقبه في نهاية هذا الفصل.
كنيته :
كنوه « أبا الحسن » :
صرح به ابن عنبة (٥) وابن طباطبا (٦) والنجاشي (٧).
__________________
(١) عمدة الطالب : ٢٤١ ، ومعجم رجال الحديث ١١ / ٢٨٨ رقم ٧٩٦٥ في نهاية ترجمته.
(٢) عمدة الطالب : ٢٤١.
(٣) منتقلة الطالبية : ٢٢٤.
(٤) عمدة الطالب : ١٩٥ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٤ / ٢٨٠.
(٥) عمدة الطالب : ٢٤١.
(٦) منتقلة الطالبية : ٢٢٤.
(٧) رجال النجاشي : ٢٥١.
وكنوه بأخيه موسى الكاظم عليهالسلام :
جاء ذلك عند الشيخ الطوسي (١) والعلامة (٢) وابن حجر العسقلاني (٣).
نسبته :
نسبوه « هاشميا» :
نسبه ـ كذلك ـ ابن حجر(٤).
ونسبوه « علويا» :
نسبه ـ كذلك ـ الذهبي (٥) وابن حجر(٦) وابن العماد(٧).
ونسبوه « حسينيا» :
نسبه ـ كذلك ـ الذهبي (٨) وابن العماد (٩).
والوجه في هذه النسب الثلاث واضح.
ونسبوه « مدنيا» :
نسبة إلى المدينة المنوّرة ، مهاجر جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومسكن آبائه الأئمة عليهمالسلام.
نسبه كذلك الشيخ الطوسي ، في أصحاب الصادق من رجاله(١٠).
__________________
(١) الفهرست : ١١٣ : رقم ٣٧٩.
(٢) رجال العلامة الحلّي : ٩٢ رقم ٤.
(٣) تقريب التهذيب ٢ / ٣٣ رقم ٣٠٤.
(٤) تهذيب التهذيب ٧ / ٣١٠ رقم ٥٠٢.
(٥) العبر ١ / ٢٨٢.
(٦) تقريب التهذيب ٢ / ٣٣ رقم ٣٠٤ ، ولسان الميزان ٧ / ٣١٠ رقم ٤١٠١.
(٧) شذرات الذهب ٢ / ٢٤.
(٨) العبر ١ / ٨٢.
(٩) شذرات المذهب ٢ / ٢٤.
(١٠) رجال الطوسي : ٢٤١ رقم ٢٨٩.
ونسبوه « عريضيا» :
نسبة إلى (العريض ) قرية على بعد أميال من المدينة ، سكنها ، ويقال لولده : « العريضيون » لذلك (١).
وقد نسبه إليها أكثر المترجمين له ، وصرح النجاشي بأنه سكن العريض من نواحي المدينة(٢) ولكنه لم ينسبه إليها ، وانما قال : فنسب ولده إليها.
وقد ذكر صاحب تأريخ قم نقلا عن بعض الرواة : أن (العريض ) من قرى المدينة على بعد فرسخ منها ، وكانت القرية ملكاً للامام الباقر عليهالسلام ، وأوصى الإمام الصادق عليهالسلام بهذه القرية إلى ولده علي العريضي ، وكان عند وفاة الصادق عليهالسلام ابن سنتين ، ولما نشأ انتقل إلى القرية وسكن بها(٣).
وهذا أشهر أنسابه ، بل لا يطلق « علي بن جعفر ، العريضي » على غيره ـ أصلاً ـ لا في طبقته ، ولا بعدها.
كما أنه لو قيل : « مسائل علي بن جعفر » فالمراد به كتابه بلا اشتراك ، ولا ريب.
__________________
(١) عمدة الطالب : ١٩٥ و ٢٤١ ، ومناقب ابن شهراشوب ٤ / ٢٨٠.
(٢) رجال النجاشي : ٢٥١ رقم ٦٦٢.
(٣) تاريخ قم : ٢٢٤.
٢ ـ عقيدته
صرح ابن عنبة : أنه كان يرى رأي الامامية(١).
وهذا واضح من مواقفه المشرفة التي وقفها من الأئمة المعصومين اولئك الذين عاصرهم عليهمالسلام ، وهي :
أ ـ مع أخيه الإمام الكاظم عليهالسلام :
فقد لازمه حضرا وسفرا ، وأخذ العلم منه ، ودافع عن إمامته.
قال المفيد : ولزم أخاه الإمام موسى بن جعفر ، وروى عنه شيئا كثيرا من الأخبار(٢).
