١١ ـ مكتبة الروضة الحسينية :
وتقع إلى الجهة اليمنى عند مدخل باب القبلة ، وتأريخ تأسيسها يعود إلى سنة ١٣٩٩ هـ ، وهي تضم العديد من الكتب المطبوعة والمخطوطة ، بالإضافة إلى المصاحف المخطوطة الثمينة (١٨٥).
ب ـ مبدأ تسميتها بالحائر أو الحير :
لم يرد في التاريخ أو الحديث أي ذكر لهذه البقعة المقدسة بإسم الحائر أو الحير قبل إستشهاد الحسين عليه السلام ؛ إذ الأحاديث النبوية المنبأة بقتل الحسين عليه السلام تضمنت عدة أسماء ولم يكن من بينها الحائر أو الحير ، وكذلك بعد عصر النبوة إلى عصر الإمام زين العابدين عليه السلام ، ولكن أول ذكر لهذا الإسم كان على لسان الباقر عليه السلام ، فيستدل من ذلك أنّ اسم الحائر أو الحير لم يكن قديماً ، بل هو اسم حدث في عصر الإمام الباقر عليه السلام. وهذا ما يدعو إلى التساؤل عن سبب ظهوره في مثل هذا العصر بالخصوص؟
لعل من أهم الأسباب في ذلك ، تلك الظروف الحرجة في العصر الأموي ، وحفاظاً على ذلك المعلم الحسيني الشامخ ، وحفاظاً على زواره الكرام ، ما ذكر إلا على نحو السرية في هذا العصر ، ولما سنحت الفرصة لإبنه الإمام الصادق عليه السلام في نهاية الدولة الأموية ، صرّح بهذه التسمية.
وخلاصة ما توصلنا إليه : إنّ إطلاق هذا الإسم على هذه البقعة الشريفة بعد أنّ تمصرت وأصبحت ذات شأن ، ومحطاً للتجارة والقوافل ، نظراً لأهمية موقعها الديني ، ولوقوعها بين المناطق الغنية بالمحاصيل الزراعية ، ومن الشواهد
__________________
(١٨٥) ـ آل طعمة ، السيد سلمان هادي : دليل كربلاء المقدسة / ١٧ ـ ٢٦. تاريخ مرقد الحسين والعباس / ٩٧ ـ ١٩١. (بتصرف).