البحر المحيط في التّفسير - ج ٧

محمّد بن يوسف [ أبي حيّان الأندلسي الغرناطي ]

البحر المحيط في التّفسير - ج ٧

المؤلف:

محمّد بن يوسف [ أبي حيّان الأندلسي الغرناطي ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٩٤

علمهم بذلك ، وقد يقال مثل ذلك في الاحتجاج على وجه التأكيد لعلمهم ، وختم كل سؤال بما يناسبه فختم ملك الأرض ومن فيها حقيق أن لا يشرك به بعض خلقه ممن في الأرض ملكا له الربوبية وختم ما بعدها بالتقوى وهي أبلغ من التذكر وفيها وعيد شديد أي أفلا تخافونه فلا تشركوا به. وختم ما بعد هذه بقوله (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) مبالغة في التوبيخ بعد إقرارهم والتزامهم ما يقع عليهم به في الاحتجاج وأنى بمعنى كيف قرر أنهم مسحورون وسألهم عن الهيئة التي سحروا بها أي كيف تخدعون عن توحيده وطاعته ، والسحر هنا مستعار وهو تشبيه لما يقع منهم من التخليط ووضع الأفعال والأقوال غير مواضعها بما يقع من المسحور عبر عنهم بذلك.

وقرىء بل آتيتهم بتاء المتكلم ، وابن أبي إسحاق بتاء الخطاب (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) فيما ينسبون إلى الله تعالى من اتخاذ الولد ومن الشركاء وغير ذلك مما هم فيه كاذبون. ثم نفى اتخاذ الولد وهو نفي استحالة ونفي الشريك بقوله (وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ) أي وما كان معه شريك في خلق العالم واختراعهم ولا في غير ذلك مما يليق به من الصفات العلى ، فنفى الولد تنبيه على من قال : الملائكة بنات الله ، ونفي الشريك في الألوهية تنبيه على من قال : الأصنام آلهة ، ويحتمل أن يراد به إبطال قول النصارى والثنوية و (مِنْ وَلَدٍ) و (مِنْ إِلهٍ) نفي عام يفيد استغراق الجنس ، ولهذا جاء (إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ) ولم يأت التركيب إذا لذهب الإله. ومعنى (لَذَهَبَ) أي لا نفرد (كُلُّ إِلهٍ) بخلقه الذي خلق واستبد به وتميز ملك كل واحد عن ملك الآخر وغلب بعضهم بعضا كحال ملوك الدنيا ، وإذا لم يقع الانفراد والتغالب فاعلموا أنه إله واحد وإذا لم يتقدمه في اللفظ شرط ولا سؤال سائل ولا عدة قالو : فالشرط محذوف تقديره ، ولو كان معه آلهة وإنما حذف لدلالة قوله (وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ) عليه وهذا قول الفراء. زعم أنه إذا جاء بعدها اللام كانت لو وما دخلت عليه محذوفة وقد قررنا تخريجا لها على غير هذا في قوله (وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (١) في سورة الإسراء : والظاهر أن ما في (بِما خَلَقَ) بمعنى الذي وجوز أن تكون مصدرية.

(سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) تنزيه عن الولد والشريك. وقرىء عما تصفون بتاء الخطاب. وقرأ الابنان وأبو عمرو وحفص (عالِمِ) بالجر. قال الزمخشري : صفة لله. وقال ابن عطية : اتباع للمكتوبة. وقرأ باقي السبعة وابن أبي عبلة وأبو حيوة وأبو بحرية بالرفع.

__________________

(١) سورة الإسراء : ١٧ / ٧٣.

٥٨١

قال الأخفش : الجر أجود ليكون الكلام من وجه واحد. قال أبو عليّ الرفع أن الكلام قد انقطع ، يعني أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو (عالِمِ). وقال ابن عطية : والرفع عندي أبرع. والفاء في قوله (فَتَعالى) عاطفة فالمعنى كأنه قال (عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى) كما تقول زيد شجاع فعظمت منزلته أي شجع فعظمت ، ويحتمل أن يكون المعنى فأقول تعالى (عَمَّا يُشْرِكُونَ) على إخبار مؤتنف. و (الْغَيْبِ) ما غاب عن الناس و (الشَّهادَةِ) ما شاهدوه انتهى.

(قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ).

