فضائل بيت المقدّس

الإمام الحافظ ضياء الدين محمّد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي

فضائل بيت المقدّس

المؤلف:

الإمام الحافظ ضياء الدين محمّد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي


المحقق: محمّد مطيع الحافظ
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ١٣٦

رواية بصرة رضي‌الله‌عنه

٣ ـ أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطّوسيّ (١) بقراءتي عليه بنيسابور ، قلت له : أخبركم أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر بن محمد بن الحسين المعروف بالسّيدي قراءة عليه وأنت تسمع ، أنبا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري ، أنبا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي ، أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ببغداد ، ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ، ثنا مالك ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة أنه قال (٢) :

خرجت إلى الطّور فذكره ثم قال : فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال : من أين أقبلت؟ فقلت : من الطّور ، فقال : لو أدركتك قبل أن تخرج ما خرجت إليه سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

لا تعمل المطيّ إلّا إلى ثلاثة مساجد : إلى المسجد الحرام أو مسجدي هذا ، أو إلى مسجد إيليا (٣) أو بيت المقدس. يشكّ أيهما قال.

أخرجه أبو داود السجستاني في سننه (٤) ، عن القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ورواه الترمذي في جامعه (٥) عن إسحاق بن موسى ، عن معن بن عيسى جميعا عن مالك. ورواه النسائي في سننه (٦) عن قتيبة بن سعيد ، عن بكر بن مضر كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن الهاد بإسناده نحوه.

وقد رواه سعيد بن أبي سعيد المقبري : أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقي أبا هريرة.

__________________

(١) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ١٤٢) ، التكملة لوفيات النقلة ٣ / ٢٦ ، شذرات الذهب ٥ / ٧٨

(٢) الحديث بتمامه في جامع الأصول ٩ / ٢٦٩

(٣) إيلياء ويقصر ، وإلياء ويقصر : مدينة القدس. القاموس : أيل.

(٤) سنن أبي داود رقم ١٠٤٦ باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة. وانظر جامع الأصول ٩ / ٢٧١

(٥) الجامع للترمذي رقم ٤٩١ باب ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة.

(٦) سنن النسائي ٣ / ١١٤ باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة.

٤١

ورواه (١) عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ومرثد بن عبد الله اليزني ، عن أبي بصرة الغفاري ، وقيل : هو هو والله أعلم.

رواية علي عليه‌السلام

٤ ـ قرئ على أبي الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجليّ (٢) المفتي ونحن نسمع بأصبهان ، أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قراءة عليها وأنتم تسمعون ، فأقرّ به ، أنبا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذه ، أنبا أبو القاسم سليمان (٣) بن أحمد الطبراني ، ثنا مسلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة بن كهيل ، عن حجيّة بن عدي ، عن علي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى.

لا أعرفه إلا من هذا الطريق. والله أعلم (٤).

رواية عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهما

٥ ـ قرئ على أبي محمد عبد الرزاق بن نصر بن مسلم النّجار (٥) ونحن نسمع سنة تسع وسبعين وخمس مئة بدمشق ، أخبركم أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء ، أنبا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري بدمشق ، أنبا أبو علي أحمد بن عمر بن محمد بن خرّشيد قوله ، أنبا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي المعروف

__________________

(١) انظر مجمع الزوائد ٤ / ٣

(٢) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٩٢) ، التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٠ ، شذرات الذهب ٤ / ٣٤٤

(٣) اللوحة ٣٥ آ

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٣ : رواه الطبراني في الصغير والأوسط

(٥) انظر ترجمته في العبر ٤ / ٢٤٤

٤٢

بالحامض ، ثنا يعقوب بن عبيد النهر تيري ، ثنا علي بن يونس البلخي ، ثنا هشام بن الغاز ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

لا تشدّ المطيّ إلّا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ومسجد الأقصى (١).

رواية أبي الجعد الضمري

وسماه بعضهم أدرع بن جنادة بن المزداد بن عبد كعب بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. رضي‌الله‌عنه (٢).

٦ ـ أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني (٣) بقراءتي عليه بأصبهان ، قلت له : أخبركم محمود بن إسماعيل الصيرفي وأنت حاضر ، أنبا أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ، أنبا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا الحضرمي وموسى بن هارون قالا : ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ، ثنا عشر بن القاسم ، عن محمد بن عمرو ، عن عبيدة بن سفيان ، عن أبي الجعد الضمري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لا تشدّ الرّحال إلّا إلى المسجد الحرام ومسجدي ، ومسجد الأقصى (٤).

