التصريح بكون كربلاء هي مسكن أوليائه وأولي العزم من الرسل في الجنة ، كما في حديث الباقر عليه السلام : (فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة ، لا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل مسكن في الجنة ، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في ال جنة) ، وكذلك ما جاء في حديث السجاد عليه السلام : (وأنها إذا بدّل الله الأرضين رفعها كما هي برمتها نورانية صافية ، فجعلت في أفضل روضة من رياض ال جنة ، وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون ـ أو قال : أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ـ ، وأنها لتزهر من رياض الجنة ، كما يزهر الكوكب الذرّي لأهل الأرض) كل تلك الأمور تفيدنا بأنّ كربلاء أفضل من أرض الكعبة بدرجات في عالم الدنيا والآخرة ، وهذا يتفق مع ما ذهب إليه الفيض الكاشاني (قده) ، فتحقق الجمع بين الوجهين اللذين ذكرهما العلمين القطيفي والفيض الكاشاني.
وأما الوجه الثالث الذي ذكره السيد صادق الروحاني (دام ظله) ؛ فله مكان من القوة. ويمكن أن يضاف إلى هذا الوجه فائدة وهي : أنّ كربلاء المخلوقة في عالم الأنوار ترفع بنورانيتها ، وتكون مسكناً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، وهذه الخصوصية لكربلاء التي كانت مخلوقة في عالم الأنوار ، وفي عالم الدنيا مثوى للحسين عليه السلام وأهل بيت عليهم السلاما ، وفي الآخرة مسكناً للمقربين من الأنبياء والأوصياء ، فلم تكن تلك الخصوصيات لبقعة من البقاع الأخرى.
الثاني ـ دحو الأرض من تحت الكعبة :
س / كيف نجمع بين كون كربلاء أفضل من أرض الكعبة ، وبين ما دلّ على أن الكعبة أفضل بقاع الأرض باعتبار دحو الأرض من تحتها؟