فرجعوا في الإستئذان ، وهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام ، فهم عند قبره شُعث غُبر يبكون إلى يوم القيامة ، ورئيسهم ملك يقال له منصور) (٤٠٨).
٢ ـ عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : (هبط أربة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسين بن علي عليه السلام ، فلم يؤذن لهم في القتال ، فرجعوا في الإستثمار وهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام رحمة الله عليه ولعن قاتله ومن أعان عليه ، ومن شرك في دمه ، فهم عند قبره شُعث غُبر يبكون إلى يوم القيامة ، ورئيسهم ملك يقال له منصور ، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ، ولا يودِّعه مُودِّع إلا شيعوه ، ولا يمرض إلا عادوه ، ولا يموت إلا صلّوا على جنازته ، واستغفروا له بعد موته ، فكلّ هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عليه السلام) (٤٠٩).
أقول : الذي يبدو أنّ هذين الحديثين حيث واحد ، وإن إختلفت الألفاظ فيهما.
رابعاً ـ الملائكة الحافِّين بقبره الشريف :
لا مانع عقلاً ولا شرعاً أن يكرم الباري عَزَ وجَلّ عباده الصالحين ، بأنواع الفضائل والمناقب ، وعلو الدرجات ، فقد أعطى نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الشفاعة العظمى يوم القيامة ، وكذلك جعل الملائكة في خدمته في الدنيا والآخرة ، وكذلك أهل بيته الأطهار ، ومنهم سيد الشهداء عليه السلام ، ومن الشواهد على ذلك ما ذكرته الروايات التي ذكرتها الطوائف الإسلامية ، في صحاحهم ومسانيدهم ، نذكر منها التالي :
__________________
(٤٠٨) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ٢٢٠.
(٤٠٩) ـ نفس المصدر ، ج ٤٥ / ٢٢٦.