رواية واثلة بن الأسقع رضي‌الله‌عنه

٧ ـ أخبرنا أبو الفضائل الفضل (٥) بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصّيدلاني (٦) في كتابه ، أن الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، ثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا الأطروش من

__________________

(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٣ : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.

(٢) وقيل : جنادة. وقيل : عمرو بن بكر ، كان على قومه في غزوة الفتح. الإصابة ٤ / ٣٢

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٩٨) ، التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٢١

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٤ : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. ورواه البزار أيضا.

(٥) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ١ / ١٥٦

(٦) اللوحة ٣٥ ب

٤٣

لفظه ، ثنا أحمد بن علي الخزاز هو أبو جعفر ، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ، ثنا أيوب بن مدرك ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس.

لا أعلم أني كتبته من حديث واثلة إلا من هذا الوجه من رواية أيوب بن مدرك. وهو من المتكلمين فيه. والله أعلم.

باب في قوله تعالى

(بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ)(١)

٨ ـ أخبرنا أبو المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان بن البانياسي (٢) المعدّل قراءة عليه وأنا أسمع في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وخمس مئة بدمشق ، قيل له : أخبركم أبو الفضل محمد وأبو الحسن علي ابنا الحسن بن الحسين الموازيني ، أنبا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني ، ثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن قراءة عليه قال : أنبا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي ، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن زياد بن أبي سودة قال :

رئي عبادة بن الصّامت وهو على سور بيت المقدس الشرقي وهو يبكي قال : فقيل : ما يبكيك يا أبا الوليد؟ قال : من ههنا أخبرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه رأى جهنم (٣).

٩ ـ وأخبرنا أبو طالب الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاوس (٤) قراءة

__________________

(١) سورة الحديد الآية ١٣ وأول الآية : فضرب بينهم بسور له باب

(٢) انظر ترجمته في شذرات الذهب ٤ / ٢٧٣

(٣) الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ٦ / ١٧٤

(٤) انظر ترجمته في شذرات الذهب ٤ / ٢٦١

٤٤

عليه ونحن نسمع في شوال سنة سبع وسبعين وخمس مئة بدمشق قيل له : أخبركم الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أنبا محمد بن علي بن يحيي ، أنبا الفضل بن جعفر ، ثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن الوليد القرشي إملاء ، ثنا موسى بن سهل ، ثنا يزيد بن خالد بن مرشل ، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (١) ، قال : حدثني زياد بن أبي سودة أنه سمع أخاه عثمان بن أبي سودة قال :

رأيت عبادة بن الصّامت وهو واضع صدره على جدار المسجد ، مشرف على وادي جهنم يبكي فقلت : أبا الوليد ما يبكيك؟ قال : هذا المكان الذي أنبأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه رأى فيه جهنم (٢).

١٠ ـ وأخبرنا هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط (٣) قراءة عليه ونحن نسمع ببغداد أن أبا الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء أخبرهم قراءة عليه ، أنبا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن النصيبي إجازة قال : أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الواسطي (٤) ، ثنا عيسى بن عبد الله بن عبد العزيز الوراق قال : أخبرني علي بن جعفر الرازي ، ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا أبو عمير النحاس ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيي بن أبي كثير ، عن أبي سلمة قال :

رئي عبادة بن الصّامت على شرقي مسجد بيت المقدس يبكي ، فقيل له : ما يبكيك؟ فقال : من ههنا حدّثني حبّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه رأى ملكا يقلّب جمرا كالقطف (٥).

__________________

(١) اللوحة ٣٦ آ

(٢) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ١٧٤. وانظر فضائل البيت المقدس للواسطي ص ١٤

(٣) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ١ / ٤١٠ ، سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٨١)

(٤) الحديث في فضائل البيت المقدس تأليف محمد بن أحمد الواسطي. ص ١٥ طبع في القدس ١٩٧٩

(٥) القطف : بالكسر : العنقود. القاموس المحيط

٤٥

١١ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد (١) بن حمد بن حامد بن غياث الأرتاحيّ (٢) قراءة عليه وأنا أسمع بمصر ، قيل له : أخبركم أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي الفراء في كتابه ، أنبا أبو الحسين محمد بن حمود بن الدليل الصواف قراءة عليه ، أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي البزاز بالقدس (٣) ، ثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد ، حدثني أحمد بن زيد الحرار ، ثنا رقاد ، ثنا صدقة بن يزيد ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن عطية بن قيس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي :

في هذه الآية (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ)(٤) قال : هو سور بيت المقدس الشّرقي (٥).

