أسماء وألقاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

علي أصغر شكوهي قوچاني

أسماء وألقاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

علي أصغر شكوهي قوچاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
المطبعة: زيبا نگار
الطبعة: ٣
ISBN: 978-964-444-949-9
الصفحات: ٣٩٢

منكبي، فصعدت على منكبيه، ثمّ نهض بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فلمّا نهض بي خُيِّل لي لو شئت نِلتُ أفق السّماء فصعدت فوق الكعبة، وتنحّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي : ألقِ صنمهم الأكبر، صنم قريش : وكان من نحاس مُوَتّداً أوتاداً من حديد إلى الأرض.١

وصعود أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام علىٰ كتف النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وكسر وقلع الأصنام وتطهير الكعبة منها كان مرّتين : مرّة قبل الهجرة وهي هذه، ومرّة يوم فتح مكّة، وذلك مذكور في كتب السير والتواريخ.

قال المفجّع البصريّ في قصيدة الأشباه :

فارتقىٰ منكبَ النّبيّ عليٌّ

صِنوهُ، ما أجلّ ذاك رُقيّا

فأماطَ الأوثانَ عن ظاهر الكعـ

بةِ ينفي الأجارسَ عنها نَقيّا

ولو أنّ الوصيَّ حاول مسَّ النجـ

مِ بالكفِّ لم يَجِده قَصيّا

وقال سنائي :

تيغ إلّا الله زدي بر فرق لا گويان دين

هر که لاٰ مى گفت وي را مى زدي بر جان وتن

_______________________

١ ـ مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٥١، ٨٤، و ٢ / ٤٣٠ رقم ١٣٠٢، المناقب للخوارزميّ ٤١، ١٢٣؛ المناقب لابن المغازليّ ٢٠٢؛ تذكرة الخواصّ ٢٧؛ خصائص النسائيّ ١٦٥، رقم ١٢٢؛ نظم درر السّمطين ٧٧؛ ذخائر العقبى ٨٥؛ المستدرك للحاكم ٣ / ٥؛ كفاية الطالب ٢٢٥؛ تاريخ بغداد ١٣ / ٣٠٢؛ الرياض النّضرة ٢/١٧٠؛ كفاية الطالب ٢٢٥؛ فرائد السمطين ١ / ٢٤٩؛ وسيلة الخادم إلى المخدوم ١٠٥؛ العمدة لابن البطريق ٣٦٤؛ البياض الإبراهيميّ ٣٤٥.

٢٨١

گر نبودي زخم تيغ وتيرت اندر راه دين

دين نپوشدي لباس ايمني بر خويشتن١

قالع الصّخرة

كان عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام، قلع الصخرة العظيمة أيّام خلافته بيده بعد عجز الجيش كلّه، وأخرج الماء من تحتها.٢

وقلعُه الصخرة العظيمة رواه أهل السيرة، واشتهر الخبر به في العامّة والخاصّة حتّى نظمته الشّعراء، وخطبت به البلغاء، ورواه الفهماء والعلماء من حديث الرّاهب بأرض كربلاء والصّخرة، وشهرته تغني عن تكلّف إيراد الإسناد له.

وذلك أنّ ابن أعثم الكوفيّ قال : لمّا توجّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى صفّين، أقام بالأنبار يومين، فلمّا كان في اليوم الثّالث سار بالنّاس في برّيّه ملساء، وعَطِش النّاس واحتاجوا إلى الماء. قال : وإذا براهبٍ في صومعته، فدنا منه عليّ عليه‌السلام وصاح به، فأشرف عليه. فقال له عليّ عليه‌السلام : هل تعلم بالقرب منك ماء نشرب منه؟ فقال : ما أعلم ذلك، وإنّ الماء لَيُحمَل إلينا من قريب من فرسخين.

قال : فتركه عليّ عليه‌السلام، وأقبل إلى موضعٍ من الأرض فطاف به، ثمّ أشار إلى مكان منه فقال : احفروا هنا، فحرفوا قليلاً وإذا هم بصخرة صفراء، كأنّما طُليت بالذهب، وإذا هي على سبيل الرحى لا ينقلها إلّا مائة رجل.

فقال عليّ عليه‌السلام : اقلبوها فالماء من تحتها، فاجتمع النّاس عليها، فلم يقدروا

_______________________

١ ـ ديوان سنائي ٤٩٢.

٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢١.

٢٨٢

على قلبها، قال : فنزل عليّ عليه‌السلام عن فرسه، ثمّ دنا من الصخرة، قال : باسم الله، ثمّ حرّكها ورفعها، فدحاها ناحية. قال : فإذا بعينٍ من الماء لم يَرَ النّاس أعذب منها ولا أصفى ولا أبرد، فنادى في النّاس أن هلمّوا إلى الماء.

