ديوان الإمام علي

المؤلف:


المحقق: الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار ابن زيدون
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٦٠

ـ ٣١٣ ـ

وقال من بحر الكامل المجزوء :

دنيا تحول بأهلها

في كل يوم مرتينْ

فغدُّوها لتجمُّع

ورواحُها لشتات بَيْن

ـ ٣١٤ـ

وقال من مخلع البسيط :

الصبر مفتاح ما يرجَّى

وكل خير به يكون

فاصبر وإن طالتِ الليالي

فربما طاوعَ الحرونُ

وربما نيلَ باصطبار

ما قيل : هيهات ما يكون

ـ ٣١٥ ـ

وقال من بحر الوافر :

إذا هبَت رياحك فاغتنمها

فعقبى كلِّ خافقةٍ سكونُ

ولا تغفل عن الاحسان فيها

فما تدري السكون متى يكونُ

ـ ٣١٦ ـ

وقال من بحر الطويل :

تنكر لي دهري ولم يدري أنني

أعزُّ وروعاتُ الخطوب تهونُ

فظل يريني الخطب كيف اعتداؤه

وبتُّ أريه الصَّبرَ كيف يكونُ

١٤١

ـ ٣١٧ ـ

وقال من بحر الرمل :

هوِّن الأمر تعشْ في راحةٍ

كلُّ ما هوَّنت إِلا سيهونُ

ليس أمرُ المرءِ سهلا كُلَّه

إنما المرءُ سهول وحزونُ

تطلبُ الراحةَ في دار العَنَا

خابَ من يطلب شيئاً لا يكونُ

ـ ٣١٨ ـ

وقال من بحر الخفيف :

عُدَّ من نفسكَ الحياةُ فصنها

وتوقَّ الدنيا ولا تأمنها

إنما جئتها لتستقبل الموت

وأُدخِلْتَها لتخرجُ عنها

سوف يبقى الحديث بعد فانظر

أيَّ أحدوثة تحب فكنُها

ـ ٣١٩ ـ

وقال الإِمام من بحر الطويل :

تمتع بها ما ساعفتك ولا تكن

عليك شجى في الصدر حين تبين

وإن هي أعطتك الليان فانها

لغيرك من خلانها ستلين

وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها

فليس المخضوب البنان يمين

١٤٢

ـ ٣٢٠ ـ

وقال حين عزى عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه من بحر البسيط :

إنا نعزيك لا أنا على ثقة

من الحياة ولكن سنة الدينِ

فلا المعزَّى بباق بعد ميته

ولا المعزِّي ولو عاشا إِلى حينِ

ـ ٣٢١ ـ

وقال من الكامل المجزوء :

نحن الكرام بنو الكرام

وطفلنا في المهد يُكْنَى

إنا إذا قَعَد اللئام

على بساط العزِّ قمنا

ـ ٣٢٢ ـ

وقال لمحمد ابن الحنفية في حرب الجمل من الرجز :

اقحم فلا تنالك الاسنه

وإنَّ للموت عليك جُنّة

ـ ٣٢٣ ـ

وقال من بحر الرجز :

اليوم أبلو حسبي وديني

بصارمٍ تحمله يميني

عند اللقاء أحمي به عريني

١٤٣

ـ ٣٢٤ ـ

وخرج يوم النهروان رجل من الخوارج فحمل على الناس وهو يقول من الرجز :

أضْربكمْ ولو أرى أبا الحسنْ

ألبستُهُ بصارمي ثوب الغبَنْ

فخرج الإمام وهو يقول من الرجز أيضا :

يا أيهذا المبتغي أبا الحسنْ

إليك فانظر أيُّنا يلقى الغبن

وحمل عليه علي وشكه بالرمح وتركه فيه وانصرف وهو يقول : اتاك أبو الحسن فرأيت ما تكره

ـ ٣٢٥ ـ

وينسب اليه من بحر الوافر :

إلهي لا تعذبني فاني

مقر بالذي قد كان مني

فما لي حيلة إِلا رجائي

بعفوك إنْ عفوت وحسن ظني

فكم من زلة لي في الخطايا

عضضت أناملي وقرعت سني

يظنُّ الناس بي خيراً واني

لشرُ الخلق إن لم تعف عني

وبين يدي محتبس طويل

كأني قد دعيت له كأني

أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً

وأفني العمر منها بالتمني

فلو أني صدقت الزهد فيها

قلبت لها ظهر المجن

١٤٤

ـ ٣٢٦ ـ

وينسب اليه من بحر الوافر :