باب في قول الملائكة الموكلين بالمساجد الثلاثة

١٢ ـ أخبرنا أحمد (٦) بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي (٧) ببغداد ، أن عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب ، أنبا القاضي أبو العلاء محمد بن يعقوب الواسطي ، ثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال المقرئ ، ثنا أبو حامد أحمد بن رجا بن عبيدة قدم علينا للحج ، ثنا محمد بن محمد بن إسحاق البصري ، ثنا سويد بن نصر البلخي ، ثنا ابن المبارك ، ثنا سفيان الثوري ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : قال عبد الله ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٧٢ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٩٥ ، معجم البلدان ١ / ١٤٠

(٢) الأرتاحي : نسبة إلى أرتاح ، قال في معجم البلدان ١ / ١٤٠ : من أرتاح الشام وكان يقول (أي الأرتاحي) : نحن من أرتاح البصر لأن يعقوب عليه‌السلام بها ردّ عليه البصر

(٣) فضائل البيت المقدس للواسطي ص ١٥

(٤) سورة الحديد الآية ١٣

(٥) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ١٧٤

(٦) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٢٣٤ ، سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ١٢١)

(٧) نسبة إلى دير العاقول : بليدة بالقرب من بغداد. التكملة ٢ / ٢٣٤

٤٦

لله ثلاثة أملاك : ملك موكّل بالكعبة ، وملك موكل بمسجدي ، وملك موكّل بالمسجد الأقصى. فأما الموكّل بالكعبة فينادي في كلّ يوم : من ترك فرائض الله خرج من أمان الله. وأمّا الملك الموكّل بمسجدي هذا فينادي في كلّ يوم : من ترك سنة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يرد الحوض ولم تدركه شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأمّا الملك الموكّل بالمسجد الأقصى فينادي في كلّ يوم : من كان طعمته حراما كان عمله مضروبا به وجهه (١).

أنكر الخطيب (٢) هذا الحديث قال : ورجال إسناده كلهم ثقات معروفون سوى البصري وأحمد بن رجاء فإنهما مجهولان (٣). والله أعلم (٤).

باب : أي مسجد وضع في الأرض أولا

١٣ ـ أخبرنا أبو مسلم المؤيد (٥) بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن الاخوة بأصبهان ، أن زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم في آخرين قالوا : أنبا أبو الحسين الخفاف ، أنبا أبو العباس السراج ، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم ، أنبا عيسى بن يونس ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال :

قلت : يا رسول الله ، أيّ مسجد وضع في الأرض أولا؟ قال : المسجد الحرام. فقلت : يا رسول الله ، ثمّ أيّ؟ قال : ثمّ المسجد الأقصى. قلت : كم

__________________

(١) أورد المؤلف هذا الحديث أيضا في كتابه المخطوط في الظاهرية (الجزء من المجموع) مجموع رقم ١٥ الورقة ٤٦

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٧ وأول الحديث : ثلاثة أملاك ...

(٣) ميزان الاعتدال للذهبي ١ / ٣٧٦

(٤) اللوحة ٣٦ ب

(٥) واسمه هشام بن عبد الرحيم توفي بأصبهان سنة ٦٠٦ ه‍. انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٨١ ، شذرات الذهب ٥ / ٢٣

٤٧

كان بينهما؟ قال : أربعون سنة. ثمّ حيثما أدركتك الصلاة فصلّ فهو لك مسجد.

رواه البخاري (١) في صحيحه عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه مسلم (٢) في صحيحه عن أبي كامل الفضيل بن الحسين كلاهما عن عبد الواحد بن زياد ، عن سليمان بن مهران الأعمش (٣).

١٤ ـ أنبا الإمام أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحيّ (٤) قراءة عليه بمصر ، أن أبا الحسين علي بن الحسين بن عمر الموصلي أخبرهم في كتابه ، أنبا أبو الحسين محمد بن حمود بن الدليل الصواف قراءة عليه ، أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي (٥) البزاز بالقدس ، ثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد ، حدثني أبو الحسن الطحان (هو إسحاق بن الحسن) (٦) ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني ابن لهيعة ، عن يزيد ابن أبي حبيب ، قال : أخبرني عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

إن مكّة بلد عظّمه الله وعظّم حرمته ، خلق مكة وحفّها بالملائكة قبل أن يخلق شيئا من الأرض يومئذ كلّها بألف عام ، ووصل المدينة ببيت المقدس ، ثم خلق الأرض كلّها بعد ألف عام خلقا واحدا.