قال : فورد النّاس فنزلوا وشربوا وسَقَوا ما معهم من الظَّهر، وملأوا أسقيتهم، وحملوا من الماء ما أرادوا، ثمّ حمل عليّ الصخرة، وهو يحرّك شفتيه بمثل كلامه الأوّل، حتّى ردّ الصخرة إلى موضعها، ثم سار حتّى نزل في الماء الّذي أرادوا، وإذا ماؤه متغيّر. فقال عليّ عليه‌السلام لأصحابه : أفيكم من يعرف مكان الماء الّذي شربتم منه؟ فقالوا : نعم يا أمير المؤمنين. قال : فانطلقوا إليه، فطلبوا مكان الصخرة فلم يقدروا عليه، فانطلقوا إلى الراهب، فصاحوا به : يا راهب، فأشرف عليهم، فقالوا : أين هذا الماء الّذي هو بالقرب من ديرك؟ فقال الراهب : إنّه ما بقربي شيء من الماء : فقالوا : بلى، قد شربنا منه نحن وصاحبنا، وهو الّذي استخرج لنا الماء وقد شربنا منه، فقال الرّاهب : واللهِ ما بُني هذا الدير إلّا بذلك الماء، وإنّ الماء، وإنّ لي في هذه الصومعة منذ كذا سنة، ما علمت بمكان هذا الماء، وإنّها عينٌ يقال لها عين راحوما، ما استخرجها إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ، ولقد شرب منها سبعون نبيّاً وسبعون وصيّاً.

قال : فرجعوا إلى عليّ عليه‌السلام فأخبروه بذلك، فسكت ولم يقل شيئاً. قال : ونظر إليه راهب قد كان هنالك في صومعة له، فنزل من الصومعة وأقبل إلى عليّ عليه‌السلام، فأسلم على يده، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين، إنّ عندنا كتاباً توارثناه عن آبائنا، يذكرون أنّ عيسى بن مريم عليه‌السلام كتبه، أفاعرضه عليك؟ قال عليّ عليه‌السلام : نعم، فهاته. فرجع الراهب إلى الصومعة وأقبل بكتاب عتيق قد كاد أن يندرس، فأخذه عليّ وقبّله، ثمّ دفعه إلى الراهب، فقال : اقرأه علَّي، فقرأه الراهب على عليّ عليه‌السلام، فإذا فيه :

٢٨٣

بسم الله الرّحمٰن الرحيم، الّذي قضى فيما قضى وسطر فيما فيما سطر، أنّه باعثٌ في الأميّين رسولاً منهم يعلّمهم الكتاب والحكمة، ويدلّهم على سبيل الرشاد، لا فظّ ولا غليظ ولا صخّاب في الأسواق، لا يجزي بالسيّئة السيّئة، ولكن يعفو ويصفح. أمّته الحامدون الّذين يحمدون الله على كلّ حال في هبوط الأرض وصعود الجبال، ألسنتهم مُذلَلَّة بالتسبيح والتقديس والتكبير والتهليل، ينصر الله هذا النّبيَّ على من ناوأه، فإذا توفّاه الله اختلفَ أمّته من بعده، ثمّ يلبثون بذلك ما شاء الله، فيمرّ رجل من أمّته بشاطئ هذا النهر، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يقضي بالحقّ ولا يرتشي في الحكم، الدنيا عليه أهون من شرب الماء على الظمآن، يخاف الله عزّ وجلّ في السرّ، وينصح لله في العلانية، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فمَن أدرك ذاك النّبيَّ فليؤمن به، فمن آمن به كان له رضوان الله والجنّة، ومن أدرك ذاك العبدَ الصالح فلينصره فإنّه وصيّ خاتم الأنبياء، والقتل معه شهادة. ثمّ إنّه أقبل الرّاهب على عليّ عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين، أنّي صاحبك لا أفارقك أبداً حتّى يصيبني ما أصابك. فبكى عليّ عليه‌السلام ثمّ قال : الحمد الله الّذي ذكرني عنده في كتب الأبرار.

ثمّ سار وهذا الراهب معه، فكان يتغدّى ويتغشّى مع عليّ عليه‌السلام، حتّى صار إلى صفّين، فقاتل فقتل، فقال عليّ عليه‌السلام لأصحابه : اطلبوه فطلبوه فوجدوه، فصلّىٰ عليه عليّ عليه‌السلام ودفنه واستغفر له، ثمّ قال : هذا منّا أهل البيت.١

_______________________

١ ـ الفتوح لابن أعثم ١ / ٥٧٥ ـ ٥٧٨؛ المناقب للخوارزميّ ٢٤٢؛ المستجاد من كتاب الإرشاد ١٢٨ ـ ١٣٢؛ مجموعة نفيسة ٣٧٢؛ نهج الإيمان ٢٢٣؛ الإرشاد للمفيد ١ / ٣٣٤؛ كتاب وقعة صفّين ١٤٤، ١٤٥؛ الهداية الكبرى ١٤٨ ـ ١٥٠، وفيه : وبحثوا في القاع عن الصخرة، وكان في العسكر ستّون ألف رجل وتبع كثير، ولم تبق كفّ إلّا رامت لقلع تلك الصخرة فلم يقدروا بقلعها.