ومن كرمتْ طبائعُه تحلَّى

بآدابٍ مفصلة حسانِ

ومن قلت مطامعه تغطَّى

من الدنيا بأثواب الأمانِ

وما يدري الفتى ماذا يلاقي

إذا ما عاش من حدث الزمانِ

فان غدرت بك الأيام فاصبر

وكن بالله محمود المعاني

ولاتكُ ساكناً في دار ذل

فان الذلَّ يُقرَن بالهوانِ

وإن أولاك ذو كرم جَميلاً

فكن بالشكر منطلق اللسانِ

ـ ٣٢٧ ـ

وينسب اليه من بحر البسيط :

الدهر أدبني واليأس أغناني

والقوت أقنعني والصبر رباني

وأحكمتني من الأيام تجربة

حتى نهيت الذي قد كان ينهاني

ـ ٣٢٨ ـ

وينسب اليه من بحر المتقارب :

اذا المرء لم يرض ما أمكنه

ولم يأت من أَمره أَزينهْ

وأعجب بالعجب فاقتاده

وتاه به التيه فاستحسنه

فدعه فقد ساء تدبيره

سيضحك يوما ويبكي سنة

١٤٥

ـ ٣٢٩ ـ

وينسب اليه من بحر الرجز :

سيف رسول الله في يميني

وفي يساري قاطع الوتينِ

فكل من بارزني يجيني

أضربه بالسيف عن قريني

محمد وعن سبيل الدين

هذا قليل من طلاب العين

ـ ٣٣٠ ـ

وينسب اليه من بحر الوافر :

إلهي أَنت ذو فضل ومن

وإني ذو خطايا فاعفُ عني

وظني فيك يا ربي جميلٌ

فحقق يا إلهي حسنَ ظني

ـ ٣٣١ ـ

وينسب اليه أيضا :

أنا الغلام القريشيُّ المؤتمن

الماجدُ الأبلجُ ليثٌ كالشَّطَنْ

يرضى به السادة من اهل اليمنْ

من ساكني نجدٍ ومن أهل عدنْ

ـ ٣٣٢ ـ

وينسب اليه من بحر الكامل :

لا تأمننَّ من النساء ولو أَخاً

ما في الرجال على النساء امينُ

إن الأمين وإن تعفّف جهده

لا بدَّ أنَّ بنظرة سيخون

القبر أوفى من وثقت بعهده

ما للنساء سوى القبور حصون

١٤٦

قافية الهاء

ـ ٣٣٣ ـ

وقال لرجل كره صحبة رجل من بحر الوافر المجزوء :

فلا تصحب أَخا الجه‍

‍ل وإياك واياه

فكم من جاهل أردى

حليماً حين آخاه

يُقاس المرء بالمرء

إذا ما هو ماشاه

وللقلب على القلب

دليلٌ حين يلقاه

وللشيء من الشيء

مقاييسٌ وأشباه

وفي العين غنى للعين

أن تنطق أَفواه

ـ ٣٣٤ ـ

وقال من بحر الخفيف :

الغني في النفوس والفقر فيها

ان تجزَّت فقلَّ ما يجزيها

عَلّلِ النفس بالقنوع والا

طلبت منك فوق ما يكفيها

ليس فيما مضى ولا في الذي لم

يأت من لذة لمستحليها

انما أنت طول عمرك ما عم‍

رت بالساعة التي أنت فيها

ـ ٣٣٥ ـ

وقال من بحر الوافر :

أصمُّ عن الكلم المحفظات

وأَحلم والحلم بي أَشبهُ

١٤٧

واني لأترك حلو الكلام

لئلا أجاب بما أَكرهُ

اذا ما اجتررت سفاه السفيه

عليَّ فاني أَنا الأسفهُ

فلا تغرر برواء الرجال

وان زخرفا لك أو موَّهُوا

فكم من فتى يعجب الناظرين

له ألسُنٌ وله أَوجه

ينام اذا حضر المكرمات

وعند الدناءة يستنبهُ

ـ ٣٣٦ ـ

وقال من بحر الكامل :

