ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حُرمة في أمرنا. إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الإنقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإنّ البكاء يحط الذنوب العظام) (٢٩٠).
٢٧ ـ مِسْكة مباركة :
ورد هذا الاسم في الرواية التالية :
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (إنّ طين قبر الحسين عليه السلام مسكة مباركة ، من أكله من شيعتنا ؛ كان له شفاء من كل داء ، ومن أكله من عدونا ؛ ذاب كما تذوب الألية ... إلخ) (٢٩١).
قال الشيخ المجلسي (قده) : «قوله عليه السلام : (مسكة مباركة). قال الفيروز آبادي : المسكة بالضم ما يتمسّك به ، وما يمسك الأبدان من الغذاء والشراب وما يتبلّغ به منهما ، انتهى. أقول : يحتمل أن يقرأ بالكسر أيضا للإشارة إلى طيب ريحها» (٢٩٢).
ويؤيد هذا الإحتمال ما يلي :
١ ـ عن أبي الجارود قال (حُفِرَ عند قبر الحسين عليه السلام ، ند رأسه ، وعند رجليه أول ما حفر ، فأخرج مسك أذفر لم يشكّوا فيه) (٢٩٣).
٢ ـ في حديث ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام لما نزل بنينوى ، في حديث يذكر فيه مرور عيسى عليه السلام بأرض كربلاء قال : (فجلس عيسى عليه السلام ، وجلس
__________________
(٢٩٠) ـ المصدر السابق / ١١١. (المجلس ٢٧ ـ الحديث ٢).
(٢٩١) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٩٨ / ١٣٢.
(٢٩٢) ـ نفس المصدر.
(٢٩٣) ـ المحمودي ، محمد جواد : ترتيب الأمالي ، ج ٥ / ٢٧١ ، (عن أمالي الطوسي ، المجلس ١١ ـ الحديث ٩٠).