لما ذكر ما كان عليه الكفار من ادعاء الولد والشريك له ، وكان تعالى قد أعلم نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه ينتقم منهم ولم يبين إذ ذاك في حياته أم بعد موته ، أمره بأنه يدعو بهذا الدعاء أي إن ترني ما تعدهم واقعا بهم في الدنيا أو في الآخرة فلا تجعلني معهم ، ومعلوم أنه عليه‌السلام معصوم مما يكون سببا لجعله معهم ، ولكنه أمره أن يدعو بذلك إظهارا للعبودية وتواضعا لله ، واستغفار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا قام من مجلسه سبعين مرة من هذا القبيل. وقال أبو بكر : ولّيتكم ولست بخيركم. قال الحسن : كان يعلم أنه خيرهم ولكن المؤمن يهضم نفسه.

وجاء الدعاء بلفظ الرب قبل الشرط وقبل : الجزاء مبالغة في الابتهال إلى الله تعالى والتضرع ، ولأن الرب هو المالك الناظر في مصالح العبد. وقرأ الضحاك وأبو عمر إن الجوني ترئني بالهمز بدل الياء ، وهذا كما قرىء فأما ترئن ولترؤن بالهمز وهو إبدال ضعيف ، ثم أخبر تعالى أنه قادر على تعجيل العذاب لهم كما كانوا يطلبون ذلك وذلك في حياته عليه الصلاة والسلام ولكن تأخيره لأجل يستوفونه ، والجمهور على أن هذا العذاب في الدنيا. فقيل : يوم بدر. وقيل : فتح مكة. وقيل : هو عذاب الآخرة.

٥٨٢

ثم أمره تعالى بحسن الأخلاق والتي هي أحسن شهادة أن لا إله إلّا الله و (السَّيِّئَةَ) الشرك. وقال الحسن : الصفح والإغضاء. وقال عطاء والضحاك : السلام إذا أفحشوا. وحكى الماوردي : (ادْفَعْ) بالموعظة المنكر والأجود العموم في الحسنى وفيما يسوء و (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أبلغ من الحسنة للمبالغة الدال عليها أفعل التفضيل ، وجاء في صلة التي ليدل على معرفة السامع بالحالة التي هي أحسن. قيل : وهذه الآية منسوخة بآية السيف. وقيل : هي محكمة لأن المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى ثلم دين وإزراء بمروءة. (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ) يقتضي أنها آية موادعة ، والمعنى بما يذكرون ويصفونك به مما أنت بخلافه.

ثم أمره تعالى أن يستعيذ من نحسات الشياطين والهمز من الشيطان عبارة عن حثه على العصيان والإغراء به كما يهمز الرائض الدابة لتسرع ، ثم أمره أن يستعيذ بسورة الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه. وقال ابن زيد : همز الشيطان الجنون ، والظاهر أنه أمر بالاستعاذة من حضور الشياطين في كل وقت. وعن ابن عباس عند تلاوة القرآن.

(حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) قال الزمخشري : (حَتَّى) يتعلق بيصفون أي لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت ، والآية فاصلة بينهما على وجه الاعتراض والتأكيد للإغضاء عنهم مستعينا بالله على الشيطان أن يستنزله عن الحلم ويغريه على الانتصار منهم ، أو على قوله وإنهم لكاذبون انتهى. وقال ابن عطية : (حَتَّى) في هذا الموضع حرف ابتداء ، ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف والأول أبين لأن ما بعدها هو المعنى به المقصود ذكره انتهى. فتوهم ابن عطية أن حتى إذا كانت حرف ابتداء لا تكون غاية وهي إذا كانت حرف ابتداء لا تفارقها الغاية ولم يبين الكلام المحذوف المقدر. وقال أبو البقاء (حَتَّى) غاية في معنى العطف ، والذي يظهر لي أن قبلها جملة محذوفة تكون حتى غاية لها يدل عليها ما قبلها التقدير : فلا أكون كالكفار الذين تهمزهم الشياطين ويحضرونهم (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) ونظير حذف هذه الجملة قول الشاعر :

فيا عجبا حتى كليب تسبني

أي يسبني الناس حتى كليب ، فدل ما بعد حتى على الجملة المحذوفة وفي الآية دل ما قبلها عليها. وقال القشيري : احتج تعالى عليهم وذكرهم قدرته ثم قال : مصرون على الإنكار (حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) تيقن ضلالته وعاين الملائكة ندم ولا ينفعه الندم