النفس تجزع أن تكون فقيرة

والفقر خير من غنى يطغيها

وغنى النفوس هو الكفاف وان أبت

فجميع ما في الأرض لا يكفيها

ـ ٣٣٧ ـ

وينسب اليه من بحر البسيط :

ان المكارم أخلاق مطهرة

فالدين أولها والعقل ثانيها

والعلم ثالثها والحلم رابعها

والجود خامسها والفضل ساديها

والبر سابعها والصبر ثامنها

والشكر تاسعها واللين باقيها

والنفس تعلم أني لا اصادقها

ولست أرشد الا حين أعصيها

١٤٨

ـ ٣٣٨ ـ

ندب علي أصحابه في بعض أيام صفين فتبعه منهم ما بين عشرة آلاف الى اثني عشر الفاً وهو أمامهم على بغلة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم يبق لأهل الشام صف إلا وانتقض حتى أفضوا إلى مضرب معاوية وعلي يضربهم بسيفه ويقول من بحر الرجز :

أضربهم ولا أرى معاوية

الأَبرح العين العظيم الحاوية

هوت به في النار أم هاوية

جاوره فيها كلابٌ عاوية

ـ ٣٣٩ ـ

وروي أن معاوية برز في بعض أيام صفين وكر على ميسرة علي وكان علي فيها يعبئ الناس فغير علي لامته وجواده وصمد له معاوية فلما تدانيا انتبه له معاوية فغمز برجليه على جواده وعلي وراءه حتى فاته ودخل في مصاف أهل الشام فأصاب علي رجلا من مصافهم دونه ثم رجع وهو يقول من الرجز :

يا لهف نفسي فاتني معاويه

فوق طمر كالعقاب الضاريه

ـ ٣٤٠ ـ

وينسب اليه من بحر الكامل :

كن للمكاره بالعزاء مقطعاً

فلعل يوماً لا ترى ما تكرهُ

فلربما استتر الفتى فتنافست

فيه العيون وانه لمموَّهُ

ولربما اختزن الكريم لسانه

حذر الجواب وانه لمفوّهُ

ولربما ابتسم الوقور من الأذى

وفؤاده من حرِّه يتأوّهُ

١٤٩

ـ ٣٤١ ـ

وينسب اليه من بحر الرمل :

أَنا للحرب إليها

وبنفسي أتقيها

نعمة من خالقٍ

من بها قد خصَّنيها

لن ترى في حومة الهيجا

ء لي فيها شبيها

ولي السُّبقة في الاسلا

م طفلا ووجيها

ولي القربة ان قا

م شريف ينتميها

زقَّني بالعلم زقاً

فيه قد صرت فقيها

ولي الفخر على النا

س بفاطم وبنيها

ثم فخري برسول الله

اذ زوجنيها

لي وقعاتٌ ببدرٍ

يوم حار الناس فيها

بأحدٍ وحُنينٍ

ثم صولات تليها

وأَنا الحامل للرا

ية حقاً أحتويها

وإذا أُضرم حربا

أحمد قدَّمَنيها

واذا نادى رسول الله

نحوي قلت ايها

ـ ٣٤٢ ـ

وينسب اليه من بحر البسيط :

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت

أَن السلامة فيها ترك ما فيها

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

إلا التي كان قبل الموت بانيها

فان بناها بخير طاب مسكنها

وان بناها بشرّ خاب بانيها

أين الملوك التي كانت مسلطنة

حتى سقاها بكاس الموت ساقيها

١٥٠

أموالنا لذوي الميراث نجمعها

ودورنا لخراب الدهر نبنيها

كم من مداين في الآفاق قد بُنيت

أَمست خراباً ودان الموت دانيها

لكل نفس وإن كانت على وجل

من المنيَّة آمالٌ تقوِّيها

فالمرءُ يبسطها والدهر يقبضُها

والنفس تنشرها والموت يطويها

ـ ٣٤٣ ـ

وينسب اليه من بحر الرجز :