والصواب : ووصلها بالمدينة ووصل المدينة ببيت المقدس.

__________________

(١) صحيح البخاري ٤ / ١٣٦

(٢) صحيح مسلم ١ / الحديث ٥٢٠ كتاب المساجد ومواضع الصلاة.

(٣) ورواه ابن ماجه ١ / ٢٤٨ باب أي مسجد وضع أولا.

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٥) انظر فضائل البيت المقدس للواسطي صفحة ١٦

(٦) ما بين قوسين مستدرك في هامش الأصل.

٤٨

باب فضل الصلاة ببيت المقدس

١٥ ـ أخبرنا (١) أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الأصبهاني (٢) بها ، أنّ أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذة ، أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، عن عروة بن رويم ، عن عبد الله بن الديلمي ، عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

إنّ سليمان سأل الله ثلاثا فأعطاه اثنتين ، وأرجو أن يكون أعطاه الله الثالثة : سأله أن يحكم بحكم يواطئ (٣) حكمه فأعطي ، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ، وسأله أيّما عبد أتى بيت المقدس لا يريد إلّا الصلاة فيه أن يكون من خطيئته كيوم ولدته أمّه.

رواه أبو عبد الله بن ماجه (٤). وأبو عبد الرحمن النسائي (٥) من رواية عبد الله بن فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمرو بنحوه (٦).

١٦ ـ أخبرنا أبو المجد زاهر (٧) بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان أن أبا عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم قراءة عليه ، أنبا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه ، أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي ، أنبا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا عمرو بن الحصين ، ثنا يحيى بن العلاء ، ثنا ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أبي أمامة قال :

__________________

(١) في هامش الأصل : (من هنا سمع محمد بن عبد الحميد إلى آخرها).

(٢) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٣) واطأه على الأمر : وافقه. القاموس المحيط. أي أن يوافق حكم الله.

(٤) سنن ابن ماجه ١ / ٤٥١ باب ما جاء في الصلاة إلى بيت المقدس.

(٥) سنن النسائي ٢ / ٣٤ فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه.

(٦) ورواه الواسطي في فضائل البيت المقدس ص ١٨ بإسناد آخر وألفاظ مقاربة.

(٧) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ١١٣) التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٢١٤

٤٩

قالت ميمونة بنت الحارث زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ، إيتوه فصلّوا فيه ، فإنّ صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه ، قالت : يا رسول الله ، أرأيت من لم يطق محملا إليه ، قال : فليهد له زيتا يسرج فيه ، فمن أهدى إليه شيئا كان كمن صلّى فيه.

كذا روى هذا الحديث عمرو بن الحصين ، عن يحيى بن العلاء. وكلاهما لا يحتج بحديثه. والمعروف حديث ميمونة (١) بنت سعد مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وليست بابنة الحارث.

__________________

(١) وهو ما رواه أبو داود وابن ماجه وفيه ١ / ٤٥١ :

عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت :

قلت : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه ، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره ، قلت : أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال : فتهدي له زيتا يسرج فيه ، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه.

قال ابن حجر في الإصابة ٤ / ٣٩٩ : ميمونة بنت سعد ويقال : سعيد ، كانت تخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروت عنه ، وروى عنها زياد وعثمان ابنا أبي سودة ... روى لها أصحاب السنن الأربعة مما أخرج لها بعضهم ما رواه معاوية بن صالح ، عن زياد بن أبي سودة ، عن ميمونة وليست زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنها قالت يا رسول الله :

أفتنا عن بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ، ائتوه فصلوا فيه .. الحديث.

قال أبو عمر : ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنها أبو يزيد الضبي ... ثم قال : ميمونة أخرى حديثها عنه أهل الشام في فضل بيت المقدس ... روى عنها زياد بن أبي سودة والقاسم بن عبد الرحمن. قلت : قد صرح زياد بن أبي سودة بأن التي روى عنها ميمونة بنت سعد ، فالظاهر أنهما واحدة. وسبق ابن عبد البر إلى التفرقة بينهما أبو علي بن السكن ... قلت. بنت سعد روي عنها حديث واحد في فضل بيت المقدس ، فيه نظر ، ثم ساقه من طريق عيسى بن يونس ، عن ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال : رواه سعيد بن عبد العزيز ، عن ثور ، عن زياد ، عن ميمونة ، ليس بينهما عثمان بن سعد. قلت : وقد أخرجه ابن منده من الوجهين وترجم لهما كما ترجم ابن السكن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... فاتفق ابن السكن وابن منده وأبو