٢٨٤

قالع باب خيبر١

قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : واللهِ ما قلعتُ باب خيبر بقوّة جسديّة، ولا بحركة غذائيّة، ولكنّي أُيِّدتُ بقوّة ملكوتيّة، ونفس بنور ربّها مُضيّة.٢

قال ابن قتيبة : ما صارع أحد قطّ إلّا صرعه،٣ وهو الّذي قلع باب خيبر بيده وجعله جسراً، واجتمع عليه عصبة من النّاس ليقلِبوه فلم يقدروا، وكان يفتحه يردّه عشرون رجلاً.٤

وقال الموفّق بن أحمد الخوارزميّ في مناقبه عن جابر الأنصاريّ قال : حمل عليّ عليه‌السلام باب خيبر يومئذ، فجُرِّب بعده فلم يحمله إلّا الأربعون رجلاً.٥

وقيل : هذا الحصن اسمه قَموص، وهو الّذي أخذ عليّ عليه‌السلام منه صفيّة وجاء بها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقال سبط ابن الجوزيّ : ذكر أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ صاحب التاريخ فيه عن أبي رافع مولىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لمّا نزلنا بحصن خبير، وكانت حصوناً فتقدّم عليّ عليه‌السلام فقاتل، فخرج إليه رجل فضربه فطرح تِرسه من يده، فتناول عليّ عليه‌السلام باباً عند الحصن، فتترّس به عن نفسه، فلم يَزَل في يده وهو يقاتل حتّى فتح الله على يديه، ثمّ ألقاه، قال أبو رافع : فلقد رأيتني في نفر

_______________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٦، وسيلة الخادم إلى المخدوم ١١٤.

٢ ـ نهج الإيمان ٣٢٥؛ شرح المواقف ٨ / ٣٧١.

٣ ـ المعارف لابن قتيبة ٢١٠.

٤ ـ إرشاد الطالبين ٣٦٦؛ المستجاد من كتاب الإرشاد ١٢٧؛ «مجموعة نفيسة ٣٧١»، وفيه : وكان من الثّقل بحيث لا يحمله أقلّ من خمسين رجلاً.

٥ ـ المناقب للخوارزميّ ١٧٢، وانظر : تذكرة الخواصّ ٢٧؛ لسان الميزان ٤ / ١٩٦؛ فرائد السمطين ١ / ٢٦١؛ تاريخ بغداد ١١ / ٣٤٢، وفيه : جرّبوه.

٢٨٥

سبعة أنا ثامنهم نجتهد على أن نقلب الباب فلم نقدر عليه.١

وعن أبي عبد الله الجدليّ قال : سمعت أمير المؤمنين عليّاً عليه‌السلام يقول : لمّا عالَجتُ باب خيبر جعلته مِجَنّاً لي وقاتلتَ القوم، فلمّا أخزاهم الله تعالى وضعت الباب على حصنهم طريقاً، ثمّ رميت به في خندقهم. فقال له رجل : لقد حملتَ منه ثقلاً. فقال عليه‌السلام : ما كان إلّا مثل جُنّتي الّتي في يدي في غير ذلك المقام.

ولاريب عند ذوي البصائر أنّ من حصلت منه أفعال باهرة قاهرة خارقة للعادة منافية لطبائع البشريّة، دلّت على صدقه فيما يقول. وهذه الآيات الباهرات والمعجزات البيّنات طريق له وحجّة له ولمن أراد الاحتجاج له ومنهج الدليل لمن أراده.٢

ينظر : سيف الله.

قسيم الجنّة والنّار٣

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلّي : إذا كان يوم القيام يؤتىٰ بك يا عليّ بسرير من نور، وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره، وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : أين وصيّ محمّد رسول الله؟ فتقول : ها أنا ذا، فينادي المنادي : أدخِل مَن أحبّك الجنّة، وأدخِل من عاداك في النّار، فأنت قسيم الجنة والنّار.٤

_______________________

١ ـ تذكرة الخواصّ ٢٧.

٢ ـ نهج الإيمان ٣٢٣ ـ ٣٢٨.

٣ ـ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ تنبيه الغافلين ١٤٥؛ نزل الأبرار ١١٥؛ فردوس الأخبار ٣ / ٩٠ رقم ٣٩٩٩؛ الهداية الكبرى ٩٣؛ مجمع الآداب في معجم الألقاب ٣ / ٣٥٢؛ الصواعق المحرقة ١٢٦.

٤ ـ فرائد السمطين ١ / ١٠٦ ـ ١٠٨؛ أمالي الصدوق ٢٩٥ رقم ١٤.

٢٨٦

وقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ، أنّك قسيم النّار، وإنّك تقرع باب الجنّة وتدخلها بغير حساب.١

وعن عليّ عليه‌السلام قال : أنا قسيم النّار، إذا كان يوم القيامة، قلت : هذا لكِ وهذا لي.

