وقبره مشهور ويزار. ولأهمية هذا الرجل المؤمن الذي حظئ وتشرف بعناية أمير المؤمنين عليه السلام ، ينبغي البحث فيما يلي :
أ ـ قصة دفن صافي الصفا في النجف الأشرف :
ذكر الشيخ المجلسي (قده) : «وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا : أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان ذات يوم يصلي بالغريّ ، إذ أقبل رجلان معهما تابوت على ناقة فحطّا التابوت ، وأقبلا إليه فسلّما عليه فقال : من اين أقبلتما؟ قالا : من اليمن. قال : وما هذه الجنازة؟ قالا : كان لنا أب شيخ كبير ، فلما أدركته الوفاة أوصى إليه أن نحمله وندفنه في الغري ، فقلنا : يا أبانا ، إنه موضع شاسع بعيد عن بلدنا ، وما الذي تريد بذلك؟ فقال : إنّه سيدفن هناك رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : الله أكبر ، الله أكبر ، أنا والله ذلك الرجل ، ثم قام فصلّى عليه ، ودفناه ومضيا من حيث أقبلا» (٥٣٣).
ب ـ علاقته بأمير المؤمنين (عليه السلام) :
بعد أن ذكرنا قصته المتقدمة ، نتساءل : كيف عرف أنه سيدفن في النجف رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر؟ هل كان هذا معروفاً في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسمعه؟ هل له علاقة بأمير المؤمنين عليه السلام يوم كان مرسلاً من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن؟ كل هذه التساؤلات تحتاج إلى جواب :
والجواب يتضح من خلال ما يلي:
أولاً ـ لا مانع من القول بأنّه سمع ذلك في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ حيث تذكر بعض الروايات ذهاب علي عليه السلام إلى اليمن كما في الرواية التالية :
__________________
(٥٣٣) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الانوار ، ج ٤٢ / ٣٣٣ ـ ٣٣٤.