٥٠

١٧ ـ أخبرنا به أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني (١) بأصبهان ، أن محمود بن إسماعيل الصيرفي أخبرهم وهو حاضر ، أنبا أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ، أنبا سليمان بن أحمد بن أيوب ، ثنا يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا عيسى بن يونس ، عن ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنها قالت :

يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس ، فقال : أرض المنشر والمحشر ، إيتوه فصلوا فيه ، فإن صلاة فيه كألف صلاة ، قالت ، أرأيت إن لم نطق أن نتحمل إليه أو نأتيه ، قال : فاهدين إليه زيتا يسرج فيه ، فإن من أهدى له كان كمن صلى فيه. وهذا هو المشهور (٢).

١٨ ـ أخبرنا (٣) أبو علي بن أبي القاسم بن أبي علي النّصري (٤) ، أن القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أخبرهم قراءة عليه ، أنبا محمد بن علي بن الحسين بن سكينة ، أنبا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، ثنا أحمد بن حفص ، ثنا أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن الحجاج ، عن قتادة ، عن أبي الخليل ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر أنه قال :

تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيّما أفضل؟ مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم

__________________

عمر على أنهما اثنتان وخالفهم أبو نعيم فقال : عندي أنهما واحدة ، وصوبه ابن الأثير ، وبذلك صدر المزي في التهذيب كلامه ثم قال : وقيل إنهما اثنتان ... ثم ذكر ابن منده ميمونة ثالثة ... قلت : والذي يغلب على الظن أن الثلاثة واحدة. الاصابة ٤ / ٣٣٩ ـ ٤٠٠.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٧ : روى أبو داود قطعة منه من حديث ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورواه أبو يعلى من حديث ميمونة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والله أعلم ورجاله ثقات.

(١) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٢) في هامش الأصل : مكرر في الأول

(٣) الحديث رقم ١٨ ، ١٩ ، ٢٠ ورد في اللوحة ٣٩ لاضطراب في ترتيب الأوراق عند تجليد الكتاب.

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف

٥١

بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى ، وليوشكنّ لأن يكون للرجل مثل سية قوسه (١) من الأرض حيث يرى بيت المقدس خيرا له من الدنيا وما (٢) فيها (٣).

١٩ ـ أخبرنا أبو العلاء عبد الصمد بن أبي الرجاء بن أحمد بن عبد الواحد الأصبهاني إجازة ، أن أبا علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا محمد بن نصر هو الهمداني ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا أبو الخطاب حماد الدمشقي ، عن رزيق أبي عبد الله الألهاني ، عن أنس بن مالك قال. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

صلاة الرّجل في بيته بصلاة ، وصلاته في مسجد القبائل بخمس (٤) وعشرين صلاة وصلاة في المسجد الذي يجمّع ـ يعني ـ فيه بخمس مئة صلاة ، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة ، وصلاته في مسجد الكعبة بمئة ألف صلاة ، وصلاته في مسجدي هذا بخمسين ألف صلاة.

رواه أبو عبد الله بن ماجه في سننه (٥) عن هشام بن عمار الدمشقي.

٢٠ ـ أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن غياث الأرتاحيّ (٦) قراءة عليه ونحن نسمع بمصر ، قيل له : أخبركم أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي الفراء في كتابه ، أنبا أبو الحسين محمد بن حمود بن الدليل الصواف قراءة عليه ، أنبا أبو بكر

__________________

(١) سية القوس : ما عطف من طرفيها. اللسان (سيا)

(٢) في هامش الأصل : (بلغ محمد بن سليمان أولا)

(٣) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٧ : (رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح) وأورده الواسطي في فضائل البيت المقدس ص ٢٨ بألفاظ متقاربة.

(٤) في الأصل : (بخمسة) والتصحيح من سنن ابن ماجه وفضائل بيت المقدس للواسطي

(٥) سنن ابن ماجه ١ / ٤٥٣ باب ما جاء في الصلاة في المسجد الجامع ، وكذلك في فضائل البيت المقدس للواسطي صفحة ١٢

(٦) انظر فهرس شيوخ المؤلف

٥٢

محمد بن أحمد بن محمد الواسطي البزاز بالقدس. ثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد ، ثنا محمد بن النعمان ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا أبو عبد الملك الجزري ، عن غالب بن عبد الله ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

من صلّى في بيت المقدس غفرت ذنوبه كلّها. وقال الله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ)(١) إلى بيت المقدس (٢).