قوله عليه‌السلام : أنا قسيم النار، أي مُقاسمها ومُساهمها، يعني أصحابه على شطرين : مهتدون وضالّون، فكأنّه قاسَمَ النّار إيّاهم فشطرٌ لها وشطر معه في الجنّة، فالّذين هم ضالّون في نار الجحيم، والّذين هم مهتدون إلى جنّات النعيم. ولله درّ القائل في مدحه عليه‌السلام :

عَليّ حُبّه جُنَّة

قَسيمُ النّار والجَنّه

وصيُّ المصطفى حَقّاً

إمام الإنس والجِنّه٢

وقال الكنجيّ الشّافعيّ : قال : محمّد بن منصور الطوسيّ : كنّا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل : يا أبا عبدالله، ما تقول في هذا الحديث الّذي يُروىٰ أنّ عليّاً عليه‌السلام قال : أنا قسيم النّار؟ فقال أحمد : وما تنكرون من هذا الحديث، أليس رَوَينا أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ عليه‌السلام : لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق؟ قلنا، بلى : قال : فأين المؤمن؟ قلنا، في الجنّة. قال : فأين المنافق؟ قلنا، في النّار، قال : فعليّ قسيم النّار.٣

_______________________

١ ـ المناقب لابن المغازليّ ٦٧؛ المناقب للخوارزميّ ٧١، ٢٩٤؛ المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٦٤، ٣ / ١٩٢؛ ميزان الاعتدال ٢ / ٣٧٧ و ٤ / ٢٠٨ لسان الميزان ٣ / ٢٤٧، ٦ / ١١٣؛ البداية والنهاية ٧ / ٣٥٥؛ العلل للدارقطنيّ ٦ / ٢٧٣ رقم ١١٣٢.

٢ ـ فرائد السمطين ١ / ٣٢٦؛ ينابيع المودّة ١ / ٢٥٤، وفيه : وممّا نسب إلى الإمام الشّافعيّ.

٣ ـ كفاية الطالب ٦٣؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٨٤، ٩٥، ١٢٨؛ حلية الأولياء ١ / ٦٦؛ تهذيب التهذيب ٨ / ٤١٠؛ مستدرك للحاكم ٣ / ١٢٨؛ تاريخ بغداد ٢ / ٢٥٥، ٤ / ٤١، ٨ / ٤١٧، ١٤ / ٤٢٦؛ مطالب السؤول ٨٣، ٨٤؛ طبقات الحنابلة ٣٢٠ رقم ٤٤٨.

٢٨٧

وأخرج ابن قتيبة في غريب الحديث : أراد أنّ النّاس فريقان : فريق معي فهم على هدىٰ، وفريق علَيَّ فهم على ضلال كالخوارج، فأنا قسيم النّار، نصف في الجنّة معي ونصف معها.١

وأخرجه الزمخشريّ في الفائق «قسم»، قال : وفي الحديث قال : عليّ عليه‌السلام : أنا قسيم النّار. أراد أنّ النّاس فريقان : فريق معي فهم على هدى، وفريق علَيَّ فهم على ضلال، فنصف معي في الجنّة ونصف علَيَّ في النّار.٢

وعن ابن الصبّاغ المالكيّ قال : اخرج الدارقطنيّ، قال : إنّ عليّاً عليه‌السلام قال للستّة الّذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاماً طويلاً من جملته : أنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ، أنت قسيم الجنّة والنّار يوم القيامة، غيري؟ قالوا اللّهمّ لا ...٣

وعن عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ، أنت قسيم الجَنّة والنّار في يوم القيامة، تقول للنّار : هذا لي وهذا لك.٤

_______________________

١ ـ غريب الحديث ٢ / ١٥٠.

٢ ـ الفائق ٣ / ١٩٥، وفي طبعة حيدر آباد سنة ١٣٢٤ هـ ج ٢ / ١٧١. وفي طبعة البابي الحلبيّ سنة ١٣٦٦ هـ ج ٢ / ٣٤٦ قال عليّ عليه‌السلام : أنا قسيم النّار، أي مقاسمها ومساهمها... وهو موجود في مخطوطات الفائق ومطبوعاته ماعدا طبعة البجاويّ ومحمّد أبو الفضل إبراهيم، فإنّهما أسقطاه من الكتاب، والله العالم بتلاعبهما بالفائق وغيره من كتب التراث وكم حذفا وكم حرّفا؛ النهاية ٤ / ٦١ مادّة «قسم»؛ تاج العروس ٩ / ٢٥ مادّة «قسم».

٣ ـ الصواعق المحرقة ١٢٦.

٤ ـ نفس المصدر؛ شواهد التنزيل ٢ / ٢٦٢؛ فرائد السمطين ١ / ٣٠٦، ٣٢٥؛ الأربعين عن الأربعين ٥٥؛ منهج الشيعة ٨٣؛ تأويل ما نزل من القرآن الكريم ١٠٩، ٣٢٩؛ تفسير القمّيّ ٢ / ٣٢٤؛ المقنع في الإمامة ٨٨؛ الأمالي للمفيد ٢١٣، ٣٢٨؛ بصائر الدرجات ٢١٤ ـ ٢١٨؛ الفضائل لابن شاذان ١٢٩؛ مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٥٧، ٣ / ٣٢٦؛ كاشف الغمّة ٤٤؛ أسرار الإمامة ٣٦٧؛ بشارة المصطفى ٢٠٢.

٢٨٨

وروى ابن السمّاك أنّ أبا بكر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا يجوز أحد الصراط إلّا من كتب له عليٌّ الجواز.١

وعن الأصبغ بن نباتة قال : كنت جالساً عند عليّ عليه‌السلام فأتاه عبد الله بن الكوّاء فقال : يا أمير المؤمنين أخبِرني عن قول الله : (وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ)٢ فقال : ويحك يا ابن الكوّاء! نحن نوقف يوم القيامة بين الجَنّة والنّار، فَمَن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النّار.٣

قسيم الجنان

ينظر : سيف الله، القاسم.