٥٨٣

انتهى. وجمع الضمير في (ارْجِعُونِ) إما مخاطبة له تعالى مخاطبة الجمع تعظيما كما أخبر عن نفسه بنون الجماعة في غير موضع. وقال الشاعر :

فإن شئت حرمت النساء سواكم

وقال آخر :

ألا فارحموني يا إله محمد

وإما استغاث أولا بربه وخاطب ملائكة العذاب وقاله ابن جريج : والظاهر أن الضمير في (أَحَدَهُمُ) راجع إلى الكفار ، ومساق الآيات إلى آخرها يدل على ذلك. وقال ابن عباس : من لم يزك ولم يحج سأل الرجعة. فقيل له ذلك للكفار فقرأ مستدلا لقوله (أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ) (١) آية سورة المنافقين. وقال الأوزاعي : هو مانع الزكاة ، وجاء الموت أي حضر وعاينه الإنسان فحينئذ يسأل الرجعة إلى الدنيا وفي الحديث : «إذا عاين المؤمن الموت قالت له الملائكة : نرجعك فيقول إلى دار الهموم والأحزان بل قدما إلى الله ، وأما الكافر فيقول : ارجعون لعلي أعمل صالحا».

ومعنى (فِيما تَرَكْتُ) في الإيمان الذي تركته والمعنى لعلي آتي بما تركته من الإيمان وأعمل فيه صالحا كما تقول : لعلي أبني على أس ، يريد أؤسس أسا وأبني عليه. وقيل : (فِيما تَرَكْتُ) من المال على ما فسره ابن عباس : (كَلَّا) كلمة ردع عن طلب الرجعة وإنكار واستبعاد. فقيل : هي من قول الله لهم. وقيل : من قول من عاين الموت يقول ذلك لنفسه على سبيل التحسر والندم ، ومعنى (هُوَ قائِلُها) لا يسكت عنها ولا ينزع لاستيلاء الحسرة عليه ، أو لا يجد لها جدوى ولا يجاب لما سأل ولا يغاث (وَمِنْ وَرائِهِمْ) أي الكفار (بَرْزَخٌ) حاجز بينهم وبين الرجعة إلى وقت البعث. وفي هذه الجملة اقناط كلي أن لا رجوع إلى الدنيا ، وإنما الرجوع إلى الآخرة استعير البرزخ للمدة التي بين موت الإنسان وبعثه.

وقرأ ابن عباس والحسن وابن عياض (فِي الصُّورِ) بفتح الواو جمع صورة ، وأبو رزين بكسر الصاد وفتح الواو ، وكذا فأحسن صوركم وجمع فعلة بضم الفاء على فعل بكسر الفاء شاذ. (فَلا أَنْسابَ) نفي عام ، فقال ابن عباس : عند النفخة الأولى يموت الناس فلا يكون بينهم نسب في ذلك الوقت وهم أموات ، وهذا القول يزبل هول الحشر. وقال ابن

__________________

(١) سورة المنافقون : ٦٣ / ١٠.

٥٨٤

مسعود وغيره : عند قيام الناس من القبور فلهول المطلع اشتغل كل امرئ بنفسه فانقطعت الوسائل وارتفع التفاخر والتعاون بالأنساب. وعن قتادة : ليس أحد أبغض إلى الإنسان في ذلك اليوم ممن يعرف لأنه يخاف أن يكون له عنده مظلمة ، وفي ذلك اليوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه. وقيل : (فَلا أَنْسابَ) أي لا تواصل بينهم حين افتراقهم إلى ما أعدّ لهم من ثواب وعقاب ، وإنما التواصل بالأعمال.

وقرأ عبد الله ولا يساءلون بتشديد السين أدغم التاء في السين إذ أصله (يَتَساءَلُونَ) ولا تعارض بين انتفاء التساؤل هنا وبين إثباته في قوله (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) (١) لأن يوم القيامة مواطن ومواقف ، ويمكن أن يكون انتفاء التساؤل عند النفخة الأولى ، وأما في الثانية فيقع التساؤل.