يا أَكرم الخلق على الله

والمصطفى بالشرف الباهي

محمد المختار مهما أتى

من محدث مستفظع ناهي

فاندب له حيدر لا غيره

فليس بالغمر ولا اللاهي

ترى عماد الكفر من سيفه

منكساً باطله واهي

هل العدى إلاَّ ذئابٌ عوت

مع كل ناسٍ نفسه ساهي

سيهزم الجمع على عقبه

بحيدر والنصر بالله

ـ ٣٤٤ ـ

وقال الإمام من بحر الخفيف :

عجباً للزمان في حالتيه

وبلاء ذهبت منه اليه

ربَّ يوم بكيت منه فلما

صرت في غيره بكيت عليه

١٥١

ـ ٣٤٥ ـ

وينسب اليه من بحر الكامل :

لا تعتبنَّ على العباد فانما

يأتيك رزقُك حين يُؤْذَنُ فيهِ

سبق القضاء لوقته فكأنه

يأتيك حين الوقت أو تاتيهِ

فثق بمولاك الكريم فانه

بالعبد أرأفُ على أبٍ ببنيهِ

وأسع غناك وكن لفقرك صائناً

يضني حشاك وأَنت لا تشفيهِ

فالحرُّ ينحل جسمه إعدامه

وكأنه من جسمه يخفيهِ

قافية الواو

ـ ٣٤٦ ـ

وقال الإِمام من بحر الطويل :

أرى حُمراً ترعى وتأكل ما تهوى

وأُسداً جياعاً تظمأ الدهر ما تروى

وأَشراف قوم ما ينال قوتهم

وقوما لئاماً تأكل المنَّ والسلوى

قضاء لخلاّق الخلائق سابقٌ

وليس على رد القضا أَحدٌ يقوى

ومن عرف الدهر الخؤون وصرفه

تصبر للبلوى ولم يُظهر الشكوى

قافية الياء

ـ ٣٤٧ ـ

وينسب اليه كرمالله وجهه من بحر الكامل :

ماذا على من شم تربة أَحمد

أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا

صُبَّت عليَّ مصائب لو أنها

صُبّت على الأيام عُدن لياليا

١٥٢

ـ ٣٤٨ ـ

وقال رضي‌الله‌عنه يرثي النبي صلّى الله عليه وسلّم من بحر الطويل :

ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني

وأرّقني لم استهلَّ مُناديا

فقلت له لما رأَيت الذي أَتى

أَغير رسول الله أَصبحت ناعيا

فحقق ما أشفيت منه ولم يبل

وكان خليلي عدتي وجماليا

فوالله لا أَنساك أَحمد ما مشت

بي العيس في أَرض وجاوزت واديا

وكنت متى أهبط من الأرض تلعة

أَجد أَثراً منه جديداً وعافيا

جواد تشظى الخيل عنه كأنما

يرين به ليثاً عليهنَّ ضاريا

من الأسد قد أَحمى العرين مهابة

تفادى سباع الارض منه تفاديا

شديدُ جريء النفس نهد مصدر

هو الموت مغدوّ عليه وغاديا

أتتك رسول الله خيلٌ مغيرة

تثير غباراً كالضبابة كابيا

إليك رسول الله صف مقدم

اذا كان ضرب الهام نفقاً تفانيا

ـ ٣٤٩ ـ

وقال الإمام من بحر الوافر :

إذا أَظمأتكَ أَكُفُّ الرجال

كفتك القناعةُ شبعاً وريا

فكن رجلاً رجلهُ في الثرى

وهامةُ همتَّهِ في الثريا

أبياً لنائل ذي ثروة

تراه لما في يديه أَبيا

فانَّ إِراقة ماء الحياة

دون إراقة ماء المحيا

١٥٣

ـ ٣٥٠ ـ

وقال الإِمام من بحر الوافر :

وكم لله من لطفٍ خفي

يدق خفاه عن فهم الذكيِّ

وكم يسرٍ أَتى من بعد عسر

ففرَّج كربة القلب الشجي

وكم أمرٍ تُساءُ به صباحاً

وتأتيك المسرَّة بالعشي

اذا ضاقت بك الاحوال يوماً

فثق بالواحد الفرد العلي

توسَّل بالنبي في كل خطبٍ

يهون اذا تُوُسِّل بالنبي

ولا تجزع اذا ما ناب خطب

فكم للهِ من لطف خفي

ـ ٣٥١ ـ

وقد حمل رجل من الخوارج يوم النهروان على أصحاب علي وهو يقول من بحر الرجز :