قسيم الجنّة ولظى

ينظر : صاحب حوض الكوثر، القاسم.

قسيم النار

ينظر : صاحب حوض الكوثر.

القرآن

ومن أسمائه عليه‌السلام : أنّه القرآن٤ : في قوله تعالى : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ

_______________________

١ ـ الصواعق المحرقة ١٢٦.

٢ ـ الأعراف / ٤٦.

٣ ـ شواهد التنزيل ١ / ٢٦٣.

٤ ـ اللّوامع النورانيّة ٢٥٨.

٢٨٩

قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).١

عن أمّ سلمة قالت : لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض.٢

وفي رواية أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في مرض موته : أيّها النّاس، يوشك أن أُقبَض قبضاً سريعاً، فيُنطلق بي، وقد قدّمتُ إليكم القولَ معذرةً إليكم. ألا إنّي مخلِّفٌ فيكم كتاب ربّي عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي. ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها وقال : هذا عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتى يَرِدا علَيَّ الحوض، فأسألهما ما خَلَّفتُ فيهما.٣

القَرم

كان عليه‌السلام يقول : أنا أبو الحسن القَرم، أي السيّد المكرم.٤ وفي رواية : أنا أبو حسن القَرم. وإنّما سمّي السيّد الرئيس من الرجال المُقرَم لأنّه شبّه بالمُقرَم من الإبل : لعِظَم شأنه وكرمه عندهم.٥

عن سعيد بن وهب قال : خرج قوم فصحبهم رجل، فَقِدموا وليس معهم، فانّهمهم أهله، فقال شريح : شهودكم أنّه قَتَل صاحبكم، وإلّا حلفوا بالله ما قتلوه. فأتَوا عليّاً ـ قال سعيد : وأنا عنده ـ ففرّق بينهم فاعترفوا، فسمعتُ عليّاً يقول : أنا

_______________________

١ ـ الفرقان / ٣٠.

٢ ـ المستدرك للحاكم ٣ / ١٢٤، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد؛ كفاية الطالب ٢٢٧؛ تاريخ الخلفاء للسيوطيّ ٦٧؛ مجمع الزوائد ٩ / ١٨٣.

٣ ـ المناقب لابن المغازليّ ١٢٦؛ المعجم الكبير للطبرانيّ ٢٣ / ٣٢٩، ٣٩٥، ٢٤ / ٩، ١٠.

٤ ـ تذكرة الخواصّ ٦.

٥ ـ لسان العرب ١٢ / ٤٧٣.

٢٩٠

أبو الحسن القَرم، فأمر بهم عليّ فقتلوا.١

وعن الطواسيّ في حديث طويل قال : قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بأعلى صوته : يا معشر الأنصار، أتمنّون عليّ بإسلامكم؟! ـ قال أحمد : على الله بإسلامكم ـ بل لله ورسوله المنّ عليكم إن كنتم صادقين، أنا أبو الحسن القرم.٢

وعن الزمخشريّ قال : قال عليّ عليه‌السلام أنا أبو الحسن القرم.٣

القضم

قال أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : أنا القضم، أنا عليّ بن أبي طالب. وكانت قريش إذا رأته قالت : احذروا الحطم، احذروا القضم؛ أي الّذي يقضم الناس فيهلكهم.٤

ينظر : أبو قضم.

القلم

عن محمّد بن الفضيل، قال : سألت أبا الحسن موسى عليه‌السلام عن قول الله جلّت قدرته : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)، قال : فالنّون اسم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، والقلم اسم لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.٥

وهذا موافق لما جاء مِن أسماء النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن مثل طه. ويس وص ،

_______________________

١ ـ منزز العمّال ١٥ / ١٤٣.

٢ ـ الأمالي للطوسيّ ٧٣١.

٣ ـ الفائق ٢ / ٢٦٨، وفيه : القرم : السيّد.

٤ ـ بحار الأنوار ٢٠ / ٦٧، ٥٢.

٥ ـ اللّوامع النورانيّة ٤٦٥.

٢٩١

وق، وغير ذلك.

وسمّي أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام بالقلم لما في القلم من المنافع للخلق، إذ هو كلسان الإنسان يؤدّي عنه ما في جنانه، ويبلّغ البعيد عنه ما يبلّغ القريب بلسانه، وبه تُحفظ أحكام الدّين وتستقيم أمور العالمين، وكذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام. وقيل : إنّ قوام الدّنيا والدّين بشيئين : القلم والسّيف يخدم القلم. وقد قال بعض الشّعراء فأحسن فيما قال :

إن يخدم القلم السّيف الّذي خَضَعت

له الرّقابُ ودانت حذوه الأممُ

فالموت، والموت لا شيء يُغالبُه

ما زال يَتبَعُ ما يجري به القلمُ

وإن شئت جعلت تسميته به مجازاً، أي صاحب القلم وصاحب السّيف اللّذين بهما أقوام الدّين والدنيا كما تقدّم، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام كذلك.١

القمر

قال البحرانيّ رحمه الله في اللّوامع النورانيّة في أسماء علّي وأهل بيته القرآنيّة : الاسم الثامن ومائة وألف : أنّه عليه‌السلام القمر، في قوله تعالى : (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا).