وروي عنه قوله : خرجنا مع أخي موسى بن جعفر عليهالسلام في أربع عمر ، يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله ، واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوماً ، واخرى خمسة وعشرين يوما ، واخرى أربعة وعشرين يوما ، واخرى أحد وعشرين يوما(٣).
وروى محمد بن الوليد ، قال : سمعت علي بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد عليهالسلام يقول لجماعة من خاصة أصحابه : « استوصوا بموسى ـ ابني ـ خيرا ، فإنه أفضل ولدي ، ومن اخلف من بعدي ، وهو القائم مقامي ، والحجة لله عزوجل على كافة خلقه من بعدي » (٤).
__________________
(١) عمدة الطالب : ٢٤١.
(٢) الإرشاد ، للمفيد : ٢٨٧.
(٣) قرب الإسناد : ١٢٢.
(٤) سفينة البحار ٢ / ٢٤٤.
ولابد أن يكون قد سمع هذا من أبيه في أواخر حياته عليهالسلام. وقد رواه بعد وفاته ، وفي أوائل إمامة أخيه الكاظم عليهالسلام ، قطعاً للطريق على من ادعى إمامة الأفطح : عبدالله بن جعفر ، الذي ادعى « الفطحية» له الامامة بعد أبيه الصادق عليهالسلام.
وقد عده ابن شهرآشوب من الثقات الذين رووا النص على موسى بن جعفر عليهالسلام بالإمامة.
وعده أيضاً من ثقات أبي إبراهيم موسى الكاظم عليهالسلام (١).
وقد جاء في ذيل الحديث السابق مانصه :
وكان علي بن جعفر شديد التمسك بأخيه موسى ، والانقطاع إليه ، والتوفر على أخذ معالم الدين منه ، وله مسائل مشهورة عنه ، وجوابات رواها سماعا منه (٢).
اقول : وإن تصديه لعرض المسائل ، ورواية الجوابات عن أخيه عليهالسلام لدليل واضح على اعتقاده بالحق ، حيث كان يأخذ معارف الدين ، وأحكام الشريعة ، من أخيه الإمام عليهالسلام.
ويظهر من رواية اخرى شدة اختصاصه بأخيه الإمام الكاظم عليهالسلام وهي :
مارواه الكشي عنه ، قال : جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر ، يسألني أن أسأل أبا الحسن موسى عليهالسلام : أن يأذن له في الخروج إلى العراق ، وأن يرضى عنه ، ويوصيه بوصية.
قال : فتجنبت ، حتى دخل المتوضأ وخرج ـ وهو وقت كان يتهيأ لي أن اخلو به واكلمه ـ.
قال : فلما خرج ، قلت له : إن ابن أخيك محمد بن إسماعيل يسألك أن
__________________
(١) مناقب ال أبي طالب ٤ /
(٢) سفينة البحار٢ / ٢٤٤.
تأذن له في الخروج إلى العراق ، وأن توصيه. فأذن له ، فلما رجع إلى مجلسه ، قام محمد بن إسماعيل ، وقال : ياعم ، احب أن توصيني.
فقال : اوصيك أن تتقي الله في دمي.
فقال : لعن الله من يسعى في دمك ، ثم قال : يا عم أوصني.
فقال : اوصيك أن تتقي الله في دمي.
قال : ثم ناوله أبو الحسن عليهالسلام صرة فيها مائة وخمسون دينارا.
فقبضها محمد.
ثم ناوله اخرى ، فيها مائة وخمسون دينارا.
فقبضها.
ثم أعطاه صرة اخرى ، فيها مائة وخسون دينارا.
فقبضها.
ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده.
فقلت له في ذلك ، واستكثرته!
فقال : هذا ليكون أوكد لحجّتي ، إذا قطعني ، ووصلته.
قال : فخرج إلى العراق ، فلما ورد حضرة هارون ، أتى باب هارون بثياب طريقه ، قبل أن ينزل ، واستأذن على هارون ، وقال للحاجب : قل لأمير المؤمنين : إن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ، بالباب.
فقال الحاجب : انزل أولا ، وغير ثياب طريقك ، وعد ، لادخلك إليه بغير إذن ، فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت.
فقال : اعلم أمير المؤمنين أني حضرت ولم تأذن لي.
فدخل الحاجب ، وأعلم هارون قول محمد بن إسماعيل ، فأمر بدخوله ، فدخل ، وقال : يا أمير المؤمنين ، خليفتان في الأرض : موسى بن جعفر ـ بالمدينة يجبى له الخراج ، وأنت ـ بالعراق ـ يجبى لك الخراج!؟
فقال : والله!