أضربكم ولو أرى عليا

ألبسته ابيض مشرفيا

فخر اليه وهو يقول من الرجز أيضا :

يا أيهذا المبتغي علياً

إني أَراك جاهلاً شقياً

قد كنت عن كفاحه غنياً

هلمَّ فابرز هاهنا إليَّا

ـ ٣٥٢ ـ

وينسب اليه من بحر الرمل المجزوء :

أنا مذ كنت صبياً

ثابت العقل حريا

١٥٤

أقتل الأبطال قهراً

ثم لا أفزع شيَّا

يا سباع البر زيغي

وكلي ذا اللحم نيّا

ـ ٣٥٣ ـ

وينسب اليه من بحر الوافر المجزوء :

اذا ما شئت أن تحيا

حياةً حلوة المَحْيا

فلا تحسدْ ولا تبخلْ

ولا تحرصْ على الدنيا

ـ ٣٥٤ ـ

وينسب اليه من بحر الطويل :

ومحترس من نفسه خوف ذلة

تكون عليه حجَّة هي ماهيا

فقلص برديه وأَفضى بقلبه

الى البر والتقوى فنال الأَمانيا

وجانب أسباب الفاهة والخنا

عَفافاً وتنزيها فأصبح عاليا

وصان عن الفحشاء نفساً كريمة

أبت همة إلا العلى والمعاليا

تراه اذا ما طاش ذو الجهل والصبى

حليماً وقوراً صائن النفس هاديا

له حلم كهل في صرامة حازمٍ

وفي العين ان أبصرت أبصرت ساهيا

يروق صفاء الماء منه بوجهه

فاصبح عنه الماء في الوجه صافيا

ومن فضله يرعى ذماماً لجاره

ويحفظ منه العهد اذ ظل راعيا

صبوراً على صرف الليالي وذرئها

كتوماً لاسرار الضمير مداريا

له همَّة تعلوا على كل همّة

كما قد علا البدر النجوم الدراريا

١٥٥

ـ ٣٥٥ ـ

وينسب اليه من بحر الوافر :