عن أبي محمّد، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)، قال : الشّمس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وأوضح الله تعالى للنّاس دينهم. قال قلت : (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا)؟ قال : ذاك أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام، تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونفثه بالعلم نفثاً. قلت : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)؟ قال : ذاك أئمّة الجور الّذين استبدّوا بالأمر دون آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله، وجلسوا مجلساً كان آل

_______________________

١ ـ تأويل الآيات الظاهرة ٦٨٥؛ مجمع البيان ٩ / ٣٣٢، وفيه : والموت شيء لا يغالبه.

٢٩٢

الرسول أولى به منهم. فغشّوا دين الله بالجور والظّلم. فحكى الله فعلهم فقال : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) قال : قلت : (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا)؟ قال : ذاك الإمام من ذرّيّة فاطمة عليهما‌السلام، يُسأل عن دين رسول الله فيجلّيه لمن يشاء، فحكى الله قوله : (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا).١

وعن جابر، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام : أضاءت الأرض بنور محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ عليه‌السلام كما تضيء الشّمس، فضرب الله تعالى مثل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله الشّمس، ومثل الوصيّ القمر.٢

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اسمي في القرآن (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)، واسم عليّ (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا)٣.

وعن أنس بن مالك، قال : صلّى الله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الفجر، فلمّا انفتل من صلاته، أقبل علينا بوجهه الكريم على الله عزّ وجلّ، ثمّ قال : معاشر النّاس، من افتقد الشّمس فليستمسك بالقمر، ومن افتقد الشّمس فليستمسك بالزُّهرة، فمن افتقد الزّهرة فليستمسك بالفرقدين. ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا الشّمس، وعليّ القمر، وفاطمة الزُّهرة، والحسن والحسين الفرقدان، وكتاب الله لا يفترقان حتّى يَرِدا علَيّ الحوض.٤

القصم

ينظر : أبو قصم.

_______________________

١ ـ اللّوامع النورانيّة ٥١٥ ـ ٥١٧؛ تحفة الأبرار ٤١.

٢ ـ اللّوامع النورانيّة ١٥٢.

٣ ـ دلائل الصدق ٢ / ٣٣٩.

٤ ـ معاني الأخبار ١١٤.

٢٩٣

قلب الله الواعي

ينظر : لسان الله الناطق.

الكافي١

عن الكنجيّ الشافعيّ بإسناده عن عبد الله بن مسعود أنّه كان يقرأ : (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ)٢ بعليّ عليه‌السلام. قلت : ذكره غير واحد من أصحاب التفاسير والسّير، وهذا سياق ابن عساكر في تاريخه.٣

وأيضاً عن زياد بن مطرب قال : كان ابن مسعود يقرأ : (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) بعليّ. وسبب نزوله أنّ عمرو بن عبد وَدّ كان فارساً مشهوراً يُعدل بألف فارس، وكان قد شهد بدراً ولم يشهد أُحداً، ويوم الخندق نادى : هل مِن مُبارِز؟ فلم يُجبه أحد، فقام عليّ عليه‌السلام وقال : أنا يا رسول الله.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّه عمرو، إجلِس.

فنادى ثانية فلم يجبه أحد، فقام عليّ عليه‌السلام وقال : أنا يا رسول الله.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّه عمرو.

فقال : وإن كان عمرو، فاستأذن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال حذيفة بن اليمان : ألبسه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله درعه الفضول وعمّمه عمامته السّحاب على رأسه تسعة أدوار، وقال له : تَقَدّمْ، فلمّا ولّىٰ قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «برز

_______________________

١ ـ مجموعة نفيسة ١٩٥.

٢ ـ الأحزاب / ٢٥.

٣ ـ كفاية الطالب ٢٠٤.

٢٩٤

الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه»، وقال : ربِّ لا تذرني فرداً، اللّهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه.

فاستقبل عليّ عليه‌السلام عمرو، وضربه بسيفه فشجّ رأسه، ثمّ إنّ عليّاً عليه‌السلام ضربه على حبل عاتقه فسقط إلى الأرض، فسمعنا تكبير عليّ عليه‌السلام، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قتله عليّ، وقال : أبشِر يا عليّ، فلو وُزن اليومَ عملك بعمل أمّة محمّد لرجّح عملك بعملهم فنزلت آية : (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) بعليّ.١

كاشف الكروب

كان عليّ عليه‌السلام، كشّاف الكُرَب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع مقاماته، ملازماً له في سفره وحضره، ولم يكن لأحد من الاختصاص ما له.