وتقدم الكلام في الموازين وثقلها وخفتها في أوائل الأعراف. وقال الزمخشري ؛ (فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ) بدل من خسروا أنفسهم ولا محل للبدل والمبدل منه لأن الصلة لا محل لها أو خبر بعد خبر لأولئك أو خبر مبتدأ محذوف انتهى. جعل (فِي جَهَنَّمَ) بدلا من (خَسِرُوا) وهذا بدل غريب ، وحقيقته أن يكون البدل الفعل الذي يتعلق به (فِي جَهَنَّمَ) أي استقروا في جهنم ، وكأنه من بدل الشيء من الشيء وهما لمسمى واحد على سبيل المجاز لأن من خسر نفسه استقر في جهنم. وأجاز أبو البقاء أن يكون (الَّذِينَ) نعتا لأولئك ، وخبر (فَأُولئِكَ فِي جَهَنَّمَ) والظاهر أن يكون خبرا لأولئك لا نعتا.

وخص الوجه باللفح لأنه أشرف ما في الإنسان ، والإنسان أحفظ له من الآفات من غيره من الأعضاء ، فإذا لفح الأشرف فما دونه ملفوح. ولما ذكر إصابة النار للوجه ذكر الكلوح المختص ببعض أعضاء الوجه وفي الترمذي تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته قال هذا حديث حسن صحيح. وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة كلحون بغير ألف.

(أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ

__________________

(١) سورة الصافات : ٣٧ / ٢٧.

٥٨٥

سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ).

يقول الله لهم على لسان من يشاء من ملائكته (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي) وهي القرآن ، ولما سمعوا هذا التقرير أذعنوا وأقروا على أنفسهم بقولهم (غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) من قولهم : غلبني فلان على كذا إذا أخذه منك وامتلكه ، والشقاوة سوء العاقبة. وقيل : الشقوة الهوى وقضاء اللذات لأن ذلك يؤدي إلى الشقوة. أطلق اسم المسبب على السبب قاله الجبائي. وقيل : ما كتب علينا في اللوح المحفوظ وسبق به علمك. وقرأ عبد الله والحسن وقتادة وحمزة والكسائي والمفضل عن عاصم وأبان والزعفراني وابن مقسم : شقاوتنا بوزن السعادة وهي لغة فاشية ، وقتادة أيضا والحسن في رواية خالد بن حوشب عنه كذلك إلّا أنه بكسر الشين ، وباقي السبعة والجمهور بكسر الشين وسكون القاف وهي لغة كثيرة في الحجاز. قال الفراء : أنشدني أبو ثروان وكان فصيحا :

علق من عنائه وشقوته

بنت ثماني عشرة من حجته

وقرأ شبل في اختياره بفتح الشين وسكون القاف. (وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ) أي عن الهدى ، ثم تدرجوا من الإقرار إلى الرغبة والتضرع وذلك أنهم أقروا والإقرار بالذنب اعتذار ، فقالوا (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها) أي من جهنم (فَإِنْ عُدْنا) أي إلى التكذيب واتخاذ آلهة وعبادة غيرك (فَإِنَّا ظالِمُونَ) أي متجاوزو الحد في العدوان حيث ظلمنا أنفسنا أولا ثم سومحنا فظلمناها ثانيا. وحكى الطبري حديثا طويلا في مقاولة تكوين بين الكفار وبين مالك خازن النار ، ثم بينهم وبين ربهم جل وعز وآخرها (قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) قال وتنطبق عليهم جهنم ويقع اليأس ويبقون ينبح بعضهم في وجه بعض. قال ابن عطية : واختصرت ذلك الحديث لعدم صحته ، لكن معناه صحيح ومعنى (اخْسَؤُا) أي ذلوا فيها وانزجروا كما تنزجر الكلاب إذا ازجرت ، يقال : خسأت الكلب وخسأ هو بنفسه يكون متعديا ولازما. و (لا تُكَلِّمُونِ) أي في رفع العذاب أو تخفيفه. قيل : هو آخر كلام يتكلمون به ثم لا كلام بعد ذلك إلّا الشهيق والزفير والعواء كعواء الكلاب ولا يفهمون.

٥٨٦

(إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ). قرأ أبيّ وهارون العتكي أنه بفتح الهمزة أي لأنه ، والجمهور بكسرها والهاء ضمير الشأن وهو محذوف مع أن المفتوحة الهمزة والفريق هنا هم المستضعفون من المؤمنين ، وهذه الآية مما يقال للكفار على جهة التوبيخ ، ونزلت في كفار قريش مع صهيب وعمار وبلال ونظرائهم ، ثم هي عامة فيمن جرى مجراهم قديما وبقية الدهر. وقرأ حمزة والكسائي ونافع (سِخْرِيًّا) بضم السين وباقي السبعة بالكسر. قال الزمخشري : مصدر سخر كالسخر إلّا أن في ياء النسب زيادة قوة في الفعل ، كما قيل : الخصوصية في الخصوص وهما بمعنى الهزء في قول الخليل وأبي زيد الأنصاري وسيبويه. وقال أبو عبيدة والكسائي والفراء : ضم السين من السخرة والاستخدام والكسر من السخر وهو الاستهزاء.