ولو انا اذا متنا تُركنا

لكان الموت راحة كل حي

ولكنا اذا متنا بُعثنا

ونُسأل بعد ذا عن كل شي

انتهى الديوان بحمد الله وعونه

١٥٦

القصيدة الكوثرية الشهيرة

للسيد رضا الهندي في مدح الإمام

امفلَّج ثغرك أم جوهرْ

ورحيقُ رضابك أم سُكَّرْ

قد قال لثغرك صانعُهُ

إنَّا أعطيناكَ الكوثرْ

والخالُ بخدِّك أم مسكٌ

نقَّطْت به الوردَ الأحمرْ

أم ذاكَ الخالُ بذاكَ الخد

فتيت الندِّ على مجْمَرْ

عجباً من جمرتهِ تذكو

وبها لا يحترقُ العنبرْ

يا من تبدو ليَ وفرتهُ

في صبح محيَّاهُ الأزهرْ

فأُجنُّ به في الليل إِذا

يغْشَى والصبح إذا أسفرْ

ارحَمْ أرقاً لو لم يمرضْ

بنعاس جفونك لم يسهَرْ

يا للعشاق لمفتون

يهوى رشأ أحوى أحورْ

إن يَبْدُ لذي طرب غنَّى

أو لاح لذي نُسُك كبَّرْ

آمنتُ هوى بحبوته

وبعينيه سحرٌ يُؤْثرْ

أصفيتُ الودَّ لذي ملل

عيْشي بقطيعته كدَّرْ

يا من قد آثر هجراني

وعليَّ بلقياهُ استأثرْ

أقسمتُ عليك بما أوْلتْ‍

ك النُّضْرةُ من حسن المنظرْ

وبوجهك إِذ يحمرُّ حياً

وبوجه محبِّك إِذ يصفرْ

وبلؤلؤ مبسمك المنظوم

ولؤلؤ دمعي إِذ يُنثرْ

أن تترك هذا الهجر فليس

يليق بمثلي أَن يهْجرْ

بكر للهو ونيل الصفو

فصفو العيش لم بكَّرْ

وانظر للزهر على النهر

فوجهُ الدهر به أَزهرْ

فقد أسرفتُ وما أسلفْت

لنفسي ما فيه أعذرْ

١٥٧

سوَّدتُ صحيفةَ أعمالي

ووكَلْتُ الأمر إلى حَيْدَرْ

قد تمت لي بولايته

نعَمٌ جمتْ عن أن تُشْكر

لأصيبُ بها الحظ الأوفى

وأخصَّصَ بالسهم الأوفرْ

أم يطردُني عن مائدةٍ

وضِعَتْ للقانع والمعترْ

يا من قد أنكرَ من آيا

ت ( أبي حسنٍ ) ما لا يُنكَرْ

إن كنتَ لجهلك بالآيا

ت جحدْتَ مقامَ أبي شُبرْ

فاسألْ ( بدراً ) واسألْ ( أُحُداً )

وسل ( الأحزاب ) وسَلْ (خيبرْ )

من دبَّر فيها الأمرَ ومن

أردى الأبطال ومن دمرْ ؟

من هدَّ حصونَ الشركِ ومن

شاد الإِسلام ومن عَمّرْ ؟

من قدَّمهُ طه وعَلي

أهل الإِيمان له أمَّرْ (٢)

قاسُوكَ أبا حسن بسوا

كَ وهَلْ ساوَوْا بعليٍّ قنْبرْ ؟

من غيْرُك من يُدْعَى للحر

ب وللمحراب وللمنبرْ

أفعالُ الخيرِ اذا انتشرتْ

في الناس فأنت لها المصدرْ

واذا ذكر المعروفُ فما

لسواك به شيء يُذكرْ

أحييت الدين بأبيضَ قد

أودعت به الموت الأحمرْ

قطباً للحرب يدير الضرب

ويجلو الكرب بيوم الكرْ

فاصدع بالامر فناصرُكَ ال‍

بتارُ وشانؤُك الأبترْ

لو لم بؤمر بالصبر وكظ

م الغيظ وليتك لم تؤمر

لكنْ أعراضُ العاجل ما

علقتْ بردائك يا جوهر

أنت المهتم بحفظ الدين

وغيرك بالدنيا يغترْ

أفعالُكَ ما كانتْ فيها

إلا ذكرى لمن اذَّكَّرْ

حُجَجَاً أَلزمتَ بها الخصما

ء وتبصرةً لمن استبصرْ

١٥٨

ياتُ جلالك لا تُحصَى

وصفاتُ كمالكَ لا تُحصَرْ

من طوَّل فيك مدائحه

عن أدنى واجبها قصَّر

فاقبل يا كعبة آمالي

من هَدي مديحي ما استيسر

١٥٩

فهرست الديوان

الموضوع

الصحيفة

تصدير ....................................................................................... ٣

قافية الهمزة ................................................................................. ٢٥

قافية الباء ................................................................................... ٢٩

قافية التاء ................................................................................... ٥٣

قافية الجيم .................................................................................. ٥٦

قافية الحاء .................................................................................. ٥٦

قافية الدال .................................................................................. ٥٧

قافية الذال .................................................................................. ٦٦

قافية الراء .................................................................................. ٧٦

قافية الزاي ................................................................................. ٨٥

قافية السين ................................................................................. ٨٦

قافية الصاد ................................................................................. ٨٩

قافية الضاد ................................................................................. ٩٠

قافية الطاء .................................................................................. ٩١

قافية الظاء .................................................................................. ٩٢

قافية العين .................................................................................. ٩٢

قافية الغين ................................................................................ ١٠١

قافية الفاء ................................................................................ ١٠١

قافية القاف ............................................................................... ١٠٣

قافية الكاف .............................................................................. ١٠٧

قافية اللام ................................................................................ ١٠٩

قافية الميم ................................................................................. ١٢٧

قافية النون ................................................................................ ١٣٩

قافية الهاء ................................................................................. ١٤٧

قافية الواو ................................................................................ ١٥٢

قافية الياء ................................................................................. ١٥٢

القصيدة الكوثرية ......................................................................... ١٥٧

١٦٠