وقال : عليّ عليه‌السلام في خطبة طويلة في مسجد الكوفة : أنا سيّد العرب، أنا كاشف الكرب ...٢

وقال عبد الرزّاق : وعن عليّ بن الأرقم عن أبيه، ولفظه قال : رأيت عليّاً عليه‌السلام وهو يبيع سيفاً له في السّوق ويقول : مَن يشتري منّي هذا السّيف؟ فو الّذي فلق الحَبَّة لَطالَما كَشفتُ به الكروب عن وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ولو كان عندي ثمن إزار ما بِعتُه.٣

وكان عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام لم يزل معه ويكشف الكروب عن وجهه.٤

_______________________

١ ـ شواهد التنزيل ٢ / ١٢؛ تفسير القمّيّ ٢ / ١٨٣؛ خصائص الوحي المبين ٢١٩؛ الدرّ المنثور ٥ / ١٩٢؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ / ٦١؛ منهج الشيعة ٦٥ / ٦٦، الأربعين في أصول الدّين ٤٧٥.

٢ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٢٠٨.

٣ ـ الرياض النّضرة ٢ / ٢٢٠؛ ذخائر العقبى ١٠٧، ١٠٨، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٩.

٤ ـ التبصرة ١ / ٤٤٨.

٢٩٥

وعن أنس بن مالك قال : صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر، فذكر قولاً كثيراً، ثمّ قال : أين عليّ بن أبي طالب؟ فوثب إليه، فقال : ها أنا ذا يا رسول الله، فضمّه إلى صدره وقبّل بين عينيه، وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين، هذا ابن عمّي وختني، هذا لحمي ودمي وشعري، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، هذا مفرّج الكروب عنّي، هذا أسد الله سيفه في أرضه على أعدائه، على مبغضه لعنة الله ولعنة اللّاعنين، والله منه بريء ومنه بريء، فمن أحبّ أن يبرأ من الله ومنّي، فليبرأ مِن عليّ، وليبلّغ الشّاهد الغائب.١

كلمة التّقوى٢

قال الله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ).٣

عن عمر بن عليّ، عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عَهِد إليّ عهداً، فقلتُ : رَبِّ بَيِّنْه لي. قال : إسمَعْ. قلت سمعتُ. قال : يا محمّد، إنّ عليّاً راية الهدى بعدك، إمام أوليائي، ونور مَن أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتُها المتّقين، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبَشِّرْه بذلك.٤

وعن مالك بن عبد الله قال : قلت لمولاي الرّضا عليه‌السلام : قوله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ)، قال عليه‌السلام : هي ولاية أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام.٥

ينظر : حبل الله المتين.

_______________________

١ ـ شرف النّبيّ للخركوشيّ ٢٩٠؛ ذخائر العقبى ٩٢؛ العسل المصفّى ٢ / ٣٨٨.

٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣٠، ٣٣٤.

٣ ـ الفتح / ٤٨.

٤ ـ أمالي ابن الشيخ ١٥٤؛ كنز الفوائد ٣٤٢؛ المناقب لابن المغازليّ ٤٦؛ حلية الأولياء ١ / ٦٦.

٥ ـ كنز الفوائد ٣٠٥.

٢٩٦

كهف المتّقين

ينظر : مبير الجبّارين.

لحم الرسول ودمه

ينظر : شيخ المهاجرين والأنصار.

لسان الله الناطق١

عن خيثمة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)، قال : دينه، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام دين الله ووجهه وعينه في عباده، ولسانه الذي ينطق به، ويده على خلقه، ونحن وجه الله الذي يؤتىٰ منه.٢

وعن عبد الرحمٰن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام، قال : إنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه‌السلام قال : أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، لسان الله الناطق، وعين الله النّاظرة، وأنا جنب الله، وأنا يد الله.٣

لسان الله الصادق

ينظر : حبل الله المتين.

مأمن كلّ خائف

ينظر : حبل الله المتين.

_______________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣١.

٢ ـ التوحيد للصدوق ١٤٠ ـ ١٤١.

٣ ـ نفس المصدر ١٥٤، ١٥٥.

٢٩٧

المأمون

ينظر : عليّ.

المؤدّي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

ينظر : قاضي الدين

المؤمن

ينظر : الوليّ.

المُبلّغ

عن أنس بن مالك وسعد بن أبي وقّاص وابن عبّاس وأبي سعيد الخدريّ، قالوا : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر لتبليغ سورة براءة وقراءتها على كفّار قريش في موسم الحجّ، فنزل جبرئيل الأمين على الرسول الكريم قائلاً : لا يُبلّغها إلّا أنت، أو رجل منك.

قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : فلحقتُه فأخذت الكتاب منه، فانصرف أبو بكر كئيباً إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : أنزل فيّ شيء؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا، إلّا أنّي أُمرت أن أبلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي. وعن أبي ذرّ جندب بن جنادة المخصوص من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق من أبي ذرّ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ منّي وأنا من عليّ، ولا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو عليّ.١

_______________________

١ ـ المناقب للخوارزميّ ١٦٤، ١٦٥؛ المناقب لابن المغازليّ ٢٢٢ ـ ٢٢٩؛ تفسير مقاتل بن

٢٩٨

وهذا الحديث يدلّ على عدم صلاحيّة أبي بكر لتبليغ سورة، بل عشر آيات منها، ويدلّ أيضاً على صلاحيّة عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وأهليّته للتبليغ والأداء.