ومنه قول الأعشى :

إني أتاني حديث لا أسرّ به

من علو لا كذب فيه ولا سخر

وقال يونس : إذا أريد التخديم فضم السين لا غير ، وإذا أريد الهزء فالضم والكسر. قال ابن عطية.

وقرأ أصحاب عبد الله وابن أبي إسحاق والأعرج بضم السين كل ما في القرآن. وقرأ الحسن وأبو عمرو بالكسر إلّا التي في الزخرف فإنهما ضما السين كما فعل الناس انتهى. وكان قد قال عن أبي عليّ يعني الفارسي أن قراءة كسر السين أوجه لأنه بمعنى الاستهزاء ، والكسر فيه أكثر وهو أليق بالآية ألا ترى قوله (وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ) انتهى قول أبي عليّ ثم قال ابن عطية : ألا ترى إلى إجماع القراء على ضم السين في قوله (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا) (١) لما تخلص الأمر للتخديم انتهى. وليس ما ذكره من إجماع القراء على ضم السين في الزخرف صحيحا لأن ابن محيصن وابن مسلم كسرا في الزخرف ، ذكر ذلك أبو القاسم بن جبارة الهذلي في كتاب الكامل.

(فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) أي هزأة تهزؤون منهم (حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي) أي بتشاغلكم بهم فتركتم ذكري أي أن تذكروني فتخافوني في أوليائي ، وأسند النسيان إلى فريق المؤمنين من حيث كان سببه.

وقرأ زيد بن عليّ وحمزة والكسائي وخارجة عن نافع إنهم هم بكسر الهمزة

__________________

(١) سورة الزخرف : ٤٣ / ٣٢.

٥٨٧

وباقي السبعة بالفتح ، ومفعول (جَزَيْتُهُمُ) الثاني محذوف تقديره الجنة أو رضواني. وقال الزمخشري : في قراءة من قرأ (أَنَّهُمْ) بالفتح هو المفعول الثاني أي (جَزَيْتُهُمُ) فوزهم انتهى. والظاهر أنه تعليل أي (جَزَيْتُهُمُ) لأنهم ، والكسر هو على الاستئناف وقد يراد به التعليل فيكون الكسر مثل الفتح من حيث المعنى لا من حيث الإعراب لاضطرار المفتوحة إلى عامل. و (الْفائِزُونَ) الناجون من هلكة إلى نعمة.

وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير قل كم والمخاطب ملك يسألهم أو بعض أهل النار ، فلذا قال عبر عن القوم. وقرأ باقي السبعة قال ، والقائل الله تعالى أو المأمور بسؤالهم من الملائكة. وقال الزمخشري : قال في مصاحف أهل الكوفة و (قالَ) في مصاحف أهل الحرمين والبصرة والشام. وقال ابن عطية : وفي المصاحف قال فيهما إلّا في مصحف الكوفة فإن فيه قل بغير ألف ، وتقدم إدغام باب لبثت في البقرة سألهم سؤال توقيف على المدة. وقرأ الجمهور (عَدَدَ سِنِينَ) على الإضافة و (كَمْ) في موضع نصب على ظرف الزمان وتمييزها عدد. وقرأ الأعمش والمفضل عن عاصم عددا بالتنوين. فقال أبو الفضل الرازي صاحب كتاب اللوامح (سِنِينَ) نصب على الظرف والعدد مصدر أقيم مقام الاسم فهو نعت مقدم على المنعوت ، ويجوز أن يكون معنى (لَبِثْتُمْ) عددتم فيكون نصب عددا على المصدر و (سِنِينَ) بدل منه انتهى. وكون (لَبِثْتُمْ) بمعنى عددتم بعيد.