باب (٣) في الصلاة إلى بيت المقدس

٢١ ـ أخبرنا أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني بقراءتي عليه بأصبهان ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال قراءة عليه ، أنبا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي ، أنبا جعفر بن عبد الله ، أنبا أبو بكر محمد بن هارون الروياني ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال :

صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو بيت المقدس (٤) ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ـ سفيان شكّ ـ ثمّ صرفنا إلى القبلة (٥)

رواه البخاري ومسلم جميعا عن أبي موسى محمد بن المثنى ، عن يحيى بن سعيد.

٢٢ ـ وأخبرنا أبو أحمد عبد الله (٦) بن أحمد بن أبي المجد الحربي (٧) بها ، أن هبة الله بن

__________________

(١) سورة البقرة الآية ٢١٠

(٢) وردت بعد ذلك العبارة التالية : (يتلوه الوريقة بالعرض) أي الورقة ٣٧ من الأصل

(٣) اللوحة ٣٧ آ

(٤) صحيح البخاري ١ / ١٠٤ باب التوجه نحو القبلة

(٥) صحيح مسلم ١ / ٣٧٤ باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة.

(٦) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ١ / ٤٠٩ وفيه : أبو محمد عبد الله ، وسير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٨٢)

(٧) نسبة إلى باب حرب في بغداد

٥٣

محمد أخبرهم قراءة عليه ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم صرفت القبلة بعد (١).

٢٣ ـ وأخبرنا المبارك (٢) بن أبي المعالي الحريمي ، أن أبا القاسم هبة الله أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو علي بن المذهب ، أنبا أبو بكر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا أبي ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه ، وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف إلى الكعبة.

رواهما الإمام أحمد (٣) في مسنده (٤) / (٥).

٢٤ ـ أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي بن المعطوش (٦) بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه ، أنبا الحسين بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا عفان ، ثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس :

أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي نحو بيت المقدس فنزلت (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ١ / ٣٢٥

(٢) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٣) مسند الإمام أحمد ١ / ٣٢٥

(٤) قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ٢ / ١٢ : رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح

(٥) في هامش الأصل : بلغ عبد الرحمن.

(٦) انظر فهرس الشيوخ

٥٤

وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١) فمرّ رجل (٢) ، وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلّوا ركعة فنادى : ألا إنّ القبلة قد حوّلت ، ألا إن القبلة قد حوّلت إلى الكعبة ، فمالوا كما هم نحو القبلة.

رواه مسلم (٣) في صحيحه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عفان (٤).

٢٥ ـ أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة (٥) ، أن أبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي في آخرين ، قالوا : أنبا أبو الحسين الخفاف ، أنبا أبو العباس السراج ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع

قال السراج : وحدثنا زياد بن أيوب ، ثنا أبو عاصم جميعا عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال :

كان أهل قباء (٦) يصلّون قبل الشام فأتاهم آت فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أنزل عليه القرآن فتوجّه إلى القبلة ، فاستداروا إلى (٧) القبلة فاستقبلوها (٨).

__________________

(١) سورة البقرة الآية ١٤٤

(٢) في صحيح مسلم : فمر رجل من بني سلمة ...

(٣) صحيح مسلم ١ / الحديث ٥٢٧ باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة.

(٤) أورد المؤلف هذا الحديث عن شيخ آخر له في كتابه (الجزء من المجموع) الظاهرية مجموع ١٥ الورقة ٦٦

(٥) انظر فهرس الشيوخ

(٦) قباء : موضع بقرب مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من جهة الجنوب نحو ميلين ، يقصر ويمد ، ويصرف ولا يصرف. المصباح المنير.

(٧) في نسخة الأصل : (فاستداروا القبلة فاستقبلوها). وفي الهامش بخط مغاير : (صوابه : إلى القبلة)

(٨) روي بكسر الباء وفتحها ، والكسر أصح وأشهر.

٥٥

وقال السراج : ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا خالد بن مخلد ، ثنا سليمان بن بلال ، حدثني عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر :

بينما النّاس في صلاة الصّبح في قباء جاءهم رجل فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنزل عليه الليلة قرآن ، وأمر أن يستقبل الكعبة. قال : فاستقبلوها (١) وكلّ وجه الناس إلى الشام ، فاستداروا بوجوهم إلى الكعبة.

رواه البخاري (٢) ومسلم (٣) عن قتيبة بن سعيد ، عن مالك بمعناه.