وهنا سؤال يقول : لماذا لم يدفع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله السّورة إلى عليّ ابتداءاً قبل أن يرسل أبا بكر ثمّ يسترجعه؟

الجواب : إنّ ذلك تنبيه من النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على أفضليّة عليّ عليه‌السلام وأرجحيّته على أبي بكر خاصّة، وعلى سائر الصّحابة عامّة، وهذا ما تؤكّده أحاديث أخرى أيضاً.

مبيد الكفرة

ينظر : سيف الله.

مبير الجبّارين

عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال في خطبة في قتاله مع أهل الشّام قال :

_______________________

سليمان ٢ / ٣٣ وفيه : ولكن لا يبلّغ عنّي إلّا رجل منّي؛ كفاية الطالب ٢٤٣؛ تفسير البغويّ ٢ / ٢٦٧؛ خصائص النسائيّ ١١٠ رقم ٧٦؛ معارج النبوّة، الركن الرابع ٢٤٧، ٢٤٨؛ صحيح البخاريّ ١ / ٣١، ٦ / ٨١؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣، ١٥١، ٣٣٠، ٢ / ٢٩٩، ٣ / ٢١٢، ٢٨٣، ٤ / ١٦٤، ١٦٥؛ السنن الكبرى للبيهقيّ ٥ / ١١١؛ تفسير الطبريّ ١٠ / ٤٦؛ تاريخ الطبريّ ٢ / ٣٦٨، ٣٨٣؛ سنن الترمذيّ ٥ / ٣٠٠؛ التفسير الكبير ١٥ / ٢١٨؛ مصابيح السنّة ٢ / ٤٥٠؛ ذكر أخبار إصبهان ١ / ٢٥٣؛ سير أعلام النبلاء ٨ / ٢١٢؛ تفسير الكشّاف ٢ / ٢٤٣؛ تفسير الثعلبيّ ٥ / ٨، ٢٧؛ تفسير السمرقنديّ المسمّى بحر العلوم ٢ / ٣٣؛ مسند الحميديّ ١ / ٢٦؛ سنن ابن ماجة ١ / ٤٤؛ بغية الطلب ٨ / ٣٧١٦؛ تفسير النسفيّ ٢ / ١١٥؛ تهذيب الكمال ٥ / ٥٤، ٣٥٠، مطالب السؤول ٨٥، ٨٦؛ مجمع الزوائد ٩ / ١٥٨؛ تذكرة الخواصّ ٣٧؛ تفسير غرائب القرآن ٣ / ٤٢٩؛ تفسير النسفيّ ٢ / ١١٥؛ الرياض النضرة ٢ / ١٣٣؛ الجامع الصحيح ٥ / ٢٧٥ رقم ٣٠٩٠؛ فضائل الطالبيّين ٨٠، ٨١؛ مشكاة المصابيح ٢ / ٥٠٤؛ الفتوحات المكّيّة ٤ / ٧٨؛ الدرّ المنثور ٣ / ٢٠٩.

٢٩٩

معاشر النّاس، أنا أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه ووارث علمه، خَصّني وحَباني بوصيّته واختارني من بينهم، وزوّجني ابنته بعد ما خطبها عدّة فلم يزوّجهم، وإنّما زوّجنيها بأمر ربّه تعالى، فوهب لي منها ذرّيّة طيّبة ـ إلى أن قال ـ أنا صاحب الدعوات، أنا صاحب النقمات، أنا صاحب الآيات العجيبات، أنا أبو الأرامل واليتامى، أنا مبير الجبّارين، وكهف المتّقين، وسيّد الوصيّين وأمير المؤمنين، وحبل الله المتين.١.

مبير المشركين٢

عن يونس بن بكير، قال : سألت سيّدي عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام أن يعلّمني دعاءً أدعو به عند الشّدائد، فقال لي : يا يونس، تحفظ ما أكتبه لك وادْعُ به في كلّ شدّة تجاب وتُعطى ما تتمنّاه، ثمّ كتب لي : بسم الله الرحمٰن الرحيم، اللّهمّ إنّ ذنوبي وكثرتها قد أخلَقَت وجهي عندك وحَجَبتني عن استيهال رحمتك... «وفيه» وأنّ عليّاً أمير المؤمنين سيّد الأوصياء، ووارث علم النبيّين، وعلم الدّين، ومبير المشركين، ومميّز المنافقين، ومجاهد الناكثين والقاسطين والمارقين إمامي...٣

ومن خطبة الإمام السّجاد عليّ بن الحسين عليهما‌السلام بمحضر يزيد في الشّام : أيّها النّاس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلنا بسبع أعطينا : العلم، والسّماحة، والفصاحة، والشّجاعة، والمحبّة في قلوب المؤمنين ـ إلى أن قال ـ : أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيّين، ويعسوب المسلمين، أنا ابن المؤيّد بجبرئيل، المنصور بميكائيل ،

_______________________

١ ـ المناقب للخوارزميّ ٢٢٢.

٢ ـ نفس المصدر ٤٠؛ تنبيه الغافلين ١٤٦؛ مجمع الآداب في معجم الألقاب ٤ / ٣٣٨.

٣ ـ مهج الدّعوات ٢٥٤.

٣٠٠