ولما سئلوا عن المدة التي أقاموا فيها في الأرض ويعني في الحياة الدنيا قاله الطبري وتبعه الزمخشري فنسوا لفرط هول العذاب حتى قالوا (يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) أجابوا بقولهم (لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) ترددوا فيما لبثوا قاله ابن عباس. وقيل : أريد بقوله (فِي الْأَرْضِ) في جوف التراب أمواتا وهذا قول جمهور المتأولين. قال ابن عطية : وهذا هو الأصوب من حيث أنكروا البعث ، وكانوا قولهم أنهم لا يقومون من التراب قيل لهم لما قاموا (كَمْ لَبِثْتُمْ) وقوله آخرا (وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) يقتضي ما قلناه انتهى.

(فَسْئَلِ الْعادِّينَ) خطاب للذي سألهم. قال مجاهد : (الْعادِّينَ) الملائكة أي هم الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصون عليهم ساعاتهم. وقال قتادة : أهل الحساب ، والظاهر أنهم من يتصف بهذه الصفة ملائكة أو غيرهم لأن النائم والميت لا يعد فيتقدر له الزمان. وقال الزمخشري : والمعنى لا نعرف من عدد تلك السنين إلّا أنا نستقله ونحسبه يوما أو بعض يوم لما نحن فيه من العذاب ، وما فينا أن يعدكم بفي فسئل من فيه أن يعد

٥٨٨

ومن يقدر أن يلقي إليه فكره انتهى. وقرأ الحسن والكسائي في رواية (الْعادِّينَ) بتخفيف الدال أي الظلمة فإنهم يقولون كما تقول. قال ابن خالويه : ولغة أخرى العاديين يعني بياء مشددة جمع عادي يعني للقدماء. وقال الزمخشري : وقرىء العاديين أي القدماء المعمرين فإنهم يستقصرونها فكيف بمن دونهم.

وقرأ الأخوان قل إن لبثتم على الأمر ، وباقي السبعة و (إِنْ) نافية أي ما (لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) أي قليل القدر في جنب ما تعذبون فيه إن كان اللبث في الدنيا ، وإن كان في القبور فقلت إن كل آت قريب ولكنكم كذبتم به إذ كنتم لا تعلمون أي لم ترغبوا في العلم والهدى وانتصب (عَبَثاً) على الحال أي عابثين أو على أنه مفعول من أجله ، والمعنى في هذا ما خلقناكم للعبث ، وإنما خلقناكم للتكليف والعبادة. وقرأ الأخوان (لا تُرْجَعُونَ) مبنيا للفاعل ، وباقي السبعة مبنيا للمفعول ، والظاهر عطف (وَأَنَّكُمْ) على (أَنَّما) فهو داخل في الحسبان.

وقال الزمخشري : يجوز أن يكون على (عَبَثاً) أي للعبث ولترككم غير مرجوعين انتهى.

(فَتَعالَى اللهُ) أي تعاظم وتنزه عن الصاحبة والولد والشريك والعبث وجميع النقائص ، بل هو (الْمَلِكُ الْحَقُ) الثابت هو وصفاته العلي و (الْكَرِيمِ) صفة للعرش لتنزل الخيرات منه أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين. وقرأ أبان بن تغلب وابن محيصن وأبو جعفر وإسماعيل عن ابن كثير (الْكَرِيمِ) بالرفع صفة لرب العرش أو (الْعَرْشِ) ، ويكون معطوفا على معنى المدح.

و (مَنْ) شرطية والجواب (فَإِنَّما) و (لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) صفة لازمة لا للاحتراز من أن يكون ثم آخر يقوم عليه برهان فهي مؤكدة كقوله (يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) (١) ويجوز أن تكون جملة اعتراض إذ فيها تشديد وتأكيد فتكون لا موضع لها من الإعراب كقولك : من أساء إليك لا أحق بالإساءة منه ، فأسيء إليه. ومن ذهب إلى أن جواب الشرط هو (لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) هروبا من دليل الخطاب من أن يكون ثم داع له برهان فلا يصح لأنه يلزم منه حذف الفاء في جواب الشرط ، ولا يجوز إلّا في الشعر وقد خرجناه على الصفة اللازمة أو على الاعتراض وكلاهما تخريج صحيح.

__________________

(١) سورة الأنعام : ٦ / ٣٨.

