قائمة الکتاب
سورة الفرقان
أول سورة الشعراء
الكلام على قوله تعالى : (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) وما حصل من المحاورات بينهم وبين سيدنا شعيب عليهالسلام وذكر إهلاكهم بالظلة
١٨٥أول سورة النمل
مفردات سورة القصص
سورة الروم
سورة لقمان
سورة السجدة
سورة الأحزاب
سورة سبأ
إعدادات
البحر المحيط في التّفسير [ ج ٨ ]
البحر المحيط في التّفسير [ ج ٨ ]
المؤلف :محمّد بن يوسف [ أبي حيّان الأندلسي الغرناطي ]
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :572
تحمیل
بالعصمة من أن يقع واحد منهم في مثل فعل قومه. ودل دعاؤه بالتنجية لأهله على أنهم كانوا مؤمنين. ولما كانت زوجته مندرجة في الأهل ، وكان ظاهر دعائه دخولها في التنجية ، وكانت كافرة استثنيت في قوله : (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) ، ودل قوله : عجوزا ، على أنها قد عسيت في الكفر ودامت فيه إلى أن صارت عجوزا. ومن الغابرين صفة ، أي من الباقين من لداتها وأهل بيتها ، قاله أبو عبيدة. وقال قتادة : من الباقين في العذاب النازل بهم. وتقدّم القول في غبر ، وأنه يستعمل بمعنى بقي ، وهو المشهور ، وبمعنى مضى. ونجاته عليهالسلام أن أمره تعالى بالرّحلة ليلا ، وكانت امرأته كافرة تعين عليه قومه ، فأصابها حجر ، فهلكت فيمن هلك. قال قتادة : أمطر الله على شذاذ القوم حجارة من السماء فأهلكهم. وقال قتادة : أتبع الائتفاك مطرا من الحجارة. وساء : بمعنى بئس ، والمخصوص بالذم محذوف ، أي مطرهم. وقال مقاتل : خسف الله بقوم لوط ، وأرسل الحجارة إلى من كان خارجا من القرية ، ولم يكن فيها مؤمن إلا بيت لوط.
(كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ ، وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ ، أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ، وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ، وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ، قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ، وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ، قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ ، فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
قرأ الحرميان وابن عامر : ليكة هنا ، وفي ص بغير لام ممنوع الصرف. وقرأ باقي السبعة الأيكة ، بلام التعريف. فأما قراءة الفتح ، فقال أبو عبيد : وجدنا في بعض التفسيران : ليكة : اسم للقرية ، والأيكة : البلاد كلها ، كمكة وبكة ، ورأيتها في الإمام مصحف عثمان في الحجر وق : الأيكة ، وفي الشعراء وص : ليكة ، واجتمعت مصاحف الأمصار كلها بعد على ذلك ولم تختلف. انتهى. وقد طعن في هذه القراءة المبرد وابن قتيبة والزجاج وأبو عليّ الفارسي والنحاس ، وتبعهم الزمخشري ؛ ووهموا القراء وقالوا : حملهم على ذلك كون الذي كتب في هذين الموضعين على اللفظ في من نقل حركة الهمزة إلى اللام وأسقط الهمزة ، فتوهم أن اللام من بنية الكلمة ففتح الياء ، وكان