باب فضل صخرة بيت المقدس

٢٦ ـ أخبرنا أبو هاشم الحسين بن محمد بن علي الجرباذقاني (٤) المؤدب بأصبهان ، أن أبا الخير محمد بن أحمد أخبرهم قراءة عليه وهو حاضر ، أنبا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني ، أنبا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، ثنا محمد بن ... بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن محمد بن صخر بن القاسم ، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، ثنا شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

الأنهار أربعة : سيحان وجيحان والنيل والفرات ، فأما سيحان فنهر بلخ (٥) ، وأما جيحان فدجلة ، وأمّا النيل فنهر مصر ، وأما الفرات ففرات الكوفة ، فكلّ ما يشربه ابن آدم فهو من هذه الأربعة الأنهار تخرج من تحت الصّخرة.

٢٧ ـ أخبرنا أبو القاسم هبة (٦) الله بن الحسن بن المظفر بن السبط قراءة عليه ببغداد ،

__________________

(١) روي بكسر الباء وفتحها ، والكسر أصح وأشهر.

(٢) صحيح البخاري ١ / ١٠٥ باب ما جاء في القبلة

(٣) صحيح مسلم ١ / الحديث ٥٢٦ باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة.

(٤) نسبة إلى بلدة بين أصبهان والكرج (الأنساب ٣ / ٢١٨)

(٥) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان.

(٦) انظر فهرس الشيوخ

٥٦

أن أبا الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء أخبرهم قراءة عليه ، أنبا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن النصيبي إجازة ، أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الواسطي (١) المقدسي الخطيب ، ثنا عمر هو ابن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد هو ابن حماد ، ثنا محمد بن النعمان ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا أبو عبد الملك الجزري ، عن غالب بن عبيد الله ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

الأنهار كلّها والسّحاب والبحار والرّياح من تحت صخرة بيت المقدس.

٢٨ ـ وبه (٢) ثنا الوليد ، ثنا إبراهيم هو ابن محمد ، ثنا آدم ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية :

في قوله تعالى : (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)(٣) قال : من بركتها أنّ كلّ ماء عذب يخرج من أصل صخرة بيت المقدس (٤).

٢٩ ـ وبه (٥) ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا زهير ، ثنا داود بن هلال ، عن الصلت بن دينار ، عن أبي صالح ، عن نوف البكالي (٦) قال :

الصّخرة يخرج من تحتها أنهار من الجنة : سيحان وجيحان والفرات والنيل (٧).

__________________

(١) فضائل البيت المقدس للواسطي ص ٦٩

(٢) أي بالسند المتقدم

(٣) سورة الأنبياء ٧١

(٤) فضائل البيت المقدس ٦٨

(٥) أي بالسند المتقدم

(٦) هو نوف بن فضالة الحميري البكالي ، روى عن الإمام علي وأبي أيوب وثوبان وكعب الأحبار ، كان إماما لأهل دمشق ، استشهد مع محمد بن مروان في الصائفة. تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٩٠

(٧) فضائل البيت المقدس ص ٦٨

٥٧

٣٠ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن محمد بن الهمداني (١) بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف إجازة ، أنبا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن النصيبي إجازة ، أنبا محمد بن أحمد بن محمد الواسطي (٢) ، ثنا عيسى هو ابن عبيد الله الوراق ، ثنا أبو الحسن علي بن جعفر الرازي ببيت المقدس ، ثنا العباس بن أحمد بن عبد الله ثنا عبد الله بن عميرة المقدسي ، ثنا بكر بن زياد الباهلي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لمّا أسري بي إلى بيت المقدس مرّ بي جبريل إلى قبر إبراهيم عليه‌السلام فقال : انزل صلّ ههنا ركعتين ، فإنّ ههنا قبر أبيك إبراهيم عليه‌السلام ، ثمّ مرّ بي ببيت لحم فقال : انزل فصلّ ههنا ركعتين ، فإنّ ههنا ولد أخوك عيسى عليه‌السلام ، ثم أتى بي الصخرة فقال : من ههنا عرج ربّك إلى السماء فألهمني الله أن قلت نحن بموضع عرج منه ربي إلى السماء ، فصليت بالنبيين ، ثم عرج بي إلى السماء.