٥٨٩

وقرأ الحسن وقتادة أنه لا يفلح بفتح الهمزة أي هو فوضع (الْكافِرُونَ) موضع الضمير حملا على معنى من ، والجمهور بكسر الهمزة وخبر (حِسابُهُ) الظرف و (إِنَّهُ) استئناف. وقرأ الحسن يفلح بفتح الفاء واللام ، وافتتح السورة بقوله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (١) وأورد في خاتمتها (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) فانظر تفاوت ما بين الافتتاح والاختتام. ثم أمر رسوله عليه‌السلام بأن يدعو بالغفران والرحمة. وقرأ ابن محيصن رب بضم الباء.

__________________

(١) سورة المؤمنون : ٢٣ / ١.

٥٩٠

فهرس الجزء السابع

سورة الإسراء

سبب نزول قوله تعالى : (الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ) وبيان أن هذه السورة مكية إلخ

٦

سبب نزول قوله تعالى : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ)

٤٢

الظاهر أن الإسراء كان بجسده صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا مناما كما قيل وإنه كان من المسجد الحرام والاختلاف في وقته

١٠

تفسير قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) الآية

٤٣

تفسير قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) الآية وأوجه القراءات فيها

١٢

تفسير قوله تعالى : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)

٤٧

سبب قتل زكريا عليه‌السلام وعقاب بني إسرائيل بقتلهم وتخريب بيت المقدس

١٤

تفسير قوله تعالى : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ) الآيات

٥٢

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) الآيات

١٧

تفسير قوله تعالى : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) الآيات وسبب نزولها

٥٥

مناسبة هذه الآية لما قبلها

١٩

الكلام على مفردات قوله تعالى : (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً) الآيات وتفسيرها

٦١

معنى قوله تعالى : (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً)

٢٠

الكلام على قوله تعالى : (وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) الآية وسبب نزولها

٦٥

معنى الطائر في قوله تعالى : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)

٢١

الكلام على قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ) الآية وسبب نزولها

٦٩

سبب نزول قوله تعالى : (مَنِ اهْتَدى) إلخ

٢٣

آيات الله المعتبر بها ثلاثة أقسام إلخ

٧٣

تفسير قوله تعالى : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً) الآيات

٢٤

الكلام على قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) إلخ

٧٣

معنى فتقعد من قوله تعالى : (فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً)

٣٠

الكلام على قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا) الآية ومناسبتها لما قبلها

٧٧

مفردات قوله تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) وتفسيرها وأوجه القراءات فيها

٣٣

الكلام على قوله تعالى : (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ) الآية

٨١

في (أُفٍ) أربعون لغة فانظرها مضبوطة بالشكل

٣٦

الكلام على قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) إلخ

٨٤

تفسير قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ)

٣٩

الكلام على قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) الآيات

٨٩

٥٩١

مفردات قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) الآيات وتفسيرها ومناسبتها لما قبلها

٩٦

تفسير قوله تعالى : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا) إلخ

١١٣

تفسير قوله تعالى : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ) إلخ

١٠٤

تفسير قوله تعالى : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي) الآيات ومناسبتها لما قبلها

١١٧

تفسير قوله تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ) الآيات

١٠٨

تفسير قوله تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) إلخ

١٢٢

تفسير قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) إلخ

١٢٦

سورة الكهف

الكلام على مفردات قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ) وتفسيرها وسبب نزولها

١٣٤

تفسير قوله تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) وسبب نزولها

١٦٦

تفسير قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) إلخ

١٤١

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) الآيات

١٧٠

ما المراد بالكهف والرقيم

١٤٣

الكلام على مفردات قوله تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ) الآيات وتفسيرها وسبب نزولها

١٧٢

معنى الضرب في قوله تعالى : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) إلخ

١٤٤

تفسير قوله تعالى : (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ) الآيات

١٧٧

معنى الحزبين في قوله تعالى : (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) إلخ

١٤٥

الكلام على مفردات قوله تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا) الآيات وتفسيرها

١٨٥

هل أحصى في قوله تعالى : (أَحْصى لِما لَبِثُوا) فعل ماض أو فعل تفضيل والجواب عن ذلك

١٤٦

المراد بالباقيات الصالحات

١٨٦

تفسير قوله تعالى : (هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا) الآيات

١٤٩

تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) الآيات

١٨٨

تفسير قوله تعالى : (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ) الآيات

١٥١

تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) الآيات

١٩٣

تفسير قوله تعالى : (وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ) إلخ

١٥٥

الكلام على مفردات قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ) الآيات وتفسيرها

