إنّ هذا الجانب من البحث غني بالفوائد ؛ إلا أنّ أهم ما يمكن بحثه ـ هنا ـ هو التالي :
أولاً ـ أسماء الله الحسنى :
إنما سميت حسنى لحسن معانيها ، والمعنى في كون أسمائه أحسن الأسماء أنها تنبئ عن صفات حسنة كالقادر والعالم ، وعن أفعال حسنة كالخالق والرازق ، وعن معاني حسنة كالصمد فإنه يرجع إلى أفعال عباده ، وهو أنّه يصمدونه في الحوائج ؛ أي يقصدونه. ويؤكد هذا المعنى ما جاء في الرواية التالية :
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : (سألته : هل كان الله عَزّ وجَلّ عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟
قال عليه السلام : نعم. قلت : يراها ويسمعها؟ قال : ما كان محتاجاً إلى ذلك ؛ لأنه لم يكن يسألها ولا يطلب منها ، هو نفسه ونفسه هو ، قدرته نافذة ، فليس يحتاج أن يُسمِّي نفسه ، ولكنّه إختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها ؛ لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف ، فأوّل ما اختار لنفسه «العلي العظيم» ؛ لأنّه أعلى الأشياء كلها ، فمعناه الله ، وإسمه العلي العظيم ، وهو أوّل أسمائه ؛ لأنّه عليٌّ علا كلّ شيء) (١٠).
والذي يهمنا ـ هنا ـ على نحو السرعة ، هو الإجابة على السؤالين الآتيين :
١ ـ كم عدد أسماء الله الحسنى؟
يتضح لنا الجواب على هذا السؤال بعد بيان ما يلي :
__________________
(١٠) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي بن الحسين : معاني الأخبار / ٢.