٣١ ـ وأخبرنا الحافظ أبو موسى محمد بن عمر بن (٣) أبي عيسى المديني (٤) في كتابه ، أن أبا طاهر إسحاق بن أحمد بن محمد الراشتيناني (٥) ، أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي ، أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، ثنا إسحاق بن إسماعيل الرملي ، ثنا خشيش بن أصرم والمؤمل بن إهاب قالا : ثنا عبد الرزاق ، أنبا معمر ، عن الزهري ، عن وهب بن منبه (٦) قال :

__________________

(١) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٠٣ ، العبر ٥ / ٦

(٢) فضائل البيت المقدس ص ٦٢

(٣) اللوحة ٣٨ ب

(٤) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٦٩)

(٥) نسبة إلى راشتينان من قرى أصبهان

(٦) وهب بن منبه بن كامل اليماني ، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس ، قال العجلي : تابعي ثقة ، وكان على قضاء صنعاء ، وكان عالما بأساطير الأولين مات سنة ١١٤ ه‍ تهذيب التهذيب ١١ / ١٦٨

٥٨

قال الله لصخرة بيت المقدس : يا صخرة بيت المقدس ، أنت عرشي الأدنى ، منك استويت إلى السماء ، وفيك جنتي وناري ، وفيك جزائي وعقابي ، فطوبى لمن رآك ، ثمّ طوبى لمن رآك ، ثم طوبى لمن رآك.

٣٢ ـ وبه عن وهب بن منبه قال :

قال تعالى لصخرة بيت المقدس : عليك أضع عرشي ، وإليك أحشر خلقي ، ولأفجرنّ أنهارك خمرا وعسلا ولبنا.

٣٣ ـ وبه أنبا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إبراهيم هو ابن محمد بن الحسن ، حدثنا أبو شرحبيل الحمصي ، ثنا أبو اليمان ، عن صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي شمر الأردني ، عن كعب قال :

إنّ الله تبارك وتعالى نظر إلى الأرض فقال : إنّي واطئ على بعضك ، فاستبقت إليه الجبال وتضعضعت الصخرة ، فشكر لها ذلك فوضع عليها قدمه فقال : هذا مقامي ومحشر خلقي ، وهذه جنتي ، وهذه ناري ، وهذا موضع ميزاني ، وأنا ديّان الدّين.

باب (١) ذكر أن بيت المقدس لا يدخلها الدجّال

٣٤ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر (٢) بأصبهان ، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها (٣) ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذه ، أنبا سليمان بن أحمد ، ثنا جعفر بن أحمد الشامي ، ثنا أبو كريب ، ثنا فردوس الأشعري ، عن مسعود بن سليمان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال :

في الدّجال ما شبّه عليكم منه فإنّ الله عزوجل ليس بأعور ، يخرج فيكون

__________________

(١) اللوحة ٣٩ ب

(٢) انظر فهرس الشيوخ

(٣) اللوحة ٤٠ آ

٥٩

في الأرض أربعين صباحا يرد منها كلّ منهل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة ، الشهر كالجمعة ، والجمعة كاليوم ، ومعه جنة ونار ، فناره جنّة ، وجنته نار ، معه جبل من خبز ، ونهر من ماء ، يدعو برجل ـ لا يسلطه الله إلّا عليه ـ فيقول : ما تقول فيه؟ فيقول : أنت عدو الله ، وأنت الدّجال الكذّاب ، فيدعو بمنشار فيضعه حذو رأسه فيشقه حتى يقع بالأرض ، ثم يحييه فيقول له : ما تقول فيه؟ فيقول : والله ما كنت أشدّ بصيرة مني فيك الآن ، أنت عدو الله الدجّال الكذّاب الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فيهوي إليه بسيفه فلا يستطيعه فيقول : أخّروه عني (١).

٣٥ ـ أخبرنا زاهر (٢) بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان ، أن الحسين بن عبد الملك الأديب ، أخبرهم قراءة عليه أنبا إبراهيم بن منصور ، أنبا محمد بن إبراهيم بن علي ، أنبا أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا خلف بن هشام ، ثنا أبو عوانة ، عن الأسود بن قيس ، عن ثعلبة بن عباد ، عن سمرة بن جندب قال :

قام يوما خطيبا فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إني بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضين لنا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ طلعت الشمس فكانت في عين النّاظر قيد رمح أو رمحين من الأفق فاسودّت حتى آضت (٣) كأنها تنومة (٤) قال : فقلنا أحدنا لصاحبه : انطلق إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليحدثن له شأن هذه الشمس اليوم في أمته حديثا قال : فدفعنا إلى المسجد ، فوافقنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) حين خرج للناس فاستقام فصلّى بنا كأطول ما قام في

__________________

(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(٢) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٣) آضت : أي رجعت وصارت. النهاية في غريب الحديث (آض)

(٤) تنومة : هي نوع من نبات الأرض فيها وفي ثمرها سواد قليل. النهاية في غريب الحديث (تنم)

(٥) اللوحة ٤٠ ب

٦٠