١٩٧

تفسير قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) الآيات

١٥٧

الصحيح أن موسى صاحب الخضر هو موسى بن عمران نبي بني إسرائيل

١٩٨

عن علي أصحاب الكهف سبعة وبيان أسمائهم

١٦٠

الكلام على الخضر وهل هو حي أو ميت

٢٠٤

تفسير قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) الآيات

١٦٣

تفسير قوله تعالى : (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ) الآيات

٢٠٦

تفسير قوله تعالى : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ

٥٩٢

لِمَساكِينَ) الآيات

٢١٢

تفسير قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً)

٢٣٠

وراء يطلق على خلف وقدام

٢١٣

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ) الآيات

٢٣٢

الكلام على مفردات قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) الآيات وتفسيرها

٢١٨

تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً)

٢٢٣

سورة مريم

الكلام على مفردات قوله تعالى : (كهيعص) الآيات وتفسيرها وانها مكية إلا آية السجدة

٢٣٧

الكلام على مفردات قوله تعالى : ، (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى) الآيات وتفسيرها

٢٧٤

تفسير قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ) الآيات ومناسبتها لما قبلها

٢٤٦

تفسير قوله تعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ) الآيات

٢٧٧

تفسير قوله تعالى : (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ) الآيات

٢٥٧

تفسير قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُ) الآية وسبب نزولها

٢٨٤

تفسير قوله تعالى : (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) إلخ

٢٦٠

تفسير قوله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) الآيات

٢٩١

تفسير قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ) الآيات ومناسبتها لما قبلها

٢٦٦

تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ) الآيات

٢٩٧

سورة طه

الكلام على مفردات قوله تعالى : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) الآيات وتفسيرها وانها مكية بلا خلاف

٣٠٨

تفسير قوله تعالى : (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) الآيات

٣٥٣

تفسير قوله تعالى : (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى إِذْ رَأى ناراً) الآيات

٣١٤

تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) الآيات

٣٦٠

تفسير قوله تعالى : (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) الآيات

٣٢٦

تفسير قوله تعالى : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى) الآيات

٣٦٥

الكلام على مفردات قوله تعالى : (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي) الآيات وتفسيرها

٣٣٥

تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ) الآيات

٣٧٣

تفسير قوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) الآيات

٣٤٢

تفسير قوله تعالى : (كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ) الآيات

٣٨١

تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) الآيات

٣١٨

تفسير قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ) الآيات

٣٩٥

 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

الكلام على مفردات قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) وتفسيرها وان هذه

السورة مكية

٤٠٥

تفسير قوله تعالى : (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَة

٥٩٣

(كانَتْ ظالِمَةً) الآيات

٤١٢

إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) الآيات وتفسيرها

٤٤١

تفسير قوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ) الآيات

٤١٧

تفسير قوله تعالى : (قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا) الآيات

٤٤٦

تفسير قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ) إلخ

٤٢٣

تفسير قوله تعالى : (قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ) إلخ

٤٥٠

تفسير قوله تعالى : (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) الآيات

٤٢٩

تفسير قوله تعالى : (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ) إلخ

٤٥٩

تفسير قوله تعالى : (بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ) الآيات

٤٣٣

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) الآيات

٤٦٤

الكلام على مفردات قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) إلخ

٤٧٠

سورة الحج

الكلام على مفردات قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) الآيات وتفسيرها وأنها مكية إلا هذان خصمان

٤٧٩

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) الآيات

٥١٤

تفسير قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) الآيات

٤٨٧

تفسير قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ) إلخ

٥٢٠

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى) الآيات

٤٩٣

تفسير قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ) والكلام على التمني والإلقاء وما ورد فيه

٥٢٤

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) الآيات

٤٩٨

تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) إلخ

٥٣١

تفسير قوله تعالى : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ) الآيات

٥٠٥

تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) الآيات

٥٣٥

تفسير قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ) الآيات

٥٣٦

سورة المؤمنون

الكلام على مفردات قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) الآيات وتفسيرها

٥٤٥

تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) إلخ

٥٦٨

تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) الآيات

٥٥٣

تفسير قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) الآيات

٥٧٣

تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) الآيات

٥٥٦

تفسير قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) الآيات

٥٧٩

تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) الآيات

٥٥٨

تفسير قوله تعالى : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ) الآيات

٥٨٢

تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ) إلخ

٥٦٣

تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) الآيات

٥٨٥

٥٩٤